في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دون رؤوس نافعات بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضروا كم عالم قد بقيت بيننا. اقواله خالدة كالدرر. كم في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كالقصة تفعل قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر. فهكذا مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه قائد المسلمين في هذه المعركة هو عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي الذي نشأ بمصر وكان من مشاهير التابعين وقد روى الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وكان احد قادة فتح الاندلس الذين دخلوها في جيش موسى ابن نصير وكان مجاهدا كبيرا ومسلما متشبثا باسلامه لا يخاف في الله لومة لائم وقد اسر عنه مثلا انه عندما هدده امير افريقيا بالويل والثبور قال ان السماوات والارض لو كانتا رتقا لجعل الرحمن للمتقين منهما مخرجا في عام مئة للهجرة عين الخليفة عمر بن عبدالعزيز السمح بن مالك الخولاني اميرا على الاندلس وكان من خيار اهل زمانه ثقة وعدالة فكان اول ما قام به بعد وصوله الى قرطبة هو البحث عن اعوان الخير والصدق من المسلمين فسأل من حوله ابقي في هذه الديار احد من التابعين قالوا نعم ايها الامير انه ما يزال فينا التابعي الجليل عبدالرحمن بن عبدالله الغاسقي وذكروا له من علمه بكتاب الله ومن فهمه لحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ومن بلائه في ميادين الجهاد وزهده بعرض الدنيا الشيء الكثير فدعاه السمح ابن مالك واحسن وفادته فلما رأى منه ما سره عرض عليه ان يوليه عملا من كبير اعماله في الاندلس فقال الغافقي ايها الامير انما انا رجل من عامة الناس ولقد وفدت الى هذه الديار لاقف على ثغر من ثغور المسلمين ونذرت نفسي لمرضاة الله عز وجل وحملت سيفي لاعلاء كلمته في الارض وستجدني ان شاء الله تعالى الزم لك من ظلك ما لزمت الحق واطوع لك من بنانك ما اطعت الله ورسوله من غير ولاية ولا امارة بقي الغافقي اذا ملازما للسمح ابن مالك معينا له في ادارة شؤون ولايته وفي اداء مهمته وشارك معه مثلا في حملته على بلاد الغال او بلاد الفرنجة وهي فرنسا حاليا وكان ذلك سنة مائة واثنتين للهجرة والتي افتتح الخولاني خلالها منطقة واسعة في جنوب فرنسا ثم جعل منها ولاية تابعة للاندلس. قبل ان يستشهد في يوم عرفة من هذه السنة تحت اسوار مدينة طلوشا كما يسميها المسلمون اي مدينة تولوز وذلك بعد معركة حامية الوطيس مع اودو دوق اكتانيا والتي كانت تشغل النصف الجنوبي الغربي من فرنسا وقد انقذ الغافقي بقية الجيش وعاد به الى الاندلس بقي عبدالرحمن الغافقي يدير شئون الاندلس حتى وصل اليها عنبسة ابن سحيم الكلبي وكان من اكفأ امراء الاندلس مع ما كان عليه من الامانة والديانة وقد استقام امر الاندلس في ولايته لمدة تزيد على خمس سنوات وقام في اخرها بحملته الكبرى على جنوب فرنسا وتوغل خلال هذه الحملة شمالا بمحاذاة نهر الروم حتى وصل الى قرب باريس ثم بعد استشهاده في سنة مائة وسبعة للهجرة اختل امر الاندلس. فقرر والي افريقية حينئذ ان يعين عبدالرحمن الغافقي اميرا عليها لم يلبث عبدالرحمن الغافقي بعد ان اعاد ترتيب الامور في الاندلس ان اعلن النفير العام للجهاد فتدفق نحوه المقاتلون من جميع انحاء الاندلس وفي اوائل سنة اربعة عشر ومئة للهجرة وهو تقريبا نحو اثنتين وثلاثين وسبعمائة للميلاد خرج هذا القائد الكبير للجهاد وعبر جبال البرت اي البرانس من بابها الاوسط يقود اكبر جيش سيره المسلمون لبلاد الغال منذ فتح الاندلس وبعد ان تم عبور جبال البرت بسلام اخترقت الكتائب الاسلامية مقاطعة جاسكونيا وعبرت نهر القارون الى اقطانيا واستطاع الامير عبدالرحمن الغافقي ان يلحق بالدوق اودو وجيشه هزيمة ساحقة وذلك على ضفاف نهر الدردون احد روافد نهر القارون ثم اكتسح النصف الجنوبي من فرنسا كله من شرقه الى غربه اي من نهر الروم الى المحيط الاطلسي وشمالا حتى اقترب الى جنوب مدينة باريس. وذلك كله في بضعة اشهر فقط ولم يجد الدوق اودوا احدا يلتجأ اليه بعد ان فتح المسلمون سائر اراضيه سوى عدوه اللدود شارل الذي سيلقب بمارتل وهو رئيس مملكة الفرنجة حينئذ فهبت القبائل من سائر انحاء غرب اوروبا تحت قيادة شارل هذا بعد ان شعرت بالخطر الاسلامي الدائم وزحفت جموع الفرنجة التي كان يغلب عليها حينئذ طابع البداوة نحو الجنوب فعبرت نهر الوار والتقت بجيش المسلمين في ذلك السهل الواقع بين مدينتي توخ وبواتشي في وسط فرنسا وكان ذلك في شهر رمضان من سنة اربعة عشر ومئة للهجرة ودارت هناك بين الجيشين معركة طاحنة استمرت لعدة ايام ابلى فيها عبدالرحمن الغافقي والمسلمون معه احسن البلاء. برغم قلتهم وانقطاع المدد عنهم مع كونهم يقاتلون في ظروف لم يألفوها من قبل وقد كانت الاجواء باردة مطيرة وكانت الارض موحلة ضيقة تذكر الكثير من المصادر ان حملة عبدالرحمن الغافقي كانت قد فتحت مدنا كثيرة حتى وصلت الى كواتشييه وكان قد اجتمع لديها من تلك الحملات غنائم كثيرة جدا وكان الجنود يحملون هذه الغنائم معهم وقد فتن جماعة منهم بها هذه المشكلة الاولى ثم كانت هنالك مشكلة اخرى هي تجدد العصبيات بين العرب والامازيغ اي البربر. خاصة بسبب كثرة الغنائم فقد اختلفوا فيما بينهم في توزيعها وصار كل طرف ينظر الى ما بيد الاخر وكان الجنود ايضا مغترين بكثرتهم وبانتصاراتهم السابقة في جنوب فرنسا اجتمعت هذه العوامل كلها واضيف اليها استشهاد الامير عبدالرحمن الغافقي فانتهت المعركة بنوع هزيمة وبانسحاب للمسلمين بعد ان استشهد عدد كبير من خيار المسلمين وشجعانهم ولكثرتهم اطلق المسلمون على هذه المعركة اسم وقعة بلاط الشهداء واما الذين نجوا من المعركة فقد انسحبوا تحت جنح الظلام وعادوا الى قواعدهم في الجنوب. في حين اكتفى شارل بهذا الانتصار ولم يتجشم عناء مطاردة المسلمين المنسحبين لقد كان في هذه المعركة عبر كثيرة من اهمها ان هذه المعركة لم تمحى قط من الوعي الجماعي الاوروبي ومن احدث الادلة على ذلك ان الارهابي الاسترالي الذي قتل عشرات المسلمين في هجوم مسلح على مسجدين بنيوزيلندا كان قد كتب على ظهر سلاحه مجموعة من التواريخ والاسماء. منها عبارة توخ سبعمائة واثنان واثنتان وثلاثون. اشارة منه الى معركة بلاط الشهداء وايضا لا يزال الكثير من المفكرين الاوروبيين خاصة من اليمين يصورون هذه المعركة على انها المعركة التي انقذت اوروبا والعالم المسيحية من الاسلام وحققت هيبة النصرانية في اوروبا بل انها وضعت فيما يزعمون بذور الحضارة الحديثة بعيدا عن الدين الاسلامي والحق ان الاحداث المنفردة لا تصلح لتفسير التحولات التاريخية المهمة. ولكن ان كانت هذه المعركة فعلا ذات اهمية كبرى فهي في الحقيقة كانت نكبة كبيرة حلت باوروبا الهمجية حينئذ فحرمتها من الحضارة الاسلامية الباذخة التي كانت تملأ ارجاء الاندلس. وكما يقول احد المستشرقين لو ان العرب استولوا على فرنسا اذا لصارت باريس مثل قرطبة في اسبانيا مركزا للحضارة والعلم حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ بل ويقرض طف الشعر احيانا في الوقت الذي كان فيه ملوك اوروبا لا يعرفون كتابة اسمائهم والعبرة الثانية لقد كان قادة الفتح الاوائل مثل عبدالرحمن الغافقي والسمح ابن مالك الخولاني وعنبسة ابن سحيم الكلب على درجة عالية من التقوى والورع حسن السيرة والعدل وحب الجهاد في سبيل الله والشجاعة والعزيمة مع الشخصية الادارية والعسكرية القوية. وبامثال هؤلاء انتشر الاسلام في ربوع الارض فلم يرى الناس منه الا العدل والخير لم يكن عبدالرحمن الغافقي حريصا على الامارة ولا محبا للسلطة ولكنه اخذها بحقها حين احتاج المسلمون لذلك وهكذا ينبغي ان يكون حال المسلم. عدم الحرص على المسؤولية. ولكن مع تحملها عند الحاجة ومن اسباب هزيمة المسلمين في بلاط الشهداء الحرص على الغنائم كما وقع للمسلمين في احد والاعجاب بالكثرة العددية كما وقع لهم في حنين والعصبيات العرقية التي حذر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم منها فقال دعوها فانها منتنة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر كما عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كما عالم قد بقيت بيننا. اقواله والدة كالدرر كالقائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم قصة تفعل قلب الفتى يملأ منها سمعه والبصر فهاك مني قصصا ارد فيها العظة يا اخي والعبرة. في قصص التاريخ ابهى العبر. قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها. يصبح من غاب كما لو حضر