بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين يذكر المفسرون واهل السيرة انه في يوم احد لما شد المشركون على المسلمين وهزموهم تفرق المسلمون فدخل بعضهم الى المدينة رجعوا الى المدينة وانطلق اخرون فصعدوا الى جبل وقاموا على صخرة معينة. وجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدعو الناس اليه الي عباد الله الي عباد الله فالله سبحانه وتعالى ذكر صعودهم على هذا الجبل وذكر دعاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اياهم. وذلك في قوله سبحانه اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم اذا تصعدون هذه سنتكلم عليها فيما بعد ولا تلوون على احد اي وانتم لا تلوون على احد من شدة ما اصابكم من الخوف والرعب والدهشة وقوله سبحانه والرسول يدعوكم في اخراكم اي انتم خلفتم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وراء ظهوركم وهو يدعوكم الى ان تتركوا الفرار من الاعداء والى ان ترجعوا وتعودوا وتكروا عليهم من جديد فاذا صعد يقال صعد في السلم او في الدرج وما اشبه ذلك صعد يصعد يقال صعد يصعد صعودا ولا يقال اصعد ويقال مثلا صعد في الجبل وصعد على الجبل تصعيدا وبعض اهل اللغة يقولون اصعد في الجبل كذلك والصعود عموما معناه الذهاب في المكان العالي وايضا من الكلمات التي نحتاج الى معرفتها في هذا السياق الصعد والصعيد والصعود. قالوا هذه في الاصل شيء واحد. لكن في العقبة اذا اردت ان تصعد الى عقبة يستعمل فيها لفظ الصعود والصعد يستعار لكل شاق كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعد. اي شاقا وكذلك في الاية الاخرى سارهقه صعودا قالوا اي عقبة شاقة وعندنا ايضا بكتاب الله عز وجل كأنما يصعد في السماء فهكذا قرأها الجمهور كأنما يصعد يصعد هذه اذا نظرنا في علم الصرف سنجد انها تفاعل من الصعود اصلها يتصعد فقلبت التاء صادا ويكون المعنى حينئذ يصعد اي يتكلف الصعود وقلب التاء هذه التاء والتفاعل صعدت تشبه ما يقع في تاء فانه في تاء الافتعال قد تقلب تقلب التاء طاء اذا اذا كانت بعد شيء من حروف الاطباق ثم تضغم اما في مماثلها او في بمقاربها. كما نقول مثلا اضطر اصل حائض ترارة ثم تقلب التاء آآ على ما تقرر في علم الصرف فاذا المقصود عندنا ان يصعد اصلها يتصعد سكنت هذه التاء ثم اضغمت في الصاد تخفيفا فصار يصعد لكن عندنا قراءات اخرى فقد قرأ ابو بكر شعبة قرأ يصاعد بالف واصله يتصاعد كالذي ذكرنا انفا وقرأ ابن كثير يصعد هذه واضحة لا تحتاج الى ان نقف عندها عندنا ايضا كلمة اخرى تستعمل هي موجودة في كتاب الله عز وجل ونستعملها كثيرا وهي الصعيد قالوا الصعيد يقال لما هو على وجه الارض ومنه فتيمموا صعيدا طيبا اي اقصدوا الى شيء هو مما يوجد على وجه الارض. لتتيمموا منه وخصص بعضهم فقالوا بل الصعيد لا يقال الا للغبار الذي يصعد. ولا يقال لكل شيء يكون على وجه الارض وبنوا على هذا خلافا فقهيا فقالوا اذا لا بد كما قرره الامام الشافعي رحمه الله تعالى قالوا لابد للمتيمم ان اه يعلق بيده غبار. ولا يكفي ان يتيمم على شيء ليس عليه غبار. لكن هذا مبني على هذا التعريف لكلمة صعيد وليس ذلك اه مما هو متفق عليه بين العلماء ايضا الله سبحانه وتعالى يقول اليه يصعد الكلم الطيب وهذه الاية من الادلة الكثيرة على علو الله سبحانه وتعالى. وهي ادلة متعددة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ابلغها بعض العلماء الى مئات الادلة القرآنية والنبوية الدالة على اثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى. اليه يصعد الكلم الطيب فهذا ما يمكن ان نقول اجمالا عن كلمة صاعدة ومشتقاتها في كتاب الله عز وجل. اسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما علمنا. واقول قولي هذا واستغفر يغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته