بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين الشعر هو اعظم فنون الادب العربي دون منازع ومن عظمته في تاريخ الامة العربية ان الشعر كان يضع اقواما ويرفع اخرين وساذكر لك في هذا اللقاء بعض الامثلة على من وضعهم الشعر ومن رفعهم الشعر ولنبدأ بالذين رفعهم الشعر فمن هؤلاء قبيلة تسمى بني عبدالمدان الحارثيين كان بنو عبد المدان يفخرون بنسبهم وبشرفهم وبطول اجسامهم. يعني قوة اجسامهم وطولها حتى قال فيهم حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو من فحول الشعراء المعروفين لا بأس بالقوم من طول ومن غلظ جسم البرال واحلام العصافير احلام بمعنى عقول جسم البغال واحلام العصافير فقالوا له والله يا ابا الوليد كنية حسان لقد تركتنا ونحن نستحي من ذكر اجسامنا بعد ان كنا من قبل نفخر بها فقال لهم حسان ساصلح منكم ما افسدتم وقال شعرا اخر وهو قوله وقد كنا نقول وقد كنا نقول اذا رأينا لذي جسم يعد وذي بياني كانك ايها المعطى لسانا وجسما من بني عبد المداني فصار اذا اه رفعه بعد ان وضعه وشبه كل من اهله جسم وبيان شبهه ببني عبدالمدان فقال كان هذا الذي اعطي لسانا واعطي جسما كانه من بني عبدالمتن ومن اشهر الامثلة على ذلك اه بنو انف الناقة وبنو انف الناقة هم بنو جعفر بن قريع بن عوف بن كعب وهم من من بني تميم يعني قبيلة الكبيرة هي تميم كانوا اه يسبون بهذا الاسم في الجاهلية وسبب تسميتهم بهذا الاسم يعني بنو انف الناقة اه ان اباهم اه في يوم من الايام نحر جزورا وقسم اللحم ولم يبقى الا الرأس قال لي هذا الولد يعني قال له الذي تنسب له القبيلة؟ قال له شأنك به فادخل هذا الولد يده في انف الناقة في انف الرأس وجعل يجره فلقب به صار يلقب بانف الناقة وصار ابناؤه من بعده يلقبون ببني انف الناقة وكانوا يغضبون جدا من هذا اللقب حتى جاء الحطيئة والحطيئة شاعر اه من فحول الشعراء شاعر اسلامي فقال من شعر له سيري امامي فان الاكثرين حصى والاكرمين اذا ما عدوا اه والاكرمين اذا ما ينسبون ابى سيري امامي كانه يخاطب ناقته سيري امامي فان الاكثرين حصن والاكرمين اذا ما ينسبون ابا قوم اذا عقدوا عقدا لجارهم شد العناج وشدوا فوقه الكرب العناج والكرب آآ حبال تستعمل الدلو العظيمة العناج حبل تشد به الدلو والكرب ايضا حبل آآ يشد على الدلو. والمقصود هنا انه يضرب امثالا لكونهم اذا عقدوا شدوا العقد بمعنى انه يعني يفون بعهودهم يكثرون الوفاء بالعهود فهذه امثال فيقول آآ اذا شدوا شدوا اذا شدوا الوثاق فانهم اه يحكمون شده ويفون بعهودهم ومن امثالهم يقولون لابد للداء من علاج ولابد للدلاء من علاج الدلاء جمع اه دلوين فالمقصود يقول آآ قوم اذا عقدوا عقدا لجارهم شدوا العناج وشدوا فوقه الكرب قوم هب الانف والاذناب غيرهم ومن يسوي بانف الناقة الذنبا فجعلهم منسوبين لاشرف ما في الناقة وهو انفها وجعل غيرهم منسوبين لاقبح واسوأ ما في الناقة وهو ذنبها فقال قوم هم الانف والاذناب غيرهم ومن يسوي بانف الناقة الذنب فصاروا بعد ذلك يفتخرون بهذا الاسم ويعدونه شرفا لهم ايضا من الذين آآ رفعهم الشعر هرموا ابن سنان المري والاصل في هرم هذا وهذا من من اهل الجاهلية الاصل فيه انه كان مع اخيه خارج كان اخوه خارج آآ اشرف منه واكثر ذكرا وانبه منه حتى كان هرم اذا قيس الى اخيه لا يعد شيئا حتى اه سخر لهرم ابن سنان الشاعر الفحل زهير بن ابي سلمة. صاحب احدى المعلقات المشهورة في الجاهلية فصار اذا اه زهير بن ابي سلمى شو الماء هكذا بالضم؟ آآ يمدحه بالقصائد الطنانة حتى ظهر هارم بن سنان ظهورا شديدا وعظم اشتهاره بين الناس وخفي اخوه حتى صار اخوه ما يذكر نحن ما ذكرنا اخاه الا لاجل ذكرنا هرما ومن شعر آآ زهير مثلا في آآ هرم بن سنان آآ قوله المشهور اه قف بالديار قف بالديار التي لم يعفها القدم بلى وغيرها الارواح والديم قف بالديار التي لم يعفها اه من عفا المنزل اذا درس لم يعد آآ يعني تعرفون انه العرب آآ اذا ارتحلوا عن منزل فانه آآ يعني لا يبقى منه الا طلل دارس عفا المنزل اذا درس وكذلك يستعمل فعل عفا متعديا فيقال عفت الريح المنزلة اذا جعلته دارسا فيستعمل عفا لازما ومتعددا. هنا في آآ هذا البيت استعمله زهير اه متعديا اه حين قال اه قف بالديار التي لم يعفها القدم ثم قال بلى استدرك بلى وغيرها الارواح والديم الارواح جمع ريح وهذا الجمع هو الافصح حقيقة لكنه آآ قليل الاستعمال خاصة في هذه الاعصار المتأخرة لم؟ لان المشهور في الاستعمال هو رياح او حتى ارياح بالياء. لما اه خوفا لما استعملوا هذا الجمع بالياء خوفا من التباس ارواح التي هي جمع ريح بارواح التي هي جمع روح ومثل هذا يقع في آآ آآ لفظ العيد. فانه مستعمل لجمعه لفظ بالياء. مع انه آآ كان ينبغي ان يقال فيه اعواد بالواو لان ياء العيد اصلها واو لانه من عادة يعود العيد يعود فاصلها واو فينبغي حين نأتي بجمع التكسير ان نرجع الى الواو فنقول اعواد لكن خافوا من التباس جمع عيد بجمع عود فان العود يجمع على اعواد فلأجل ذلك قالوا اعياد لا اعواد. هذا استطراد فقط في عند ذكر قوله الارواح والديم. والارواح بمعنى اه جمع الريح والديم جمع ديمة وهي السحابة الممطرة. المقصود يقول قف بالديار التي لم القدم بلى وغيرها الارواح والديم ان البخيل ملوم حيث كان ولكن الجواد على علاته هرموا على علته اي على جميع احواله. الجواد على جميع احواله هو هرم اي هرم ابن سينا ومنها قوله وان اتاه خليل يقصد هرما وان اتاه خليل اي ذو حاجة وان اتاه خليل يوم مسألة يقول لا يقول لا غائب ما لي ولا حرم وقد ذكر في كتب الادب ان عمر بن الخطاب قال لابنة زهير اه وقد سألها قال لها ما فعلت حلل هرم ابن سنان التي كساها اباك فقالت ابلاها الدهر قال لكن ما كساه ابوك هرما لم يبله الدهر وايضا آآ قال عمر رضي الله عنه كذلك لبعض اولاد آآ هرم ابن سنان انشدني ما قال قال فيكم زهير فانشده فقال لقد كان يقول فيكم فيحسن قال يا امير المؤمنين فانا كنا نعطيه فنجزل اي نعطيه عطاء جزيلا جدا فقال عمر ذهب والله ما اعطيتموه وبقي ما اعطاكم فقصة زهير مع هرم مشهورة جدا اه وصار اه صارت الامثال تضرب بها ومن ذلك قول آآ البوصيري في بردته آآ ولم ارد يقصد انه آآ ولم اريد زهرة الدنيا اي انه حين مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه القصيدة فانه لم يقصد بذلك اه المال لم يقصد زهرة الحياة الدنيا ولم ولم ارد زهرة الدنيا التي قطفت يد زهير بما اثنى على هرمي فهذه آآ قصة آآ هرم مع زهير بن ابي سلمان في لقاء مقبل نكمل حديثنا ان شاء الله تعالى عن الذين آآ رفعهم الشعر او وظعهم فنذكر نماذج اخرى باذن الله عز وجل. والى لقاءنا المقبل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته