بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة هذا لقاؤنا الاول في شرح كتاب قطر الندى في علم النحو للعلامة ابن هشام الانصاري رحمه الله تبارك وتعالى ونمهد لذلك ببعض الممهدات التي لا بد منها فاول ذلك ان نقرر بان اللغة العربية هي اساس فهم دين الله عز وجل وهي الاصل الذي لا بد منه لمعرفة معاني الوحي من كتاب وسنة والاستنباط الفقهي واحكام العقائد منهما و لجميع مناحي الاجتهاد والمعرفة العلمية في دين الله عز وجل ولذلك قد كان العرب حين نزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كانوا عربا اقحاحا يفهمون القرآن ويفهمون ما يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنن وما كان يعزب عنهم شيء من ذلك فلم تكن المشكلة عندهم في الفهم فقد كانوا يفهمون وانما كانت المشكلة عند مشركيهم بالتفاعل مع تلك المعاني وفي الاذعان لها والتصديق بها بخلاف اغلب اهل عصرنا فان مشكلتهم الاولى هي في الفهم فانه لا يكادون يفهمون من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الا نتفا يسيرة يتلقونها من قيل وقال ومن كلام لبعض الناس قد يحسنون وقد يسيئون فينتج من ذلك ما لا يحصى من الافات والمفاسد وقد روى ائمة الادب قديما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قرأ على المنبر يوما قول الله سبحانه وتعالى او يأخذهم على تخوف ثم سأل الناس فقال ما تقولون فيها بما تقولون في معنى التخوف المذكور في هذه الاية او يأخذهم على تخوف فقام شيخ من هذيل وهذيل قبيلة عربية معروفة فقال هذه لغتنا التخوف التنقص فقال عمر رضي الله عنه وهل تعرف العرب ذلك من كلامها قال نعم فقد قال ابو كبير الهذلي تخوف الرحل منها تامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن يصف ناقته فيقول تخوف اي تنقص الرحل منها الرحل الموضوع عليها تخوف منها تامكا اي تخوف من سنامها التامك هو السنام. سنام الناقة قريبا اي موصوفا بكونه قد علاه القراد والقراد دويبة صغيرة اه توجد في هذه البهائم وتوجد في اوبارها ثم يشبه الاثر الذي يتركه الرحل على سنامي الناقة ب كما يقول كما تخوف عود النبعة السفن السفن هو الاجميل وهو الة من حديد تستعمل لنحت الخشب وغيره يستعملها الصناع في عملهم والنبعة شجرة معروفة. كما تخوف عود النبعة السفن كما يؤثر السفن في عود النبعة هذا معنى البيت اذا جاء بالبيت الشعري دليلا على وروج التخوف بمعنى التنقص فقال عمر فيما يروون عليكم بديوان العرب لا تضلوا فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم والشاهد من هذا ان عمر رضي الله عنه اقر هؤلاء على تفسير كتاب الله عز وجل بما يجدونه عندهم في كلامهم من اداب واشعار وهذه الاداب والاشعار هي الاصل الذي بنيت عليه قواعد النحو والصرف وغيرها من علوم العربية اذا لا سبيل الى فهم كتاب الله عز وجل الا بمعرفة العربية ومعرفة علومها هذا في التفسير فاما اذا انتقلنا من التفسير الى غيره من علوم القرآن كالتجويد والقراءات فهذه علوم لغوية بامتياز ولا تكاد تجد قارئا اي عالما بالقراءات لانه الان القارئ في اه