اه اه اه اه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين هذا لقاؤنا الاول في هذه السلسلة من الحلقات التي نخصصها للحركة النسوية والتي تسمى كذلك في بعض الادبيات الحركة الانثوية وكلا اللفظين ترجمة لللفظ المنتشر في اللغات الاوروبية وهو الفيمنيزم الحركة النسوية في الاصل هي حركة نضالية للدفاع عن حقوق المرأة السياسية اجتماعية والاقتصادية هي حركة تسعى الى رفع الظلم والحيث الواقعين على المرأة في اوروبا ومن اوروبا الى دول اخرى مختلفة لكن الحركة النسوية مرت بمراحل مختلفة وتشبعت خلال هذه المراحل بمجموعة من الافكار التي اقتبستها من تيارات فكرية مختلفة ولذلك انتقلت هذه الحركة من مجرد حركة نضال للدفاع عن المرأة والسعي الى تحصيل حقوقها الى حركة متشبعة بايديولوجيات مختلفة سنحاول باذن الله عز وجل ان نكشف بعضها يمكن ان نقول ان المرحلة الاولى في تأسيس الحركة النسوية هي مرحلة الثورة الفرنسية وذلك ان الثورة الفرنسية كانت قد حققت مجموعة من الحقوق للانسان عموما ولكنها ابقت على المرأة في وضع هامشي وذلك اكثر من الوضع الذي كانت عليه المرأة قبل الثورة ولذلك فان الحركة النسوية خلال القرن الذي جاء بعد الثورة الفرنسية سعت الى ان تمتلك المرأة الحقوق نفسها التي استطاع الرجل ان يمتلكها خلال الثورة الفرنسية كانت المرأة في فرنسا خصوصا قبل الثورة الفرنسية يمكنها ان تصل الى مراكز القرار السياسي كما نلاحظ ذلك خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر مثلا وهنالك مراحل تاريخية معروفة لا نطيل بتفصيلها. وصلت المرأة فيها الى مراكز القرار السياسي في كثير من الدول الاوروبية الذي وقع انه حين جاءت الثورة الفرنسية صحيح ان المرأة ساهمت فيها على صعيد القاعدة فكانت تخرج في التظاهرات والاعتصامات. ولكن على صعيد القرار الذي حصل ان قادة الثورة الفرنسية كانوا متوجسين من المرأة لانها كانت في الغالب محافظة ومتدينة وترفض اذا ما كان يفعله قادة الثورة الفرنسية من ارهاب تجاه الدين وتجاه الكنيسة. لاجل ذلك سعى الحداثي يوم سعى قادة الثورة الفرنسية الى تهميش المرأة. فلذلك كان نضال المرأة خلال القرن التاسع عشر وهو القرن الذي تلى الثورة الفرنسية كان نضالها من اجل تحصيل مجموعة من الحقوق من اهم الحقوق التي سعت الحركة النسوية الى تحصيلها خلال هذا القرن. وايضا خلال النصف الاول من القرن العشرين حق التصويت وهو من الحقوق السياسية المعروفة ثم ان الحركة النسوية كانت تعتمد خلال هذه المرحلة على رح الثورة الفرنسية. اي تعتمد على الفلسفة الليبرالية وتعتمد على الاقتصاد الرأسمالي وتركز على معاني الحرية والمساواة وحقوق الانسان ثم ان الحركة النسوية خلال هذه المرحلة كانت تشخص المشكلة بالنظر الى التنشئة الاجتماعية. اي اذا كانت المرأة تعاني من ظلم معين فان سبب ذلك التنشئة الاجتماعية وسبب ذلك الاحكام المسبقة والصور النمطية المنتشرة في المجتمع والتي تؤدي الى التمييز ضد النساء اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا بعد ذلك حين حدثت الثورة البلشوفية بل قبل ذلك حين بدأ التنظير الماركسي حصل تأثير ماركسي معين انتج نسوية ماركسية تختلف في تشخيص الداء عن الانثوية التي قبلها فهي تشخص الداء في النظام الرأسمالي وتجعل آآ النظام الرأسمالي هو سبب استغلال الجنسين وتجعل الرأسمالية السبب الرئيسي في اضطهاد المرأة واذا فان تحرير المرأة يمر عبر اسقاط الرأسمالية وتعويض النظام الرأسمالي بالملكية الجماعية و اه اسقاط الاسرة واسقاط مؤسسة الزواج وتعويض ذلك كله بالرعاية الجماعية للاطفال وكل ذلك في اطار الطوباوية الماركسية التي كانت آآ منتشرة في وقت معين ثم بعد الماركسية وجدت النسوية الاشتراكية التي تجعل اضطهاد المرأة راجعا الى النظام البطريركي و الى النظام الرأسمالي بعد ذلك كله وجدت مرحلة مهمة جدا في تاريخ النسوية هي مرحلة سيمون ديبوفوار سيموندو بوفوار كاتبة فيلسوفة تأثرت كثيرا بجون بول ساختخ وهو ايضا فيلسوف وجودي فرنسي معروف وتأثرها به بسبب انه فتح كثيرا من افاقها الفكرية والفلسفية وكانت لها به علاقة يمكن ان نقول انها علاقة فكرية ولكن ايضا علاقة جسدية فيها كثير من الانحراف الجسدي والاخلاقي كتبت سيموندو بوفوار كتابها المشهور الجنس الاخر او الجنس الثاني. والحق انه لم يلق قبولا عند صدوره. خاصة انها في هذا الكتاب تذم وظائف الامومة مثل الانجاب والرضاع. في الوقت الذي كانت فرنسا تخرج من الحرب العالمية الثانية وكان فرنسا محتاجة الى نمو ديموغرافي جديد بعد الحرب المدمرة التي مرت منها حين كتبت كتابها عام الف وتسعمائة وتسع واربعين قررت فيه مجموعة من الاصول والشعارات والمبادئ التي ستكون شعارات تأسيسية بالنسبة للحركة النسوية فيما بعد من اهم ما قررته في كتابها عبارة خطيرة جدا. وترجمتها لا نولد امرأة ولكن نصير امرأة بمعنى ان المرأة لا تولد مرأة وانما تصبح امرأة بسبب التربية والثقافة والتنشئة الاجتماعية ثم ايضا تركز السيمون دوموف دوبوفار على فكرة ان على المرأة ان تكون مثل الرجل. وذلك في هوى المساواة التي تريد تقريرها تريد من المرأة ان تندمج مع الرجال ان تتبنى طريقة الرجال في التفكير تيري في العيش في العمل في الحب في الكتابة في كل شيء بعبارة اخرى كانت سيمون دي بوفوار معجبة بالذكورة وكانت تحتقر الانوثة ولاجل ذلك فانها كانت تحلم بان تتحول المرأة الى رجل هنالك جملة تأسيسية تذكرها سيموندو بوفوار سانقلها الان وهي قولها اتمنى اليوم الذي سيدهشني فيه رجل بذكائه وثقافته وسلطته. لاعترف بانه مساو لي ينبغي ان يتجاوزني هذا الرجل المقدر لن يكون اقل مني ولا مختلفا عني ولا اعلى مني بكثير. وسيضمن وجودي دون ان تنتزع منه سيادته هذه الكلمة عجيبة جدا وهي مختلفة عن كثير مما تقرره النسويات في عصرنا هذا كيف صارت النسوية بعد سيمون ديبوفوار؟ هذا الذي سنراه باذن الله عز وجل في لقاءنا المقبل والحمد لله رب العالمين اه اه اه