في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه بدأت هذه القصة في تونس في القرن الخامس الهجري وانتقلت الى مجاهل الصحراء ثم تحولت الى نور عظيم شمل بلاد المغرب الكبير والاندلس في تونس وبالتحديد في عاصمة العلم القيروان كانت حلقة احد فقهاء المالكية العظام يقال انه ابو عمران الفاسي وكان الاسلام قد انتشر في بلاد المغرب كلها ومن ذلك في قبيلة تسمى لمتونة فسافر احد فضلائهم الى الحج ومر في طريق رجوعه على هذا الفقيه المالكي فشكى اليه اندثار العلم في الصحراء وانه يوجد من الناس من لا يعرف من الاسلام الا الشهادتين فامر الفقيه احد طلبته هو عبدالله بن ياسين ان يذهب معه فقبل بان يهاجر الى الصحراء في هذه المهمة الدعوية الخطيرة التي احجم عنها اقرانه من الطلبة وكان عبدالله بن ياسين من حذاق الطلبة ومن اهل الدين والفضل والتقوى والورع مع رجحان في العقل وكمال في الرأي استقبل الناس عبدالله ابن ياسين واكرموه. وفيهم ابو بكر ابن عمر فذكر لهم قواعد الاسلام فقالوا اما الصلاة والزكاة فقريب واما من قتل يقتل ومن سرق يقطع ومن زنا يجلد فلا نلتزمه فاذهب بعد صعوبات وعراقيل ضرب فيها عبدالله بن ياسين واهين وهو لا يفتأ ينكر المنكرات ويعلم الناس يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر حتى طردوه بالفعل فما كان منه الا ان تعمق في الصحراء ناحية الجنوب بعيدا في اعماق القارة الافريقية حتى وصل الى جزيرة يرجح انها تقع في منحنى نهر النيجر على مقربة من مدينة تومبوكتو صنع عبدالله بن ياسين خيمة جلس فيها وسمع بعض الناس بامره فتحركت قلوبهم وفطرهم لدعوتهم فانتقلوا اليه ولم يتجاوز عددهم في بادئ الامر سبعة نفر من جدالة على رأسهم الامير يحيى بن ابراهيم ومعه اثنان من كبار قبيلة لمتونة هما يحيى ابن عمر واخوه ابو بكر وهنا في هذه الجزيرة النائية بدأت دعوة المرابطين صغيرة ولكن على اسس راسخة من العلم والعمل وكان لا يسمح بالدخول الى زمرة المرابطين الا لمن طهر نفسه وهذب روحه وحاسب نفسه على ما اقترف من الذنوب السابقة ويطلب منه ان يتوب من كل الذنوب وان وان تقام عليه حدودها. لا فرق في ذلك بين قائد وجندي بين شريف ووضيع فاذا تقبلها راضيا طهرت نفسه واصبح قادرا على تحمل اعباء الدعوة ومشاقها فاذا تجاوز هذا الامتحان بنجاح دخل في زمرة المرابطين فيتولى الشيخ تثقيفهم وتعليمهم كان يقرأ القرآن ويفسره ويروي الحديث ويبينه ويعلم الناس احكام الدين وكان يأخذهم بالجد ولا يترك لهم فرصة له او العبث وكان يتشدد في اقامة الحدود ويجبرهم على الصلاة جماعة فمن تخلف عن ذلك ضرب عشرين سوطا ومن فاتته ركعة ضرب خمسة اسواط وما اشبه ذلك من انواع التعزير والتأديب بدأت خيام المهاجرين الى هذه الدعوة الوليدة تزيد يوما بعد يوم يقرؤهم الشيخ القرآن ويربيهم على الخير ويرغبهم ويرهبهم ويعلمهم الكتاب والسنة والوضوء والصلاة والزكاة وحين كثروا صعب على الشيخ تعليم الجميع فقسمهم الى مجموعات صغيرة وجعل على كل منها واحد من النابغين. اقتداء بالحبيب صلى الله عليه وعلى اله وسلم. حين قسم الاثنين والسبعين رجل الذين بايعوهم من اهل يسرب الى اثنتي عشرة مجموعة وجعل على كل واحدة نقيبا عليهم استمر العمل على ذلك حتى بلغ العدد في سنة اربعمائة واربعين للهجرة بعد اربعة اعوام من بداية دعوته ونزوحه الى الجزيرة وصل الى نحو الف شخص على افضل ما يكون من فهم شرائع الاسلام فسماهم المرابطين ولما تفقهوا وكثروا قام فيهم خطيبا ودعاهم الى جهاد من خالفهم من قبائل صنهاجة بعد ان يدعوهم الى الدين الحق فسار كل رجل منهم الى قومه وعشيرته فوعظهم وانذرهم ودعاهم الى ترك المنكرات فلم يرجع منهم احد فخرج عبدالله بن ياسين لجهادهم بعد ان يأس منهم بدأت الغزوات المرابطية وفتحت الكثير من البلاد واخضعت الكثير من القبائل وفي احدى هذه الغزوات استشهد امير المرابطين يحيى ابن ابراهيم احد السبعة السابقين فصرف عبدالله بن ياسين الزعامة الى يحيى بن عمر اللمتوني. وقد كان هو واخوه فقط من قبيلة لمتونة مع السبعة اخرين الذين انحازوا الى الرباط اول الامر مع الشيخ ابن ياسين وفي هذا محاربة للعصبيات القبلية وجمع للمسلمين على معاني التوحيد لا على معاني القبيلة ولا يمكن ان تقوم دعوة اسلامية ناجحة قط اذا كانت مبنية على التعصب للقبيلة او العرق او الوطن لان ذلك يتعارض مع دعوة الاسلام الجامعة وقد اتسع الدولة المرابطين ودخل في سلطانها الالاف ثم استشهد يحيى بن عمر اللمتوني وخلفه اخوه ابو بكر ابن عمر اللنتوني واستمر توسع الدولة حتى شملت الغرب الاسلامية كله تقريبا من اقاصي السنغال جنوبا الى الاندلس شمالا وانجبت هذه الدولة حاكما يعد من افضل حكام المسلمين بعد زمن التابعين هو الامام يوسف ابن تاشفين رحمه الله تعالى وقد استشهد المؤسس عبدالله بن ياسين في بعض حروبه مع برغواطة في حدود سنة اربعمائة وواحد وخمسين للهجرة. وذلك بعد ان امضى احد عشر عاما من تربية الرجال على الجهاد ان في سيرة عبدالله بن ياسين وقصة دعوته عبرا كثيرة يمكن اقتناص بعضها. منها مثلا ان الدولة في الاسلام يجب ان تقوم على ركن ركين من الشرع وان الحاكم ينحصر دوره في اقامة الشريعة بين الناس والحكم بما انزله الله في كتابه فهو صاحب امانة اذا اداها حق ادائها فهنيئا له واذا قصر فيها حوسب على ذلك بمقدار تقصيره وان مما يعين على هذه الامانة ان تقوم الدولة على اساس من العلم الشرعي الرصين كما رأينا في تأسيس الدولة المرابطية ثانيا ان الدعوة التي تبنى على العلم وتحارب الجهل تستمر وتثمر مثل دعوة عبد الله ابن ياسين واما الدعوة المجردة عن العلم فقد تفسد اكثر مما تصلح فليحرص الدعاة الى الله على التعلم قبل التصدر للدعوة الى الله وثالثا اذا كثر الفساد وعم البلاد كلها كما كان حال بعض القبائل زمن دعوة عبدالله ابن ياسين شرع حينئذ الاعتزال. كما في حديث ابي سعيد الخدري ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال اي الناس افضل؟ قال رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه. قال ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ربه ويدع الناس من شره وفي الحديث الاخر فان لم تكن جماعة ولا امام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت كذلك ولكنها عزلة غير دائمة وانما الغرض منها حسن التربية والتعليم والارشاد للحق واخيرا ان الدعة والترف من اعظم اعداء النجاح وان الاعمال الكبرى لا تقوم الا على اكتاف من تربى على الشدة وشظف العيش كما ربى عبد الله ابن ياسين اصحابه مقتديا في ذلك بما كان عليه النبي وصحابته الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها رؤوس نافعات بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كمال لو حضروا كم عالم قد بقيت بيننا. اقواله خالدة كالدرر. كم في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كالقصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر. فهكذا مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما