بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة بعد ان ذكرنا مبحث التخصيص نذكر انواع المخصصات المنفصلة فلخص ذلك بقوله يخصص النطق بنطق واقتبس اقسامه اربعة لا تلتبس فسنة بسنة كذا كتاب وذا به وعكسه بلا ارتياب اي اه هذا المبحث معناه ان التخصيص يكون بباب المخصصات المنفصلة يمكن تخصيص النطق بالنطق. والمراد بالنطق الكتاب والسنة اي النصوص فقال وخصص النطق بنطق واقتبس اقسامه اربعة لا تلتبس. سنة بسنة اي تخصيص السنة بالسنة كذا كتاب اي تخصيص الكتاب بالكتاب وذا به اي تخصيص الكتاب بالسنة وعكسه اي تخصيص السنة بالكتاب بلا ارتياب اذا هذه هي الاقسام الاربعة وقبل ذلك علينا ان نشير الى ان المخصصات المنفصلة يدخل فيها ايضا التخصيص بالحس وبالعقل فالتخصيص بالحس كما في قول الله سبحانه وتعالى تدمر كل شيء بامر ربها ومن المعلوم بالحس ان هذه الريحة لم تدمر السماوات ولم تدمر الاراضين ولم تدمر الجبال وخصص هذا العموم وهو كل شيء وهو من الفاظ العموم خصص بدلالة الحس. ما عندنا دليل نصي من الشرع يقول بان آآ مثلا هذا كل شيء هذا ليس على عمومه وانما علمنا ذلك من جهة الحس وكذلك يمكن التخصيص بالعقل ومثلوا لذلك بقول الله سبحانه وتعالى الله خالق كل شيء ومن المعلوم ان لفظ شيء يتناول ذات الله سبحانه وتعالى كما في قول الله سبحانه وتعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله فاذا مقتضى قوله تعالى الله خالق كل شيء هذا العموم يدخل فيه ذاته سبحانه وتعالى ولكن بدلالة العقل الصريح اه لا يدخل بل هذا العموم مخصوص ولابد ثم يكون التخصيص بالشرعية بعد الحس والعقل يكون التخصيص بالشرعيات فيدخل في هذا تخصيص الكتاب بالكتاب بقول الله سبحانه وتعالى والمطلق والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء هذه عامة تشمل المرأة المدخولة بها وغير المدخول بها ثم خصص خصصت المرأة غير آآ المدخول بها بقول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم اختموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فخرجت هذه فخرجت المدخول بها من العموم السابق وتخصيص الكتاب بالسنة مثاله قول الله سبحانه وتعالى بعد ان ذكر المحرمات من النساء واحل لكم ما وراء ذلك فيشمل ذلك كل من لم يذكر انفا كل من لم يذكر في الاية اه القرآنية لكن ورد في السنة ما يدل على ان هذا العام اه مخصوص وذلك ان السنة منعت من ان يجمع الرجل بين المرأة وعمتها او المرأة وخالتها وذلك بحديث لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها فدل على ان قوله احل لكم ما وراء ذلكم ليس على اباء ليس على عمومه وانما هو مخصوص وكذلك تخصيص السنة بالسنة والسنة بالكتاب فتخصيص السنة بالكتاب مثل قول الله سبحانه وتعالى امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فلفظ الناس هذا عام يشمل الناس اجمعين ويدخل في ذلك اهل الكتاب فمقتضى هذا الحديث وجوب مقاتلة اهل الكتاب ايضا لانهم داخلون في العموم حتى يشهد ان لا اله الا الله اي حتى يلتزموا بدين الاسلام. لكن دلت الاية القرآنية على ان اهل الكتاب مخصوصون بحكم خاص وهو جواز بقائهم على دينهم وعدم دخولهم في الاسلام ولكن مع اعطائهم الجزية وذلك قول الله سبحانه وتعالى حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صابرون واما تخصيص السنة بالسنة فكثير جدا. من ذلك مثلا قول الله سبحانه وتعالى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء العشر وقوله ما سقت السماء ما هذا من الفاظ العموم كما ذكرنا انفا فيشمل كلما سقته السماء قليلا كان او كثيرا ويخص منه اه القليل فانه لا زكاة فيه. وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر ليس فيما دون ليس فيما دون خمسة اوسق صدقة القليل لا صدقة فيه لا زكاة فيه اذا هذا هو مبحث المخصصات المنفصلة ثم انتقل الى مبحث المجمل والمبين فقال المجمل المحتاج للبيان يكون في السنة والقرآن بيانه الاخراج للجلاء من حيز الاشكال والخفاء فاذا المجمل في اللغة اه ضد المفصل من اجملت الشيء اذا جمعته وفصلت الشيء اذا فرقته وفي الاصطلاح عرفه بقوله المحتاج للبيان اي هو اللفظ الذي لا يمكن فهم المقصود منه الا بامر خارج الا بامر خارج هذا هو تعريف المجمل ف اذا اردنا ان نختصر قضية دلالة اللفظ على المعنى فيمكن ان نقول ان دلالة اللفظ على معناه على انواع فاما ان يدل اللفظ على معنى واحد لا يحتمل غيره هذا هو النص وسيأتي ان شاء الله تعالى واما ان يحتمل معنى اخر يعني يحتمل معنيين فأكثر فينظر في هذين المعنيين هل هما على حد سواء ام احدهما اظهر وارجح من الاخر اذا كان احدهما ارجح فهذا الراجح هو الظاهر وذلك المرجوح هو المؤول طيب اذا كان على حد سواء قالوا هذا هو المجمل فاذا اما ان نعرف المجمل بالتعريف الذي ذكره المصنف هنا واما ان نصل الى المجمل بهذه القسمة وهي قسمة عقلية حاصرة فنقول اللفظ اما ان يدل على معنى واحد لا يحتمل غيره فهو النص واما ان يدل على معنيين فاكثر فان كانا على حد سواء فهذا هو المجمل اذا لفظ المجمل وان كان احدهما ارجح فهو الظاهر والمرجوح هو المؤول فاذا بعبارة اخرى انطلاقا من هذا التقسيم المجمل هو اللفظ الذي يدل على معنيين فاكثر دون ان يكون احد هذه المعاني اظهر من غيره. وبالتالي يحتاج الى بيان. لانه ما يمكن ان يبقى اللفظ دالا على مجموعة من المعاني دون بيان فيحتاج فيه الى مبين. المبين هو الذي يأتي يوضح المقصود فانطلاقا من البيان نعرف بان هذا اللفظ المجمل يراد به هذا المعنى لا ذاك المعنى واذا لم يأتي هذا المبين الخارجي بقي المجمل على اجماله غير متضح المعنى جميل اذا المجمل هو المحتاج الى البيان المفتقر الى البيان ويكون في السنة وفي القرآن آآ كما ذكر يكون في السنة وفي القرآن اي هو واقع خلافا لمن ذهب من الاصوليين الى انه غير موجود والمسألة مبحوثة في علم اصول الفقه بتفصيل فبعض فجماعة من الاصوليين قالوا اه قلة قليلة يعني ليست جماعة كثيرة قلة قليلة من الاصوليين قالوا المجمل غير موجود اه في اه القرآن والسنة وهذا منسوب خصوصا الى اه داود الظاهري جميل طيب ما دليل اه وجود هذا المجمل تديره واقعية كما يقولون الوقوع دليل الجواز. فاذا وقع الشيء فهذا يدل على ان هذا الشيء جائز لانه لا يقع الشيء الا وهو جائز فمثلا قول الله سبحانه وتعالى ثلاثة قروء فالقروء هذا لفظ يحتمل معنيين اثنين يحتمل معنى الاطهار والقرؤ والطهر والطهر المراد به المدة الزمنية بين حيضين ويحتمل ان المراد به الحيض. القرء هو الحيض وسبب هذا الاجمالي وجود الاشتراك اللغوي وجود الاشتراك اللغوي فلفظ القرء من الالفاظ المشتركة بين اه معنيين بين معنى الطهر ومعنى الحيض. فهذا الاشتراك هو الذي اوجب هذا الاجمال فلاحظ الفرق بين الامرين الاشتراك اللغوي اي ان اللفظ يدل على معنيين اثنين هو الذي اوجب الاجمال في هذا اللفظي لكن واذا قلنا هذا معناه ان الاجمال قد يكون بسبب اخر غير الاشتراك اه فمثلا من انواع الاجمال عدم معرفة الهيئة والصفة فمثلا قول الله سبحانه وتعالى اقيموا الصلاة هذا واضح وهو اننا مأمورون باقامة الصلاة اذا الحكم واضح لكن هيئة الصلاة وصفتها ما هي هذا مجمل ولذلك جاءت السنة بالبيان بذلك فهم يقولون ان السنة مبينة لمجمل القرآن فالصلاة مجمل لا تتوضح الا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله وكذلك الزكاة ورد الأمر بإعطاء الزكاة في القرآن. لكن ما السبيل الى هيئة وصفة الزكاة ومقاديرها والنصاب والأنصبة او المقادير ولمن تخرج وكيف تخرج هذه التفاصيل كلها بيان لهذا الاجمالي هذا البيان انما يوجد في السنة فهذا من المجمل المحتاج الى بيان اذا عدم معرفة الصفة او عدم معرفة المقدار كما في الزكاة هذا كله من انواع الاجمالي وآآ كذلك يعني انواع كثيرة من هذا الانواع الاجمال من ذلك مثلا ان لا يكون الاجمال بسبب الاشتراك اللغوي وانما يكون بسبب الاحتمال الوارد في التركيب. مثال ذلك قول الله سبحانه وتعالى الا ان يعفون او يعفو الذي بيده عقدة النكاح قوله الذي بيده عقدة النكاح هذا مجمل لاحتمال ان يراد به الزوج هو الذي عنده عقدة النكاح وهنالك احتمال اخر ان المراد به ولي المرأة فهذا مجمله يحتاج الى بيانه وهكذا فالمقصود ان الاجمال وارد في الشريعة وارد في كتابه وفي السنة ثم البيان هو ما شرحه بقوله بيانه الاخراج للجلاء من حيز الاشكال والخفاء اي البيان اخراج الشيء المجمل من حيز الاشكال والخفاء الى حيز التجلي والوضوح الحيز هو المكان فعندنا لفظ مجمل موجود في مكان الاشكال والخفاء والالتباس فالبيان اخراجه من هذا الحيز من هذا المكان الى حيز اخر فيه ماذا؟ فيه الوضوح والجلاء. فهذا هو البيان والبيان يكون بنص اخر اه كما اه ذكرنا انفا ثم بعد ذلك النص قال في تعريفه والنص ما لم يلتبس مدلوله والنص ما لم يلتبس مدلوله وقيل ما تأويله تنزيله اخذ من منصة العروس كرسيها المعد للجلوس كرسيها او كرسيها كرسيها خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو كرسيها او من منصة العروس كرسيها بدر من منصة جميل الان نحن قلنا في تقسيم دلالة الالفاظ على المعاني قلنا بان النصاب هو ما يدل هو لفظ يدل على معنى لا يحتمل غيره غيره هذا هو النص فما لا يحتمل الا معنى واحدا هو النص وعرفه هنا بقوله ما لم يلتبس مدلوله اي لم يخف معناه ولم يختلط معناه بمعنى اخر لما؟ لكونه لا يحتمل الا معنى واحدا فاذا قلت مثلا السماء او قلت الارض او قلت اه قابلت زيدا زيد مثلا هذه لا تحتمل الا معنى واحدا فيقال بان لفظ جيد نص في ذلك الانسان المعروف وهكذا في الارض وفي السماء وفي غيرها وقيل في تعريفه هو ما تأويله تنزيله هو ما تأويله وتنزيله ما معنى تأويله تنزيله؟ اي معناه يفهم بمجرد نزوله ولا يحتاج معه الى تأويل سواء اكان التأويل بمعنى التفسير او كان التأويل بمعنى حمل اللفظ على غير ظاهره كما سيأتي في الظاهر والمؤول. المقصود انه لا يحتاج الى شيء. لا يحتاج الى تأويل فيفهم معناه بمجرد تنزيله وهذا معنى قوله وقيل ما تأويله تنزيله ومثلوا له مثلا بقول بقول الله سبحانه وتعالى فصيام ثلاثة ايام هل يحتمل هذا شيء معنى اخر؟ غير المعنى الذي يعرفه كل واحد من اللغة لا يحتمل ذلك. فبمجرد تنزيله يفهم دون توقف على تأويله. الان يريد ان يقول لفظ النص اللغة من اين جاء؟ قال اخذ من منصة العروس والمنصة هي كرسيها المعد للجلوس فالمنصة معروفة تستعمل حتى في عصرنا هذا تستعمل للعروس ولغيرها المنصة المكان البارز الذي يجلس تجلس فيه العروس تكون فيه بارزة ظاهرة. فهذه المنصة وهكذا تعرف عند العرب ف اه النص اذا هو الرفع والاظهار والبروز فاذا كان اللفظ اه دالا على معناه بكل وضوح وظهور فهذا هو معنى كونه نصا اخذ من المنصة التي اه تكون فيها العروس بارزة ثم بعد ان ذكر النص وذكر آآ قبله المجمل والمبين بقي لنا الظاهر والمؤول وانتم تذكرون الان ان القسمة فيها اربعة اقسام قلنا النص اذا احتمل معنا واحدة اذا افاد بمعنى لا يحتمل غيره وقلنا المجمل اذا احتمل معنيين على التساوي الظاهر والمؤول عرف الظاهر بقوله وظاهرون محتمل لاظهر وغيره من معنيين شهرا ما معنى هذا الكلام معناه ان الظاهر هو ما احتمل امرين اثنين احدهما اظهر من الاخر اظهر من الاخر اي ارجح من الاخر. الرجحان هذا مأخوذ من الميزان فالميزان له كفتان اذا وضعت وضع الشيء الثقيل في احدى الكفتين فانها تكون راجحة. جميل مثال ذلك قول القائل رأيت اسدا لاحظوا الأسدي ظاهر ظاهر لاحظ ظاهر في معنى الحيوان المفترس المعروف ما معنى ظاهر؟ معناه انه يفيد معنى الحيوان المفترس ولكنه يحتمل معنى اخر هو معنى الرجل الشجاع فاذا ليس لفظ اسد نصا ليس نصا في معناه آآ الحيوان المفترس وانما هو ظاهر فيه ظاهر في معنى الحيوان المفترس لما؟ لانه يحتمل معنى اخر هو معنى الرجل الشجاع لكن ايهما ارجح الحيوان مفترس ام الرجل الشجاع؟ الحيوان المفترس ارجح لما؟ لانه حقيقة بينما دلالة لفظ اسد على معنى على معنى الرجل الشجاع هي دلالة مجازية لا حقيقية والقاعدة ان الحقيقة ارجح من المجاز فاذا آآ يمكن ان يقال بان المعنى الحقيقي ظاهر او التعبير الصحيح اللفظ ظاهر في معناه الحقيقي واما معناه المجازي فمؤول. ما معنى مؤول؟ معنى ذلك اننا نصرف اللفظ من المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي او من الظاهر الى المؤول فالتأويل اذا هو صرف اللفظ عن معناه الاصلي الى معنى اخر بقرينة او بدليل او ما يكون تأويل بدون دليل من الغلط اه الشرعي ان يؤول لفظ لغير سبب هكذا يعني جاءنا لفظ فما اعجبنا فما اعجبتنا دلالته على هذا المعنى فنأوله نقول لا يفيد معنى كذا هذا ما يكون بهذا الشكل ومن عجائب التعالم في هذا العصر ان كل واحد صار يقول هذا مجاز امس كنت اقرأ في بعض المنشورات بعض الناس ذكروا عن شخص معين انه قال كلمة كفرية قال انه اله او انه رب وما اشبه ذلك والعياذ بالله تعالى لا اشكال القضية واضحة عليه ان يتوب الى الله عز وجل وما اشبه ذلك. لكن المشكل انه دخل بعضهم يقول لا هذا معنى مجازي هذا محمول على المجاز امثال هؤلاء لو كانوا مع موسى عليه السلام او في زمن موسى عليه السلام او في زمن اه فرعون حين قال فرعون انا ربكم الاعلى لقالوا هذا محمول على المجاز. الحمل على المجاز او حملوا على او التأويل ما يكون بمحض التشهي والهوى. لان المعنى لا يعجبني فانا اؤول. لا وانما يكون بدليل وقرينة ف يوجد دليل يمنع من افادة المعنى الاصلي. يمنع من افادة المعنى الحقيقي. فيكون المعنى الحقيقي ممتنعا غير ممكن. فلاجل ذلك ننقل اللفظ الى ماذا؟ الى المعنى الآخر وهو المعنى المجازي. ولاجل ذلك نحن ننكر على الذين يأولون صفات الله عز وجل لما لاننا لا نرى لذلك سببا لا نرى لذلك سببا بل نقول ان هذه الصفات الواردة في كتاب الله عز وجل يمكن حملها على حقيقتها دون ان اقتضي ذلك تشبيها لله بخلقه كما نثبت السمع والبصر والكلام ونثبت الارادة والقدرة والحياة والوجود وهذه كلها صفات يشترك فيها الخالق بالمخلوق ومع ذلك فنحن نثبتها ونقول ليست صفة السمع لله عز وجل كصفة السمع للمخلوق. فكذلك فيما سواها من الصفات والقاعدة ان القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الاخر فلاجل ذلك لا اشكال عندنا في ان نثبت الاستواء او النزول والوجه واليد ونحو ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى. نثبت ذلك على حقيقته ولا اوله لان التأويل انما يسار اليه عند تعذر الحقيقة اي عند امتناع المعنى الحقيقي فلاجل ذلك الاصل ان نحمل النصوص الصفات على معانيها الحقيقية ما لم تتعذر والحال ان الحمل لم يتعثر مفهوم؟ هذا هو ظاهر والمؤول فلذلك يقول وظاهر محتمل لاظهر اي لاظهر منه وغيره من معنيين اه اه شهرا اليس كذلك؟ اذا هذا هو معنى الظاهري والمؤول فإذا اه هذا ما يمكن ان يقال عن الظاهر والمؤول اه بقيت مسألة وهي آآ ان التأويل قد يراد به لفظ التأويل قد يراد به شيء اه اخر كما ذكرت لكم انفا فقد يطلق التأويل على معنى التفسير التفسير الشرح مثلا آآ نجد كتابا من كتب التفسير يسميه صاحبه كتاب في تأويل القرآن. ماذا يقصد بالتأويل؟ ما يقصد انه صرف اللفظ عن ظاهره؟ لا. يقصد تفسير القرآن. شرح القرآن اذن التأويل آآ يراد به ايضا هذا المعنى وهو معنى ماذا؟ معنى التفسير ويطلق التأويل ويراد به ما يؤول اليه اللفظ اي وجود اللفظ في الواقع كما قال الله سبحانه وتعالى هل ينظرون الا تأويله اي هل ينظرون الا ماذا؟ الا وقوعه مفهوم اللفظ قد يكون خبرا مثلا فوقوع هذا الخبر كما ورد في اللفظ هذا يسمى ايضا تأويلا وهذه لغة القرآن وفي لغة القرآن يراد بهذا آآ يراد بالتأويل ايضا هذا المعنى. اذا هذان معنيان ثم المعنى الثالث هو المعنى المراد عند الاصوليين وهو الذي ذكرت لكم الان هو صرف اللفظ عن ظاهره لقرينة اوجبت ذلك فلابد من فهم هذا لكي اه نعرف طرق استعمال الالفاظ فهنالك الفاظ ترد في القرآن مثلا بمعنى ويستعملها اهل العرف العامي او اهل العرف الخاص بمعنى اخر فينبغي التفطن لذلك ثم في لقاءنا المقبل باذن الله سبحانه وتعالى نبدأ الحديث عن افعال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك قوله وقربة يفعلها الرسول تعم الا ما اتى الدليل الى اخر كلامه رحمه الله تبارك وتعالى واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله اهي رب العالمين