بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة اولا اشكر للاخوة الافاضل القائمين على برنامج مساق التخصصي اشكر لهم دعوتهم اياياي ان القي اه هذه المحاضرة التي عنوانها العدة الشرعية للمفكر وساجعل هذه المحاضرة في ثلاثة اجزاء. الجزء الاول هو مجموعة من المقدمات الممهدات التي لا بد منها اه نتعرف من خلالها على الفكر والمفكر ونحاول ان اه نشرح هذا المفهوم او ان نشرح هذا المصطلح وما يحمله من المعاني ثم سيكون الجزء الثاني عن ما يمكن تسميته المضمون الشرعي للمفكر اي اه مجموع المضامين او لنقل مجموع المعلومات الشرعية التي يحسنوا بالمفكر الاسلامي ان آآ يحصلها او ان تكون عنده ثم يكون الجزء الثالث باذن الله عز وجل عن المنهج الشرعي آآ المفكر اي عن اي سيكون الحديث عن المناهج والاليات وطرائق الاستدلال التي اه هي في اصلها مأخوذة من الشرع والتي يحسن ايضا بالمفكر ان اه يحصلها اما في الشق الاول او في الجزء الاول المتعلق بهذه المقدمات الممهدات فلنا اولا ان نتساءل عن اهمية هذا الموضوع العدة الشرعية للمفكر ما الذي يسوغ لنا الحديث عن مثل هذا الموضوع اه لعل اهم ما يسوغ ذلك هو ان اكثر المتكلمين اليوم في مجال الفكر عندهم فراغ شرعي او عندهم تشوهات في معرفتهم بالشرع. اما لا يعرفون الشرع او يعرفون منه شيئا قليلا جدا او يعرفون منه امورا معينة لكن بطريقة مختلة اي معرفته بالجانب الشرعي معرفة ناقصة او محرفة وبالمناسبة المقابل ايضا موجود وهو ان آآ كثيرا من المتشرعة آآ معرفتهم الفكرية او الفلسفية ضعيفة او آآ ايضا محرفة او يعني تلامس اه سطحيات هذه المسائل الفكرية الدقيقة والعميقة ولا تغوص في تفاصيلها اه كما ينبغي. اذا بعبارة اخرى الجمع بين الامرين شيء نادر جدا وسبب ذلك في غالبه هو ان التكوين الذي يتبعه اهل الفكر وان التكوين الذي يتبعه اهل العلم الشرعي اه كلاهما لا يأخذ بعين الاعتبار الشق الاخر المقابل. فحين ندرس العلوم الشرعية اه لا يوجد شيء اسمه المعرفة بالفكر او الفلسفة الحديثة اقصد اه الا على جهة اه الامور الزائدة التي تضاف بعد الانتهاء من العلوم الشرعية ثم حتى الكتب التي تقرر في كثير من الاحيان تكون كتبا يعني سطحية جدا ولا تعين طالب العلم الشرعي على معرفة آآ حسنة آآ قوية بهذه المسائل الفكرية. بالمقابل ايضا الذي يريد ان يغوص في مجال الفكر فانه يدرس ذلك في كتب ووفق برامج لا تأخذ بعين الاعتبار. الجانب الشرعي اصلا وحتى اذا اه يعني كان هنالك اطلاع على الجانب الشرعي فانه مثلا يكون من خلال دراسات المستشرقين او من خلال اه ابحاث يقوم بها اناس من خارج المجال الشرعي فتكون بطبيعة الحال رؤيتهم الشرعية ناقصة او تكون يعني موظفة لخدمة الفكرة الفلسفية التي يريد هؤلاء اه الوصول اليها. اذا على كل حال الجمع آآ صعب ونادر بسبب الاشكال التكويني. فلا شك انه اذا استدرك الشباب هذا في بدء امرهم يعني هؤلاء الذين يريدون التخصص في الجانب الفكري مثلا اذا استدركوا هذا النقص التكويني منذ البدء بحيث اقبلوا على مجموعة من العلوم الشرعية لتعلمها كونوا ذلك دون شك امرا حسنا ومفيدا. طيب الان اذا اردنا ان نتعرف الى معنى الفكر نبدأ اولا آآ معناه من جهة اللغة. ما الفكر لغة اذا نظرنا الى المعاجم فاننا نجد ابن منظور مثلا في لسان العرب يقول الفكر هو اعمال الخاطر في الشيء اعمال الخاطر في الشيء ونجد الجوهرية يقول التفكر التأمل ونجد صاحب القاموس المحيط يقول هو اعمال النظر في الشيء اذا لاحظوا معي اننا هنا آآ نشرح الفكرة بالنظر او بالتأمل او بشيء اسمه اعمال الخاطر. سنشرح هذا فيما بعد نجد شيئا آآ مهما عند الراغب الاصبهاني في مفرداته حين يقول عن التفكر يذكر انه للانسان دون ايوا ثم يقول ولا يقال الا فيما يمكن ان يحصل له صورة في القلب ولا يمكن الا ان يكون الا في ما يمكن ان يكون له او ان يحصل له صورة في القلب ومقتضى ذلك ان الامور الغيبية لا تفكر فيها. الامور الغيبية التي اه يعني لا يمكن تصور حقيقتها وكيفيتها آآ لا يمكن اعمال الفكر فيها فالفكر يكون في الاشياء التي يمكن ان نجد لها في قلوبنا اي في عقولنا صورة ثم يقول وقال بعض الادباء الفكر مقلوب عن الفرك هذا شيء جميل جدا الفكر مقلوب عن الفرك لكن يستعمل الفكر في المعاني وهو فرك الامور فرك الامور حكها فرق الامور وبحثها طلبا للوصول الى حقيقتها. هذا بطبيعة الحال ينحو منحى آآ الاشتقاق الكبير لان الاشتقاق ما لا يخفى عليكم هو صغير وهو اتفاق اللفظين في حروف وفي الترتيب نحو مثلا كتب مع كاتب واضح؟ هنالك الاشتقاق الكبير وهو اتفاق اللفظين في الحروف لكن دون الترتيب يمثلون له جبذ مع جذب والاشتقاق الاكبر وهو اتفاقهما في بعض الحروف لا في كلها مثل السلم والثلب اذن حين يقال بان الفكرة مقلوب عن الفرك فهذا نوع من النظر الاشتقاقي لكنه من باب الاشتقاق الكبير اه فكأنه يقول ان هذه المادة اللغوية سواء اكانت بهذا الترتيب الفاء والكاف والراء او كانت بترتيب مخالف وهو الفاء فالراء فالكاف. هذه المادة ده تدور على فكرة حك الاشياء وفركها للوصول الى حقيقتها. لكن اذا كانت بالترتيب الاول وهو والفكر فهذا يكون في المعاني. فرق المعاني للوصول الى حقيقتها طيب اه نترك هذا المجال اللغوي او هذه المحاولات اللغوية لفهم معنى الفكر ونقول ان القرآن الكريم لان الكلام عند انا هنا انما هو عن الفكر بالنسبة لاهل الشريعة لاهل الاسلام اي الفكر الاسلامي كما سيأتينا فاذا اه يمكننا ان ننظر الى هذا الفكر هل وجد في القرآن؟ هل هنالك دعوة الى الفكر في القرآن؟ نجد فعلا ان القرآن الكريم دعا الى استخدام العقل ودعا الى التفكر والى التدبر والى النظر. وقد آآ ذكر العلماء الاحصائيون المعتنون بهذا الامر ان قاتل عقل قد وردت بشكل كبير في القرآن الكريم لكن ليست بالصيغة الاسمية. لم ترد بصيغة العقل وانما وردت بصيغة الفعل يعقلون تعقلون آآ نعقل آآ مثلا آآ عقلوه وما اشبه ذلك. وهذه اشارة فيما يذكر بعض بعضهم الى ان العقل لا ينبغي ان يبقى اداة جامدة وانما فيه توجيه وارشاد الى الى تحريك العقل او بيان لوظيفته بين قوسين الحركية فالعقل هكذا جامد لكن حين نتحدث عن يعقل وتعقل ونعقل وما اشبه ذلك. هنا العقل يتحرك وحين يتحرك حركته هي الفكر كما سيأتينا باذن الله عز وجل جميل. اه بطبيعة الحال العقل لم يرد بالصيغة الاسمية في اه القرآن الكريم لكن وردت مرادفاته كاللب والحجر والنهى وآآ الفؤادي والقلب وما اشبه ذلك. جميل. الان آآ ايضا عندنا ايات كثيرة جدا في القرآن الكريم تتحدث عن التفكر او تدعو الناس الى التفكر والتذكر والتعقل في قول الله سبحانه وتعالى مثلا كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون. او كقول الله سبحانه وتعالى او لم يتفكروا ما بصاحبهم من جن او كقول الله سبحانه وتعالى يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون في الدنيا والاخرة. ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون. و ما اشبه ذلك. وايضا بطبيعة الحال اذا وسعنا الدائرة فلا شك ان القرآن مثلا قد لقن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاثبات الحق وابطال الباطل او ذكر عن آآ الانبياء والاولياء ياء ما يناقشون به اهل الباطل من حجج. فالقرآن كله مليء بالتفكر والحجج عقليتي وما اشبه ذلك. الان الفكر آآ هكذا هو في اللغة هكذا هو في القرآن. الفكر في التراث الاسلامي آآ ما هو؟ ما تعريفه بطبيعة الحال العلماء من المذاهب المختلفة حاولوا تعريف الفكر واتوا في ذلك آآ تعريفات كثيرة. نأخذ مثلا تعريف ابي القاسم الزمخشري رحمه الله في كتاب المنهاج في اصول الدين فانه يقول. نقرأ هذا التعريف. يقول النظر هو التأمل والاستدلال ترتيب اي ترتيب علوم او ظنون ليتوصل بها الى علم او ظن كمن رأى دخانا فعلم ان تحته نارا فالذي توصل به الى هذا العلم ترتيب علمين قبله وهما علمه ان الدخان لا يكون الا عن نار وعلمه ان ما رآه دخان جميل لاحظ معي اهم شيء في هذا التعريف قوله ترتيب علوم او ظنون ليتوصل بها الى علم او ظن هذه الفكرة الموجودة عند الزمخشرية المعتزلين نجدها عند ابي حامد الغزالي رحمه الله ايضا يقول اعلم ان معنى الفكر هو احضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة واضح وهو يقول بان الفكر مرادف للتأمل والتدبر هذان التعريفان فيهما مسألة مهمة وهي قضية انتقال قضية الانتقال من المبادئ الى المقاصد واضح ترتيب مبادئ معينة اي مقدمات معينة معلومة او مضمونة لا يهو ترتيب ذلك في القلب بتعريف بتعبير الغزالي في العقل كما تشاء. ترتيبها لما لاي شيء لاي غرض للوصول منها اي للانتقاد منها الى المقاصد اي الى الغايات التي يراد تحصيلها لفظ الانتقال هذا الذي ذكرته هنا استعمله ابن سينا الفيلسوف فقال عن التفكر قالوا هو انتقال الذات العارفة مما هو حاضر الى ما ليس بحاضر انتقال الذات العارفة مما هو حاضر الى ما ليس بحاضر هذا الانتقال يعبرون عنه ايضا بالحركة حركة حركة العقل يعني من الشيء الحاضر من المقدمات المعلومة المعروفة الى الشيء غير الحاضر اي الاشياء غير المعلومة هذا التعبير بالحركة هو المشهور عند المتكلمين والاصوليين الذي نجده مثلا اذا فتحنا جمع الجوامع وغيره من من الكتب نجدهم يقولون مثلا النظر الفكر المؤدي الى علم او ظن والفكر حركة النفس في المعقولات اذا هم يربطون بين النظر والفكر يقولون النظر هو الفكر بقيد كونه مؤديا الى علم او ظن اما الفكر في ذاته لا يلزم ان يؤدي الى هذا هنا يفرقون بين النظر والفكر. فالفكر عندهم هو حركة النفس في المعقولات هذه الحركة يمكن الا تؤدي الى نتيجة اصلا فهي فكر لكنها ليست نظرا لما؟ لان الترتيب المنهجي اللازم للوصول من المقدمات او للانتقال من المقدمات الى المقاصد غير موجود فيها. الناس كلهم يفكرون الناس كلهم يفكرون لكن لا يصلون بالضرورة الى نتائج اه صحيحة ولا حتى الى نتائج مطلقا يعني يمكن ان يجلس الانسان ويفكر هكذا دون الوصول الى نتيجة فهذا الفكر حركة النفس والمعقولات. بطبيعة الحال حركة النفس اذا كانت في المحسوسات لا في العقليات هذه تسمى عندهم تخيلا اذا كانت هذه الحركة في الاشياء العقلية في العقليات تسمى فكرة ثم اذا اوصلت الى علم او ظن سميت نظرا. اذا الفكر في التراث الاسلامي الكلامي خصوصا هو الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات وهو الذي يمكن ان نسميه باسماء اخرى باسماء اخرى يمكن ان نسميه نظرا او تأملا او تدبرا او استنباطا او حكما وما اشبه ذلك جميل بعض المتأخرين يمكن او من ان تحقق من المعاصرين يعرف الفكرة بانه عملية تردد القوى العاقلة المفكرة عند الانسان سواء اكان ذلك قلبا او روحا او ذهنا بمعنى ان هذه التسمية لا ينبغي الوقوف عندها كثيرا بالنظر والتدبر. اذا عملية تردد القوى العاقلة عند الانسان بالنظر والتدبر لطلب المعاني المجهولة من الامور المعلومة اذا لطلب الامور او المعاني المجهولة انطلاقا من الامور المعلومة او الوصول الى الاحكام او النسب بين الاشياء. يعني حين نحكم بشيء على شيء هذا نوع من انواع المجهولة عندنا ابتداء. هي هذا من النتائج ومن المقاصد التي نريد الوصول اليها. آآ هذا التعريف الذي ذكرت لكم هنا يعني آآ تعريف اه اكثر دقتان وينظر ايضا الى او يستند الى الجانب المنطقي. لانه حين يقول طلب المعاني المجهولة كأنه اقصد بذلك التصورات المجهولة وحين يقول او الوصول الى الاحكام او النسب بين الاشياء يعني نسبة شيء الى اخر او الحكم بشيء على اخر كانه يقصد وبذلك التصديقات فهذه الطريقة لتفريق هذه المقاصد الى قسمين او تقسيمها الى نوعين اثنين آآ تصورات وتصديقات على طريقة المناطق المعروفة اذا هذا هو الفكر في التراث الاسلامي يمكن ان نستحضر منه آآ الكلمة الجامعة الفكر هو حركة النفس في المعقولات اه نستحضر ايضا بان الفكر فيه معنى الحركة وفيه معنى الانتقال من المبادئ الى المقاصد وما اشبه ذلك اما اذا اردنا الفكر عند الفلاسفة المحدثين فهل مجال واسع جدا حقيقة. والتعريفات مختلفة باينة. من التعريفات التي يذكرها بعض المحدثين ما يعيد التعريف الكلامي السابق الذي هو بالمناسبة ايضا مأخوذ عن الفلاسفة المتقدمين لكن يعيدوا عرضه بطريقة اه اه يعني لنقل احدث شيئا ما فيقول بعضهم بعض المعاصرين في تعريف الفكر بقول الفكر هو ماذا هو اه يطلق هو الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات او يطلق على المعقولات نفسها فاذا اطلق على فعل النفس دل على حركتها الذاتية وهي النظر والتأمل واذا اطلق على المعقولات دل على المفهوم الذي تفكر فيه النفس. واضح بعبارة اخرى الفكر يمكن ان يطلق على هذه الاشياء التي تتعقل المعقولات يعني هذه المعاني هذه المفاهيم التي تتفكر فيها العقول ويمكن ان يطلق على نفس عملية التفكر اي على حركة النفس الذاتية الداخلية التي توصل الى هذه المعقولات واضح وبعضهم يقول ايضا الفكر اعمال العقل في في المعلوم للوصول الى معرفة المجهول. جميل هنا نتجاوز هذا لانه تقريبا هو نفسه آآ ما يذكره المتكلمون سابقا الان من الذين حاولوا يعني آآ تعريف الفكر منهم من ينحو آآ اتجاها اخر آآ متسقا مع الفلسفة الحديثة يجعل موضوع الفكر والمفكر هو العالم بدلا من ان يكون هو مجموع الموضوعات العقلية المجردة هذا تطور مهم جدا بمعنى آآ ليس الفكر عندهم ان يبحث الباحث او المفكر او ان يحرك نفسه عقله في الموضوعات العقلية التجريدية وانما الفكر يكون في العالم. الموضوع مختلف الان فيقول بعضهم الفكر او التفكير هو مجموع العمليات الذهنية التي تمكن الانسان من نمذجة العالم الذي يعيش فيه. النمذجة هي بناء النماذج اذا مجموع عمليات ذهنية تمكن من نمذجة العالم ان تبني ان يبني المفكر مجموعة من النماذج يمكن بها ان يصف العالم من حوله وبالتالي يمكنه من التعامل معه اي مع العالم بفعالية اكبر لتحقيق اهدافه وخططه ورغباته بعبارة اخرى الفكر هنا صار شيئا عمليا لم يعد على طريقة الفلاسفة المتقدمين او المتكلمين لم يعد شيئا نظريا تجريديا لا ارتباط له بالواقع فلم يعد المفكر كالسابق يبحث في تلك المسائل النظرية اه الغيبية المجردة وتلك المعاني التي لا وجود لها اه يعني في واقع الناس وانما صارت مهمة المفكر ان يضع النماذج المفسرة التي تسمح له بالتعامل معها مع هذا العالم الذي يعيش فيه من اجل الوصول الى اه اهداف معينة وهي اهداف عملية فالفكر بهذا المعنى يتضمن التعامل مع المعلومات للمشاركة في حل الاشكالات والاعانة على اتخاذ القرارات هذا شيء مهم جدا اذا عندنا الانطلاق من معلومات هذا لا اشكال فيه لابد من هذا لكن صار الفكر شيئا يعني آآ يبحث في امور يعني عملية الان فهو يسهم في حل الاشكالات ويعين على اتخاذ القرارات المختلفة هنالك ايضا من ينحو في تعريف الفكر منحا اخر في قسمه الى مستويات مختلفة هنالك الفكر ايديولوجيا وهنالك الفكر كاداة وهنالك الفكر كمحتوى فاذا نظرنا الى الفكر من جهة كونه ايديولوجيا بالمعنى الواسع العام فالفكر هو اه مجموع الاراء التي يعبر بها الشعب او الطائفة المجتمعة في مكان ما عن اهتماماته وقيمه ومثله الاخلاقية ومعتقداته الخاصة وآآ طموحاته الاجتماعية والسياسية ورؤيته للانسان وللعالم. اذا الفكر هنا هنا ايديولوجيا شيء عام يلتحم حوله شعب او طائفة معين ويمكن ان ننظر الى الفكر آآ من حيث هو اداة فهو حينئذ مجموعة من المفاهيم والاليات والادوات التي يقع بها التفكير فهي مجموعة من العناصر التي تكون اه يعني منظومة معينة او بنية قائمة آآ من بينها علاقات عناصر بينها علاقات ثابتة متشابكة فيما بينها هذه المنظومة هي التي تعمل اه بطبيعة الحال للوصول الى نتائج معينة. وهذه المنظومة لا شك انها لها ثوابت يعني ليست اه يعني متجردة عن الثوابت والحدود ولكن عملها لا يخترق حدودا معينة ثم يمكن ان ننظر الى الفكر من جهة كونه محتوى فالفكر ما هو؟ هو مجموع الافكار والاراء والنظريات التي اه يعني تنتظمها عناصر يعني بينها علاقات بنيوية وهذه العلاقات تجعل منها اجزاء تستقي دلالتها من الكل الذي تنتمي اليه بمعنى اه هذا الفكر كمحتوى هو بنية من التصورات ومن الاراء ومن الافكار ومن النظريات التي بطبيعة الحال اه وصل اليها عن طريق الادوات التي سبق ذكرها اه يعني بعد الوصول الى ذلك صرنا نتحدث عن بنية من الافكار والاراء التصورات. جميل على كل حال اه هنالك اه اقوال كثيرة في تعريف الفكر ما الذي يمكن ان اه نستخلصه مما سبق من التعريفات. نستخلص ان طبيعة الحال الفكر حركة عقلية يكتشف الانسان من خلالها القضايا المجهولة لديه والتي يبحث عنها ويسعى الى تحصيلها لكي تنمو معارفه وعلومه وافكاره في هذه الحياة هنا مسائل وهي ما مسوغ الفكر ما منطلقه وما منهجه بمعنى مسوغ الفكر ما الذي يسوغ الفكر يمكن ان نقول مسوغه هو الحاجة الى اتجاه يرتبط به الانسان ويقيموا على اساسه نهج حياته ومجموع القيم الانسانية التي يسير عليها فاهو الانسان محتاج الى هذا محتاج الى ان يكون عنده اتجاه معين هو الذي نسميه اتجاها فكريا يرتبط به ويقيم حياته وواقعه على اساسه الناس كلهم عندهم مناهج فكرية ينتسبون اليها سواء علموا ذلك او لم يعلموه سواء استطاعوا التعبير عنه ام لم يستطيعوا ثم ايضا هنالك مسوغ ثاني اذا اول مسوغ الحاجة المسوغ الثاني هو كثرة المجهول عند الانسان فهذه الحواس الانسانية لا تأتيه الا بجزء يسير من واقعه هذا واضح والفلاسفة المتقدمون تكلموا في هذا وايضا علماء الكلام الحواس وحدها لا لا تأتينا بكل شيء فيحتاج الانسان الى حركة العقل لتكميل هذا النقص الموجود في الحواس فالعقل هو الذي يبني الامور الكلية او المعاني الكلية انطلاقا من هذه المفردات الجزئية التي يستخلصها بالحس فاذا هو محتاج الى حركة العقل ليعرف ماضيه وذلك من خلال طرق ادراكية معينة بها يعرف الماضي. والماضي في الأصل مغيب عنا ليس الحواس لا تأتينا بالماضي. فنحتاج الى طرق من ادراكية معينة ندرك بها هذا الماضي وايضا محتاج الى حركة العقل لاستشراف المستقبل. وهذا مهم جدا لان المستقبل مجهول واذا كان مجهولا فنحن نحتاج الى اليات لاستشرافه من اجل حسن التعامل معه حركة العقل اذا محتاجون اليها لتقليل دائرتي المجهول من اجل ذلك من اجل هذا المسوغ الثاني الذي ذكرته هنا من كان يشعر من الناس بان دائرة معلومه كبيرة فانه لا يحس بالحاجة الى التفكر وهذا مشاهد عند كثير عند بعض الناس او كثير منهم انه لا يفكر كثيرا لما؟ لانه ليس عنده اسئلة ليس عنده هم يؤرقه ليس عنده اشكالات معرفية يحتاج الى بحثها والى آآ ايجاد جوابها ليس عنده حاجة الى الفكر لما؟ لانه يشعر لاحظ يشعر بان دائرة معلومه كبيرة. القضية مرتبطة بالشعور والا فالواقع ان دائرة الجهل عند الجميع وفي الظروف كلها دائرة الجهل كبيرة جدا ما نجهله اكثر بكثير مما نعلمه. لكن بعض الناس عنده شعور بالجهل زائد فلاجل ذلك يفكر اكثر وبالعكس بعض الناس يشعر بانه يعرف كل شيء نتيجة هذا انه لا يحتاج الى التفكر اصلا اذا هذه المسألة الاولى وهي مسوغ الفكر. المسألة الثانية هي منطلق الفكر من اين ينطلق الفكر؟ ينطلق من مجموعة من المعلومات والخبرات المختلفة بحسب مجال الفكر الذي اه يبحثه المفكر هنا مسألة مهمة جدا وهو وهي ان التفكير دون معلومات سابقة غير مثمر ولذلك فالملاحظ اليوم وفي كل وقت ان كبار المفكرين هم ايضا اناس يطالعون كثيرا ليقرأوا تجارب غيرهم ويطلعوا على ثمار افكار غيرهم وهم اناس يطلعون على الواقع كثيرا يعني يعيشون في الواقع يلاحظونه يتأملونه يراكمون معرفة معينة عن هذا الواقع بطبيعة الحال اضافة الى امتلاكهم لمناهج المناهج واليات سليمة في التفكر. انا اعطيكم مثالا مثلا من الاشياء التي وقعت مناقشتها ضعفي مؤخرا في بعض المنتديات قضية الدولة في الاسلام انا حقيقة تعجبت حين رأيت من يتطرق لهذا الموضوع بمحض الرأي دون معلومات سابقة. يعني الدولة في الاسلام آآ خلاص يقول ما يبدو له في الموضوع دون ادنى تردد ودون اشكال اه فهؤلاء الذين يتحدثون بمحض الرأي الفقير في مثل هذه الموضوعات الفكرية العميقة يسيئون كثيرا لانهم يحدثون من الخلاف ما لا وجه لوجوده اصلا قد قال قالوا قديما لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف وهذا وهذا مشاهد. الخلاف حين انما يكثر وتتسع دائرته حين يتكلم من لا آآ من لا يعرف عن اي شيء يتكلم؟ مثلا الدولة في الاسلام نحتاج ان نعرف ان تقرأ كثيرا في معنى الدولة من حيث هي في معنى خصوص الدولة الحديثة في الاسس الفكرية مثلا التي قامت عليها هذه الدولة الحديثة والتي تقوم عليها وهذه وهي امور يعني في اه تطور مستمر ايضا قلنا الدولة في الاسلام الاسلام هل للاسلام نظام سياسي؟ ما معنى ان يكون للاسلام نظام سياسي او ليس له نظام سياسي؟ ما اصول هذا النظام طعم السياسي في الاسلام. هل هذه الاصول السياسية تجتمع مع اصول الدولة الحديثة ام لا؟ اذا هذا كله قراءات. ثم خبرات ومشاهدة للواقع النظر في التجارب القديمة والنظر في التجارب الحديثة الى غير ذلك. المقصود عندي انه واحد يعني اذكر به كثيرا الفكر ليس حمى مستباحا لا يمكنك ان تأتي هكذا وتتكلم في الامور الفكرية بما تشاء كما تشاء. لا القضية فيها يعني على الاقل معلومات قراءات ولذلك المفكر الذي لا يقرأ يعني لا يعول عليه ثالثا او المسألة الثالثة منهج الفكر بمعنى ان اه اننا نحتاج الى مجموعة من الاليات المعينة على النمذجة اي المعينة على بناء النماذج والنماذج ما هي؟ هي الصور العقلية التي تعين على ترتيب الواقع وتخليصه من الفوضى لانك اذا لم تكن لديك نماذج انت تنظر الى الواقع فتجده فوضويا لا تفهمه لا تفهموا سيرورته لا تفهموا السنن التي تتحكم فيه لا تعرف كيف يمكن هذه الطائفة ان تفعل كذا لهذه الدولة ان تتحرك وفق كذا لهذا الفرد ان آآ يحرص على بالنسبة لك الناس يتحركون وفق اهواء وفق رغبات وفق يعني ما عندك نماذج تستطيع بها التفسير والتعليل. فالنماذج تصلح للتفسير وللتعليل وتمكن من وهذا مهم جدا من توقع التصرفات والافكار بمعنى اذا كان اذا كنت تنطلق في فهمك للواقع من نماذج فانت تتوقع ما سيصنع الناس وما سيفكرون به. مثلا في قضية النماذج هذه مثال مثلا سالاحظ مجموعة من الاشياء اراها اليوم في المجتمع العصري. الاحظ مثلا ان الانسان المعاصر يكره الالتزام الاسري اه زوجا كان او ابنا او ابا. الزوج يعني يحرص ما امكن على التخلص من اه يعني زواجه الى غير ذلك. الابن يحرص على التخلص من مسئولياته تجاه والديه. الاب آآ يعني مستعد لان يتخلص من ابنائه بطبيعة الحال الكلام عن اشياء موجودة يعني لا اقول انها الغالب ولا انها الكثير ولا انها في مجتمعنا آآ اكثر من المجتمعات الاخرى لكن هذه اشياء صارت موجودة وكانت قليلة في الازمنة السابقة. جميل. اذا هادي اولى ملاحظة اولى نلاحظ ايضا مثلا ان هذا الانسان المعاصر في شبابه يكره الانضباط المدرسي يكره الانضباط ويتمرد ما امكن على قوانين المدرسة على الاستاذ في الفصل على المدير على الحراس الى اخره الاحظ ايضا مثلا ان الانسان المعاصر يحرص كثيرا او فيك لنقل في كثير من الاحيان حالة التنصل من الواجبات الدينية بطبيعة الحال في الغرب اكثر مما عندنا فما امكنه ان يتخلص من هذه الواجبات فانه يفعل لا يفعل ذلك فقط اه بشهوة ورغبة فهذا موجود دائما. لكن يفعله ويحب ان يؤصل له. انا ما اريد اصلا ان التزم بهذا وعاد بطبيعة الحال هذه التنصل يؤدي الى اشياء كثيرة اه الى التخلص من الدين كله الى اللادينية الى الالحاد. الاحظ مثلا ان الانسان المعاصر يتمرد على رجال السلطة مثلا بل يتمرد على الدولة من حيث هي. لذلك نجد كثيرا من الناس اليوم قرارات الدولة عنده دائما هي قرارات غير صحيحة ولذلك هو دائما ينتقد قرارات الدولة آآ وقرارات رجال السلطة ونحو ذلك. طيب هنالك امثلة كثيرة جدا يمكن ان تقول هذه اشياء طيبة لما تقول لي هذا؟ هذه اشياء فوضوية فيما بينها. يمكنني ان اضع نموذجا قد تخالف فيه وهو انه ما الذي وقع في هذا العصر اندثار مفهوم الوجوب والالتزام في هذه المجتمعات العصرية ما بعد الحداثية. مفهوم الوجوب دسر مفهوم الالتزام بشيء ما بسلطة معينة بقانون معين هذا المفهوم في مآله الى الاندثار. انطلاقا من هذا نموذج بعد الموافقة عليه بطبيعة الحال وبعد التأصيل له. يمكنني ان اتوقع مثلا لما ارى ان الشباب عندنا يفضلون مثلا متابعة التفاهة على مواقع التواصل. القضية ليست رغبة فقط ولكن التفاهة الموجودة في مواقع التواصل هي معنى لا التزام فيه لا وجوب فيه. مفهوم الواجب فيها غير موجود يمكن ايضا ان اتوقع ان هؤلاء الشباب ايضا لم يعد عندهم احترام لمنصب العلماء ولا رغبة في الالتزام بفتاوى العلماء القضية لا تفسر فقط العلماء يعني صاروا مفسدين علماء السلطان كذا هذا كله موجود. لكن هذا كان موجودا دائما. ما الجديد الان الجديد فعلا هو ان مفهوم الواجب مفهوم الالتزام مفهوم السلطة صار يندثر عند الناس عند الشباب خصوصا. يمكن ايضا ان اتوقع ان الناس اليوم اه مثلا يفضلون القراءة الخفيفة والسريعة على قراءة المنهجية والثقيلة. ايضا لاندثار مفهوم الواجب وهكذا وانا كنت كتبت مقالا عن المولد عن الاحتفال بالمولد فيه اشارة الى هذا المعنى وهو قضية الالتزام بالواجب الديني آآ ما الذي وقع فيها عند المسلمين؟ وهذا اخذناه من بطبيعة الحال من المجتمعات الغربية يمكن هذا النموذج الذي ذكرته الان ان يشتبك من الناحية المفاهيمية مع نموذج اخر آآ يسميه بعضهم آآ يمكن ان نعرب هكذا تطفيل المجتمع. تطفيل من الطفل. تطفيل المجتمع يعني بمعنى ان المجتمع يميل الى اه ان يكون يعني طفوليا اكثر لما ما ما الاشتباك المفاهيمي بين النموذجين هذا راجع الى ان الاطفال ليس عندهم حس الواجب والمسؤولية. فاذا قلت اه يعني نزول في درجة الالتزام بالواجب فهذا اتجاه نحو الطفولية. هذا التطفيل بين قوسين نفهم من خلاله مثلا هذا الحرص الكبير الذي صار على الصورة اكثر من المكتوب الجميع يقولون الان في مواقع التواصل والله اذا كتبت شيئا لا يقرأ احد. فاذا صنعت للناس مقطعا اه وهذا المقطع اذا زدت فيه مؤثرات وصور وكذا فان الناس يحرصون عليه اكثر الحرص على الصورة اكثر من المكتوب هذا مزاج طفولي. لان الطفل في الاصل لا يعرف الكتابة لكن يعرف الصور. ولذلك حين ندرس الاطفال الحروف ماذا نصنع نرسم لهم صورة مثلا ما ادري صورة كتاب ونقول ينظر الى الصورة وانطلاقا من الصورة نقول له طيب هناك حرف الكاف مثلا وهكذا هذا الميل الى الصورة اكثر اه حرص الكبار على لعب الكمبيوتر وادمانها بل ترك كثير من المسؤوليات والواجبات من اجل هذه الالعاب حرص الكبار على الانيميا يعني على هذي الرسوم المتحركة وليس هذا فقط لاجل الذكريات لان بعض الناس يظن انه فقط طفولته لا هناك توجه نحو الطفولة وحرص على الطفولة اكثر. ايضا وهذا شيء مهم من الصور حب الاستهلاك والاقتناء يعني اقتناء ما يرغب فيه. انت تشاهد بعض الناس يذهبون الى السوق الممتاز فيقتني كل شيء يرغب فيه ولو على حساب ميزانيته الخاصة حسو المسؤولية يقتضي انه لا يقتني الا ما يحتاجه في اطار ميزانيته هذا حس المسؤولية وحس الواجب لكن الطفل بخلاف ذلك الطفل يرغب في كل شيء ولو استطاع ان يقتني كل شيء لاقتنى كل شيء وهكذا جميل على كل حال هادي فقط فكرة او مثال على اهمية النماذج لما اذكر به لان المفكر عليه ان يحرص على هذه النماذج جدا لانه حين يضعها وان كانت فيها بعض الاستثناءات لا يهم لكن هذه النماذج تعينه على الفهم على فهم الواقع الذي يتحرك فيه. اذا المنهج الذي ليوصلوا الى هذه النمذجة يشتمل على مجموعة من الادوات المعرفية التي تتفاعل مع الواقع لتنظمه وتنمذجه. من اهم هذه الادوات طرح الأسئلة لان الاسئلة تعين على زعزعة الانساق الفكرية السائدة والتي قد تكون انساقا مختلة او غير مكتملة على الاقل اه بطبيعة الحال لكثرة ما بعض اعداء الدين يكثرون من قضية طرح الاسئلة وزعزعة الانساق ويقصدون بذلك زعزعة الدين صارت هذه الفكرة مبتذلة ومكروهة عند الكثير من المتدينين لكنها فكرة صحيحة في ذاتها اه لكن لينبغي ان يكون السؤال معتمدا على معلومات صحيحة. والا كان سؤالا مضللا مثلا انا وجدت في بعض الكتابات الرصينة لبعض المفكرين مثلا قول القائل لماذا لا تستطيع الشعوب المسلمة التخلص من حكومات السيئة الا باراقة الدماء بينما تستطيع الشعوب الغربية فعل ذلك دون اراقة للدماء. هذا السؤال غلط اصلا. السؤال قالوا غلط لأنه مبني على معلومات غير صحيحة الواقع هو ان الغرب يعني التداول الذي يقع الان هو تداول داخل منظومة سياسية وفكرية واحدة لا تغيير فيها ولا ولا شيء التغيير كان سابقا وقد كان بكثير من الدماء في الثورة الفرنسية وفي آآ ايضا الذي وقع في بريطانيا وفي دول كثيرة آآ من الغرب لكن على كل حال المقصود هنا هو ان السؤال هنا بهذه الطريقة مضلل فيحتاج الى كثير من التقييد والاصلاح. هل للفكر المعاصر خصوصية ما؟ نعم من خصوصياته اولا التعقيد بمعنى ان الفكر المعاصر هو خلاصة بالغة التعقيد لجميع ما سبق من الفلسفات الانسانية ومن الاديان على مر العصور. لذلك صار من الصعب اليوم ممارسة التفكير دون اطلاع على ما سبق آآ في ازمان سابقة كان ذلك ممكنا لان بعض الناس كانوا ينتجون الفكر من لا شيء يعني. تقريبا كان ممكنا. الان غير ممكن الان اذا اردت ان تبحث مثلا مفهوم العلمانية ما يمكن ان تبحثه دون اطلاع على ما قيل. مفهوم الحداثة يجب ان تقرأ في العلمانية او في الحداثة. اذا شيء معقد جدا وقد لا تصل حتى بعد القراءة لا تصل الى نتيجة في تعريف العلمانية او في تعريف الحداثة مثلا ثانيا التركيب بمعنى ان هذا الفكر مركب من اتجاهات مختلفة متضاربة ومن اسباب متنوعة جدا ولذلك نحتاج دائما الى التفصيل والى عدم الحسم والى عدم الاكتفاء بسبب واحد اصحاب العقول الصغيرة في مجال الفكر دائما عندهم جواب واحد يستعملونه في كل آآ عندما يناقشون قضية ما مثلا سؤال فشلوا الاسلاميين مثلا في ممارستهم السياسية اذا فرضنا انه فعلا فشلوا في ذلك هذا سؤال مركب لا يمكن الاجابة عنه بجواب احادي فان ذلك يكون غير كافر. والسمة الثالثة للفكر المعاصر هو تأثير القصف الاعلامي بمعنى ان الفكر اليوم لم يعد في الكتب فقط وانما صار فكرا معروضا في وسائل الاعلام في الدراما بالمناسبة هي في نظري اهم من وسائل الاعلام وتأثيرها اكبر وخاصة المسلسلات في السنة العقد الاخير تقريبا هذا الفكر صار معروضا وحين يكون معروضا بتزويق وتنميق ولين في الخطاب فان الناس يعدونه صحيحا مثلا اليوم يصعب جدا جدا جدا الحديث عن الديموقراطية حديثا نقديا. يصعب لان الديموقراطية صارت مرادفة في اذهان الناس للعدل يعني اذا انتقدت الديموقراطية فعند الناس انت مع الاستبداد مباشرة انت مع الظلم انت تريد كذا انت تريد سفك الدماء. يعني لما لان الديموقراطية عرضت عقود طويلة بشكل ما عاد بالامكان ان يتصور فيه نوع من الخلل او نوع من التأمل والتدبر المفضي الى نقد معين طيب بعد كلامنا عن الفكر يمكن ان نتحدث قليلا وبسرعة عن المفكر بعيدا عن اشكالات التعريف جميع الناس يفكرون لكن بطبيعة الحال يفكرون في اطار حياتهم اليومية الضيقة. المفكر يمتاز ان لديه معرفة مفصلة ماضي وان له قراءة واعية للحاضر الذي يعيش فيه وان له نظرا استشرافيا عميقا للمستقبل وذلك في قضايا نظرية وواقعية كبرى. فاذا المفكر فوق المثقف حين نقول فوق ودونا لا نقصد بذلك حكم قيمة. انما نقصد شيئا معينا سيتضح من خلال ما سنذكره. المفكر فوق المثقف قصر لما؟ لانه آآ تجاوز تخصصه الاساسي يعني هذا المثقف تجاوزت التخصص الاساسي لنفرض انه متخصص ما ادري في الهندسة هذا مثقف. متى عفوا؟ متى يكون مثقفا؟ اذا تجاوز هذا التخصص الاساسي ووسع اهتمامه ليشمل مجالات مختلفة متنوعة كيف يوسع ذلك؟ بالاطلاع بالقراءة قد يتمكن المثقف من انتاج بعض الافكار لكن وهاد الفرق بينه وبين المفكر الغالب عليه تلقي افكار الاخرين واعادة تدويرها لنشرها باساليب مختلفة. لذلك المثقف في الغالب هو الذي ينشر في المجتمع افكار المفكر. الافكار التي ينتجها المفكر واضح لذلك المثقف قد يكون في دوائر متعددة قد يكون اجيبا قد يكون شاعرا قد يكون فنانا قد يكون مخرجا دراميا قد يكون اعلاميا صحفيا الى اخر ذلك. هؤلاء كلهم مثقفون هم الذين ينشرون الافكار التي تلقوها عن المفكر لكن ايضا كنا نفكر فوق المثقف لكنه دون الفيلسوف. من جهة ماذا؟ من جهة ان الفيلسوف كثير التجريج والتنظير ويعتني باختراع المفاهيم وعنده نوع انقطاع عن الواقع. اما المفكر فيهتم فقط بالمفاهيم آآ يعني يمكن ان يهتم مثل الفيلسوف بالمفاهيم التجريدية ولكنه لا ينفك وهذا مهم جدا لا ينفك عن اصلاح الواقع وعن السعي الى تحسين حياة الناس فقضية ارتباط المفكر بالواقع شيء مهم جدا في التفريق بينه وبين الفيلسوف حين نفرق بينهما هذا تفريق بطبيعة الحال في المفهوم والا من ناحية المصدوق يمكن ان يتحد كثير من الفلاسفة يمكن ان يقال عنهم ايضا انهم مفكرون وبالعكس لكن من جهة المفهوم هنالك اختلاف بطبيعة الحال هنالك مرتبة اخرى اه رابعة هي مرتبة مدرس الفلسفة. كثير من الناس لا يميز بينه وبين الفلسوف. مدرس الفلسفة هذا لا ينتج افكارا فلسفية. وانما اه همه هو وصف عمل الفلاسفة عبر التاريخ وتقريب ذلك لعموم المثقفين ومدرس الفلسفة لان بعض الناس رأيته يعني يصف فلانا بانه فيلسوف لا اذكر الاسماء والحق انه ليس فيلسوف فلا ينتج فلسفة لكنه متقن جدا جدا جدا تاريخ الفلسفة وللفلسفات ويمكن ان يميز بينها وهكذا لكنه مدرس فلسفة ان صح هذا التعبير مثلا نأخذ مثالا اذا قلنا الدولة مثل المثال السابق الفيلسوف ماذا يصنع؟ ينظر لمفهوم الدولة ولاسسها ومثلا يقول ما هي انواع الدولة الممكنة؟ آآ يذكر مثلا آآ يؤصل لمفهوم العقد الاجتماعي يؤصل مفهوم احتكار العنف ان الدولة تحتكر العنف الى اخره. الافكار عامة بطبيعة الحال في هذا المثال المخصوص اللي هو الدولة يلتقي هنا الفيلسوف مع عالم السياسة لكن بطبيعة الحال نحن نعرف ان الفلسفة هي اصل العلوم الانسانية كلها. بل من قبل كانت اصل العلوم كلها. في ذلك يعني في هذا المثال بالضبط آآ فيلسوف وعالم سياسة ربما يكون شيئا واحد. جميل استاذ الفلسفة ماذا يصنع؟ يدرس هذه التنظيرات الفلسفية ويدرسها لغيره ويعرضها ويبسطها ويرتبها الى اخره المفكر ماذا يصنع؟ المفكر يبحث في واقع الدول الحديثة مثلا ويبحث في امكان تطبيق تلك النظريات الفلسفية الكبرى عليها ويقترح حلولا للاشكالات العملية التي تواجهها ويمكن مثلا ان يدمج بين نظريتين فلسفيتين من اجل التعامل مع واقع معين الى غير ذلك. هذا المفكر المثقف ماذا يصنع؟ يطلع على ذلك كله ويمكن ان يستثمره في عمله مثلا الاعلامي او الادبي او الفني او الدعوي وما اشبه ذلك جميل. اذا هنا آآ التفريق بين المفكر والفيلسوف وكذا بعد هذا الفكر الاسلامي اه نقول اولا يعني ما الذي يسوق لنا هذا هذا القيد؟ الفكر الاسلامي اولا نقول شيئا مهما جدا الفكر ذاتي الفكر ذاتي بمعنى تدخله المشاعر والمؤهلات والشخصية والمنطلقات القبلية التي ينطلق منها المفكر بطبيعة الحال الفكر له اصل عقلاني موضوعي لا اشكال في ذلك لكنه ذاتي اه يعني حقيقة يصعب ان يتعلمه الانسان لكن ما الذي يمكن ان يتعلمه؟ يتعلم اليات التفكير وطرائق التفكير ومناهج يوجد تفكير وآآ يمكنه مثلا ان يحذر من مواطن الخلل في التفكير. هذا هذه اشياء يعني يمكن تعلمها قلنا انفا اذا هادي مسألة مهمة اذا قلت فكر اسلامي ما يأتي شخص ويقول لي لا لا طيب الفكر شيء موضوعي يتجاوز الاديان وكذا لا هذا غير صحيح هذه اولى ثانيا نحن قلنا انفا ان في تعريف الفكر ان الفكر هو حركة من المبادئ الى المقاصد وفق وفق منهج معين اذا هذه ثلاثة اركان لابد منها في الفكر اولا الفكر ينطلق من مبادئ ومقدمات محدودة المعالم حسب المجال الفكري الذي اه تتحرك النفس فيه الانطلاقة. ثانيا يسير الفكر وفق منهج وطريقة معينة تتناسب مع نظرة المفكر وطريقته في التفكير. اذا الانطلاق السيرورة. ثالثا الوصول يصل الفكر الى نتائج فكرية محدودة الصفة والهوية جميل اذا كانت العملية الفكرية اذا تنطلق من منطلقات ومن مقدمات فكرية اسلامية او على الاقل غير متعارضة مع الاسلام ثم اذا كانت تسير وفق منهج تفكير اسلامي واذا كان الغرض منها لا اقول اذا كانت نتائجها اسلامية لانه المفروض ان الفكر آآ يعني لا نفرض نتائجه ابتداء انما نصل اليها لكن قول اذا كان الغرض من هذه العملية الفكرية تحصيل نتائج مفيدة للمسلمين وللحضارة الاسلامية وتهدف الى تحقيق النهضة المنشودة للاسلام وللمسلمين اذا تحققت هذه الشروط الثلاثة امكن ان نسمي هذا الفكر فكرا اسلاميا. وبالعكس اذا لم تتحقق هذه الاركان ولم يكن الفكر اسلاميا وان صدر من مفكرين مسلمين يمكن ان يكون لان قضية هلو المفكر مسلم او غير مسلم هذا شيء اخر الحكم عليه بالمنظار العقدي. لكن الان قد يكون مسلما لكن يفكر بطريقة غير اسلامية واضح اذن مسوغ هذا التقييد حين نقول الفكر الاسلامي ان للاسلام رؤية خاصة في الانسان وفي الكون وفي الحياة وان له قواعد واصولا في السياسة وفي الاقتصاد وله نظرة للفرد وللمجتمع وليس دينا بالمعنى المعروف في الغرب. انه هذه الترجمة التي وقعت بين ودين فيها شيء. فحقيقة الدين عند الغربيين هو مثل النصرانية لذلك يصعب ان نتحدث عن فكر نصراني كما نقول فكر اسلامي. فكر نصراني ما معناه الا ان نقصد بذلك خصوص الفكر اللاهوتي هذا ممكن اما فكر نصراني بمعنى ان يكون للنصرانية هذه الرؤية في الكون في الحياة الانسان قواعد في السياسة في الاقتصاد غير موجود في في النصرانية ففكر اسلامي ممكن فكر نصراني هذا غير متصور بذلك الذين يأخذون علمهم وفكرهم من الغرب حين نحدثهم عن الفكر الإسلامي يعني يتعجبون من ذلك يقولون لا ما يمكن ان تجمعني بين الفكر والدين لأن الفكر كذا ويذكر لك مجموعة من المصورات ايه ده حين نتحدث عن وجوب موافقة المقدمات والمنهج للتصور الاسلامي فهذا يعني ان المفكر الاسلامي يقول ويوافق التصور الاسلامي. هذا يقتضي ان المفكر الاسلامي يجب ان يكون عنده المام باصول هذا الدين وفروعه لكي يعرف هل هو موافق او غير موافق للاسلام اذا يجب ان تكون له عدة شرعية تعينه على ان يكون مفكرا اسلاميا حقا لا الردى مفكر مسلم اذا وصلنا بعد هذه المقدمات التي ارى انها مهمة الى نتيجة ماذا؟ نتيجة ان المفكر الاسلامي يحتاج الى عدة شرعية هذا ما سنبسطه باذن الله عز وجل فيما سيأتينا. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب لمين