اصطلاحنا المتداول اليوم انما هو الذي له صوت حسن يقرأ به القرآن. هذا هو الغالب على الناس. يقولون فلان يسمعون صوته فيجدون له صوتا حسنا فيقولون عنه قارئ او قد يقولون مقرئ وآآ يخلطون بينهما والقارئ هو الذي يقرأ والمقرئ هو الذي يقرأ عليه يقرأ الناس عليه والقارئ في اصطلاحهم القديم هو المتخصص في علم القراءات فلا تكاد تجد متخصصا في علم القراءات لا يعلم النحو بل رؤوس القراء هم رؤوس النحات والعكس فالقراءات مبنية على النحو واذا انتقلنا الى الحديث ففهم الحديث النبوي ايضا محتاج الى علوم العربية من نحو وصرف وغيرهما ولينظر في هذا مثلا الى ما يذكره الشراح عند كثير من الاحاديث كحديث كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبولن احدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه ثم يغتسل فيه وما ذكروا من اه روايات بقراءة يغتسل هذه؟ هل تقول يغتسل او يغتسل او يغتسل وما ينبني على كل رواية من من المعاني اه التي تختلف والتي ينبني عليها فقه مختلف واما الفقه واصوله اما الاصول فهذا اكبر امتداده من علوم العربية. علم ذلك من علمه وجهله من جهله واصول الفقه هو علم مستمد من العربية ابتداء واكثر مباحث الاصول هي في الاصل مباحث لغوية لكن الاصوليين اه اكثر من بحثها و بالغوا في ذلك واجتهدوا فيه ووسعوه اكثر من اهل اللغة انفسهم كما نص على ذلك السبكي في الابهاج وغيرهم وغيره واما الفقه فالفقه في الاصل هو الاستنباط كما يأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى في تعريف الفقه من عند حديثنا في علم الاصول فهو الاستنباط هو استخراج الاحكام الشرعية التفصيلية واستخراج الاحكام الشرعية من مظانها لا يكون الا بالعربية فالذي لا يدرك العربية لا يعرف كيف يستخرج الاحكام وهكذا في العقائد ولذلك وقع بين اه كثير من من اهل السنة قديما ومن مخالفيهم مباحثات ومناظرات في مسائل عقدية بنيت على اللغة واشتهر قول بعضهم لبعض المبتدعة وهو بشر المريسي انه قال له من العجمة اوتيت اي ان هذه البدع ان كثيرا من هذه البدع دخل على الامة من جهة العجمة اما حين كانت الامة سالمة من العجمة وقد كان العرب يتلقون هذه الايات والاحاديث المتعلقة بالعقائد خاصة بالمسائل الصفات ونحوها يتلقون ذلك بفهم عربي سليم لا يتطرق اليه اشكال فحين بدأت العجمة وانتشرت اه صارت هنالك افهام اخرى مختلفة ومخالفة وهي افهام اعجمية فرضت على الامة وادخلت اليها الوانا من البدع مرخص ما ذكرناه هو كلمة الشاطبي المشهورة ان الشريعة عربية ولانها عربية ف لو فرضنا متمكنا من من اللغة من اللغة العربية فهو كذلك متمكن من الشريعة وفاهم لها. هذا معنى كلام الشاطبي رحمه الله تعالى ولو وجد متوسط في العربية فهو متوسط في الشريعة. ولو وجد ضعيف في العربية فهو كذلك ضعيف في الشريعة فاذا هنالك تلازم واضح جلي بين العربية والشريعة عموما بجميع علومها من من قرآن وحديث وغير ذلك هنالك تلازم واضح ينبني عليه اهمية تعلم تلازم واضح عفوا بين العربية والشريعة وينبني عليه اهمية تعلم العربية لمن اراد فهم الشريعة ثم ان معرفة العربية لا تكونوا فقط بتعلم علومها فانا اقول تعلم علوم العربية لابد منه لكنه غير كاف لتحصيل الملكة اللغوية والذائقة العربية السليمة لابد من تعلم هذه العلوم ثم هي لا تكفي الذي لا يعرف هذه العلوم لا يعرف نحوا ولا صرفا ولا بلاغة ولا املاء ولا عروظا ولا قوافيا هذا الذي لا يعرف هذه العلوم هذا لا يمكنه ان يحقق المبتغى بفهم الشريعة والتمكن منها. هذا واضح ولكن اذا انت ادركت هذه العلوم وفهمتها ورسخت فيها لا يكفي ذلك لان تحصل الملكة اللغوية اللازمة. بل لابد من امور اخرى هي التي ذكرتها وفصلت البيان فيها في كتابي تكوين الملكة اللغوية ذكرت الادب خصوصا وذكرت ممارسة النصوص اه الشرعية اه في الاولى يعني المنتسبة الى اللسان العربي الاول. وذكرت الممارسة الكتابية والممارسة الشفهية وذكرت امورا مختلفة لكن هذه الممارسة هي في اغلبها ممارسة فردية اي اه هي من الجهد الذاتي الذي يجب على الطالب ان يبذله ان اراد تحصيل مراده والذي يمكن تحصيله بمعونة من الشيوخ والاساتذة انما هو علوم العربية العلو هي التي سنذكر الان هي هذه العلوم هي التي يمكن ان ندرسها. اما ان نقول لك مثلا ممارسة هذا عليك ان تمارسه بنفسك. القراءة القراءة في الادب في الغالب لا يمكن ان يدرسك الشيخ كثيرا من الادب وانما غايته ان يدرسك قصيدة او قصيدتين او كتابا او كتابين في الادب لكن اغلب قراءتك هي قراءة ذاتية خاصة بك فاما علوم العربية فاذا اردنا الاحاطة بها فاننا ننظر الى اه المدروس فيها. ما الذي يمكننا ان ندرسه ان ندرسه في هذه العلوم فنقول اما ان ندرس الكلمة العربية حال كونها مفردة واما ان ندرس الكلمة العربية حال كونها مركبة مع غيرها من الكلمات فاذا نظرنا الى الكلمة المفردة فيمكننا ان ننظر اولا في هيئتها وصيغتها كيف هي هذه الكلمة فننظر مثلا في لفظة كاتب نتأمل في هذه الصياغة فنجد ان هذه الهيئة هي هيئة مخصوصة تدل على معنى مخصوص يشبه قولنا في مع فعل اخر قائل او آآ صادق او ما اشبه ذلك فنقول هذه الهيئة وهي التي تسمى مثلا اسم الفاعل في مثالنا هذا هذه الهيئة تصاغ من الفعل بطريقة معينة وتدل على معنى معين ولها احكام معينة. اذا حين ننظر بهيئة الكلمة فاننا حينئذ ننشغل بعلم يسمى علم الصرف فعلم الصرف اذا ما هو هو العلم الذي يعتني بهيئة الكلمة المفردة كاتب خير مكتوب غير كتب غير كتاب الى اخره هذه صيغ مختلفة هذه الصيغ تدرس في علم يسمى علم الصرف ثم اذا نظرنا الى هذه الكلمة من اين اخذت بمعنى حين نقول مثلا كاتب من اين اخذت هذه الكلمة فيجيبنا صاحب علم ثان يسمى علم الاشتقاق يقول لنا مثلا هذه الكلمة مأخوذة من فعل هو كتب او مأخوذة من مصدر هو الكتابة على خلاف عند آآ اهل النحو وغيره في الاصل في الاشتقاق هل هو الفعل او المصدر فيذكرون لك مثلا في هذا العلم كيفية اه اشتقاقي اي صياغة الكلمات بعضها من بعضها الاخر. كيف تؤخذ الكلمة من اصلها الاشتقاق يدخل في ذلك مباحث كثيرة متعلقة بالاشتقاق الصغير والكبير وانواع الاشتقاق المختلفة ثم اذا نظرنا الى كتابة هذه الكلمة كيف تكتب بمعنى كاتب هذا مثال سهل فانه لا يكاد اه يقع الطالب في خطأ عند كتابة هذا اللفظ. لكن مثلا الالفاظ المشتملة على حرف الهمزة المتوسطة مثلا حين اريد ان اقول اه مثلا مائدة مائدة هذه الهمزة كيف اكتبها؟ اي كيف اخطها كيف ارسمها بالقلم على الورق هنالك مجموعة من القواعد وهي قواعد خاصة مجموعة في علم يسمى علم الاملاء او علم الخط او الرسم لكن الافضل عدم استعمال هذه اللفظ هذا اللفظ لان الرسم يستعمل في الغالب بطريقة كتابة الالفاظ القرآنية في طريقة كتابة القرآن وقواعد الرسم القرآني مخالفة لقواعد الاملاء فلا ينبغي الخلط بين هذين التخصصين اذا وصلنا الى العلم الثالث وهو علم الاملاء ثم اذا اردنا ان ننظر في معنى الكلمة في معنى الكلمة مثلا لفظ ما معناه زبر فيجيبك العالم بعلم يسمى علم اللغة او علم مفردات اللغة يجيبك الهزبر هو الاسد اذا هذا العلم الرابع وهو علم اللغة ويسمى ايضا علم مفردات اللغة ومبناه على كتابة المعاجم والكشف عن معاني الكلمات في المعاجم المعاجم اللغوية المعروفة اذا مجرد النظر في الكلمة المفردة باربعة انواع من النظر يؤدي بنا الى اربعة علوم من علوم العربية انواع النظر هذه ما هي هي النظر الى هيئة الكلمة وهذا يؤدي بنا الى علم الصف او الى طريقة صياغة الكلمة انطلاقا من كلمة اخرى وهذا علم الاشتقاق او الى كتابة الكلمة وهذا علم الاملاء او الى معنى الكلمة وهذا علم مفردات اللغة فهذه اربعة علوم بعد ذلك نأخذ هذه الكلمة فنركبها مع اخواتها ويكون ذلك اذا في جملة فلا نكتفي بالكلمة مفردة وانما ننظر الى الكلمة مجموعة مع اخواتها في تركيب حينئذ حين نركب الكلمة مع اخواتها فاننا نرى وهذا من خصوصيات العربية نرى بان اخر الكلمة قد تحدث عليه تغيرات وقد لا تحدث بسبب موقع الكلمة من الجملة. الا ترى انك تقول مثلا جاء زيد ثم تقول رأيت زيدا ثم تقول مررت بزيد فجيد هذه كلمة واحدة اذا كانت مفردة انت لا تنظر في احوال اخرها لكن ازا انت ركبتها في جملة فان اخرها يتغير تتغير احواله بتغير موقع هذه الكلمة من الجملة زايد حين تقول جاء زيد تكون الكلمة وهذا سيأتينا في مواضيع ان شاء الله تعالى تكون مرفوعة ويكون اخرها مضموما واذا قلت رأيت زيدا تكون الكلمة منصوبة ويكون اخرها مفتوحا واذا قلت مررت بزيد تكون الكلمة مجرورة ويكون اخرها عليه كسرة مكسور فاذا هنالك علم ينظر في احوال اواخر الكلمات العربية بحسب ما يقع بحسب موقع هذه الكلمة العربية من الجملة هذا العلم هو علم النحو وهذا هو اجل علوم العربية واعظمها واعظمها شأنا واجلها خطرا حتى انه في الاصل اذا اطلق علم العربية فانما يراد به علم النحو ولذلك في في القديم كانوا يصطلحون على علم النحو بعلم العربية. كانوا يقولون علم العربية انما يقصدون به النحو. على اننا نقر بان علم النحو قديما كان يشمل الصرف ايضا فما كان هنالك فصل بين النحو والصرف بل كان العلماني مندمجين وكانت كتب النحو تشمل ايضا مباحث الصرف ثم هذه الكلمة المركبة هذا التركيب هذا التركيب اذا نظرنا الى طريقة دلالته على المعاني يعني كيف يدل على المعاني المختلفة فاننا اذا تأملنا مثالا ننظر فيه مثلا حين اه تريد ان تخاطب شخصا معينا فتخبره بقيام زيد يمكنك ان تقول لهذا الشخص قام زيد او ان تقول زيد قائم او ان تقول ان زيدا قائم او ان تقول والله ان زيدا لقائمون الا تراه بان هذه الصيغ مختلفة ليست مختلفة فقط من الناحية اللفظية بل هي مختلفة كذلك في المعاني الدالة عليها فانك اذا كنت تخاطب شخصا خالي الذهن من قيام زيد او عدم قيامه فانت لا تحتاج الى تأكيد الكلام معه. اليس كذلك وبالمقابل اذا كان الشخص مترددا وشاكا في قيام جيد فانك تحتاج الى الاتيان مؤكد واحد تؤكد به الكلام لكن اذا كان الشخص منكرا لي قيام زيد منكر للقيام الجيد فانت تحتاج الى الاتيان بمؤكدين فاكثر فعدد المؤكدات يكون بحسب حال المخاطب بعبارة اخرى ايرادك للكلام يكون بحسب ما يقتضيه حال المخاطب العلم الذي يبحث في هذا هو علم المعاني ثم هذا الكلام يمكنك ان تأتي به بصيغ مختلفة في قوتها وضعفها في القوة والضعف يمكنك مثلا ان تقول زيد كالاسد في الشجاعة ويمكنك ان تقول زيد كالاسد فقط ولا تقول في الشجاعة او ان تقول زيد اسد او ان تقول رأيت اسدا يقاتل على حصانه مشهرا سيفه او او الى غير ذلك. صيغ مختلفة هذه الصيغ هذه الالوان من التعبير هي الوان مختلفة في قوتها وظعفها وفي تأثيرها هنالك التشبيه التشبيه بانواعه التشبيه مع ذكر الاداة مع ذكر وجه الشبه تشبيه البليغ هنالك الاستعارة هنالك الوان من الشعار يعني الشعارات الوان واشكال مختلفة هنالك الكنايات الى غير ذلك العلم الذي يعتني بهذه الصور المختلفة انا الان لا اعطي تعريفات دقيقة لهذه العلوم. لانني اخاطب مبتدئين في علوم العربية عموما واذا اعطيت تعريفات دقيقة فهذا قد يدخلني في متاهات شرح هذه التعريفات وذكر محتجزاتها ونحو ذلك لا لا اكتفي بذكر امور تقريبية يتبين بها الطالب المبتدئ معاني هذه العلوم. اذا العلم الذي يعتني بهذا هو علم البيان جميل ثم هذا الكلام الذي نورده موافقا لمقتضى الحال والذي نريده على صيغة معينة يعني في بعض الاحيان يكون خلوا من التنميق والتزويق والجمال فنحتاج الى ان نجمله ان نزينه وان نضع عليه بين قوسين مساحيق التجميل لكن هي ادوات تجميلية لغوية نسميها محسنات هنالك علم علم يعتني ببيان هذه المحسنات التي تجمل التي تجمل الكلام وتزينه وتنمقه هذا العلم يسمى علم البديع واذ تذكر فيه المحسنات البديعية المختلفة المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية الى غير ذلك العلوم الثلاثة الاخيرة التي ذكرتها لك وهي المعاني والبيان والبديع هذه الثلاثة تجمع في العادة في علم واحد كبير يسمى علم البلاغ اذا حين ندرس التركيب فاننا ندرسه اما من جهة احوال اواخر الكلم هذا النحو واما من جهة تلك الامور الثلاثة المختلفة الداخلة في علم البلاغة اذا هذه اربعة علوم اخرى ثم هذا الكلام قد يكون منثورا وقد يكون منظوما فان كان منظوما فاننا نحتاج الى معرفة الاوزان التي صيغ هذا الكلام فيها التي نظم هذا الكلام عليها هنالك اوزان اوزان عربية معروفة العلم الذي يعتني بمعرفة هذه الاوزان وضبطها وتمييز اه السالم منها من المكسور هو العلم الذي يسمى علم العروض ثم هذا الكلام المنظوم انت تلاحظ ان في اخر كل بيت منه البيت الشعري تلاحظ ان في اخره ماذا شيئا متوافقا في القصيدة كلها في اخر الابيات من القصيدة العربية تجد ان هنالك شيئا متحدا يتشابه في اواخر هذه الابيات هذا الشيء الذي يكون في اواخر الابيات ويحرص الشاعر على ان يكرره في اخر كل بيت حتى تكون القصيدة كلها قائمة عليه هذا يسمى يعني العلم الذي يعتني بهذا الامر يسمى علم القافية وفي العادة في الغالب يكون علم العروض وعلم القافية معا مجتمعين في علم واحد كتب العروض والقوافي تكون اه في الغالب هكذا يعني ويندر ان تجد كتابا في العروض لا يتطرق للقوافي او كتابا للقوافي ليس فيه ذكر للعروض اولا اذا الى الان وصلنا الى عشرة من العلوم اربعة علوم خاصة بالكلمة المفردة وهي علم آآ الصرف والاشتقاق والاملاء وعلم مفردات اللغة ثم ستة علوم متعلقة بالتركيب وهي النحو والمعاني والبيان والبديع وهذه الثلاثة هي البلاغة والعروض والقوافي. هذه عشرة ثم هذه العلوم العشرة كلها يمكن ان تدرس مستقلة ويمكن ايضا ان نجدها منثورة في كتب جامعة تذكر شيئا من العروض وشيئا من النحو وشيئا من الصرف وشيئا من البلاغة. هذه الكتب الجامعة هي التي كي تسمى كتب الادب ونقصد بذلك الادب بمعناه الاصطلاحي القديم. لا نقصد الادب الحديث كما نجده في في الروايات والقصص القصيرة وغير ذلك. لا نقصد الادب بمعناه بمعناه القديم. فنحن اذا فتحنا كتابا من كتب الادب القديم ككتاب آآ العقد الفريد او الاغاني او الاماني لابي علي القالي او الكامل للمبرد او اه كتب جاحد هذه الكتب الادبية فيها لا شك فيها اشعار فيها حكم منثورة فيها كلام حسن لكن ايضا تجد فيها مبحثا نحويا واخر صرف وشيئا من تفسير الكلمات وشرح الكلمات يعني مفردات اللغة وكثير من المباحث البلاغية وشيء من العروض وهكذا. فكتب الادب هي الكتب الجامعة التي تنتظم فيها علوم العربية جميعها. اذا الان قدمنا بهذه المقدمة الشاملة ولكن المختصرة لان ما ما جلسنا نعرف كل علم تعريفا دقيقا كما ذكرت انفا فعرفنا اولا اهمية دراسة علوم العربية وعرفنا ثانيا علوم العربية هذه كيف هي؟ وما حقيقتها وما مباحثها ثم بعد ذلك سننتقل الى علم النحو خصوصا فعلم النحو على جهة الخصوص كما ذكرت انفا هو اجل علوم العربية واعظمها وهو الذي سنتدارسه باذن الله عز وجل في لقاءاتنا المقبلة وسيكون ذلك من خلال متن مشهور مبارك هو قطر الندى للعلامة ابن هشام رحمه الله تبارك وتعالى سنذكر سنشرح باذن الله هذا المتن وهو متن يعني لنقول يمكن ان يدرس ان يدرس للمبتدئين كما يمكن ان يدرس المتوسطين في العلم في علم النحو فهو بحسب طريقة بحسب طريقة اه عرضه وبحسب هل تدخل في التفاصيل والخلافات ام لا تدخل فإذا سيكون بين بين بحسب اه ما سنلحظه من تفاعل او من اه اخذ ورد خلال هذه الدروس اذا في لقائنا المقبل باذن الله سبحانه وتعالى سنتطرق الى اه علم النحو خصوصا الى تعريفه الى نشأته وتطوره ثم نعرف بكتاب ابن هشام الانصاري بابن هشام وبكتابه ثم نشرع في تدارسنا لهذا المتن واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين