والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلامهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي انعم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. واصلي واسلم على خير البرية وعلى ازكى البشرية على المبعوث رحمة للعالمين وحجة للسالكين سيدنا وحبيبنا وغرة اعيننا محمد صلى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد في شرح هذه الرسالة المباركة رسالة المسترشدين للامام الحارثي بن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى وكنا قد انتهينا الى قول الامام وكل عمل تحب ان تلقى الله به فالزمه نفسك. وكل امر تكرهه من غيرك فاعتزله من اخلاقك. وكل صاحب لا تزداد به خيرا في كل يوم فانبذ عنك صحبته. هذه ايها الاحبة الكرام ثلاث كليات جديدة من الامام الحارث المحاسبي ثلاث كليات وقلنا كلية لانها مصدرة بماذا؟ بكلمة كل. سميتها كليا لانها مصدرة بكلمة كل وهي ومضات سريعة على طريق المسترشدين. يعطيها الحالة المحاسبة لمن يقرأ هذه الرسالة. وان كان مضمونها قد تكرر معنا في دروس سابقة لذلك سنشير اليها سريعا ولن نقف عندها طويلا. الكلية الاولى يقول فيها رحمه الله تعالى وكل عمل تحب ان تلقى الله به فالزمه نفسك. يقول لك الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى ايها المسترشد اجلس وتفكر في نفسك. كل عمل تستطيع ان تقدمه ويدخل في طاقتك وتحب ان تلقى الله عز وجل به يوم القيامة. فتقول يا رب فعلت هذا العمل ابتغاء وجهك اذا كنت تريد ان تقف هذا الموقف الجليل بين يدي الله سبحانه وتعالى وتقابل الله عز وجل بهذا العمل فعليك ان تلزم نفسك بالالتزام في هذه الحياة الدنيا والا لن تنال هذه المرتبة وشرف المقام بين يدي الله عز وجل. فمن رزقه الله عز وجل مالا فاحب ان يبذل هذا المال في سبيل الله عز وجل وفي مرضاته. حتى يلقى الله عز وجل يوم القيامة فيقف بين يديه. ويقول بصدق وباخلاص يا رب بذلت هذا المال ابتغاء وجهك وفي سبيل مرضاتك فهذا عليه ان يلزم نفسه على التصدق وعلى بذل المال في هذه الحياة الدنيا في وجوه الخير ومن رزقه الله عز وجل مثلا فهما وقدرة على تعلم العلم وان يكون عالما يقود الناس في ديادير الظلام يحب ان يلقى الله عز وجل بهذا العلم فيقول يا رب تعلمت العلم من اجلك وكنت اعاني من اقود هذه الامة الى بر الامان عليك اذا ان تجد ان تبذل حتى تحصل هذه المرتبة اذا اردت ان تقف هذا المقام بين يدي الله سبحانه وتعالى. كذلك الزوجة والمرأة والفتاة التي يرزقها الله عز وجل حرصا على تعليم ابنائها وعلى تربيتهم. تحب ان تلقى الله عز وجل يوم القيامة. فتقول يا رب تعبت وافنيت ساعاتي في العمر وساعات الحياة في تربية هذه الذرية ابتغاء مرضاتك. ليكونوا جنودا لهذا الدين يحملون رايته ويرفعون شعاره. تلقى الله عز وجل يوم القيامة بهذا العمل وتفاخر امام الله عز وجل بانها اخلصت له هذا العمل ابتغاء وجهه الكريم. اذا ارادت ان تقف في هذا المكان وان تحصل هذه المرتبة واحبت ان تنال هذه المنزلة العظيمة فعليها ان تلزم نفسها التعب في هذه الدار بالاستمرار على تربية ابنائها ومواظبتهم ومتابعتهم حتى تنال هذه المنزلة العظيمة وكذلك كل عمل. هذا فقط مجرد تمثيل. هو يبقى لك المحاسبي رحمه الله كل عمل تحب ان تلقى الله عز وجل به وان تقف بين يديه فتقول باخلاص يا رب فعلت هذا العمل من اجلك عليك اذا ان تبذل في هذه الحياة الدنيا حتى تحصل تلك المرتبة عند الله سبحانه وتعالى. وحاول ايها الحبيب ان تقدم شيئا جديدا لهذه الامة. حاول ان تضع بصمة في في صفحاتها قبل ان تطوى صفحتك وتغرب شمسك وانت لم تفعل شيئا لدين الله عز وجل. الكلية الكلية الثانية التي تكلم عنها يقول فيها وكل امر تكرهه من غيرك فاعتزله من اخلاقك. كل امر تكرهه من غيرك فاعتزله من اخلاقك. ما معنى هذا الكلام؟ هذه الكلية ايها الاحبة في جانب الاعمال السلبية. يعني الكلية الاولى كانت تتكلم عن الاعمال الايجابية التي تحب ان تلقى بها الله سبحانه وتعالى. هذه الكلية الثانية في مقابلها تتكلم عن الاعمال السلبية عن مساوئ الاخلاق. وعن آآ الاعمال فيقول لك الحارث المحاسبي اذا رأيت عملا من غيرك فابغضته وكرهته. الان انسان تصرف تصرفا فانت في نفسك يعني كرهت هذا التصرف ولم تحب هذا التصرف الذي صدر منه. فعليك ان تكون ايها العبد اول المجانبين لهذا تصرف ولا يصدر منك. يعني هل الانسان العاقل هو الذي اذا رأى من غيره تصرفا يكرهه ثم هو يبادر الى القيام بهذا التصرف؟ هذا فاقد العقل في الحقيقة انسان غير متزن. الانسان العاقل ايها الاحبة ينظر في احوال الناس. فما رآه مستهجنا في اذواقهم وفي اعرافهم مما فهو مخالف كذلك لشرع الله خاصة فينبغي عليه ان يكون اول المجتنبين له. وهذا مسلك جيد في معرفة مساوئ الاخلاق وذكرناه عندما تكلمنا عن قضية العيوب عندما تكلمنا كيف يعرف الانسان عيوب النفس؟ الم نقل ان اول الطرق ان يجلس عند شيخ يبين له العيوب؟ فان لم يكن ان يجلس عند صديق فان لم يكن فان يأخذ كلام الاعداء فيه. الطريق الرابع والاخيرة التي ذكرها الغزالي كانت ان ينظر في احوال الناس فما كان عند الناس مستهجنا مكروها مبغوضا اليهم يعرف ان هذا الخلق سيء. هو يجتنبه وما رآه عند الناس محبوبا مقربا يحبون صاحبه ويقبلون اليه فانه يمتثل هذا الخلق لانه يعلم انه خلق جيد. طبعا هذا ما لم يخالف شرع الله لان في بعض الناس قد تحب من يفعل للمعاصي لانه يعني يسايرها في اعمالها وتبغض صاحب الطاعة ولا الكلام الان عن الاخلاق ايها الاحبة العامة التي لا يوجد عندك ضابط شرعي في معرفة هل هذا الخلق جيد او ليس بجيد؟ اشكل عليك حاله فتنظر ان رأيت نفسك تكرهه اذا ما صدر من غيرك فعليك ان تكون اول المجتنبين له. وان رأيت نفسك تحبه اذا صدر من غيرك فعليك ان تكون اول الحريصين على امتثاله ثم يقول في الكلية الثالثة والاخيرة وكل صاحب لا تزداد به خيرا في كل يوم فانبذ عنك صحبته هذه كذلك الكلية سبق الكلام عنها واسرنا الكلام عن قضية رفقاء الطريق في رحلة آآ السلوك الى الله سبحانه وتعالى. من يجالس الانسان في سلوكه الى الله عز وجل من يصاحب؟ من يكون خليله يعينه على هذا الطريق؟ هل يصاحب الانسان اي شخص؟ هل يجلس مع اي بشر؟ ام هناك صفات مميزة تكلمنا عنه فيما سبق وسيأتي الكلام كذلك عن شروط الصديق الذي ينبغي ان يلزمه الانسان ولكن كاشارة سريعة نذكر كلمة الامام السكندري رحمه الله في الحكمة العطائية حيث قال قال لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله هذه هي الصفة الاساسية الجامعة. لا تصحب من لا ينهضك حاله. هناك اناس اذا صحبتهم في رحلة المسير الى الله عز وجل فان همتك ترتفع تنظر الى عبادته فتجده متقدما تنظر الى علمه فتجده متقدما تنظر الى مداره الدعوي فتجده متقدما هذا يرفع الهمم فهذا يصلح لان يكون رفيقا لك في سلوكك الى الله عز وجل. وهناك اناس اذا جالستهم كثير الاستغاثة والنميمة كثير القيم والقال اذا جالسته اذا سرت معه لا يزيدك قربا من الله عز وجل همته ضعيفة دنيئة فهذا اذا صحبته في سيرك الى الله عز وجل يكون عائقا لن يكون حجر اساس في سيرك الى الله عز وجل بل يكون عائقا عن سلوك هذا الطريق. فمثل هذا الشخص لا يصلح. والذي يعني الذي يتشوف الى صحبة الاشراف والى صحبة اصحابهم العالية. ويبتعد عن صحبة اصحاب الهمم الدنيئة الذين لا يذكرون بالله. هو في الحقيقة من يريد ان يصل الى الله. يعني هذا الكلام الذي نتكلم به هو سيبقى نظريا اذا لم تكن في قلبك آآ عازما على السير الى الله عز وجل بصدق واخلاص من كان عازما على السير بصدق واخلاص هو الذي يفتش عن كل هذه الامور التي يكلم عنها المحاسبي من منازل الطريق ومن معوقات طريق اما الانسان الذي لا تشتعل همته لسلوك الطريق الى الله والى سلوك طريق المسترشدين. فهذا يجالس من يجالس ويخالط من يخالط هو لا يهمه ويعيش في هذه الحياة الدنيا وينتظر انقضائها. فقط هذا الذي يهمه. اما المسترشد الذي تنطبق عليه رسالة المسترشدين هو الذي يهتم الجزئيات الدقيقة التي يتكلم عنها الامام الحارث المحاسبي فيحرص من جملة الامور على هذه القضية قضية الصحبة ورفقاء الطريق ان كونوا على اعلى المستويات من التميز في العلاقة مع الله عز وجل. ومن الهمة العالية وان يكون منهضا لحالك وان يكون لسانه دائما يذكرك هناك اناس اذا رأيت وجوههم تذكرت الله عز وجل وعرفت الطريق. وهناك اناس اذا رأيت وجوههم نسيت الطريق الى الله عز وجل لان وجوههم ملئت بهذه الحياة الدنيا فنسأل الله ان يجعلنا من اهل طاعته ومرضاته. ثم قال بعد ذلك الحادث المحاسبي وخذ بحظك من العفو والتجاوز هذا كذلك خلق جديد. يتكلم عنه الامام الحارث المحاسبي للمسترشد. فيقول له ينبغي عليك ايها العبد ان يكون لك نصيب آآ من آآ كظم الغيظ. ان يكون لك نصيب من كظم الغيظ. وعن صرف النظر عما يفعله الناس تجاهك. انت الان في طريقك الى الله عز وجل سيأتي من يسيء اليك. سيأتي شخص صاحب اخلاق دنيئة يسيء اليك ويفعل قالوا تجاهك افعال لا ترضاها؟ فيقول ينبغي عليك ان يكون لك نصيب من العفو والتجاوز. ان تغض الطرف عما يصدر من الناس تجاهك ان يكون هناك كظم غيظ عن ما يفعله الناس لماذا؟ لامرين ايها الاحبة في الحقيقة. لامرين او هناك امران ينبغي اه على المسترشد ان يعيوا في هذا الطريق. الامر الاول اه ان العفو والتجاوز عن الناس هو من صفات المكارم. ومن اه صفات اصحاب المروءات الدليل قوله تعالى ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. قال تعالى ولمن صبر وغفر ذلك لمن عزم الامور. اي من يصبر على الاذى الذي يلقاه من الناس. ويغفر ويسامح ويصفح ويكتم غيظه. قال فهذا من فعل لاصحاب العزائم ان ذلك لمن عزم الامور. هذا يحتاج الى عزيمة. فلا يرتقي الى هذه المرتبة الا الاكارم اصحاب المروءات. اذا هذه الخصلة الاولى التي تدعو المسترشد الى التحلي بهذا الخلق. وهو كظم الغيظ. الخصلة الاولى ان كتم الغيظ هو من فعل الاكارم اصحاب المروءات. والانسان الشريف هو الذي تتوق لنفسه الى هؤلاء الاكارم والى ان يتحلى باخلاقهم. لذلك يقولون ابن مهران كان عنده ضيف جاء يتعشى عنده. عجل الجارية بالعشاء قال يا جارية اقبلي بالعشاء. الجارية تأخرت فاستعجلها جاءت الجارية تحمل العشاء فاعاقتها قدم ميمونة بن مهران فسقط القدر على رأس ميمون ابن مهران بعد العشاء خرج جاهزا حارا. فالجارية اتت به لتقدمه فاعاقها قدم ميمون ابن مهران. فسقط العشاء على رأسه بهذه الحرارة. فقال لها يا جاري احرقتيني. يلومها وبدأ الغيظ ودرجة الحرارة ترتفع الميمونة بالمهران فسقط على رأسه فقالت له الان عرفت ان هذا الرجل من العباد فقالت لا مجال لان انتهي وان اخلص من هذه الورطة الا ان اذكره بالله. فقالت له يا معلم الخير ويا مؤدب الناس يقول الله عز وجل والكاظمين الغيظ. وانظروا كيف كانوا وقافين عند كتاب الله عز وجل يعني اليوم لو يقرأ انسان عليك القرآن كاملا لن ترتدع عن هذا الامر ستنزل به وتهل به سخطك وغضبك. قالت له هذه الكلمة فيا معلم الخير ويا مؤدب الناس والكاظمين الغيظ. قال كظمت غيظي. قالت والعافين عن الناس. قال عفوت عنك والله يحب المحسنين. قال اذهبي فانت حرة لوجه الله. يعني انظروا كيف زاد الامر. هي فقط كانت تريد ان تنتهي من غضبه. فقال لها اعتقه لوجه الله عز وجل عندما ذكرته بالله. فانظر كيف كان السلف يقفون عند كتاب الله عز وجل. كيف كان يعني كتاب الله عز وجل يدخل في قلوبهم وفي وجدانهم الاية اذا سمعها اذا قرأت اذنه مباشرة يمتثل لا يوجد عنده اه جنيهات وتأتأت ورجوع وتقديم لا مباشرة والكاظمين غيبي كذلك ايها الاحبة الذي يدفع الانسان الى التحلي بهذا الخلق وهو كظم الغيظ والتجاوز عن الناس هو ان الحياة قصيرة. والرحلة في الحقيقة الى الله عز وجل لا تحتمل الاطالة في الخصومات. يعني كم من قضية الان مرفوعة في المحاكمات من سنوات. يذهب اصحابها القضية ما زالت في محلها لا يريد احد ان يسقط حقه. لا يريد احد ان يتجاوز عن الاخر. تضييع الاعمار تقطع الارحام اه تسيل دماء تذهب الاموال والمغزى ماذا؟ فقط انسان يريد ان يأخذ لعاعة من لعاعات هذه الحياة الدنيا ولا يريد ان يتنازل وان يصفح عن اخيه. لا كما نذكر دائما لا يوجد عنده وقت ايها الاحبة. الوقت يذهب سريعا. انا اريد السلوك الى الله عز وجل غير متفرغ للخصومات والمنازعات. اذا اخطأ انسان في حقي الشخصي فانا اعفو عنه. وهذا كان دأب محمد صلى الله عليه وسلم. يأتي الاعرابي يجذبه ويأتي فلان يسيء اليه. وهذا يطرح على ظهره وهذا يفعل ويفعل ثم هو صلى الله عليه وسلم يعفو في حقه. واما اذا انتهكت محارم الله فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يغضب. فالانسان اذا يعفو في حقه الشخصي ويصلح ويتجاوز. اما في حقوق الله عز وجل فلا مجال للتجاوز. فهذا ضابط ينبغي التنبه عليه. ان العفو والتجاوز النبوي في حقوقك التي لا تأتي على دينك بشر. واما في حقوق الله عز وجل فانه لا مجال لهذا الخلق. بل كان صلى الله عليه وسلم يحمر وجهه ويغضب اذا انتهكت حرمة من حرمات الله عز وجل. اذا ننتقل الان الى نص جديد من كلام الحادث المحاسبي يعني ليس كل نص نصنع قصة كبيرة كما يقولون هناك امر اريد ان اصل اليه يعني الفقرة هناك فقرة مهمة اليوم من كلام الحارث المحاسبي هي التي سنقف عندها. الحالة المحاسبة كذلك يكرر قضية البلاء الذي سيبتلى به المسترشد في طريقه الى الله فيقول واعلم ان المؤمن مختبر صدقه في كل حال انظروا هذه الجملة المهمة من الحارث المحاسبي. يقول واعلم ان المؤمن مختبر صدقه في كل حال. مطلب نفسه بالبلوى. رقيب بالله على نفسه فاثبت على محجة الحق تأتيك مودة الخلق. وهذه الجملة الاخيرة من اجمل ما ذكر المحاسبي رحمه الله في هذه الرسالة واثبت على محجة الخلق واثبت على محجة الحق تأتيك مودة الخلق. الحارث المحاسبي هنا ايها الاحبة يعطي رسالة في الحقيقة ذهبية لاصحاب المبادئ والافكار لكل من يحمل مبدأا لكل من يحمل منهجا لكل من يحمل فكرا يقول له ايها الحبيب سنة الله التي لا تتبدل ان من حمل المبادئ فسوف يبتلى. فسوف يبتلى في دينه حتى ينظر. هل هذا الانسان اهل حمل هذه المبادئ هل هذا الانسان حمل هذه المبادئ لوجه الله عز وجل؟ ام هو ممن حمل المبادئ مثلا او رفع الشعارات لانها مطلب المبادئ والافكار ايها الاحبة التي يحملها الانسان يعني ليست رحلة على شواطئ البحار يقول الانسان فيها ما يشاء ثم تنقضي الامور ويعود الى بيته لا المبادئ هي في الحقيقة معركة يحياها الانسان في هذه الحياة الدنيا لتحيا هذه المبادئ. بل قد يموت الانسان من اجل ان تحيا هذه المبادئ والافكار بغض النظر عن طبيعة هذا المبدأ. هناك اناس يعني عذبوا وماتوا من اجل مبادئ تافهة. هناك من عذب ومات من اجل مبادئ في شيوعية من اجل مبادئ في الالحاد رضي لنفسه ان يسجن سنوات. من اجل ان يحيا هذا المبدأ وعاشر مبدأ. ولكنه مبدأ ساقط. فخسر دينه ودنياه اتعب نفسه في هذه الدنيا بحمله هذه المبادئ التي تخالف منهج الله عز وجل واضاع اخرته. اما المبادئ التي تستحق ان يحيى من اجلها وان يعيش الانسان في سبيلها هي مبادئ العقيدة الصحيحة التي ترضي الله عز وجل. ولكن كثير ممن يحملون هذه المبادئ صحيحة يتساقطون في الطريق. يتساقطون في الطريق سريعا لماذا؟ لانهم لم ينتبهوا على هذه السنة. التي يذكرها الحارث حاسبي. قال سيختبر صدقه في كل حال. الله عز وجل سيبتليك. يعرف هل انت حملت هذه المبادئ بصدق؟ هل تريد ان تحيا من اجل هذه المبادئ وان تموت لتحيا هذه المبادئ؟ ام انت ممن حملتها ليصفق لك او ليمدحك الناس او ليثنوا عليك ما شاء الله فلان يقول كلاما جميلا في هذه الامور ثم بعد ذلك في اول عقبة من عقبات الطريق سقطت. وبان فشلك وبان ان هذه المبادئ في الحقيقة لم تدخل في وجدان تكوى في عروقك لم تحيا من اجلها. لذلك الحالة المحاسبة بعد ذلك يعطيك قاعدة. يقول لك فاثبت على محجة الحق تأتيك مودة الخلق يعني لا يهولنك ايها الحبيب في طريق المبادئ وفي طريق الافكار ان تجد الوحدة. ابتداء ستجد الوحدة وهذا مسلك محمد صلى الله عليه وسلم بدأ عليه الصلاة والسلام امة وحده بدأ في مكة المكرمة لا يوجد اي شخص ذهب الى خديجة بدأت معه خديجة هو وزوجه بدأ رحلة الدعوة وتغيير وجه هذه الارض. ولكن عندما ثبت على محجة الحق لله سبحانه وتعالى. بدأ الاصدقاء والانصار يتكاثرون الى ان ادخل الله عز وجل محبته في قلوب خصومه واعدائه كما ادخلها في قلوب انصاره واحبائه. لماذا؟ لانه ثبت صلى الله عليه وسلم على مبدأه وعلى الحق الذي يرضي الله عز وجل فاتاه الله عز وجل هذه الهدية ان قاد له قلوب العباد مؤمنهم وكافلهم كلهم اقبلوا على محمد صلى الله عليه وسلم. لماذا؟ لانهم رأوا ان هذا الانسان صاحب مبدأ. هذا انسان صاحب عقيدة ليس تاجرا من تجار الدنيا عرضوا عليه الزوجات فلم يرضى عرضوا عليه الاموال فلم يرضى. عرضوا عليه المناصب يثبت. اذا هو صاحب مبدأ صاحب عقيدة. يستحق ان ينظر اليه بعين الاحترام حتى الكفار الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم نظروا اليه بعين الاحترام والاجلال ان هذا انسان عاش لمبدأ آآ عظيم. حتى في الوقت المعاصر كثير من هؤلاء الغرب يمدحون محمدا صلى الله عليه وسلم لانهم علموا انه انسان جاء لمبادئ ولم يأت لمناصب ولا لشيء من لرعاة هذه الحياة الدنيا انا فقط سريعا اذكر بعض القصص التي يذكرها لحالة المحاسبة لا اطيل في هذا الكلام عن قضية المبادئ والافكار. قضية الامام احمد ابن حنبل كمثال وكنموذج لقضية الثبات على المبدأ. يعني الانسان اذا قلت له محمد صلى الله عليه وسلم يقول هذا مؤيد من الله رسول. اما اذا اتيت له بامثلة من البشر الذين لم يوحى اليهم من الصالحين قد يكون المثال اقرب. احمد ابن حنبل ايها الاحبة آآ ثبت وحده في فتنة عظيمة. كان هناك نعم من العلماء ذهبوا في هذه الفتنة وقضوا نحبهم شهداء ولكن على مستوى الامة احمد بن حنبل ثبت وحده في فتنة خلق القرآن التي اتى بها المعتزلة والتي اعتنقها كثير من الخلفاء العباسيين اعتنقوا هذه البدعة وعذبوا العلماء من اجل ان يقولوا بهذا القول الذي يغضب الله سبحانه وتعالى وقال جل العلماء بكفره ان القرآن مخلوق. انا لا يهمني ان نعرف طبيعة البدعة. انا يهمني ان نعرف كيف صبر الامام احمد وحده حتى رفع الله عز وجل ذكره وجعله اماما لاهل السنة والجماعة. من القصص التي تذكر مع الامام احمد بن حنبل في هذه الفتنة. يدل على صبره وعلى ثباتهم. القصة الاولى التي يذكرها ما خلاصته؟ قال لما اخذ احمد ابن حنبل الى بغداد. بغدادي عاصمة الخلافة ابتداء هي عاصمة الخلافة العباسية. قال لما اخذ احمد من بغداد ثم سوفر به الى الرقة. في الرقة كان هناك تعذيب علماء اخذ بهم وسحلوا الى الرقة حتى يتم تعذيبهم في تلك المنطقة. لما اخذ احمد من بغداد وسافروا به الى الرقة حيث كان المأمون فحبس فيها المأمون هو من حمل لواء هذه البدعة ابتداء احد الخلفاء العباسيين. الان احمد بن حنبل حمل الى الرق ليعذب. الان من دخل عليه؟ دخل فعليه من يريد ان يضعف همته ومن يريد ان يثنيه عن هذا الطريق. احمد اصر على الصبر واصر على الثبات على الحجة الحق لله عز وجل حتى يظهر احق للناس جميعا. قال دخل عليه بعض العلماء يذاكرونه فيما يروى من الاحاديث في العمل بالتقية. يعني قالوا له يا امام عاد واخذت بالتسهيل في هذه القضية وارضيت هذا السلطان فقلت بهذه البدعة ثم بعد ذلك تفلت من العقاب وتقول ما تشاء. يعني خففوا عليه قالوا لا في داعي انك تصبر وتعذب نفسك من اجل هذا الموضوع. فابى احمد ان يسلك التقيا قائلا له. انظر كيف العالم الثابت صاحب المبدأ. يقول كيف تصنعون بحديث ان من كان قبلكم كان ينشر احدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه. يعني انظر هذا حديث خباب ورد في اناس يفتنون في والايمان يفتنون في مسائل الكفر والايمان يطلب منهم ان يعودوا الى الكفر. احمد ابن حنبل طلب منه ان يتكلم في بدعة بغض النظر الى مكفر او غير مكفرة وان كان عمره اقل من الكفر بالله عز وجل صراحة ولكن حمل ذاك النص الذي ورد في اناس عذبوا من اجل ان يفتنوا في دينهم على حاله قهوة على نفسه. قال اين نذهب بهذه النص؟ اذا كان العالم سيأخذ بالتقية متى يظهر الحق؟ اذا كان العالم يأخذ بالتقية. متى يظهر الحق؟ انظروا الى التي تريها وقال في الحبس وهو مهدد بالضرب والقتل. اذا سكت الجاهل بجهله. هذا فهمناك يعني الجاهل سيسكت في الفتن وفي لانه جاهل. قال واجاب العالم تقية. فمتى تقوم لله حجة؟ اذا كان الجاهل سيسكت وهذا فهمناه وعقلناه عالم سيسكت تقية متى تقوم حجة الله عز وجل على الخلق؟ لذلك احمد بن حنبل كان يرى ان العالم لا يترخص. الذي يترخص بالتقية قوى العامة يمكن طالب العلم. اما العالم الذي نصب نفسه للناس فهذا لا يأخذ بالتقية لان اخذه بالتقية فيه فتنة لخلق الله عز وجل اه القصة الثالثة قال احمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الامر اي في هذا البلاء الذي وقعت فيه اقوى من كلمة اعرابي كلمني في رحبة طوق منطقة. فقال لي يا احمد ان يقتلك الحق مت شهيدا وان عشت عشت حميدا. انظروا كيف الله عز وجل يعني تكون وحدك. لكن تأتيك المثبتات من الله عز وجل في خضم هذا البلاء. كذلك يقول الامام احمد كان قال ابنه عبدالله ابن الامام احمد يقول كنت كثيرا اسمع والدي احمد ابن حنبل يقول رحم الله ابا الهيثم غفر الله لابي الهيثم عفا الله عن ابي الهيثم. فقلت له يا ابي من ابو الهيثم هذا؟ كثير تذكره تترحم عليه تستغفر له؟ من ابو الهيثم فقال الا تعرفه؟ قلت لا. فقال ابو الهيثم الحداد اليوم الذي اخرجت فيه للسياط ومدت يدي للعقابين وهما خشبتان يشبع الرجل بينهما. يعني يقول في اليوم الذي اخرجني به المأمون او المعتصم كما سيأتي معنا المعتصم في فتنة المعتصم. كان المأمون مات ثم جاء والمعتصم اليوم قال الذي اخرجت فيه لان اضرب بالسياط وعلقت على خشبة وصلبت عليها جاءه ابو الهيثم. قال اذا قال اذا انا بانسان يجذب ثوبي من ورائي. الان الامام احمد علق على خشبة وصلب عليها ليعذب وليضرب بالسياط حتى يقول بفتنة خلق القرآن. الان يقول وانا معلق على هذه الخشبة مصلوب عليها. جاءني انسان جذبني من ثوبي. فقال لي تعرفني فقلت له لا اعرفك يعني هو انا وقت اعرفك الدنيا مصلوبة والسياط نازلة قال الا اعرفك فقال له انا ابو الهيثم العيار ابو الهيثم العيار قال اي نشيط في المعاصي هذا معنى العيار عندهم. كان انسان معروف بالمعاصي. قال ان لست الضرار. يعني انا انسان حرامي سراق. انا هكذا معروف بيننا اي النشار من الجيوب؟ قال مكتوب في ديوان امير المؤمنين اني ضربت فم اني ضربت ثمانية عشر الف صوت يعني هذا الانسان لكثرة سرقته سجل في ديوان الخلافة يعني في ديوان الحدود ان هذا الرجل الى الان ضرب ثمانية عشر الف صوت انظر للعدد الضخم من اجل ان يسرق ويعود الى السرقة. جيد. قال وصبرت في ذلك على طاعة الشيطان. يعني وتحملت هذه الصيام مقابل ان اطيع الشيطان في السرقة. لاجل الدنيا فاصبر يا احمد ابن حنبل في طاعة الرحمن لاجل الدين. انظر كيف هذا انسان عاصي فاجر كثير السرقة ولكن جاء الى احمد بن حنبل بعثه الله عز وجل. الله عز وجل هو الذي ارسله ليعظه بهذه الموعظة القصيرة. قال اثبت في طاعته الرحمة لاني انا ثبت على طاعة الشيطان وصبرت. فانت اولى بان تصبر على طاعة الرحمن. قال احمد فامر بي فاقمت بين العقابين صلبت على الخشبة وجيء بكرسي فاقمت عليه. وامرني بعض من حضر خلفي فقال خذ نائي الخشبتين. فلم افهم يعني هذه عبارة رمزية عندهم خذ نائية الخشبتين اي ما خرج عن الخشبتين يقصد خذ بمنكبيه يعني ارفعه الى الاعلى. قال فلم افهم فاذا برجل يأخذ بيديه اخذ بيد احمد ابن حنبل قال فتخلعت يده. انخلعت يداه من اماكنها. قال فتخلعت يداي وجيء بالضرابين ومعهم السياق فجعل احدهم يضربني سوطين ويقول له المعتصم شد قطع الله يديك. يعني انظر للمعتصم هذا الخليفة العباسي. يقول لضارب السياط شد على احمد بن حنبل الصيام قطع الله يديه يعني شد عليه. قال ويجيء الاخر كل شوي يتناوبون في ضرب احمد بن حنبل. يأتي الاول يضرب حتى يتعب ثم يأتي الذي يليه يضرب قال فيضربني سوطين ثم الاخر كذلك فضربوني اصواتا فاغمي علي وذهب عقلي مرارا. فاذا سكن الضرب تعود علي عقلي وقام المعتصم الي يدعوني الى قولهم يعني يقوم الخليفة الي يقول يا احمد قل بخلقي القرآن فلم اجبه وجعلوا يقولون ويح الخليفة على رأسك فلم اقبل واعادوا الضرب ثم عاد المعتصم الي فلم اجبه فاعادوا الضرب ثم جاء الي الثالث فدعاني فلم اعقل ما قال من شدة الضرب ثم اعادوا الضرب فذهب عقلي فلم احس بالضرب. يعني من شدة الضرب الان ذهب العقل فاصبحوا يضربون ولهو لا يشعر بالم الضرب. لماذا انتهى الامر كل الخلايا الضار ماتت من شدة الضرب. قال فاطلقت ولم اشعر الا وانا في حجرة من بيتي. يعني اطلقوه في النهاية والقوه في حجرة. دخلوه سجن في ايامه في حجرة من بيت. قال وقد اطلقت الاقياد من رجليه وكان ذلك في اليوم الخامس والعشرين من رمضان. فقال رجل ممن حضر انا كببناك على وجهك يعني احد الذين ضربوه دخل عليه هذه الحجرة فقال له يعني تعرف ماذا حدث بك؟ قال له ما اعرف ايش حدث بي. قال انا كببناك على وجهك وطرحنا على ظهرك بارية اي حصيرة ودسناك يعني حطوا عليه الحصيرة ودعسوا عليه يعني بهدلوه. قال فما شعرت بشيء من ذلك. احمد بن حنبل يقول ما شعرت هذا كله فاتوني بسويق لافطر من الضعف. يعني ما استطاع ان يكمل صيام هذا اليوم من رمضان. قال فامتنعت من ذلك. يعني اصر ان يكمل صيامه واتممت صومي. قال وحين حضرت صلاة الظهر تقدم القاضي ابن سماعة فصلى فلما انفتل من الصلاة. قال لي صليت والدم يسيل في ثوبك يعني بدا يطرح عليه مسائل فقهية الان. قال صليت عليك دم يا احمد ابن حنبل. قال صلى عمر رضي الله تعالى عنه واجره يتعب دم اي يسيل دما ولما رجع احمد الى منزله جاءه الجراء الجرائحي يعني الذي يصلح الجروح المفتوحة. انا طبيب. فقطع لحما ميتا من جسده الان اللحم كثير منه مات بسبب شدة الضرب. جيد. فجاء هذا الانسان المطبب جاء ليقطع هذا اللحم الميت. وجعل يداويه حتى عوفي الان انظروا الى ما يصدق عليه كلمة المحاسب يثبت على محجة الخلق او اثبت على محجة الحق تأتيك مودة الخلق انظر من الذي كان يتمنى ان يشفى احمد ابن حنبل؟ من الذي كان يتمنى ان يشفى احمد ابن حنبل؟ قال ولما شفاه الله بالعافية المعتصم مين المعتصم؟ الخليفة الذي كان يضربه فرح المعتصم بذلك. المعتصم طبعا فرح فيما يظهر لماذا؟ لانه كان يخشى ان يموت احمد ابن حنبل في ظهر ماذا؟ قوله يعني الناس تعرف ان هذا انسان مات من اجل مبدأ وهذا احمد ابن حنبل كل الناس تعرفه. فالمعتصم فرح لان الامام احمد شفي لهذا المأخذ لانه ماذا خاف ان يموت احمد ابن حنبل ويمكن ان يقال انه فرح حبا لاحمد بن حنبل احيانا العدو والخصم قد يؤذيك ولكنه قد يحبك في النهاية لانه يرى ان هذا الانسان اذيته وعذبته وطرحت عليه وفعلت مع ذلك يصبر. اذا هذا انسان صاحب مبدأ. قد تبيع دينك بعرض من دنيا بخس وتظن انك ارضيت فلانا وفلانا. ولكنهم في الحقيقة لن يرضوا عنك. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. ولكن اذا رأوك صاحب عقيدة وصاحب مبدأ فان الله عز وجل يقود قلوبهم اليك. قال ولما شفاه الله بالعافية فرح المعتصم وذلك ان المعتصم ندم على ما كان منه الى احمد ندما كثيرا. فهذا يدل على او يرجح الجانب الثاني ان المعتصم كما قلنا الظاهر انه يعني تأثر لما فعل باحمد ابن حنبل ورزقه ورزقه الله عز وجل محبة لاحمد ابن حنبل لصبره ولثباته. اذا هذه قصص تذكر احمد بن حنبل ثبت وحده رحمه الله تعالى في هذه الفتنة فعلى الله عز وجل شأنه فاصبح في اقطار الدنيا يسمى امام اهل السنة والجماعة. هذا اللقب من به واحمد ابن حنبل على الاطلاق. لماذا؟ لان الله عز وجل رفع ذكره في هذه الدنيا وقاد العلماء جميعا من جميع الطوائف والمذاهب الى محبته لما ثبت على الحق لوجه الله عز وجل. الان ننتقل الى الفقرة المهمة في هذا الدرس وهو قول الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى واصدق في الطلب ترث علم البصائر وتبدو لك عيون المعارف. الفقرة متعبة تحتاج الى تحليل ونظر. لذلك سنقف عندها ونحتاج ان الطالب يتأمل في هذا الكلام. كلام جميل. كلام ابداعي من الحالة المحاسبة ولكنه دقيق. اكتفى بالاشارة وعليك العبارة. قل واصدق في الطلب ترث علم البساطة وتبدو لك عيون المعارف وتميز بنفسك علم ما يرد عليك بخالص التوفيق. فانما السبق لمن عمل والخشية لمن علم والتوكل لمن وثق. والخوف لمن ايقن. والمزيد لمن شكر. واعلم ان ما يصل العبد اليه من الفهم بقدر تقويم عقله وموجود علمه وتقواه لله وطاعته. هذا تعديل ايها الاحبة في الحقيقة يعني انا تأملت النص النص لا يقبل الا هذا التعديل. فنعدل النص. قال بقدر تقويم عقله وموجود علمه وتقواه لله وطاعته فمن وهب الله له العقل واحياه بالعلم بعد الايمان وبصره باليقين وعرفه عيوب نفسه فقد نظمت له خصال البر فاطلب البر في التقوى وخذ العلم من اهل الخشية. واستجلب اليقين بمباحث الصدق في مواطن التفكر. قال الله عز وجل وكذلك نوري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا اليقين فاني المه واعلم ان كل عقل لا يصحبه ثلاثة اشياء فهو عقل مكيد. ايثار الطاعة على المعصية وايثار العلم على الجهل وايثار الدين على الدنيا وكل علم لا يصحبه ثلاثة اشياء فهو مزيد في الحجة. كف الاذى بقطع الرغبة وجود العمل بالخشية وبذل الانصاف بالتبادل والرحمة. واعلم انه ما تزين احد بزينة في العقل ولا لبس ثوبا من العلم لانه ما عرف الله الا بالعقل ولا اطيع الا بالعلم. هذا النص ايها الاحبة كاملا ينبغي عليك ان تقرأه كوحدة موضوعية هو يتكلم عن فكرة واحدة واذا لم تقرأه كاملا ربما الافكار تضيع عليك خاصة انه يكرر اللفظ بصيغة اخرى ويأتي لمقصد ثم يكررها ثم يعود فاذا هذا وحدة موضوعية كاملة ندرسه متكاملا. هنا الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى يتكلم في هذا النص عن المسلك الذي ينبغي على العبد ان يسلكه اذا اراد ان يحصل البصيرة في الدين. البصيرة في الدين هي وسيلة الى فهم مراد الله عز وجل من العبد في هذه الحياة الدنيا حق الفهم. ومعرفة مراد الله عز وجل من الانسان حق المعرفة يعني هذي الفكرة العامة لهذه الفقرة تتكلم ما هي الطريقة وما هو المسلك وما هو التصور الذي يتصوره المحاسبي حتى ينال العبد البصيرة في الدين. والبصيرة تكلمنا عنها سابقا هي الطريق لفهم مراد الله عز وجل من العبد في هذه الحياة الدنيا. كلمة في الدين ايها الاحبة هي سعادة الانسان في هذه الدنيا. العبد الذي يفقد البصيرة يفقد كل شيء. والعبد الذي ينال البصيرة في الدين ناله كل شيء لانه يعرف متى يقدم ومتى يحجم وما الذي يرضي الله عز وجل وما الذي يرضيه؟ وما هو الحق وما هو الباطل فلا يضيع في متاهات الفتن وفي متى هذه متى هذه الحياة الدنيا. فاذا الحادث المحاسبي كما قلنا يريد ان يبين لك ماذا يجب عليك ان تفعل حتى حتى تصل الى البصيرة التي بها تفهم عن الله عز وجل. فيقول اساس تحصيل البصيرة في الدين الصدق في الطلب. الصدق في الطلب ماذا قال في الفقرة واصدق في الطلب. طب طلب ماذا؟ قال واصدق في الطلب. اطلق لم يقل شيء معين. في الحقيقة عندما نتأمل النص كاملا يقصد بالطلب طلب ثلاثة امور. الطلب الاول هو طلب الله عز وجل. هذا اول طلب ينبغي عليك ان تصدق في طلبه ان تطلب الله سبحانه وتعالى. والمعنى الكامل الشامل لطلب الله عز وجل ان تطلب اليقين بوجود الله عز وجل وتدبيره لهذا الكون وهذا مقام الربوبية. ان تتيقن في قلبك ان الله عز وجل موجود. يدبر ويسيطر وهو مالك الملك وكذلك يدخل في طلب الله عز وجل طلبه بطاعته وتقواه. وهذا مقام ماذا؟ هذا مقام الالوهية. فهناك مقام للربوبية ومقام للالوهية كلاهما يدخل في طلب الله عز وجل. اذا هذا اول شيء ينبغي عليك ان تصدق في طلبه. طلب الله ما معنى طلب الله؟ ان تطلب اليقين بوجود الله عز وجل في هذه الحياة الدنيا. موجود مسيطر مدبر مالك الملك. وهذا مقام وان تطلب آآ اليقين او ان تطلب عفوا طاعة الله عز وجل وتقواه وامتثال اوامره واجتناب نواهيه وهذا هو مقام الالوهية فهذا هو المطلب الاول ويجمعه قوله تعالى في سورة الانعام قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين الحياة كلها في طلب الله عز وجل. الصلاة والنسك والمحيا والممات لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك امرت. اذا هذا اول احفظ طلب الله عز وجل. الامر الثاني الذي ينبغي عليك ان تصدق في طلبه طلب العلم. طلب العلم الذي يقربك من الله سبحانه وتعالى فتأخذ العلم بجد واجتهاد وحرص وليس بتكاسل وليس بملل وان تكون دائما ترى العلم الشرعي امامك ساعات العمر وتبادر العمر في تحصيل هذه العلوم حتى يمتزج العلم بقلبك وروحك ووجدانك. اما الانسان الذي يصرف ساعات العمر في الجلوس امام فازوا امام وسائل التواصل الاجتماعي ثم بعد ذلك يقول انا اطلب العلم ويعطيه فضالة الوقت هذا لم يصدق في الطلب. الحادث المحاسبي دقيق عالم كبير محرر يقول اصدق في الطلب ليست القضية ان تطلب القضية ان تصدق في الطلب. انك قد تطلب العلم ولكنك لا تصدق في ذلك. اذا ينبغي عليك ان تصدق في طلب العلم. هذا هو والامر الثاني. الامر الثالث والاخير الذي ينبغي عليك ان تصدق في طلبه ان تصدق في طلب اصلاح العقل وتقويمه. ان تصدق في قال بماذا؟ اصلاح العقل وتقويمه حتى تنظر بعين عقلك في الامور وليس بعين هواك. لان عين العقل هي التي تجعل الانسان يقرب فعادي الامور والمصالح الى نفسه ويبعد عنها المساوئ ومباني الامور. هذا هو العقل والهوى بخلاف بخلاف ذلك. يقرب الى الانسان ويبعد عنه المصالح. الان ربما تقولون لي من اين اتيت انت بهذا الكلام؟ انت تقول ان الحالة المحاسبية يقصد بقوله واصدق في الطلب طلب بطلب الله عز وجل وطلب العلم وطلب تقويم العقل. اقول هذا يظهر من كلامه في مطلع الفقرة التي تليها. عندما قال واعلم ان ما يصل العبد اليه من الفهم. انا اريدك ان تفهم العبارة ايها الحبيب. فتأمل فيها. قال واعلم ان ما يصل العبد اليه من الفهم. اي اي طريق الوصول الى الفهم عن الله عز وجل كيف يكون؟ قال بقدر تقويم عقله تقويم العقل ان يسير على الجادة الصحيحة بقدر تقويم وموجود علمه عاد الامر الثاني ان يوجد عنده العلم. قال وتقواه لله وطاعته. هذا الامر الثالث. هكذا يصل العبد الى الفهم وهكذا اذا يصل العبد الى البصيرة بعقل قويم وعلم شرعي صحيح وتقوى لله عز وجل وطاعته. العقل القويم ان يطلب تصحيح العقد والعلم ان يطلب تصحيح العلم والتقوى لله عز وجل وطاعته ان يطلب الله سبحانه وتعالى. هو يقول لك هذا هو المسلك حتى يصل العبد الى الفهم عن الله عز وجل. الان اذا وصل العبد الى الفهم عن الله عز وجل بتقويم عقله. قوم عقله. وصحح علمه وطلب العلم شرعي وطلب الله بجد. فما هي الثمرة التي سينالها مقابل هذا المجهود؟ ترى هذا مجهود كبير ايها الاحبة ان يطلب الانسان العلم الشرعي وان يراقب ويصححه وان يكون مقصده الله عز وجل وان يتيقن بوجود الله ويحاول ان يحصل اليقين فيما يتعلق بوجود الله وتدبيره وفي طاعته وامتثال اوامره هذا مجهود كبير تفنى فيه ساعات العمر. فما الهدية التي ستنالها اذا صدقت في الطلب؟ قال المحاسبي واصدق في الطلب. نعود للفقرة السابقة واصدق وقف الطلب فما النتيجة؟ قال ترث علم البصائر. اي تحصل البصيرة. ترث علم البصائر اي تحصل البصيرة يرزقك الله عز وجل علم البصيرة يصبح عندك بصيرة قلبية لا تنظر بنور عينك وانما تنظر بنور قلبك الى الامور والى المسائل. جيد. قال ترث علم البصائر. اذا اورثك الله عز وجل ان البصائر من خلاله تنتقل قال وتبدو لك عيون المعارف. العيون جمع عين والمعارف جمع معرفة فيقول لك من خلال علمي البصيرة الذي سيعطيك الله عز وجل اياه تستطيع ان تصل الى عين المعرفة. وهو عين مراد الله عز وجل هذه عين المعرفة. عين المعرفة هو عين مراد الله عز وجل وادراك ما يريد الله عز وجل منك على وجه الحقيقة. فهو كلام اذا ينبني بعضه على بعض وهذا كلام الائمة الكبار. كلامهم قد يكون فيه اشارات سريعة انت ينبغي عليك ان تستنطق النص وان تعرف ما خلف النص وما خلف هذه الاشارات كلمة قصيرة يعطيها المحاسبي لكن خلفها مضمون كبير يحتاج الانسان ان يتدبر وان ينظر ما الذي يقصده المحاسبي بهذا الكلام؟ يقول لك اذا اوردك الله عز وجل بصيرة في القلب. فهذه البصيرة تجعلك تنظر الى عين المعارف. وتصل الى عين المعارف. ما معنى تصل الى عين المعارف؟ يعني الى حقيقة المعرفة وما هي المعرفة المطلوبة؟ هي معرفة مراد الله عز وجل من العبد. هذه هي المعرفة التي نريد ان اعرف ما الذي يريده الله عز مني في هذه الحياة انني ماذا وجدت في هذه الحياة؟ هل هذا التصرف يريده الله مني؟ هل هذا التصرف الاخر يريده؟ الان هذا مهم. فلن تنالوا الا ببصيرة هذه البصيرة تجعلك تنظر في عين المعرفة. الان كذلك هذه البصيرة لها دور اخر. ما هو؟ قال وتميز بنفسك علم ما يرد عليك بخالص التوفيق. اي هذه البصيرة كذلك تعينك على ان تميز ما يرد على عقلك من الخواطر وما يرد على عقلك من الشبهات والافكار. انت في حياتك اليومية ترد عليك خواطر كثيرة ترد على هذا القلب. وعلى هذا العقل. تأتيك افكار كثيرة. شو كثيرة تطرح عليك. كيف السبيل الى معرفة ما هو الصحيح وما هو النافع؟ وما هو الضار الذي ينبغي عليك ان تجتنبه؟ وما هو الخاطئ؟ الذي لا يرضي الله. ما هي الصحيحة التي يرضاها الله عز وجل وما هي المناهج الخاطئة؟ هذا يحتاج فيه الى بصيرة في الدين. لو درست الكتب كلها ولم يؤتيك الله عز وجل بصيرة لن تستطيع ان تميز الصحيح من الخاطئ. فالبصيرة في الدين كذلك كما انها توصلك الى عين المعرفة. يعني الى عين آآ مراد الله عز وجل كذلك ترزقك التمييز بين في الامور التي ترد على خاطرك وعلى قلبك من الافكار والخواطر والشبهات فتميز صحيحها من الان ايها الاحبة هل هذه المرتبة سهلة المنال في الحقيقة؟ ليس سهلة المنال. هذه المرتبة صعبة. ان يصل الانسان الى البصيرة. لذلك في الحقيقة قليلون هم الذين يرزقهم الله عز وجل هذه البصيرة. لانها تحتاج الى جهد والى تعب متواصل. وهذا لا يقدر عليه الا من وفقه الله عز وجل لذلك ماذا قال؟ قال بخالص التوفيق فان يرزقك الله عز وجل البصيرة في الدين هذا خالص توفيق الله عز وجل وامتنانه واصطفائه لعبده. ان يختاره الله عز وجل لان يبذل الاسباب في تقويم العقل وطلب العلم وطلب الله اذا بذل هذه الاسباب بصدق يرزقه الله عز وجل البصيرة في دينه بخالصه ثم قال بعد ذلك المحاسب قال فانما السبق لمن عمل. والخشية لمن علم والتوكل لمن وثق خوف لمن ايقن والمزيد لمن شكر. ما الذي يريده بهذا الكلام؟ او ما علاقة هذا الكلام بالقضية التي نتكلم عنها؟ ايها الاحبة نحن نتكلم عن قضية ما هي ان نيل هذه الجائزة وهي البصيرة في الدين يحتاج الى بذل سابق بذل في صدق في طلب الله والصدق في طلب العلم والصدق في طلب اصلاح العقل. صحيح؟ اذا هذه المناقب الشرعية هذا الذي يريد ان ينقله. المناقب والخصال الدينية لا تنال الا ببذل المجهود من العبد. لا ينالها العبد براحة الجسد وهو متكئ في بيته. لا يريد ان يبذل لا يريد ان يعمل هذا دأب المناقب الشرعية والمصالح. المناقب الشرعية والخصال الدينية لا تنال الا بجهد وبذل وبذل من العبد لذلك هو يريد ان ينظر على هذه الفكرة بذكر هذه الامثلة. يعني فكما ان السبق في المضمار الى الله عز وجل لا يكون الا بعمل وكما ان الخشية من الله عز وجل لا تكونوا ولا تحصل للعبد الا بعد جهد في العلم. وكما ان التوكل لا يناله العبد. حقيقة التوكل حتى يتعب نفسه في زيادة ثقته بالله سبحانه وتعالى. وكما ان الخوف والخشية الحقيقين من الله عز هو ثمرة تيقنه وايقانه بالله. وكما ان المزيد من النعم هو ثمرة الشكر السابق. فكذلك البصيرة في الدين والفهم عن الله عز وجل هو ماذا؟ هو نتيجة للصدق في الطلب. فهذا تنظير فقط ولم يقصد هذا النص بحد ذاته وانما اراد ان يقعد لك قاعدة انك ايها الحبيب لم تصل الى الامور المعالي ولن تصل الى آآ الخصال الشريفة الا بدفع ضريبة قبل ذلك لا تظن انك ستنال السبق من دون عمل. ولا تظن انك ستنادي الخشية من الله من دون علم. ولا تظن انك ستنال التوكل من دون ثقة بالله وانك ستنال الخوف من دون يقين وانك ستنال المزيد من النعم من دون شكر. فكذلك لا تظن انك ستحصل البصيرة في الدين وانت لا تصدق في طلب الله ولا في طلب العلم ولا في طلب اصلاح العقل وتقويمه. هذا بناء على هذا وتنظير لهذه المبدأ الذي يريده ان يركزه بعد ذلك في الفقرة التي تليها كما قرأنا واعلم ان ما يصل العبد اليه من الفهم وبقدر تقويم عقله ووجود علمه وتقواه لله وطاعته هذه الفقرة هي التي اوضحت لنا ماذا قصد في قوله واصدق في الطلب. ثم بين بعد ذلك يعني اذا حصلت البصيرة في الدين ايها الحبيب ماشي تقول لي انا صدقت في الطلب في طلب الله وفي طلب العلم وفي طلب اصلاح العقل فنلت البصيرة. طب اذا نلت البصيرة في الدين التي اعرف بها مراد الله واذا نلت المصير في الدين التي يميز بها الصحيح من الفاسد في الاحكام والشبهات والامور؟ قال اذا نلت هذه الامور قال فانت نلت البر وجمعت خصال الخير كله وهذا هو خصال الخير كله في هذه الحياة. ان يعطيك الله عز وجل بصيرة تفهم بها مراده وتميز بها الصحيح من الفاسد اذا اجتمع لك ذلك فقد جمعت خصال الخير كله واكتمل عقدها لك. لذلك قال فمن وهب الله له العقل واحياه بالعلم واعطاه الله عز وجل ماذا ابتداء؟ العقل وهذا يحتاج كما قلنا الى صدق في الطلب. وكذلك احياه بالعلم. وهذا يحتاج الى صدق الطلب. قال بعد الايمان وهذا يكون بطلب الله عز وجل. فاثمرت النتيجة ماذا؟ اثمرت النتيجة ان رزقه الله عز وجل بصيرة. تبصره باليقين وكذلك بصيرة تعرفه الامور الجيدة. فيأتي بها وتعرفه العيوب فيجتنبها. هذه الامور التي سبق تقريرها اذا اجتمعت للعبد قال فقد نظمت له خصال البر. البر هو الخير. اذا اجتمعت لك يعني ماذا تريد اكثر من ان يعطيك الله عقلا ويعطيك علما ويعطيك ايمانا ويعطيك بصيرة في دينك. اذا اجتمعت هذه الامور فهذا هو عقد الخير. اكتملت الامور لهذا العبد. فيحيى حياة هنيئة سعيدة بمراد الله عز وجل يعرف ما الذي يرضاه مولاه فيقبل اليه ويعرف ما الذي يبغضه ويسخطه فيبتعد عنه فيجتمع لك الخير اذا جمعت هذه الخصال ورأس هذه الخصال واساسها هذا الذي يركز عليه المحاسبي وعن عمدتها ان تصدق في طلب الله وهو تقوى الله وطاعته لذلك اكد على هذه الفكرة. نحن ذكرنا اه الصدق في طلب الله والصدق في طلب العلم والصدق في اه طلب اصلاح العقل وتقويمه. واساسها ورسم هو الاول. الصدق في طلب الله عز وجل بتقواه وطاعته. وهذا هو مقام الالوهية. وهو اكد عليه اكثر من تأكيده على مقام الربوبية ثم بين لك قد انا اريد ان احصل العلم انت تكلمت كثيرا عن تحصيله العقلي وان تصدوخ في طلب العلم فكيف احصل دائما الحالة المحاسبة يعطي اشارات سريعة. وليس كتاب شرح. ومضات سريعة على الطريق. يقول لك العلم تريد ان تحصله وتصدق في طلبه. انظر الى اهلي اهله قال اهل الخشية. لذلك قال وخذ العلم من اهل الخشية. هذا هو المسلك الصحيح في اخذ العلم. وهذا تنبيه على ان المحاسب دائما توجيهاته نصائحه قرآنية ربانية. ما الذي عرف المحاسبي رحمه الله ان اهل العلم هم اهل الخشية؟ من اين اتى بذلك؟ من قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فعندما قرأ هذه الاية عرف ان اهل الخشية في مفهوم الله عز وجل هم العلماء والعلماء هم اهل الخشية لا يوجد انفكاك. في حياتنا المعاصر قد يوجد انفكاك. تجد انسانا يلبس لباس العلم ولا يوجد عنده خشية لله. لكن في المفهوم الشرعي الصحيح الذي قرره الله في كتابه العالم هو الذي يخشى الله. فمن وجدته لا يخشى الله عز وجل وان حمل الشهادات العليا وان قال وقال هذا ليس اهلي ان تأخذ العلم منه. لان العلم الحقيقي هو العلم الموصل الى الله واهله هم اهل الخشية لله عز وجل. ثم بعد ذلك بين الطريق الذي تحصل به اليقين بالله عز وجل. نحن ذكرنا ان اول مطلب هو طلب الله. وطلب الله يكون طلبه في التيقن وجوده في هذه الحياة الدنيا وهذا مقام الربوبية والتيقن بماذا؟ وطلبه بطاعته وتقواه وهذا مقام الالوهية. فكيف النوع الاول من طلب الله وهو طلبه او طلب الايقان بوجوده في هذه الحياة الدنيا. قال عليك ان تستجلب اليقين اي اليقين بوجود الله عز وجل بمباحث الصدق في مواطن التفكر. بمباحث الصدق في مواطن التفكر. ما معنى هذه العبارة ايها احبة عبارة فيها تقديم وتأخير يعني ينبغي عليك بمباحث الصدق يعني ان تصدق البحث هذا التقدير ما مباحث الصدق تقديم وتأخير. يعني عليك ان تصدق البحث في مواطن التفكر والاعتبار. بمعنى بعبارة اخرى اسهل ان ينبغي عليك ان تتأمل وتتدبر اذا اذا مر بك في هذه الحياة موطن اعتبار وتفكر وتأمل. لا تكن غافلا تمر على مواطن التفقد والاعتبار وانت لاه وساه عنها لن تحصل اليقين. لذلك قال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف في الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون في خلق السماوات والارض. هناك تفكر في هذا موطن تفكر عندما تنظر في السماء فترى نجومها وكواكبها وترى القمر هذا موطن تفكر ينبغي عليك ان تصدق البحث التأمل والتدبر عندما تمر في هذه المواطن مواطن التفكر وهذا حال سيدنا ابراهيم كما قال الله عز وجل عنه وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين. يعني الله سبحانه وتعالى ارى ابراهيم ملكوت السماوات والارض حتى يصل إبراهيم الى درجة الايقان. اذا هنا الحارث المحاسب اذا من هذه الاية اقتطف شيء سريع. ما هو؟ ان الوصول الى درجة الايقان طريقه في ملكوت السماوات والارض لان ربنا سبحانه وتعالى هو الذي نص على هذا المسلك. فنقول ايها الاحبة اذا اردت ان تصل الى درجة اليقين اغلبنا نسأل الله السلامة والعافية نقول نحن مؤمنون بالله. ولكن هل تشعر بالله عز وجل في قلبك حقيقة؟ هل تشعر في صلاتك وفي حياتك تعاملاتك هل تشعر بوجود الله؟ ام هي كلمة نكررها نشأنا عليها؟ ولكنها لا تعيش في وجداننا حق المعيشة. يعني لماذا نجد هناك اناس الغالي والنفيس من اجل دين الله ونجد انفسنا مقصرين عن بذل ذاك المجهود. لان هناك فرق حقيقة في اليقين هذا هو الفرق. لذلك ابو بكر الصديق لم يسبقنا بكثرة صلاة ولا صيام. وانما لشيء وقر في قلبه هو اليقين. يقينه كان اعلى يقين في هذه الامة. وكذلك العبد العبد عندما ازداد يقينه كلما هانت هان عليه البدر وهان عليه التضحية في سبيل الله عز وجل. لذلك كما قلنا اليقين هناك طريقان هناك الطريق المباشر وهو ما ذكره ابتداء ان تصدق البحث في مواطن التفكر. اذا مررت باية اذا مررت بعبرة وايات الله عز وجل ايها الاحبة لا تنفكوا عن العبد. العبد منغمس في ايات الله من رأسه الى اخمص قدميه. في اياته الجسدية وفي اياته الكونية في نصرته اوليائه وفي خذلانه لاعدائه. الايات التي ننظر فيها ايات كونية وايات معنوية كلها تشهد بان الله عز وجل موجود وفي كل شيء له اية يدل على انه واحد. كل شيء في هذا الكون ينطق بان هناك الها خالقا مدبرا موجود يسيطر على هذا الكون وهو الذي يحركه ويدير شؤونه. هذه المرتبة لن تصل اليها كما قلنا الا بالتفكر في مواطن الاعتبار. فهذه طريقة مباشرة لتحصيل اليقين. الان هناك طريقة غير مباشرة. يعني من ضعف عن مرتبة التفكر والنظر في الايات له طريقة مساعدة نسب الحديث قال صلى الله عليه وسلم تعلموا اليقين فاني اتعلمه. هذا الاحاديث نسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم. والشيخ عبد الفتاح نص على انه عن النبي صلى الله عليه وسلم. حديث تعلموا اليقين فاني اتعلمه لا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وانما ورد ضعيفا من طريق مرسل وانما المشهور انه من كلام خالد بن معدان رضي الله تعالى عن احد التابعين رواه ابن ابي الدنيا في كتاب اليقين. ولكن هذا كلام صحيح يقول العلماء هذا كلام صحيح تعلموا اليقين. الان اه الغزالي رحمه الله تعالى كما يذكر الشيخ عبدالفتاح يفهمنا ما معنى هذه الجملة من هذا تابعي ما معنى تعلموا اليقين فاني اتعلمه؟ يقول الشيخ الغزالي رحمه الله اي جالس الموقنين. يعني جالس اهل الايقان يعني انت ضعفت ان تنظر بنفسك فتصل الى اليقين اقل الاحوال ان تجالس العلماء اهل الايقان. قال جالس الموقنين واستمعوا منهم علم يقين وواظبوا على الاقتداء بهم. يعني هذا اقل حالك. اذا رأيت انسانا رزقه الله عز وجل اليقين اقتدي به. اجلس معه اسمع كلامه وحاول ان تتبعه فهذا يقودك ان لم تصل الى درجة اليقين فلا اقل من ان تتشبه باحوال الموقنين. فهذه اذا طريقة غير لتحصيل اليقين. الطريقة الاولى كما قلنا ان تحصله بنفسك ابتداء. ولا تكن من الغافلين. الله عز وجل ذم الذين يمرون عن ايات الله عز وجل هم عنها غافلون. ماذا قال؟ وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون. يمرون على ايات الله ونسأل الله السلامة والعافية. كم من اية مرت علينا ونحن غافلون عنها. لا نلتفت ولا ننظر. كم من بلاء حل بنا ولم نفهم مراد الله عز وجل منه. كم من اذا فقدناه ولم نفهم مراد الله. كم من اية كونية كم من اية جسدية نحيا بها ولا نلتفت اليها ونحن عنها آآ غافلون نسأل الله السلامة والعافية. اذا هذه الطريقة لتحصيل اليقين طريقة مباشرة كما قلنا هناك طريقة غير مباشرة. ثم بعد ذلك اكمل والى ان ما زال يكمل الافكار يقول لك طيب الان انت تقول لي ان ينبغي علي ان اصدق في طلب الله وينبغي علي ان اصدق في طلب العقل وينبغي علي ان اصدق في طلب طب ما هي العلامات التي تدل اني وصلت الى درجة العقل القويم. ما هي العلامة التي تدل على اني ملكت القوي وانا صدقت في طلب العقل وفي اصلاحه وفي تقويمه. ما هي العلامات والاسس التي تعطيني علامة النجاح؟ انا الان فعلا اصلحت العقل ذكر ذلك. فيقول واعلم ان كل عقل لا يصحبه ثلاثة اشياء فهو عقل مكيت. وفي نسخ اخرى فهو عقل ماكر. يعني عقل في النهاية ايها الاحبة يعني لم يصل الى الحقيقة من العقل ولم يصل الى العقل الرشيد. الان هذه علامات ثلاث للعقل الرشيد. ما هي علامة العقل القويم؟ اذا العبد يحكم على عقله انه قوي. قال ايثار الطاعة على المعصية. هذا الاول. ثم ايثار العلم على الجهل. ثالثا ايثار الدين ايثار الدين على الدنيا. هذه ثلاث علامات. انظر نفسك وانظر مقامها فيك. اذا رأيت عبدا مؤثرا لطاعة الله على معصيته مؤثرا للعلم على الجهل مؤثرا للدين على الدنيا فاعلم انه اقيم عقله فالزم غرسه. لماذا ايها الاحبة؟ يعني في الحقيقة فالعقل ما وظيفته في الانسان؟ العقل سمي عقلا لانه يعقلك يعني يربطك ويمنعك عن سفاسف الامور. فوظيفة العقل في ان يجلب له معالي الامور ومحاسنها ويصرف عنه مساوئها. هذه وظيفة العقل. فلو اتينا من ناحية عقلية بحتة لا نريد ان ننظر من ناحية اذا اتينا اتينا من ناحية عقلية. فقيل لهذا العقل هناك طاعة اذا بذلتها وفعلتها تنال رضا الله سبحانه وتعالى وهناك معصية اذا فعلتها سيسخط الله عز وجل عليك ويعذبك. فقط بهذه الحسبة البسيطة العقل بمنظوره سيقدم ماذا؟ سيقدم الطاعة المعصية. طيب لماذا نجد اكثر الناس يقدمون المعاصي على الطاعات؟ هذا يدل على ان النضوج العقلي عندهم ليس كاملا. لا يوجد عندهم نضوج عقلي عقل القويم اذا نظر بين طاعة تقربه من مولاه وبين معصية تبعده وتحل به سخط الله بحسبته العقلية السريعة يقول لا نذهب الى الطاعة لماذا اتعرض لسخط الله ولكن لا يوجد هناك عقل قويم عند اكثر الناس. لانهم يفضلون المعاصي على الطاعات وما اكثر الناس ولو حرصت كذلك العلامة الثانية ايثار العلم على الجهل. لو قيل للعقل خير العقل بين علم آآ يقربه من الله عز وجل ويزيده معرفة به وبين بقائي على الجهل والشك والحيرة والضياع في هذه الحياة الدنيا. ما الذي يقدمه العقل القويم؟ يقدم العلم على الجهل. هذه هي الحسابات العقلية السهلة ولكن اكثر الناس الحقيقة لم يصلوا لماذا؟ لانهم لم يصدقوا الطلب في اصلاح العقل. من من صدق الطلب في اصلاح العقل يجد هذه الامور سهلة هينة. يعني لا انت الان تنظر اليها بعينها تقول هذا الامر سهل. اثارة الطاعة للمعصية امر هين. لكن عند من الاشكال في التطبيق. والتطبيق هو الذي يبين هل عقلك مؤمن بهذه القضية ايمان صحيح او ليس مؤمنا بها ايمانا؟ حقيقيا كذلك ايثار الدين على الدنيا. لو قيل للعبد انت بين آآ ان تختار دينك وتتعب في هذه الدنيا وتصبر اياما قليلة. العقبى راحة طويلة. وبين ان تبيع دينك ولكنك تحصن ملذات هذه الحياة الدنيا. ولكن بعد ذلك لتعقبها وحصارة حسرة الابد ما الذي يختاره العاقل؟ هل يختار لذة قصيرة ثم يعقبها بعد ذلك حسرة الابد او يختار التعب القليل الذي يعقوبه سعادة يختار اكيد الدين الذي هو سبب في سعادة الابد وان ادى ذلك الى صبر هذه الايام القليلة. لذلك هذه قضايا عقلية لكن العبد لا يؤمن بها عقله وحق الايمان الا بعد ان يصدق في طلبها كما يريد الله سبحانه وتعالى وذلك بعد توفيق الله. كذلك يبين لك العلم ما هو العلم اه الصحيح الذي اذا صدقت في طلبه وتوصلت اليه نقول انت فعلا حصلت العلم الذي تنال به البصيرة في الدين. هناك كذلك علامات للعلم الصحيح. عرفنا علامة العقل وعرفنا كيف نحصل اليقين. الان بقي علينا ان نعرف ما هي علامة العلم. نقول اني وصلت الى العلم فذكر رحمه الله تعالى ثلاث علامات للعلم. هي العلامات التي اذا حلت بصاحبها يعرف انه وصل الى مرحلة العلم. العلامة الاولى يعني انظروا الى غرابة هذه العلامات يقول الانسان يعني ما علاقة هذا بالعلم؟ ذكر علامات تدلك على فهم السلف. كيف كانوا رحمهم الله يفهمون العلم؟ ما هو منظورهم للعلم الشرعي. قال وكل علم لا يصحبه ثلاثة اشياء فهو مزيد في الحجة. يعني انت فقط تزيد بحجة الله عليك. تزيد من حجج الله عز وجل عليك. كل علم لا يصحبه ثلاثة اشياء فهو مزيد في الحجة. ما هي هذه الاشياء الثلاث؟ يعني هذه الامور الثلاث ايها الاحبة يورثها العلم اذا انسان ادعى انه عالم ولم يرث هذه الامور ففي كلمة عالم علامة استفهام عليه. ما هي هذه الامور؟ اولا قال كف الاذى بقطع الرغبة نشرحها باذن الله. ووجود العمل بالخشية وبذل الانصاف بالتبادل والرحمة. هذه ثلاث صفات. كل انسان طلب العلم بصدق ينبغي ان يتحلى بها يعني ان يثمرها العلم عنده. اذا انسان يدعي ان العلم وصل اليه بحق ولم يثمر هذه الصفات لديه يعلم انه ينبغي عليه ان يراجع الحسابات مرة اخرى فلم يصل الى حقيقة العلم. لان حقيقة العلم هو الذي يجعل الانسان يكف الاذى بقطع الرغب الرغبة ما معنى هذا الكلام؟ كف الاذى بقطع الرغبة. هذه اول علامة يريث العلم. يقول ايها الاحبة ان من كان عنده علم رزقه الله عز وجل علما وفهما فانه يكف اذاه عن الناس بسبب ماذا؟ بسبب انه يقطع رغبته في هذه الحياة الدنيا وقاطع رغبته ما في ايدي الناس. الان اذية الناس والخصومات والمنازعات ما سببها في الحقيقة؟ سببها ان الانسان يتطلع ويرغب الى ما في الناس. فهذا ينشئ خصومة وينشئ مدافعة. كل يريد ان يأخذ ما في يد صاحبه. هذا منشأ الخصومات. الرغبة في هذه الحياة الدنيا التطلع اليها التعلق بها الرغبة والتطلع الى ما في ايدي الناس. الانسان اذا وصل لدرجة العلم الحقيقي الشرعي ان علمه بالله وبما عند الله عز وجل هذا العلم الذي اورثه الله عز وجل اياه يجعله يقطع الرغبة في هذه الحياة الدنيا. يزهد في هذه الحياة الدنيا وبما في ايدي الناس. اذا قطع الرغبة فهذا يريثه كف الاذى. لماذا يؤذي الناس؟ اذا هو زهد في هذه الحياة الدنيا. اذا هو منشغل بربه. فكف الاذى اذا هو ثمرة قطع الرغبة. فمن وجدته يتزين بزي العلم. ولكنه يؤذي الناس. بلسانه بتصرفاته يتتبع عورات الناس يقول فيهم في عيوبهم وينزل بهم اعرف ان هذا الانسان وان قال وقال وان ادعى العلم فهذا طالب للدنيا الانسان الذي يؤذي الناس بكلامه على سبيل المثال وان زعم انه عالم فهو انما اذيته للناس بسبب ان الرغبة عنده في الحياة الدنيا لم قاطع هو يريد ان يصرف وجوه الناس اليه من خلال اسقاط الاخرين. هو يريد ان يجد من يصفق له ومن يمدحه ومن يثني عليه من خلال اذية الاخرين حتى تخلو له الميدان ويخلو له الساحة. اذا هذا علمه في الحقيقة لم يورثه قطعا في الرغبة عن الدنيا. بل رغبته في الدنيا سلطت لسانه على خلق الله فإذا العلامة الأولى انظر للمحاسب انا في الحقيقة يعني التفت احيانا الى نظرة المحاسب للموضوع. كيف ينظر للعلم بهذه النظرة البعيدة ان العلم الحقيقي يورثك قطع الرغبة في هذه الحياة الدنيا فتكف اذاك عن الناس. وتأمل انت في منزلك هذه الخصلة. الخصلة الثانية قال وجود العمل بالخشية يعني العلم يورد العمل هذا الذي يريد ان يقوله لماذا؟ لان العلم يورد خشية من الله سبحانه وتعالى. واذا رزقك الله عز وجل الخشية والخوف منه فان ذلك دافع لك الى ان تعمل. العلم كما قال تعالى يورث الخشية لانه انما يخشى الله من عباد العلماء. فاذا رزقك الله عز وجل الخشية التي يورثها العلم فان هذه الخشية والخوف هي التي ستدفعك الى العمل. فلا لا يمكن ايها الاحبة ان يوجد عالم لا يعمل. طالب علم طالب علم لا يعمل يستحيل. طالب العلم والعالم هو الذي يعمل يبذل يقدم اما من تزين من تزين بشعار العلم. ودائما هو مقصر في طاعة الله. مسرف على نفسه بالمعاصي فهذا يعرف انه لم ينل من العلم شيئا وانما نال ظاهره ولم يصل بعده الى باطنه. هذا قشور ما عنده. اما باطن العلم ولب العلم لن يصل اليه بعد. كذلك بذل الانصاف والرحمة وهذا الخلق في الحقيقة من اهم الاخلاق التي اشار اليها المحاسبي. يعني ينظر يقول لك العلم يورثك الانصاف. العلم يريد ماذا؟ يريدك الانصاب اذا رزق الله عز وجل العبد علما صحيحا شرعيا وفق منهج الله عز وجل فان هذا العلم يجعله يعني ينظر الى خصومه والى مخالفيه بنظرة الرحمة. ولا يحمل كلام الخصوم ما لا يحتمل. قال تعالى ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا فمن اهم علامات العالم الشرعي الرباني انه منصف. اما الانسان الذي اذا خاصم انسانا في مسألة شرعية خالفه في منهج علمي في منهج في طريقة في شيخ في طائفة فيرمي الطائفة الاخرى وينزل بها ويذمها ويذكر سلبياتها ولا يذكر ابدا شيئا من ايجابياتها. فهذا انسان في الحقيقة لا يتحلى بالانصاف. وعلمه ليس ناضجا ليس كاملا. لذلك يعني اقول الناظر في كلام ابن تيمية لو لم يتعلم من ابن تيمية الا فقط الانصاف مع الخصوم لكفى بذلك علما. تنظر في كلامه عندما يتكلم مع مخالفيه من الاشاعرة من المعتزلة من كل انسان خالفه وعاده. كيف يتعامل معهم بانصاف؟ جاء اليه ابن القيم يوما من الايام فقال له يا امام آآ فلان الذي يخاصمك واستعدى عليك السلطان قد مات. احد الذين كانوا يستعدون عليه السلطان. رجل من كبار مخالفيه. فغضب ابن رحم الله غضبا شديدا وقد تفرح لموت فلان وحمل نفسه وذهب الى اهل هذا الميت فطيب خاطرهم وقال لهم انا بمنزلة الوالد لكم ماذا تريدون ماذا تحتاجون؟ يعني انظروا الى القضية. الخلاف حجمه في حجمه. نعم هناك خلاف لكن نزله في منزله واعطى المسألة حجمها الطبيعي. اما الكتاب الذين ينزلون في الناس ويذكرون سلبياتهم ولا يلتفتون ابدا الى ايجابياتهم فهذا كاتب ناقص العقل وناقص العلم. لذلك من اصعب المعوقات التي تصيب الساحة الاسلامية والدعوية والعلمية الان هي قضية الانصاف. كل من خالف شخصا فانه يهتك ستره ويذكر ساحته وينزل في ساحته وفي عيوبه وهذا الشيخ اذكروا عيوب فلان وهذه هي الطائفة تذكر عيوب الطائفة الاخرى وهكذا تتفرق الامة ويتشتت الصف. اما لو ان كل انسان حجم الخلاف في حجمه الحقيقي. يعني للاسف احيانا كثرة الخلاف وعدم الانصاف توقع في ماذا؟ توقع في التبديع. توقع في التفسيخ وقد في النهاية الى التكفير كل طائفة تكفر غيرها. وهذا ذكره العلماء الكبار وهذا كله بسبب غياب الانصاف واعطاء المسائل للحجم الحقيقي لها العلماء المصلحون اذا تتبعن التاريخ العلماء المصلحون الذين قادوا الامة الى بر الامان اكبر ميزة لهم انهم كانوا يأخذون من كل طائفة الخير الموجود فيها ينموه ويظهروه ويبرزوه. والسلبيات والاخطاء الموجودة فيها ينصحونهم فيها. يعني لا يعني وجود الاخطاء لا يعني ان نغض الطرف عنها. نحن ننصح المخطئ ونقول له هذا خطأ ونأخذ على يديه ولكن لا يمنعنا ذلك من ان نظهر الجانب الايجابي. وان نتعاون فيما يحقق لهذه الامة مصلحتها العليا. ينبغي علينا ان نعرف اولويات هذه الامة. ما الذي تحتاجه الامة الان في هذا الموضع الخلافة في حجمه ونحاول ان نتفق فيما نستطيع ان نقدمه وان نبذله من الخير لهذه الحياة. لذلك قال وبذل الانصاف بالتبادل والرحمة فانظري لفظة التبادل كان كل داعية يبذل من عنده. كل انسان يحاول ان يقرب وجهة النظر من طرفه. هذا يبذل القرب وذاك يبذل القرب وذاك يبذل القرب حتى تجتمع الكلمة ويتآلى في الصف وتنتشر الرحمة بين المسلمين. ثم ختم هذه الفقرة فقال واعلم انه ما تزين احد بزينة كالعقل. الان اراد ان يختم ببيان يعني فضيلة العقل اذا عرفت العقل وعرفت العلم فاعلم ان اعظم زينة يمكن ان تتزين بها ايها العبد هي ماذا هي العقل واجمل ثوب يمكن ان تتجمل به هو ثوب العلم. لماذا؟ قال لانه ما عرف الله الا بالعقل. ولا لا اطيع الا بالعلم. لماذا العقل اعظم زينة؟ لان الله سبحانه وتعالى لا تعرفه الا بالعقل. ولا تصل اليه او ولا تطيعه الا من خلال العلم والشيخ عبد الفتاح ابو غدة بناء على هذا التعليل يقول العقل افضل من العلم. لماذا؟ قال لان العقل تعلقوا معرفة الله سبحانه وتعالى. العقل يعرف الله. اما العلم فمتعلقه طاعة الله. ومعرفة الله افضل من طاعة الله. ايهما اسمى؟ ان تعرف الله عز وجل او ان تطيعه كلاهما مطلوب لكن المعرفة اسمى. ولما كانت معرفة الله مرتبطة بالعقل وطاعة الله مرتبطة بالعلم. كان العقل اسمى من العلم. لكن الحقيقة انا لا انظر بهذه النظرة التي ينظر بها. العقل والعلم متكاملان. يعني معرفة الله هي صحيح بالعقل. لكن العقل يحتاج الى علم حتى يعرف الله سبحانه وتعالى وكذلك الطاعة بالتأكيد تحتاج الى علم لكن العلم لا تصل اليه الا بالعقل. ففي الحقيقة هما متكاملان لا يمكن ان ينظر الى عقل من دون علم ولا الى علم من دون عقل فهو اذا نظام متكامل وليس نظام منفصل يعني يفضل احدهما على الاخر والمسألة في ذلك فيها وساع كما ذهب من البخت شيخ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم