بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا لقاؤنا الاول في اه تدارسنا لهذا المتن المختصر في علم اصول الفقه والذي سماه ناظمه بسلم الوصول سماه سلم الوصول الى الضروري من الاصول ومؤلفه هو آآ الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي المسيلي الجزائري ونظم به آآ اهم مباحث ورقات الامام ابي المعالي الجويني رحمه الله تبارك وتعالى وهذا النهر مختصر جدا وفي نحو تسعة وتسعين بيتا وآآ منطلق ذلك كله من كتاب الورقات للامام الجويني وهو كتاب مختصر معد للمبتدئين لا يكاد احد يبدأ دراسة علم اصول الفقه منذ اه قرون اه لا يكاد احد يبدأ اه دراسة الاصول الا اذا بدأ الورقات. فهذا هو المتن الذي لقي قبولا واسعا جدا عند مسلمين فتداولوه وتدارسوه وحرصوا عليه. وهذه من من البركة التي لا تعلم اسبابها المادية الظاهرة وانما قد تكون لها اسباب اخرى لا تظهر لنا فان الله عز وجل يطرح البركة في بعض الكتب وفي تراث بعض العلماء لا يظهر للناظر وجه ذلك بالنظر الى الاسباب المادية وحدها. فلعل لذلك اسرارا الله سبحانه وتعالى اعلم بها فاذا نبدأ بذكر شيء من الترجمة الامام جويني ومن ترجمة اه مؤلف النظمي. فاما الجويني هو عبد الملك ابن عبد الله ابن يوسف الجويني نسبة الى جوين وهي قرية في نواحي نيسابور وكان وكانت كنيته آآ كان يكنى بابي المعالي ويلقب بامام الحرمين وسبب ذلك انه جاور في مكة اي سكن مكة بجوار بيت الله الحرام اه نحو اربع سنين وايضا سكن في المدينة وهو في ذلك كله يدرس العلوم ويفتي الناس فلاجل مجاورته هذه لقب امام الحرمين وقد ولد سنة اربعمائة وتسعة عشر اه للهجرة ونشأ في بيت علم فابوه من كبار آآ فقهاء الشافعية وكان ايضا مشاركا في الاصول وفي التفسير ابوه هو المعروف اه في التاريخ كنيته ابو محمد يعني ابو محمد الجويني فاذا قيل ابو محمد الجويني فهذا غير ابي المعالي ابو محمد هو والد ابي المعالي. وكذلك جد ابي المعالي كان من اهل الادب وكذلك عمه كان من اهل الفقه. فالمقصود ان ابا المعالي الجويني نشأ في جو علمي في بيئة علمية وقرأ على والده خصوصا في آآ العلوم المتداولة من اصول وفقه وتفسير وحديث وغير ذلك ثم قرأ على غير والده آآ قرأ في الحديث وقرأ خصوصا في الفقه الشافعي وصار من آآ الراسخين في المذهب بالشافعي وله آآ في ذلك آآ مشاركة معروفة وعند الشافعية وايضا آآ له آآ اه مشاركة اه واضحة ورسوخ في علوم العقائد والجدل والخلاف ونحو ذلك. وايضا الى جانب دراساته هذه فقد تصدر للتدريس في مجلس ابيه وهو في آآ وهو دون العشرين وهو دون العشرين من عمره ثم رحل ايضا في طلب العلم آآ قضى في ذلك سنوات رحل الى حواضر العلم المعروفة كما وخرسان والحجاز وكما ذكرت انفا آآ جاور بالحجاز اي في مكة والمدينة استمر على التدريس والافتاء والتأليف حتى اشتهر وذاع صيته في بلاد الاسلام الى ان توفي رحمه الله تعالى عام ثمان وسبعين طعي مئة. له مؤلفات كثيرة جدا من اشهرها في علم اصول الفقه هذا المتن الصغير الذي هو الورقات ومتن الورقات هذا كما قلت آآ من اشهر متون العلم اه دون قيد اصول الفقه يعني من اشهر المتون في العلوم الشرعية كلها في الاصول وفي غيرها وايضا له في اصول اه كتابه البرهان في اصول الفقه وهو من اصول هذا العلم اه التي يعتمد عليها الى جانب كتاب المستصفى لابي حامد الغزالي وكتب اخرى من سبقهما وسيأتينا هذا ان شاء الله تبارك وتعالى حين نذكر نشأة وتطور وعلم اصول الفقه وله ايضا كتب في العقائد على مذهب آآ اهل الكلام من الاشاعرة اشهرها كتابه الارشاد الى قواطع الادلة آآ الارشاد الى قواطع الادلة في اصول الاعتقاد وكتابه ايضا الشامل في اصول الدين وغير ذلك وله آآ ايضا من اشهر كتبه واجلها كتابه آآ غياث الامم تلتياس الظلم. وهو المشهور بالغياسي. وهو في السياسة الشرعية وهو من عجائب العلم وفيه فوائد بالغة جدا واسلوب بالغ اه قلنا ان من اشهر كتبه كتابه الورقات في اصول الفقه هذه الورقات هي كاسمها هي مجرد ورقات صغيرة بعلم اصول الفقه وهي متن منثور اه كما قلنا جعلها المصنف اه تبصرة للمبتدئين في علم اصول الفقه. ثم اه جعل الله تعالى له القبول فلا يحصى ما من خدمها بنوع من انواع الخدمة فاما الشراح فكثيرون جدا اشهرهم اه جلال الدين المحلي الشافعي وشرحه متداول وعليه حواجب وايضا من اجل شروحها اه كتاب قرة العين على ورقات امام الحرمين الامام الحطاب الرعين المالكي الحطاب صاحب المواهب الجديد وهذا من اجمل وافضل شروح الورقات وكان لي عليه شرح اه في مجموعة من الدروس الصوتية وهو موجود على الشبكة يعني شرح على قرة العين وايضا آآ شروح اخرى ككتاب آآ شهاب الدين الكيلاني التحقيقات بشرح الورقات وكتاب آآ الانجم والزاهرات في حل الفاظ الورقات المارديني وغير هؤلاء. واما من نظمه فكثيرون اشهر منظوماته بالطبع هي نظم العمريطي لكنه طويل نسبيا اه وهنالك منظومات اخرى اه من بينها هذا النظم المختصر اه الذي سنتطرق له باذن الله سبحانه وتعالى آآ اما صاحب هذا النظم فهو آآ غير مشهور عندنا في الحقيقة ومن علماء الجزائر المتأخرين وهو الشيخ محمد بن محمد بن عبدالرحمن الديس اه المسيلي وينسب الى قرية اه تسمى قرية الديس وهي في جنوب الجزائر العاصمة وقد ولد سنة الف ومائتين وسبعين الف ومائتين وسبعين للهجرة وتربى يتيما في آآ حجر والدته وايضا آآ كان اكمه اي ولد اكمه آآ رحمه الله تعالى آآ كفلته امه طلب العلم اه دفع اولا الى الكتاب فحفظ القرآن بالقراءات السبع وحفظ متون العلم المتداولة وكانت له حافظة قوية رحمه الله تعالى فحفظ المتون المتداولة كمتون الفقه المالكي مختصر خليل وآآ بعض الرسالة القيروانية وايضا آآ الرحبية في الفرائض وفي علم اصول الفقه حفظ متن جمع الجوامع للابن السبكي وفي العربية حفظ الاجر الرومية والازهرية وقطر الندى وشذور الذهب والفية ابن مالك وفي الاستعارات السمرقندية وفي آآ علم العقائد آآ متن السنوسية المشهور. وايضا في الحديث البيقونية والفية العراق في المصطلح وما اشبه ذلك. يعني المتون المتداولة المعروفة عند المتأخرين اه خاصة من اهل هذا هذه الاقطار اقطار الغربي الاسلامي ثم بعد ذلك اه بقي على اه العلمي وعلى طلب العلم وعلى تدريسه وبذله الى ان توفي رحمه الله تبارك وتعالى عام آآ الف وثلاثمائة وتسع وثلاثين الف وثلاثمائة وتسع وثلاثين وقد ترك مجموعة من الكتب آآ منها آآ كتابه الكلمات الشافية في شرح قيدتي الشعيبية وهي منظومة في آآ العقائد وايضا آآ كتاب توهين القول المتين رد فيه على بعض الاباضية وآآ هي طائفة آآ آآ بقيت منها بقية في آآ اه في الجزائر اه الى الى زمننا وايضا له كتب اخرى في مثل شرحه على منظومة الشبراوي بالنحو وغير ذلك الذي يهمنا من هذا يعني الشيخ ليس مشتهرا جدا وايضا كتبه ليست مشهورة عندنا لكن الذي همنا من هذا كله هو نظمه على ورقات امام الحرمين في اصول الفقه والذي سماه سلم الوصول الى الضروري من الاصول وشرح هذا النظم في شرح مطبوع اسمه النصح المبذول النصح المبذول لقراء سلم الوصول اذا نبدأ بشرح آآ هذا المتن آآ لا نقدم بالمقدمات المعروفة التي يبدأ بها عادة في آآ آآ آآ عند دراسة هذه المتون لما؟ لان ذلك سيأتينا في موضعه. فالاصل مثلا آآ اننا نذكر آآ اليف اصول الفقه ونشأته وتطوره وواضعه وآآ واسمه وتعريفه وما اشبه ذلك من المقدمات وهي مقدمات العلم العشرة آآ المعروفة لكن آآ ارتأيت الا اذكر هذا لان الانسب ان اذكره في موضعه لانه سيأتي في اه المتن تعريف اصول الفقه. فحينئذ حين يعرف في المتن اصول الفقه نذكر اه هذه المسائل فاذا اول ما بدأ به آآ نظمه قوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على الانعام بنعمة الايمان والاسلام احمده حمدا كثيرا طيبا. مصليا على الحبيب المجتبى محمد والال والاصحاب بحملة السنة والكتاب فقوله الحمد لله على الانعام هذا اه ديدن اه ومنهج الذين يؤلفون في العلوم فانهم اه بعد البسملة يفتتحون كتبهم بحمد الله عز وجل وهم في ذلك مقتدون بكتاب الله العزيز. فانه مبذوء بالبسملة وبعدها الحمدلة وايضا بالسنة العملية لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه كان في مكاتباته ورسائله آآ يبدأ بمثل ذلك فلذلك ذكروا ان آآ الاقتداء بكتاب الله سبحانه وتعالى في هذا آآ مؤكد في آآ افتتاح الكتب والرسائل ونحوها وحمد الله عز وجل آآ يعني ما نريد ان نخوض في تلك التعريفات المعروفة التي يذكرها آآ العلماء في هذا المقام المقصود ان حمده هو الثناء عليه باسمائه وصفاته وهنا خص آآ الحمد اه بقوله على الانعام الحمد لله على الانعام اي نحمده على انعامه علينا والانعام مصدر ان مصدر انعم ينعم انعم ينعم اي اوصل للمنعم عليه ما اه يلائمه وما يحبه وما تحمد عاقبته ويحمد اثره فنعم الله سبحانه وتعالى كلها تدخل تحت هذا التعريف فهي من الاشياء التي تلائم نفوسنا والتي يحمد اثرها او تحمد عاقبتها في ديننا ودنيانا ونعم الله سبحانه وتعالى اجل من ان تحصى واعظم من ان تحصر. ولذلك فان آآ مبلغ جهدنا ان نحمد الله سبحانه وتعالى بالسنتنا وان نحمده بافعالنا وعبادتنا لربنا سبحانه وتعالى ونحن مع ذلك عالمون بان حمدنا هذا لا يساوي نعمة من اصغر نعم الله سبحانه وتعالى علينا اذ نعم الله عز وجل اجل من ان يقابلها حمد او ان يوازيها شكر من العبد وانما هذا غاية جهدنا فنحن نتعبد الله سبحانه وتعالى بهذا الحمد وبهذا الشكر ثم اه هو قيد الحمد بالحمد على الانعام بنعمتين هما اجل او بنعمة لأن نعمة الإيمان والإسلام هي نعمة واحدة لكن آآ فرقها على الإيمان والإسلام وهذه النعمة هي اجل النعم اعظمها بل هي اصل النعم كلها. هي اصل النعم كلها وبيان ذلك ان الذي حصل هذه النعمة اي الذي كان من اهل الايمان والاسلام فانه لا يضره ما فاته من النعم الاخرى فانه لا يضره ما فاته من النعم الاخرى. فاذا كان الشخص قد آآ حصل الايمان وحصل الاسلام فاذا كان هنالك نقص في مال او ضعف في جسد او ابتلاء في في آآ محبوب او في ولد او ما اشبه ذلك جميع ذلك يهون مع نعمة الايمان ونعمة الاسلام وبالمقابل اذا آآ حصل العبد تلك النعم الاخرى ولكن دون ايمان ودون اسلام فانما يكون ذلك استدراجا. فانما يكون ذلك استدراجا. ولذلك فنحن نرى الكفار يأكلون ويشربون ويتناسلون ويتبحبحون في هذه النعم المادية ومع ذلك لا شيء من ذلك ينفعهم في آآ دنياهم ومن باب اولى في اخراهم والعياذ بالله تعالى. فاصل النعم اه كلها هو نعمة الايمان والاسلام ولاجل ذلك خصها بالذكر ومن المعلوم ان الايمان والاسلام هما على الصحيح الذي حققه جماعة من اهل العلم اذا ذكرا معا في سياق واحد اريد بهما معنيان مختلفان واذا ذكرا في سياقين اي في نصين مختلفين فانهما يراد بهما المعنى نفسه وهذا معناه قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا فاذا اجتمعا في نص واحد اذا وجدنا نصا واحدا يذكر فيه الاسلام والايمان وعن فان الايمان يراد به الايمان بالامور الباطنة. الامور التصديق والاقرار باطنية ويراد بالاسلام الالتزام بالانقياد الظاهر في الاعمال الظاهرة. فيفترقان في المعنى ومثال ذلك ورودهما معا في اه حديث جبريل عليه السلام حين سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المعروف عند البخاري ومسلم حين سأله عن الايمان فقال ان تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره فذكر اركان الإيمان الستة وهي اركان قلبية باطنة ثم سأله في السياق نفسه عن الاسلام فقال صلى الله عليه وسلم آآ شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله واقام الصلاة ذكر اركان الاسلام الخمسة وهي من الامور الظاهرة سواء اكان ظهورها على اللسان او على الجوارح واذا افترقا اي اذا ذكرنا الايمان في نص ولم نذكر معه الإسلام او ذكرنا الإسلام ولم نذكر معه الإيمان فحينئذ يراد بالواحد منهما ما يشملهما معا فاذا قلنا الايمان فهذا يشمل الباطن والظاهرة وكذلك اذا قلنا الاسلام ولم نذكر معه الايمان فانه يشمل الباطن والظاهر ولذلك فانهم يقولون في العقائد الايمان قول وعمل فيشمل القول والعمل والقول اشملوا قول القلب وهو تصديقه ويشمل ايضا قول اللسان والعمل يشمل عمل القلب ويشمل عمل الجوارح وتفصيل ذلك في آآ اه دروس العقائد على نعمة الايمان والاسلام ثم قال احمده. قال اولا الحمد لله فجاء بصيغة الجملة الاسمية الحمد لله ثم قال ثانيا احمده فجاء بالحمد بصيغة الجملة الفعلية ففي هذا تأكيد للحمد بتنويع صيغه اي بذكره اولا بصيغة الجملة الاسمية ثم ثانيا بصيغة الجملة الفعلية. ثم ايضا ان الجملة الفعلية فيها معنى انشاء الحمد لان الجملة الاسمية تحتمل ان تكون خبرية وتحتمل ان تكون انشائية. والجملة الفعلية صريحة في انشاء حمدي فاذا جمعت بينهما فقد آآ جمعت كل ما يحتاج اليه في باب الحمد سواء من جهة او من جهة الانشاء. وهذا اقتداء ايضا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه في خطبة الحاجة يذكر الحمد صيغة بصيغة الجملة الاسمية ثم بصيغة الجملة الفعلية ان الحمد لله هذه الجملة الاسمية نحمده ونستعينه هذه الجملة الفعلية فقال آآ احمده حمدا كثيرا طيبا اي احمده آآ حمدا اه كثيرا هذا واضح لان اه النعم كثيرة جدا فلا سبيل الى اه مقابلة كل نعمة بما يليق بها من الحمد. فلذلك يجمل الحمد فيقال حمد كثير. نحمده حمدا كثيرا اي يتعلق بهذه النعم كلها كلها اه فحين نقول حمدا كثيرا لكي نقابل بلفظ الكثير كثرة النعم التي تستحق اه اه اه الحمد عليها فحمدا كثيرا اي حمدا يوفي يقابل النعم ويكافئ هذه النعم الكثيرة التي هذه النعم الكثيرة التي انعم الله سبحانه وتعالى بها علينا. ولا شك ان الحمد اذا وفق العبد اليه فان ذلك نعمة اخرى. فان ذلك نعمة اخرى. الا ترى ان من الناس من ينعم الله عليه لكن لا فقوا الى الحمد فاذا وفقت الى الحمد تعلم ان هذا التوفيق نعمة من الله لا يد لك فيه فهذه نعمة اخرى تستحق حمدا وهذا الحمد نعمة ثانية تستحق حمدا وهذا الحمد يستحق حمدا وهكذا في سلسلة لا تتناهى ولذلك لا سبيل لك الى ان تحمد الله لان حمدا يعني يوافي النعم لانك متى حمدت فهذا يستحق حمدا وهكذا الى ما لا نهاية ولذلك نقول نحمده حمدا كثيرا والسلام يعني الله سبحانه وتعالى يجازينا على قدر فضله سبحانه وتعالى لا على قدر اعمالنا. يجازينا على قدر فضله ولذلك دائما اطلب ان يجازينا الله سبحانه وتعالى بمقدار فضله وانعامه ومنه وكرمه علينا لا بحسب اعمالنا فإن اعمالنا لا تساوي شيئا من نعم الله سبحانه وتعالى. قال حمدا كثيرا طيبا والطيب هو الصافي من الشوائب كلها لا كدر فيها. فانه قد يكون الحمد مكدرا شيء كأن تصاحبه نية سيئة او يصاحبه رغبة في رياء او تصاحبه آآ سمعة او ما اشبه ذلك من آآ الامور التي تكدر هذا الحمد. فلذلك يقول حمدا كثيرا طيبا ثم بعد الحمد يأتي المطلوب الثاني بعد البسملة والحنبلة وهو الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم فقال مصليا على الحبيب المجتبى اي حال كونه مصليا هذا حال اعرابه في النحو انه حال اي حال كوني احمد حال كوني مصليا مصليا حال من فاعل احمد احمد الفاعل هو الضمير المستتر الذي تقديره انا ومصليا حال من هذا الضمير اصلي اي تكون هذه الصلاة مقارنة للحمد بحيث احمد ويتلو ذلك مباشرة الصلاة فهما مقترنان بإتيان احدهما بعد الآخر لأن مقارنة كل شيء بحسبه فحين نقول ان الحال مقارن ليه؟ لان هذا هو الاصل في في النحو لكن لا نخوض في هذا كثيرا حين تقول مثلا جاء زيد راكبا مجيئه مقارن لركوبه فهنا احماد مصليا معنى المقارنة لا يمكن ان يجتمعا لكن معنى المقارنة انه يأتي مباشرة بعده فاحمد ومباشرة بعد الحمد تأتي الصلاة مقارنة كل شيء بحسبه فمقارنة اللفظ للاخر هو ان يأتي اللفظ وبعده اللفظ الاخر. اما اجتماع اللفظ مع اللفظ فلا يمكن لان اذا خلطت بين اللفظين فلا يخرج احدهما سالما اه في النطق اذا مصليا على الحبيب المشتبه. الحبيب هو المحبوب. فعيل بمعنى مفعول هذا اصح ما يقال فاعل بمعنى مفعول اي هو محبوبنا فانه لا يستقيم لنا ايمان ولا اسلام الا بان نحب محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فحبنا اياه من صميم ايماننا بالله عز وجل لا يؤمن احدكم. الحديث عندكم معروف لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ماله وولده والناس اجمعين من والده وولده والناس اجمعين فالحب حب النبي صلى الله عليه وسلم لابد منه لتحقق الايمان ويحتمل ان يكون معنى الحبيب المحب ان يكون حبيب لا بمعنى محبوب هو اسمو مفعول وانما بمعنى اه محب وهو اسم الفاعل وحينئذ فالنبي صلى الله عليه وسلم لا شك انه اعظم المحبين اي اعظم من تحقق فيه معنى محبة الله سبحانه وتعالى فانه اعلم الناس بطرق محبة الله عز وجل وهو المحب الاعظم لله سبحانه وتعالى كما انه المحبوب الاعظم وهو كما انه محبوب لنا فهو محبوب لله عز وجل. فان الله سبحانه وتعالى يحب عبده لهوا نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقوله المجتبى هو المصطفى والمختار اجتباه اختاره ثم قال محمد اه مصليا على الحبيب محمد محمد بدل. بدل اه من اه الحبيب او عطف بيان فمحمد هذا هو طيغة مبالغة من الحمد اي ان الناس يحمدونه المرة بعد المرة ويتواتر هذا الحمد حتى يحمد ثم يستقر له معنى التحميد هذا فيصاغ له منه اسم فيكون محمدا مفهوم؟ ولي ما يحمده الناس انما يحمدونه لما هو عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من جميل الخصال وعظيم الاخلاق ومن الرفعة ومن الكمالات العالية جدا التي لا يدانيه فيها مخلوق. فانه صلى الله عليه وسلم افضل المخلوقين وافضل البشر بلا نزاع محمد هذه صيغة مبالغة لا شك في ذلك فهو يقول آآ ايوا محمد والال والاصحاب اه محمد صلى الله عليه وسلم وايضا اذا كانت الصلاة ثابتة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالاستقلال فهي ثابتة للال والاصحاب بالتبعي ولذلك من السنة ان يقال آآ اللهم صلي وسلم على محمد واله فتدخل الآلة تبعا فتدخل الآلة تبعا والآل يحتمل انهم المؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم ثم العلماء مختلفون في قرابة النبي صلى الله عليه وسلم المقصودين بهذا هل هم بنو هاشم فقط اراهم بنو هاشم وبنو المطلب ايضا على خلاف معروف عند الفقهاء اذا هذا الاحتمال الاول وهو ان آآ وهو ان الالة هم المؤمنون من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولنا المؤمنون من قرابته اخرجنا من لم يؤمن من قرابته كأبي لهب المؤمنون من قرابتهم ويحتمل معنى اعم وهو جميع امته او لنقول المؤمنون من امته جميع امته فهذا معنى اعم فالعلماء مختلفون في الآل المذكورين في مثل هذا السياق هل المراد هذا ام ذاك هما قولان احدهما خاص والاخر عام والارجح الذي رجحه جماعة من المتأخرين وهو متداول في في الشروح والحواشي ان ذلك يختلف بحسب المقام ففي مقام الزكاة يقصد بالال المؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم. مراد بالزكاة ان مقام الزكاة هو ان الال اه لهم احكام خاصة في باب الزكاة فانهم مثلا لا تعطاهم اه الزكاوات الا بتفصيل معين وفي ظروف خاصة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما هي اوساخ الناس فلا يأخذون من الصدقات والزكاوات وما اشبه ذلك فاذا كنا في مقام الزكاة واردنا ان نميز من يمكن ان يعطى من الزكاة ومن لا يعطى هاء فنحتاج حينئذ الى ان نقول هم المؤمنون من قرابته وحينئذ على الخلاف الفقهي المشهور هل هم بنو هاشم عند مالك ام هم بنو هاشم وبنو المطلب والمطلب هو اخو هاشم عند الشافعي ومن الاخطاء الشائعة ظنوهم ان المطلب هو ابن هاشم ابن هاشم انما هو عبد المطلب عبد المطلب ابن هاشم واما الحديث عندنا الان فانما هو عن المطلب وهو اخو هاشم ولقب عبد المطلب عمه باسم عمه اي عبد لعمه على واصل اصل اسمه انه شيبة كما يذكرون في السيرة عبدالمطلب اسمه في الاصل شيبة ثم حين سافر مع عمه المطلب آآ ظنه الناس اظن في الشام ظنه الناس عبدا له فقالوا عبد المطلب صار مشهورا باسم عبدالمطلب. فالمقصود اننا نتحدث عن المطلب الذي هو اخو هاشم وينسب اليه اه ينسب الى نسله اناس كما ينسبون الى الهاشم والامام الشافعي نفسه الا تسمع ان يقال له الامام مطلبي؟ معنى المطلبي انه من نسل المطلب اه رحم الله الامام الشافعي. فاذا هذا اذا كنا في مقام الزكاة اذا كنا في مقام الدعاء قالوا مقام الدعاء يقتضي التعميم لأنه متى كان الدعاء اعم كان ذلك ادعى للاجابة اما يليق ان تدعو يقول اللهم ارحمني ولا ترحم احدا. كلما زدت في الدعاء اللهم ارحمني وارحم المسلمين اللهم كذا. فلذلك قالوا في في مقام الدعاء الامر آآ يلائم اكثر ماذا؟ يلائم التعميم. فلذلك اذا كنا في مقام الدعاء كما هنا فالافضل ان نقول الآن هم جميع اه المؤمنين او او جميع امة رسول الله صلى الله عليه وسلم والال والاصحاب الاصحاب معروفون الاصحاب جمع صاحب وهو كما يعرفه اهل آآ الحديث هو من التقى او من اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته مؤمنا ومات على ذلك ويقول العلماء كابن حجر في نخبة الفكر وغيره وان تخللته ردة على الاصح وهذا على كل حال مبني يعني هو خلاف لكن الذي يهمنا ان الصحابي او الصاحب هو الذي اجتمع وهذا افضل من ان يقال الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فإن قولك الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذا يخرج من لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة لعذر كعبد الله ابن ام مكتوم فانه كان اعمى لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صحابي لا شك في صحبته اه فلذلك الأفضل ان يقال التقى او اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته آآ ومات على ذلك اي مات على آآ الايمان به آآ صلى الله عليه وسلم ولا نخوض في هذا التعريف وفي ذكر محترجاته الالي والاصحابي ثم قال حملت السنة والكتاب. حملت السنة والكتاب. حملة جمع حامل اي هؤلاء الال وهؤلاء الاصحاب هم الذين حملوا السنة وحملوا الكتاب وهذا واضح لا شك في ذلك السنة الكتاب واضح وهو كتاب الله عز وجل هو القرآن والسنة كما سيأتينا ان شاء الله تعالى في تعريفها في الاصول وايضا هي تعرف في علم المصطلح الحديث هي اقوال النبي صلى الله عليه وسلم وافعاله وتقريراته فالسنة والكتاب كيف وصلنا ذلك؟ ما وصلنا الا من خلال هؤلاء الصحابة. الال والصحابة الال والصحب هم الذين اوصلوا لنا آآ السنة والكتاب رضي الله عنهم اجمعين آآ فانهم اوصلوا ذلك على افضل الطرقي واجلها واجملها وامنها واوثقها واوصلوا لنا سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم سالمة من كل نقص ومن كل عيب وبذلوا في ذلك من الجهود ما لا نستطيع ان احيط به في هذه العجالة ولا في محاضرات كثيرة جدا فان جهود الصحابة ومن بعدهم من ائمة المسلمين من التابعين وتابعي التابعين وغيرهم فان جهود هؤلاء اجمعين في حمل السنة وايضا في حمل الكتاب لانهم الذين نقلوا القرآن ايضا آآ جهود هؤلاء في حمل هذه آآ العلوم وفي نشرها وفي بثها هي جهود عظيمة جدا. آآ نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزيهم عن اعمالهم تلك آآ خير الجزاء وافضله واتمه. ثم قال والبعد آآ وبعد فالمقصود اه وبعد فالمقصود نظم شذرات الى اخر ما ذكر هذا ان شاء الله تبارك وتعالى نشرحه في لقائنا المقبل نذكر هذه المقدمة الصغيرة وننتقل بعد ذلك الى اول مباحث هذا المتني وهو تعريف علم اصول الفقه. آآ اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. والحمدلله رب العالمين