بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين من الكلمات القرآنية التي نجدها في كتاب الله عز وجل
كلمة القسط كما في قول الله سبحانه وتعالى واقيموا الوزن بالقسط فما معنى القسط؟ القسط في اللغة هو العدل  اقيموا الوزن بالقسط اي اقيموا الميزان بالعدل والله سبحانه وتعالى ايضا يقول قل امر ربي بالقسط. اي
امر ربي بالعدل وهذا كما في الاية الاخرى ان الله يأمر بالعدل والاحسان. فالعدل مأمور به في هذه الاية. كما هو مأمون نور به في الاية الاخرى ثم الله سبحانه وتعالى ايضا يقول في اية اخرى
ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط اي ليجزى هؤلاء المؤمنون الذين يعملون الصالحات بما يعادل ويوافق اعمالهم الصالحة وكأن سائلا قد يسأل فلما ذكر في هذه الاية
ان هذا الجزاء هو على ما يوافق الاعمال الصالحة فيمكن ان يجاب بان في ذلك نوع تأنيس للمؤمنين فالمؤمن حين يعلم ان جزاءه قد استحقه بما عمل يكون ذلك داعيا لان يعمل اكثر وان يحسن في عمله ويتقن عمله
وليس معنى ذلك ان الجزاء من عند الله عز وجل موافق لهذا العمل ومساو له فلا يكون ذلك ابدا وانما هو كما في قول الله عز وجل ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون
فهل اعمالنا الصالحة تساوي حقيقة تلك الجنة التي عرضها السماوات والارض ليس كذلك وانما هذه الاعمال سبب من الاسباب ومن عظيم حكمة الله سبحانه وتعالى ولطيف كرمه انه جعل على هذه الاعمال الصغيرة الحقيقة
جزاء عظيما جدا هو الجنة فكون الاعمال سببا لا يقتضي المساواة التامة بين هذه الاعمال وبين الجزاء عند الله عز وجل ويذكر بعض العلماء ان من اعظم انواع الكرم ان يوهم الكريم
من يتفضل عليه يعني ذلك الذي يكرمه ان يوهمه ان ما يأخذ منه هو حقه اي هو شيء يستحقه فعلا وانه ليس له عليه تفضل خاص هذا يزيد في مقدار
ذلك الكرم ويكمله ويجعل ذلك الذي اكرم عليه يشعر بان ذلك الكرم في مقابل ذلك العمل الذي يعمله وقد ذكر جماعة من اهل العلم ان من اسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى
المقسط والمقسط هو العادل فلذلك الله عز وجل من صفاته العدل ومن اسمائه المقسط بمعنى العادل علينا ان نعرف ايضا ان القسط مصدر فهو من المصادر التي يوصف بها كالعدل
ولاجل ذلك فلا يتغير بين الافراد والتثنية والجمع فيقال ميزان قسط وميزانان في حالة التثنية قسط كذلك ويقال موازين قسط فيستوي فيه الواحد والجميع وايضا قد ذكر بعض اهل اللغة ان القسط
مأخوذ من لفظ رومي قوى القسطاس ومعناه الميزان فيكون على هذا القسطاس كلمة معربة ليست عربية في الاصل وقد اه وردت في كتاب الله عز وجل في قوله سبحانه وزنوا بالقسطاس المستقيم
بالكسر وايضا قرأ بالضم. يعني قرأ بعض القراء وزنوا بالقسطاس المستقيم هم حفص وحمزة والكسائي وقرأ الباقون بضم القاف اي وزنوا بالقسطاس المستقيم من اللطائف المهمة ما دمنا نتحدث عن القسط
ان هنالك فرقا بين قصطة واقسط فيقال قسط الرجل اذا جار وظلم واقسط اذا عدل ومن هنا نفهم قول الله سبحانه وتعالى اما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. فالقاسطون هنا هم الظالمون
وبالمقابل الله سبحانه وتعالى يقول واقسطوا ان الله يحب المقسطين فالمقسط هذا من الفعل اقسط. والقاصد من الفعل قصد ولذلك اه من كلامهم انهم يقولون فلان قاسط غير مقسط اي هو ظالم جائر
غير عدل ومن لطيف كلامهم قولهم الله يقبض ويبسط ويقسط ولا يقسط سبحانه وتعالى ومن الطرائف في هذا الباب ما يحكى عن عزة في خطابها للحجاج. ويذكر في بعض كتب الادب ان هذا من كلام سعيد بن جبير
لرظي الله عنه ورحم في محاورته مع الحجاج الذي يهمنا ليس ليس هو الاسناد في هذه الرواية الذي يهمنا هو اللطيفة اللغوية فانه قال للحجاج يا قاسط يا عادل ففهم الذين حوله انه يثني عليه ويمدحه. حين قال يا قاسط يا عادل لكن الحجاج كان عربيا كحا
فلاجل ذلك قال بل هو يذمني اما يا قاصد فاشار بذلك الى الظلم اي يا ظالم واما يا عادل فاشار بذلك الى قول الله سبحانه وتعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. يعدلون بربهم ان يشركون
به فيكون ذلك ذما. فاذا اذا اردت ان تمدح فقل يا مقسط ولا تقل يا قاصد نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون من المقسطين والى لقاء مقبل باذن الله سبحانه وتعالى مع كلمة قرآنية اخرى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته