الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين كنت قد اه نشرت وسما على صفحات الفيسبوك عنونته بماذا تقرأ هذا اليوم ذكرت فيه ما اقرأه كل يوم من الكتب في اطار المطالعة الحرة ودعوت غيري من رواد صفحتي وحسابي ان يذكروا ما يقرؤون ايضا وقد انهمرت علي خلال آآ هذه المدة الزمنية مجموعة من الاسئلة المتعلقة بالقراءة كيف تكون ما انواعها؟ كيف تكون مثمرة؟ كيف تكون القراءة منهجية؟ ما الكتب التي تقرأ؟ الى غير ذلك من الاسئلة فارتأيت اذا ان آآ اسجل هذه السلسلة التي احاول الاجابة فيها عن بعض هذه الاسئلة ومن المعلوم اه ان هنالك في اه بلادنا وفي غيرها من بلاد الاسلام جمعا من القراء الكبار الذين هم اجدروا بان يذكروا تجاربهم في هذا المجال. فانا احاول ان اتطفل عليهم على حد قول قائل ولكن البلاد اذا اقشعرت وصوح نبتها رعي الهشيم فأول ما اذكره انني لا احتاج الى التنبيه على اهمية القراءة في اه اقامة الوعي وعلى اهمية القراءة في تحصيل العلم شرعيا كان او غيره ولا احتاج ايضا ان انبه على ان آآ امتنا في ذيل الامم في هذا المجال في مجال القراءة وفي مجال نشر الكتب وفي مجال التعامل معها. نحن اذا قورنا بغيرنا من الامم اه نحتاج فعلا الى نهضة في مجال القراءة كما نحتاج الى نهضة في مجالات اخرى غيرها. لا احتاج الى التذكير بهذا فانه معلوم لدى اه جميع المتابعين ما اريد ان اذكره في هذه الحلقة الاولى ان القراءة نوفست في هذا العصر بهذه المخترعات الحديثة بالمذياع ثم بالتلفاز او الرائي ثم اه شبكة بالشبكة العنكبوتية بوسائل الى الاتصال الحديثة بمواقع التواصل الاجتماعي لكن اريد ان انبه آآ على ان آآ هذه المخترعات الحديثة لا يمكنها ابدا ان تغني عن القراءة لا مواقع التواصل ولا السلاسل العلمية التي يمكن ان تستمع اليها او ان تشاهدها كل ذلك لا يغني عن فعل القراءة على اهمية بعضه يعني ولو كان في اعلى مراتبه يعني اذا فرضنا اعلى ما يمكن ان يوجد في مجال الاستماع والمشاهدة وهو مثلا السلاسل العلمية المحاضرات العلمية النافعة. هذه التي تعد اعلى ما يوجد في هذا المجال لا تقارن بفعل القراءة نفسه ولا تغني عن القراءة. فكيف اذا اه اه نزلنا الى ما هو اقل كمنشورات مواقع التواصل او من باب اولاك هذه المقاطع المصورة التافهة اه بل الحق انها يعني لا وجه لمقارنة للمقارنة بينها وبين القراءة فان المقارنة بينهما حينئذ هي سوءة يجب تخطيتها على حد قول الشاعر المتر ان السيف ينقص قبره اذا قيل بان السيف امضى من العصى اما العموم المعلومات التي تصلنا عن طريق الشبكة وغيرها. فهذه ايضا آآ لا تغني عن القراءة وان كانت مفيدة وان كانت نافعة من اوجه متعددة. اولا انها معلومات مشتتة ومتشظية ولا تكون عقلا واعيا. وثانيا من جهة انها في الغالب معلومات لان صاحبها ارادها ان تكون سهلة ليحقق لها الانتشار. واذا كانت سهلة فانها لا تحوج الى اعمال الفكر والمعلومة التي تدخل للفكر للعقل دون اه جهد فانها لا تستقر فيه ولا تحث صاحبها على اه عملية التفكير النافع الى غير ذلك. وايضا فهذه المعلومات تفرض نفسها عليك هذه المعلومات التي تأتيك من هذه المواقع تفرض نفسها عليك اه وتحاول قولبتك في اطار معين في قالب فكري معين بخلاف فعل القراءة. فانت تذهب الى الكتاب الذي تختاره انت وتريده انت بحسب رغباتك وميولك كما سيأتينا لاحقا باذن الله عز وجل. وقد يكون هذا الكتاب الذي تختاره ليس ككتابا مشتهرا ولا معروفا فالكتب تعد بالملايين فانت تختار منها ما تشاء لا ما يشاء ذلك اه الذي ينشر اه المعلومة ان يصل اليك بحسب خوارزميات معينة يصلك بعض المعلومات تصلك بعض المعلومات ولا تصلك معلومات اخرى بحسب ما يراد لك ان تعرفه وما يراد لك الا تعرفه هنالك شبهة مشهورة عند بعض الناس يقولون ان القراءة لا تنفع. ما الدليل؟ يقولون نرى قراء كثيرين وهم مع ذلك من اهل الجهل او آآ لا تنفعهم قراءة اتهم لا يستفيدون منها الى غير ذلك والحق ان هذه شبهات ضعيفة جدا فالعلم نفسه الذي لا اه ينازع احد في اهميته فان فاننا نرى ان من العلماء من اوتي ايات الله عز وجل وانسلخ منها من العلماء من هو منافق منهم من هو كذاب الى اخره. منهم من باع روحه للشيطان كما يقال فهل هذا يعني ان العلم آآ ان الخلل في العلم نفسه او ان العلم ليس نافعا؟ لا لا يقول بذلك عاقل. فكذلك القراءة نقول القراءة نفسها نافعة بغض النظر عن كونها تنفعك جدا او لا تنفعك بغض النظر عن هل من الناس من يقرأ ولا يستفيد الى غير ذلك انك حين تقارن بين امرين اثنين فينبغي ان تقارن والحال آآ ان الامور الاخرى والمعايير الاخرى ثابتة كما يقولون باللاتينية يعني فانت تقارن بين شخصين اثنين ينبغي ان تفترض بانهما متحدان في المعايير كلها في الذكاء في الرغبة في تفاهم في صحة النفس في اشياء كلها ثم نقول هذا يقرأ وهذا لا يقرأ فقط عن ذاك الذي يقرأ افضل من الذي لا يقرأ من جهة الوعي والعلم. اما ان تأتيني بشخص آآ يعني عنده خلل في ذهنه وفي نفسيته وهو يقرأ وتقارنه بشخص وهو قليل القراءة وتقول ايضا هذا لم تنفعه قراءته وهذا افضل منه وهو لا يقرأ فهذه مقارنة مجحفة فنقول فعل القراءة في ذاته نافع ولو لم يكن من اهمية القراءة ومن فائدتها الا انها تعصمك من الفتن حال فعل القراءة لك فانت حين تقرأ اه عينك مشغولة عن النظر الى جميع انواع المحرمات والملهيات. عينك في الكتاب اذنك مشغولة لانك تحتاج الى تركيز معين مع القراءة. اذنك مشغولة عن جميع انواع المحرمات والملهيات فمك بالطبع مشهور فلا تتكلم لسانك لا يتكلم يعني فحش ولا غيبة ولا نميمة ولا غير ذلك لأنك مشعول ما يمكن ان تقرأ وتتكلم في نفس الوقت حتى يمكن ان نقول قلبك نفسه اذا كنت مركزا مع الكتاب فقلبك لا تخطر فيه تلك الوساوس تلك الامراض التي تمرض القلوب. من اه حقد وحسد ورياء هذه الامور كلها اه التي تكون في القلوب لا تتسلط وعليك الا اذا كان ذهنك خاليا متفرغا لها. اما والحال هو انك مشغول بكتابك فانت تفكر فقط فيما تقرأه وقلبك مشغول فقط بما آآ يأتيك في يأتيك من هذا الكتاب فلو لم يكن من فوائد فعل القراءة الا هذا لكان كافيا في ان ننشغل به ولا شك ان هذا لا يتحقق في غيره فانت حين تدخل الى مواقع التواصل لا يمكن ان تستخرج لك لانك لست انت من تختار هم يختارون لك ما تشاهده فيمكن ان تخرج لك صور يعني محرمة او على الاقل فيها آآ اشكال شرعي معين يمكن ان آآ يعني ترى اشياء معينة تحث قلبك على آآ ما لا يرضى يمكن ان تسمع يعني تجد آآ اصواتا معينة قد تكون محرمة اشياء كثيرة جدا توجد في مواقع التواصل ولا توجد في فعل القراءة فلا وجه للمقارنة بينهما وفي لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى سنذكر امورا اخرى متعلقة بهذا الموضوع. ومن كانت لديه اسئلة مخصوصة يريد مني ان اتطرق لها في هذه السلسلة فليراسلني آآ في آآ على الفيسبوك او غيره لكي اتحدث عنها في حلقات لاحقة باذن الله عز وجل واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين