في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ذات يوم كان الخليفة الموحدي عبدالمؤمن بن علي بمدينة السلام فضربت له خيمة على الشاطئ وجعلت العساكر تعبر قبيلة بعد قبيلة فاذا به يخر ساجدا ثم يرفع وقد بل الدمع لحيته قال اعرف ثلاثة اشخاص وردوا هذه المدينة لا شيء لهم الا رغيف واحد تراموا عبور هذا النهر فاتوا صاحب القارب وبذلوا له الرغيف على ان يعبروا كلهم فقال لا اخذه الا على اثنين فقط قال لهم احدهم وكان شابا جلدا خذا ثيابي معك ما واعبر انا سباحة فجعل الشاب يسبح. فكلما اعيا اقترب من القارب ووضع يده عليه ليستريح فيضربه صاحبه بالمجداث الذي معه حتى يؤلمه فما بلغ البر الا بعد جهد شديد ما شك السامعون للحكاية حين سمعوها ان عبد المؤمن ابن علي هو الذي عبر سباحة وان الاثنين المذكورين معه هما محمد بن تومرت وعبد الواحد الشرقي كانت هذه هي البداية لهذا الشاب الطموح الذي صار بعد ذلك ملكا على الغرب الاسلامي كله هذا هو اول ملوك دولة الموحدين عبد المؤمن بن علي صاحب محمد بن تومرت والرجل الثاني بعد ابن تومرت الذي هو المؤسس الحقيقي للموحدين عبدالمؤمن ابن علي الجومي نسبة الى جومية من قبائل الامازيغ البربر ولد قربة تلمسان ونشأ فيها طالب علم وكان ابوه صانع فخار وفي قريته حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ودرس شيئا من الفقه والسيرة النبوية ثم رحل الى تلمسان وكانت من حواضر العلم وتلقى العلم على عدد من كبار العلماء وقبل الرحيل سمع بوجود فقيه جليل يتحدث الناس عن علمه الغزير فاشتاق الى رؤيته كان هذا الفقيه هو محمد بن تومرت الذي بدأ دعوته واطلق على انصاره اسم الموحدين وكان ينبز المرابطين بانهم مجسمون مشركون ثم دعا لنفسه على انه المهدي المنتظر والامام المعصوم الذي يحكم بين الناس بالعدل واتخذ منهجا في الفقه يقوم على الدراسة المباشرة للقرآن والسنة دون دراسة فروع المسائل الفقهية التي كانت سائدة في المغرب على وفق المذهب المالكي وكان المهدي بن تومرت يطوف بمدن المغرب يدعو الناس الى الاصلاح والالتزام بالشرع ومحاربة البدع والمنكرات وقد لاقت دعوته قبولا بين الناس. فالتفوا حوله وفي احدى جولاته هذه التقى بعبد المؤمن ابن علي الجومي وكان اللقاء بجانب ميناء بجاية شرقي الجزائر في هذا اللقاء اعجب عبد المؤمن بشخصية ابن تومرت وغزارة علمه وقدرته على حشد الانصار والاتباع وتخلى عن فكرة السفر الى المشرق ولزم ابنة مرض ودرس على يديه كما اعجب ابن تومرت به ايضا فقد كان ابيضا تعلوه حمرا شديد سواد الشعر معتدل القامة وضيء الوجه جهوري الصوت تصيح الالفاظ محببا الى النفوس لا يراه احد الا احبه بديهة وكان ابن تومرت اذا رآه انشد تكاملت فيك اخلاق خصصت بها فكلنا بك مسرور ومختبط فالسن ضاحكة والكف مانحة والصدر منشرح والوجه منبسط اتجه الصاحبان ومعهما اتباعهما الى مدينة فاس. ثم رحل الى مراكش عاصمة دولة المرابطين واخذ في الدعوة الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واعترض على سياسة الدولة المرابطية في بعض الامور التي رآها مخالفة للشرع ووعد السلطان حين قابله في المسجد وطالبه بتغيير المنكر فلما استفحل امره دعا الامير علي ابن يوسف العلماء الى مناظرته فغلبهم بقوة لسانه وحدة ذكائه وسعة علمه ولم يجد الامير مفرا من طرده من عاصمته معتقدا ان ذلك يكفي لزوال خطره على سلطانه اتجه المهدي باتباعه الى تشينيميل وبدأ في تنظيمهم واعدادهم واستعد لمواجهة المرابطين وما زالت المعارك بين الطرفين حتى مات ابن تومرت وقد جمع المصامدة قبل موته ودعاهم الى بيعة عبد المؤمن. وكان مما قاله وقد اخترنا لكم رجلا منكم وجعلناه اميرا عليكم هذا بعد ان بلوناه في جميع احواله من ليله ونهاره ومدخله ومخرجه واختبرنا سريرته وعلانيته فرأيناه في ذلك كله ثبتا في دينه. متبصرا في امره واني لارجو الا يخلف الظن فيه تحمل عبد المؤمن ابن علي اعباء الدعوة بعد ابن تومرت واستطاع ان يعيد تنظيم الدعوة ويقويها حتى جمع جيشا ضخما اخضع به الكثير من القبائل ثم استولى على وهران وفاش وعلى سبتة ومراكش. وقامت دولة الموحدين تحت سلطان عبد المؤمن بن علي. الذي تلقب بلقب الخليفة وامير المؤمنين بسط عبدالمؤمن بن علي نفوذه بعد ذلك على المغرب الاقصى والاوسط وافريقيا والاندلس وقصده الشعراء ولما قال فيه الشاعر التيفاشي قصيدته التي اولها ما هز عطفيه بين البيض والاسل مثل الخليفة عبدالمؤمن بن علي اشار اليه ان يقتصر على هذا المطلع. وامر له بالف دينار استمر على ذلك حتى توفي عام ثمانية وخمسين وخمسمائة ودفن بجوار قبر المهدي بن تومرت كان عبد المؤمن بن علي ملكا عادلا عاقلا حازما شجاعا عظيم الهيبة عالي الهمة كثير البذل للاموال متين الديانة كثير المحاسن وكان يقرأ كل يوم سبعا من القرآن الكريم ويجتنب ان يلبس الحرير وكان يصوم الاثنين والخميس ويهتم بالجهاد وآآ ينظر في امور الملك ثم ليس من الواضح ان كان عبد المؤمن مقتنعا فعلا بفكرتي العصمة والمهدوية اللتين ادعاهما محمد بن تومرت وقد كان سياسيا ماهرا خريطا فلعله لم يشأ ان يجابه العامة وشيوخ الموحدين برفض هذه الافكار المنحرفة فيؤدي ذلك الى انخرام عقد الموحدين لكن الثابت ان عصره شهد حركة اصلاح اجتماعي كبيرة اذ حارب المنكرات واشتد في محاربة الخمر وانزال العقوبة على شاربيها. وكان ايضا حريصا على ان تقام الصلوات في مواقيت وان تجمع الزكاة وتصرف في مصارفها الشرعية في حياة عبد المؤمن عبر منها هذا الذي يفعله الطموح باصحابه وما يعمله علو الهمة والنفوس المتعلقة بالمعالي فهذا رجل انطلق فقيرا معدما لا يأبه له احد فما زال يترقى في سلم المعالي حتى صار يحكم دولة ضخمة مترامية الاطراف فوعجبا لكثير من شباب اليوم الذين هم الواحد منهم تحقيق شهوات بطنه وفرجه ثم هو لا ينظر ابعد من انفه ولا يحمل هما ولا يحمل رسالة في حياته كلها العبرة الثانية لقد كان للدول البربرية اي الامازيغية بالمغرب عناية بالغة بالعربية والادب كما نجده عند عبد المؤمن واولاده من الموحدين ثم نجد ذلك عند المرينيين ايضا ومما يحكى هنا ان الخليفة عبدا مؤمن بن علي الموحد خرج مع وزيره احمد بن عطية متنزها في بعض بساتين مدينة مراكش فمر في طريقه بشارع من شوارع المدينة فاذا بطاق مثل نافذة في دار عليه شباك خشب قد قابله منه وجه جارية كانه الشمس قد بادرت الطاقة تنظر اليه فنظر اليها عبد المؤمن فاعجبه حسنها فقال ارتجالا قدت فؤادي من الشباك اذ نظرت فقال ابن عطية حوراء ترنو الى العشاق بالمقل فقال عبد المؤمن كأنما لحظها في قلب عاشقها فقال ابن عطية سيف المؤيد عبدالمؤمن ابن علي. فطرب عبد المؤمن واستحسن اجازة وزيره فتأمل هذه البديهة السريعة وهذا التمكن من صنعة الشعر ثم اندب حال الادب والعربية في هذا الزمان ثالثا ثبت في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام ان الله لا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر لم يكن الموحدون على عقيدة سليمة كان فيهم الكثير من العزف والظلم لكن المرابطين كانوا قد وصلوا الى مرحلة من الضعف جعلت الاعداء يتربصون بالمغرب والاندلس الدوائر فانقض الله المسلمين في هذه الاصقاع بالموحدين على ما كان عندهم من العقائد الفاسدة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر كما عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كما عالم قد بقيت بيننا. اقواله والدة كالدرر كالقائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم قصة تطعم قلب الفتى يملأ منها سمعه والبصر فهاك مني قصصا هرت فيها العظة يا اخي والعبرة. في قصص التاريخ ابهل عبر. قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر