بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا بجهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا هو الجزء الثاني من هذه المحاضرة المتعلقة بالعدة الشرعية للمفكر وفي هذا الجزء الثاني نتحدث عن المضمون الشرعي الذي يحتاج اليه المفكر الاسلامي ونقرر ابتداء بان الفكر الاسلامي عرف خلال السنوات الاخيرة او لنقل خلال العقدين الاخيرين نوعا من الجمود وهو محتاج الى شيء من التجديد ولاجل ذلك صرنا نرى كثيرا من شباب من الشباب المسلم آآ اما يتجهون الى قراءة الانتاج الفكري الاسلامي لما قبل اربعين او خمسين سنة فيقرأون ما كتب في سبعينيات القرن الماضي الميلادي او في ثمانينيات القرن الماضي الميلادي في كثير من القضايا المحورية العظيمة كامور الدعوة اه الاسلامية والعلاقة بين الدعوة والدولة اه امور الوجود يعني الاسئلة متعلقة بالنهضة وباقامة الحضارة الاسلامية وباسلمة آآ المعرفة وما اشبه ذلك من القضايا الكبرى آآ صار الكثيرون اما يقرأون في ذلك المنتوج القديم نسبيا لانه في مجال الفكر اه الامور تتجدد وفي مجال العلوم الانسانية كذلك الامور تتغير وتتطور بسرعة هائلة جدا واما انهم يتجهون وهذا هو الشق الثاني يتجهون الى الفكر الغربي بمعنى في قضايا مثل هذه صار هنالك اقبال اه مشاهد بكثرة عند شباب المسلمين اقبال على القراءة في الفلسفة الغربية الحديثة وفي اه الفكر الغربي اه الذي هو بطبيعة الحال ليس منضبطا باصول الشريعة الاسلامية كما هو معلوم. وقد ذكرنا الفرق انفا كان بين الفكر الاسلامي وغيره فصار هذا الاتجاه موجودا وكثيرا وهو الى جانب الاتجاه الاول كلاهما يعني فيه اشكال ونحن نحتاج في الحقيقة الى تجديد الفكر الاسلامي يستطيع ان يتفاعل بسرعة مع الواقع المتغير لان قاع الامة خلال العقد الاخير بل خلال السنوات الاخيرة او حتى السنة الاخيرة ليس هو آآ الواقع الذي نعرفه قبل اربعين او خمسين او ستين تنام لابد اذا من التجديد لكن التجديد لا يكون صحيحا ونافعا الا اذا انطلق من ارض راسخة اما اذا كان منطلقا من ارض مائعة سائلة فلا يمكن الحرف فيها. لابد لكي يثمر الحرف ان كون ذلك في ارض ثابتة راسخة مثمرة باذن الله سبحانه وتعالى. اذا هذا المزاج الذي صرنا نراه عند بعض الناس اه مزاج الاقبال الكبير على الفلسفة الغربية والفكر الغربي. اه وهما غير منضبطين كما اه ذكرت انفا هذا الاقبال يمكن ان يؤدي الى اشكال عظيم جدا لانه يعلم الناس كما رأيناه يعلمهم مزاجا النسبية ويعلمهم آآ اطلاق الفكر دون حدود ويعلمهم عدم التقيد بضوابط الشريعة عند مباحثة المسائل الفكرية ويعلم امورا كثيرة آآ في العلاقة بين الفكر الدين مثلا فيأخذون كثيرا من الاصول الغربية في العلاقة بين الفكر والدين على انها مسلمات يمكن استنساخها في الحالة الاسلامية وهكذا. فاذا نحتاج الى ترسيخ والى تثبيت ومن اهم وسائل ترسيخ وتثبيت الثوابت والمنطلقات المعرفة الشرعية فلاجل ذلك لابد تجديد الفكر من ان ينطلق من معرفة شرعية راسخة وذلك يكون بطبيعة الحال اما من جهة المضمون الشرعي يعني هنالك مجموعة من العلوم والمعارف التي اه آآ على المفكر ان يكون ملما بها او محيطا آآ اصولها العامة على الاقل ثم ثانيا على من جهة المنهج الشرعي يعني هذا المفكر الاسلامي ينبغي ان يكون آآ متشبعا بمنهج باليات بادوات شرعية يتعامل بها مع مسائل الفكر. وللاسف الشديد آآ ونحن نتحدث هنا عن الفكر الذي يعتمد على الشرع وقع انفصام خلال آآ السنوات الاخيرة بين المفكر والعالم حين اقول العالم اقصد العالم الشرعي بطبيعة الحال وذلك لاسباب كثيرة جدا من اهمها تراجع العلماء عن مراكز القيادة والتأثير وانزواءهم في اه قضايا ضيقة جدا وادى ذلك الى تستر غير العلماء واقبال غير العلماء على آآ قيادة الامة تيري في الجموع ونحو ذلك ومن اظهر مظاهر ذلك مثلا سيطرة اه الطبقة بين قوسين التكنوقراطية على قيادة كثير من الحركات الاسلامية في هذا العصر وذلك بطبيعة الحال لانهم لان هذه الطبقة عملية اكثر آآ لان عندها شخصية قيادية معينة لان انها اكثر تحررا من الانضباط والتقييد الشرعي. وقارن مثلا لتفهم الفرق قارن بين اه قيادة الحركة الاسلامية خلال هذه العقود الاخيرة وبين قيادة حركات الاصلاح ضد المستعمر او حركاتي الحركات الاصلاحية المجاهدة ضد المستعمر والتي كانت في آآ يعني في اوائل القرن الماضي كانت يقودها العلماء. فهذا التغير يدلك على شيء وهو ان العلماء بدأت يعني في المجتمع تتغير وصاروا ينزغون وبطبيعة الحال ينشغلون باشياء ليست من صميم مجال في الواقع. ايضا هنالك سبب ثان وهو مزاج السيولة العام في الامة الذي جاءنا بطبيعة الحال من الغرب وخاصة من الحضارة الغربية المعاصرة فهذا المزاج النسبي لا يتلائم مع الانضباط الشرعي عند العلماء فالعالم في كل ما يأتي وما يذر مقصود العالم الحق بطبيعة الحال لا العالم الذي يتبع اهواء السلاطين او اهواء الجماهير. العالم الحق في كل يقول هل هذا موافق للشرع؟ هل هذا مخالف للشرع؟ آآ يعني فهذا هذا الشيء هذا الانضباط لا يناسب مزاج النسبية ومزاج السيولة التي اه صارت يعني تدخل في كل مجال وصارت تجعل كثيرا من الناس يعني لا يقبلون افكار المطلقة والافكار الصلبة التي يمكن ان يفيء الانسان اليها وانما كل شيء قابل لان يناقش ولان وتحاور حوله ولان ينسف ولان يوضع غيره بدلا منه وهكذا ايضا من الاسباب اسباب هذا الانفصام واقع الانفصام بين المفكر والعالم يمكن ان اقول حملات التشويه التي تقام على العلماء صحيح ان هنالك مجموعة من العلماء اه خانوا امانة العلم وصاروا ملتزمين بتسويغ الواقع وصاروا اه صار همهم وديدنهم هو اه موافقة الحاكم او موافقة جماهير المحكومين او موافقة العامة عند الناس ورغبات الناس والحذر. هذا صحيح موجود. لكن ان يقال بان هذا عام في العلماء كلهم هذه صارت اشكالية وانا من خلال يعني اطلاعي على مواقع التواصل وما يقوله الشباب اجد انه ان الامر صار يكاد يكون مضحكا ويكاد يكون من قبيل الطرفة والدعابة. فانا اضع اي منشور مثلا في اي موضوع كائنا ما كان لا اعدم ان اجد مجموعة من المعلقين يقولون السبب في هذا هو العلماء يعني كأن العلماء صارت تعلق عليهم جميع خيبات الامة وجميع المشاكل التي يتخبط فيها المسلمون والتي تتخبط فيها الشعوب الاسلامية. كل المشاكل هي بسبب العلماء بسبب ماذا؟ بسبب الحملات الاعلامية التشويهية الخطيرة جدا التي تضخم من جانب آآ السوء الموجود عند بعض العلماء على حساب الجوانب الاخرى ولاجل ذلك بطبيعة الحال آآ كما قلت وهذا ايضا يمكن ان يعد من الاسباب اقبال الشباب على خلال العقد الاخير قيل خلال عقد الربيع العربي خصوصا اقبالهم على القراءة الفكرية واهمال الشرعيات. وهذا صار مشاهدا بشكل خطير جدا يعني انا شاهد على هذا التحول وهذا التغير بين اه لنقل العقد عقد الفين يعني الفين الى الفين وعشرة تقريبا وعقد الفين وعشرة الى اه الفين وعشرين ذلك فرق شاسع جدا في اهتمامات الشباب في العقد الاول كان هنالك اهتمام اجمالا بالمسائل العلمية بالاقبال على العلم بحث الامور الشرعية بتحقيق وتحرير بعض اه المسائل اما من الناحية العقدية او الفقهية او نحو ذلك. اه بطبيعة الحال مع بدء في اه التغير. لكن في هذا العقد عبدالربيع العربي صار حتى الذين يقال عنهم انهم آآ طلبة علم شرعي صار همهم الاكبر هو القراءة في الفكر القراءة في الفلسفة كأن ذلك صار يعني شيئا آآ من الحتميات التي من قصر فيها فانه مقصر في فهمه للشريعة اصلا. ونتج من ذلك اشكالات ضخمة جدا ربما نخصص لها كلاما في آآ يعني في فرصة لاحقة طيب اذا نحن يعني هذا الصدع لكي لا يبقى هذا الصدع آآ قائما اه نحتاج الى ان نقرب بين العالم والمفكر وهنا سؤال اذا كان اذا كنا نقول بان المفكر يحتاج الى معرفة شرعية. هل يمكن القول بان جمع بين العلم بالشرع والعلم بالفكر. هل ذلك ممكن اصلا في زمننا الذي هو زمن التخصص؟ في الحقيقة وجدت بعض الناس ينكرون على علماء الشريعة حديثهم في الفكر والسياسة والاقتصاد ونحو ذلك ويقررون بان زمننا زمن التخصص ولذلك فالاقتصاد على علماء الاقتصاد ان يتكلموا فيه السياسة علماء السياسة وهكذا ويزيدون آآ مسألة اخرى وهي انهم يقولون وان من اعظم اسباب تقدم الغرب اليوم في حضارته الحديثة منعه رجال الكنيسة من ان يتمددوا في مجالات العلوم الكونية والعلوم الانسانية فحين منع رجال الكنيسة من الحديث في هذه الامور بعد ان كانوا اه كما هو معروف اه يضيقون الخناق على علماء بعد ان منعوا من التمدد امكن للغربيين ان يوجد عندهم تخصصات في العلوم الانسانية في الفلسفة في الفكر في اه العلوم الكونية في الطب في كذا الى اخره. فهم يريدون منا اذا معاشر المسلمين ان نكون كذلك. العالم الشرعي عليه الا يتكلم في امور الفكر والسياسة وآآ الاقتصاد وعلوم الاجتماع والنفس ونحو ذلك. ويمكن انتقاد هذه الفكرة التي صارت تسري عند آآ جماعة من الناس يمكن انتقادها من اوجه. الوجه الاول ان يقال ان آآ الملاحظة التي نراها اليوم ان الجميع يتكلم في الدين جميع الناس يتكلمون في الدين الصغير والكبير العالم والجاهل المتخصص وغير المتخصص بل اذا قلت لهم لا يمكنك ان تتكلم في هذه الامور الشرعية والحال انك لا تتقن ولا تضبط هذه الامور بل تحتاج الى عدة معينة والى منهج والى معلومات ونحو ذلك. اذا قلت لهم ذلك يقول لا. يقولون لك لا. الدين شيء خاص شيء يعم ناس اجمعين وليس مختصا بكم معاشر رجال الدين. وبالتالي فمن حق الجميع ان يتكلم في الدين. وهذا مشاهد بكثرة عند كثير من الشباب انهم يرفضون ان يتكلم غيرهم في مسائل شرعية والحال انهم هم قادرون على الكلام فيها. فهم دائما يقررون لا نحن نريد ان نتكلم في هذه الامور الشرعية. ومن حقنا ان نتكلم في هذه المباحث الشرعية وان كنا لا لم ندرس كذا ولا كذا ولا كذا لكن من حقنا ان نتكلم فإذا عجيب جدا ان يكون الجميع قادرا على الكلام في الدين والا يكون علماء الدين بعد آآ تمكنهم ورسوخهم آآ استعانتهم باهل الاختصاص ان لا يكونوا قادرين على الكلام في مسائل الفكر. الامر الثاني وهو الاهم في الحقيقة او الوجه الثاني هو ان الذي عوض رجال الكنيسة بعد ان منعوا من التمدد في هذه المجالات الذي عوضهم هم الفلاسفة والمفكرون فحقيقة الامر انه من قبل كان رجال الكنيسة بفلسفتهم اللاهوتية بمعلوماتهم الكنسية يتكلمون في الكونيات وفي العلوم الانسانية ثم وقع شيء يمكن تسميته حلمنة العلوم وقعت علمنة العلوم فصار الذي بامكانه ان يتحدث في كل شيء هو شخص ليس من اهل الكنيسة وليس من اهل الدين لكنه شخص ايضا ليس متخصصا فإلى الآن الى الآن الى وقتنا هذا الذي نتحدث فيه يمكن للفيلسوف في امريكا او في فرنسا او في اي بلد غربي يمكنه ان يتحدث في النظريات الاقتصادية الكبرى. وفي التوجهات السياسية لبلده. وفي آآ امور التكوين الاجتماعي وفي مسائل النفس وفي جميع مجالات يعني التي في جميع المجالات التي يتحدث فيها ايضا العلماء المسلمون في عصرنا يمكن للفيلسوف ان يتكلم في هذا. والامثلة على هذا اكثر من ان تحصر فبين الفينة والاخرى نجد فيلسوفة تخصصه الفلسفة يخرج كتابا فكريا عن احد هذه المجالات ولا احد يقول له انت لست متخصصا. لم؟ لان التخصص عندهم ما هو؟ هذا سيأتينا ان شاء الله تعالى سنبين الفرق بين كلام هذا الفيلسوف حين يتكلم في هذه الامور الكبرى وبين كلام المتخصص حين يتحدث فيها ثم قبل ان نذكر هذا آآ هنالك وجه ثالث هو ان العالم الشرعي حين يتكلم في هذه التخصصات فانما هو يتكلم في شيء من صميم اختصاصه وهو ماذا؟ هو استنباط الحكم الشرعي فهو في حقيقة الامر يذكر لنا حكما شرعيا مستنبطا في نازلة من النوازل العصرية قد تكون هذه النازلة في مجال السياسة او الاقتصاد او العلم النفسي او في مجالي ما ادري في الاجتماع وكذا وقد تكون في المجالات القديمة قد تكون في المياه وفي الطهارة وفي آآ الصلاة ونحو ذلك فهو هذا هو تخصصه تخصصه استنباط الحكم الشرعي فلا اشكال اذا في ذلك. فاذا نرجع الى الفكرة التي اردت ذكرها هي ان ان التخصص الذي يضخم بعض الناس من اهميته في زمننا مفيد ولا بد منه ولكن النظرة الشمولية التي تكون عند العالم بحق والتي تكون ايضا عند الفيلسوف الغربي هذه النظرة الشمولية لا توجد عند المتخصص تخصصا دقيقا مثلا المتخصص في علوم السياسة لا يمكنه البحث فيما يسمى ما وراء السياسة هذا مجال لابد من ان نستدعي فيلسوفا عندهم ليتكلم فيه المجالات التي لا تتدخل فيها السياسة السياسوية الحزبية الضيقة هذه المجالات لا ينظر فيها عالم السياسة عالم السياسة نحو رأينا كثيرا من علماء السياسة كيف يكون بحثهم في هذه المسائل السياسية؟ بحثه هو في آآ الاحزاب كيف تصنع البرلمانات ما ما تخصصها اه التداول السلمي كيف يكون الى غير ذلك. لكن ان ينظر مثلا لشيء كبير من قبيل اه ديمقراطية هل لها بديل او ليس لها بديل؟ مثلا اه ان ينظر اه طرائق اه اه التغيير الاجتماعي الاقتصادي والسياسي في امة معينة اه عن غير طريق هذه السياسة السياسة ان ان يفكر مثلا في آآ اثر الثقافة في الفعل السياسي وما اشبه ذلك. هذه من اختصاص الفيلسوف وايضا من اختصاص يمكن ان يتكلم فيها العالم المسلم. كذلك مثلا المتخصص في المالية في مجال المالية يمكنه الحديث مثلا عن البورصة عن مالية الشركات عن الصعود والهبوط لكنه لا يمكن ان لا يمكن ان يتحدث عن النظريات الاقتصادية الكبرى. المتخصص في علم النفس مثلا آآ يضبط التحليل النفسي وفق منهج او وفق مدرسة آآ معينة في علم النفس او يمكنه ان يقارن بين هذه المدارس المختلفة لكنه لا يقدر على التفاعل مع مجالات اخرى لها ارتباط بالنفس البشرية مجالات الاجتماع والاقتصاد والسياسة ونحو ذلك. فعموما الذي اريد ان اقوله هو ان هذه الامور الكبرى الشاملة لا يمكن ان يتحدث فيها المتخصصون بل انما يتحدث فيها العلماء والفلاسفة والمفكرون وافضل هؤلاء بطبيعة الحال في سياقنا نحن هو العالم ذو الخلفية الفكرية او المفكر ذو الخلفية الشرعية اطلت كثيرا في هذه المقدمات لكنها في نظري مهمة. آآ لنبدأ الحديث عن هذه العدة الشرعية في جانب المضمون الشرعي اول ذلك مجال العقيدة ويمكننا ان نقول ان العقيدة تشكل للفكر الاسلامي ما تشكله الفلسفة للفكر عموما بطبيعة الحال مع الفرق الجوهري الموجود بين العقيدة والفلسفة في المنشأ وفي الاستبداد وفي الضوابط ونحو ذلك فا اه الفكر الاسلامي اذا محتاج للعقيدة. بل هو مبتنى على هذه العقيدة لنا ان نسأل ما سبب الاهتمام بالعقيدة اولا المفكر يعتني بفهم الكون كما ذكرناه في التعريف انفا يعتني بفهم الكون بفهم الانسان بفهم الحياة بالتفاعل بين هذه العناصر والعقيدة ماذا تفعل؟ تقدم التصور الاسلامي لهذا الفهم وتربط ذلك كله بالرب سبحانه وتعالى. لاننا علينا ان نفهم العقيدة بهذا المعنى. لا ان نفهم ان العقيدة هي اه اولا باب القدر باب الاسماء والصفات باب الايمان باب كذا ثم في الباب الفلاني اه الصحيح كذا وخالفت الفرقة الفلانية وقالت الفرقة العلانية كذا لا هذه العقيدة الجدالية لا بأس بها بل هي جيدة ومطلوبة للمتخصص في العقائد لكن نحن نتحدث عن العقيدة التي اذا درستها فان ذهنك يتشكل يعاد تشكيله وفق تصور اسلامي معين ذهنك الذي ينظر في هذه الامور الكبرى في الوجود الانساني في علاقة الانسان بربه سبحانه وتعالى في الكون كله في الحياة ونحو ذلك اذا هذا كله من العقيدة. السبب الثاني هو ان المفكر يخوض ابحاثا كثيرة جدا وقد يخالف بعض القطعيات من حيث لا يدري. بعض القطعيات الدينية من حيث لا يدري فلابد اذا ومن الجوهر ان يدرس المفكر العقيدة الاسلامية ليميز بينما يدخل في مجال الفكر الظني بالاجتهاد وما يدخل في مجال العقيدة القطعية. بعبارة اخرى علينا ان نعلم ان الفكر كما ذكرنا من قبل مجال لا حسم فيه ولا قطع والعقيدة مبنية على القطع واليقين فينبغي ان يلجم الفكر بالعقيدة والا اذا تركت الفكر هكذا دون ارسان فانه يهيم في كل واد لكن نحتاج ان نجعل له ارسانا تضبطه هذا انما يكون بالعقيدة. هذه امور قطعية هذه امور يعني مهما يمكن ان نخالف فيها. ولذلك لا يمكن ان نعمل الفكرة فيها اصلا هذي محسومة وهكذا طيب آآ ينبغي ان نعرف في هذا السياق ان معرفة العقيدة ينبغي ان تكون جامعة بين امرين اثنين اولهما اتقان منهج عقدي واحد والالتزام به في الدراسة الفكرية وثانيهما الاطلاع على المناهج العقدية الاخرى ومعرفة الفروق بينها انا اعتقد بانه لابد من هادئ وحين ارى جماعة من المفكرين الناجحين اليوم الناجحين من الناحية الشرعية ان صح هذا التعبير يعني الذين لا يعني يخالفون القطعيات ونحو ذلك ارى ان ذلك بسبب جمعهم بين هذين الامرين واخطر شيء على المفكر الاسلامي هو ان يكون التزامه العقدي نسبيا بمعنى بان يكون ينظر الى العقيدة كما ينظر الفيلسوف الغربي الى العقائد الاسلامية وغير الاسلامية. يعني ينظر للفوق من برجه العاجي ويرى ان هذه المناهج كلها متساوية في الصحة وبالتالي فهو يأخذ من كل منهج ما يلائمه بحسب البحث والدراسة الفكرية التي هو بصددها فيكون بصدد بحث مسألة فكرية ينظر فيقول الافضل بالنسبة لي في مناقشة هذه القضية ان اخذ هذا من المعتزلة اه لانهم اضبطوا لهذا ولانهم اعلم به. وهنا لا الافضل ان اخذ من الاشعار. وهنا لا ابن تيمية له كلام جميل. فاخذ منه يقوم بعملية تلفيقية خطيرة جدا بين هذه المناهج العقدية المختلفة وغيرها ولا يكون همه في ذلك سوى ان يوصل سفينة دراسته الفكرية الى المرفأ الذي يريده هو الذي قد يكون مستقرا عنده من آآ باسباب غير شرعية اصلا قد يكون مستقرا عنده كأن يكون مثلا يريد ان يوافق بذلك منهج فلسفيا آآ يعني استقرت الحداثة عليه فيريد ان يصل الى هذا. لكي يصل الى هذا يأخذ من اه اي فرقة ما يمكنه الأخذ منها. يعني خذ مثلا قضية العقل والنقل في قضية العقل والنقل لا يمكنك ان تتبع المناهج العقدية المختلفة كلها طريقة ابن تيمية ليست طريقة الرازي ليست طريقة اه عموم الاشاعرة ليست طريقة المعتزلة ليست وهكذا. وهكذا في كثير من القضايا. فحين يأتي فكر فيجد امامه بحثا فكريا صعبا وفي مناقشة مثلا مع العلمانيين ومع الحداثيين وكذا ويريد ان يبحث العقل والنقل هذه وكيف تضبط هذه العلاقة؟ لا يمكنه ان يلفق ينبغي ان يكون ملتزما بمنهج معين طبيعة الحال حين نقول انه يلتزم بمنهج معين هذا لا يمنع ان يأخذ ما عند المناهج الاخرى من الحق. فلا اشكال في هذه من البديهيات التي لا لا نحتاج الى التذكير بها فاذا رأى حقا عند آآ غير طائفته او غير العقيدة التي هو ملتزم بها لا اشكال ان يأخذ به. لكن ليس عن هذا اتحدث انا اتحدث عن الملفق الذي يأخذ بحسب ما يريد الوصول اليه. وعموما علينا ان نعرف ان مشكلة النسبية هذه خطيرة وليست موجودة في العقيدة وحدها بل في كل القضايا الخلافية عند حملت الشرع تجد المفكر بين قوسين النسبوي النسبوية يعني الذي اه يفكر بطريقة نسبية هذه. المفكر النسبوي الذي ينظر من الاعلى الى خلاف المتشرعة في فيما بينهم ويتخير من الخلاف ما يلائمه ولا يهتم وهذا الاشكال الكبير لا يهتم للاضطراد الذي يجب ان يكون داخل المنظومة الشرعية. لانه حين نقول مثلا منهج المتكلمين او منهج متكلمة الاثبات كما يعبر شيخ الاسلام ابن تيمية او منهج ابن تيمية او منهج معتزلة كذا وهكذا هذه المناهج اهجوا العقدية اهم شيء فيها هو الاضطراب. يعني حين يتكلم في مسائل العقيدة يتكلم بطريقة ويسير على منهج يطيح لمنظومته ان تكون متسقة فيما بينها. ان لا تكون يعني كل باب مستقل بنفسه حين يأتي هذا المفكر النبوي هذا يأتي بإشكال كبير جدا وهو انه حين يعني يأخذ من كل من كل مدرسة عقدية شيئا فإن انه يقتل هذا الاضطراب المطلوب. ولذلك مثلا نجد بعض المفكرين اه يتكلم مثلا في قضايا قضايا في موضوع معين مثلا حجية السنة هذا موجود هذا المثال الذي سأذكره. يتكلم عن حجية السنة فينتقد البخاري وينتقد المحدثين ويشكك في احاديث صحيح البخاري ويقول علينا ان نجدد في الاحاديث وكذا وفي المنهج الحديثي الى غير ذلك ثم ثم في موضع اخر يناقش قضية معينة اذا به يحتج لا اقول باحاديث البخاري يحتج باحاديث البخاري وباحاديث من هم دون البخاري بمراحل لما يحتج باحاديث هؤلاء؟ لان تلك الاحاديث تلائم فكرته التي يريد الوصول اليها. ولذلك الذين ينتقدون امثال هؤلاء اولا يقولون طيب انت تقول تريد التشكيك في البخاري ثم انت تحتج باحاديث من آآ تفسير من تاريخ الطبري او من اه مثلا من سنن ابن ماجة او هذا الحديث اصلا لا اصل له وانت يعني تحتج به. ما هذا اذا نحن نستغرب حين ننتقد ذلك. لكن ان علينا ان نفهم ان سبب هذا ان هذا المفكر لا ينطلق من رؤية شرعية عقدية واحدة مضطردة وسببه الخطورة انه لم يكتسب من العقيدة انضباطا. فنحن انما قلنا على المفكر ان يدرس العقيدة لينضبط بها فهذا يزيد من سيولة الفكر التي عنده يزيد على ذلك سيولة النظر العقدي المصاحب له فهمتيني؟ اذا بعد هذا ما اهم المجالات العقدية التي يجب التركيز عليها اهم شيء في نظري هو مناهج الاستدلال العقدي مناهج الاستدلال العقدي. هذا اهم شيء على المفكر ان يضبطه كيف يستدل المتكلمون مثلا في العقائد. كيف يستدل آآ ابن تيمية ومن وافقه في العقائد. كيف يستدل آآ المعتزلة وهكذا مثلا من القضايا المهمة مثلا مركزية الوحي في الاستدلال على اصول العقيدة. هذه مسألة مهمة جدا. من اصول الاستدلال المهمة ان الوحي له مكانة مركزية في الاستدلال على اصول العقيدة مثلا قضية العلاقة بين العقل والنقل مثلا قضايا الخطاب الشرعي وظواهر النصوص وآآ كيف تفهم ونحو ذلك مثلا قضية حجية السنة في العقائد هل السنة النبوية حجة في العقائد مثلا اهمية فهم السلف الصالح خصوصا الصحابة في مجال العقائد يعني مثلا مسائل اجمع عليها الصحابة في العقيدة. هل لذلك اه دور مهم في الاستدلال العقدي ام لا؟ وهكذا. اذا مناهج الاستدلال العقدي وهنالك بطبيعة الحال كتب معاصرة الفت في مناهج الاستدلال على العقيدة. بعد ذلك هنالك قضية براهين وجود الله سبحانه وتعالى هذه يحتاج اليها المفكر في عصرنا خاصة الذي يتصدى للنقاشات الالحادية التي فرضت نفسها في الاونة الاخيرة. فيحتاج ان ترجع الى ما كتبه علماء العقيدة في هذا المجال فيضبط مثلا دليل الخلق والايجاد وذلك بصيغته التراثية بصيغته الفلسفية الكلامية التيمية كما استقرت عند في تراث الائمة. يعني مثلا آآ عالم حادث هذه المقدمة الاولى المقدمة الثانية ان الحادث لابد له من محدث ثم النتيجة هي ماذا؟ هي حدوث الذي عفوا والنتيجة هي ان هي وجود الصانع سبحانه وتعالى. هذه المقدمة الاولى مثلا ان العالم حادث اي موجود بعد ان كان عدما كيف يستدل هل يستدل لها اصلا هل يستدل عليها اصلا ام لا واذا استدل عليها كيف يكون ذلك؟ وانا اعرف الفرق بين منهج شيخ الاسلام ابن تيمية ومنهج المتكلمين الاشعرية في هذه القضية مثلا الاشعرية لهم مقدمات كثيرة معروفة للوصول الى هذه المقدمة التي هي ان حدوث العالم ثم يعني مثلا المقدمة الثانية هذه يستند فيها الى مبدأ السببية الذي يمنع آآ الوجود الذاتية الممكنات او ان يكون وجودها دون سبب وهكذا. اذا هذا دليل خلق الايجاد يعني ينبغي معرفة ما يمكن للشخص اليوم اذا رأيته بالمناسبة رأيته عند بعض الناس اه المنسوبين الى الفكر وهم مسلمون لا اشكال في ذلك يناقشون الملاحدة بدليل الخرق والايجاد لكن بصيغه العصرية يعني ما ليست عند لهم ادنى معرفة بالصيغة التراثية كذلك دليل الاحكام والاتقان ذكره المتقدمون لكن هذا آآ يعني ينبغي تطعيمه بالمستجدات العلمية ثالثا براهين النبوة مثلا المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا مجال نقاش بين المفكرين اليوم يعني كثير من المفكرين العلمانيين المناوئين للدين ينكرون هذه المعجزات فانت تحتاج ان تضبطها هل هذه المعجزات موجودة؟ اذا كانت موجودة ما هي؟ ما دليل صحتها؟ وهذا يربطك باستدلال قضي معين هو قضية حجية السنة النبوية وهكذا. آآ ايضا الاعجاز القرآني يكفي في هذا مثلا كتاب آآ مثل النبأ العظيم. آآ فانه يعني مفيد جدا في هذا الباب لانه نقاش عقلي يعني رصين جدا وفيه ترتيب حسن بين الافكار فهذا يناسب العقلية عقلية المفكر وان كان من كتاباتي من كتابة شخص شرعي منسوب الى الشرع. بعد براهين النبوة هنالك ايضا آآ من المباحث المهمة مهمة جدا جدا جدا في العقيدة حقيقة الايمان وقضايا الاسماء والاحكام يعني الاسماء التي ترتبط اه الاحكام المرتبة على اسماء معينة. يا قضايا التكفير التبديع المؤمن والكافر. هذه النقاشات صارت كثيرة جدا بسبب اه انتقال كثير من الافكار الغربية الى داخل البيئة الاسلامية ونتج عن ذلك ان هذه قضايا بعض الناس يعني بعض المفكرين وغير المفكرين صار يعني ينكر بعض القطعيات ينكر قطعية آآ مثلا عدم التسوية بين المسلم والكافر وقضايا مثلا الكفر وان الكافر مخلد في النار وقضايا العاصي وحكم مرتكب الكبيرة ونحو هذه الامور يعني المفكر الذي ينطلق الى المجالات الرحبة للفكر يحتاج الى ان تكون هذه الامور عنده من البديهيات التي لا نقاش حولها وطبيعة الحال لابد من تحرير هذه المسائل لان مثلا قواعد التكفير لا تذهب فيها بالمعرفة السطحية ثم مبحث اخر مهم جدا هو مبحث القدر وارتباط هذا المبحث بما يسمى في الدرس الفلسفي بمسألة الشر ارتباط وثيق فحين تحتاج في مناقشتك للملاحدة الى بحث قضية الشرع ومسألة الشرع تحتاج ان آآ يعني تذكر ما كتبه علماء امتي اه علماء العقيدة في مجال القدر. ثم اخيرا من المباحث العقدية المهمة بالنسبة للمفكر وهذا مهم جدا معرفة الطوائف العقدية المختلفة. يعني ان تعرف ما اصول المعتزلة ما اصول الاشعرية؟ ما اصول الشيعة وهكذا؟ ثم معرفة تاريخ الخلاف العقدي يعني مثلا هنالك آآ مراحل محورية مفصلية في تاريخ الخلاف العقدي نحتاج الى آآ معرفتها حين نتحدث في قضايا الفكر مثلا محنة خرق القرآن. هي ينبغي ان تعرف يتحدث الناس عن اي شيء حين يقولون خلق القرآن ومحنة خلق القرآن او فتنة القشيري المعروفة التي ذكرها المؤرخون او عموما كيف انتشرت العقائد المختلفة في البلدان المختلفة لما مثلا في المنطقة الفلانية عندنا انتشار لعقيدة الماء تريدية هنا انتشار لعقيدة الاشعرية هنا كذا. المفكر انه يدرس الواقع ويحتاج الى معرفة هذه التفاعلات الاجتماعية الكبيرة جدا يحتاج بطبيعة الحال ان يعرف كيف انتشرت هذه الامور في هذه الامور العقدية وهذه المدارس العقدية في الاماكن المختلفة. اذا هذا بالنسبة للعقيدة. ثانيا هنالك ولك ان تسأل ما سبب اهتمام المفكر بالفقه اولا ان المفكر والفقيه كلاهما يعتني بالواقع كما ذكرنا في تعريف المفكر نحن قلنا هنالك فرق بين المفكر والفلسوف فالمفكر يعتني بالواقع لفهمه وتحليله ولي مثلا اقتراح بعض الحلول لمشكلات والفقيه يعتني بالواقع لايجاد الحكم الشرعي فيه. لتنزيل الحكم الشرعي على هذا الواقع. اذا كلاهما مرتبط بالواقع ثانيا كما قلنا في العقيدة الفقه ايضا فيه مجالات قطعية لا تحتمل الاجتهاد لذلك لابد للمفكر من معرفة مواضع الاجماع ومواضع الخلاف يعني مسلا الفرائض من النقاشات الفكرية المشهورة عندنا في في بلادنا قضايا الفرائض بعض الناس يريدون مثلا تغيير احكام الفرائض المفكر الذي ليست عنده خلفية عقدية عفوا خلفية فقهية هذا بالنسبة له الحوار او النقاش في الفرائض مثل النقاش في اي شيء اخر المجال مفتوح لكن حين تكون عنده خلفية فقهية يعرف بانه لا هنالك قطعيات لا يمكن المس بها في مجال الفرائض مثلا ونفس الشيء في بعض العقوبات التي الحدود مثلا الشرعية التي يذكرها الفقهاء او مثلا عقوبة الردة ونحو ذلك. هنالك اشياء ينبغي للمفكر ان يعرفها. ثالثا وهذا مسوغ او سبب مهم جدا هو ان كثيرا من اغلاط المتكلمين في الفكر اليوم من اعداء الدين في الغالب ومن بعض اصدقائه احيانا سببه الجهل بالمدونة الفقهية التراثية الجهل بهذه المدونة الفقهية التراثية. ولذلك مظاهر منها الجهل بمراتب الفقهاء يعني لا نستغرب حين نرى مفكرا عصريا يأتيك بكلام للشافعي وبكلام فقيه معاصر وبكلام ما ادري مثلا القرافي او بكلام وبكلام لفقيه من آآ عصور الجمود ويخلط ذلك كله ولا يقدم هذا ولا ذاك. يعني هؤلاء بالنسبة له مستوون. كلهم ينتسبون الى اسس تراثية واحدة وليس الامر كذلك الجهل بمراتب الفقهاء ايضا من المظاهر العجز عن استخراج الاقوال من مصادرها الاصلية وهذا من اعظم الاسباب التي جعلت كثيرا من المفكرين اه المنسوبين للاسلام يخطئون في امور يعني نرى نحن بانه ما ينبغي ان يكون الخطأ فيها. لما؟ لانهم لا يرجعون الى المصادر الاصلية. واذا يحتاجون دائما الى واسطة. هذه الواسطة هي ماذا؟ هي كتب المستشرقين لان المستشرقين يعني يحسب لهم انهم فعلا مطلعون على آآ التراث يعني يقول قال المستشرق الفلاني كذا وكذا او آآ عفوا ما يقول قال المستشرق لكن قال الشافعي او قال كذا ويأتيك بفكرة متعلقة بالفقه ثم مصدره في هذا هو شخط او ما ادري غيره من المستشرقين. او يمكن ان يرجع الى الادباء كما ينسب لجماعة مثلا انه يأخذ آآ مجموعة من المباحث الفقهية من كتاب الاغاني للاصفوهاني او من بعض الكتب الادبية. اذا لانه لا يستطيع ليست عنده قدرة على الرجوع الى الاقوال الفقهية من المصادر الاصلية ثم ثالثا عدم القدرة على فهم كلام الفقهاء المتقدمين يعني مثلا فقيه كالشافعي حين يتكلم في الفقه هذا ليس كغيره من الفقهاء المعاصرين مثلا فالذي ليست له دربة بالاسلوب وبالخطاب الفقهي التراثي لا يمكنه ان يقرأ لا اقول للشافعي لكن حتى لمن دون الشافعي من الفقهاء يعني تأتيه بكتاب فقهي من شروحه مختصر خليل ما حتى ان يتعامل معه لا يستطيع ان يجد المعلومة فيه. واذا وجدها لا يستطيع ان يقرأ خاصة ان وجد في الكتاب تصحيف او تحريف الامر لا يستطيع اذا بعد ذلك لا اشكال في كونه لا يستطيع. المشكلة انه محتاج الى الحديث في هذه المسائل آآ الفقهية. لان المفكرين في عصر يتكلمون في كثير من الامور الفقهية فينبغي في الحقيقة اذا اردت ان تتكلم في هذه الفقهيات عليك ان تكون عندك خلفية فقهية معينة. ثم وهذا امر مهم جدا هو ان الاطلاع الفقهي التراثي يعيد تشكيل العقل ويعلمه كثيرا من القواعد التي كانت عند فقهائنا الائمة الكبار كالجمع بين المرونة والانضباط ويقوي هذا الاطلاع البناء الذهنية والفكرية امام المنظومات الفكرية الغازية هذا يحتاج الى بسط لكن عموما الفقهاء حقيقة عندهم اه طرائق في التفكير وفي اه التأمل وفي الكتابة وفي بحث الامور. هذه الطرائق من تشبع بها فانه فان عقله يعاد بناؤه من جديد. ولا يكون كعقل غير الفقير طيب ما اهم المجالات التي يجب التركيز عليها بطبيعة الحال جميع المباحث الفقهية المرتبطة بالنقاشات الفكرية الحديثة فقه الاسرة المرأة والزواج والطلاق وكذا فقه الجهاد واضح؟ فقه السياسة الشرعية آآ علم الفرائض البيوع الكلام بطبيعة الحال ليس عن تفاصيل هذه الامور. لكن ان تعرف مثلا ما النظرية الاسلامية في مجال البيوع ما اصول المحرمات في البيوع؟ ما معنى تحريم الغرر او تحريم الربا؟ ما معنى الربا ونحو ذلك؟ ونفس الشيء في الفرائض ما ما يقصد انك تصبح متقنا الفرائض. لكن ما القطعيات في هذا المجال؟ وما الاجتهاديات؟ ما المدارس المختلفة في مجال الفرائض؟ وهكذا في السياسة الشرعية. في السياسة الشرعية يعني الاصول التي تحكم السياسة الشرعية وهكذا. فدائما المفكر لا يغوص في التفاصيل لكن يعرف من هذه المجالات ذات ما يؤهله للكلام في الفكر المرتبط بها المجال الثاني هو تاريخ التشريع الاسلامي وقد رأينا عند المفكرين المعاصرين الوانا من الخبط والتخليط في هذا المجال. فينبغي ان تعرف ما مراحل تطور الفقه في ازمنته المختلفة فقه الصحابة فقه التابعين فقه الائمة المجتهدين. ما المذاهب الفقهية؟ كيف تطورت هذه المذاهب الفقهية؟ كيف انتشرت هذه المذاهب آآ ما اصولها العامة ما الذي يميز مثلا بين المذهب المالكي والمذهب آآ الشافعي وهكذا لأن عموما هذا تاريخ التشريع وهنالك كتب. المعاصرون لهم كتابات جيدة جدا في مجال تاريخ التشريع. وايضا يدخل في هذا المجال طبقات الفقهاء وذلك لمعرفة مراتبهم واحوالهم يعني اه مثلا الامام مالك ليس هو اه الامام اه او الشيخ خليل رحمه الله تعالى ليس هو مثلا ابن عاشر. مراتب مختلفة بين هؤلاء فروق جوهرية في اه منهج اه البحث في اه يعني البيئة العامة التي اه عاشوا فيها اي اشياء كثيرة ينبغي ان تعرف بالنسبة للمفكر. ايضا من المجالات المهمة النوازل العصرية. يعني هل المفكر ان يعرف اجمالا فتاوى الفقهية وفتاوى كبار فقهاء العصر في النوازل الكبرى التي ظهرت في عصرنا مثل قضية تحكيم الشريعة وما وقع من ابطال الشريعة بعد اه يعني في القرن السابق قضية الخلافة وما كان من زوالها قضية المصارف الربوية التي انتشرت في الامة الى اخره ومجموعة من النوازل العصرية ثم ايضا لابد من اعتياد الخطاب الفقهي التراثي. اي اسلوب الفقهاء في التعبير لان الجهل به يؤدي الى نسبة اشياء الى الفقهاء لم يقولوا بها. انطلاقا من قراءة اه انتقائية تتميز بكثير من التسطيح وآآ التعامل مع النصوص التراثية الكبيرة والسامية كما يتعامل مع الكتابات الصحفية العصرية ومن اظهر الامثلة في ذلك تعامل جماعة من المعاصرين مع كتابات الشيخ الاسلامي ابن تيمية اكثرهم لم يقرأوا لابن تيمية الا نتفا فينتقون عبارة معينة من سياق عام ويفهمونها بالفهم العصري في انقطاع تام عن طرائق الفقهاء في التعبير ثم ينسبون الى الشيخ هذا الفهم الذي فهموه ويبنون على ذلك القصور والعلاليم مثلا قضية يستتاب فان تاب والا قتل ونحو ذلك. سبب هذا الاشكال هو ما صرنا نراه من وفرة المعلومات وسهولة الوصول الى النصوص التراثية اليوم يعني من اراد ان يجد كم مرة قال ابن تيمية يستتاب كذا وكذا يجده بسهولة فيمكن ان يقول قال كذا وقال كذا وهو في هذا لم يعد صعبا في ازمنة سابقة هذا ما كان يستطيعه الا من قرأ تراث ابن تيمية كاملا وحينئذ يقول يعني قال في كذا وقال في كذا وقال في كذا. اذا وسهولة الوصول الى المعلومات ووفرتها وثانيا غياب المنهج العلمي في التعامل معها فصار كل واحد يمكنه ان يعمل عقله في نصوص الائمة كما شاء العقيدة الفقه. في القرآن. بالنسبة للقرآن آآ هنالك محوران مهمان اولهما علم اصول التفسير لا اقول علم التفسير اي لا تفاصيل علم التفسير وانما اصول التفسير اي المطلوب هو القدرة على الاطلاع على كتب التفسير عند الحاجة ومعرفة مناهج المؤلفين في التفسير. ان تعرف ان هنالك تفاسير بالرأي تفاسير لغوية تفاسير بالمأثور ان تعرف الخلفيات العقدية والفقهية للمفسرين المعتزلي الزمخشري المعتزلي فلان آآ مثلا كان اشعريا فلان كان يعني منسوبا الى مدرسة شيخ الاسلام ابن تيمية وهكذا ان تعرف ان يكون عندك قدرة على الترجيح وعلى الجمع وعلى معرفة مواضع الاجماع والخلاف وكل من لم يطلع على علم اصول التفسير كان كلامه في معاني القرآن اما من قبيل النتث والشذرات التدبرية التي صارت منتشرة جدا في هذا الزمان. او من قبيل الخطأ الصريح في الفهم وتحميل الخطاب القرآني ما لا يحتمله من المعاني. ستقول لي طيب والمفكر يبحث في القرآن؟ نعم يبحث في القرآن. واذا رأيت كتابات كثير من المفكرين فانها اه يعني كما رأيناه مثلا عند الجابري عند اركون عند غيرهما كثير من المفكرين يعني كلامهم في القرآن كثير جدا. وهذا يجرنا على ذكر اركون والجابري ونحوهما آآ كثير من الاخطاء والشبهات كانت عندهم في النقطة الثانية التي يحتاج ان يعرفها المفكر وهي اه مبحث تاريخ جمع القرآن والاختلاف بين ما يسمى معاني الحروف السبعة والاختلاف بين القراءات بطبيعة الحال اجمالا لا تفصيلا ما ما نريد للمفكر ان يكون اه يعني متخصصا في القراءات لكن ما الفروق الاجمالية بين هذه ما معنى ان تكون قراءة مختلفة عن قراءة معينة؟ ما معنى موافقة آآ رسم المصحف؟ اي مصحف هذا الذي نتحدث عنه؟ الى غير ذلك يعني هذه المباحث مهمة جدا وكثير من الشبهات العصرية التي يبحثها المفكرون تكون في هذا المجال. اما في مجال فالمقصود هو اه في مجال اما مجال حجية السنة فهذا مبحث اصولي سيأتي في موضعه ان شاء الله تعالى. لكن في مجال الحديث رواية المقصود المطلوب هو معرفة كتب الحديث ومعرفة مناهج مؤلفيها وطرق جمعها. يعني مثلا البخاري كيف جمع هذا هذه الاحاديث هذه الاحاديث التي في البخاري يعني ما منهجه في التصحيح؟ ما منهجه في الجرح والتعديل وليس هذا خاص بالبخاري لكن لان كثيرا من الشبهات تثار حول البخاري خصوصا. يعني يقبح بالمفكر ان لا يكون قد فتح صحيح البخاري ولا مرة في اه حياتي ولا فتح كتابا من الكتب الاصلية. يعني لا يعرف كيف اه يكون الكتاب الحديثي الاصلي كيف يكون الاسناد؟ وكيف آآ يكون المتن وكيف يكون ذكر الاختلاف بين الاسانيد؟ هذا يعرفه معرفة اجمالية لانه سيحتاج الى مناقشة هذه الامور خامسا هنالك السيرة والتاريخ. ففي السيرة لابد من معرفة منهج السيرة وانه مختلف عن منهج الحديث منهج الذين يكتبون في السيرة مختلف عن منهج المحدثين. وكل من ساوى بين المنهجين وقع في اخطاء فلذلك المحدثون يدققون في الاسانيد علماء السيرة كابن اسحاق بطبيعة الحال وتبعه ابن هشام وكالواقد وغيرهما هؤلاء همهم هو جمع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في سياق واحد اما التحقيق تحقيق ذلك وتحريره هذا له منهج مغاير. عن المفكر ان يعرف اجمالا الهيكل العام للسيرة. دون التفاصيل ان يعرف ان هنالك مرحلة مكية ومرحلة مدنية ان يعرف ان هنالك المغازي بدأت في آآ وقت معين. ثم الى جانب هذا للعام يعرف المواضع التي اثيرت حولها شبهات فكرية عصرية ك مبحث الاسراء والمعراج قضية شق الصدر آآ قضية المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عموما آآ ما وقع في غزوة بني قريظة ما يسمى وثيقة المدينة آآ وثيقة المدينة السياسية التي يعني تبنى عليها امور كثيرة جدا في عصرنا في المجال فكري وفي مجال السياسة الشرعية آآ قضايا الوفود وقضايا التعامل مع الكتابيين الى غير ذلك في مجال التاريخ الاسلامي لابد من التعرف الى كتب التاريخ الاساسية ومناهج مؤلفيها وحال بعض الرواة كحال مثلا الواقد او سيف ابن عمر التميمي ونحو ذلك تعرف ان منهج الطبري ليس هو منهج المسعودي. تعرف الفرق بين تاريخ الطبري ومروج الذهب وكتاب ابن كثير ثم تعرف الهيكل العام للتاريخ الاسلامي التطور العام لهذه الامة مع بعض المراحل المهمة التي فيها نقاشات كقضية حروب الردة قضية الفتنة الكبرى زمن عثمان رضي الله عنه ثم زمن علي رضي الله عنه ثم زمن ثم ما كان بعد ذلك في زمن معاوية رضي الله عنه بعض التفصيلات في ذلك ما خصوصيات الدولة الاموية؟ هل مثلا الدولة الاموية فعلا كانت تقدم جنس العرب على غيرهم؟ هل الدولة الاموية يعني مثلا كانت كما يقوله بعضهم تفرض على المحدثين شيئا معينا في مجال الحديث او تفرض عليهم التحديث بامور معينة كما يقوله بعضهم. ما خصائص العباسيين في مرحلة القوة يعني المرحلة الاولى التي كان العباسيون يحكمون فيها فعلا آآ الحروب الصليبية مثلا اه قضية ما كان في هذه الحروب الصليبية من تلاقح بين الصليبيين وبين المسلمين مثلا كتابات اه امير اسامة بن منقذ مهمة جدا في هذا المجال كتاب الاعتبار اه فيه يعني فوائد لطيفة في هذا المجال. مثلا فتح الاندلس وسقوط الاندلس مسألة جرح دام في مخيلة كل لمسلم فنحتاج ان نفهم ما الذي وقع كيف فتحت الاندلس؟ كيف سقطت؟ ثم هنالك يعني كتب آآ يعني بطبيعة الحال هناك كتب المعاصرين لكن انا افضل دائما في هذا المجال الكتب الاصلية مثلا كتاب البداية والنهاية اذا يعني سهل جدا في قراءته يمكن ان يمر عليه الطالب بسهولة بالغة. يدخل في مجال السيرة والتاريخ آآ التراجم اه الذي يهمنا في مجال التراجم هو فقط معرفة اه ائمة المذاهب المختلفة الفقهية والعقدية ائمة الحديث الكبار المنظور اليهم يعني تعرف شخص اسمه احمد بن حنبل تعرف انه كان في زمنه اشخاص يعني من مدرسة بين قوسين من مدرسة واحدة يحيى بن معين علي ابن المديني اسحاق متقاربون فيما بينهم في فكرهم في منهجهم العقدي ونحو ذلك. تعرف علماء العقائد مثلا التطور الذي وجد في المذهب الاشعري بين المؤسس ابي الحسن الاشعري الباقلاني ثم ابن فورك والطبري ثم آآ نصل الى مرحلة آآ ابي المعالي الجويني ثم ابي حامد الغزالي ثم الرازي ثم آآ المدرسة السنوسية التي يعني كان لها تأثير كبير جدا في تدريس آآ المذهبي الاشعري يعني تعرف هؤلاء الائمة ومراحلهم المختلفة والفروق بينهم تعرف مثلا في مجال التراجم آآ تعرف الفلاسفة الذين يسمون فلاسفة اسلامية كابن سينا وابن رشد وكده خاصة هذين آآ تعرف علماء المرحلة المهمة وهي مرحلة القرن الثامن والقرن السابع الهجري. يعني ست مئة كذا وسبع مئة وكذا. خاصة في اه مصر والشام. هذه مرحلة ثرية جدا جدا تحتاج ان تعرف العلماء الذين كانوا في هذه المرحلة. يعني من قبل كان النووي وكذا لكن مرحلة شيخ الاسلام ابن تيمية آآ قبل من من كان معاصر له؟ المدرسة التي اسسها يعني تلامذته كابن القيم وابن كثير وابن عبدالهادي ونحو هؤلاء والذهبي والمزي المخالفون له كتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين السبكي وغيرهم فيعني معرفة هذا يعينك كثيرا حين تثار بعض النقاشات حول آآ هذه الموضوعات المختلفة. اذا عموما بطبيعة الحال انا انصح بكتاب مثل آآ سير اعلام النبلا وبكتب كثيرة مؤلفة في مجال التراجم. آآ يعني لا احتاج ان اسردها جميعا اه بقي شيء ساشير له اختصارا وهو العربية بطبيعة الحال العربية لابد منها لفهم جميع ما سبق لفهم الخطاب التراثي العقدي والفقهي لفهم القرآن لفهم الحديث لفهم كتب التاريخ لفهم السيرة. لكن انا لن اطلب منك ان تكون متمكنا من علوم اللغة. فاقول لك عليك دراسة النحو الصرف وكذا اذا فعلت فلن اقول لك لا فلن ارفض منك ذلك. لكن يقول لك المطلوب ان تتمرس باللغة العربية يعني ان تكون لك ممارسة للغة العربية. اترك عنك هذه العامية التي تقتل الذوق لا اتصور مفكرا عصريا اسلاميا ولا يستطيع ان يقيم جملة مفيدة باللغة العربية. واذا كتب يكتب يكتب بالعامية واذا حاضر يحاضر بالعامية. هذا لا لا اقبله ولا استسرقه فتحتاج ان تتمرس باللغة العربية ويكفي في ذلك القراءة في كتب التراث التي ذكرنا وايضا القراءة في كتب القديم ايكون لك ورد من القراءة في هذه الكتب اه الادبية التي فوائدها اكثر من ان تحصر ثم هي تعينك على اكتساب هذه الملكة اللغوية عموما هذا هو ما يتعلق بالمضمون الشرعي في لقائنا المقبل باذن الله عز وجل او في الجزء الثالث من هذه المحاضرة سنتحدث عن المنهج شرعي. هنالك مجموعة من المناهج التي ذكرها المتشرعة التي ذكرها علماء الشريعة مناهج يمكن للمفكر ان يستفيد منها اما تكون استفادته صحيحة سليمة اذا هو اتقن هذه المناهج او تكون يعني استفادة فيها او تكون استفادة فيها آآ انتقائية كما يفعله جماعة من المفكرين. هذا ما سنذكره في لقاءنا المقبل باذن الله سبحانه وتعالى اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين