في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين من المقولات المشتهرة لولا عياض لما عرف المغرب وهذا قد يكون فيه نوع اجحاف بعلماء المغرب الكثر بمجالات متنوعة مما بسطه علماء التراجم ويمكن الاكتفاء مثلا بكتاب النبوغ المغربي في مجالات الادب خصوصا او الرجوع الى كتب التراجم الكثيرة لمعرفة تراجم علماء الشريعة. ولكن المقولة تدل على شيء مهم هو مكانة القاضي عياض خصوصا في تاريخ المغرب هو اذا الامام العلامة القاضي عياض ابن موسى اليا الاندلسي ثم السبتي المالكي وقد ولد بمدينة سبتة عام ست وسبعين واربعمائة وطلب العلم بعد ان جاوز العشرين وكان اول سماعه اجازة مجردة من الحافظ ابي علي الغساني ثم رحل الى الاندلس وسمع من شيوخها وعلمائها وانقطع لطلب العلم واستبحر في شتى العلوم في الحديث والفقه وعلوم اللغة وفاق معاصريه وشيوخه وجمع والف وناظر وافتى وسارت بتصانيفه الركبان واشتهر اسمه في الافاق وتولى منصب القضاء في بلده سبتة مدة طويلة حمدت فيها سيرته وسار في ولايته بمنتهى النزاهة والامانة وابدى حزما في تطبيق الحدود والاحكام واشتهر بين الناس بغزير علمه وحفظه وصدق طريقته هذه الشهرة جعلت امير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين يوليه قضاء غرناطة بالاندلس ليصلح من شأنها نظرا لانتشار المفاسد بين اهلها وكثرة القلاقل والاضطرابات بها فتولى القاضي عياض قضاء غرناطة في سنة واحد وثلاثين وخمسمائة فقام به خير قيام واعرض عن الشفاعات وردع ارباب الولايات واتباع السلطان عن الباطل ثم عاد الى سبتة مرة اخرى لقد اجتمعت كلمة العلماء على الثناء على القاضي عياض فقيل فيه مثلا كان هينا من غير ضعف صلبة صلبا في الحق. وقد حاز من الرياسة في بلده والرفعة ما لم يصل اليه احد قط من اهل بلده وما زاده ذلك الا تواضعا وخشية لله تعالى وقيل فيه ايضا كان القاضي عياض من اكابر الحفاظ ومن اعظم ائمة عصره في الحديث وفي فهم غريبه ومشكله ومختلفه كان بارعا في علم الاصول والكلام حافظا للمختصر والمدونة. متمكنا من الشروط والاحكام ابرع اهل زمانه في الفتيا متقنا للنحو واللغة اديبا كبيرا وشاعرا مجيدا حسن التصرف في النظم كاتبا بليغا وخطيبا مفوها وعالما بالسير والاخبار خاصة اخبار العرب وايامها وحروبها وكان مع ذلك حسن المجلس ممتع المحاضرة فصيح اللسان حلو الدعابة بساما مشرقا جم التواضع يمقت الاطراء والملق معتزا بنفسه ومكانته محبا لاهل العلم معينا لهم على طلبه جوادا سمحا من اكرم اهل زمانه كثير الصدقة والمواساة وقد الف كتبا كثيرة في فنون مختلفة انتفع الناس بها ولا يزالون اشهرها بالطبع كتاب الشفاء وهو اجل كتبه وانفعها واشهرها وقد اتى في الكتاب بالعجائب والفرائض وبالمعاني الخفية اللطيفة وشغف العلماء به فوضعوا له الشروح والحواشي وخرجوا احاديثه وحرروا الفاظه وايضا له آآ كتاب ترتيب المدارك في تراجم المالكية وكتاب شرح حديث ام زرع وكتاب مشارق الانوار في تفسير غريب الحديث وكتاب الاكمال الذي اكمل به كتاب المعلم في شرح صحيح مسلم للامام المازري وكتاب الاعلام بحدود قواعد الاسلام وغير ذلك عاش القاضي عياض في كنف الدولة المرابطية التي كانت من اعظم الدول الاسلامية في الغرب الاسلامي بجهادها وعدلها واعتقادها السليم. مع تقريب ملوكها للعلماء والفقهاء في ظل هذه الدولة ولد القاضي عياض ونشأ وتقدم في شتى العلوم ثم صار من اعلام العلماء وكبار القضاة. لكن بدأ نجم هذه الدولة في الافول وبدأت جيوشها تهزم المرة بعد الاخرى امام جيوش مدعي المهدية محمد ابن تومرت واتباعه الملقبين بالموحدين بهذه الظروف عين تاشفين بن علي القاضي عياضا قضاء سبتة مرة اخرى وكان الموحدون يسلكون مع خصومهم المرابطين مسلك التكفير والقسوة في القتال قد كانوا يسمونهم مجسمين مشركين ويستبيحون بذلك دماءهم واعراضهم ويقتلون منهم خلقا عظيما حين رأى القاضي عياض ذلك خاف على اهل سبتة ان يصيبهم مثل ما اصاب اهل مدينة سلا. الذين قتلهم الموحدون عن بكرة ابيهم عندما حاولوا مقاومتهم ورأى ان من المصلحة ان يدخل هو واهل سبتة في طاعة الموحدين. حتى تستقر الامور وبالفعل دخل القاضي عياض واهل سبتة في طاعة الموحدين واقره الموحدون على منصب القضاء اخذ القاضي عياض في تسيير شؤون سبتة حسب مقتضيات الشرع والعدل لكن وقعت في هذه الاثناء وقعت مراكش المحزنة فقد دخل الموحدون الى مراكش عاصمة المرابطين فقتلوا فيها خلقا كثيرا وسبو النساء والاطفال وهدموا الجوامع والزوايا والمدارس فقرر القاضي عياض ان يتصل بزعيم من بقايا المرابطين هو المسمى يحيى بن غانية وكان قد استطاع ان يسيطر على جزر الاندلس الشرقية ميورقا واخواتها فركب اليه القاضي عياض البحر واتفق معه على انه ان قدم الى سبتة سلمها اليه على ان يعمل يحيى بن غانم على مجاهدة الموحدين وتحرير مدن المغرب منهم ولذلك اعلن اهل سبتة خلع طاعة الموحدين عام ثلاث واربعين وخمسمائة لكن يحيى بن غانية تخاذل عن القدوم الى سبتة وجاء الموحدون فحاصروا مدينة سبتة تخاف القاضي عياض على اهل المدينة من القتل والسبي فخرج الى الموحدين بنفسه وحمل الى امير الموحدين عبدالمؤمن ابن علي في مراكش فعفا عنه عبدالمؤمن هنا اختلفت الرواية التاريخية فقد قيل انه مات في مدينة مراكش ودفن بها وقيل ان عبد المؤمن طلب منه ان يقر بعصمة ابن تومرت وان يكتب بذلك كتابا للافاق فابى القاضي عياض الاقرار بعصمة المهدي فقتله الموحدون طعنا بالرماح ثم دفنوه في مكان مجهول بمراكش حتى عثر على قبره في عهد الدولة المرينية فامر القاضي ابو اسحاق بن الصباغ حينئذ بتسوية ما حول القبر واشهاره واظهاره على كل حال لا نستطيع الجزم بشيء فان بعض كتب التاريخ الفت في زمن الموحدين فقد تكون اغفلت رواية القتل محاباة للموحدين والفت اخرى في زمن المرينيين اعداء الموحدين فقد تكون بالغت في محنة القاضي عياض او تكون الاسانيد بذلك منقطعة لذلك وجدنا المؤرخ الذهبي رحمه الله تعالى يكتفي بان يقول بلغني انه قتل بالرماح لكونه انكر عصمة بن تومرت وفي حياة القاضي عياض عبر كثيرة اولها ان طلب العلم الشرعي من الخير الذي يجب الحرص عليه في كل مراحل العمر وقد طلب خلق من الناس العلم على كبر السن كالقاضي عياض وابن حزم والقسال فنالوا مرادهم وانتفعوا ونفعوا وقد بوب البخاري في صحيحه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقهوا قبل ان تسودوا ثم قال الامام البخاري رحمه الله وبعد ان تسودوا وقد تعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في كبر سنهم يمكن للعالم ان يتزعم الجموع عند الحاجة الى ذلك بسبب الفتن والقلاقل ويمكنه ان تكون له مواقف سياسية مثل مبايعة القاضي عياض لابن غانية. وهذه هي العبرة الثانية من حياة القاضي عياض وهكذا كان كثير من كبار العلماء عبر التاريخ فلتراجع تراجمهم والعبرة الثالثة على العالم ان يصدع بالحق ما استطاع الى ذلك سبيلا فان لم يستطع فعليه ان يسكت ولا يسوغ الباطل الا ان يكون مكرها وذلك ان العلماء هم حماة الدين وحراس الشريعة فاذا داهنوا في الحق او منحوا الشرعية للباطل افتتن بذلك خلق من المسلمين رحم الله القاضي عياضا وسائر علماء المسلمين الربانيين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر كما عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كما عالم قد بقيت بيننا اقواله كالدرر كالقائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم قصة تفعل قلب الفتى يملأ منها سمعه والبصر فهاك مني قصصا ارد فيها العظة يا اخي والعبرة في قصص التاريخ ابهل عبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر