بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ذكرنا في لقاء سابق اهمية القراءة وذكرنا ضرورة تكوين عادة القراءة لكن عادة القراءة تحتاج الى مجموعة من المقدمات لتحصيلها من اهم ذلك توفير الكتاب ومعنى ذلك ان الكتاب يجب ان يكون منك دائما على طرف الثمام. اي سهلا آآ قريبا يسهل عليك تناوله فان من اعظم العوائق التي رأيتها عند كثير من الذين يتعنون القراءة ولا يستطيعون المضي فيها بعيدا من اعظم هذه العوائق ان الشخص يتحمس للقراءة لسبب من الاسباب او آآ على الخصوص لقراءة كتاب معين يرى بانه بان الناس يثنون عليه خيرا او يريد المشاركة في برنامج علمي او يريد متابعة سلسلة علمية تحتاج هذه المتابعة الى كتاب معين وما اشبه ذلك ثم حين يتحمس لهذا الامر اه يبدأ لا يجد الكتاب في مكتبته فيبدأ في البحث عن هذا الكتاب في المكتبات وآآ بعض الناس يظنون ان الكتب موجودة في المكتبات على مدار السنة هذا خطأ لان الكتب آآ تأتي وتنفث ثم آآ تأتي منها آآ يعني كمية اخرى وهكذا فاذا يبحث في المكتبات لا يجد كتاب يتأخر في القراءة يتأخر في برامجه العلمية الى غير ذلك من الامثلة التي تحدث لي انا شخصيا كثيرا ان آآ كثيرا من آآ السائلين اه يسألونني عن اه برامج تعلم العربية فاحيلهم على كتاب تكوين الملكة اللغوية. وانا ما كتبت هذا الكتاب الا لكي لا احتاج كل مرة ان اجيب السائلين عن طريقة تعلم العربية. فاحيلهم عن الكتاب فيبدأ السؤال اين يوجد الكتاب؟ مع انني اعرف ان هذا السائل كان يعرف انني كتبت هذا الكتاب وكان يعلم آآ ان هذا الكتاب موجود في الوقت الفلاني في المعرض مثلا في معرض الكتابة. او في المكتبات الفلانية لكنه في هذا الوقت بالذات نافذة من الأسواق. ينبغي ان ينتظر به طبعة تالية فيبدأ البحث ولا يجده كل هذه معيقات خطيرة. ايضا من الامثلة انه ينشأ في مواقع التواصل مثلا اه نقاش اه فقهي او عقدي حول مسألة من المسائل مثلا مؤخرا قد اه تكون مثلا قضية اه منهج شيخ الاسلام ابن تيمية العقل تا يبحث الناس عن الكتب التي تعينهم في هذا الموضوع فلا يجدونها في مكتباتهم يبدأون البحث في المكتبات في المكتبات العامة يعني فهذا اشكال كبير يعني مثلا اه في قضية مثلا منهج ابن تيمية العقدي هنالك كتب لابد ان تكون موجودة عندك في مكتبة آآ كما سيأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى فلا تحتاج كل مرة ان تبحث عن الكتاب ولا تقتني الكتاب الا بعد ان آآ تريد قراءته او تعزم على قراءته هل معنى هذا انه يجب شراء جميع الكتب بطبيعة الحال ساكون غبيا اعلى درجات الغباء ان اجبت بالايجاب. ولا اظنك تفهم من كلام هذا المعنى. فان اقتناء جميع الكتب امر محال اصلا. محال في العادة لا يمكن آآ ان يطلبه اذا ما المقصود بهذا الامر؟ المقصود ان تحرص اولا على ان تكون عندك مكتبة تريد ان تكون قارئا لابد ان تكون عندك مكتب ثانيا ان تحرص ان تكون هذه المكتبة تشمل نوعين اثنين من الكتب على الاقل والا فزد من ذلك ما تشاء النوع الاول الكتب التأسيسية التأصيلية في كل فن من الفنون بمعنى مثلا آآ مكتبة طالب العلم في مجال العقيدة لابد مثلا ان يكون فيها شرح العقيدة الطحاوية شرح او شرحان على الواسطية شرح او شرحان على آآ التدميرية وهكذا الكتب لابد منها اه مثلا في اه الفقه اذا كان منتسبا مثلا الى المذهب المالكي لابد ان يكون عنده شرح اه ميارة على ابن عاشر ان تكون عنده الرسالة بشرح ابي الحسن على الاقل ان يكون عنده مختصر خليل بشروحه المشهورة على الاقل قل اثنان او ثلاثة او هكذا. وهكذا في الفنون كلها. لابد ان تكون عندك اصول الكتب التي يرجع اليها في الفنون. الى جانب الكتب اه الجامعة مثلا مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية مثلا كتاب في التاريخ لابد منه كالبداية والنهاية لابن كثير وهكذا هذا النوع الاول. النوع الثاني لابد ان تكون عندك الكتب التي هي كتب معاصرة وليست بالضرورة تأسيسية تأصيلية في آآ فنها بمعنى يمكن الاستغناء عنها اه ولكن مع ذلك يقبح بالطالب ان لا يكون عنده اطلاع عليه. انا اعطيكم مثالا. يعني مثلا في في الادب كتب ابي فهر محمود شاكر رحمه الله تعالى هل هذه الكتب يمكن الاستغناء عنها في باب الادب؟ نعم يمكن الاستغناء عنها. فقد كان الادب موجودا مستقرا على اصوله قبل ان ان يولد ابو فهر بقرون هل يمكن ان ادرس الادب دون ان يكون لادنى اطلاع على كتابات ابي فير؟ نعم يمكن ذلك لكن مع ذلك يقبح الطالب المعاصر في عصرنا هذا ان لا يكون مطلعا على كتابات ابي فهر محمود شاكر او على كتابات الرافعي وامثال هؤلاء. لاسباب متعددة كذلك يمكن ان يكون الكتاب المعاصر قد اثار ضجة في وقته. ولا اريد ان اذكر امثلة لكن هنالك كتب تثير ضجة فاما لانها تحرر مسألة معينة لم يتطرق اليها المتقدمون او لاثارة هذه الضجة صارت موضوعة النقاش الثقافي في مجتمعنا وفي زمننا بحيث متى جلس مجموعة من المثقفين او من الادباء او من العلماء او من طلبة العلم فانهم ولابد يذكرون هذا الكتاب فيقوح بك ان تجلس معهم وانت لا تفهم عن اي شيء يتحدثون اذا لابد من تكوين المكتبة ولو دون القراءة. دون قراءة جميع الكتب. من الخطأ ان تعتقد اني لا ادخل لمكتبتي الا كتابا كلا فانا يقع لي كثيرا ان اقرأ كتبا قد اقتنيتها قبل عشر سنوات او اكثر. وآآ لم آآ يحن وقت قراءتها ولم اعزم على قراءتها الا الان. ولا آآ امضي بعيدا يعني من ضمن الكتب التي قرأتها خلال هذا الحجر آآ ضمن وسم ماذا تقرأ هذا اليوم؟ مثلا كتاب البدائع هذا الذي قرأته ضمن وسم اريكة وكتاب ايضا آآ كتاب زكي مبارك افتح فاجد في آآ اول الصفحة الرباط في الثاني من ربيع الاول سنة الف واربع مئة واثنين وثلاثين يعني تسع سنوات تقريبا اه لم اقرأه الا الان وهكذا. ورب كتاب تقتنيه اليوم فلا تقرأه الا عندما تقرأ الحاجة الى ذلك. والامثلة كثيرة فينبغي ان يكون الكتاب قريبا منك متى اردته وجدته لا ان تتعب في البحث عنه فقد يصرفك هذا هذا التعب وهذا البحث عن متعة اكتشافه في الوقت الذي تحمست لقراءته اذا تكوين مكتبة لابد من ذلك هذا يقتضي الانفاق على الكتب بطبيعة الحال سيقول الكثيرون هنالك نحن فقراء لا نجد المال للانفاق على الكتب. هنالك قوم من طلبة العلم فقراء لا يستطيعون الانفاق على الكتب هؤلاء لا كلام لنا معهم. هنالك الكتاب الالكتروني وسيأتي الحديث عنه لاحقا وهنالك مجموعة من المحسنين ومن الجمعيات التي تحب يعني الانفاق على طلبة العلم المجدين فيمكن ان توفر لهم الكتب وندعوا ايضا الى ايجاد المكتبات ليدخل اليها امثالها ويقرأ فيها لكن اعرف كثيرا من الناس عندهم القدرة على الانفاق على الكتب. يذهب الواحد منهم الى المطعم فيطلب آآ غداء او عشاء بخمسين درهم بمائة درهم باكثر من ذلك ويعطيه بطيب خاطر دون اشكال وهو طعام سيدخل بدنه ويذهب. ولكن اذا قلت له الكتاب الفلاني بستين درهما قل غالي جدا. مستحيل ان انفق سيأتين درهما عليه كتاب هذا يستحيل او سبعين او ثمانين او مئة مع ان الكتاب يبقى عشرات السنين ويبقى لك ولاولادك من بعدك ايضا لابد من ان تعتاد زيارة المكتبات وزيارة المعارض لكي تطلع على الكتب لكي تعرف عناوينها ولو لم تقتني. فقط اذهب للمكتبة انا قد يحدث لهذا آآ في بعض الاوقات اذهب الى المكتب لاطلع. ما الجديد؟ ما الكتب؟ حتى ثقافة الكتاب لا تتكون الا بهذا فتطلع على ما يوجد من الكتب على الكتب الجديدة على حتى على الكتب القديمة الطبعات المختلفة للكتب الى غير ذلك. وايضا المعارض زيارة المعارض الكتب شيء لابد منه بالنسبة لمحبي القراءة وهذا يعينك على الامر الثالث وهو ان يتكون في ذهنك قاعدة بيانات اه للكتب آآ مثلا تعرف تعرف الكتب الموجودة وان لم تقرأها وان لم تكن في مكتبتك. لكن تعرف ان هنالك كتبا في المجال الفلاني هنالك الكتاب العلاني هنالك الكاتب الفلاني اخرج كذا وكذا عندك قاعدة بيانات بحيث آآ الخطأ الذي يقع ان بعض الناس هكذا يتصلون به يقولون اه بعضهم يتصل من المكتبة. فلان انا في المكتبة واه اريد ان اقتني كتابا في العلم الفلاني. ماذا اقتني؟ يعني ليست عنده قاعدة البيانات هذه يحتاج ان يسأل عنها او بعضهم يذهب الى المعرض ويسأل هذا السؤال انا ذاهب الى المعرض غدا ماذا اقتني من الكتب؟ يعني الاصل انك خلال سنة قبل قد كونت في ذهنك مجموعة من من انواع الكتب ومن اسماء الكتب التي تحرص على اقتنائها في معرض متى تكونها؟ بالقراءة في المنتديات المتخصصة حتى في مواقع التواصل بمتابعة القراء بمتابعة المؤلفين. بحيث اذا جاء المعرض تعرف ماذا تريد ان تقتنيه وقد كان الفقيه النجار رحمه الله تبارك وتعالى يحثنا على هذا الأمر رحمه الله وهو كغيره من الفقهاء التقليديين لا يأتنون كثيرا بتوسيع دائرة القراءة في الكتب يعني مكتبته صغيرة نسبية آآ كغيره من فقهاء من الفقهاء التقليدين فكان يحثنا على هذا الأمر وقلنا عليكم ان تعرفوا اسماء الكتب ان تكون ان يكون عندكم علم بهذا المعنى معنى اسماء الكتب وما خرج منها او المطبوع منها وكنا نحن على كل حال آآ لا نحتاج الى هذه النصيحة لاننا كنا احرص على هذا منه رحمه الله تبارك وتعالى اه بطبيعة الحال هنالك امور اخرى في هذا الباب لكن نكتفي بهذا القدر. اه بالنسبة للكتاب الالكتروني سيأتي الحديث عنه لاحقا وهو لا يغني عن من الكتاب الورقي على سبيل الاطلاق لكن سيأتي الحديث عن هذا في موضعه باذن الله سبحانه وتعالى واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب