اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لقد كان تأثير الحركة النسوية على الاسرة خطيرا جدا فقد نادت النسوية منذ عقود بهدم وتدمير الاسرة القديمة التي تعتمد على ما يسمى النظام الذكوري البطريركي التقليدي والذي كانت الادوار فيه مقسمة بين الاب والام والاطفال بما يوافق الفطرة فيما نعتقد نحن وبما يوافق الواقع البيولوجي لكل واحد من اطراف الاسرة وما يوافق الاستعداد النفسي لهم ايضا لكن بعد ان فككت النسوية هذه الاسرة التقليدية لم تقدم بديلا سوى مجموعة من الاسر المهشمة المحطمة لقد كان المجتمع المنبوز بالبطريركيه او الذكوري يعتمد على مؤسسات قوية هي الاسرة اولا ثم هي ايضا المدرسة وهي الدين وهذه المؤسسات كانت آآ تفرض مجموعة من المعايير التي تكمن فيها مجموعة من القيم الثابتة هذه القيم كانت مقبولة من طرف جميع افراد المجتمع كانت هذه المؤسسات اذا تضمن قيمة التربية التقليدية وتضمنوا طريقة العيش داخل المجتمع في اطار منظومة اخلاقية واضحة المعالم ومستقرة الى حد بعيد بغض النظر عما كان يلحقها من نقائص. هذا لا ننازع فيه تحولت الاسرة التقليدية التي كانت اه عبارة عن كيان مقدس يستمد قدسيته من التعاليم الدينية في اوروبا وهو عندنا ايضا صحيح اه كانت الاسرة اذا اه مبنية على اساس تراتبية معينة واضحة المعالم اه فيها توزيع عادل للمهام تحولت الى مجرد تجمع الاسرة صارت مجرد تجمع هش وغير متماسك افراد متساوين فيما بينهم لا يفوت احدهم الاخر في مرتبة او منزلة او اي شيء ومستقلين يمكن لكل واحد منهم ان يستقل عن الاسرة عن مجموع الاسرة ولا ينبني التعايش المشترك فيما بينهم سوى على منطق المشاعر والاحاسيس الذي يجمع بين افراد الاسرة هو المشاعر والاحاسيس لا على اساس الامانة والمسؤولية وتوزيع اه المسؤوليات والادوار لا. بطبيعة الحال حين نتحدث عن عن اسرة صارت مجموعة من الافراد من الذي ينتفع ويستفيد من هذه الحالة؟ بطبيعة الحال السوق السوق الرأسمالي لان هذا يصب في مصلحة السوق المتحكم الذي يتحكم بالياته الاعلامية والتعليمية وغيرها يتحكم في الافراد بطبيعة الحال. هؤلاء الافراد حين ينتزعون بسبب هذه النسوية من اسس بنائهم القيمي التقليدية الصلبة التي هي الاسرة المدرسة الدين الى اخره. هذا كله حين ينتزعون من ذلك بسبب هذه الايديولوجية الانثوية المدمرة فالمستفيد الاكبر هو السوق ان بنى على هذا كله تحطيم الدور التقليدي للاسرة وتدمير مهمة التنشئة الاجتماعية داخلها. فصار الافراد داخل الاسرة مجرد مستهلكين كغيرهم تجمع بينه مجموعة من المشاعر لذلك ستجد كثيرا في الخطاب الغربي قضية الحب وكذا والمشاعر والاحاسيس الى اخره. هذه المشاعر يمكن ان تصمد طويلا وهذا مشاهد لكن ايضا يمكن ان وهذا هو الغالب يمكن ان تندثر تحت عاوني المؤثرات الخارجية التي قد تكون مثلا جنسيتان او مهنية او ثقافية او غير ذلك. وذلك كثيرا ما نجد في الاسر الغربية والتي تشبهها عندنا نجد ان الاسرة مبنية على الحب ويقول لك الرجل يحب المرأة والمرأة تحب الرجل ويحب اولاده ثم لمؤثر خارجي معين تجد الرجل يهرب من الاسرة او المرأة تهرب وتلاحق مشاعر اخرى تكون اقوى من هذه المشاعر التي كانت آآ تحملها في اسرتها الاصلية لان حس المسؤولية الذي كان موجودا في الاسر التقليدية ذات الرباط المقدس لم يعد له وجود والاسرة اذا صارت تتحطم بسهولة بالغة. هذا هو المشاهد عمليا في آآ الاسري الحديثة في الغرب نحن بالطبع سائرون في الطريق نفسه فهنالك مجموعة من المعالم التي لا تكاد الاسر العصرية تنفك عنها. الاول من ها غياب الاب وحين نتحدث عن غياب الاب فان كثيرا من الاسر العصرية صار الاب فيها غائبا اما غيابا فعليا واما غيابا رمزيا الغياب الفعلي هو حين تكون لدينا هذه الاسر التي تسمى احادية الوالد. يعني فيها والد واحد اما بسبب هروب الرجل من مسئولياته المادية والمعنوية واما بسبب الطلاق والغالب ان الام هي التي تحتفظ تحتفظ بحضانة الاطفال ومن المعلوم التنامي الهائل لحالات الطلاق في المجتمعات الحديثة. مثلا في فرنسا يقولون ان واحدا من كل ثلاث زيجات اه خارج باريس يعني في فرنسا غير باريس ومن كل اثنتين داخل باريس يقع فيها الطلاق وهذا ايضا يؤدي الى تكاثر الاسر احادية الوالد اه تقريبا مليون فاصل ثلاثة يعني واحد فاصل ثلاثة مليون اسرة في فرنسا احادية الوالد مع التذكير بان ثمانين بالمئة من ابناء الازواج المنفصلين يعيشون مع الام اذا ثمانون بالمئة من هذا النوع من الاسر هو اه هي اسر فيها الام وحدها. جميل. اذا غياب فعلي او غياب رمزي وذلك حين يقتصر دور الاب على تكرار دور الام بطريقة فرعية ثانوية دون تقديم اه المكمل الابوي الذكوري الضروري لتربية الاطفال لان الطفل لا ينشأ تنشئة صحيحة الا اذا وجد امامه ابا واما. اما ان يجد اما وابا يلعب دور الام ايضا فهذا غير سليم. ازا هنالك طرد فعلي للاباء وتحويلهم الى اباء اه يسمون اه بالفرنسية اباء يوم الاحد. يعني هم الذين لا يلتفتوا لا يلتقون عمليا اه بابنائهم سوى في عطلة اه نهاية الاسبوع يوم يعني يوم الاحد خصوصا لاداء بعض الترفيهية التي ليست من صميم العملية التربوية اليومية. التي تطلع الام وحدها بها. الاب قبط يوم الأحد او ايضا يسمون اباء منفقين يعني دورهم تقتصر علاقتهم بالاطفال على الانفاق المادي. اذا هذا المحور الاول آآ غياب الاب. المحور الثاني تضخم قوموا دوري الام فقد كان اخراج المرأة للعمل مطلقا دون مراعاة الفروق البيولوجية التي تميزها عن الرجل والتي تقتضي ان يكون عملها خارج البيت في ظروف معينة خاصة جعلها في الغالب تجمع بين عملها داخل البيت وخارج البيت. وهذا هو الذي صار يسمى في الادبيات عندهم باليوم المزدوج. يعني المكرر. عندها عمل داخل البيت وعمل خارج البيت مع ما يقتضيه ذلك من معاناة مضاعفة فوق ذلك تتحمل المرأة وحدها في الغالب مسؤولية الاسرة عند الطلاق الذي بالمناسبة نذكر بان الطلاق تفرح الانثوية بانه من حقوق المرأة التي نجحت في الحصول عليها. نذكر بهذا اه او انت الطلاق او لتهرب الاب من مسؤولياته كما سبق. لذلك يطلب من الام ان تكون امرأة وان تكون رجلا في الان ذاته فتسيطر على قرارات الاسرة وتسيرها وفق تصورها الأنثوي الذي هو بالمناسبة ليس خللا وليس خطأ لكن ان يكون هو الوحيد الموجود هذا هو الإشكال وان كان هذا كله يعني تفعل هذا وان كان مخالفا لاستعدادها الفطري وعلى حساب وهذا هو المهم وعلى حساب راحتها البدنية والنفسية. اذا خرجت المرأة من دورها التقليدي وصاحب وصاحب ذلك تطور للقوانين تحت ضغط الحركة النسوية غالبا من اجل مواكبة هذه الادوار الجديدة نحو افق مساواة مطلقة بين الجنسين ومنها المساواة داخل الاسرة. فلم تعد القوانين مثلا تتحدث عن الرجل رب الاسرة ولا عن سلطة الاب بل عن سلطة الوالدين المشتركة بين الام والاب. وفي التفسيرات القانونية الجديدة آآ تميل وظائف الوالدين الى ان تكون وظائف اب او وظائف ام غير متمايزة ويمكن التبادل بينها اي يمكن للام ان تفعل الان يعني ان تفعل ما كان الاب وحده مخولا ان يفعله وعلى الاب ايضا ان يكون قادرا على ان يكون ابا وان يكون اما في الوقت نفسه. هذا كله يؤدي الى المحور الثالث وهو تحطيم قيمة التربية فينشأ الاطفال عمليا بوالد واحد هو الام كما ذكرنا ويؤدي ذلك ولابد الى تدليل الطفل تدليلا مبالغا في والى صعوبة في التعامل مع الحرمان لدى الاطفال وعسر لديهم في الانضباط بالقوانين ونبذ عندهم لقيم الجهد والعمل التي كان الاب في التقليدي يطلع بتلقينها للاطفال اذا في الاسرة التقليدية. امتد الامر الى المدرسة ايضا اي خارج الاسرة. ففي القديم كان المدرس وظيفة اقرب الى ان تكون ابوية كان مكلفا بتطبيق اه قوانين صارمة مثل قواعد الانضباط مثلا ومبادئ القراءة والكتابة والحساب وكانت وظيفة التدريس في الغالب للرجال فكان الاب يعهد بابنه لمعلم يمنح الطفل في في المدرسة نفس التربية التي يتلقاها في البيت مع اضافة معاني التعليم. اما الان فقد انقلبت الوظيفة التدريسية رأسا على عقب وصارت المهنة تمارسها النساء في الغالب ولم يعد التدريس آآ يدور على معاني الانضباط وقواعد العلوم بقدر ما يدور على معاني المشاعر والاحاسيس والرغبات والتفتح المعرفي والامور النفسية وما اشبه ذلك مما لا يخفى على من يتابع برامج التعليم المعدة للاطفال وللمراهقين ايضا في عصرنا الحالي والى لقاء مقبل باذن الله عز وجل