بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لقاؤنا اليوم عن موضوعين اثنين اولهما عن اختيار الكتب وثانيهما عن الترتيب بين مجالات العلم والفكر فاما اختيار الكتب فهذا امر لا بد منه ولابد من ان يكون للقارئ معايير معينة في الاختيار لانه لا يمكنه ان يقرأ كل شيء الكتب كثيرة جدا وتقصر الاعمار عن قراءة اه جزء يسير منها فلابد من الاختيار والمفاضلة فاذا اولا كيف نعرف الطبعات والتحقيقات وكيف نميز فيما بينها اولا نميز بالتجربة فانت اذا جربت بان قرأت اه لدار نشر معينة كتابا واثنين وثلاثة. ثم وجدت ان التحقيق دائما يكون رديئا. وان صف الكتاب واخراجه يكون سيئا فانت تخرج بنتيجة ان الغالب ان هذا الكتاب الجديد الذي اخرجته هذه الدار الغالب انه سيكون كذلك اه بنفس الرداءة وسوء الاخراج اذا التجربة لابد منها ثانيا سؤال الخبراء ان اه شفاء الذي لا يعلم ان يسأل والخبراء موجودون وهم اناس من كبار القراء عندهم آآ تجربة طويلة وباع حسن في آآ معرفة الكتب ومعرفة الطبعات ولهم نوع خلطة مع دور النشر ومع ميدان النشر عموما ثم الاطلاع على ما كتب في هذا الموضوع وهو كثير وموجود ولكن زبدة ذلك موجودة في منتدى من منتديات الشبكة معروف لديكم هو المسمى في ملتقى اهل الحديث ففي هذا الملتقى في الحقيقة اا هنالك اا كان هنالك يعني اا قسم خاص بالطبعات والكتب والتحقيقات وفيه فوائد كثيرة جدا للاسف بالطبع هذه الفوائد ليست مجموعة على صعيد واحد لكن انت تحتاج الى ان تبحث عنها فتجد بغيتك باذن الله والملتقى ما يزال موجودا لمن اراد ان يطلع عليه اه هنالك نقطة لابد من معرفتها وهي ان القارئ المبتدئ عليه ان يحرص على الكتب النافعة والكتب السليمة من الشوائب نوائب العقيدة وغيرها هذا بالنسبة للقارئ المبتدئ لانه اذا كانت خطوته الاولى في العلم على منهج غير سليم فانه اه في كثير من الاحيان ولكن ليس دائما في كثير من الاحيان يستمر على هذا المنهج طول حياته فيهدر كثيرا من وقته وعمره لكن القارئ المتوسط ومن باب اولى المنتهي فهذا يقرأ كل شيء تقريبا الا ان يكون المقروء مما يحرم مما تحرم قراءته والا فهو يقرأ كل شيء لما؟ لان الفائدة لا تختص بنوع معين من الكتب ولذلك يعجبني قول آآ العقاد رحمه الله تعالى حين يقول ليس هنالك كتاب اقرأه ولا استفيد منه شيئا جديدا يقول ما معناه حتى الكتب التافهة حتى الكتب التافهة فانني استفيد من قراءتها آآ استفيد مثلا آآ ما معنى التفاهة؟ كيف يفكر التافهون كيف يكتب الكتاب التافهون وما اشبه ذلك فينبغي ان تفهم هذا جيدا لاني رأيت من الكتاب عفوا من القراء الذين هم في مرحلة متقدمة وما يزالون يرفضون قراءة نوع معين من الكتب تحت دعوة ان هذا الكتاب غير سليم ان هذا الكتاب مخلوط ان عقيدة مؤلفه سيئة الى اخر ذلك وهذا يفوته خير عظيم جدا من حيث لا متر ثم هنالك امر اخر مهم في قضية اختيار الكتب وفي اختيار المناهج ايضا في اختيار مناهج طلب العلم اه عليك ان تحرص في البداية على الافضل كما كما ذكرت لك انفا لكن لو انك اه قرأت المفضول فانت لم تقع في كارثة من الكوارث لان قراءتك لهذا المفضول انما هي تجربة تضاف الى سلسلة تجاربك في الحياة فنحن نستفيد من تجاربنا السيئة اضعاف ما نستفيده من من التجارب الصالحة والحسنة اذا هذا في ذاته ليس كارثة وانما هو خطأ يجب آآ اصلاحه. لكن الكارثة الحقيقية التي يقع فيها كثير من الناس وانا ارى هذا مرارا هو ان تجلس على شاطئ البحر لا تخوض خماره ابدا ثم انت تنتظر على الشاطئ ان يتفق الناس فيما بينهم على اي الكتاب هو افضل؟ وعلى اه هل يبدأ بهذا او يبدأ بذاك؟ وانت تنتظر لا بدأت بهذا ولا انت بدأت بذاك هذه هي الكارثة الحقيقية. هذا التردد هذا الخوف هذا الاحجام في غير محله هو الكارثة حقا من الفوائد في باب آآ قراءة الكتب ان من المفيد الذي انصح به ان تحرص على آآ قراءة كتب كاتب ومؤلف من من المكثرين ان تقرأ كتبه كلها وذلك لتستجمع منهجيته الفكرية والعلمية في ذهنك ولتتعرف الى مشروع حياته لان الغالب ان امثال هؤلاء المؤلفين لهم مشروع في مشروع حياتي معين يحرصون عليه وايضا الغالب ان المؤلفين يكررون افكارهم بصيغ مختلفة في كتبهم. فانت اذا قرأت مجموع كتب كاتب معين تقرأ هذه الافكار اه بصيغ مختلفة فيكون ذلك ادعى الى رسوخها في ذهنه. فمن المتقدمين يحرص مثلا على القراءة بالطبع لشيخ الاسلام ابن تيمية ايضا اه ابن القيم امثال ابن حزم اه الغزالي وامثال هؤلاء. من المعاصرين مثلا اه مالك بن نبي اه مثلا فريد الانصاري عبدالوهاب المسيري اه مثلا اه من مثلا محمد قطب من ادباء مثلا الرافعي محمود شاكر يعني العقاد وامثال هؤلاء فانت جرب هذا ابدأ وتنقل ما لك بن نبي تجمع كتبه وتقرأها كلها ستجد فائدة عظيمة لذلك اه من في اختيار الكتب هنالك التنويع والتخصص. بطبيعة الحال عليك ان تعتني بتخصصك. ولكن متى تتحدث عن التخصص بعد ان تتجاوز مرحلة الاولى وحدا ادنى لابد منه وهو اه المرحلة الاولى من جميع الفنون فيكون لك اطلاع على العقيدة والفقه وكذا وكذا وتكون مطلعا على ذلك كله قبل ان تقول انا اريد ان التخصص. اما انت تخصص في الحديث مثلا ابتداء وانت لم تطلع على الفقه ولا علم لك به. فهذا يؤدي الى شذوذات عجيبة جدا هذا هكذا يكون التخصص ثم حتى بعد التخصص لا يعني ذلك كما يفعل بعضهم الا تقرأ الا في بتخصصك بل لا بأس ان تنوع ايضا فتقرأ في آآ يعني مثلا انت متخصص في الحديث تقرأ كذلك في الفقه وفي العقائد وفي غير ذلك لاننا كما ذكرنا انفا المكتبة العربية كلها هي مثل الكتاب الواحد. اذا هذه النقطة الاولى. النقطة الثانية في قضية الترتيب بين مجالات العلم اه السؤال الاول الذي يطرح كثيرا هل اقرأ في مجال واحد ام يمكنني ان اقرأ في فنون مختلفة في الوقت نفسه بعضهم عنده جواب جاهز على هذا السؤال وهو جواب منظوم لبعض الشناقطة يقول وفي ترادف الفنون المنعجة ان توأمان اجتمعا لن تخرجا. بطبيعة الحال التشبيه وينتج من وهو مضم حسن وينتج من ذلك ان كثير من الناس يقتنعون بهذا الامر فيظنون انه يمنع فعلا ان اه تقرأه في فنون مختلفة في الوقت نفسه. والحق ان هذا الكلام ليس وحيا وبعضهم يظن ان الكلام اذا نظم اذا كان منظوما فانه آآ يعني يكون علميا ولا بد وليس كذلك بل هنالك كثير من المنظومات ومن الافكار التي نظمت ثم هي اما ضعيفة واما فيها خلل او على الاقل ليست على اطلاقها كما في هذا البيت الذي آآ معنا الان فإذا انظر الى عمل الطلبة والعلماء عبر التاريخ ستجد انه في المدارس العتيقة الازهر في القرويين في بليوس وفي الزيتونة في كذا ستجد انه ان الطالب لا يجلس يقرأ العقيدة حتى ينتهي منها ثم يبدأ الاجر رومية لينتهي من النحو ثم يذهب الى ابن عاشر لينتهي من الفقه المالكي اليس كذلك. وانما تدرس الفنون في الوقت نفسه لكن الخطأ الذي لا ينبغي ان يقع هو عدم ختم الكتب بمعنى انا بدأت مثلا وفي الوقت نفسه بدأت ورقات الجويني. اقرأ في هذا وفيه ذاك في الوقت نفسه الخطأ هو انني في وقت من الاوقات آآ يعني اقف الاجرومية واكمل في في الورقات والاجرومية كأنها غير موجودة ما ختمتها هذا هو الخلل الذي آآ ينبغي الحذر منه هنا مسألة اخرى هو في الترتيب بين العلوم الشرعية من جهة وبين الفكر والفلسفة والعلوم الانسانية من جهة اخرى وقد كتبت في هذا من قبل مرارا وانا اقول بكل وضوح لا تبدأ بالفكر والفلسفة قبل ان يكون لك اطلاع واف ونوع رسوخ في العلوم الشرعية. لسبب سهل جدا هو ان الفلسفة بطبعها تعلم السيولة في الذهن فانها فيها الكثير من الاطلاق وآآ ليس آآ فيها قيود معتبرة حقا ولذلك اذا بدأت بالفلسفة وتعلم ذهنك هذا الانطلاق في التفكير حين تدخل الى العلوم الشرعية تحاول تطبيق ذلك على العلوم الشرعية وفي من الخلل الشيء العظيم جدا. وهذا هو الذي شاهدناه يعني حين نشتكي اليوم من بعض الذين يفتون ويتكلمون في الدين بغير علم غالبهم ممن لم يدرس العلوم الشرعية ابتداءا وانما درس شيئا من الفكر والفلسفة ثم باخرة اراد ان يطلع على العلوم الشرعية فبدأ يطلع فاعمل في العلوم الشرعية المنهج نفسه الذي كان يعمله في اه الفلسفة فاتى بالاوابد والموبقات ثم في الترتيب بين العلوم الشرعية نفسها آآ انا اقول اولا عليك ان تنجز مرحلة اولى من العلوم كلها. مرحلة اولى من العقيدة من الفقه من الاصول من النحو من الصف الى اخره هذا لابد منه ثانيا احرص على ان تبدأ بعلوم الالات والوسائل قبل علوم المقاصد والغايات فمثلا حد ادنى من الاصول لابد منه قبل البدء في الفقه ده يعني من البديهيات ايضا احذر من ان ترتمي الى علوم النهايات وهي العلوم التي انما يتكلم فيها من كان ريان من علوم الشريعة كما يقول الشاطبي رحمه الله تعالى كعلم المقاصد وقد عكس الأمر في هذا الزمان وصار الطالب قبل ان يختم ختمة كاملة من علم اصول الفقه ولو في حده الادنى تجده مع ذلك اه يتكلم في مقاصد الشريعة. فحدث عن الجهل عن الجهل ولا حرج وكذلك القواعد الفقهية انت ما درست الفقه وتريد ان تدرس القواعد؟ هذا مشكل. فيعني القواعد في الاصل تأتي بعد الفقه. هذا هو الترتيب الاصلي وايضا عليك ان تحذر من حرق من حرق المراحل داخل كل فن هذا واضح ان تبدأ مختصر خليل وانت لم تتقن بعد متن ابن عاشة هذا خلل ان تدرس الالفية وانت لا تعرف الاجرومية هذا خلل اذا علمت هذه القواعد في ترتيب العلوم الشرعية نقول من ضمن العلوم كلها يجب الحرص على البدء بعلم العقيدة هذا واضح جدا ويدخل في العقيدة اه امور مختلفة منها النظر في هذه المذاهب الفكرية العقدية العصرية فانني ادعو دائما الى تجديد علم العقيدة ليحافظ على ما كان يذكره المتقدمون ويضاف اليه شيء من اه التحيين ان صح هذا التعبير بمعنى ان تضاف بعض المذاهب الفكرية المعاصرة ان يضاعف شيء من من اه مناهج الملاحدة هذا اضافة الى امور اخرى كالاعتصام بالكتاب والسنة كحجية السنة كالرد على بعض الشبهات المنتشرة في هذا المجال الى غير ذلك. هذا كله ويشمله اه مصطلح العقيدة الان آآ في الترتيب ايضا هل ابدأ بكتب التراث ام بالكتب العصرية؟ لا شك ان القراءة في كتب التراث اعظم تأثيرا من القراءة في الكتب العصرية الحديثة وذلك من وجهين اثنين اولا من جهة دقة الفاظها المتقدمون لهم الفاظ دقيقة ولهم لغة ناصعة ولهم اساليب جميلة جدا وفصيحة. وثانيا من من جهة الثرائف المضمون. فالورقة الواحدة من مثلا كتاب للشافعي مثلا يمكن ان تستخرج منها او ان تجعلها معادلة اه عشرين ورقة من اه كلام المعاصرين فالغالب ان الكتب المعاصرة انما تراد في الغالب هذا ليس دائما انما تراد لكونها تيسر كلام المتقدمين وكتب المتقدمين ولذلك من استطاع ان يصل الى كلام المتقدمين دون هذه الواسطة فهو اولى واجدر. هذا يجرنا الى ان ان القراءة لا تراد للمضمون فقط بل تراد ايضا للاسلوب اه بالفاظه وبتراكبه. ومن الكوارث العصرية التي صرنا نراها ان اه اه البعض صار يحرص على الكتابة بالعامية وصار البعض يكتب روايات ودواوين شعر بالعامية. ولست انا لست انا وحده من آآ يعني آآ لست انا وحدي من يكره آآ مثل هذا بل انا اكرهه حتى في اللغات الاخرى حتى في اللغة الفرنسية اكره ان اجد نصا آآ يعني في موضوع من الموضوع وليس فيه اسلوب فصيح بمعنى الفصاحة عند الفرنسيين فهذا من الكوارث العصرية ولغة المؤلف لها تأثير عظيم جدا على آآ لغة القارئ اه ايجابا وسلبا واكثر المتقدمين كما ذكرت انفا يكتبون بلسان عربي فصيح بليغ. ولذلك ولو كتبوا في غير الادب ولذلك كتبت في كتابي تكوين الملكة اللغوية فذكرت من ضمن ما ذكرته ان يحرص على على القراءة لبعض المؤلفين اه الذين ليسوا من الادباء في الاصل كأن تقرأ للشافعي او لابن حزم او للغزالي او لابن القيم. فهؤلاء فقهاء او علماء شريعة. وليسوا من الادباء لكنهم يستفاد منهم كثيرا في اه هذا المجال الادبي واللغوي فعموما هذا ما اردت ان اذكره في آآ هذا اللقاء اسأل الله عز وجل ان آآ ينفع به والى لقاء مقبل باذن لله سبحانه وتعالى واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين