في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب فلو حضر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كم عالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة قد فتر كم قصة تفعم قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر لك مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر. في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب ما لو حضر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين لا نعرف في المذهب المالكي كتابا نال من العناية ما نالته المدونة الكبرى وقد اطبق علماء المالكية على انها اصل المذهب واساسه واختلفوا في الترجيح بينها وبين الموطأ ولكن جمهورهم على انها اساس فقهيات المذهب وعصارة علم مالك رحمه الله. وقد ضمت المدونة بين دفتيها الاجتهادات الفقهية لاربعة من الائمة في الكبار اولهم امام المذهب ما لك بن انس رحمه الله تعالى الذي توفي سنة تسع وسبعين ومئة والثاني هو سحنون بن سعيد الذي توفي سنة مئتين واربعين وثالثهم عبدالرحمن بن القاسم العتقي الذي توفي سنة واحد وتسعين ومئة والرابع هو اسد بن الفرات الذي توفي سنة ثلاثة عشر ومائتين ولاجل ذلك كانت المدونة التي تسمى ايضا مدونة سحنون او المدونة الكبرى جامعة لثروة فقهية هائلة. بنيت عليها مؤلفات كثيرة محررة ولا تزال عقول الفقهاء تمتح من حياضها الثرة ولتأليف هذا الكتاب العجيب قصة عجيبة ايضا تبدأ قصة تأليف هذا الكتاب حين كان الامام مالك يسأل عن قضايا فقهية كثيرة فيجيب في كثير منها ويقول لا ادري في كثير منها ايضا وقد ورد عنه مثلا انه سئل عن ثمان واربعين مسألة فاجاب منها عن اثنتين وثلاثين مسألة بقوله لا ادري وكان يقول جنة العالم قوله لا ادري فاذا اضاعها اصيبت مقاتله وكان ابن وهب يقول وهو تلميذ ما لك لو شئت ان املأ الواحي من قول مالك لا ادري لفعلت وصدق من قال من كان يهوى ان يرى متصدرا ويكره لا ادري اصيبت مقاتله على كل حال كان مالك يسأل وكان تلامذته يدونون اجوبته كان من هؤلاء التلامذة الامام القاضي اسد بن الفرات القيرواني فقد التقى بالامام ما لك وحاول ان يطرح عليه بعض الاسئلة الافتراضية بمعنى الاسئلة التي لم تقع وانما يفترضها الفقيه فيقول ارأيت لو كان كذا فما حكمه في الشرع وكان مالك يكره مثل هذه الاسئلة واوصاه بالرحيل الى العراق وهنالك التقى بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ ابي حنيفة وببعض اصحاب ابي حنيفة الاخرين فجعل يتدارس معهم بعض المسائل ويدونها ثم بلغه نبأ وفاة الامام ما لك سنة تسع وسبعين ومئة فتأثر لي ذلك كثيرا وقويت عزيمته على لقاء تلامذة ما لك لمدارستهم في تلك المسائل فذهب الى مصر للقائهم فوجدهم مختلفين في مناهجهم الفقهية مثلا سأل عبدالله بن وهب فكان يجيبه بالرواية فقط ويرفض الاجابة في المسائل الافتراضية وسأل اشهب فكان يجتهد ويخالف مالكا فقد قال له مثلا في مسألة بعد ان اجاب قال من يقول هذا؟ قال اشهب هذا قولي ثم اخيرا اهتدى الى ابن القاسم فوجد عنده ضالته ورأى انه خليفة مالك في الفقه. خاصة لقدرته على التقريب بين مذهبي مالك وابي حنيفة كان اسد يكتب الاسئلة بالليل في صحيفة من اسئلة العراقيين على قياس قول مالك ثم يأتي ابن القاسم في الصباح فيسأله عنها ايتناظران حتى يرجع احدهما الى قول الاخر وقد اعجب ابن القاسم باسد ايضا. كما اعجب اسد بملقاسم ولزلك قال له ابن القاسم رحمه الله كنت اختم في اليوم والليلة ختمتين فقد نزلت لك عن واحدة رغبة في احياء العلم اي تركت ختمة من القرآن كنت اختمها لاجل مدارسة العلم معك تعجب لهذه الهمم العالية في مدارسة العلم كان ابن القاسم يجيب اسدا بما حفظه عن ما لك وما شك فيه يجيب باحسب واظن ونحو ذلك فاجتمع من تلك الاجوبة كتاب يسمى الاسدية. وهي النسخة الاولى من المدونة لكن قصة الكتاب لم تنتهي هنا رجع اسد بكتابه هذا الى بلده افريقيا وهي التي تسمى تونس اليوم يدرسوا الكتاب وينشره بين الناس. ولكنه كان يميل في تدريسه الى فقه اهل العراق ويقدمه في ذكر المسائل الفقهية وكان بعض الطلبة قد ينبهونه على ذلك خلال الدرس هنا بدأ دور الامام سحنون في هذه القصة وقد حاول شحنون ان ينسخ الكتاب من اسد لكن اسدا شح به ولم يعطه له فاضطر سحنون الى ان يعمل الحيلة في ذلك فقد بات ذات ليلة عند اسد ومعه اصحابه واستعاروا الكتاب للقراءة فوزعوه بينهم لنسخه فلم يبزغ صباح ذلك اليوم حتى كانوا قد اتموا نسخه ثم قصد سحنون ابن القاسم ومعه هذا الكتاب وهو الاسدية فعرضها عليه فاسقط منها ابن القاسم اشياء كثيرة ومنها بعض ما انتقده اهل القيروان ثم هذبها سحنون وبوبها بعد ان كانت مختلطة الابواب واضاف اليها من خلاف اصحاب مالك من تقاه وذيل ابوابها بالايات والاحاديث والاثار فصارت جامعة لاصول مذهب مالك في الابواب الفقهية ثم ان ابن القاسم كتب لاسد يطلب منه ان يعرض كتابه على ما عند سحنون ليراجع ما روى عنه ويعدل ما احتاج الى تعديل. لكن اسدا رفض ذلك فيقال ان ابن القاسم دعا الا يبارك له فيها فصار كتاب اسد هذه الاسدية الاصلية صارت مرفوضة الى يومنا هذا وهكذا اشتهرت المدونة السحنونية وانمحى اثر المختلطة او الاسدية ولم يبقى لها ذكر الا في مثل هذه الروايات التي تتحدث عن تدوين كتاب المدونة وفي هذه القصة العجيبة عبر يمكن ان نقف عندها اولها ان اشتهار الكتب والاعمال وانتشارها في الناس وانتفاعهم بها عبر القرون والاجيال انما هو بالبركة التي يضعها الله فيها فهذه المدونة التي كانت مخبأة عند اسد رحمه الله. من كان يظن انها ستصبح فيما بعد عمدة الفقه المالكي وانه سيكتب في شرحها والتعليق عليها واختصارها وتهذيبها ما لا يحصى من الكتب وان الاف الفقهاء سيرجعون اليها لتحرير الفروع الفقهية وضبطها يذكرني هذا بان الامام مالكا رحمه الله تعالى حين عزم على تصنيف الموطأ عمل من كان بالمدينة يومئذ من العلماء ايضا موطئات فقيل لمالك شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شاركك فيه الناس وعملوا مثله فقال ائتوني به فنظر فيه ثم طرحه وقال لتعلمن ما اريد به وجه الله تعالى يقول الراوي فكأنما القيت تلك الكتب كلها في الابار ويقول مالك ايضا لبعض اصحابه ما يقول الناس في موطئي قال له الناس رجلان محب مطر وحاسد مفتري قال مالك ان مد بك العمر فسترى ما يراد الله به. وفي رواية اشتهرت كثيرا انه حين الف موطأه قيل له ما الفائدة في تصنيفك؟ فقال ما كان لله بقي. وفعلا اندثرت تلك الموطئات ولم يبق الا موطأ مالك واشتهر اشتهارا بالغا واعتنى العلماء به اعتناء منقطع النظير فيقول الامام عبدالرحمن بن مهدي ما نعرف كتابا في الاسلام بعد كتاب الله عز وجل. اصح من موطأ مالك. وسبحان الله ما كان لله بقي فليحرص العامل على الاخلاص والله هو الذي يثمر الاعمال ويبارك فيها العبرة الثانية ان هذا الفقه التراثي الذي يستهزئ بعض الناس به اليوم ويستصغرون من يعتني به ويحتقرون من يدرسه قام على كثير من العرق والجهود والاسفار والمناظرات وسهر الليل مع من الحرص والرغبة فيما عند الله تعالى وتقديم الاخرة على الفانية. فان كنت لابد منتقدا فكن مثل هؤلاء وافعل مثل ما فعلوا اما النقد على الفراش الوفير فما اسهله وثالثا لا ينبغي ان تحمل في قلبك شيئا على الامام اسد بن الفرات بسبب ما وقع في هذه القصة. فقد كان رحمه الله عالما قائدا مجاهدا على عقيدة سليمة محاربا للبدع. وقد خلد التاريخ ذكره بكونه امير الجيش الذي فتح جزيرة صقلية وابلى هنالك البلاء الحسن وكان قد جاوز السبعين من عمره ثم مات بالوباء وهو محاصر لمدينة باليرم عاصمة صقلية. رحمه الله واجزل مثوبته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر فيها دروس نافعات بها يصبح من غاب كما لو في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما لو حضروا كمعالم قد بقيت بيننا. اقواله خالدة كالدرر كم في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كمعالم قد بقيت بيننا اقواله خالدة كالدرر. كم قائد في فعله قدوة ترفع همة الذي قد فتر كالقصة تفعل قلب الفتى. يملأ منها سمعه والبصر. فهكذا مني قصصا ازهرت فيها العظات يا اخي والعبر في قصص التاريخ ابهى العبر قد خاب من لم يتعظ بالخبر دروس نافعة بها يصبح من غاب كما