والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح لقاءنا اليوم هو اللقاء السادس بهذه السلسلة التي نرجو الله عز وجل ان ينفع بها ملقيها والمستمع اليها وهي سلسلة ابتدائية في علم البلاغة نشرح فيها المعاني والبيان لابن الشحنة الحنفي قد وما نزال في علم المعاني وهو اطول العلوم الثلاثة بهذا النظم ونحن الان في سنشرع في باب جديد هو باب القصر وقبل ذلك نصحح والتمارين ايضا بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله نبدأ بتصحيح التمارين التي القيتها عليكم امس اولها ذكر المسند او ذكر نوع المسند وذكر الغرض الذي دعا الى ذلك بقول الله سبحانه وتعالى والذين هم في الذين هم في صلاتهم خاشعون الكلام عن خاشعون فالمسند هنا وهو خاشعون جيء به أسما وورود المسند اسما لافادة معنى الثبوت والدوام اما الثبوت فقد ذكرنا انفا بان ذلك من دلالته الوضعية اي الاسمية تقتضي بدلالة الوضع الثبوت واما دلالته على الدوام فبالقرينة وقرين قرينة ذلك هنا ان المقام مقام مدح فلما كان مقام مدح ناسب ان تكون صفة الخشوع دائمة له لاجل ذلك قلنا بان الاسم هنا تدل على الدوام ايضا السؤال الثاني اذكر نوع اذكر الغرض من تقييد المسند بالشرط لقوله سبحانه وتعالى فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى وبقوم معه هنا قيد المسند بالشرط و تعمل في الشرط اداتان هما اذا وان وقرن مجيء الحسنة والمراد بالحسنة هنا النعمة اي النعمة من الله نعم الله عز وجل قرن مجيء الحسنة باذاء فاذا جاءتهم الحسنة لما؟ لان مجيء الحسنة من الله اي انعام الله بنعمه على عباده امر محقق ولا يخلو من ذلك بشر. فالناس اجمعون ينالهم من نعم الله عز وجل واما السيئة والمقصود بها ما يسوؤهم وان تصبهم سيئة استعمل فيها فيها لفظ ان لم لقلة ارسال الله سبحانه وتعالى لهذه السيئات على عباده. اي الاشياء التي تسوءهم فهي قليلة في ذاتها ثم هي قليلة ايضا اذا قورنت بالنعم الاولى لتحققها استعمل معها لفظ اذا والثانية لقلتها وندرتها استعمل فيها لفظ ان السؤال الثالث اذكر الغرض الموجب لحذف المفعول بقول الله سبحانه وتعالى فان يشأ الله يختم على قلبك الغرض الذي يوجب حذف المفعول هنا هو البيان بعد الابهام اذ تقدير الكلام في غير القرآن فإن يشأ الله الختم على قلبك يختم عليه المفعول هو الختمة وهو محذوف فإن يشأ الله الختم محذوف والفائدة البيان بعد الابهام لانه حين يبهم المفعول ويقول الله تعالى فان يشأ الله المفعول بها هذا الابهام يجعل النفس متشوقة لمعرفة هذا الشيء المبهم وحين يأتيها البيان بعد الابهام يكون ذلك اوقع في النفس اذا هذا تصحيح تمرين امس وبه نختم الباب الرابع من ابواب اي من معاني ثم ننتقل الى الباب الخامس والباب الخامس هو القصر ويسمى كذلك الحصر وهو من اشهر الاساليب العربية وهو كثير في القرآن وفي السنة وفي كلام العرب عموما يقول الناظم رحمه الله تعالى القصر نوعان حقيقي وذا نوعان والثاني اضافي كذا وقصرك الوصف على الموصوف وعكسه من نوعه المعروف القصر في اللغة الحبس ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى حور مقصورات في الخيام اي محبوسات على الخيام لا يخرجون منها. لا يخرجن منها وكذلك قول الله تعالى فيهن قاصرات الطرف اي لا يمددنه الى غير ازواجهن فالقصر اذا في اصل اللغة هو الحبس واما في الاصطلاح وهو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص تخصيص شيء بشيء يخصص شيء باخر ولكن بطريق مخصوص اي باستعمال ادوات معينة مخصوصة وهذا القصر ينقسم الى حقيقي واضافي لذلك قال القصر نوعان حقيقي وذا نوعان الى اخر ما ذكر. والثاني اضافيون فاذا القصر منه حقيقي ومنه اضافي. فالحقيقي هو الذي يكون التخصيص فيه بحسب الحقيقة لا يتجاوزه الى غيره اصلا لقولك مثلا لا خطيب في البلد الا زيد اذا كان الحال انه لا يوجد خطيب غيره في البلد حين تقول لا خطيب في البلد الا جيب هذا اسلوب من اساليب الحصر سيأتينه اسلوب النفي والاستثناء ثم هو هنا حقيقي لانه فعلا من جهة الواقع لا خطيب في البلد الا هو. لا يوجد خطيب اخر غيره واما الاضافي فهو الذي يكون التخصيص فيه بالاضافة الى شيء معين اي بالنسبة لشيء معين هذا معنى بالاضافة اي بالنسبة الى كقولك مثلا ما زيد الا قائم ما زيد الا قائم فأنت هنا قصرت زيدا على القيام ولكن ليس هذا قصرا حقيقيا انت لا تقصد انه ليس له من الصفات كلها الا صفة واحدة هي صفة القيام لا هذا غير صحيح فان له صفات اخرى ثابتة كثيرة تثبت له الى جانب ثبوت صفة القيام له فاذا حين تقول ما زيد الا قائم فانت قصرت زيدا على القيام بالاضافة اي بالنسبة الى القعود هذا اضافي وليس حقيقيا فاذا قورنت صفة القيام بصفة القعود فانت تحصره في القيام وتجعله قائما لا قاعدا وتخصصه بالقيام وليس معنى ذلك انه ليس له شيء من الصفات الا نقية اذا هذا معنى قولنا انه حقيقي واضافي وهو في الحقيقة قال وذا نوعان اي القصر الحقيقي ينقسم الى نوعين اثنين اما ان يكون من قصر الصفة على الموصوف واما ان يكون من قصر الموصوف على الصفة الصفة لا يلزم ان تكون مرادفة لما يسمى عند النحات النات بل الصفة كل شيء يوصف به من المشتقات سواء اكان مما يسمى عند النحات نعتا او كان غيره فمن قصر الصفة عن الموصوف كلمة الاخلاص التي يكررها الناس كل يوم والتي لا يكون الاسلام الا بها وهي قولنا لا اله الا الله ففي هذه الصيغة صفة الالوهية على الله سبحانه وتعالى قصر صفة الالوهية على الله عز وجل. بمعنى الالوهية منحصرة في الله تعالى وهي مقصورة على الله تعالى فهذا من قصر ماذا؟ من قصر الصفة على الموصوف. فالصفة هي الالوهية والموصوف بها الله عز وجل وحينئذ فانت تقصر الصفة عن الموصوف يمكن ان تقول يعني هذا المعنى العام للكلمة ويمكن ان تقول ان المقصود قصر استحقاق العبادة على ما يذكر في اعراب كلمة الاخلاص وهذا قصر حقيقي لا اضافي فالألوهية فعلا مقصورة من جهة الاستحقاق على الله سبحانه وتعالى لا ينازعه في ذلك غيره عز وجل واما قصر الموصوف على الصفة فكقولك مثلا ما زيد الا شاعر ما زيد الا شاعر فانت هنا تقصر زيدا على صفة الشاعرية ما زيد الا شعر يعني الزيت شاعر فقط وليس له غير الشاعرية والحق ان هذا النوع وهو قصر الموصوف على الصفة قليل قليل لما؟ لانه يتعذر اه الاحاطة بجميع الصفات لانك تريد ان تقصر موصوفا على صفة واحدة بمعنى ان تثبت هذه الصفة الواحدة وتنفي ما عداها وهذا صعب لانه يقتضي ان تحيط بالصفات كلها لكي تنفيها جميعا وتثبت واحدة منها ليكون هذا من قصر هذا الموصوف على هذه الصفة فهو في حقيقته قليل الا على سبيل المبالغة فيمكنك ان تقول مزيد الا شاعر تبالغ تقصر زيدا على الشاعرية وتنفي صفاته الاخرى كلها على جهة المبالغة. اي لكثرة اعتنائه بالشعر وانشغاله به كانه ليست له صفة اخرى كائنة ما كانت الا صفة الشاعرية فيكون اذا على سبيل المبالغة ويكون قصرا حقيقيا ادعائية ويكون قصرا حقيقيا ادعائيا اه اذا حين قلنا ان هذا النوع آآ لا يكاد يوجد نقصد آآ به الحقيقي واما الاضافي فلا اشكال في وجوده طيب اذا هذا قصر الموصوف على الصفة بعد ذلك ننتقل الى القصر الاظافي لان الكلام هنا كان عن القصر الحقيقي فقسمناه الى هذين النوعان طيب بعد ذلك في القصر الاظافي يقول الناظم رحمه الله تعالى والثاني اظافي كذا معنى ذلك ان الاظافية كذلك ينقسم الى قسمين اثنين قصر الصفة على الموصوف وقصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة عن الموصوف كقولك ما شاعر الا المتنبي اي لا البحتري مشاعر الا المتنبي اي لا البحتري فانت هنا تقصر الشاعرية على المتنبي وحده قصرا اضافيا الى مطلقا وانما بالاضافة الى البحتريو او النسبة الى البحتري فقط اي حين تقارن المتنبي بالبحتري واذا كنت متعصبا للمتنبي او متعصبا على فانك تقصر الشاعرية في المتنبي بالاضافة الى البحتري وتقول ما شاعر الا المتنبي اي المتنبي شاعر وغيره واقصد البحتري ليس شاعر هذا معنى قصد الصفة على الموصوف واما قصر الموصوف على الصفة ففي الاضافة هذا موجود قلنا في الحقيقي صعب لكن في الاضافي موجود كقولك مثلا ما شوقي الا شاعر بالعكس فالأولى قلنا مشاعر الا المتنبي الآن نقول ما شوقي الا شاعر اي لا خطيب فتقصر الموصوفة وهو هنا شوكي على صفة الشعر لكن لا مطلقا اي لا بالنظر الى الصفات كلها ولكن بالنظر الى صفة الخطابة وحدها وحينئذ تقول ما شاعر الا شوقي اي لا عفوا عفوا ما شوقي الا شاعر اي لا خطيب فتقصر شوقي على كونه شاعرا على الشاعرية بالنظر الى الخطابة اي هو شاعر وليس خطيب هذه هي الاقسام التي ذكر الناظم لكن لم يذكر شيئا اخر وهو ان القصر الاضافية ينقسم كذلك الى ثلاثة انواع الى قصر القلب وقصر الافراد وقصر التعيين وباب القصر عموما بجميع اقسامه وجميع تفاصيله كثير الاستعمال جدا في كتب التفسير وشروح الحديث وغيره ولذلك اذا كنت تقرأ في شرور الحديث او التفاسير ما اكثر ما تجد نقاشا لهم. وهذا من قصر القلب وهذا من قصر الافراد وهذا يكون من باب قصر السلفة على المنصورة او او كده وهذا اضافيا وهذا حقيقي فاذا كنت لم تطلع على هذه الامور اصلا فانت تمر عليها مرة الكرام كانه يخاطب بها غيرك لكن الان على الاقل بهذا المتن الابتدائي انت تعرف اصول هذه المسائل الا هنالك متون مفصلة فيها كثير من الابحاث والمناقشات اذا قصر القلب تخاطب به شخصا يعتقد عكس الحكم الذي تريد اثباته كقولك مثلا ما ذكي الا زيد والحال انك تخاطب شخصا يعتقد ان الذكي عمرو لا زيد اذا هو مخطئ يثبت حكما غير الحكم الصحيح يثبت ان الذكي عمرو فانت تقلب حكمه ترده الى الصواب فتقول ما ذكي الا زيد فهذا من قصر القلب واما قصر الافراد فتخاطب به من يعتقد الاشتراك يعني من يعتقد الاشتراك بامور متعددة ف تقصر قصر افراد اذا الغيت هذا الاشتراك وافردت كقولك مثلا ما زيد الا شاعر ما زيد الا شاعر والحال انك ترد على من يعتقد ان زيد شاعر وكاتب وخطيب الى اخره فهو يعتقد اشتراك زيد في هذه الصفات كلها من اه خطابة وشاعرية وكتابة وغير ذلك يعتقد الاشتراك فانت ترد عليه فتفرده زيدا بصفة واحدة هي الشاعرية فتقول ما زيد الا شاعر فهذا من قصر الافراط واما قصر التعيين فيخاطب به المتردد بين امرين لقولك مثلا ما زيد الا ناجح تخاطب به شخصا مترددا بين نجاح زيد واخفاقه ومتردد. لا يدري هل هو ناجح او مخفق؟ اذا تردد بين امرين اثنين تعين له احدهما هو لا يدري متردد بين ناجح بين زيد ناجح وزيد مخفق فتقول له ما زيد الا ناجح فهذا قصر تعليم جميل الان قال فقصرك الوصفة على الموصوف وعكسه اي وهو قصر الموصوف عن الصفة من نوعه المعروف اي من النوع اه المعروف في اه الحقيقي والاضافي وورد في نسخة بدل فقصرك الى اخره ورد فقصر صفة على الموصوف هكذا فقصر صفة على الموصوف وهذا فيه زحاف يسمى عند العروضيين زحاف الكف وهو حذف السابع الساكن وهو هنا قبيح جدا بل ممنوع بالرجس ولذلك فقصر صفة على الموصوف هذا في الحقيقة اه يعني اه الوزن به منكسر ثم قال الناظم رحمه الله تعالى بعد ان ذكر اقسام القصر انتقل الى طرقه فقال طرقه النفي والاستثنا هما والعطف والتقديم ثم انما دلالة التقديم بالفحوى وما عداه بالوطن طرق القصر كثيرة جدا ذكر منها الناظم يعني كثيرة مش كثيرة جدا ذكر منها الناظم اربعة ذكر النفي والاستثناء والعطف و انما والتقديم اي تقديم المحق والتأخير فإذا اولا النفي هو الإستثناء كما في كلمة الاخلاص لا اله الا الله فلا هذا نفي باداة نفلة والا هذا استثناؤه فالنفي بعده الاستثناء ويسمى ايضا النفي والاثبات لان الاستثناء بعد النفي يؤول الى الاثبات وكقولك مثلا ما زيد الا شاعر ما اه اداة نفي اه الا استثناء. اذا هذا الطريق الاول قال طرقه النفي والاستثناء هما قال هما يقصد انهما معا طريق واحد يعني لا تظنن ان النفي طريق والاستثناء طريق غيره. بل هما اي معا طريق واحد هو الذي يسمى النفع والاستثناء طرقه النفي والاستثناء هما ثم قال والعطف المراد العطف بحرف لا او بحرف بل او بحرف لكن كقولك مثلا امرؤ القيس شاعر لا خطيب. هذا قصر قصرت امرأة القيس عن الشاعرية باستعمال ماذا؟ باستعمال اداة العطفي لا امرؤ القيس شاعر لا خطيب وكذلك وما ابن المقفع اه شاعرا بل بشار ابن بردم وما ابن المقفع ليس ما ابن المقفع شاعرا بل بشار يعني ابن المقفع ليس شاعرا لكن الشاعر من بشار ابن برد وهما في زمن واحد لذلك اخترنا اه اخترناهما فإذا هذا العطف بل وكذلك العطف بلاك في نفس السياق ما ابن المقفعي شاعرا لكن بشار القبور فاذا هذا الذي يسمى العطفة بحرف لا وب ولكن. قال والعطف والتقديم. اي تقديم ما حقه التأخير وانتم تعرفون هذا موجود بسورة الفاتحة التي تكررونها كل يوم مرارا وذلك في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اصلها نعبدك فقدم المفعول نعبد اه اساعي الابيض مستتر والكاف هذا في موضع نصب مفعول به. فقدم مع ان حقه التأخير حق المفعول ان يكون مؤخرا فحين قدم فصل لانه كان ضميرا متصلا نعبدك فحين قدم وبدأ به الكلام لا يمكن ان يبدأ الكلام بضمير متصل ففصل صار ضميرا منفصلا ولانه بموضع نصب جيء بضمير النصب وضمير النصب هو ايا مع حرف دال على التكلم او الخطاب او غير ذلك. فاذا بما انه بالمخاطب نعبدك قيل اياك نعبد فإذا اياك مفعول به مقدم فهذه الصيغة فيها تقديم ما حقه التأخير فافادت معنى القصر اياك نعبد اي نعبدك ولا نعبد غيرك قال ثم انما اي انما من ادوات الحصر وفيها خلاف طويل عند الاصوليين والبانيين ويعني علماء البلاغ فيها دائما انا قلت حين اقول البيانيون نقصد البلاغيين لان البيان يطلق ويراد به البلاغة كلها ففيها خلاف طويل عريض في اشياء كثيرة لا يعني اوفيكم منها كقولك مثلا انما شوقي شاعر اي شوقي شاعر لا غير شاعر وكذلك انما الشاعر شوقي اي لا غير شوقي. في الاول انت تقول انما شوقي شاعر تحصر شوقي في الشاعرية حين تقول انما الشاعر شوقي تحصر الشعر في شوقي وكلاهما من ادوات الحصر ثم قال دلالة التقديم بالفحوى وما عداه بالوضع اي من ضمن هذه الطرق الاربعة التقديم اه انما يدل على الحصر بالفحوى والمراد بالفحوى مفهوم الكلام كما تقرأون في علم اصول الفقه حين يتحدثون عن آآ الفحوى يقصدون بذلك نوعا من انواع المفاهيم اي مفهوم الكلام بعبارة اخرى التقديم يدل على القصر بمفهوم الكلام بخلاف غيره يعني بخلاف الطرق الاخرى غير التقديم فهذه تدل على القصر بدلالة الوضع اللغوي. اي هذه الطرق الثلاثة موضوعة للدلالة على ماذا؟ على الحصر اما التقديم فانما يدل بالفحوى ولا شك ان ما يدل بالوضع اقوى من الذي يدل بالفحوى اذا تمام البيت هنا انتهينا من الطرق قال دلالة التقديم بالفحوى وما عداه بالوضع ثم قال وايضا مثلما القصر بين خبر ومبتدأ يكون بين فاعل وما بدا منه ومعلوم وقد ينزل منزلة المجهول او ذا يبذل. بمعنى كما يقع القصر بين المبتدأ والخبر في مثل قولك ما جاء في القرآن الكريم وما وما محمد الا رسول وما محمد الا رسول. محمد مبتدأ رسول خبر. محمد رسول اذا جاء الحصر هنا بين المبتدأ والخبر فكذلك يقع بين الفعل والفاعل كما في قول الله تعالى فما امن لموسى الا ذرية من قومه امن ذرية لموسى. امنوا ذريتهم. اذا امن فعل ذرية الفاعل اذا هنا الحصر بين الفعل والفاعل هذا معنى قوله وايضا مثلما القصر بين خبر ومبتدأ يكون كذلك بين ماذا؟ بين فاعل وما بدا وما بدأ وما بدا منه بمعنى ما صدر منه والذي بين فاعل وما بدا منه اي ما بدا من الفاعلين وما الذي بدا من الفاعلين؟ ما الذي صدر من الفاعل؟ هو الفعل لأن الفاعلة هو الذي احدث الفعل فإذا بين فاعل وما بدا منه وما بدا من من الفاعل وهو الفعل اي بين فاعل والفعل وكذلك يكون اه ولم يذكره هنا لكن يكون ايضا بين الفعل ومتعلقاته الاخرى غير الفاعل المفعول يكون بين الفعل والمفعول كقولك مثلا ما ضرب عمرا الا زيد وضرب عمرا الا زيد كلامنا عن المفعول وهو عمرو ويكون في الحال ما جاء زيد الا راكبا الى غير راكبين ما جاء زيد الا راكبا فهنا الحال جاء زيد راكبا راكبا حال هنا الحصر بين الفعل والحال ثم قال ومعلوم وقد ينزل منزلة المجهول او لا يبذل. ومعلوم ما معنى ومعلوم؟ اي ان الامر الذي يراد اثباته بطريق القصر قد يكون معلوما للمخاطب ومعلومة وقد ينزل منزلة المجهول او ذا يبدل اي العكس ينزل المجهول منزلة المعلوم هذه ثلاثة والحق ان الناظم اختصر الكلام جدا في هذا البيت وملخص ما يريد ان يقوله هو ان الاصل ان تستعمل انما ان تستعمل انما في ماذا؟ في القصر او حين يكون القصر في امر يعلمه المخاطب ولا ينكره ركز معي الاصل في انما في طريق انما ان تستعمل في شيء يعلمه المخاطب ولا ينكره كقولك مثلا انما هو صاحبك اخاطب شخصا تقول انما هو صاحبك هذا الشخص لا يجهل ان هذا صاحبه انه صاحبه ولا ينكر انه صاحبه ولكن حينما تقول انما هو صاحبك تريد ان تنبهه الى ما يجب عليه من رعاية حق الصحبة بينهما فإذا انما الأصل فيها ان تستعمل ان تستعمل فيما يعلم بما يعلمه المخاطب ولا ينكره لكن قد ينزل المجهول منزلة معلوم فتستعمل انما مع شيء مجهول مع ان قلنا الاصل ان تستعمل في المعلوم. لما؟ لان ذلك المجهول نزل منزلة المعلوم. كقول الله سبحانه وتعالى حكاية عن اليهود ماذا قالوا؟ قالوا انما نحن مصلحون انما نحن مصلحون هنا يوجد ادعاء توجد دعوة ما هذه الدعوة يدعون ان اصلاحهم يعني كونهم مصلحين ان اصلاحهم امر معلوم عند المخاطب غير منكر عند المخاطبين والحال بعكس ذلك لاننا في الحقيقة لا نعلم عنهم الاصلاح بل ننكر كونهم مصلحين لكن هم يريدون ان يدعوا ذلك يريدون تنزيل الشيء المجهول منزلة المعلوم حين نقول مجهول نقصد يدخل فيه ايضا المنكر الذي سواء نجهله او ننكره وكذلك قول الشاعر انما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء انما مصعب شهاب من الله. هنا المدح يمدح مصعبا. ماذا يقول انما هو شهاب من الله فيستعمل انما والحال ان هذا الامر هل هو معلوم لدينا؟ ليس معلوما لدينا نحن نكتشفه الان. نكتشفه مع الشاعر فاذا ما الذي صنع؟ ادعى ان ثبوت الصفة لممدوحه اي صفة كونه شهابا من الله الى اخره ادعى ان ثبوت هذه الصفة امر معلوم لدى الناس لا ينكره احد منهم جميل اذا انتهينا من انما قلنا انما الاصل للامر المعلوم لكن قد ينزل المجهول منزلة المعلوم النفي والاستثناء بعكس ذلك الاصل في النفي والاستثناء ان يستعمل في امر يجهله المخاطب وينكره المخاطب كقولك مثلا ما القادم الا زيد تخاطب بذلك شخصا يعتقد ينكر ذلك ينكر ان القادم زيد ويعتقد ان القادم عمرو فتقول له ما القادم الا زيد اذا استعملت النفي والاستثناء في شيء يجهله المخاطب او ينكره وكما قلنا في انما نقول هنا قد ينزل المعلوم منزلة المجهول فيستعمل مع المعلوم النفي هو الاستثناء تنزيلا له منزلة مجهول لقول الله سبحانه وتعالى ان انت الا نذير اي انت لست مكلفا بغير الانذار انت مكلف بالانذار فقط وهذا امر مجهول او او معلوم هذا امر معلوم ليس منكرا نحن نعلمه الجميع يعلمه المخاطبون يعلمون ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على هداية قومه على هداية الناس وكان يكرر الدعوة لهم مرارا ومن امتنع منهم عن الايمان فانه مع ذلك يدعوه فبفعله هذا صار عليه الصلاة والسلام كانه ليس مكلفا بالانذار فقط بل كأنه مكلف بهداية الناس فإذا ذلك الشيء المعلوم لدينا وهو انه مكلف بالإنذار فقط نزل منزلة المجهول استعمل النفي والاستثناء لان حال النبي صلى الله عليه وسلم انه في الحقيقة يعني كانه ليس مكلفا بالانذار فقط وانما هو مكلف في الحقيقة بهداية الناس. فنزل كما قلنا نزل المعلوم منزلة المجهول اذا هذا ملخص ما ذكر في باب القصر وهو باب كما قلنا مهم جدا ولكن هذه الامور اليسيرة التي ذكرناها هي اصول الباب بعد ذلك تبقى التفصيلات والنقاشات انتهينا من الباب الخامس وننتقل الى الباب السادس وهو الانشاء قال الناظم رحمه الله تعالى يستدعي الانشاء اذا كان طلب نعم. يستدعي ايوه بطبيعة الحال هنا بحذف الياء يستدعي الانشاء اذا كان طلب ما هو غير حاصل والمنتخب منه التمني وله الموضوع ليت وان لم يمكن الوقوع ولو وهل مثل لعل الداخل فيه الانشاء ما هو؟ عرفناه من معرفتنا للخبر فقلنا في الخبر ما يحتمل الصدق والكذب لذاته الا الانشاء ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب لذاته والانشاء ينقسم الى طلبي وغير طلبي فغير الطلب ما هو؟ غير الطلب كالمدح والذم نعم الرجل زيد نعمة بئس يعني تستعمل فيه نعمة وبئس للمدح كذلك صيغ العقود في عقد من العقود بيع وشراء مثلا تقول بيعت او اشتريت انت لا تقصد بذلك الاخبار. لا تخبر بانك بيت انما تنشئ البيعة وتنشئ الشراء وكذلك القسم والله كذا او التعجب ما اه اجمل فلان وهكذا هذا الانشاء غير الطلبي بهذه الصيغ كلها ليس من مباحث علم المعاني البلاغيون لا يعتنون به باي شيء يعتنون بالانشاء الطلبي والانشاء الطلبي ما هو؟ قال يستدعي الانشاء اذا كان طلب بمعنى الانشاء الطلبي هو ما يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب لانه لو كان حاصلا وقت الطلب لكان استدعاء بشيء حاصل وتحصيل الحاصل هذا لا فائدة منه فاذا انت تطلب ما معنى تطلب ما معنى الإنشاء الطلبي؟ انك تستدعي مطلوبا تطلب هذا المطلوب ان يأتيك وهذا المطلوب غير حاصل وقت الطلب ولو في اعتقاد المتكلم فقط مهمة هادي لأنه قد يكون الشيء حاصلا مثلا لك ان تقول يعني امامك قلم وتقول لمخاطبي اعطني قلما والقلم موجود لكن في اعتقادك باعتقادك انه غير موجود باعتقادك انك تستدعي مطلوبا غير حاصل في الوقت الذي تطلبه فيه. اذا لذلك قلنا ولو في اعتقاد المتكلم فقط اذا اه ما هو غير حاصل ثم هذا الانشاء الطلبي انواع هي التي سنذكر باذن الله عز وجل الأنواع التي سنذكرها هي التمني والاستفهام والامر والنهي والنداء اولها التمني والتمني ما هو؟ هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله لا يجرح صدوره. اما لانه مستحي لا يمكن حصوله واما لانه عسير جدا. عسير المنام بعيد الحصور هذا هو التمني والاداة الاصلية للتمني هي ليت كقول الشاعر الا ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما فعل المشيب. ليت الشباب. الشباب هل يمكن ان يعود؟ مستحيل. هذا مثال على غير ممكن الوقوع وقد يكون الشيء ليس مستحيلا ولكنه بعيد يبعد وقوعه عسير المنال كقول الله سبحانه وتعالى قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم كونهم يحصلون وينالون مثل الذي عند قارون من الاموال والخيرات هذا ليس مستحيلة لكنه صعب فاستعمل له ليتر اذن ام الباب في التمني هي ليته لكن قد تستعمل ادوات اخرى للدلالة على معنى التمني من ذلك لو التي لها حكم ليتم كقول الله سبحانه وتعالى لو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين هنا ليت لنا كرة هذا هو معناها لو للتمني وكذلك هل التي تعطى حكم ليت ايضا كقول الله سبحانه وتعالى فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا؟ فهل لنا من شفعاء. يعني ليت لنا شفعاء ومنها لعل لعل الداخلة في التمني. لذلك قال في المتن الداخلة فيه اي في التمني لما لان الاصل في لعل ان تكون للرجاء لا للتمني لذلك قال هنا من ادوات اه التمني لعل الداخلة في اي الداخلة في التمان كقول الله سبحانه وتعالى حكاية عن فرعون لعلي ابلغ الاسباب. اسباب السماوات لعلي ابلغ الاسباب فلعل هنا للتمني هل بلوغه الاسباب يعني هل هذا شيء يرجى؟ لا هذا شيء يتمنى لانه مستحيل لا يمكنه ان يبلغ الاسباب سبعة وعشرين فاذا اه لعل استعملت هنا للتمني لا للرجاء فاحفظ هذا لان الطلبة عادة يحفظون لعل للرجاء ليت للتمني لا قد يستعمل هذا في موضع الاخر هذا معنى قوله الى اخره والمنتخب اه المنتخب معناه المختار قال يستدعي اذا كان ما هو غير حاصل والمنتخب منه التمني اي والمختار والمختار اه منه وفي نسخة فيه والمختار من من الانشاء الطلبي التمني والمنتخب منه اي منتخب من الانشاء الطلبي ماذا؟ التمني ثم ذكا قال وله الموضوع ليت اي الموضوع للتمني الموضوع يعني الاداة التي وضعت للتمني ليت وان لم يمكن الوقوع اه ولو وهل مثل لعل الداخل فيه اي لعل كما قلنا التي تدخل في التمني لا التي للرجاء بعد ان بعد ان انهى التمني تمني انتقل الى الاستفهام قال والاستفهام والموضوع له هل همزة من ما واي اين كم كيف ايام متى وان جمع الادوات كلها ادوات الاستفهام فهل بها يطلب تصديق وما همزا عادا تصور وهي هما وقتل الاستبطاء والتقرير وغير ذا يكون والتحقيق. جميل الاستفهام ما هو؟ هو طلب العلم بشيء بواسطة احدى ادوات الاستفهام. هو طلب العلم بشيء وهو قد ذكر الادوات هنا وهي احدى عشرة اداة هذه الادوات على ثلاثة اقسام قسم يطلب به التصديق وحده وقسم يطلب به التصور وحده وقسم يطلب به التصور تارة والتصديق تارة اخرى. ما الفرق بين التصور والتصديق التصور هو ادراك الاشياء المفردة والتصديق هو ادراك النسب بين هذه المفردات حين اقول لك زيت رجل امرأة جبل كتاب قامت الى اخره لا قام لها لانه نسبة هذه مفردات ادراك هذه المفردات ماذا يسمى؟ يسمى تصورا تصور زيت تصور رجل تصور امرأة تصور كتاب الى اخره حين اقول لك زيد قائم الاسناد الذي ذكرنا في المعاني زيد قائم او قام زيد هنا ادركت نسبة وهي نسبة القيام بزيت هذا يسمى تصديقا هذا من اصطلاحات المناطق المناطقية يتحدثون عن التصور وتصدق فاذا لكي تدرك نسبة معينة تحتاج الى تصورات قبلها لانك اذا اردت ان تدرك يعني ان تقوم بالتصديق في زيد قائم يعني ان تدرك النسبة بين آآ يعني نسبة القيام الى زيد لكي تدرك ذلك فانت تحتاج الى ادراك زيد اولا وادراك القيام ثانيا ثم تحكم بالقيام على زيده اذا هذا الفرق بين التصور والتسبيق الان القسم الاول من ادوات الاستفهام قسم يطلب به التصديق فقط وهو هل لقولك هل قدم زيدون انت تسأل عن نسبة عن حكم عن اسناد هل قديم زيدون؟ الجواب قدم زيدون اذن الجواب عن اي شيء تسأله؟ انت ما تسأل عن ذات مفردتي انت تسأل عن حكم عن نسبة عن اسناد اذن تسأل عن ماذا تطلب ماذا؟ تطلب التصديق اذن التصديق هل قسم يطلب به التصور فقط وهو باقي الادوات قلنا احدى عشرة اداة ازلنا منها هل بقي عشر ادوات الا الهمزة اذن تسع ادوات الادوات والتسع هذه كلها للتصور كقولك مثلا من نظم هذا المثنى انت تسأل عن التصور ابن الشحنة اذا تسأل عن شخص عن مفرد ابن الشحم فتسأل شخصا تقول ما الديرم شو معنى ما الضيغة؟ انت تسأل عن معنى الضيرة اذن الضيران هو الاسد. ما الديرم؟ الجواب الاسد اذا تطلب تصورا وهكذا وثالثا قسم يطلب به التصور تارة والتصديق تارة اخرى وهو الهمزة هذا معنى قوله بعد ان ذكر الادوات قال فهل بها يطلب تصديقه؟ هذا واضح وما همزا عادا تصور اي ما عدا الهمزة من الادوات يطلب بها التصور وهي هما هي ضمير يعود على ماذا؟ على الهمزة هما ضمير يعود على ماذا؟ على التصور والتصديق وهي هما ايها الهمزة يطلب بها الامران معا. يطلب بها التصور كما يطلب بها التصديق الهمزة كقولك مثلا ازيد قام ام عمرو السؤال عن اي شيء عن تعيين القائم ازيد قام ام عمرو؟ تعيينه قائم لاجل لاجل ماذا؟ لتصوره اذا هذا سؤال عن التصور كذلك اقام زيد ام قعد الجواب قام وهكذا واما في التصديق فتستعمل مثل هل اقاديم زيدون كما تقول هل قديم زيدون اقدم زيدون؟ اذا انت تسأل عن قدوم زيد تسأل عن تصديق عن نسبة القدوم الى زيد هذا معناه الكلام الان هذه الادوات هي ادوات استفهام لكنها قد تخرج عن معنى الاستفهام الاصلي الى معاني اخرى ذكر منها ثلاثة قال وقد للاستبطاء والتقرير وغير ذلك يكون والتحقيق بمعنى وقد يكون ان يكون هذا الاستفهام ادوات الاستفهام تكون لهذه المعاني الثلاثة اولها الاستبطاء كقولك لمن دعوته فابطأ في الاجابة كم دعوتك هل يعني اذا كان بليدا فيقول دعوتني ثلاث مرات فانا ما اسألك كم حقيقة لانني لا اسأل عن تصور لا اطلب تصورا واصلا لا استفهمك وانما ماذا؟ استبطئك. فليس الغرض الاستفهام عن عدد الدعوات التي دعوتك اياها وانما الغرض الاستبطاء كم دعوتك يعني استبطعك قد ابطأت في الاجابة لاستبقاء التقرير التقرير ما هو؟ هو ان تحمل المخاطبة على الاقرار بما يعرفه. كقولك كما جاء في القرآن الكريم الم نربك فينا وليدا هذا ليس سؤالا هذا ليس استفهاما في الحقيقة هو لا يسأل لا يسأل موسى الم ن ربك فينا والدا؟ فيكون الجواب بلى بلا اه يعني اه ربيتني وليدا وكذا لا الجواب ليس هذا ليس استفهاما وانما هو التقرير. انت تعرف شيئا معينا؟ فيريد ان يحملك على الاقرار به لان فرعون يعرف ليس استفهاما لأنه يعرف الجواب هو فعلا يعرف بأنه رباه وليدا عنده الاستفهام هو طلب طلب استدعاء شيء هو لا يستدعي شيئا لا يطلب شيئا لا يعلمه جميل واخيرا التحقير التحقير كالقصة المشهورة التي تذكر يعني بغض النظر عن صحة اسنادها التي تذكر في ان هشاما ابن عبد الملك رأى يعني كان في الحج وهو خليفة فاراد ان يطوف او اراد ان يستلم الحجر الاسود فلم يستطع من شدة الزحام فتراجع وجلس فاذا بالصفوف تنشق لرجل جاء ليستلم فتحت الصفوف له ليستلم دون اشكال وهذا الرجل هو زين العابدين علي زين العابدين ابن الحسين الشهيد رحمه رضي الله عنه وارضاه ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين فاذا الخليفة يعرف من هو يعرف بانه علي زين العابدين لكنه سأل من هذا من هذا وهو في الحقيقة لا لا يسأل لا يستفهم وانما يحتقر هذا من باب التحقير لا الاستفهام وحينئذ قام الفرزدق فيما يروى في هذه القصة المشهورة في كتب الادب قال قصيدته المعروفة الى ان وصل الى قوله وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم وهي قصيدة من عيون اذا ترتيب كلام الناظم وقد يكون اي الاستفهام للاستبطاء والتقرير والتحقير وغير ذلك هذا هو الترتيب الاصلي للكلام ثم انتقل الى الامر نعم قال لي استمر الاتصال جيد عندكم فاستمر انا اظن انه وقعت انقطاع يسير فاذا استمر اه الامر قال رحمه الله تعالى والامر وهو طلب استعلائي وقد لانواع يكون جائي والنهي وهو مثله بلا بدا والشرط بعدها يجوز الامر ما هو؟ الامر هو طلب حصول الفعل مع استعلاء الامر على المأمور فان تساويا سمي التماسا ان تساويا في المرتبة وان كان الامر ادنى مرتبة من المأمور فان ذلك يسمى دعاء. كحالنا نحن حين نقول مثلا آآ اه اغفر لي يا رب هذا فعل امر هادي صيغة امر لكن حين تخاطب بها الله عز وجل هذا ليس امرا وانما يسمى دعاء والامر وهو طلب استعلاء اي طلب حصول الفعل مع الاستعلاء وقد لانواع يكون جائي. جائي اسم فاعل جاء. اي قد يأتي قد يجيء لانواع بمعنى قد تخرج صيغة الامر عن معناها الاصلي الذي هو الأمر الى معاني اخرى كثيرة وهذه المعاني يعتني بها على الخصوص علماء اصول الفقه. فتذكر في الاصول التهديد مثلا لقول الله سبحانه وتعالى اعملوا ما شئتم هذا تهديد ليس ليس امرا ولا يأمرهم ان يعملوا ما شاءوا وكقول الله سبحانه وتعالى ذق انك انت العزيز الكريم ذق هذا ليس امرا وانما هو للاهانة وكقول الله سبحانه وتعالى اصلوها اي النار اصلوها فاصبروا او لا تصبروا ليس امرا ليس امرا بالصبر لانه حينئذ يكون امرا بالصبر وبعدم الصبر وهذا جمع بين النقيضين فليس امرا وانما هو للتسوية بسواء عليكم صبرتم او لم تصبروا ويكون ايضا للتعجيز لقول الله سبحانه وتعالى فاتوا بسورة من مثله الى غير ذلك. هذه موجودة في كتب الاصول والنهي قال وهو مثله بلا بدا النهي مثل الامر بمعنى انه طالبوا الكف طلبوا الترك او طلب الكف عن الفعل على جهة الاستعلاء اذا كان مع التساوي سمي ماذا؟ سمي التماسا واذا كان من الأدنى مرتبة الى الأعلى سمي ماذا سمي دعاء؟ كقول الله سبحانه وتعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا لا تؤاخذنا هذه صيغة نهي لا تؤاخذ صيغة نهي ولكن لا يسمى ذلك نهيا. انت لا تنهى الله والعياذ بالله تعالى وانما تدعوه سبحانه وتعالى صيغ الامر اربعة مذكورة يذكرها الاصوليون الاصل فيها هو فعل الامر وهنالك ايضا فعل مضارع المقرون بلام الامر والمصدر الى اخره اما النهي فله صيغة واحدة وهي الفعل المضارع المسبوق بلا الناهية هذا معنى قوله والنهي وهو مثله اي مثل الامر في التعريف بلا بدا اي بدا اي ظهر بلا وقد تكون بدا اه بمعنى بدأ اي سهلت الهمزة اه بلا بدأ لما؟ لان لا تكون في بدء النهي يعني اه تسبق الفعل المقصود بلا بدء هذا واضح وايضا تأتي صيغة النهي لاغراض اخرى غير النهي اه تعلم ايضا في كتب الأصول ويجوز قال اه والشرط بعدها يجوز. هذا ذكره الناظم تبعا الترخيص وغيره من كتب البلاغة معناه يجوز ان نقدر بعض الانواع الاربعة التي ذكرنا وهي التمني والاستفهام والامر والنهي يجوز ان نقدر بعدها شرطا جازما غير مذكور مثلا في التمني ليت لي مالا ليت لي مالا انفقه ليت لي مالا هذا التمني اه يجوز ان اقدر شرطا محذوفا. ليت لي مالا ان ارزقه انفقه وكذلك بالامر اكرمني وكريمكا بجواب الأمر اكرمني اكرمك يجوز ان اقدر شرطا فاقول اكرمني فان تكرمني اكرمك فتأتي بشرط مقدم هذا يعني قليل الفائدة من الناحية البيانية كان هذا يعني فيه فوائد من جهة النحو وقس على هذا نحن ذكرنا مثالا التمني الامر ثم قال والنداء هذا اخر البيت والنداء وقد للاختصاص والاغراء تجيء ثم موضع الانشاء قد يقع الخبر للتفاؤل والحرص او بعكس ذا تأملي النداء وهو النوع الخامس من انواع الانشاء وهو ماذا؟ هو طلب المتكلم اقبال المخاطبة هو طلب المتكلم اقبال المخاطب بحرف ينوب عن ادعو. كقولك مثلا يا زيد تطلب اقبال زيد تخاطب زيدا فتطلب اقباله واستعملت في ذلك حرفا هو يا. يقول النحات انه ينوب عن ادعو. فقولك يا زيد كما لو قلت ادعو زيدا و طلبك اقبال المخاطب قلنا بحرف سواء كان هذا الحرف متلفظا به او كان مقدرا مثال الملفوظ يا يحيى خذ الكتاب بقوة. يا يحيى اذن يا موجودة ومثال المقدر قول الله تعالى يوسف اعرض عن هذا الآن اين حرف النداء؟ مقدر يوسف هذا منادى وحرف النداء محذوف. تقديره يا يوسف اعرض عنها اذا هذا معنى قوله هو النداء ثم قال وقد للاختصاص والاغراء تجيء. اي قد تجيء صيغة النداء في غير معناها الاصلي فتكون اما للاختصاص واما للاغراء. مثال الاختصاص وهذا قليل يعني لكن نذكره مثال الاختصاص قول القائل انا اكرم الضيف ايها الرجل ايها هذا النداء انك اذا اردت ان تنادي المعرفة بان لا تقول يا الرجل تقول يا ايها الرجل تأتي باي كما هو معروف في النحو فإذا هنا نداء هذا ليس لا يراد به حقيقة النداء انا اكرم الضيف ايها الرجل معناها انا مختص من بين الرجال باكرام الضيف و يكون في معرض الفخر كما في هذا المثال المذكور هنا ويكون ايضا في موضع اظهار الفقر والمسكنة كقول القائل مثلا انا ايها العبد الفقير الى عفو ربي انا ايها لا يوجد نداء وان رأيت ايها ليس نداء انا ايها العبد الفقيه اي انا ايها العبد فقير الى عفو ربي انا ايها العبد فقير الى عفو ربي اي ان ما اختص من بين الناس من بين العباد بكونه فقيرا الى هذا هو معنى الاختصاص. المعنى الثاني اغراء تغريه بشيء هو الحث على التزام شيء معين لقولك لمن جاء يتظلم يا مظلوم يا مظلوم انت لم تناديه هو يعرف انه مظلوم لا تطلب اقباله فهو اقبل اصلا لا معنى لطلب الاقبال والاقبال حاصل وانما المراد ما هو؟ المراد حث المخاطب على الزيادة في التظلم. هو جاء يتظلم فتقول له يا مظلوم اي زد تغريه بالتظلم اكثر اذا هذا معنى قوله وقد للاختصاص والاغراء تجيء ثم قال ثم موضعا انشائي قد يقع الخبر اي قد يقع الخبر موضع الانشاء وذلك اما للتفاؤل واما للحرص. مثال التفاؤل معنى التفاؤل ما هو؟ التفاؤل بحصول الخبر كقولنا وهذا كثير نستعمله كثيرا نقول فلان رحمه الله فلان رحمه الله رحمه الله هادي في الاصل خبر رحم خبر ليس فيه انشاء لكنك في الحقيقة تستعمله يعني تضع الخبر موضع الانشاء تفاؤلا بحصوله تقول رحمه الله هي في الحقيقة اللهم ارحمه اللهم هذا نداء اللهم نداء لأن يا الله لا تقول يا الله وانما يعني يا تحذف يا وتعوضها بالميم المشددة بعد لفظ الجلالة فاللهم تساوي يا الله اذا الاصل ان تستعمل انشاء والاصل ان تستعمل من الانشاء النداء هو الدعاء في صورتنا هذه فتقول اللهم ارحمه لكن بدلا من ذلك تستعمل الخبر فتقول رحمه الله تفاؤلا بأنه كأنه قد وقع تفاؤلا بحصول الخبر. اذا هذا الاول الثاني الحرص اي الحرص على وقوع الخبر كقولك لشخص رزقني الله لقاءك هذا خبر رزقني خبر لكن حين تقول رزقني الله لقاءك اه يعني هو في الحقيقة ينزل الخبر منزلة الانشاء لانك في الحقيقة تقول اللهم ارزقني لقاء لقاء فلان هذا في الأصل انشاء لكن لما تأتي بالخبر هنا ليس للتفاؤل انت لا تتفائل هذا الامر انما الحرص لشدة حرصك على لقاء فلان تقول رزقني الله لقاءك تقصد فتنزل الخبر منزلة الانشاء هذا معنى قوله قد يقع الخبر للتفاؤل والحرص او او بعكس ذا تأملي اي قد يكون العكس فيوضع الانشاء موضع الخبر قول الله سبحانه وتعالى حكاية عن هود عليه السلام قال اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون اصل الكلام قال اني اشهد الله واشهدكم خبر وبعده خبر لكنه لم يذكر الخبر الثاني وانما جعل موضعه انشاء وهو الأمر واشهدوا فجعل الانشاء او اوقع الانشاء موقع الخبر. لما تأدبا مع الله قالوا تأدبا مع الله سبحانه وتعالى بان لا يساوي بين شهادته وشهادته. لانه لو قال قال اني اشهد الله واشهدكم فيه تسوية بين الشهادتين. كما لو كان شهادة الله مساوية لشهادة هؤلاء وليست مساوية فلاجل التمييز ولاجل التأدب مع الله عز وجل. جاء الاولى خبرا عن الاصل قال اني اشهد الله وجاء بالثانية انشاء وجعل هذا الانشاء في موضع الخبر تأدبا مع الله سبحانه وتعالى فقال واشهدوا انني اني بريء مما وبذلك نكون قد انتهينا من هذا الباب المخصص للانشاء وبعد ذلك بقي بابان اثنان من علم المعاني هما باب الفصل والوصل وباب الايجاز والاطناب والمساواة وما بابان صغيران نسبيا قبل ان ننتقل الى علم البيان اما التمارين فهي ثلاثة اسئلة في القصر خصوصا من قصر الخصوص السؤال بين نوع القصر وطريقه والمقصورة والمقصورة عليه في الامثلة التالية اذا تبين نوع القصر بل هو اضافيا وحقيقي الى اخره وطريقه يعني هل هو اه قصر ايضا يدخل في النوع اه هل هو قصر صفة على موصوف او موصوف على الصفة؟ وطريقه اي باي اسلوب هل هو بانما؟ هل هو بالنفي والاستثناء الى اخره؟ وتذكر المقصود ما هو؟ والمقصود عليه ما هو المثال الاول قول الله سبحانه وتعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون وفي السماء رزقكم وما توعدون. هنا يوجد قصر تاج الى تحليله كما ذكرنا. المثال الثاني قول الله سبحانه وتعالى ان هذا الا ملك كريم واخيرا المثال الثالث قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور جدا انما الاعمال بالنيات واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين