اه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله يقول تشيسرتون تعتقد النسوية ان المرأة تكون حرة حين تخدم مشغلها ومستعبدة حين تعين زوجها كلامنا اليوم محاولة للاجابة عن سؤال هل النسوية فكر تحرري فعلا والجواب المختصر الحقيقة ان النسوية وضعت يدها في يد الرأسمالية المسيطرة ولعبت لعبة السوق فاخضعت المرأة له في مجالات ما كان يحلم بها من قبل وهكذا التقى التيار اليساري النسوي التقدمي المتحرر مع ارباب العمل وسدنة معبد الرأسمالية المعولمة لقد اصبح العمل المأجور المؤدى عنه في مجتمعاتنا المادية حقا من الحقوق فالعاطل عن العمل انسان منبوذ وهامشي لقد كانت المرأة دائما عاملة سواء اكان ذلك في الحقل او في المعمل او في البيت فضلا عن اعباء الحمل والولادة وتربية الاطفال لكن حين التحقت بالاجراء العاملين عدت النسوية ذلك نوعا من التحرف ولكن بعد عقود بدأت المشكلات الحقيقية وعلى رأسها عدم المساواة في الاجور بين الرجال والنساء وهي راجعة في جزء كبير منها الى كون النساء يجدن امامهن مجموعة من العوائق على رأسها العوائق ذاتية من تبعات الامومة كحمل كالحمل والرضاع وتربية الاطفال ولا شك ان الامومة عند النساء تشكل عائقا امام متطلبات السوق الذي لا يعترف سوى بالمصالح الملموسة وبالارباح الفورية. ولكن بدلا من تكييف الاقتصاد مع الخصوصية الفيزيولوجية للنساء واحتمال كونهن امهات فان الشغل الشاغل للحركة النسوية كان العكس. اي تكييف النساء مع الهياكل التقنية للاقتصاد الحديث لم تقترح النسويات للنساء سوى امر واحد وهو دخول المرأة في النظام الاقتصادي دون اعادة النظر فيه. مع السعي الى ان تكون المرأة مساوية تماما للرجل. وكما تقول سيموندو بوفوار لا يمكنها لا يمكن للمرأة لا يمكنها ان تتحرر الا بتماثلها مع الرجال. وفي هذا اغفال حقيقة ان الرجال اصلا ليسوا بالضرورة احرارا ان النقلة الحرفي للنموذج الذكوري دون اخذ آآ الميزات الخاصة للمرأة بعين الاعتبار يمكن ان يؤدي بتحرر المرأة الى نوع جديد من الاستعباد النسوية في هوسها المرضي المزمن بالمساواة بين المرأة والرجل تقول ان عجز المرأة عن آآ الانجاب الطبيعي في سن متأخر في مقابل القدرة الدائمة للرجال على الانجاب هذا تعده النسوية نوع ظلم للمرأة لانها مضطرة للانجاب في زمن الشباب على حساب مسيرتها المهنية التي تكون ايضا في زمن الشباب هذا الظلم البيولوجي يجب اصلاحه بالتقنية الحديثة. ولذلك تقترح النسوية الداعمة للسوق والمدعومة من طرف السوق حلولا جديدة. منها مثلا تجميد البويضات اي اخراج البويضات في حالة جيدة من مبايض المرأة الشابة و حفظها من اجل حمل تأخر اي في الوقت الذي يسمى سن اليأس. وهكذا يمكن للمرأة الشابة ان تبذل شبابها وجهدها الكامل لخدمة الشركات الرأسمالية. اما الامومة الفطرية فيمكن تأخيرها حين لا يبقى عندها كبير شيء تقدمه لشركة وذلك بعد ان اخذت منها الشركة زهرة عمرها بعض الشركات متعددة الجنسيات الكبرى مثل ابل وفيسبوك تتكفل لمستخدماتها الراغبين بات في ذلك بهذه الخدمة الطبية. لتتمكن افضل العاملات من تكريس زهرة شبابهن لتطوير الشركة هنالك مسألة اخرى تقول احدى النسويات ان تكون المرأة ربة بيت يبقى اختيارا. وهو محترم ولكنه اختيار لا يتماشى مع مسيرة تحرير النساء اليوم لا تعلموا الفتيات الصغيرات ان يكن امهات في المستقبل. بل يربين على الاشمئزاز من البيت خاصة في بعض الاوساط برجوازية. ولعل اصل ذلك من سيمون دي بوفوار مرة اخرى التي كتبت ان العمل الذي تؤديه المرأة داخل البيت لا يمنحها الاستقلالية. انه ليس مفيدا للمجتمع بشكل مباشر ولا مستقبل له ولا ينتج شيئا المسكوت عنه في كلام سيمون هذا وكلام من بعدها من النسويات ان الحياة اليومية للاجيرات بالنسبة ملايين النساء بعيدة جدا عن ان تشبه هذه الحياة المثالية التي اختارتها دوبوفوار لنفسها. بين القراءة والكتابة والحفلات الثقافية وما اشبه ذلك فهل عملهن اليومي في المصنع في الادارة في الشركات يحقق لهن فعلا التحرر المطلوب تربية الاطفال وهي واحدة من انبل المهام واكثرها نفعا للانسانية صارت عند الحركة النسوية مهمة غير مفيدة للمجتمع. وهذا مفهوم. لان النسوية خادمة للنظام الرأسمالي. الذي لا يعترف بهدف اخر غير في اقصى قدر من الانتاجية. ونظام كهذا بالطبع لا يرضى عن العمل المجاني تربية الاطفال الذي لا تظهر نتائجه الا بعد عقود. لانك حين تربي الطفل متى تظهر نتيجة التربية بعد عقود هذا غير معترف به في النظام الرأسمالي. الام تتخلى عن تربية اطفالها لصالح مسارها المهني والمدارس لا تستطيع حتى في افضل احوالها التربوية ان تعوض الام هذه الام التي تأتي مرهقة بعد يوم طويل من العمل الشاق المضني فتضع اطفالها امام التلفاز او او امام الحواسيب والانترنت وتطعم هؤلاء الاطفال من الاغذية المصنعة الجاهزة لانها سريعة والاعداد ونتيجة هذه الصورة كلها نتيجة كارثية على المجتمع مسألة اخرى وهي ان النسويات يتعامين عن العنف الاقتصادي والاجتماعي الحقيقي الممارس على النساء هذا عنف موجود ولا يمكن انكاره. مثلا في فرنسا ثلاثة ارباع العاملين باجرة ضعيفة هم من النساء فهن يعني سبب ذلك ان النساء ممثلات بوفرة في القطاع الثالث ذي التأهيل الضعيف المساعدات المنزليات السكريتيرات البائعات في الاسواق الممتازة. آآ الممرضات وما اشبه ذلك. وهن مثلنا الاغلبية الساحقة من العاملين في مجال النظافة. يعني اكثر من ثمانين بالمئة من عاملات النظافة هم هن هن هن نساء ازا الحياة اليومية لنساء مرهقات وغارقات في الشغل او يضيعن اوقاتا ضخمة في البحث عن عمل هذا كله هذه الحياة اليومية بعيدة جدا عن سعادة العمل التي تمدحها النسويات. ولذلك فالاوهام التي تملأ بها النسوية اذهان الفتيات الصغيرات عن التحرر وعن العتاق عن المرأة اه ربانة الطائرة والمرأة الوزيرة والمرأة المهندسة كل غير صحيح احصائيا والغالب ان المرأة التي خرجت من عبودية البيت بين قوسين دخلت الى عبودية اخطر واقسى وفوق ذلك تضاف مشكلة اخرى. يوجد في فرنسا اليوم اكثر من مليون ونصف مليون اسرة احادية الوالد فمي وفي خمس وثمانين بالمئة منها الموجود هو الام والهارب هو الأب وكل واحدة من خمس اسر احادية الوالد تعيش تحت عتبة الفقر اذا النساء هن اول ضحايا تمزق الاسرة الغربية. الاب هو الذي يهرب في الغالب والام هي التي تبقى وحدها لتربية الاطفال لقد كان الهوس الرئيسي للنسويات هو ادماج النساء في العالم المهني على قدم المساواة مع الرجال تبعا شعار النسوي تحرر المرأة يمر عبر مساواتها بالرجل ولاجل هذا الحرص الشديد على ادماج المرأة في العمل دون مراعاة خصوصية النفسية والفسيولوجية وقعت تدمير الاسرة. وانشاء اجيال مجتمعية دون امهات. ومضاعفة المرأة داخل البيت وخارجه. وتدمير التكوين البيولوجي للمرأة بتأخير زواجها وتأخير انجابها بجميع الوسائل الممكنة وجميع ذلك كان لصالح السوق المتحكم السوق الذي يفضل ان يجد امامه افرادا مستهلكين. بغض النظر عن ثقافتهم او تكوينهم النفسي. ولذلك فالنسوية في الحقيقة ليست سوى قناع لاستسلام النساء امام القيم الذكورية الموجودة في الرأسمالية الليبرالية وعودا على بدء. ما الفرق بين الحالتين في كلمة تشيستر تون التي بدأت بها هذه الحلقة؟ اعني حالتي التي تكون حرة حين تخدم مشغلها ومستعبدة حين تعين زوجها. ستقول لي الفرق هو انها تتقاضى اجرا ماديا في مقابل عملها المهني. وحينئذ اقول هنيئا لك. لقد فهمت لب الحضارة الغربية. التي لا تعترف بغير المقابل المادي وما ليس له مقابل مادي فهو غير موجود. في نظام السوق كل ما لا ايمكن تبادله في السوق ولا يمكن تحويله الى قطع نقدية يستحق الازدراء. ولذلك وقع تجاهل امل المرأة في البيت ولذلك ايضا ظنت المرأة العاملة خارج البيت انها متحررة فعلا والى لقاء مقبل باذن الله عز وجل