الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين حديثنا اليوم عن موضوعين يكثر السؤال عنهما وهما جواب عن سؤالين السؤال الاول الذي يكثر الناس من طرحه خاصة عند المبتدئين انني اقرأ كثيرا ولكنني انسى ما اقرأه والسؤال الثاني كيف لي ان اركز اكثر فيما اقرأ فنبدأ بالسؤال الاول فنقول انت تقرأ ولكنك تنسى ما تقرأ فاول ما عليك ان تقتنع به ان القراءة خير الحفظ فهذان منهجان مختلفان عليك الا تخلط بينهما ومن الخلل ان تعد القراءة كالحفظ بحيث تطالب نفسك بان تستحضر جميع ما تقرأه كما تطالب نفسك بان تستحضر جميع ما تحفظه هذا الجواب الاجمالي ثم عند التفصيل نقول ان المعرفة بطبعها تراكمية اي كل معرفة زائدة تضاف الى التي قبلها لتؤسس بناء معرفيا في ذهنك وفي قلبك والقراءة الواحدة لا يمكن ان تكفي لاستحضار المعلومة بمعنى اذا قرأت كتابا واحدا في الموضوع فلا يمكنك ان تبقى متذكرا لجميع ما في ذلك الكتاب كما لو انك حفظته بل لابد من ان تشفع هذه القراءة بقراءات اخرى ويكون ذلك في كتب مختلفة ومتنوعة فانت تقرأ هذه الفائدة في كتاب وعي لكاتب قديم ثم تقرأها لاخر معاصر اقرأها في كتاب تاريخي ثم تقرأها في كتاب فقهي تقرأها في كتاب طويل ذي مجلدات ثم عند جرد تلك المجلدات ثم تقرأها في كتاب سريع قرأته في جلسة واحدة وهكذا اذا المعلومة الواحدة تقرأها مرات مختلفة بعد هذه القراءات المختلفة ذهنك يمكنه ان يقوم بعملية الربط بين هذه المعلومات لتتشابك فيما بينها وتؤسس نسقا معرفيا وتؤسس فكرا هذا الفكر الذي يقوم بك هو الذي يمكنك فيما بعد من استحضار المعلومات والتشبيه الاظهر الذي يبين لك هذا المعنى هو انك حين تأكل وجبة من الطعام فانت تعلم يقينا بالتجربة بالخبرة بكلام الاطباء ان هذه الوجبة التي اكلتها التي تناولتها هذه الوجبة قد ساهمت وشاركت في نموك الجسدي والنفسي والذهني الى اخره ولكن هل انت ترى ذلك؟ بمعنى اكلت الان هل ترى بعد اربع ساعات او خمس ساعات ان طول آآ جسمك قد زاد او ان وزنك قد زاد او ان عقلك قد عقلك قد تفتح اكثر لا ترى ذلك لما؟ لان ذلك لا يظهر في الامد القريب. وانما يظهر بعد تراكمات طويلة وكثيرة فاذا هذه النقطة مهمة جدا هنالك بعد ان تفهم هذا هنالك امور يمكنك ان تساعدك يمكن ان تساعدك في استحضار المعلومات. من هذه الامور ان تتحدث عن الكتاب الذي قرأته الحديث عن الكتاب يرسخ ما فيه من فوائد كذلك ان تناقش هذا الكتاب تجلس في مجلس مع اصدقائك وتحمل هذا الكتاب بين يديك وتقول اه العالم الفلاني او الكاتب الفلاني قال كذا وانا ارى كذا وتبدأ في مناقشته تدريبا لك على المناقشة والمحاورة التي ذكرناها من قبل وايضا لكي ترسخ المعلومات في ذهنك يمكنك ايضا الى جانب المناقشة والمذاكرة ان تكتب عنه بحيث اذا انتهيت من الكتاب تتكلف ان تذهب مثلا الى مواقع التواصل او الى المدونات ونحوها او المنتديات فتكتب مراجعة لهذا الكتاب اي ملخص صغير جدا لا تطيل فيه لانك اذا اه اردت ان تكتب عن كل كتاب مقالا طويلا فهذا سيجعلك تنصرف عن القراءة. ملخص صغير جدا في فقرة واحدة وفقرتين تحاول فيها في في هذا الملخص ان تحيط ب اه ما في الكتاب على جهة الاجمال هذا يساعدك في ترسيخ معاني الكتاب في ذهنك وتثبيت ذلك ايضا من الطرق التي يمكن اه ان تصنعها وانا اصنعها شخصيا وتفيدني هي انك بعد الانتهاء من الكتاب تحمله بين يديك وتقوم باطلالة سريعة عليه تتصفحه بسرعة بسرعة يعني يأخذ ذلك بضع دقائق تعيد النظر في ابوابه وفي فصوله وفي الفوائد التي سجلتها في في الهوامش وتنظر في هيكله العام وتنظر مرة اخرى في المقدمة وانت يكون عهدك قريبا بالخاتمة فتنظر في اوائل الكتاب هل اه ذلك مرتبط بما رأيته في اخره الى غير ذلك هذا يساعدك ايضا في هذا الباب ثم من الأشياء التي تساعد تدوين الفوائد والناس في تدوين الفوائد على آآ انماط مختلفة جدا اه اذا كنت مبتدئا في مجال القراءة والعلم فتدوين الفوائد يكون بان تكتب ذلك في كناشة خاصة في دفتر او في هذا العصر في ملف على الحاسوب تكتب الفائدة كاملة تنقلها من الكتاب الى ملفك هذا بالنسبة للمبتدئين. والغالب ان المبتدأ يكتب الكثير لانه عند قراءته اه يجد امامه معلومات جديدة كثيرة جدا الجديد بالنسبة له اكثر من المعلوم المعروف لديه فلزلك هذا يأخذ وقتا وجهدا لكن المرجو الا تبقى في هذه المرحلة مدة طويلة بل تنتقل الى تباعد المرحلة التي بعدها هي انك تكتفي بان تسجل رؤوس الاقلام يعني رأس الفائدة فقط مع الصفحة التي اه توجد فيها هذه الفائدة. ويكون ذلك مثلا في الورقة الاخيرة من الكتاب والافضل الا يكون في ورقة مستقلة لانها قد تضيع. يكون في الورقة الاخيرة من الكتاب تسجل الصفحة وآآ مختصرا صغيرا جدا عن الفائدة هذا يساعدك انك اذا رجعت الى الكتاب بعد سنوات يمكنك ان ترجع الى الفوائد فقط فتقوم بنخلها ثم تكتشف بان هذا صرت احفظه هذا صرت اعرفه جيدا لا احتاج الى مراجعتي لكن هذه الفائدة عجيبة هذه الفائدة كأنني اكتشفها من جديد فانني لم يتأتى لي ان انظرها ان انظر اليها وان اراها في كتاب اخر. ولذلك هذه الفائدة سارجع اليها فترجع الى وتنظر في الفائدة فهذا يغنيك عن اعادة قراءة الكتاب كله ثم بعد ذلك يمكنك ان تكتفي بالفوائد الغريبة فقط يعني الفوائد التي ليست في مظنتها كفائدة فقهية في كتاب في النحو يمكنك ان تأخذ هذه الفوائد ولا تكتفي بتسجيلها في اخر آآ الكتاب وانما تسجلها في بحوثك اذا كانت عندك بحوث او مقالات تريد نشرها يكون عندك هيكل المقال وهيكل البحث فمتى وجدت فائدة تأخذها وتسجلها في موضعها الان الموضوع الثاني وهو انني لا اركز. التركيز مشكلة لان التشتت الذهني يجعلك آآ تطيل امد القراءة ويؤدي بالتالي الى الفتور متى فتحت الكتاب؟ آآ تبدأ في تأمله يصلح ذهنك يمينا وشمالا فبعد ذلك تجد انك الكتاب الذي يمكن ان تقرأه في آآ ساعتين تقرأه في اربع او في اكثر. وهذا كله يؤدي الى الفتور والى ترك القراءة وهنالك مجموعة من الاشياء يجب فعلها للاعانة على التركيز من اهم ذلك ان تتحرى الوقت المناسب وهو الوقت الذي تكون النفس فيه منفتحة شهيتها الى القراءة عندك رغبة في القراءة فلا تكون منشغلة بهم او قلق لان القلق يعني يصعب عملية التركيز وهذا يقتضي منك لا ان تنتظر اوقات غياب القلق ولكن يقتضي منك ان تدفع القلق القلق عن نفسك ما امكن فتوجد تلك الاوقات التي لا قلق فيها يعني بعض الناس الان في فترة في مدة الحجر آآ الوبائي آآ ما صنعوا شيئا لانه في قلق دائم ما سبب هذا القلق؟ من الصباح الى المساء وهو يفكر في احصاءات الوباء وهل سيصلني الوباء او لا يصلني؟ انشغالك بهذا الذي لا تستطيع التأثير فيه عن الذي تستطيع التأثير فيه نوع من الخذلان. لا تنشغل بهذا الامر فانت سواء انشغلت به او لم تنشغل هذا لن يغير في الامر شيئا انا اذا اه يعني تأخرت في وردي من القرآن بورد اليوم من القرآن او تأخرت في برنامجي من القراءة. هذا يمكن ان اقلق بسبب ذلك لان لي قدرة على التأثير فيه. فاقلق فابادر الى الاستدراك اما الوباء ما املك فيه شيئا فما فائدة القلق؟ لا شيء لن يصيبك الا ما كتب الله لك وكذلك بعض الناس تأتي فتقول لهم تعالوا نقرأ او انا اقرأ في يقول لك طيب وكيف تستطيع ان تقرأ ومآسي المسلمين الموجودة في طيب هذا يقتضي منك يعني بالجواب الجدلي انك في عمرك كله لا تصنع شيئا لا تقرأ ولا تتعلم ولا اي شيء وتبقى منذ ان ولدت وانت بمآسي المسلمين. لم؟ لاننا نحن في جيلنا هذا وهو جيل ذلة منذ ان فتحنا اعيننا وجدنا ان المسلمين في آآ كوارث وفي مآسي. نحن مثلا انا حين فتحت عيني وجدت القدس يعني فلسطين مستلبة والقدس محتلة فهل معنى ذلك انه كان علي ان لا اقرأ ولا اتعلم ولا لا ما معنى لذلك؟ في ذلك هذه المآسي هي تقع تفاعلك معها لابد منه آآ نصرتك للمسلمين بقدر المستطاع امر حسن لك لا ينبغي ان يصرف كذلك عن امر حسن اخر وهو العلم والقراءة والدعوة وغير ذلك ايضا يدخل في تحري الوقت المناسب ان لا يكون هذا الوقت ان لا يكون فيه برد الا يكون حرارة الا يكون نعاس فهذا كله يصرف عن التركيز كذلك تحري المكان المناسب وهو مكان يعجبك ان تقرأ فيه الغالب انه المكان الذي يكون هادئا كمكتبة او غرفة خاصة او نحو ذلك. بعض الناس يحب ان يخرج الى الطبيعة يعني في غير هذا الوقت الذي نحن فيه يخرج الى الطبيعة مثلا فعلى ضف اه قصة نهر او تحت شجرة والناس في ذلك يختلفون. آآ ينبغي ان تكون الاضاءة جيدة لانها اذا كانت سيئة فانها تمنعك من التركيز الى غير ذلك ايضا وهذا هو الاهم. ان تلغي الملهيات اذا فتحت الكتاب اغلق الهاتف اغلق التلفاز اغلق الحاسوب اغلقه اغلاقا بحيث آآ يعني المشكلة انك تقرأ فاذا بك تسمع اشعارا بانه وصلك وصلته رسالة على الواتساب او على كذا او كذا فتذهب اليها ولا تكتفي بقراءة الرسالة بل تسرح بين الرسائل المنشورات وغير ذلك فيضيع الكتاب او اقل شيء انك تبقى منشغلا به. ترى من هذا الذي ارسلني؟ لا اغلق هذا كله. وكذلك الحركة البشرية اطفال يتحركون واحد داخل عليك والاخر يخرج هذه الاشياء كلها تصرفك عن التركيز مما يعين على التركيز ان تستعين بالقراءة الجهرية ما امكن فاذا يعني آآ قرأت جهرا فهذا حين اقول جهرا يعني ان تحرك لسانك كما ذكرت لك انفا اه بخلاف امرار القراءة على القلب. وكذلك الاستعانة بمؤشر كاصبع او ورقة او نحو ذلك ايضا مما يعين على التركيز ان تستعين ان تقرأ الكتاب الذي يناسبك من جهة المستوى العلمي والفكري ومن جهة الرغبات والميول انت لا تحب اه اه مثلا النحو قراءتك للنحو تجعلك لا تركز وهذا يقتضي منك ان تقدم بين يدي النحو مقدمات معينة لتصل الى المرحلة التي تقرأ فيها في النحو وانت مرتاح وآآ يعني وهو مركز فيه. ايضا مما يعين على التركيز ان تقرأ الكتاب في وقت معقول. لانك اذا طال بك الامد جدا فتحت الكتاب اه وما ختمته الا بعد اشهر فهذا لا يعينك على الربط بين فقراته فيبذل القارئ جهدا كبيرا لاستحضار ما وربطه بما آآ هو امامه من المقروء. فحينئذ يصعب عليه ان يركز على ما يقرأه لانه يبقى دائما مشغولا بعملية الربط بهذه وهي الممتدة على شهور فهذا مشكل كبير وهذا يجرنا الى ان نسأل ما سرعة القراءة المعقولة التي يمكن ان نعملها في الكتب العادية انا شخصيا الذي اراه ان الصفحة العادية اه اذا قرأتها ما بين ثلاثين ثانية ودقيقة ونصف فهذه قراءة حسنة ومعقولة جدا. اقل من ثلاثين ثانية هذي قراءة سريعة اكثر من دقيقة ونصف هذه تصبح قراءة آآ اذا وصلت مثلا الى دقيقتين او الاكثر اذا وصلت الى ثلاث دقائق في الصفحة هذا يصبح تصبح قراءة بطيئة فعليك ان تسعى جاهدا الى يعني ان تسرع اكثر ومثلا اذا كنت تقرأ الصفحة في دقيقة فمعنى ذلك انك تقرأ الكتاب الكامل الذي عدد صفحاته ثلاث مئة تقرأه في كم؟ في خمس ساعات في خمس ساعات وهذه يعني وهذا شيء جيد جدا آآ اما آآ السؤال الاخر وهو ما الحد الادنى للقراءة في اليوم؟ فبالطبع هذا لا جواب عليه لانك آآ لانه يوجد من هذا بحسب التفرق يعني بعض القراء الكبار يكونون متفرغين فيقرأ في اليوم آآ عشر ساعات او ثلاثة ثلاثة اه ثلاث عشرة ساعة او نحو ذلك ولكن اقول لك اذا استطعت ان تحافظ على ساعة واحدة يوميا من القراءة فهذا شيء حسن جدا واذا قرأت ساعة كل يوم فمعنى ذلك انك ستقرأ آآ يعني اذا قرأت ساعة يعني ستين صفحة يوميا فستون صفحة يوميا هذا آآ تقريبا آآ اكثر من سبعين كتابا في السنة الواحدة ولا شك ان هذا معدل جيد جدا اكثر الناس لا يصلون حتى الى عشره فهذا جواب السؤالين على جهة الاختصار وان كنت قد اطلت اليوم اكثر لانه كان عندنا موضوعان ساكتفي بهذا القدر والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته