بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين حديثنا اليوم عن القراءة المتأنية بعد ان كان لقاؤنا امس عن القراءة السريعة والقراءة المتأنية كذلك انواع اول انواعها في نظري القراءة الحرة المتأنية كما ذكرنا انفا القراءة الحرة السريعة القراءة الحرة المتأنية هي التي يجتمع فيها امران اثنان في الكتب التي آآ تقرأ بهذه القراءة يجتمع في هذه الكتب امران اثنان الامر الاول ان هذه الكتب ليست صعبة جدا لانها اذا كانت صعبة في اسلوبها وتحتاج الى جهد للفهم فهذه تحتاج الى قراءة الدراسة التي ستأتينا فيما بعد والامر الثاني ان هذه الكتب مفيدة في اه تفاصيلها لا على جهة الاجمال فقط يعني في كل جملة من جملها في كل فقرة من فقراتها هنالك فائدة معينة يجب تحصيلها لانها اذا كانت مفيدة على جهة التفصيل وانما فائدتها اجمالية فقط فحين اذ نحتاج معها الى القراءة الحرة السريعة التي من قبل ما نوع الكتب او ما نوع الفنون التي اه اه يمكننا ان نعمل فيها القراءة الحرة المتأنية هنالك انواع كثيرة مثلا كتب العقيدة كتب الحديث كتب التاريخ كتب السيرة اه كتب الادب اه اغلب الروايات الى غير ذلك. لكن هذا كله على الغالب فلا يمنع ذلك انه مثلا حين قلت كتب العقيدة لان كثيرا من كتب العقيدة التي نتعامل معها هي كتب يمكن قراءتها بهذا الشكل لكن هنالك كتب اه عقدية الى دراسة فيها مناقشات دقيقة مع مثلا المتكلمين مع الفلاسفة الى غير ذلك كذلك حين اقول الحديث اقصد بذلك آآ كتب الاحاديث او حتى كتب شروح الحديث التي ليس فيها تعقيد خاص والا مثلا كتب الحديث التي فيها دراسة للاسانيد فيها نظر في العلل آآ او فيها شرح للحديث لكن بمستوى عال معين فهذه لا لا ينفع معها نوع من القراءة ايه ده هذا النوع الاول النوع الثاني ما اسميه انا قراءة الدراسة لانني كما ذكرت انفا العلم لا ينال بالقراءة فقط ولكن يدخل فيه اشياء من بينها الدراسة ما معنى قراءة الدراسة؟ معنى ذلك انني لا اطالع الكتابة. وانما ادرسه ليس فغرضي من اه قراءة الكتاب ان افهم كلام مؤلفه فقط المقصود عندي ان افهم الكلام وليس من قصد ان ازيد على ذلك لانني اذا قصدت الى الزيادة فانني انتقل الى القراءة التحليلية التي سيأتينا التي ستأتينا لاحقا فاذا قراءة الدراسة هذه نعملها مع الكتب التي تحتاج الى الى دراسة مثلا كما ذكرت لكم في لقاء سابق هذا كتاب جواهر الاكليل آآ الذي هو شرح على مختصر الخليل رحمه الله تعالى هذا الكتاب انا في خلال فترة في خلال مدة الحجر الصحي آآ ادرسه مع اه احد الطلبة المالكيين يعني هو اه يقرأ علي الشرح وانا يسرد علي الشرح وانا اعلق بما تيسر. تعليقاتي المختصرة لان الغرض ختم الكتاب لا ان نشرحه شرحا مفصلة آآ كم يأخذ منا ذلك؟ تقريبا تقريبا اه ثلاث صفحات في ساعة كاملة لاننا لا نكتفي فقط بالقراءة الحرة وانما نقرأ كل كلمة لوحدها فكل كلمة تحتاج منا الى تعليق والى نظر وربما الى آآ بحث فيها آآ انواع الفنون التي تدخل في هذا الباب كتب الفقه كتب الاصول كتب النحو كتب الصرف اه كتب المنطق كتب الفلسفة ومرة اخرى هذا على جهة الغالب آآ فمثلا يمكن ان يوجد من كتب الفقه ما هو سهل آآ يتعامل معه بقراءة حرة اه ككثير من كتب الفقه التي يكتبها المعاصرون لان المعاصرين يحاولون دائما التيسير في اه طريقة كتابتهم وفي اسلوبهم. بخلاف كتب تقدمي فهي في الغالب يعني فيها اه صرامة معينة في اه الالفاظ وبالتالي تحتاج الى فك الفاظها فلا ينفع معها الا الدراسة. كذلك بعض كتب الفلسفة قد تكون سهلة الى غير ذلك. ثم هنا مسألة اخرى وهي ان آآ حين اقول مثلا كتب الفقه تذكرت هنا مسألة وهي ان آآ انك اذا كنت متمكنا من الفن الذي تدرسه فانك تسرع فيه اكثر مما لو لم تكن متمكنا منه وقد ذكر هذا المعنى اه مؤخرا اه اخونا الحبيب مشاري الشثري في مقاله الماتع اه طالب العلم في زمن الكورونا ذكر قصة عن العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى وهو من الائمة الشافعية المعروفين انه كان يبدأ قراءة نهاية المطلب في يبدأ في آآ يعني يوم الاربعاء ثم الخميس وينهيه مع صلاة الجمعة والكتاب ضخم. يعني ايه في تسعة عشر مجلدا ثم هو كتاب فقهي وفيه اساليب دقيقة وفيه يعني عبارات تحتاج الى فك وما اشبه ذلك. فبعض العلماء كابن عقيل استبعد ذلك. فرد عليهم السراج البلقيني وقال انا لا استبعد لا استبعد لم؟ لان الشيخ العزة ابن عبد السلام لا يشكل عليه منه شيء فهو حين يقرأ الكتاب ليس كما يقرأه غيره بحيث يقف عند بعض العبارات التي تشكل عليه لا هو لتمكنه فهو يقرأه كما يقرأ الواحد منا مثلا رواية ويمكن يعني مراجعة القصة في المقال المذكور اذا هذه قراءة الدراسة النوع الثالث القراءة البحثية وهذه عند بحث موضوع معين فانا ابحث عن هذا الموضوع في كتب مختلفة فاقرأ لذلك مقاطع من كتب مختلفة وحينئذ اما ان اعتمد على الكتب الخاصة بالفن الذي ابحث فيه واما ان انظر ايضا في الكتب في غير هذه الكتب الخاصة وحينئذ استخرج الفائدة من غير مظنتها اي من غير الموضع الذي يظن ان فائدتها موجودة فيه مثلا اريد ان ابحث في موضوع متعلق بتربية الاطفال الاصل ان ارجع للكتب المؤلفة في تربية الاطفال وهي كثيرة عند الغربيين وعند آآ المسلمين ايضا ولكن هل اكتفي بذلك كما يفعل بعضهم؟ لا يمكنني ان ارجع في هذا الموضوع الى اه استخلاص فوائد تربوية من كتب الفقه بطبيعة الحال من كتب تيرا من كتب التاريخ من كتب الادب بل ربما قد اجد الفائدة في غير مظنتها. يعني مثلا اقرأ في كتاب من كتب النحو او اللغة فاجد مثلا قصة وقعت لنحوي مع ابنه او للغوي مع ابيه او ما اشبه ذلك او مع شيخه فاستخرج من ذلك فائدة متعلقة به تربية هكذا ينبغي ان يكون البحث النافع وهذا يقتضي منك ان تكون لديك قراءة حرة مستمرة لان هذه الفوائد الموجودة في غير مظنتها انت لا تجدها حين تبدأ بحثك. وانما آآ حين تبدأ البحث تقول اه هذا هذه المسألة هذا البحث هذا الموضوع رأيت فائدة متعلقة به في الكتاب الفلاني او هذا الكتاب العلاني البعيد عن الموضوع يمكن ان يوجد فيه ينفعني فلابد من ان تكون عندك هذه القراءة لتستخرج هذه الفوائد فتضعها في بحوثك عند الحاجة اليها تلك من الأشياء التي تغضبني حقا آآ حين يتصل بي بعض الباحثين في الإجازة او في الماستر او في سلك الدكتوراه فيقولون موضوعي كذا وكذا واريد كتبا ارجع اليها عند بحث هذا الموضوع في الحقيقة هذا لا يعجبني كثيرا اه هنالك امران عند طلبة هذه طلبة الجامعات في بحوثهم امران اه يعني غضبان الاول هو هذا والثاني هو حين يأتيني الواحد منهم ويقول اريد آآ ان آآ انا في سلك مثلا الدكتوراة اقترح علي بحوثه الحقيقة انا هذا لا يعجبني كثيرا ويندر ان اقترح بحوثا لما؟ لان الاصل ان الموضوع ينبغي ان ينبع من رغبتك وميولك واستعدادك بمعنى انت حين كنت في الاجازة كنت تفكر حين اصل الى الدكتوراة سأبحث الموضوع الفلاني. لا ان تجلس هكذا ثم تقول اشيروا علي بموضوع فيأتيك موضوع ثم تبدأ النظر فيه. لا الموضوع ينبغي ان يكون ملائما لتوجهك الفكري منذ سنوات. على كل حال نرجع الى الموضوع الاول فهؤلاء ارغب ان اقول له كما يقول آآ ابو فهر اه المكتبة العربية مثل الكتاب الواحد بمعنى المكتبة العربية كلها صالحة لان تستعملها في بحثك فمهمتك هي الانتقاء من هذه الكتب المختلفة وحسن الترتيب بينها وحسن التوليف بينها والجمع بين المعلومات والفوائد لتخرج بحثك اما ان ترجع الى كتب جاهزة انت تريد كتابا في آآ بحثا في تربية الاطفال ترجع الى كتب جاهزة في موضوع التربية. فتنقل من ذلك اصولا فصل من هنا او فصل من هنا او فصل من هنا وتجمع ذلك ثم تقول هذا بحث هذا ليس من البحث في شيء ثم اخيرا هنالك القراءة التحليلية. وكنا قد اشرنا الى هذا من قبل حين ذكرنا ان القراءة يمكن ان تكون بغرض تحسين جودته تفكير. فالقراءة التحليلية اه تصنع فيها اشياء كثيرة من ذلك انك قد تعيد ترتيب المقروء ان لم يحسن المؤلف ترتيبه فتقول ليته جعل هذا الفصل قبل هذا وهذه الفقرة قبل هذه اه يمكنك ايضا ان اه تدمج المقروءة لي الناس نسقك المعرفي عندك نسق معين عندك بناء وهذا قد شرحته من قبل فلا اعيده عندك بناء معين فتأخذ هذا المقروء وتحاول ادخال قال له في موضعه من هذا البناء اه ثالثا عدم التسليم للمؤلف مطلقا. بل انت تقرأ للمؤلف كما لو كان امامك. لا تتلقى منه مباشرة مباشرة وانما تذاكره وتناقشه وتحاوره فيما يقول انت في هذه لم تحسن في هذه. ومن لطائف قضية المحاورة مع المؤلف ما يقع لي كثيرا انني حين اه اقرأ في كتاب معين ويكون الكتاب باذخا فيقع لي ان احلق في بعض الهوامش اه بشيء يدل على انني كأنني احاور المؤلف كأن المؤلف امامي فاقول له احسنت او اكتب لله ضرك او اكتب اه يعني مثلا اه بالعكس يعني اذا لم يعجبني اه اقول ابعدت النجعة او اكتب ما فائدة هذا التطويب؟ آآ او اكتب رضي الله عنك اذا اعجبني جدا وهكذا. فانت تحاور المؤلف ولا اكتفي بالتلقي منه ايضا حين تقرأ بهذه القراءة التحليلية تكون مستعدا لان تراجع بعض مسلماتك الفكرية حين تكون هذه المسلمات لم آآ تقوم على آآ ادلة وبراهين وحين يكون المؤلف قادرا على زعزعة ببراهينه وبقوة حججه. وهكذا يعني القراءة التحليلية الكلام فيها يطول جدا عموما القراءة المتأنية بجميع انواعها يمكن ان تكون سرية ويمكن ان تكون جهرية والغالب فيها ان تكون جهرية او على الاقل ان تكون بتحريك اللسان حتى ان لم تكن جهرا بحيث يسمعك الاخرون لكن تكون بتحريك اللسان لان تكريك اللسان اه بطبيعة الحال هو ابطأ ولكن ايضا يساعد على التركيز اكثر. ففي في قراءة الدراسة وفي القراءة التحليلية يعني من الافضل تحريك اللسان لكن في القراءة الحرة المتأنية يمكن الا تحرك لسانك وتكتفي بالقراءة اه اه بان تجري القراءة على قلبك دون تحريك لسانك والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته