بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم يوم الدين حديثنا اليوم عن كتاب صغير الحجم في شرح قصيدة او ارجوزة مشهورة عند المتأخرين اسمها الشمق نقية وهي التي نظمها ابن الونان وفي قصة وفي نظمها لها قصة مشهورة لا نطيل بذكرها هذه القصيدة اولها قوله مهلا على رسلك حادي الاينقي. ولا تكلفها بما لم تطيقي وهي قصيدة اشتهرت لجودة سبكها وحسن صياغتها وايضا لاشتمالها على فوائد كثيرة من علوم متعددة هذه القصيدة شرحها ابو العباس الناصري في كتاب كبير الحجم سماه زهر الافنان من حديقة ابن الونان وهذا الناصري هو صاحب كتاب الاستقصى في اخبار دول المغرب الاقصى ثم جاء عبدالله ذا النون رحمه الله تعالى جعل اه مختصرا لذلك الكتاب الذي كتبه الناصري اختصر ذلك وجعل زبدته في هذا الكتيب الصغير الذي سماه روحوا الشمقنقية وهو على صغر حجمه مفيد جدا ويغني عن كثير من التطويل في شرح هذه الارجوزة هذه القصيدة الشمقنقية هي في الحقيقة ارجوزة. وهي في بعض مواضعها تقترب من المنظومات العلمية وفيما مواضع اخرى تقترب من القصائد الشعرية الباذخة وقد انتقدها الزريكلي رحمه الله تعالى في بعض ما كتبه وذكر انه في مطلعها اي في البيت الاول منها يمكن ان نوجد اربع هنات على الاقل كنت قد كتبت في فرصة آآ سابقة هذه الهنات الموجودة في هذا البيت الاول احترت في اي الابيات اقرأ من هذه القصيدة وذلك لكثرة فوائدها وتنوعها جدا ثم ارتأيت ان اذكر شيئا مما ذكره ابن الونان عن قول الشعر وذلك قوله واعن بقول الشعر فالشعر كمال للفتى ان به لم يرتزق والشعر للمجد نجاد سيفه وللعلا كالعقد فوق العنق فقله غير مكثر منه ولا تعبأ بقول جاهل او احمق ما عابه الا عيي مفحم لعرفه الذكي لم استنشقي الى ان قال وكم حديث جاءنا بفضله عن سيد عن الهوى لم ينطق صلى الله عليه وسلم وقد تمثل به وكان من اصحابه يسمعه في الحلق الى اخر ما ذكر في هذه الابيات يقول ابن الونان ايضا فسوف تعروك على اتلافها ندامة ندامة الكسعي والفرزدقي. يشير في هذا البيت الى قصة مشهورة عند المتقدمين لرجل اسمه الكساعي يضرب به المثل في الندامة وقصة ذلك ان هذا الرجل خرج في يوم من الايام فوجد نبعة اي شجرة يمكنه ان يستخرج منها قوسا يستعملها في الصيد فصنع ذلك ذهب لكي يصيد وكان الليل قد قارب فاراد ان يصيد ظباء امامه رمى عن القوس السهم الاول فاذا به يرى شرارا قد ارتفع فظن انه اخطأ هدفه وانه في الحقيقة انما اصاب الارض فحين اصاب السهم الارض ارتفع ذلك الشرار وفعل ذلك مرة ثانية ثم مرة ثالثة في جميع ذلك يرى شرارا فيقول انني اخطأت الهدف فغضب لذلك اشد الغضب وكسر قوسه. فلما كان الصباح اذا به يرى تلك الظباء ميتة واذا به لم يكن قد اخطأها فندم ندامة شديدة لاجل كونه كسر قوسه ولشدة ندمه عض على اصابعه جاء الفرزدق فيما بعد وهو من شعراء الدولة الاموية المشهورين جاء الفرزدق طلق امرأته ولتطليقهم امرأته قصة مشهورة لا نطيل بذكرها فبعد تطليقه امرأته ندم لذلك ندامة شديدة فقال من ابيات ندمت ندامة الكسعي لما غدت مني مطلقة نوار ثم مضى الوقت فجاء ابن الونان وجعل الكسعي والفرزدق معا ممن يضرب بهما المثل في الندامة فقال البيت الذي رويته لكم انفا. والعبرة من هذا كله انك ينبغي ان لا تتسرع في القرارات التي تأخذها خاصة منها تلك القرارات التي يصعب الرجوع عنها فتندم ولا تحين مندم من الابيات التي يذكرها ابن الونان ايضا قوله ولا تكن كواو عمرو زائدا في القوم او كمثل نون ملحقي يقصد بذلك ان يقول اربأ بنفسك ان تكون زائدا في القوم وهذا نهي عن التطفل بجميع انواعه. بالمعنى العام يشمل التطفل في الطعام او في آآ التحكك انساب القوم او في ادعاء العلم مع الخلو عنه او في غير ذلك. ومثل لهذا التطفل وهذه الزيادة بامرين اثنين اولهما زيادة الواو في عمرو. وهذه الواو في اخر عمرو انما اضيفت للتفريق بين عمر وعمر ولذلك فمن الاخطاء الشائعة عند بعض المعاصرين انه ينطق هذه الواو وهذه الواو انما توضع في اللفظي ولكنها لا تنطق وقد ذكر الشاعر قال كل من يدعي سليمان سفاها لست منها ولا قلامة ظفر بانما انت من سليم كواو الحقت في الهجاء ظلما بعمري فهذا المثال الاول واما المثال الثاني قال كمثل نون ملحق يقصد بذلك النون التي تضاف في مثل ضيم اذا فضيفا هذه تضاف اصلها ضيف ثم زيد فيها نون لتلحق في الوزن بوزن جعفر والضيفن هو الذي يحضر مع الضيوف لكي يأكل ما يقرأ به الضيف والجامع بين واو عمرو وهذه النون الزائدة انهما معا غريبان على بنية الكلمة والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى