بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا لقاؤنا الثالث او الجزء الثالث من هذه المحاضرة المتعلقة بالعدة الشرعية للمفكر وهو الجزء الاخير وقد اخذنا في الجزء الاول مجموعة من المقدمات الممهدات حول الفكر والمفكر واخذنا في الجزء الثاني ما سميته المضمون الشرعي للمفكر ذكرنا بعض العلوم او مجموعة من بين قوسين من المعلومات الشرعية التي آآ ينبغي ان تكون متوفرة عند المفكر الاسلامي ثم في هذا الجزء نأخذ اه شيئا من المنهج اي المنهج الشرعي للمفكر نتحدث اولا عن المنهج الحديث ثم ثانيا نذكر المنطق وثالثا نذكر المنهج الاصولي او علم اصول الفقه ونختم بشيء مرتبط بالاصول لكن صارت له اه نوع من الاستقلالية وهو المقاصد فاذا اول ذلك كما ذكرت المنهج الحديثي المنهج الحديثي اي منهج علماء الحديث المسلمين في التعامل مع المرويات الحديثية كلامنا عن المفكر الاسلامي اي المفكر الذي يكون من ضمن موضوعات تفكيره وبحثه امور شرعية امور مرتبطة بالنصوص ومبنى الشرع على النصوص وفهمها هذا هو مبنى الشريعة فهذه النصوص يبحث فيها اولا من جهة ثبوت من جهة ثبوتها واثبات النصوص هذا مهمة المحدث ثم يبحث فيها من جهة فهمها وفهم النصوص هذا مهمة الاصول واذا كان لعلماء المسلمين عدد كثير جدا من العلوم التي تسمى علوما شرعية خاصة بعد تشقيقها فان للمسلمين فان للمسلمين علمين يمكن ان يفاخر المسلمون بهما هما علم الحديث وعلم الاصول لان المسلمين اورد في هذين العلمين من الابداع والتجديد المعرفي ما لا نظير له عند الامم قاطبة فلا تعلم امة تضاهي الامة الاسلامية في هذين العلمين. الاول متعلق بالرواية. اي بطرق تثبيت الروايات لمعرفة ما يصح منها وما لا يصح والثاني متعلق بفهم النص اللغوي وفي حالتنا القرآن والسنة لكنه صالح لجميع نصوص اللغة وايضا اه في هذا العلم عجائب اه متعلقة بالطرائق التعامل مع النصوص اللغوية. اذا فن للرواية واخر للدراية لما يدرس المفكر المنهج الحديثي. هنالك اسباب كثيرة يمكن ان نكتفي بشرد بعضها اول ذلك يدرس المفكر المنهج الحديثي للوصول الى برد اليقين في قضية مهمة جدا هي قضية نقل السنة النبوية ومن المعلوم ان كثيرا من المستشرقين ومن المفكرين غير الاسلاميين يتطرقون بالطعن الى السنة النبوية والى طرق نقلها وروايتها ويطعنون ايضا في رواتها في كبار رواتها من الصحابة كابي هريرة رضي الله عنه او من غير الصحابة كالزهري او من المؤلفين كالبخاري ويتوسلون بذلك الطعن الى الطعن في الشريعة كلها. اذا اذا كان المفكر اسلاميا وقد عرفنا المفكرة الاسلامية انفا فان من اعظم مهامه ان يرد هذا الطعن عن السنة النبوية لكن لكي يرد يحتاج ان يكون هو مقتنعا لا ان يرد بطرائق الخطابة ويقول لها السنة النبوية صحيحة والبخاري على رأسنا لا ما ينبغي ان يكون الامر هكذا هذا يصلح للعوام عوام المسلمين يمكن ان يكتفوا بذلك. ويحيلوا هذه الامور التخصصية الى اهلها. لكن المفكر الاسلامي الذي يناقش اعداء الدين في كثير من المباحث الفكرية المتعلقة بالسنة يحتاج هو ان يصل الى برد اليقين في هذا الامر ولا سبيل الى ذلك الا بان يدرس منهج المحدثين ليعلم ان نقل السنة النبوية كان على وفق منهج علمي رصين وكل من اكتفى من دراسة السنة بقراءة المرويات او زاد على ذلك معرفة تعريفات المصطلحات كان يكتفي بشيء كالبيقونية مثلا فيها تعريفات المصطلحات الصحيح كذا الحسن كذا الى اخره كل من اكتفى بهاذين او بهاتين الخطوتين لم يستطع ان يصل ان يصل فعلا الى معرفة كيف ان المحدثين قد وصلوا الى منهج عجيب جدا وعلميا جدا لتحقيق المرويات وتصحيحها وتضعيفها لابد من دراسة منهجهم على الاقل الى مرحلة توصلك الى ان تقول خلاص الان وصلت الى ان اتيقن بانهم فعلا بذلوا ما لا يمكن ان يبذله غيرهم في في هذا المجال ولا يمكن ان يزاد على هذا المنهج الحديثي العجيب. اذا هذه هذا السبوب الاول السبب الثاني ايضا لتمييز مراتب الاحاديث بين حديث متواتر وحديث احاد بين حديث صحيح وضعيف وحسن ومكذوب ومنكر وكم من المفكرين الاسلاميين فضلا عن غيرهم رأيناهم يخبطون خبط عشوائي في هذا المجال فيأتي الى الحديث المنكر المكذوب فيحتج به والى الحديث الصحيح المتفق عليه بين البخاري ومسلم فيضطرحه وهكذا ثالثا لتحرير اقوال غير النبي صلى الله عليه وسلم. لان المنهج الحديثية وان وضعه المحدثون للاحاديث المرفوعة ابتداء بالدرجة الاولى لكنه صالح لغير ذلك فالاثار المروية عن الصحابة وعن التابعين بل عن غيرهم من العلماء المتقدمين كثير من ذلك مروي بالاسانيد. واذا رأيت الاسانيد فأنت ولابد تتذكر المنهج الحديثي لانه منهج التعامل مع الاساليب ولذلك يكثر في المفكرين الاعتماد على الاقوال على اقوال معينة مشتهرة والحال انها اقوال لا اصل لها مثلا احدهم احد المفكرين هو مفكر اسلامي بالمناسبة يقول وقد ويروى بالتواتر وبصيغة المدح ان مالكا رحمه الله تعالى هو قال ان مالك هكذا على كل حال هادي مشكلة في اللغة مشكلة اخرى ان مالكا يرى قتل الثلثين لاصلاح السؤال يرى قتل الثلث لاصلاح الثلثين هكذا قال لاحظ ويروى بالتواتر جميل. بعد ذلك في في الكتاب نفسه ماذا يقول يقول فان صح ما روي كذا وكذا هذا لا يقوله من اطلع على الحد الادنى من معرفة المنهج الحديثي انت تقول التواتر. التواتر خلاص لا لم يعد يسأل عن الصحة فيه لانه جاز قنطرة التصحيح والتضعيف ثم تقول فان صح ما روي صار روي وهي صيغة تضعيف وتوهين وهذا اولا في التناقض ثم اذا آآ تجاوزنا قضية التناقض حين يقول يروى بالتواتر هذا الذي يروى بالتواتر لم يقله مالك اصلا لا اصل له عن مالك ولا اسناد له عن مالك. لا يوجد عن مالك وانما هو مذهب من المذاهب الاستبدادية الحجاجية نسب الى مالك نسبه اليه بعض الفقهاء صار بعض الناس يرويه على انه مذهب لمالك رحمه الله تعالى جميل ثم رابعا الاستفادة في التعامل حتى مع المرويات العصرية يعني مثلا التعامل اه ونحن في زمن هذا الوباء وباء الكورونا اه رفعه الله عنا بمنه وكرمه التعامل مع الشائعات التي هي من اعظم ما يغذي نظرية المؤامرة ونظرية المؤامرة هي السوس هي الفيروس البكتيريا القاتلة التي اذا اصابت المفكر فان فكره كله يترنح ويسقط والمشكلة في نظرية المؤامرة ان المفكر ان صاحب نظرية المؤامرة يظن انه على حق وان غيره على صواب وللأسف ايضا رأينا بعض كبار المنظور اليهم من المفكرين ومع ذلك لا اشكال عندهم في تقبل آآ اشياء من هذا من قبيل نظريات المؤامرة اشياء غريبة جدا وعجيبة يعني لا لا يكاد يصدقها انسان عاقل. ومع ذلك تنطلي عليه اذا مبدأ ذلك من الاخبار الروايات الشائعات ثم ينتقل ذلك الى تأسيس نظرية المؤامرة ثم نظرية المؤامرة تلتصق بالفكر فيصبح فكر المفكر كله اه يعني مقولبا بحسب ما تريده هذه النظرية. انا مؤخرا كنت عند احد الحرفيين يعني عند الحلاق على وجه بالخصوص يعني تعرف دائما مع الحلاق يكون نقاش وكذا فقال لي كلمني عن قضية التلقيح التلقيح او التطعيم لأجل الكورونا. على كل حال انا انا في هذا تابع للمتخصصين. المتخصصون قالوا تلقيح اذا اقول التلقيح. ما ما عندي آآ هل في هذا الامر؟ فهو يقول آآ لقد آآ الا تدري بان هذا التلقيح يفعل كذا وكذا في جسم الانسان وانهم ان كما يريدون آآ الانقاص من آآ آآ يعني عدد ساكنة العالم فلاجل ذلك يلقحون الى اخره لا شيء من هذا القبيل وهي متداولة بين الناس ليس هذا هو الاشكال. الاشكال اقول له سألته من قال هذا قال لي هذا معروف ايه طيب من قاله؟ في وسائل الاعلام جميل في اية وسيلة اعلامية قيل هذا المقصود بعد اخذ ورد ماذا وجدت؟ وجدت لا ما يوجد لا اعلام ولا قاله متخصصون ولا اطباء ولا اشياء وانما هي رسالة على الواتساب رسالة على الواتساب تبنى منها شائعة معينة. الشائعة تصبح نظرية قائمة. النظرية القائمة يمكن ان تهدد شعبان او دولة او بلدا او امة او العالم كله واضح لو اعمالنا المنهج الحديثي ابتداء كل رواية يسأل عن اسنادها وبعد ذلك هذا الاسناد آآ نبحث فيه وعن مدى صحته ومن رواته الى غير ذلك ما وصلنا الى هذا هو نفس الشيء بالنسبة للروايات التي كانت قبل تقريبا عشرين سنة عن آآ الحادي عشر من سبتمبر عن الاحداث المعروفة آآ يعني روايات من هذا القبيل اربعة الاف من اليهود كانوا في في العمارة المعروفة وخرجوا منها قبل الاحداث. فلان قال فلان علان قال يعني روايات ضخمة حين تحررها وتحققها بالمنهج الحديثي فانك اه تجد انها لا تقوم على شيء ذي اساس فإذا لابد من هذا المنهج ايضا للتعامل ليتعامل المفكر مع وسائل الإعلام. تقول لي ما فائدة وسائل الإعلام المفكر؟ الم نقل بأن المفكر في الجزء الاول يبحث في الواقع طيب من اين يستقي المفكر معرفته بالواقع؟ يعني هنالك واقع يستقي حين يخرج ويتكلم مع الناس ويعيش داخل مجتمعه لكن هنالك واقع لا سبيل اليه في هذا العصر الا من خلال وسائل الاعلام ثم وسائل الاعلام صارت في هذا العقد الاخير في عقد مواقع التواصل صارت لم تعد وسائل اعلامية وانما صارت نوعا من القصف المعلوماتي اليومي انت تقصف يوميا ومفكر انسان كغيره من البشر يقصف بالاف المعلومات يوميا فاذا لم يكن عنده منهج للتعامل معها فان نظرته للواقع تكون نظرة غير سليمة وبالتالي يكون بحثه في الواقع بحثا غير سليم المنهج الحديثي. ثانيا هو من المفروض ان ننتقل الى الاصول قلنا المنهج الحديثي ثم المنهج الاصولي. لكن قبل الحديث عن الاصول لابد من اطلالة على علم المنطق لفهم مصطلحاته والتمرن على قواعده ولانه صار جزءا من النسيج العلمي التراثي عموما ومن النسيج الاصولي خصوصا بحيث صار لم يعد بالامكان ان تدرس الاصول الفقه ان لم يكن عندك نوع معرفة بالمنطق واضح ثم المنطق يدخل في العلوم كلها كما ذكره جماعة من آآ من اهل العلم وكما ذكره مثلا السيوطي في كتابه صون المنطق والكلام وغيره حتى في النحو حتى في البلاغة حتى في الفقه يعني علوم التفسير الحديث في كل شيء تجده المنطق طيب المنطق ما هو المنطق علم يجيب عن سؤالين كبيرين السؤال الاول كيف ندرك الاشياء من حيث هي الاشياء لنقول المفردة غير المركبة السؤال الثاني كيف نستدل على الاشياء كيف ندرك وكيف نستدل والجواب على هذين السؤالين الكبيرين يمكن ان يكون من خلال المنطق الارستي وهو المنطق الذي نتحدث عنه حين نذكر علوم الشريعة واضح؟ لانه هو العلم المستعمل في علوم الشريعة اه لكن يمكن ان يكون من انواع اخرى من المنطق انواع المنطقي الحديس جميل علينا ان نعلم مسألة مهمة وهو هي ان المنطقة الارستي لما نشأ كانت نشأته في اليونان وبطبيعة الحال هو ينسب الى ارسطو لانه هو الذي بحث فيه وكتب فيه كثيرا نشأ في اليونان للرد على السوشتائيين السوفستائيون قوم لا يجعلون للاشياء حقائق ثابتة في نفسها بل يجعلون الادراك نسبيا الادراك نسبي سبب ذلك ما هو؟ هم يقولون المصدر الوحيد للحصول على الادراك على المعرفة هو الحس هذا هو المصدر الوحيد الحس ثم يأتون بعشرات الامثلة والشواهد الدالة على ان الحس متغير وانه لا يعطي معرفة صحيحة سليمة بل يمكن ان يؤدي الى متناقضات. ولهم في ذلك امثلة مشهورة تدرس في الفلسفة وفي الرياضيات وغيرها اذا كان الامر كذلك اذن لا توجد حقائق ثابتة. المصدر الوحيد هو الحس الحس متغير اذا لا توجد حقائق ثابتة في نفس الاشياء ارسطو حين اسس علم المنطق يرد ابتداء بان المقدمة الاولى غير صحيحة اي ان الحس ليس هو المصدر ليس المصدر الوحيد للعلم الصحيح. بل يقول الحس انما يدرك الاشياء الجزئية لانه مثلا انا ارى ارى امامي هاتفا ارى امامي اه كتابا واضح اشياء جزئية لكن يقول هنالك وجود اخر موجود في الخارج هو الكليات الاشياء الكلية عالم الكليات هذا هو الذي يحرص ارسطو على ان يكون البحث فيه لانه هو مصدر المعرفة الحقيقية فالعلم الصحيح عنده هو ما بني على معرفة هذه الامور الكلية يبنى على هذا ان الادراك الحقيقي للاشياء هو ادراك ماهيتها الكلية بالعقل قابل حس لا ادراك تشكلها الجزئي الذي يدرك بالحس اذا في مجال اه قلنا ادراك الاشياء والاستدلال للاشياء. اذا في مجال الادراك صار ارسطو يقول لك لا ليست العبرة بما تراه بعينك او تشمه او او تشمه او تسمعه لا ليست العبرة بذلك وانما العبرة بالماهية الكلية هذه الماهية الكلية تدرك بالعقل. لان العقل هو الذي يستطيع من خلال التشكلات الجزئية ان يركب صورة كلية واضح؟ هذه الصورة الكلية هي التي نتحدث عنها فيما يسمى الحد وكذلك في الاستدلال لا يصح الاستدلال الا على الماهية الكلية لا على التشكلات الجزئية. اذا المنطق في اي شيء يبحث يبحث فيما يسمى التصور والتصديق. التصور هذا هو لادراك الاشياء المفردة والتصديق لادراك النسب اي للحكم شيء على اخر فالتصور يقتنص بالحد والتصديق يقتنص بالبرهان او بالقياس المنطقي لكي نصل الى الحد نحتاج الى مقدمات معينة. هذه المقدمات هي التي يسمونها الكليات الخمس الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام كليات ايضا للوصول الى البرهان او القياس نحتاج الى مقدمات هو معرفة القضايا انواع القضايا كيف تركب القضايا فيما بينها اه الى جانب قضايا العكسي مسائل العكس والتناقض ازا هذا مهم جدا لما اذكره لان كثير من الناس حين يبدأ دراسة المنطق مباشرة يدخل الحد يعني قد يبدأ بمقدمة كما يفعل صاحب السلم مقدمة حول اهمية المنطق حول الخلاف في تعلم المنطق وفي حكم تعلم المنطق. ثم ينتقل مباشرة الحد تعريف الحد الماهي كذا الى اخره. لكن علينا ان نفهم من اين جاء المنطق لان هذا يعينك على ان تجيب على السؤال المحوري هل المنطق مرتبط بالفلسفة ام لا لان بعض العلماء كالغزالي خصوصا ابي حامد رحمه الله تعالى يقول لا المنطق انما هو معيار معيار عقلي محايد لا ارتباط له بالفلسفة. ولذلك لا ينبغي ان تحمل عليه كفريات الفلاسفة اليونانيين معيار علمي يستعمل في الفقه في الاصول في اي شيء يستعمل في كلام الناس في غير ذلك وتبعه على ذلك جماعة وهو الذي استقر في التراث الاسلامي. ولاجل ذلك ادخل الناس المنطق في كل شيء ثم هنالك من يقول لا بل المنطق لا يمكن ان يتجرد عن اصله الفلسفي وهذا الاصل الفلسفي هو هذا الذي اشرت اليه اشارة سريعة حين تحدثت عن الكليات عن قضية الكليات ووجود الكليات في الخارج وهذه قضية فلسفية وضعها ارسطو فالمنطق الارسطي مبني على فلسفة ارسطو هذه ويلزم على ذلك لوازم كثيرة في العقيدة وفي غيرها فإذا من المهم ان تعرف هذا قبل ان تخوض في غمار علم المنطق وقبل ان تقول كما يقول كثير من الناس والمنطق الة محايدة لا ليس الامر بهذه السهولة المفكر عليه ان يكون عنده المام بعلم المنطق. جميل بطبيعة الحال كلامي هنا انما هو بالخصوص على المنطق الذي يذكره الشرعيون واضح؟ والا فالمفكر من روافده الفلسفة فحين يدرس الفلسفة سيدرس المنطق مع الفلسفة؟ هذا واضح اذا لكن الذي اريد ان اه اركز عليه هو ان المفكر او طالب الفكر عليه ان يعرف هذا الاصل الفلسفي لعلم المنطق وان يبحث في قضية عدم تجرد المنطق تماما من حمولته الفلسفية. هذا مبحث مهم ينبغي ان يكون عند المفكر المام به ثانيا على المفكر ان يكون مطلعا على المنطق الارستي يعني بصيغة بصيغة دون تفاصيل يعني دون هذه المصطلحات الكثيرة القضية الحملية القضية الشخصية كذا لا يعني المام عام لكن على الخصوص عليه ان يعرف نقد المنطق الارشطي سواء في ذلك النقد التيمي الذي كتب فيه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى او النقد الذي جاء به كثير من الفلاسفة المحدثين بيكون فرانسيس بيكون وكديكارت ونحوها قل امين يعني يقولون لا المنطق هنالك منطق رياضي افضل الى اخره كلام للفلاسفة معروف ثم ثالثا عليه ان يكون عنده نوع اطلاع على المنطق الحديث الذي يبنى على الاستقراء اكثر من ابتلائه على الاستنتاج والقياسي بطبيعة الحال مع ان المنطقة التقليدية الارسطي ليس غافلا عن الاستقراء هو يذكر الاستقراء ايضا لكن الدليل الاستقرائي اه يعد دائما اقل مرتبة في المنطق الارشطي من الاستنباط او من القياس البرهاني فتحتاج الى دراسة هذا المنطق الحديث وكذلك الى دراسة المنطق الرياضي الرمزي هذا الذي كنا ندرسه في في المدرسة اه يعني وهو قائم على استخدام الرموز اه العقلية التي تدل اه بشكل مباشر وهي يعني يمكن ان نقول انها افضل من العبارات والجمل والكلمات التي يستعملها المنطق التقليدي. فتستعمل مثلا علامة الضرب تستعمل علامة معينة لنقضي قضية معينة تستعمل يعني رمزا معينا وحتى اه فيها استخدام المتغيرات التي لها مواضيع محددة من الدلالة كأن تستعمل حروفا نحن درسنا بالحروف اللاتينية بالفرنسية تضع او كذا وتضع اه يعني ما ارتباطها بيبي او كذا يعني مثلا قضية اللزوم كيف تعبر عنها باستعمال الى اخره يعني اشياء من هذا القبيل ثم فيه استخدام للمنهج الاستنباطي في لان فيه القدرة على آآ يعني توليد مجموعة من الاحكام الجديدة انطلاقا من عدد قليل من القواعد. اذا المنطق الرمزي الرياضي مهم جدا. الى جانب المنطق التجريبي الذي يقوم بطبيعة الحال عن التجربة والتحليل والتركيب ونحو ذلك آآ من المسائل المهمة عند المفكر ان يحرر مقدار الحاجة الى المنطق الارستي في الشرعيات والفكريات هل نحن محتاجون الى المنطق الارستي في علوم الشريعة ام لا؟ سؤال مهم والى الان الصراع ما يزال محتدما بين انصار المنطق وخصومه يحتاج ان يحرر ايضا سؤالا هل هنالك قطيعة فعلا بين المنطق القديم والمنطق الحديث ام هنالك تداخل وتكامل وانما المنطق الحديث اكمل مواضع النقص والخلل في في المنطق القديمة الى اخره. مجموعة من القضايا الكبرى يعتني ينبغي ان يعتني بها المفكر. لا ان يغوص في التفصيلات التفصيلات التي تذكر مثلا في آآ متن السلم المرونق ونحو ذلك. لا القضايا الكبرى مهمة جدا بالنسبة للمفكر ثم بطبيعة الحال من اهم المباحث التي اه يحتاج اليها المفكر ما يسمى المغالطات المنطقية او الاوهام المنطقية ليعصم فكره من كثير من المغالطات وللاسف يعني حين ارى حين اقرأ المنسوبين الى الفكر يعني اجد عندهم مغالطات عجيبة جدا من الغربيين ومن الاسلاميين ومن جميع الناس فضلا عن من سواهم فكأن القوم ما قرأوا هذه او كأنه في الحقيقة يقرأون هذه المغالطات ويعرفونها لكن يتعمدون او تنطلي عليهم فهنالك مغالطات كثيرة ويعني هنالك كتب مؤلفة في هذا الميدان من اشهرها آآ استدعاء السلطة بمعنى ان تقول مثلا اه لقد دلت الدراسات العلمية الموثوقة في اكبر الجامعات اه العالمية ان التطور حقيقة علمية الى اخره او لقد اثبت الباحثون بما لا يدع مجالا للشك بانه لا يوجد فرق بيولوجي بين الذكر والانثى خلاص استدعيت سلطة علمية لم يعد بإمكان مخاطبك ان يناقش لكن هذه مغالطة اه استدعاء الشعبية يعني ان تقول مثلا آآ يعني في نقاش وهذه من النقاشات الفكرية المعروفة مثلا آآ هل النصارى آآ يعني يقول لك واحد لا يمكن ان يكون النصارى كلهم على الباطل. هنالك ما ادري مليار ونصف او مليار من النصارى في العالم كلهم على باطل او داخل الامة الاسلامية قلت اغلب اغلب المسلمين ينذرون للاضرحة ويزورونها ويفعلون عندها كذا وكذا وكذا كلهم على باطل هذا هذا ليس دليلا هذا هذه مغالطة كتب منطقية هي استدعاء الشعبية. او التعميم المتسرع كأن يأتي قوم يقول نحن معاشر العرب كسالى هكذا خلاص انتهينا ما دليلك ما كذا؟ لا تعميم رأى زيدا وعمرا وخالدا فحكم على الجميع او مثلا الغربيون اهل جد ونشاط والتزام بما ادري بالاخلاق العالية هكذا تعميم متسرع ايضا من المغالطات المشهورة معضلة الحدين او الاحراج بالخيارين نأتي فننتقد الحضارة الغربية. فيقول المخاطب انت اذا مع التخلف العربي خلاص ابقى هناك. ابقى متخلفا كما انت. لانك بما انك لا تحب الحضارة الغربية او تنتقدها. فاذا انت مع التخلف العربي. ننتقد الديموقراطية كما ينتقدها آآ كثير من الفلاسفة الغربيين فضلا عن غيرهم. ننتقد آآ اشكالاتها في الياتها في ابتنائها الايديولوجي في غير ذلك فيأتي المخالف ويقول اذا انت مع الاستبدادي والدكتاتورية والظلم ونحو ذلك لانه انت بين هذين الخيارين فقط. هذه مغالطة المنطق مغالطة رجل القش المعروفة وهي ان تأتي ببرهان ضعيف الخصم او للمخالف ثم تبطله وانت حينئذ ما ابطلت كلام المخالف وانما ابطلت برهانا ضعيفا له مثلا كأن تقول مثلا انت تناقش العلمانية تقول العلمانية تحارب الحجاب. هذا يصلح في المواعظ وفي الخطب لكن في حقيقة الامر في البحث العلمي العلمانية لا تحارب الحجاب. العلمانية الحقيقية ما نتحدث عن علمانية فرنسا التي هي يعني في ظاهرها تتسمى بالاسماء العلمانية لكنها في حقيقتها انما هي يعني ايديولوجيا آآ هوياتية ان صح هذا التعبير. تريد ان ترجع لفرنسا هويتها النصرانية وثقافتها المعروفة اه اه في مواجهة الاسلام الزاحف فقط ليست علمانية. فالعلمانية الحقيقية لا تحارب الحجاب في ذاته. آآ او يقول مثلا او تأتي تريد ان تنتقد آآ من يقولون بنظرية التطور فتقول آآ هذا معنى ان معنى قولك بالتطور انك تعتقد ان جدك قرد مثلا فهل ترضى ان يكون جدك قردا؟ هذا ايضا من المغالطات الخلط بين التزامن التسبب اه الحضارة الغربية تطورت خلال قرون لاسباب متعددة اسباب علمية بسبب الامبريالية ونهب ثروات العالم بسبب تطور في انظمتها السياسية لاسباب متعددة يأتي دعاة اه الحرية الجنسية في بلادنا يقولون ترك الغربيين للدين وتبنيهم لهذه الحريات الفردية خاصة في مجال الجنس هذا هو سبب تطورهم لانه فعلا تجد ان هنالك تزامنا بين الامرين لكن السببية اين هي؟ لا دليل عليها. آآ من المغالطات شيتوا الانتباه كأن يوجد نقاش مجتمعي معين فنأتي فنقول مثلا هذا القول الذي تقولونه مخالف للدين. هذا وصف للواقع فقط فالاخر يترك النقاش الذي يترك الموضوع الذي يقع النقاش حوله ويتشبث بقولك مخالف للدين فيقول اذا انت تكفر المخالف وهذه داعشية وهذي ما ادري. يعني يدخل في نقاشات اخرى. تشتيت الانتباه. دخان تشتيت الانتباه. برهان كرة الثلج حين نقول مثلا لن نسمح يعني حين يقول المخالف لن نسمح لكم بمنع الخمر لان ذلك سيؤدي بكم الى منع العري ايضا ثم ستمنعون الفن وتمنعون الفكر والثقافة ثم ستحولوننا الى دولة آآ دينية تنتمي الى القرون الوسطى الى اخره. كرة آآ مغالطته مهاجمة القائل مثلا هذا عالم سلطان فلا اعتد بقوله مع ان اه كلامه الذي يقوله ليس في مجال في مجال مرتبط اه يعني اه علم يعني في بموضوع السلاطين لا علاقة له بموضوع السلاطين اذا ننتهي من المنطق. ننتقل بسرعة الى اه اه اصول الفقه اصول الفقه مهم جدا من اوجه متعددة. بطبيعة الحال فيمكن ان نقول ان آآ يعني علم اصول الفقه هو العلم الذي اسس العقل الاسلامي واضح ف اه كما يقول بعضهم قواعد المنهج التي وضعها ديكارت بالنسبة لتكون الفكر الفرنسي والعقلانية الاوروبية عموما اه الذي يرادفها ويقابلها عند المسلمين هو قواعد اصول الفقه التي وضع مادتها الاولى الامام الشافعي ثم استمرت بعد ذلك اصول الفقه بطبيعة الحال لن نخوض الان في تعريفه هادي مسائل معروفة وتبحث فيه اه نكتفي بان نقول ان هنالك مدرستين كبيرتين في علم اصول الفقه المدرسة الكلامية التي تسمى مدرسة الشافعية او مدرسة المتكلمين. والمدرسة الحنفية اه وبينهما فروق والكتب المؤلفة في المدرستين مختلفة الى غير ذلك ايضا علينا ان نعرف بان العلم بان علم اصول الفقه له استمداد كلامي ولغوي ونصوصي اي له استمداد من النصوص جزء من القرآن خاصة ومن السنة ايضا وله استمداد من اللغة بل جزء عظيم جدا من المباحث الاصولية هو في الاصل من المباحث اللغوية التي آآ ابتكرها الاصوليون او نقلوا مادتها الاولى من علوم اللغة ثم كملوها آآ استفاضوا فيها ثم هنالك الاستمداد من علم الكلام اي من المباحث الكلامية التي دخلت الى علم اصوله. ولذلك حين تدرس آآ متنا او كتابا من كتب الاصوليين المتأخرين فانت ولابد تجد مباحث كلامية كثيرة جدا. بطبيعة الحال هل هنالك اصول الفقه عند المتقدمين؟ انطلاقا من كتاب الشافعي الرسالة تطور الامر كثيرا والفت في الاصول كتب كثيرة جدا الى ان وصل الامر الى آآ متن يعد الاجمل ما اه الف في علم اصول الفقه وهو متن جمع الجوامع لتاج الدين السبكي رحمه الله فهذا المتن صار في عصور الجمود هو الاصل الذي يؤخذ منه علم اصول الفقه فلا يكاد يرجع الطلبة الى شيء اخر غير جمع الجوامع وما كتب عليه اي ما كتب متعلقا بجمع الجوامع من الشروح والمنظومات والتعليقات والتقريرات والحواشي جميل علينا ان نفهم هذا لكن في الحقيقة ما عندنا الوقت لتفصيل هذا الامر كثيرا. آآ لما نتعلم اصول الفقه لاشياء متعددة على الخصوص لتعلم الاستدلال المنضبط وللحذر من سيلان المفكرين عند بحث المسائل الفقهية. وقد ذكرنا انفا في الجزء الاول بان المفكر عنده ميل طبيعي الى ان يسيل ذهنه كما يفعل الفيلسوف لكن حين نقول مفكر اسلامي نضبطه. من اهم ما يضبط المفكر الاسلامية علم اصول الفقه لانه آآ يعلمه انه ليس كل طريقة في الاستدلال يمكن ان يسلكها وانما هنالك استدلال منضبط له قواعد واصول. هذا هو علم اصول الفقه ثم من الفوائد ان آآ يعلم ان يعني هو من اهم العلوم التي تقوي الذهن لان فيه بحثا لمسائل مشكلة جدا وهي مسائل قد تكون كلامية قد تكون لغوية وغير ذلك لكن حين تكون كلامية او حين يكون لها امتداد فلسفي هذه تعين المفكرة جدا لان كثيرا من المباحث يعني يذهب التجربة كثير من المباحث الفلسفية التي يتناقش الفلاسفة فيها آآ حين تكون درست اصول الفقه قبل ذلك يكون ذهنك مستعدا لبحث تلك القضايا. يعني مثلا ما ذكرت على سبيل الاختصار قضايا الكلية والجزئية وكذا. هذه سائل يعني هي في الاصل فلسفية لكن ندرسها نحن في اصول الفقه فحين نقبل على الفلسفة نجد عندنا استعدادا لبحث هذه القضايا. ثم عندنا ايضا من الاسباب ان تعرف الممكن والممتنعة من دعوات تجديد اصول الفقه لان الان الجميع يريدون تجديد اصول الفقه لكن هنالك دعوات للتجديد يعني مفيدة ويمكن تقبلها ومناقشتها وهنالك دعوات للتجديد انما هي من قبيل النسف والتحريف لدين الله عز وجل علينا ان نفهم قضية لاني ذكرت لك جمع الجوامع ودراسة اصول الفقه عموما اصول الفقه الذي ينفعك خصوصا هو الاصول الحقيقية لا علم اصول الفقه كما استقر في زمن الجمود. لانه حين في زمن الجمود صار عبارة عن مماحكات لفظية ونقاشات لا فائدة منها في كثير من الاحيان. يعني قال الشارح كذا ووهما في كذا ومفهوم كلام المحشي كذا ونقاشات لن تستفيد منها كثيرا ولذلك من الامور التي ينبغي التنبه اليها انك مثلا افتح جمع الجوامع. تجد اشياء كثيرة جدا حتى لا لا ننتقل الى شروحه وحواشيه. الجمعة الجوامع نفسه هنالك مباحس كثيرة وتوسيع للقياسات الاقمشة ومبحث القياس هو من اضخم مباحث هذا الكتاب حتى انتقلوا فيه الى القياس على القياس وتفصيلات مسالك العلة وقوادح العلة شيء خطير جدا مفصل تفصيلا عجيبا بالمقابل لن تجد في جمع الجوامع مثلا الا اشارة يسيرة لي مثلا المصالح المقاصد الحكم اه الى اخره كما يقولون الطبيعة تكره الفراغ. بما ان هنالك ضمورا في هذا الجانب وهو من اهم مجالات او اصول الفقه بطبيعة الحال كملوا ذلك القياس الالي ضمور في القياس المصلحي الواسع بمقابل ذلك تضخم في القياس الالي. قارن جمع الجوامع بكتب الاصول المؤلفة قبل ذلك. مثلا البرهان. معنى البرهان للشافعي امام شافعي يعني ابي المعالي الجويني والشافعية يعني لا لا يقولون بالمصلحة فهو فعلا لا يقول بالمصلحة. ولكن حين تقرأ في كتابه تجد بحثا للقضية بغض النظر عن كونه يلتزم او لا يلتزم بها او يقبلها او لا يقبله بحث القضية اما اذا نظرت في الغياث مثلا كما يقول القرافي ويقول يعني على التحقيق جميع المذاهب اخذون بالمصالح ودليل ذلك ان ابان معالي الجويني مثلا وهو ينكر المصالح نظريا آآ يعني يكثر من بحثها ويجسر فيها على اشياء لا يجسر عليها المالكية في كتابه الغياثي مثلا آآ الذي هو في امور السياسة الشرعية. فالمقصود ان الاولين كان عندهم بحث لهذه القضايا التي هي من صميم اصول الفقه المتأخرون صارت عندهم امور الية قياس البر قياس الارز على البر كذا حتى امثلته كما صارت مثل امثلة زيد وعمرو عند النحاس ينبغي التفطن بهذا لان المفكر يريد اصولا تفيده فعلا وتنفعه في دراسته الفكرية لا مجرد آآ اشياء يحفظها دون فهم كما نجد كثيرا من الطلبة اليوم يحفظون جمع الجوامع ولكن لا قدرة لهم على آآ التعامل مع البحث الاصولي. اذا يقترح ان تدرس اه علم اصول الفقه انطلاقا من بعض المتون وانطلاقا ايضا من الكتب الاصلية مثلا البرهان ثم مثلا خصوصا كتاب المستصفى الذي قل الناظرون فيه اليوم المستشفى للغزالي اضافة الى هذه الكتب المدرسية المعاصرة التي الفها جماعة من المعاصرين. هنالك مباحث اصولية ينبغي الاعتناء بها اكثر من غيرها. مبحث دلالات الالفاظ عموما مبحث حجية السنة وهو مبحث اصولي لكن يذكره المحدثون ايضا مبحث مهم هو تحرير الاجماع وحجية الاجماع. ما معنى الاجماع اصلا؟ ثم هل هو حجة ام لا آآ رابعا مبحث هذا مهم الاصول مبحث الاصول المختلف فيها كشد الذرائع والاستحسان والمصلحة ونحو ذلك لانها معمول بها في فقه كثيرا لكن في في كتب الاصول لغلبة المذهب الشافعي تجد انها ضامرة نسبية ثم وهذا مبحث خطير مباحث الخلاف والاجتهاد والفتوى الذي يحتاجها المفكر في مناقشات في المناقشات العصرية هنا مسألة اخرى هي انك بعد دراسة هذه الامور لابد من التمرن على التطبيق الاصولي لان علم اصول الفقه ليس علما نظريا بل هو علم تطبيقي. والاشكال ان كثيرا من كتب الفقه المذهبي تعتني بتحرير الفروع ولكن لا ترجع الا لماما الى الاستدلال الذي يحتاج الى اصول الفقه ونحن ندعو الى تعلم الفقه على مذهب من المذاهب ولكن للاسف هنالك نقص في كثير من هذه الكتب الفقهية في هذا المجال لذلك يمكنك ان ترجع الى كتب من من كتب الفقه المقارن فانها تعينك على ضبط القواعد الاصولية كبداية المجتهد مثلا مفيد في هذا الجانب فقط لتعلم المنهج الاصولي لا لتحصيل المسائل الفقهية نفسها او كتب الشوكاني فانه يكثر من هذا في كتبه. وكذلك الشنقيطي رحمه الله تعالى كما يقول بعض الافاضل كأنه يراجع حين يكتب مثلا في التفسير في اضواء البيان يقول كانه يراجع مراقي السعودية يعني لادنى مناسبة يقول لك وقد عقده صاحب المراقب قوله كذا وكذا هنالك كتب للمذهبيين ايضا فيها هذا كتاب الفندراوي الشهيد ونحو ذلك ثم تمارس ذلك. يعني تأخذ نصا من النصوص القرآنية او النبوية مثلا ثم تطبق عليه اه قواعد اصول الفقه قواعد الاستنباط يعني مثلا اه قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون اه يمكن ان تبدأ فتقول يعني ما ما الذي يمكن ان استنبطه اصوليا من هذه الاية؟ تقول مثلا انما اه انما تدل على مثلا على معنى الحصر اذن ما ما نوع هذا الحصر هنا؟ هذا مبحث اصولي بياني ثم تقول انما الخمر وكده. آآ اين المنطوق هنا؟ واين المفهوم ما منطوق هذا هذه الاية؟ وما مفهومها ثم تقول الخمر والميسر والانصاب والازلام هل هذه الصيغ عموم المفرد المعرف بال اسم الجنس المعرف بال كذا الجمع المعرف بال التطبيقات هل هذه آآ الفاظ عموم؟ ان كانت الفاظ عموم فهل يوجد لها خصص ثم تقول الخمر والميسر والانصاب والازلام. هاي الواو هذه آآ الا تدل على شيء بدلالة الاقتران مثلا؟ وهل دلالة الاقتران اصلا اصوليا ام لو اذا كانت معتبرة آآ في اي شيء تفيدنا هنا رجسون مثلا رجس من عمل الشيطان من هذه التبعيضية ام بيانية فاجتنبوه هذا امر بالاجتناب يعني امر بالترك والامر بالترك من صيغ التحريم كما يقولون اه مثل فاعتزلوا النساء في المحيض. اه مثلا لعلكم تفلحون لعلكم تفلحون. اي هذا الذي اذا اجتنبتم هذا الاجتناب هو علة للفلاح. فإذا يمكن ان نقول هنا علة فإذا هنا مفهوم علة. ما مفهوم العلة هنا وهو من مفاهيم المخالفة الى اخره. مقصود تطرح اسئلة بغض النظر عن هذه الاسئلة التي طرحت الان. لاني يعني آآ تقريبا عفو الخاطر هل هي اسئلة صحيحة ام قد يكون بعضها خطأ لا يهم. المهم تطرح اسئلة لتتمرن فتحرر هذه الاسئلة تقول هذا سؤال سليم هذا سؤال غلط هذا كذا الى اخره مما له نوع تعلق باصول الفقه آآ القواعد الفقهية لكن له تعلق ايضا بالفقه وهنا لا اريد ان اخوض كثيرا في قواعدي الفقهية احيل على سلسلة لي في الموضوع لتحرير معناها والتمثيل لها ولبيان الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة الاصولية والضابط الفقهي والنظرية الفقهية ونحو ذلك من المباحث وهي على كل حال لا يستدل بها ولكن تعين فقط على ضبط الفقه اكمي ثم مما يرتبط بالاصول ارتباطا آآ وثيقا المقاصد بطبيعة الحال المقاصد انا ساشير لانه ما بقي وقت كثير. ساشير الى هذا لكن المقاصد يمكن ان نجعل فيها سلسلة لبحث هذه القضايا المهمة جدا. لكن المقاصد من ضمن كل العلوم الشرعية التي ذكرنا انفا هو اكثر العلوم الشرعية في الاصل بحثا عند المفكرين حتى صار حتى صرنا ما ما عدنا ندري هل المقاصد علم شرعي ام من علوم المفكرين فلابد اولا من تحرير تعريفها انطلاقا من كتابات اهل الشرع لا من كتابات المفكرين ولا ينبغي ان يكتفي المفكر في هذا المجال بتلك الفكرة السطحية التي يفهمها العامة عن المقاصد لانه صار كثيرا صرنا نرى كثيرا من العامة يقول لك المقاصد مقاصد الشريعة هذا موافق لمقاصد الشريعة هذا مخالف ماذا تقصد بالمقاصد؟ يأتيك بفكرة سطحية بفكرة عامية في الموضوع. المفكر ينبغي ان يرتقي بنفسه عن هذا لابد من التذكير بان المقاصد ليست متاحة لكل احد خلافا للمعمول به الان في الجامعة مثلا وانا درست في الجامعة صغار المبتدئين من الطلبة يكثرون الحديث عن المقاصد وعن الشاطبي وعن الموافقات. والحال ان معرفتهم بفروع الفقه واصوله معرفة سطحية لا تتجاوز ما يتلقفونه من الدروس الدعوية والوعظية العامة اه هذا هذه الصورة الكئيبة المأساوية علينا ان نقارنها بكلام صريح واضح وضعه الامام الشاطبي رحمه الله تبارك وتعالى في اول كتابه الموافقات الذي والاساس لهذا العلم عند كثير من المعاصرين. يقول ومن هنا لا يسمح للناظر في هذا الكتاب ان ينظر فيه نظر مفيد او مستفيد حتى يكون ريانا حتى يكون ريان من علم الشريعة اصولها وفروعها من قولها ومعقولها الى اخر ما ذكر. ريان اين الريان من علوم الشريعة؟ في المتكلمين؟ في المقاصد نادر شيء نادر هذا عند الطلب وحتى الاساتذة. الاساتذة الجامعيون يتحدثون عن المقاصد في كل مقام. مهما بعد عن مجاله حتى صارت المقاصد على طرف كل لسان عند كل كتابة وصرت اذا اردت ان اه تكتب شيئا ويعني يفرح بك ويمدحك الاستاذ تضيف عليه رؤية المقاصدية اه ما ادري التنمية الزراعية رؤية المقاصدية الصعود الى القمر اه اه نظرة مقاصدية اه ما ادري اكل الخبز اه يعني بحسب مقاصد الشريعة وهكذا تضيف مقاصد في كل شيء بطبيعة الحال انا ابالغ اضخم الخط كما يقولون لكن المعنى مفهوم فيما احسب. حتى خارج الجامعة وهنا اشكال المفكر لان المفكر يتعامل مع الواقع. الواقع صار واقعا يتكلم بالمقاصد فاسأل عامة المسلمين من السياسيين والاعلاميين المثقفين عن مقاصد الشريعة يجيبوك كأنهم يعني الشاطبي يتكلم بثقة تامة بثقة العالم المتخصص اسألهم عن شيء في اصول الفقه اليست المقاصد من اصول الفقه؟ طيب اسألهم عن مفهوم الموافقة والمخالفة عن المطلق والمقيد عن ما ادري العامة والخاصة عن الحقيقة والمجاز او من باب اولى اسألهم عن الايماء والصبر والتقسيم والاخالة والشبه والدوران والنقض عدم التأثير والقلب فساد الوضع وما اشبه ذلك من مسالك العلة وقوادح مستحيل كانك تكلمهم باللغة اليابانية. جميل عندي سؤال مهم جدا لما بذل علم المقاصد لعامة الناس في هذا العصر وانتشر فيهم انتشارا بالغا مع انه في الاصل كما يقول الشاطبي انما هو لخاصة خاصتين يمكن ان نقول لان او جوابي لان هذا العلم يصلح حين يؤخذ شعارا فقط منقطعا عن المضمون الشرعي التراثي يصلح ليوافق هذا المزاج الحداثي المهيمنة وذلك بسبب سهولة ركوبه حين يتجرد عن قيوده الثقيلة كالقيود التي نجدها عند الامام الشاطبي ونحن قد ذكرنا مرارا ان السهي ان السعي الى السهولة مرض عصري اذا هذا السبب الاول السبب الثاني لسهولة تطويعه للالة الحداثية المهيمنة اليوم على الفكر. بخلاف النقل والنص والفقه التراثي وقواعد الاجتهاد المقررة في علم اصول الفقه. هذه تتأبى على مثل هذا التطويح ولذلك فان جهلة المقاصدين وجدوا في اه اه وجدوا انفسهم اداة طيعة في يد الثقافة الغربية المهيمنة سواء شعروا بذلك ام لا لا فرق بين الواحد منهم وبين العلماني الحداثي القح الفرق ان الاول يضع بين يدي بحثه اه الفاظا محفوظة من قبيل المقاصد والامام الشاطبي وحفظ الكليات وروح النص وانكار الفهم اه الحرفي الجامد وما اشبه ذلك. شعارات هذا هو الفرق الوحيد لكن النتيجة واحدة بل حتى الاستدلال الموصل الى هذه النتيجة قد يكون واحدا الا ان الفاظ الخطاب تختلف. وبالمقابل اذا جهلة المقاصدين صاروا اداة في يد الثقافة العلمانية. ايضا وجد العلمانيون في جهلة المقاصدين بغيتهم فانهم اتاحوا لهم فرصة تمرير علمانيتهم بغطاء شرعي دون حاجة الى مصادمة الشريحة هنا مسألة مهمة بالنسبة لمفكر لابد ان يتنبه المفكر الى الغلط المنهجي الفظيع في نصب المعارضة بين علم اصول الفقه وعلم المقاصد وبين الامامين الشافعي والشاطبي. وهنالك من المفكرين المعروفين من قرر ان هنالك قطيعة بين الشافعي والشاطبي في نظر من يدعي ذلك. لا تجتمع المقاصد الشاطبية مع الانضباط الفقهي المعروف في تراث آآ في التراث الفقهي للامة. وبنوا على ذلك ان انكروا طريقة الشافعي. اللي سموها طريقة الشافعي بالمناسبة طريقة جمهور العلماء طريقة الشافعي لانها طريقة حرفية نصوصية جامدة سلفية لا تلائم العصر الذي لا بد فيه من شيء جديد ومن الاجتهاد المقاصد على المفكر ايضا ان يتنبه الى ضبط المقاصد كي لا تصبح اداة طيعة في ايدي المحرفين للدين ولا تكون حصان طروادة عند العلماني للدخول الى عقر الشريعة لهدمها دون اثارة غضب اهلها فهذه ممارسة براغماتية من طرف العلمانيين يعني لا لهدم الشريعة واصولها. كيف يضبط هذا يضبط بأمور اولا الية استنباط المقاصد لأن هادي مهم جدا لأن كثيرا من المعاصرين صاروا يزيدون مقاصد جديدة لم يعرفها المؤسسون للفن. مقصد الحرية مقصد العدالة تقصد المساواة المقصود ما ادري جميل ليس عندنا اشكال في زيادة المقاصد ما ذكره الاولون من المقاصد اجتهاد منهم يمكن ان تضيف ما تشاء لكن لكن الائمة ينطلقون من الاستقراء الدقيق الشامل لنصوص الوحي وما تدل عليه من الفروع الجزئية ليصلوا الى استنباط مقاصد كلية جاء الشرع باعتبارها اما هؤلاء المعاصرون فيثبتون مقاصد كلية ابتداء والغالب ان هذه المقاصد مأخوذة من الثقافة العلمانية المهيمنة ثم يلتمسون لها بعد ذلك من الشرع ما يلائمها من الجزئيات مع الاعراض هنا الاشكال مع الاعراض عن جزئيات اخرى يمكن ان تعارضها او تقيدها فايضا من هذا يذكرنا بشيء اخر هو ان من اهم وسائل ضبط المقاصد ان هذه المقاصد الكلية لا يمكن ان تعود على الجزئيات بالإبطال سواء كانت هذه الجزئيات نصوصا او اه فروعا كما يقول الشاطبي كما انه اذا ثبتت قاعدة كلية في الضروريات او الحاجيات او التحسينيات فلا ترفعها احاد الجزئيات كذلك العكس لي هو كذلك نقول اذا ثبت في الشريعة قاعدة كلية في هذه الثلاث او في احادها فلابد من المحافظة عليها بالنسبة الى ما يقوم به الكلي وذلك الجزئيات فالجزئيات مقصودة معتبرة في اقامة الكلي اذا ان لا يتخلف الكلي فتتخلف مصلحته المقصودة بالتشريع. وكلامه في هذا واضح جدا وقد نبه على هذا المعنى آآ الكثير. ايضا من وسائل الضبط معنى المقاصد لان المقاصد يعني مهم جدا بعض الناس صار عنده المصلحة يعني فقط المنفعة المادية الدنيوية. لا المقاصد تشمل الدنيا كما تشمل الاخرة. لابد من التفطن لهذا الامر. وهذا ايضا من المباحث هذه المهمة في ما دمنا في مجال المقاصد يتزامن آآ كلام الكثيرين عن المقاصد مع آآ يعني يتزامنوا مع اعلائهم للمقاصد على حساب الفقه التراثي انتقاء كل ما يساعد على ابطال الادلة الجزئية من التراث. مهما يكن شذوذه وفي نفسه او سوء فهمه من طرف المعاصرين شذوذه في نفسه ككلام الطوفي في المصلحة كما عبر عنه في شرحه لحديث لا ضرر ولا ضرار على احد قولين في فهم كلامه او سوء فهم كلامه كمذهب القرافي في تقسيم السنة الى تشريعية وغير تشريعية هذا ايضا من المباحث المهمة. على كل حال الكلام في هذا يطول جدا اكتفي بهذا وكما قلت انفا مبحث المقاصد يمكن آآ تفصيله وتطويله اكثر من ذلك اكتفي بهذا القدر واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين