في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لقد قام الوجود الاسلامي بالاندلس والحضارة الباذخة التي تفيأت ظلالها هذه البقعة من اوروبا بفضل الله تعالى على اكتاف رجال كثيرين من المغرب والاندلس دفعوا من جهودهم ودمائهم لحماية هذه الحضارة لقد كانت معركة الزلاقة من اعظم الاحداث التاريخية اثرا على اطالة امد الوجود الاسلامي في الاندلس بعد سقوط دولة الامويين بالاندلس انقسمت البلاد الى دويلات صغيرة وانفرد كل حاكم باقليم منها فيما عرف بعد ذلك بعصر ملوك الطوائف واشتعلت بينهم النزاعات والخلافات مما اغرى بهم عدوهم من النصارى المتربصين فوصل الحال ببعض ملوك الطوائف الى دفع الجزية لملوك قشتالة استولى النصارى بقيادة الفونسو على طليطلة فاصبح مجاورا لمملكة اشبيلية التي كان يحكمها المعتمد ابن عباد فبالغ في اذلاله واهانته عند طلب الجزية منه ثم ما لبث ان اغار بنفسه على اشبيلية وحاصرها ثلاثة ايام ثم تركها وفي اثناء ذلك ارسل له رسالة يتهكم فيها كثر بطول مقامي في مجلس الذباب واشتد علي الحر فاتحفني من قصرك بمروحة اروح بها عن نفسي واطرد بها الذباب عن وجهي اخذ المعتمد الرسالة وكتب على ظهرها قرأت كتابك وفهمت خيلاءك واعجابك وسانظر لك في مراوح من الجلود اللمطية تروح منك لا تروح عليك ان شاء الله تعالى فارتاع الفنش لذلك وفهم مقصود الرسالة وهي ان المعتمد سيستنجد بالمرابطين فعلا استنجد المعتمد ابن عباد بيوسف ابن تشافين امير المسلمين فاستجاب له وعبر البحر في جيش عظيم جدا ولما وصلت الاخبار الى الفونش الفونسو جمع عساكره وحشد جنوده وسار من طليطلة وكتب الى امير المسلمين يوسف ابن تاشفين كتابا كتبه له بعض غواة ادباء المسلمين اغلظوا له في القول ويصف ما معه من القوة والعدد والعدد وبالغ في ذلك فلما وصله وقرأه يوسف امر كاتبه ان يجيبه وكان كاتبا مبدعا فكتب واجاد فلما قرأه على امير المسلمين يوسف ابن تاشفين قال هذا كتاب طويل احضر كتاب الفونش واكتب على ظهره الذي يكون ستراه وارسله اليه فلما وقف عليه الفنش ارتاع له وعلم انه بلي برجل لا طاقة له به ويذكرني هذا الموقف بيعقوب المنصور الموحدي فقد ارسل اليه ملك اسبانيا رسالة طويلة من انشاء وزير له من ضعفاء المسلمين تهدد فيها وتوعد فلما وصل كتابه الى يعقوب المنصور مزقه وكتب على ظهر قطعة منه ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها. ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاهرون ثم كتب الجواب ما ترى لا ما تسمع وانشد متمثلا قول المتنبي ولا كتبا الا المشرفية والقناعة ولا رسلا الا الخميس العرمرم المشرفية هي السيوف والقناة هي الرماح والخميس العرمرم هو الجيش الكثيف نرجع الى ابن تاشفين رحمه الله فانه لبث في اشبيلية ثمانية ايام يرتب القوات ويعد العدة وكان مكثرا حينئذ من التعبد والصيام والقيام واعمال البر. واما الفنش فقد استنفر الناس للقتال ولم يدع احدا في اقاصي مملكته يقدر على القتال الا استنهضه وتجمع النصارى من شمال اسبانيا ومن فرنسا والمانيا وايطاليا معهم الرهبان يحرضونهم على القتال التقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطلياوس وكان جيش المسلمين ثمانية واربعين الفا نصفهم من الاندلسيين ونصفهم من المرابطين وكان جيش الفونسو مائة الف من المشاة ونحو ثمانين الفا من الفرسان لبث الجيشان ثلاثة ايام تبادل الفريقان فيها الرسائل فكتب ابن تاشفين الى الفونسو يدعوه الى الاسلام او الجزية او القتال فاختار القتال وكتب اليه الفنص يقول له الجمعة لكم والسبت لليهود وهم وزراؤنا وكتابنا واكثر خدم العسكر منهم فلا غنى لنا عنهم والاحد لنا فان كان يوم الاثنين كان ما نريده من الزحف وانما قصد بذلك ان يباغت المسلمين وان يغدر بهم فلما كان يوم الجمعة من شهر رمضان من سنة اربعمائة وتسع وسبعين للهجرة تأهب المسلمون لصلاة الجمعة وخرج ابن تاشفين هو واصحابه في ثياب الزينة للصلاة اما المعتمد ابن عباد فقد اخذ بالحزم خشية غدر الفنش فركب هو واصحابه مسلحين وقال لامير المسلمين ابن تاشفين صل في اصحابك وانا من ورائكم وما اظن هذا الخنزير الا قد اضمر الفتك بالمسلمين اخذوا في الصلاة فلما عقدوا الركعة الاولى تارت في وجوههم الخيل من جهة النصارى وحمل الفنس في اصحابه يظن انه انتهز الفرصة واذا بالمعتمد واصحابه من وراء الناس يصدون هجوم النصارى واخذ المرابطون سلاحهم وركبوا خيولهم واختلط الفريقان واظهر المعتمد واصحابه من الصبر والثبات وحسن البلاء الشيء العظيم فقاتل بنفسه في مقدمة الصفوف واسخن بالجراح وهلك تحته ثلاثة افراس كلما هلك جواد قدموا له غيره وقاتل المسلمون قتال من يطلب الشهادة ويتمنى الموت حتى هزم الله العدو واتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل اتجاه ولجأ الفونسو في نفر من اصحابه عند حلول الظلام بعد ان اصابته طعنة في فخذه فهزمه الله شر هزيمة واعز جنده المؤمنين في هذه المعركة وكتبت للاندلس بسببها حياة جديدة امتدت اربعة قرون اخرى بعد ان كانت على موعد مع الفناء والاستئصال في معركة الزلاقة عبر كثيرة للمعتبرين اولها ان انتصار المسلمين على عدوهم لا يكون الا عند التوحد ونبذ الخلافات كما اتحد المعتمد ابن عباد مع يوسف ابن تشافين فكان النصر في معركة الزلاقة العظيمة اما عند التفرق والتشرذم كحال ملوك الطوائف المتناحرين فيما بينهم فانما هي الهزيمة والذل والهوان وهذا كما قال المهلب بن ابي صفرة لبنيه كونوا جميعا يا بني اذا اعترى خطب ولا تتفرقوا احاد تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا. واذا افترقنا تكسرت افرادا العبرة الثانية ان العبرة بالافعال لا بالكلام والشعارات والتهديدات فان الفنش في الحالتين يطيل التهجيج. وامراء الاسلام يجيبون بكلام مختصر قليل لكن مع فعل كثير ومثل ذلك ما وقع في المشرق حين ارسل نكفور رسالة الى هارون الرشيد الخليفة العباسي المعروف يطالبه برد الجزية التي دفعتها الملكة ارين قبله وفيها يقول من نقفور ملك الروم الى هارون ملك العرب. اما بعد فان الملكة التي كانت قبلي اقامتك مقام الرخ واقامت نفسها مكان البيدق هذه اسماء اه ما يكون في الشطرنج فحملت اليك من اموالها ما كنت حقيقا بحمل اضعافها اليها لكن ذلك ضعف النساء وحمقهن فاذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من اموالها وافتدي نفسك بما تقع به المصادرة لك. والا فالسيف بيننا وبينك لما قرأ هارون الرشيد الرشيد الكتاب استشاط غضبا فارسل رسالته الشهيرة التي خلدها التاريخ الاسلامي. اذ كتب على ظهر رسالة نقفور بسم الله الرحمن الرحيم من هارون امير المؤمنين الى نقفور كلب الروم وقد قرأت كتابك والجواب ما تراه دون ما تسمعه. والسلام ثم اعد جيشا وكان ما كان وقد صار الحال للاسف في عصرنا بعكس ذلك كله فصرنا نكثر من الخطابات الرنانة ومن الشعارات الجوفاء واما اعداؤنا فينالون منا بالافعال تلو الافعال والله المستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها رؤوس نافعات بها يصبح من غاب كما لو في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعذ بالخبر بها. يصبح من غاب كمال لو حضر كم عالم قد بقيت بيننا. اقواله خالدة كالدرر. كم في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فترك معالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كالقصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر. فهكذا مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما