بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ظهرت في السنوات الاخيرة موجة الحادية كبيرة في العالم الاسلامي ونحمد الله سبحانه وتعالى ان تصدى لهذه الموجة جمع من العلماء والدعاة والشباب الغيورين ولا شك ان آآ الرد على امثال هؤلاء وعلى عموم آآ اعداء الدين هو من الجهاد بالكلمة كما قال الله سبحانه وتعالى فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا اي جاهدهم بالقرآن. وكما يقول شيخ اسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فالراد على اهل البدع مجاهد. فلا شك ان آآ هذا من اعظم الاعمال التي يرجى بها الاجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى. وكذلك اه علينا ان نستحضر ان الذين يقومون على هذا الثغر هم اناس آآ قلة ويعني يستحقون الثناء ويستحقون التشجيع ويستحقون ان آآ يعني نكون الى جانبهم ولكن ايضا اه نحتاج الى ان نصحح ما يظهر لنا من خلل في هذه المسيرة آآ من الخطأ ان يقال ان آآ الواجب علينا تجاهل الملاحدة كما يقوله بعض الناس الرد عليهم اه يؤدي الى زيادتهم هذا خطأ بل تجاهلهم هو الذي يؤدي الى نموهم كما اه من الخطأ ايضا ان يقال ان السلف الصالح لم يكونوا يخوضون في هذه الردود فلاجل ذلك اه آآ يعني علينا ان نفعل مثلهم. كما يقول بعض الناس آآ سلفنا كانوا يكتفون بان يقولوا ان وجود الله سبحانه وتعالى هو من الامور الفطرية ولا يدخلون في الاستدلال على وجود الله فلنفعل مثلهم الى غير ذلك. هذا كله خطأ وقد آآ تكلم الكثيرون في هذا الموضوع بينوا ان من اللازم الرد ومن اللازم ان يرد على هؤلاء بمثل اه اساليبهم اه وبما يكون فيه الاقناع لهم باذن الله سبحانه وتعالى. اذا نحن نقرر ان جميع العاملين في مجال الملف الالحادي هم على خير عظيم جدا ولكن ايضا علينا ان نقرر اننا نحتاج الى ان نطور هذا العمل الذي يرد يعني عمل الرد على الملاحدة وان ننتقل به اه نحو الافضل وان نتجنب النقائص والثغرات التي يمكن ان تظهر فيه. انا هنا ساذكر نتفا في مجال اه ما رأيت انه اه نوع خلل يحتاج الى تصحيحه. واه يكون كلامي هنا مثل المتن يحتاج الى شرح والى تفصيل والى بيان. فساذكر امورا اجمالية ثم بعد ذلك اه يمكن ان يفصل هذا في اه يعني مجال اخر. ساجعل اه انواع الخلل في مجال اه الرد على الملاحدة دائرة على محورين اثنين. المحور الاول اشكالات معرفية. والمحور الثاني اشكالات منهجية ففي المحور الاول وهو محور الاشكالات المعرفية اولا من اعظم ما اراه من الخلل ان يتصدى للرد على هؤلاء الملاحدة اناس لم لم يتحقق بعد بالعلم ولم تكتمل الات العلم عندهم والخطر في ردود هؤلاء يكون على الراد نفسه يعني الشخص الذي يرد قبل اكتمال العلم عنده يعني يؤدي بنفسه الى التهلكة من حيث يدري او من حيث لا يدري. ويكون الخطر على المردود عليه ايضا. لانه يتشبث برأيه كما اه يقع مثلا بعض الناس الذين يردون ببعض مخرجات ما يسمى الاعجاز العلمي. فتجده يرد على الملحد الذي يسمى اعجازا علميا الملحد يجد بغيته في مثل هذه الردود لانه يجد فيها انواعا من الخلل فتجده يصمد تتشبث ويثبت في اه اه منهجه الالحادي بسبب هذه الردود الضعيفة اه ويكون الخطر على مسائل العلم نفسها لان هذه المسائل التي ينتجها اناس غير متمكنين من العلم شرعيا كان او غيره. هذه المسائل تتطور نحو الاسوأ كما نراه في كثير من النقاشات اليوم فان يعني يبدأ تبدأ القضية برد لفلان على الملحد الفلاني. هذا الرد اه يصبح مسألة علمية مستقرة عند اه اتباع هذا الراض ثم اه آآ يتطور الامر حتى تصبح آآ يصبح ذلك يعني شيئا لا يقبل النقاش وهكذا في دوامة سيئة للغاية يتأكد هذا بان نقول ان الرد على الشبهات ليس علما مخصوصا وانما هو في حقيقته تجميع لمخرجات العلوم كلها من عقيدة وفلسفة وفقه وعربية واصول وعلوم القرآن وعلوم الحديث وغير ذلك. علوم كثيرة مخرجاتها هي التي يستعملها العالم بها عند رده على الشبهات والا لا يوجد شخص يقول لك انا تقول له ما تخصصك العلمي قل انا متخصص في الرد على الشبهات هذا لا معنى له. لا معنى له انما انا متخصص في علوم القرآن مثلا وعندي اطلاع على علوم الحديث على العقيدة على كذا على كذا ونذرت شيئا من وقتي مثلا الرد على الشبهات هنا نقطة ثالثة في مجال الاشكالات المعرفية الضعف الشرعي. وهي تلتحق بالمسألة الاولى لكن الضعف في العلم الشرعي يؤدي الى التزام بعض ما يخالف الشرع صراحة كما رأيناه في هذه السنوات الاخيرة حين التزم كثير من الذين يردون على الالحاد التزموا مثلا نظرية التطور وطوروها الى ما يسمونه التطور الموجه هل يكونوا يعني ليكون لهم رجل قدم في كل مجال قدم مع اهل الدين وقدم مع اه التطوريين فهذا نوع من يعني الخلل سببه الضعف الشرعي كذلك الضعف الشرعي يؤدي الى المبالغة في نقد الخطاب الديني بدعوى كون هذا الخطاب الديني هو سبب الالحاد لكن الكلام في المبالغة والا في الاصل نحن لا ننكر ان الخطاب الديني يحتاج الى تطوير وفيه اشكالات. لكن كلما الحد يقال لنا هذا الحد بسبب الشيوخ. لا هذه مبالغة والمشكلة ان انتقاد الخطاب الديني الذي هو في ذاته ليس مقدسا قد ينتقل عند اخرين الى انتقاد بعض ثوابت الدين. يعني ننتقل من انتقاد الخطاب الديني غير المقدس الى انتقاد المقدس وهو بعض الثوابت الدينية. ويقع هذا عندما يرى الذي يرد على الملاحدة ان التشبث بهذه الثوابت الدينية يمكن ان يضعف حجته امام خصمه فيقول طيب ازيحها ازيح هذا الثابت ويعينه على ذلك خطاب تنويري منتشر في عصرنا هذا الى جانب الضعف الشرعي هنالك الضعف الفكري والفلسفي. فان الالحاد ليس مستقلا عن البيئة الخادمة له. وهي هذه الفلسفات حديثة التي جاءتنا من اوروبا. الالحاد كان دائما موجودا وكان في القديم وكان في الامة الاسلامية موجودا منذ القديم. لكنه كان ضعيفا لان البيئة اما كانت بيئة دينية لم تكن بيئة فلسفية مادية حداثية. اما الان فمتى الحد الملحد ما يقويه من الدعوات الفلسفية الحرية يمكن ان يقول ما يشاء حرية الاعتقاد النسبية الحق كله نسبي مركزية الانسان آآ فصل الدين عن الدولة بل فصل الدين عن المجتمع كله والعلمانية الشاملة الى غير ذلك. فمناقشة الالحاد دون تفكيك هذه الفلسفات التي هي الاساس الذي يبنى عليه الالحاد يعني مثل فلسفات الانساناوية والعلمانية والحداثة هذا كله يكون خطأ ويكون خللا وهذا شاهدته عند كثير من الذين يناقشون في هذه الموضوعات. ايضا من الاشكالات المعرفية عدم وضوح الخط العقدي عند الرد تجد الشخص عندما يرد على الملاحدة يعني مرة يرد بكلام للسلفية مرة بكلام الاشعري كلام معتزلي كلام شيعي لا يهمه ذلك. وينتج من ذلك اشكالات عظيمة في التزام بعض المخالفات العقدية وفي عدم اضطراب هذه الردود من الناحية العقدية. وقد وقع نظير هذا عند الفرق القديمة. فان كثيرا من الفرق القديمة وقعت في في الابتداع وفي الاحداث في الدين بسبب التزامها الردود على الملاحدة بنفس اساليبهم وطرائق في الرد والامثلة على هذا كثيرة جدا. هنا مقامان لانه قد يقع الخلط في اذهان بعض الناس. هنا مقامان لابد من التفريق بينهما. المقام الاول كوننا نتعاون مع المخالف داخل الاسلام في مواجهة الملحد الذي هو خارج الاسلام هذا مقام مطلوب لا اشكال فيه نتعاون فيما بيننا. لكن المقام الثاني هو التزام اقوال المخالف داخل الاسلام يعني من الفرقة العقدية المخالفة التزام اقواله وتبني اقواله في مناقشة الملحد هذا خطأ منهجي. كما يقع كثيرين وتفصيل هذه القضية يطول بنا جدا والتمثيل لها ايضا آآ يطول بنا جدا. الى جانب الاشكالات المعرفية بطبيعة الحال هنالك الاشكال ذات المنهجية. اه الاشكال المنهجي الاعظم في نظري هو عدم تنويع البراهين والحجج والادلة بحسب السياق وبحسب حال المخالف مثلا يكثر عند المتحدثين في مجال الرد على الالحاد التركيز على الادلة العلمية. يعني ادلة آآ ادلة من الفيزيا والطب البيولوجيا ونحو ذلك واغفالهم الادلة الفلسفية والعقدية والحال ان قضايا الالحاد هي في الاصل قضايا عقدية فلسفية ليست قضايا علمية من العلم الكوني فالذي يقعون فيه هو في الحقيقة نوع من العلموية المتسترة لانهم يردون على العلموية وينكرونها ولكنهم يلتزمونها حين النقاش آآ في الملف الالحادي الى مجال العلم بينما هو في الاصل ينبغي ان يكون نقاشا عقديا فلسفيا. ايضا من الامثلة الداخلة في هذا الباب التركيز على الحجاج العقلي والعلمي مع ان كثيرا من الملاحدة مشكلتهم نفسية ليست هي مشكلة في القلوب وليست مشكلة آآ مرتبطة بالادلة والحجج العقلية. آآ كثير من الملاحدة يحتاجون الى الوعظ. يحتاجون الى ترقيق قلوب يحتاجون الى ان يقرأ عليهم شيء من القرآن يحتاجون الى ان يقرأوا شيئا من السير من سير المتقدمين ومن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تراجم الصالحين ونحو ذلك بعضهم اه ايضا عنده مشكلة شرعية مع الدين ويتضرع بالالحاد. هو في الحقيقة ليس ملحدا. مشكلته ليست في وجود الله عز وجل. مشكلته مع الدين ومع شرائع الدين فهذا الذي مشكلته هكذا هو يتذرع بالالحاد ويجهر بالالحاد نقول له قف لا لا تجعلنا نخوض معك في غمار المناقشات حول وجود الله وناخد معك في مسائل كثيرة هو لا يعلمها اصلا يعني نأتيه بشبهات هو لا يعلمها لكي نرد عليها امامه في قضاء وجود الله ومشكلته ليست في وجود الله اصلا طيب مشكلته انه لا يستطيع الالتزام بشرائع الدين لا اقل ولا اكثر. اذا هذه النقطة المهمة جدا في الاشكالات المنهجية. النقطة في مجال الاشكالات المنهجية هي اه تجزيء مجال الرد على الشبهات بسبب هذا التخصص المفرط فمثلا شخص يرد على على الملاحدة فيلتزم مثلا عدم صحة الاستدلال بالحديث النبوي في العقائد او عدم الاحتجاج بالاحاديث مطلقا يلتزم بذلك ثم حين اه يأتيه الطاعن في صحيح البخاري تجده يحتاج ان اه يغير منهجه اه لكي يقول لا الاحاديس نلتزم بها ونحتج بها الى غير ذلك. كذلك حين يرد على الملاحدة تجده ينسى اللغة العربية الفصحى ويتكلم بالعامية وكذا لما؟ لان مشكلته في الان هي مع هذا الملحد بالذات فاذا جاء اليوم العالمي للغة العربية تجده ينادي باحياء اللغة العربية وعدم الكلام بالعامية وعدم الكتابة بالعامية ونحو ذلك. هذا تجزيء خطر على اه ملف مقاومة الالحاد ينبغي التفطن له. والطريقة التي علينا ان نسلكها هي الطريقة السليمة التي كان يسلكها كبار اهل الجدل. كما نجده عند ابن تيمية وغيره هو انه دائما يفترض تجده حين يرد يقول انا ارد على فرض كذا فجوابك كذا ولكن نحن لا نسلم لك مثلا تجده في مناقشته للنصارى في الجواب الصحيح في مناقشته للنصارى لا يلتزم بعضا ولا يسلم ببعض انواع الخلل في الاسماء والصفات لا ينسق الان انا في مجال الرد على النصارى انسى كل ما اعتقده في مجال الاسماء والصفات لا يقول انتم مخطئون في هذا ومخطئون في كذا ولو سلمنا لكم فجوابكم هكذا. وهكذا يعني لا نجزئ القضية بحيس يصبح عندنا الملف الالحادي عبارة عن جزر لا يربط بينها رابط كما نقول ان المكتبة الاسلامية هي كتاب واحد او مثل الكتاب الواحد. كذلك نقول الرد على الملاحدة شيء واحد مترابط فيما بين ولا يوجد فيه هذا التشجيع. واخيرا من الاشكالات المنهجية الخطيرة المشكل التربوي والاخلاقي. وقد انتشر عند كثير من الذين يردون على الملاحدة اسلوب رد الرد الاستهزائي يسمونه ساركازون وهذا فيه مخاطر كثيرة جدا. وانا ازعم ان هذا من علمنة العلم لان الكلام في هذه القضايا وهي في الاصل قضايا عقدية والعقيدة هذا من اسمى علوم الشرع فالكلام في هذه القضايا بالمجون او بالسب او بالشتم او بفاحش الكلام او بالعصبيات العرقية او تأتيه وانت تحدثه تحدث الملحد تريد ان تظهر له انك يعني شبابي وكذا تأتي قال المغني الفلاني وقال الممثل الفلاني وكذا. يعني هذا من علمنة العلم. الرد على الملاحدة يجب ان يبقى ردا شرعا لا ينزع عنه تأطير الدين فان الدين يجب ان يؤطر عملنا كله والا كان فساد هذا العمل اكثر من صلاحه وكذلك ينبغي ان يكون الغرض من الرد هو هداية الناس لا الانتصار عليهم وتبكيتهم وتقريعهم لا المهم ان نهدي الاخر ان هذا الانتصار حب الانتصار على الاخر وان كان ملحدا لا يخلو من موافقة اهواء للنفوس تكون خفية عند الكثير من الناس ويحتاجون الى اصلاحها ومراجعتها. هذا ما احببت ان اذكره في في الاشكالات في آآ لنقول رؤوس الاقلام ورؤوس مسائل الاشكالات التي تصاحب آآ الرد على الملاحدة او الاشتغال في الملف الالحادي ولعل الله عز وجل ان ييسر في قصة لاحقة باذن الله عز وجل تفصيل الكلام في هذه المسائل والتمثيل لها ونحو ذلك. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين