بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تبارك وتعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة زكرنا انفا اعراب الفعل المضارع وان فيه تفصيلا وذلك قوله رحمه الله ويسكن اخره مع نون النسوة نحو يتربصن والا ان يعفون وهذا شرحناه وذكرنا الفرق بين يعفون لقولك النساء يعفون ويعفون من قولك الرجال يعفون ثم قال ويفتح مع نون التوكيل المباشرة لفظا وتقديرا نحو لينبذن ويعرب فيما عدا ذلك نحو يقوم زيد ولا تتبعان لتبلون فاما ترين ولا يصدنك اذا ملخص هذا ان الفعل المضارع يبنى اذا اتصلت به نون الاناث ويبنى على السكون نحو يتربصن والصورة الثانية هي اذا اتصلت به نون التوكيد المباشرة لفظا او تقديرا. المباشرة لفظا هي نون التوكيد الزي لم يفصل بينها وبين الفعل فاصل فاصل مذكور في اللفظ متلفظ به والمباشرة تقديرا هي التي لم يفصل بينها وبين الفعل فاصل مقدر وملخص ذلك او ضابطه ان الفعل المضارع اذا كان قبل دخول النون مرفوعا بالضمة نحو اه يكتب تكتب نكتب فنون التوكيد اذا لحقته تكون مباشرة ويبنى الفعل معها نحو ليكتبن لتكتبن لنكتبن الى اخره واذا كان الفعل المضارع قبل دخول النون مرفوعا علامة ثبوت النون لانه اتصلت به الف الاثنين او واو الجماعة او نون او ياء المخاطبة فنون التوكيد هنا غير مباشرة آآ ما احوال او ما امثلة هذه الصور الثلاثة الفعل المضارع اذا اتصلت به الف الاثنين كقول كقولك مثلا يكتبان تكتبان واذا اتصلت به الواو الجماعة كقولك يكتبون تكتبون واذا اتصلت به مخاطبة نحو تكتبين. اذا هذه خمسة وهي التي تسمى الامثلة الخمسة او الافعال الخمسة وهي تصلح لكل فعل فاذا كان الفعل المضارع من ضمن هذه الصيغ الخمسة اي اتصلت به الف الاثنين او واو الجماعة او ياء المخاطبة قانون التوكيد تكون غير مباشرة وحينئذ فالفعل يكون معربا لا مبنيا ازا مسلنا الفعل المضارع الذي اتصلت به النون التوكيد المباشرة بمثل قوله تعالى كلا لينبذن في الحطمة فنقول لينبذن ينبذا فعل مضارع مبني وهو مبني اه علي الفتحي وهو في الحقيقة اه هناك موضوع اخر سيأتينا فيما بعد هو انه مبني على المجهول يعني مبني لما لم يسمى فاعله لكن ذاك موضوع اخر البناء لما لم يسم فاعله والبناء الذي نتحدث عنه الان هذان موضوعان مختلفان فلا ينبغي ان يلتبس عليك الامر فالمقصود عندنا انه هنا مبني على الفتح لما؟ لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو تبي مثلا اذا الان نعطي امثلة اه على اه الفعل المضارع الذي في اخره الف لاثنين او واو الجماعة او ياء المخاطبة وهنا فانه يكون كما قلنا يكون معرضا مثلا اذا قلت آآ انتما يكتبان الدرس هذا فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لانه من الامثلة الخمسة اتصلت بي هنا الف الاثنين تكتبان اذا ادخلنا عليه نون التوكيد فاننا نقول مثلا لا تكتبان الدرس. اصل ذلك تكتبان ان ثم التقته ثلاث نونات فحذفت احدى هذه النونات وبقي الفعل تكتبان ثم كسر ليصبح مثل المثنى ثقيلة تكتبان ومثال ذلك من القرآن قوله سبحانه وتعالى ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون فاصله قبل التوكيد وقبل النهي انتم ما تتبعان بنون الرفع الخفيفة انتم ما تتبعان ثم دخل عليه الجازم وهو لا اه الناهية التي تجزم الفعل المضارع فحذفت النون فصار لا تتبعا انتما لا تتبعا تتبعا في علوم مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون بانه من الامثلة الخمسة لا تتبع ثم جيء بنون التوكيد فصار عندنا تتبعا مع نون التوكيد تتبعان فالتقى ساكنان وهما هذه الالف وهي الف الاثنين مع النون الساكنة التي هي من اول نون التوكيد لان نون التوكيد المشددة اه فيها اه حرف ساكن في اولها فالتقى ساكنان ولم يمكن حذف الالف لانك اذا حذفت الالف فانك تقول لا تتبعن فيصبح كانك تخاطب شخصا واحدا مع ان الغرض ان تخاطب اثنين فاذا لابد من الابقاء على الف الاثنين و لم يمكن ايضا حذف النون لانه هذه النون جيء بها لاجل التوكيد فما بقي لك الا ان تحرك هذه النون بالكسرة لمنع التقاء الساكنين ولمشابهة المثنى فصار ولا تتبعان ومثال ذلك ايضا في الفعل الذي اتصلت به واو الجماعة فمثلا تقول انتم تكتبون مرفوع بثبوت النون تدخل عليه نون التوكيد فيصبح تكتبونن تكتبونن ثم تحذف واو الجماعة فيصير تكتبن ومثاله من القرآن قول الله سبحانه وتعالى لتبلغن في اموالكم وانفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا. الشاهد لتبلون فهذه اصلها بلى يبلو هذا هو الفعل بلى يبلو وهو مسند الى جماعة المذكر واصله قبل ان يؤكد بالنون اصله تبلىون انتم تبلغون الواو الاولى هي الواو الاصلية في الفعل والواو الثانية هي واو الجماعة كما لو قلت مثلا تكتبونها لكن هنا تبلغون الفرق هو ان الحرف الاخير من الفعل في تبلوون معتل وهو الواو في علم الصف يقولون اذا تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فان الواو تقلب الفا ثم تحذف لالتقاء الساكنين فيصبح لتبلون لتبلون ثم يؤتى بالتوكيد فيجتمع ثلاث نونات لتبلونن فتحذف احدى هذه النونات وهي نون الرفع لكراهة التقاء هذه النونات فيلتقي ساكنان وهما الواو الساكنة مع النون الساكنة من نون التوكيد ف وبطبيعة الحال يلتقي ساكنا ولا يمكن حذف احدهما سيلزم تحريك النون فتحرك النون اه عفوا فتحرك الواو يلزم تحريك الواو فتحرك الواو بالحركة المناسبة لها وهي الضمة فيصبح لا تبلون بطبيعة الحال ما اقوله لك الان من تفاصيل انت لا يلزمك ان يعني تحفظها ولا ان تدركها ادراكا تاما اينما هي لابين لك اه انه لا يوجد شيء في اللغة هكذا عبثا وانما اه مسائل النحو ومسائل الصرف متكاملة واضحة تتبع قواعد جلية والا فلن اه لن اسألك في اختبار ولن يسألك احد ما دمت مبتدأ في علم النحو عن تفصيل لتبلون كيف ما الذي وقع فيها او ترايينا ما الذي وقع فيها هذه امور فيها نوع صعوبة فانا اذكرها هنا استطرادا ولتفهم لتفهم وهذا شيء مهم جدا لتفهم ان علم النحو علم زاخر وان فيه آآ امورا منطقية ان صح هذا التعبير يعني لا يوجد فيه شيء اه هكذا بمحض الهوى بمحض التشهي لا هنالك امور هنالك قواعد هنالك امور معقولة منطقية فالنحات وضعوا معمارا متكاملا بناء متكامل واضح جلي متماسك يعني ليس فيه ثغرات لا يمكنك ان تمسك النحات وتقول لهم لا اخطأتم في هذه تناقضتم في هذه لا. القواعد مطردة قواعد صرفية قواعد نحوية. كل ذلك للوصول الى نتائج. ثم ايضا الفائدة الفستانية التي ارغب فيها هي ان اه تفهم فائدة علم النحو وعلم الصف في معرفتي الفاظ القرآن الكريم فكثير من الناس يقرأون لتبلون يقرأون فاما ترين يقول لك يترين يحفظها كما هي يعني ما يفهم ما اصل هذه الكلمة ما اصل تبلون ما الفعل آآ هذا الفعل اذا اردت ان اصرفه كيف اصرفه؟ المقصود ان هذه امور يعني لا لا يهمني كثيرا ان تفهم التفاصيل التي اذكرها لكن اجمالا اعرف بان هنالك اه قواعد معينة طبقت ويدخل فيها الصف والنحو معا طبقت لكي نصل الى هذه الالفاظ القرآنية ودائما اللفظ القرآني ينبغي الحرص عليه وفهمه وتطبيقه وتنزيله في واقعنا وفي كلامنا لا ان يترك آآ في يعني هذا كلام قرآن هذا نحو احفظه كما هو ونقدسه وننزهه لكن لا نستعمله ولا يهمنا ان نفهمه ولا كيف حصل فيه ولا لا هذا غلط شنيع ايضا اه الفعل الذي في اخره ياء المخاطبة يمكن التمثيل له قوله سبحانه وتعالى فاما ترين هذا فيه تغييرات اكثر اكثر من آآ سابقيه فاصله قبل التوكيد ترأيين انت ترئين بطبيعة الحال نحن لا نقول ترى ايينا نقول ترينا كيف وقع؟ كيف انتقلنا من ترأينا الى ترين نقلت حركة الهمزة وهي الفتحة طرأ الى الرأي الى ما قبلها وحذفت الهمزة يعني نقلت حركتها الى الراء وحذفت الهمزة مفهوم فصار ترايين بدلا من تر ايينا صار ترايين بعد ذلك يأتي الصرف علم الصرف يقول اذا تحركت الياء وانفتح ما قبلها فانها تقلب الفا والف وينام واضح؟ لكن هنا اشكال لانه التقى ساكنان فحذفت الالف يعني بعد ان جيء بها بدلا من الياء حذفت لالتقاء الساكنين فصار ترينا واضح؟ اذا هنا فهمنا اولا كيف انتقلنا من ترأينا الى ترين انت ترين واضح بعد ذلك دخل الجازم لان فاما ترين اصلها فان ما ترين ان جازما دخل الجازم فحذفت النون اه تري صار تري فان ترين كقولك مثلا لو ادخلت لم على ترينة فقل انت لم ترين واضح اذا تري اكدت بالنون الثقيلة نون التوكيد صارت ترين التقى ساكنا ياء المخاطبة الساكنة والنون الساكنة الموجودة في النون المدغمة يعني في نون التوكيد فحين التقى الساكنان حركت الياء بحركة موافقة له والحركة الموافقة دون الياء هي الكسرة فصرت واضح قراينا تمام وكذلك قوله سبحانه وتعالى ولا يصدنك. اليس كذلك؟ ولا يصدنك اصله قبل نون التوكيد يصدونك هم يصدونك ثم دخل الجازم وهو لا ناهية التي تجزم الفعل المضارع فصار لا آآ يصدوك حذفت النوم يصدوك ثم جيء نون التوكيد والثقيلة يصدوك بنون التوكيد فصار يصدونك فالتقى ساكنا الواو ساكنة والنون المدغمة فحذفت الواو فصار يصدنك واضح يصدنك اذا هذه كلها امثلة شرحنا بها كلام آآ صاحب المتن والمقصود عندنا هو القاعدة. اما كما ذكرت لك اما تفصيل التغييرات النحوية والصفية التي حدثت في هذه الافعال هذا يعني ليس من مستوى المبتدئ في آآ دراسته لقطر الندى. المقصود عندي هو ان تتذكر ان الفعل في مثل الفعل المضارعة في مثل هذه الصور يكون معرضا ولا يكون مبنيا الان اذا بعبارة اخرى نحن انتهينا من اه الفعل المضاعف وملخصه كما ذكرنا انه يكون مبنيا اذا اتصلت به نون النسوة او اتصلت به نون التوكيد المباشرة لفظا او تقديرا ويعرب فيما سوى ذلك. اذا يعرض اذا لم تتصل به لا نون الاناث ولا نون التوكيد هذي اولى ويعرب ايضا اذا اتصلت به نون التوكيد لكن كانت غير مباشرة خيرا مباشرا انتهينا من الفعل المضارع وانتهينا بذلك من الفعل كله. لان الفعل ذكرنا احوال الماضي وانه مبني ابدا والامر وانه ايضا مبني دائما ثم المضارع وفيه تفصيل يكون مبنيا ويكون معرضا ثم ننتقل الى الحرف قال واما الحرف فيعرف بان لا يقبل شيئا من علامات الاسم والفعل نحو هل وبل ازا علامة الحرف علامة عدوية اي علامته ان لا يقبل علامة علامة الاسم او لا علامة الفعل. فاذا كان لا يقبل علامة الاسم ولا علامة الفعل فانه حرف ومثل له بهالوبل قولك مثلا هل قام زيدون او هل زيد قائم فهذا حرف لم لانك اذا جربت جميع علامات الفعل وجميع علامات الاسم فانه لا يصلح شيء من ذلك آآ ان يلحق هذه الكلمة فاذا هي ليست فعلا ولا اسما وانما هي حرف وكذلك بل ثم افادنا فائدة في بعض الكلمات التي اختلف في حرفيتها كما صنع في الفعل ايضا قال وليس منه مهما واذ ما بل ما المصدرية ولما الرابطة في الاصح اي هذه الكلمات الاربع وهي مهما واذ ما وما المسطرية ولما الرابطة هذه الكلمات مختلف في حرفيتها او اسميتها هل هي حروف ام اسماء فمهما يقول ليس منه مهما في الاصح اي الصحيح ان مهما ليس حرفا وانما هو اسم شرط جازم واستدلوا على سميته بي الاسناد بالاسناد اه او لنقوله تعالى وقالوا مهما تأتنا به من اية ف قوله وقالوا مهما تأتنا به الضمير في به عائد على مهما قالوا والضمير لا لا يمكن ان يعود على حرف او فعل وانما يعود على الاسماء فلاجل ذلك قالوا مهما اسم لا حرف وفيه خلاف وكذلك اذ ما اسم شرط جازم على ما رجحه اه ابن هشام هنا وان كان رجح في موضع اخر انه حرف مثله مثل ان الحفية الشرقية كقول القائل مثلا اذ ما تقم اقوم. هذا مشابه لقول القائل ان تقم اقوم اذا اذ ما فيه خلاف هنا رجح انه اسم وفي موضع اخر رجح انه حرف ولعل كونه حرفا ارجح ثم ما المصدرية كقولك مثلا اه ابهجني ما فعلت ابهجني ما فعلته فما فعلت هذه معها فعل فما والفعل يسبكان في مصدر اي تسبق ما هذه؟ مع ما بعدها في مصدر وتقدير الكلام ابهجني فعلك. ابهجني ما فعلت هذا مرادف لقول القائل اذهبني فعلك قالوا ما المصدرية هذه؟ حرف مشابه لان والمصدرية كما لو قلت ابهجني ان كتبت الدرس مثلا اي ابهجني اه او ابهجتني كتابتك الدرس سم اخيرا لما قال ايضا لما اه هذه حرف قال كيف قال؟ قال ولما الرابطة في الاصح. ايضا لما هي اه حرف في قولك مثلا آآ لما تطلع الشمس فهي بمعنى لم احدثها تأتينا في جوازم الفعل المضارع فهي بمعنى من بمعنى لم وبينها وبين لم فروق يسيرة ستأتينا في موضعها ان شاء الله تعالى وايضا هذه لما النافية وايضا لما الايجابية التي بمعنى الا كما في قول الله سبحانه وتعالى ان كل نفس ان كل نفس لما على هذه القراءة ان كل نفس لما عليها حافظ فلما هنا بمعنى الا عليها حافظ في هاتين الصورتين هي حرف اتفاقا. واما الكلام هنا الذي يعني الخلاف انما هو موجود في لما رابطة فلما الرابطة هي التي تكون بمعنى حين كما تقول مثلا لما جاء زيد استقبلته لما جاء استقبلته وهذه تسمى لما الرابطة هي في معنى حينها كما لو قلت حين جاء زيد استقبلته فلما هذه هنا آآ حرف وفيها خلاف حرف ولكن فيها خلاف اذا هذه آآ هي الامثلة التي زكى يعني تذكر فقط ان هذه الاربعة في حرفيتها خلاف مع ترجيح المصنف رحمه الله تعالى وهو ترشيحه الذي ذكر هنا باستثناء ترجيحه هنا معارض بترجيحه في اوضح المسالك وترجيحه في اوضح المسالك اقرب آآ اظهار ثم قال وجميع الحروف مبنية اي القاعدة العامة في الحروف كلها دون نزاع ودون خلاف انها مبنية فمتى آآ ذكرت حرفا فقل مسلا من او الى او على او كده او اي حرف لابد ان تقول انه مبني فالحروف كلها مبنية واحذر ان تقول مثلا حرف مجزوب او حرف ما ادري مثلا مرفوع او كذا لا بل الحروف كلها مبنية وهذه قاعدة عامة لا يشذ عنها شيء ساقف عند هذا القدر استثناء لانكم لاحظتم اني اتكلم بشيء من الصعوبة فاقف عند هذا القدر واكمل نكمل يعني دراستنا لهذه المباحث لقاء مقبل باذن الله عز وجل وحينئذ نتحدث عن تعريف الكلام وهو قوله والكلام لفظ مفيد الى اخر ما ذكر اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين