بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين يقع بعض الناس بخطأ عند محاولة فهمهم لكلمة الازواج في كتاب الله عز وجل مثلا في قول الله سبحانه وتعالى ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم او الى قوله سبحانه احشروا الذين ظلموا وازواجهم فيظن الكثيرون ان المراد هنا بالازواج هو نفسه ما نفهمه من كلمة ازواج في سياق اخر العلاقة بين الذكر والانثى فيقولون كيف يحشر الذين ظلموا مع ازواجهم والحال ان هؤلاء الازواج ما صنعوا شيئا ولا اهتزروا وازرة وزر اخرى فلذلك لاجل التنبيه على هذا الخطأ نحاول ان نفهم كلمة زوج او ازواج في اللغة وفي كتاب الله عز وجل ما معناها اولا نقرر انه من جهة اللغة كل واحد من القرينين من الذكر والانثى في الحيوانات يسمى زوجا وكذلك في غير الحيوانات المتزاوجة كل قرينين يسمى زوجا فلذلك يقال مثلا في الخف او في النعل هما شيئان مقترنان فالقرينان كذلك في مثل هذا يسميان او يسمى يسمى عفوا زوجا كذلك باعم من هذا كل ما يقترن باخر سواء اكان مماثلا له او كان مضادا له فانه يسمى زوجة اذا فهمنا هذا المعنى اللغوي الاجمالي واردنا بعد ذلك ان ننزله ونطبقه على كتاب الله عز وجل ننظر الى مجموعة من الايات التي ورد فيها لفظ زوجين ازواج من ذلك مثلا قول الله سبحانه وتعالى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى الزوجان المقترنان وقال الله سبحانه وتعالى وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة لاحظ معي اسكن انت وزوجك اي ادم مع زوجه. وهنا ننبه على شيء وهو ان المرأة هي زوج الرجل. كما ان الرجل زوجها و في لغة يقول اهل اللغة انها لغة رديئة يقال زوجة لاحظ الرجل زوج المرأة والمرأة زوجه وفي لغة ضعيفة يقال زوجته. ويجمع تجمع الزوج على زوجات ويجمع الزوج على ازواج طيب ايضا قول الله سبحانه وتعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم ما المراد بذلك المراد اقرانهم الذين يقتدون بهم في افعالهم فليس المراد الزواج الذي يكون بين الرجل والمرأة وانما احشر الذين ظلموا واحشروا معهم هؤلاء الذين يقتدون بهم في افعالهم كذلك في قول الله عز وجل ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم اي ما متعنا به اشباها واقرانا منهم كذلك عند ناشئ اخر قول الله سبحانه وتعالى سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون فلاحظ معي ان هذه الاية نحتاج معها الى وقفة صغيرة الازواج قلنا يطلق هذا على كل من الذكر والانثى من الحيوان ويطلق كذلك على كل صنف او نوع متميز من نوع الموجودات فاذا حملنا الاية على المعنى الاول فحينئذ يكون ذلك تذكيرا بان الله سبحانه وتعالى قد خلق جميع اصناف الحيوان الذي منه ابتداء الذكر والانثى وحينئذ ففي هذه الاية مما تنبت الارض من في قوله مما تنبت الارض تكون ابتدائية بمعنى ماذا؟ بمعنى ان الحيوان يتولد من نطفة ثم كل نطفة تتولد من تلك الاغذية التي تحصل من نبات الارض فيؤول ذلك كله على الحقيقة يؤول الى معنى انه ان ابتداء خلقه من نبات الارض. فلاجل ذلك كبدأ النباتي اولا ثم ذكر بعده خلق الانسان او خلق الحيوان ثم قال سبحانه وتعالى ومما لا يعلمون اي ومن الاشياء التي لا تعلم يدخل في ذلك الاشارة الى تلك الاسرار المستغربة التي اودعها الله سبحانه وتعالى في خلق جميع انواع الحيوان هذا كله اذا حملنا الاية على المعنى الاول. اذا حملناها على المعنى الثاني فتكون من بيانية وليست ابتدائية والمعنى ان الازواج كلها تكون يعني من اي شيء تكون هذه الازواج تكون من نبات الارض ومن انفسهم ومن ما لا يعلمون ايضا قول الله سبحانه وتعالى ازواجا من نبات شتى اي انواعا متشابهة من نبات مختلفة الاشكال والاصناف والانواع كذلك قول الله سبحانه وتعالى من كل زوج كريم من كل نوع ثمانية ازواج من الذكر من الابل اثنين ومن البقر اثنين ثمانية ازواج اي ثمانية اصناف كذلك في سورة القيامة وكنتم اه ازواجا ثلاثة اي قرناء ثلاثة ثم بين هؤلاء القرناء الثلاثة او تلك الاصناف الثلاثة بينت بما بعد فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة والسابقون السابقون. اذا هؤلاء هم الاصناف الثلاثة هم الازواج الثلاثة المذكورة في هذه الاية كذلك قول الله سبحانه وتعالى واذا النفوس زوجت ما معنى ذلك هل المقصود الزواج الذي نعرفه نحن في الحياة الدنيا لا. قالوا معناه اذا قرن كل شخص بمن شايعه في الجنة او في النار. كل شيعة تقرن بمن شايعها في الجنة او في النار ومثلها احشروا الذين ظلموا وازواجهم يعني هذه الاية تشبه الاية الاخرى ويقول اخرون المقصود ان تقترن الارواح باجسادها او ان تقترن النفوس باعمالها كما في الاية الاخرى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا بقي لنا ايضا من ضمن الاستعمالات القرآنية قول الله سبحانه وتعالى وزوجناهم بحور عين اي قرناهم بالحور العين. وذكر بعض العلماء انه من اللطائف انه لم يأتي في القرآن زوجناهم حورا عينا وانما وجناهم بحور لكي يقع التفريق بين التزويج الذي يكون بهؤلاء بهؤلاء الحور يعني الذي يكون في الجنة وبين التزويج الذي كونوا في الحياة الدنيا على حسب المتعارف عليه فيما بين الناس مما يكون بينهم من مناكحة عموما هذه استعمالات كثيرة انت الان اذا فتحت كتاب الله عز وجل وقرأت لم يعد يخفى عليك انه في الموضع الفلاني هل المراد بالازواج ما يكون في العادة بين الذكر والانثى؟ ام المراد الاصناف؟ ام المراد القرناء؟ وما اشبه ذلك من المعاني التي هي اجمالا متقاربة فيما بينها ولكن تنزيلها على كل اية يكون بحسب سياق الاية نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا بما علمنا والى لقاء مقبل مع كلمة قرآنية اخرى باذن الله سبحانه وتعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته