اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين كلامنا اليوم عن اثر الايديولوجيا الانثوية في تشكيل نفسية الاطفال وابتناء مجتمع دون اباء ودون سلطة. وقبل ذلك نمهد بكلمة حول ما يسميه بعض الناس تأنيث المجتمع لقد غيرت نهاية القرن الماضي من مكانة النساء في المجتمع فاقتحمت النساء اماكن كانت من قبل حقرا على الرجال. وهذا ما يمكن ان نقول انه ساهم في ما يسمى تأنيث المجتمع انتقلت تربية الاطفال بشكل متزايد نحو النساء وصارت في ايديهن وحدهن وصارت المرأة تكرس اه يعني وقتها الاطول للاطفال. وهذا حتى مع وجود عمل لها خارج البيت كما رأيناه من قبل الى جانب ذلك صارت المرأة هي التي تتولى منصب تدريس الاطفال في الغالب في المدرسة يعني مكانتها اكبر في البيت ومكانتها في التعليم ايضا اكبر خارج البيت اي في المدرسة. اذا وقع تأنيث المدرسة ايضا. هذا الغياب اه التبخر للرجال والحضور المكثف للنساء في مجال التربية والتعليم لم يكن ليمثل امرا مهما او خطيرا لو ان الرجال والنساء احتفظوا بادوارهم التقليدية. لكن الذي وقع هو نهاية سلطة الاباء فقد سمحت هذه الحملات الانثوية للمرأة بان تكون المرأة اذا اكثر حضورا في المجتمع عموما وفي الاسرة خصوصا. لقد صار لها وضع اساسي اه بقرب اطفالها وفي الاسرة وصلت الى مقام لم يكن بالامكان تخيله في العقود السابقة. فصارت الام في الحقيقة هي القائدة الحقيقية للاسرة. المشكلة في هذا ان الامة بطبعها وفطرتها تميل الى الى استباق رغبات الاطفال ومحاولة ارضاء جميع رغبات الطفل كي لا يكون محروما بشكل من الاشكال من اي شيء مما يمكن ان يرغب فيه. هذه الرغبة اصلا صار بالامكان في كثير من آآ بلاد العالم خاصة في الغرب صار بالامكان تحقيقها اكثر من اي وقت مضى بسبب ارتفاع مستوى المعيشة عندهم المرأة اذا التي تأثرت بالايديولوجيا الانثوية والتي آآ يساندها القانون صارت متسيدة في الاسرة الرجل الذي يطلب منه ان يكون بين قوسين اكثر انوثة اي اكثر تسامحا ولطفا ورعاية الرجل صار ضد ضرورة اكثر ترددا وغير قادر على اتخاذ القرارات كما كان الامر عليه من قبل. فلذلك صارت المبادرة في القرارات كلها بيد المرأة عموما وهو لا يملك خيارا اخر. بل ان اية مبادرة آآ يمكن ان يتخذها الرجل يمكن ان ينظر اليها على انها محاولة للتحكم وعلامة للسيطرة الذكورية. آآ اما حين تأتي آآ المبادرة من المرأة فهي علامة على التحرر وموافقة آآ مزاج العصر اذا الرجل اه ينشغل بمجالات اللعب والعواطف والمشاعر ويترك اه اه يعني لكي يتفادى الصراعات مع مع زوجته ومع اطفاله آآ ويساهم في آآ المحافظة على الحد الادنى من الانسجام الاسري لاجل ذلك كله الرجل يخرج من مجال القرارات وهذا في كثير من الاحيان آآ يعني يلائم يلائمه لانه يجد نفسه متحررا من واجب بالقرار والسلطة والمسئولية الذي كان من قبله حكرا على الاباء اه الان الذي اه يقع في كثير من الاحيان هو ان الاب يترك الامة تمارس سلطة الوالدين بين قوسين يكون ذلك في الاسرة كما يكون في المجتمع عموما. فهنالك ما يشبه آآ تبخر الرجل وعموما والاب على جهة الخصوص. الان الاشكال الذي وقع هو ان هذا كله يؤدي الى اشكالات بالنسبة للاطفال اذ يصبح لدينا اطفال دون ضوابط فالسلطة كما قلنا صارت بيد الام في الغالب وفي ذلك مواطن ضعف كثيرة جدا واخطر شيء في الامر ان الام بسبب طبيعتها الانثوية لا تستطيع تلقين قيم آآ الانضباط وآآ التعامل مع السلطة. والنتيجة ان الاسر عصرية يضيع فيها مبدأ السلطة وينشأ الاطفال وهم يتبعون اختيارات اتخذوها بانفسهم لانه لا يوجد سلطة ترشد وتوجه وآآ هذه الاختيارات تخضع لرغبات ومشاعر انية وظرفية وهذا كله في انقطاع تام عن القيم العليا التي يفترض في الوالدين وفي الاب خصوصا ان يلقنوها ان يلقنوها للاطفال. اذا يصبح الطفل آآ طفلا سيدا ان صح هذا التعبير ويصبح خارجا عن القواعد والضوابط والقوانين. صار الاطفال اذا والمراهقون خصوصا بعد ذلك يتخبطون في فراغ اه هو فراغ الحياة التي ليست فيها مراجع ولا بوصلة وليست فيها منارات للتوجيه ولا للارشاد وجميع ذلك بسبب تخلي الراشدين عن آآ شرح القوانين وبيانها وضمان احترامها من خلال حضورهم التربوي الذي كان موجودا قبل ذلك اه الاطفال ايضا صاروا يتناولون جرعات ضخمة من التدليل وعدم الحرمان فطلباتهم كلها تستبق ومشاكلهم تحل قبل ان توجد وجميع ذلك يرسخ فيهم معاني السلبية ونقص المسؤولية وعدم احترام قيمة بذل الجهد وقيمة العمل والقدرة على مواجهة التحديات والاكراهات والعراقيل. اذا يجد الطفل الذي هو طفل سيد ان صح التعبير كما قلنا يجد صعوبات في الاندماج الاجتماعي في التأقلم مع المجتمع من حوله لانه يرجو ان يتغير الاخر او ان يتغير نظام العالم القائم من حوله لكي يلائم رغباته بدلا من ان يسعى هو الى تغيير رغباته اصلاحها لكي تتلائم مع النظام السائد. يكبر هؤلاء الاطفال اذا على معنى رفض الحرمان. والتعامل مع كل شيء في الحياة على انه حق لا يمكن المساومة عليه. بمعنى الحياة التي كان ينظر اليها على انها هبة ومنحة الهية في زمن التدين صارت في زمن الايديولوجية الانثوية ينظر الى الحياة على انها حق. ولذلك تجد الطفل وبعده طاهق وبعده الشاب يقول من حقي ان اكون بصحة جيدة. من حقي ان يكون عندي اه مثلا مال من حقي ان اكون جميلا. من حقي ان ان يكون عندي اطفال من حقي ان اعيش ابدا وان لا اموت. حين يصطدم بالواقع الذي لا يعترف له بهذه الحقوق فان الصدمة تكون عنيفة جدا وتؤدي الى اختلالات نفسية واجتماعية خطيرة خاصة الانطواء والانعزالية بسبب الاحباط الذي يتلقاه هذا الشخص من المجتمع من حوله. اذا عدم حصولهم على بين قوسين حقوقهم هذا يعتبرونه ظلما في آآ يعتبرونه ظلما وكل شيء يصبح آآ بالنسبة لهم موضوعا للاستهلاك اشياء المادية المخدرات الجنس الجنس الاخر آآ الكمية وحدها هي التي آآ تهم من اجل ملء الفراغ الذي تحدثنا عنه انفا. ولانهم يريدون الاستفادة من الحاضر فورا فانهم لا يودون المجازفة بالسعي وراء اه اه بناء المستقبل لا يفكرون في المستقبل لا يحملون هم الاصلاح وهم التغيير وهم النضال لاجل تحصيل آآ خير مشترك للمجتمع للوطن للإنسانية للأمة للطائفة الدينية كما كان الشبان في العصور الماضية. كل ذلك غاب وصار همهم المتعة العارضة فقط. اي بدلا من السعي لبناء الخير المشترك صار همهم السعي للاستفادة من الخير الموجود ولو على حساب الاخرين في انانية وفردانية واضحة جدا. وافضل متعهم حين يخرجون من مرحلة الطفولة ويكونون في مرحلة متقدمة نسبية من العمر افضل متاعهم ما يرجعهم الى زمن الطفولة ولذلك صرنا نرى شبانا بل كبارا في السن منغمسين ومدمنين على الالعاب الالكترونية وعلى الرسوم المتحركة الكرتون وعلى ما اشبه ذلك في محاولة منهم للرجوع الى زمن الطفولة الذي كانوا يتمتعون فيه بالرغبات كلها وبتحقيق الرغبات من طرف الوالدين ومن طرف الام خصوصا دون ان يصطدموا في ذلك بحقيقة المجتمع من حولهم. اذا حين حررت الايديولوجيا الانثوية جسد المرأة فان الانوثة صارت معروضة في كل مكان على انها مادة استهلاكية كغيرها من مواد الاستهلاك. وسبب ذلك اضطرابات نفسية خطيرة عند الاطفال والمراهقين سواء من الذكور او من الاناث. من الاناث لان المراهقة آآ تضطر ان تحارب فطرتها التي تدعوها الى نوع من انواع التستر بحسب الاديان وبحسب الثقافات لكن الفطرة عموما تدعو المراهقة الى نوع من التستر تحارب هذه الفطرة لكي تقبل التعري لكي تقبل التعامل مع الجنس الاخر لتحقق ذاتها ولتكون موافقا لذلك النموذج الاعلى الذي يعرض عليها في كل مكان في السينما في المسلسلات في كل مكان. وبالنسبة للذكور ايضا لان المراهق الذكر مضطر لان يحارب ايضا فطرته التواقة الى الجنس الاخر وان ينظر الى السلعة لانه الان صارت سلعة الى السلعة المعروضة عليه وان يشتهيها ولكن دون ان يكون له الحق دائما في اطفاء رغبته الفائضة فيعود على نفسه بكراهة المرأة كبر المرأة المتعجرفة المرأة التي ترى ولا تنال وآآ بطبيعة الحال يرجع عليه ذلك بالوان واصناف من الامراض النفسية خصوصا ذات الطابع الجنسي. ولان اغلبية الاولاد ينشأون في بيئة يغيب فيها الوالي فعليا او رمزيا فقد صارت الأنوثة هي الأصل كما قلنا من قبل. وصار المراهق ذا الذكر ذا هوية هشة تا لا يعرف ما يجب ان يكون عليه ولا ما يمكن ان يظهره او يخفيه في مجال المشاعر لانه ليست له لا توجد امامه قدوة من نفس جنسه. وحين تبدأ مرحلة التمرد في المراهقة فان هذا المراهقة الهش في هويته يتمرد على امه ومن خلالها على جنس نساء جميعهم ليؤكد خصوصيته وتميزه بعبارة اخرى يسعى الى تأكيد اختلافه وهويته الجنسية من خلال المبالغة في نبذ الأنوثة عبر مجموعة من مظاهر من المظاهر الذكورية العنيفة على رأسها محاولة اخضاع المرأة المتسيدة عن طريق الشتم مثلا عن طريق الاذلال عن طريق التحرش عن طريق الاغتصاب كما نرى هذا في مجتمعات الغرب وفي مجتمعاتنا ايضا. الايديولوجية الانثوية اذا حين تمنع المراهقين من اعلان تميزهم وقيمهم الخاصة تساهم في تجديد الذكورية في اسوأ معانيها. وكما ان الايديولوجيا النسوية تساهم في تدمير صورة المرأة الى جانب ما ذكرنا فهي تساهم في تدمير صورة المرأة بدلا من الدفاع عنها وذلك حين يفرض النموذج الذي للنساء على يفرض عليهن آآ وبالتالي تصبح المرأة تواقة الى شيء واحد هو ان ان تكون مثل هذا النموذج اي شابة متحررة تفيض بالانوثة وبالاثارة الجنسية بعبارة اخرى كونوا امرأة سلعة او حتى امرأة آآ كلينكس يعني محارم ورقية. فهذه هي المرأة التي ايد النسوية ان هذا هو النموذج الذي تريد النسوية ان تكون المرأة عليه امرأة فائضة بالانوثة سلعة استهلاكية لها تاريخ صلاحية يتناقص باستمرار فلا الانثوية انقذت المرأة ولا حررتها ولا ساهمت في ولا هي ساهمت في نبذ الذكورية بل على العكس ساهمت في انشاء ذكورية جديدة مؤسفة ومضيعة لحقوق المرأة والله الهادي الى سواء السبيل