بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين من تبعهم باحسان الى يوم الدين انيسنا اليوم كتاب للاديب العلامة عبدالله جنون رحمه الله تعالى. هو الكتاب الموسوم بالنبوغ المغربي في الادب العربي هذا الكتاب حين خرج تلقاه كثير من الادباء من مشارق الامة الاسلامية ومغاربها تلقوه قبول حسن وذلك لما فيه من الجمع الجيد ولما فيه من التعريف بالتراث الادبي لهذا القطر المغربي يذكر عبدالله جنون في مقدمته مقصوده من هذا الكتاب فيقول وانما كان مقصودي الاهم من تأليفه هو بيان اللبنة التي وضعها المغرب في صرح الادب العربي الذي تعاونت على بنائه اقطار العروبة كلها وذكر الادباء المغاربة الذين لم يقصروا عن اخوانهم من المشارقة ومغاربة بقية اقطار المغرب العربي في العمل على ازدهار الادبيات العربية على العموم وهو يذكر اذا ان كثيرا من المشارقة اذا ارادوا ذكر الادب في بلاد المغرب فانما يذكرون مثلا الادب في الاندلس وقل ان يذكروا ادبا هذا القطر المغربي المغشوش ويقول وذلك لاني رأيت منذ نشأتي الاولى اهمال هذا الجزء من بلاد العروبة في كتب الادب وكتب تاريخ الادب حتى قد تذكر تونس والجزائر وبالاحرى القيروان والتلمسان فضلا عن قرطبة واشبيلية ولا تذكر ومراكش بحال من الاحوال فهذا اذا هو مقصود المؤلف من هذا الكتاب المفيد جدا ينقل المؤلف بفصل المقالات كلاما للقاضي عياض عن بلاغة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول واما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الافضل والموضع الذي لا يجهل سلاسة طبع وبراعة منزع وايجاز مقطع ونصاعة لفظ وجزالة قول وصحة معان وقلة تكلف اوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم وخص ببدائع الحكم وعلم السنة العرب يخاطب كل امة بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها. حتى كان كثير من اصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله ثم يذكر شواهد ذلك البلاغة النبوية من المباحث التي نحن فيها مقصرون يذكر الكثير منا ما في القرآن من البلاغة ولا مقارنة بين كلام الباري سبحانه وكلام الخلق كائنا من كان المتكلم بذلك ولكن لا شك ان بلاغة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقول القاضي عياض في اعلى الدرجات فنحتاج حقا ان ندرس شيئا من اصول هذه البلاغة النبوية. وان نستفيد من الاحاديث النبوية ليس فقط في جانب الاحكام التي نستنبطها من تلك الاحاديث ولكن ايضا ان نستفيد من الحديث في مجال اها لنحاكي ونقتدي بافصح من نطق الضاد صلى الله عليه وسلم من القصص العجيبة التي ينقلها صاحب الكتاب قصة وقعت بين عبدي المؤمن ابن علي ووزيره ابن عطية يقول خرج عبد المؤمن يوما مع وزيره ابي جعفر بن عطية متنزها الى بعض بساتين مراقش فمرا في طريقه بشارع من شوارع المدينة فاذا بطاق في دار عليه شباك قد قابله منه وجه جارية كأنه الشمس الضاحية قد بادرت الطاقة تنظر اليه. فنظر اليها عبد المؤمن فاعجبه حسنها وحلت من قلبه كل محل. فقال ارتجالا قدت فؤادي من الشباك اذ نظرت فقال ابو جعفر حوراء ترنو الى العشاق بالمقل فقال عبد المؤمن كانما لحظها في قلب عاشقها فقال ابو جعفر سيف المؤيد عبد المؤمن بن علي موضع الشاهد من هذه القصة ان هذا الخليفة هو خليفة موحدي من الدولة الموحدية ولم يكونوا من العرب الاقحاح وانما هم من الامازيغ ومع ذلك فقد كان لديهم كغيرهم من الأمازيغ في هذه البلاد حب للغة العربية واتقان لها الى هذه الدرجة التي تجد فيها اهذا الخليفة يقول البيت او يقول شطر البيت ويجيزه بالشطر الثاني وزيره وهما في ذلك متنقلان متجولان فهذه البديهة تدل على اتقان للغة العربية. ونحن اليوم من العرب ومن الامازيغ ومن كل الجنسيات التي تحب هذه اللغة. لانها لغة القرآن محتاجون الى ان نحيي في قلوبنا حب لغة الضاد حب لغة القرآن. وان نحاول اتقانها بما يتيسر لنا من وسائل الاتقان هنالك بعض الالفاظ التي يواجهها طالب العلم حين يقرأ في كتب التراث ولكنه قد لا يفهم معناها مع كثرة قراءته لذلك في هذه الكتب من ذلك طرق المؤلفين في التأريخ ينقل هنا المؤلف نقلا عن احمد بن عروضون يتكلم فيه عن التأريخ والالفاظ المستعملة فيه. فيقول اعلم ان الادباء والكتاب اختلفوا في التاريخ هل يكونوا بما مضى من الشهر؟ او بما بقي منه او بهما فمنهم من يؤرخ بما مضى كان اقل مما بقي او اكثر او مساويا. فيقول لثلاث خلونا ولعشر خلون هذا باعتبار ماذا؟ باعتبار ما مضى ولا يؤرخ بما بقي لانه مجهول. لان الشهر يقصد الشهر القمري يكون من ثلاثين ويكون من تسعة وعشرين ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القول ارتضاه الاكثرون لانه اسلم من الكذب ومنهم من يؤرخ بالاقل سواء كان ماضيا او باقيا قصدا لاختصار اللفظ وتقريبه. فيقول لثلاث ولا يقول لسبع وعشرين خلت ويقول لثلاث خلت ولا يقول لسبع وعشرين بقيت ثم اختلف القائلون بهذا الى اخر ما ذكر وانا اتركك تقتني هذا الكتاب وترجع اليه في هذا الموضع وفي مواضع اخرى لتستفيد فائدة جليلة باذن بالله عز وجل والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله