بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين آآ نواصل ذكرنا لبعض الامثلة عن اناس رفعهم الشعر او وضعهم. فمن هؤلاء المحلق هذا رفعه الشعر بعد الخمول واسمه عبدالعزى ابن حنتم العامري. ولقب بالمحلق لانه فيما يقال اه انه ان حصانا عضه في اه خده فبقيت العضة في خده كانها حلقة المحلق له قصة مع الاعشاب وهو من كبار الشعراء المعروفين. وذلك ان الاعشى قدم الى مكة وتسامع الناس به فكانت للمحلق زوجة عاقلة حكيمة فقالت له هذا الاعشى قد قدم وهو رجل مفوه بليغ اه له اه يعني مشدود له حظ ونصيب في الشعر ما مدح احدا من الناس الا رفعه ولا هجى احدا من الناس الا وضحه وانت رجل فقير وخامل الذكر ولك بنات بمعنى انك تحتاج ان تزوج البنات فلو انك سبقت الناس كلهم الى اكرام الاعشاء ودعوته وآآ كان ضيفا عندك او نحرت له او الى اخره ففعل المحلق ذلك فانزل الاعشى عنده ونحر له واحسن اكرامه وضيافته وقدم له الشراب ثم يعني حين سأله عن حاله عرفه بحاله وذكر له آآ عياله واظهر البؤس في كلامه وذكر والبنات فقال الاعشى كفيت امرهن اي ساكفيك امرهن بما سأقوله فاصبح الاعشى من الغد في عكاظ وهو السوق اه المعروف الذي يجتمع اه الشعراء فيه فينشدون قصائدهم ويكونوا اه لديهم حكام يحكمون هنا بين الشعراء فانشد قصيدته التي يقول منها ارقت ارقت وما هذا السهاد المؤرق وما بي من سقم وما بي معشق وهو ينشد القصيدة المحلق آآ رأى ان الناس يجتمعون على الاعشاب فوقف يستمع وهو لا يدري آآ ان الاعشاب سيصل الى آآ شيء يتعلق به هو حتى وصل الى قوله نفى الذمة عن ال المحلق جفنة الجفنة هي الاناء الضخم الذي يوضع الطعام فيه. نفى الذم عن ال المحلق جفنة كجابية الشيخ العراق تزهق ترى القوم فيها شارعين وبينهم مع القوم ولدان من النسل دردقوا لعمرو قد لاحت لعمري قد لاحت عيون كثيرة الى ضوء نار باليساع تحركوا تشبوا لمقرورين يصطليانها وبات على النار الندى والمحلق هذا موضع الشاهد. هذا كما يقال بيت القصيد فهو يذكر النار يذكر ان هذه النار تشب اه اي توقد لمقرورين اي مصابين بالبرد يصطليانها يصطليان هذه النار وبات على النار الندى اي الكرم والمحلق وهذا في قصيدة لكن اشهر ما في القصيدة هذان البيتان البيتان العمري قد لاحت عيون كثيرة الى ضوء نار باليساع تحركوا تشب يصطليانها وباتا على النار الندى والمحرم والمحلق فما اتم قصيدته الا والناس يتتابعون الى المحلق يهنئونه واشراف القبائل آآ يعني يتسابقون اليه لخطبة بناته. وذلك لما في شعر الاعشاء لما لشعر الاعشى من منزلة لم تمسي في ذلك اليوم لم تمسي بنت من بنات المحلق الا وهي قد تزوجها رجل هو افضل من ابيها شرفا مكانته ايضا من امثلة الذين وضعهم الشعر اه بنو العجلان وكان بنو العجلان يفتخرون بهذا الاسم وسببه ان آآ عبدالله بن كعب اه وهو جدهم سمي العجلان لكونه يتعجل القرى بالضيفان الذين يأتونه يعجل لهم القراءة يعني ذلك ان حيا من آآ من قبيلة طيء نزلوا به فبعث اليهم طه اه عبدا له وقال له اعجل عليهم يعني اسرع ففعل العبد ذلك فاعتقه لاجل عجلته في اكرام الضيوف فقال هؤلاء الضيوف ما ينبغي ان يسمى هذا الا العجلان فسمي العجلان وصار اولاده يقال لهم بنو العجلان استمر الامر على ذلك حتى جاء احد الشعراء وهو المسمى بالنجاشي وهو قيس بن عمرو اه الملقب بالنجاشي فقال وهو يهجوهم وما سمي العجلان الا لقوله خذ القعبى واحلب ايها العبد واعجلي فصار الرجل منهم بعد ذلك اذا سئل عن نسبه لا يقول من بني العجلان وانما يقول انا كعبي من بني كعب فرارا من ذكر العجلان هنا قصة فيها طرافة والله اعلم بصحتها هم يذكرونها في كتب الادب. وهي ان بني العجلان استعدوا اه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه على هذا الشاعر على النجاشي وقالوا له لقد هجانا قال وما قال فيكم فقالوا له قال ان الله آآ انه قال اذا الله عاد اهل لؤم ورقة فعادى بني العجلان رهط بن مقبل قال عمر ان الله لا آآ لا يعادي مسلما وانما الرجل انما دعا وان كان مظلوما في دعائه استجيب له وان كان ظالما لم يستجب له. قالوا لكنه قال قبيلة قبيلة لا يغدرون بذمة قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل فقال عمر ليت ال الخطاب مثل هؤلاء هو بطبيعة الحال حين يقول قبيلة لا يظلمون كذا هذا هجو هذا هجاء لهم لانهم انما لا يظلمون الناس لكونهم ضعافا هذا في مبادئ وافكار اهل الجاهلية هكذا الناس كانوا اذا اه لم تكن ممن يظلم الاخرين فهذا لضعفك وقلة حيلتك. لكن عمر رضي الله عنه حمل ذلك على المحمل الحسن. فقال ليت ال الخطاب يعني ليت قوم او هو ليت ال الخطاب مثل هؤلاء قالوا فانه يقول تعافوا الكلاب الضاريات لحومهم وتأكل من عوف بن كعب بن نهشلي نفس الشيء حمله عمر على المحمل الحسن فقال كفى آآ ضياعا من تأكل الكلاب لحمه قالوا فانه يقول لا يردون آآ ولا يردون ولا يردون الماء الا عشية اذا صدر الوراد عن كل لمنهلي اه الناس يريدون الماء فهؤلاء القوم فيما يقول الشاعر لا يريدون الماء الا في العشي وذلك لضعفهم فينتظرون حتى يصدر الناس عن الماء فيريدونهم ولا ولا يريدون الماء الا عشية اذا صدر الوراد عن كل من هلي المنهل هو مجتمع المائي فحين يصدر الناس اي يذهبون فهم يردون عمر حمله مرة اخرى رضي الله عنه عن احسن المحامل فقال فان ذلك اقل للزحام قالوا فانه يقول ايضا وما سمي العجلان الا لقولهم خذ القعبى واحلب ايها العبد واعجلي. فقال عمر سيد القوم خادمهم ما ارى بذلك بأسا فقالوا يا امير المؤمنين لقد هجانا قال عمر رضي الله عنه ما اسمع ذلك فسأل حسان ابن ثابت وهو المقدم في صنعة الشعر كما لا يخفى قال له هل ماذا ترى في الامر؟ هل هجاهم قال حسان ما هجاهم ولكن سلح عليهم يعني الامر اكثر من الهجاء فحينئذ يقال ان عمر رضي الله عنه آآ يعني آآ سجن النجاشي او حده او غير ذلك. وهنا كثير من اهل الادب يقولون هذا ليس من عمر رضي الله عنه جهلا بالشعر. فقد كان من ابصر الناس بالشعر. ولكن ومن ابصر الناس بما قاله النجاشي وانه هجاء كذا لكنه اراد ان يدرأ الحد بالشبهات واصلا القصيدة القصة كلها يعني ينظر في حالها ايضا من من اشهر من وضعهم الشعر بنو نمير وهم بنو نمير بن عامر بن صعصعة اه يقال هم يقال عنهم هم من جمرات العرب. ومعنى الجمرات الجمرات جمع جمرة وهي الطائفة التي تجتمع لوحدها تكون على حدة لما؟ لقوتها وشدة بأسها من التجميل الذي هو التجميع فجمر آآ القوم اذا اجتمعوا فاذا وجمرات العرب ثلاثة من بينهم بنو نمير هؤلاء ومن شدة اه يعني اعتدالهم بنسبهم كان الرجل منهم اذا قيل له ممن انت يقول نميري كما ترى اه يعني من باب الادلال بنسبه والافتخار به حتى هجاهم اه جرير في جرير هو الشاعر المشهور اه هجاهم في القصيدة التي تعرف بالقصيدة الدامغة او القصيدة الفاضحة. وهي قصيدة طويلة من نحو اه مئة وتسعة من الابيات وهي من الوافر وسبب القصيدة ان الراعي النميري وهو احد شعراء بني نمير قال شعرا فضل فيه الفرزدق على جريف ونحن نعرف ان الهجاء قائم بين الرجلين بين الشاعرين فمن قول الراعي انه قال يا صاحبي دنا الاصيل فسيرا غلب الفرزدق في الهجاء جريرا فجاء في قصة مشهورة يذكرها اهل الادب جاء شرير الى منزلته وقال لراويته الذي يروي عنه الشعر والشعر ويدونه قال زد في ميسي راهجك الليلة واعد اه لوحا ودواتا ثم اقبل ينظم اه الشعر في هجاء بني نمير فقال هذه القصيدة التي اولها اقل لي اللوم عازل والعتاب وقولي ان اصبت لقد اصاب حتى بلغ الى قوله تغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا فقال لراويته حسبك اطفئ السراج ونم فقد فرغت منه يعني قد اتاه بما يفضحه يدمغه ويدمغ قبيلته. وقد حاول الراعي ان يرد فلم يأت بطائل واجاب الفرزدق بدلا من الراعي اجاب جريرا بقصيدته. فبعد هذه القصيدة وبعد هذا البيت خصوصا صار بنو نمير لا ينتسبون الى نمير وانما ينتسبون الى عامر بن صعصعة فيتجاوزون اباهم اه يتجاوزون اباهم نميرا وصار الرجل اذا سئل عن نسبه منهم يقول عامري ولا يذكر نميرا ومن الطرائف التي تذكر في هذا الباب من قوة تأثير اه هذا البيت الذي قاله جرير ان امرأة مرت بقوم من بني نمير فاحد النظر اليها يعني نظروا اليها بالحاح فقالت يا بني نمير والله ما امتثلتم في واحدة من اثنتين ما امتثلتم قول الله عز وجل حين قال قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ولا امتثلتم قول الشاعر حين قال فغض الطرف انك من نمير فهذا من طرائف ما يذكر عن بني نمير الذين وضعهم شعر جرير والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله