والله ما في هذه الدنيا لك من اشتياق العبد للرحمن هم يسمعون كلامهم رحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. واصلي واسلم على غير البرية وعلى ازكى البشرية على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين وممهدا لقواعد الفتيه في الدين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. حياكم الله ايها الاحبة في مجلس جديد في شرح هذه الرسالة المباركة. رسالة للامام الحارث ابن اسد المحاسبي رحمه الله تعالى. وكنا قد انتهينا الى قول المصنف واعلم ان اهل المعرفة بالله بنوا اصول الاحوال على شاهدي العلم بالله وتفقهوا في الفروع. الا ترى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم. وعلامة ذلك فهم تزايد العلم بالاشفاق. ومزيد العلم بالاقتداء. فكلما ازداد علما ازداد خوفا وكلما ازداد عملا ازداد تواضعا. هذه فقرة جديدة من كلام الحارث المحاسبي رحمه الله تعالى فانه لما بين كما ذكرنا في الدرس الماضي المنهج الذي يصل به الانسان الى فهم مراد الله عز وجل وبينا ان اساسه يعني كيف يصل الانسان الى فهم مراد الله سبحانه وتعالى؟ الاساس في ذلك هو الصدق في الطلب. وقلنا الطلب ينقسم والى ثلاثة امور ان تطلب الله سبحانه وتعالى ابتداء وان تطلب العلم ثانيا وان تطلب اصلاح العقل وتقويمه بما يعود عليك بالنفح والصلاح. هذه هي اساس اصلاح العقل واصلاس اصلاح العلم. واساس اصلاح العلاقة مع الله عز وجل وبذلك ينال العبد الفهم عن الله. الان انتقد الحارث المحاسبي رحمه الله ليبين قاعدة عامة مجملة وهي ان اهل المعرفة بالله سبحانه وتعالى علماء السلوك علماء التزكية الراشدون الذين يسلكون الطريق الى الله سبحانه وتعالى. في الجملة كيف يبنون احوالهم في الجملة وبالنظرة العامة الانسان الذي يريد السلوك الى الله سبحانه وتعالى. هو سماهم اهل المعرفة بالله. وهي عامة كل من يريد السلوك الى الله عز وجل ما هو المنهج الذي يبني عليه احواله وعلاقته مع الله سبحانه وتعالى. فبين الحادث المحاسبي رحمه الله في هذه الفقرة ان اهل المعرفة الصحيحة يبنون احوال قلوبهم يبنون احوال قلوبهم بعبارة اخرى يبنون علاقتهم مع الله سبحانه وتعالى. علاقة المحبة علاقة الخشية علاقة الرجاء علاقة علاقة الانابة علاقة التوبة هذه العلاقات والاحوال القلبية لذلك سماها احوال. هذه الاحوال القلبية كيف تبنى؟ قال تبنى ابتداء على العلم بالله سبحانه وتعالى. وثانيا على التفقه في الدين. وهذا يبين الفرق بين المنهج النبوي الشرعي في بناء العلاقة الصحيحة مع الله وبين المنهج البدعي المخالف للكتاب والسنة. هو يريد ان يقول ان الاحوال القلبية عارف الربانية التي يبنيها الانسان بينه وبين ربه؟ لا تبنى على الذوق فقط. لا تبنى على الوجد لا تبنى على البدعة والخرافة وان يحدث الانسان افعالا من عنده من وهمه ثم يقول بعد ذلك انا اصل بهذه الافعال الى الله. يريد ان يكون الحارث المحاسبي لا يمكن المسترشد ولمن يسلك الطريق الى الله ان يصل في مرحلة من المراحل فيقول انا وصلت الى معرفة الله فسقط التكليف عني. كما يقول ذلك اصحاب الشطحات هذا ليس سلوك الى الله عز وجل. العبد كلما ازداد في علاقته مع الله عز وجل بصيرة كلما ازداد عملا علاقة طردية مع العمل وليست عكسية كما يريد اصحاب الشطحات ان يصوروا لنا علم السلوك وعلم التصوف والذهاب الى الله عز وجل في هذه الرحلة فخلاصة كلام المحاسب رحمه الله اذا ان الاحوال القلبية والمعارف القلبية واعمال القلوب انما تبنى على العلم بالله عز وجل ابتداء وعلى التفقه في الدين. انظروا ماذا قال وتفقهوا في الفروع. وانظروا هذه الكلمة التي تبين منهج المحاسبة. اذا القضية تحتاج الى علم لا يوجد هناك انفكاك بين الباطن وبين الظاهر. كلاهما مرتبط الباطن يستلزم الظاهر ولابد من الظاهر حتى يصلح عمل الباطن. اذا ايها الاحبة من اصلح علاقته مع الله عز وجل من خلال العلم بالله. هذا ابتداء. وثانيا من خلال التفقه في دين الله عز وجل ثم اورثه ذاك العلم عمله. الان العلم ابتداء بالله والتفقه في الفروع اذا لم يورث عملا للعبد نستفد. اذا ثم اورثه ذاك العلم عملا. لذلك انظر الى الاثر الذي استدل به قال الا ترى لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. وفي الحقيقة هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو او ينسب الى سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام رواه الامام احمد عن بعض التابعين عن سيدنا عيسى ابن مريم والحارث المحاسبي كما ذكر آآ ابو نعيم في الحلية نسبه النبي صلى الله عليه وسلم كما فعل غيره خطأ وسهوا. والاصل انه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن المعنى صحيح. ان من عمل بما علم اورثه الله سبحانه وتعالى علم ما لم يعلم. اي من تفقه في دين الله عز وجل. وتعرف على الله عز وجل ثم عمل باثر هذا العلم وعمل بمقتضى هذه المعرفة فان الله عز وجل يورثه علوم ما لم يعلم. ما هي هذه العلوم؟ يكشف الله عز وجل له من حجب معرفته ومن الوصول اليه ومن المعاني القلبية ما لا يكشفه لغيره من عبيده. لماذا؟ يستحق هذه الجائزة. هذا انسان علم وتعرف على الله سبحانه وتعالى وتفقه في دينه ثم عمل وبذل واجتهد فاستحق اذن ان يعطيه الله عز وجل هذه الجائزة وهو وان يكشف عنه من حجب المعارف ما لا يكشفه لغيره من الخلق الذين لم يبذلوا ولم يضحوا ولم يدفعوا هذا الثمن. لذلك الحادث المحاسب يؤكد على هذه المعلومة فيقول وعلامة ذلك اي كيف تجد او كيف تكتشف وتبحث عن الانسان الذي يبني الاحوال القلبية على العلم بالله والتفقه في الفروع. كيف نعرف ان هذا الرجل الذي يدعي الوصول الى اعمال قلبية والى معارف ربانية؟ فعلا هذه المعارف صحيحة وانه بناها على علم صحيح. يقول وعلامة ذلك ان علمه كلما ازداد زاد خوفه من الله سبحانه وتعالى وان علمه كلما ازداد ازداد تواضعا لله سبحانه وتعالى ولخلق الله. هي اشارات هو يريد ان يقول لك بشكل عام كلما ازداد علما بالله وكلما ازداد علما بالفروع ازداد في احوال قلبه الى الله سبحانه وتعالى معرفة. فاذا اه زيادة احوال القلوب وزيادة اعمال القلوب هي تنبني على زيادة العلم بالله وعلى زيادة العلم بالشريعة. هذا يضطرد مع هذا. لذلك انظروا ماذا قال وعلامة ذلك اي علامة البناء الصحيح للاحوال القلبية؟ قال فهم تزايد العلم بالاشفاق. انظر هي عبارة دقيقة قال فهم تزايد العلم بالاشفاق هو يريد ان يقول ان علمه كلما ازداد يزداد اشفاقا وخوفا من الله وتعالى لانه علم الله اكثر فاذا سيزداد خوفه منه اكثر. كل من كان اعلم بالله قل له كلما كان اخوف من الله سبحانه وتعالى طب اذا كلما ازداد العبد علما بالله سبحانه وتعالى وبشريعته ازداد علما باحوال القلوب وترقيا فيها. طب كيف العلم هذا الذي طب كيف يزداد العلم؟ فهمنا زيادة العلم تسبب زيادة اعمال القلوب. طب العلم نفسه كيف يزداد؟ قال بالاقتداء قال بالاقتداء قال ومزيد العلم بالاقتداء. زيادة العلم انما تكون بالاقتداء. الاقتداء بمن؟ الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم والاقتداء بالصحابة والاقتداء بالسلف الصالح. هذا الاقتداء هو الذي يزيد علمك وحقيقة الاقتداء هو التفقه في الفروع الذي ذكره قبل قليل انت عندما تتفقه في الدين انت ماذا تفعل؟ انت تنظر ماذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يفعل في صلاته في زكاته في طهارته في اعماله في حجه في بيوعه وتقتدي به. هذا الاقتداء هو التفقه في الدين. فاذا الاقتداء التفقه في الدين يزيدك علما. وكلما اشتدت علما كلما ازددت خوفا وخشية وانابة وخضوعا لله سبحانه وتعالى. اذا فهو شيء ينبني على شيء. الاقتداء يوصلك الى العلم والعلم يوصلك الى احوال القلوب الصحيحة. هذا الذي يريده بهذه العبارة. لذلك قال فكلما ازداد علما ازداد خوفا وكلما ازداد عملا ازداد تواضعا. ولو نظرنا في الهامش يقول الشيخ عبدالفتاح وجاء في الاصل وكلما ازداد علما ازداد تواضعا. وليس كل ازداد عملا. الشيخ عبد الفتاح رجح انه كلما ازداد عملا. ولكن في الحقيقة لو تأملنا السياق العبارة التي اسقطها التي وجدت في الاصل قد تكون هي الاقرب وهي كلما ازداد علما ازداد تواضعا لانه الحالة المحاسبي يريد ان يبين لك اثر العلم وزيادة العلم والتفقه وفي الدين في ماذا؟ في اعمال القلوب. هذا الذي يريد ان يبينه. فقال في العبارة الاولى كلما ازداد علما بالله وتفقها في دين الله ازداد هذا اشفاقا وخشية. وكذلك كلما ازداد علما بالله سبحانه وتعالى كلما ازداد تواضعا وهذا اقرب الى السياق. اذا هذا هو مضمون الفقرة الاولى اراد ان يبين ان اهل المعرفة كيف بنوا احوال القلوب؟ كيف بنوا احوال القلوب؟ وخلاصتها انهم بنوا احوال طال القلوب واعمال القلوب وعلاقتهم مع الله على العلم بالله سبحانه وعلى التفقه في دين الله وعلى العمل. فاذا فقدت هذه العناصر لا يمكن للانسان ان يدعي المعرفة الصحيحة لله عز وجل. فهذه المعرفة لا تأتي كما قلنا بذوق ولا بوجد ولا تجربة ولا ببدعة وانما مبناها اساسا الاقتداء والاتباع. اذا عرفنا كيف نبني الاحوال؟ طب السؤال الثاني الذي يطرحه الحارث المحاسبي كيف نحافظ على هذه الاحوال؟ الان بنيناها كيف نحافظ عليها؟ انتقد تبني شيئا ولكنك لا تحافظ عليه فينهدم اراد ان يبين في الفقرة التي تليها كيف نحافظ على هذه الاحوال ونستمر عليها؟ فقال رحمه الله والاصل الذي به في طريقهم. اذا الاصل الاول كيف بنوا احوالهم؟ الاصل الثاني الاصل الذي ثبتوا به في طريقهم. هناك اصول يتمسك بها الانسان في سيره الى الله سبحانه وتعالى. هذه الاصول التي يتمسك بها ويثبت عليها تكون سببا في وصوله. اذا اغفلها واعرض عنها تكون سببا في تراجعه الى الوراء. فقال الاصل الذي ثبتوا به في طريقهم اولا التزام بالمعروف والنهي عن المنكر بالصدق. ثانيا قال تقديم العلم على حظوظ النفس. ثالثا الاستغناء عن جميع خلقه. انظروا الى هذه الامور الثلاث التي يتمسك بها المسترشدون في طريقهم الى الله سبحانه وتعالى. الامر الاول قال هو الالتزام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصدق. وهذا ايها الاحبة دائما يلفتنا الى منهج المحاسبي التزكية علم السلوك العلاقة مع الله عز وجل لا يعني ان يجلس الانسان في زاوية في البيت يبقى يبكي ويترك هذا المجتمع ويتباكى ويفعل البدع ثم يقول بعد ذلك هكذا احصن علم التزكية. السلف رحمهم الله كانوا يفهمون علم السلوك وعلم التزكية انه شيء عملي. الانسان يكون في واقع المجتمع مصلح يعمل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كلما وجد خيرا دل الناس عليه وكلما وجد شرا ابعد الناس عنه هذا هو صاحب علم السلوك الصحيح الذي يبني احواله على العمل ولا يبنيها على الذوق والخرافة وما شابه ذلك. اذا فالاصل الاول كما قلنا الذي يتمسك به المسترشدون هو ماذا هو الالتزام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصدق. الان نحن تكلمنا سابقا عن قضية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما قال الحارث رحمه الله وكن قائلا بالحق عاملا به. فلا نكرر كثيرا لكن قوله بالصدق ما معنى والتزم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصدق ما معنى الصدق هنا؟ هو يريد ان يقول لك اذا امرت بالمعروف فينبغي ان تكون صادقا. ما علامة الصدق؟ هذا سؤال ها انت قاعد تنفذ احسنت علامة الصدق في امرك ان تمتثل الشيء الذي تأمر به. واذا نهيت عن المنكر فينبغي ان تكون صادقا. ما علامة الصدق؟ ان تكون اول المجتنبين عن عن هذا الفعل الذي تنهى عنه. فاذا كان الانسان ايها الاحبة يأمر بالمعروف وهو ابعد الناس عنه وينهى عن المنكر وهو اقرب الناس اليه هذا ليس بصادق. هذا ليس بصادق وحاله كحال بني اسرائيل. عندما عاتبهم الله عز وجل قال اتأمرون الناس بالبر؟ وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب. ودائما ايها الحبيب تذكر القصة. قصة الرجل الذي يلقى في النار كما اخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا يلقى في النار يوم القيامة. فتندلق اقطاب بطنه يعني امعاؤه تسقط امامه قال فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى. انظروا الى هذا الموقف الشنيع. من هذا الشخص الذي عاقبه الله عز وجل بهذا العقاب الشنيع امعاؤه يدور بها كما يدور الحمار بالرحى. قال فيجتمع عليه اهل النار فيقولون يا فلان مالك؟ الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر يعني اهل النار اجتمعوا عليه نسوا العذاب الذي هم فيه واجتمعوا عليه. فقالوا ليس هذا فلان الذي كان ينصح ويأمر الناس بالخير وينهاهم عن المنكر. يا فلان ما لك الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فقال بلى الان اخبرهم ما الذي اوصله الى هذه النتيجة؟ كنت امر بالمعروف ولا اتيه وانهى عن المنكر واتيه. انظروا العقاب الشديد الذي عاقبه الله عز وجل به. لذلك آآ اهل الرشاد والمسترشدون يلتزمون امر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم صادقون في ذلك. لا يريدون مدحا لا يريدون ثناء لا يريدون الجماهير. يريدون فقط وجه الله سبحانه وتعالى ودلالة الناس على هذا الخير وامارة ذلك كما قلنا اذا امر بالمعروف فهو اول المتمسكين به واذا نهى عن المنكر فهو اول المجتنب له. الاصل الثاني الذي يتمسكون به في طريقهم قال تقديم العلم. هو لاحظ وجعل هذه الاصول هي الاصول التي يتمسكون بها لان الانسان ايها الاحبة قد يدخل في طريق المسترشدين. قد يضع الاقدام ابتداء ولكن لا يتمسك بالصدق في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. تبدأ النية هي تنحرف يبدأ يطلب لوعاات من الدنيا حتى في دعوته وحتى في سلوكه. الى الله عز وجل يبدأ يطلب ثناء الناس. يطلب الاشارة من الناس وان وفلان ما شاء الله متمسك بدينه فلان يدرس فلان يعلم فلان آآ له مواقف جيدة على وسائل التواصل الاجتماعي. الان هذه امراض تعرض للسالك اذا لم يحافظ على المستوى العالي من الصدق في دعوته في امره بالمعروف والنهي عن المنكر سيعود خطوات كثيرة الى الوراء. سيعود كثيرة ولن يصل الى الله سبحانه وتعالى. طب الاصل الثاني كما قلنا الذي يتمسك به المسترشد قالوا وتقديم العلم على حظوظ هذا الاصل الثاني مهم ايها الاحبة للمسلم عامة ولطلبة العلم خاصة. تقديم العلم على حظوظ النفس. الان ايها النفس لها حظوظ كثيرة النفس تدعوك الى الراحة. النفس تدعوك الى التراخي تدعوك الى الاستمتاع في هذه الحياة الدنيا. والاكثار من المباحات تدعوك الى التسويف دائما غدا تفعل وبعد غد ستفعل. النفس دائما لها حظوظ تدعوك الى حظوظها. تدعوك الى المطاعم والمشارب والمآكل المسترشد اذا كان في طريقه الى الله سيقف مع حظوظ النفس لن يصل. كلما رأى حظا من حظوظ النفس برق له انكب عليه يريد ان يأخذه لن يصل ابدا الى الله. لماذا ايها الاحبة؟ لان النفس كل يوم لها مطالب. النفس كل يوم لها مطالب ولها حظوظ تريد ان تنام تريد ان تأكل تريد ان تشرب تريد ان تجلس مع فلان تريد ان تشاهد آآ التلفاز تريد ان تجلس امام وسائل التواصل الاجتماعي تريد ان تفعل تخرج هذي كلها حظوظ النفس النفس دائما تريد تطلب لها حظوظ اذا لم يتعود السالك ان يكبح جماحها وان وان يجعلها تنصاع لداعي العلم. وان يجعلها تنصاع للعلم وتقدم العلم على هذه الحظوظ فانه لن يصل الى الله. لن الى الله. الشيطان ايها الاحبة ماهر. الشيطان صاحب خبرات يعلم كيف يجعل هذا الطالب وهذا المسترشد ينقطع في طريقه. يعرض له والشهوات قد لا تكن محرمة اه قد لا تكون محرمة قد تكون من المباحات ولكنها في النهاية حظوظ النفس. قد تكون من المباحات ولكنها عضو النفس يريد ان يشغلك بها عن سلوكك الى الله. الشيطان له مراتب ايها الاحبة في التعامل مع الانسان. انسان قد يغريه بالكفر انسان قد لا ينفع معه الكفر فيغريه بالكبائر. انسان لا تنفع معه الكبائر. متمسك بدينه قالوا يغريه بالمعاصي الصغيرة. انسان حتى الصغيرة لا تنفع معهم متمسك قال يغريه بالتوسع في المباحات والتوسع في حظوظ النفس. اذا توسع السالك في حظوظ النفس فانها تشغله في طريقه عن الله سبحانه وتعالى. فالانسان طالب العلم خاصة والانسان المسلم عامة الذي يريد السلوك الى الله عز وجل ان يعود نفسه وان يروضها على تقديم العلم بالله. التعلم تعلم ماذا؟ تعلم العلاقة مع الله سبحانه وتعالى وتعلم الفروع لانه مهد لك قبل قليل ان بناء الاحوال القلبية انما يكون على ماذا؟ على العلم بالله وعلى التفقه في الفروع. هذا العلم لن اليه الا بماذا؟ الا بترك شيء من حظوظ النفس. الا بترك شيء من حظوظ النفس. نحن لا نقول لك ستترك كل الحياة الدنيا وتجلس في معزل عن الناس ولن تتزوج ولن تأكل ولن تشرب. لكن كل شيء له حجمه. والمقدم دائما عندك العلم. الان طالب العلم الحقيقي والمسترشد الحقيقي هو الذي يصبح العلم نهمه العلم يصبح نهمه شغفه في حياته ماذا؟ او شغفه في حياته ان ينادي العلم الشرعي وان يتعلم وان يحصل وان يتقدم في العلاقة مع الله عز وجل. متى اصبح المسترشد بهذا النفس؟ نعم نقول هذا الانسان بدأ السلوك الصحيح الى الله على منهاج واضح وعلى طريقة صحيحة. والا كلما كان كما قلنا عرض له حظ من حظوظ النفس. اليوم يريد ان ينام وغدا يريد ان يأكل وغدا يتفرج والشيطان يبدأ بالتسويف. نطلب العلم غدا. نؤجل الى بعد غد. هذه العبادة افعلها بعد ذلك. انظر الناس تسوف وتأمل جيد وتنقضي العمر وانت لم تفعل شيئا ولم تحصل الا النزر اليسير فهذا من توفيق الله عز وجل لعبده ان يرزقه قدرة على كبح جماح النفس وتقديم العلم على ثم قال الاصل الثالث والاستغناء بالله عن جميع خلقه. هذا الاصل الثالث الذي تمسكوا به في الطريق. الاستغناء بالله عن جميع خلقه وهذا الاصل ايها الاحبة الذي يتمسك به العارفون هو ثمرة المعرفة. هو ثمرة ماذا؟ هو ثمرة معرفة الله سبحانه وتعالى وثمرة معرفة الخلق. من عرف الله وعرف الخلق استغنى بالله عن الخلق. لماذا ايها الاحبة؟ اهل المعرفة الحق الذين يعرفون الله حق المعرفة يعرفون ملكه واحاطته وقهره ويعرفون انه المسيطر وانه المدبر قيوم السماوات والارض وانه لا تأخذه سنة ولا نوم. وانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. هذه المعارف التي وصلوا اليها التدبر والتأمل وصدق البحث في مواطن التفكر وصدق البحث في مواطن التفكر كما ذكرنا في الدرس الماضي هذه المعرفة فالتي لم تبقى في اطار التنظير او العلم النظري كما هو حالنا. نحن نقول نحن نعلم ان الله عز وجل قيوم السماوات والارض. وانه لا يزوب عنه مثقال في السماوات ولا في الارض وانه لا تأخذه سنة ولا نوم. ولكن هذه المعرفة لدينا ايها الاحبة للاسف هي معرفة نظرية. هل دخلت في شغاف قلوبنا هل هذا الايمان بقيومية بقيومة الله عز وجل على السماوات والارض وانه الحي الذي لا يموت وانه الجبروت القاهر الذي لا يعجزه شيء هل هذه معرفة دخلت في اعماق القلوب واطمأنت اليها النفس؟ ام هي فقط امور نرددها في حياتنا؟ نؤمن بها في الظاهر ولكنها بعد لم تسكن في الباطن المعرفة الحقة هم الذين دخلت هذه المعارف من من التنظير الى اعماق القلوب فخالطت وجدانهم. اذا هم اولا عرفوا الله. ثم عرفوا عرفوا ان الخلق عاجزون عن رفع الاذى عن انفسهم. فكيف يرفعون وعن غيرهم؟ عرفوا ان الخلق يحتاجون الى الله سبحانه وتعالى في كل نفس وفي كل لحظة وفي كل خاطرة. اي مخلوق لا يستغني عن الله سبحانه وتعالى. فاهل المعرفة الحق لما وازنوا بينما عندما عرفوا الله عز وجل حق المعرفة وعرفوا المخلوق حق المعرفة وعملوا موازنة سريعة هل اه الجأ الى الله عز وجل الاول جاء الى المخلوق عرفوا انه لا مجال للمقارنة. لا مجال للمقارنة ابتداء فعلقوا هممهم بالله سبحانه وتعالى. والفوا ان يعلق احتياجاتهم وان يعلقوا مطالب حياتهم بهؤلاء المخلوقين الضعاف. الذين لا يغنون عنك شيئا المعرفة خلاص عرفوا ان الامر بيد الله سبحانه وتعالى لا مجال للنقاش في هذا الموضوع. لذلك يعني كما يقول السلف يقول استغني عن من شئت تكن اميرهم واحتج الى من شئت تكن اسيره. هكذا الحياة الدنيا. اذا احتجت الى المخلوق اصبحت اسيرا له. واذا استغنيت عن المخلوق كنت اميرا له فالانسان هل يريد لنفسه ان يكون عبدا للخلق او يريد ان يكون عبدا للحق سبحانه وتعالى هو الذي يختار لذلك في الحقيقة الاستغناء بالله عن كل المخلوقين كما قلنا هو ثمرة المعرفة. وانما نحن ضعفنا عن هذه المرتبة. بسبب ضعف معرفتنا بالله. لان هذه المرتبة الاستغناء بالله عن جميع المخلوقين هي ثمرة المعرفة بالله ابتداء كما قلنا. ونحن لماذا لا نجد الاستغناء بالله عن جميع المغلوقين في انفسنا وفي وجداننا لضعف معرفتنا بالله عز وجل. لا نعرف الله عز وجل حق المعرفة ولا نقدره حق التقدير نسينا ان هؤلاء البشر هم فقط ايها الاحبة صور واجساد. هم ليسوا الهة وارباب. فلا يصل العبد الى المعرفة الحق ولا يثبت على طريق شديد حتى يتجاوز هذه القنطرة. يتجاوز قنطرة التعلق بالخلق ان يدفع حوائجه اليهم الى التعلق بالحق سبحانه وتعالى ويستغني به عن جميع المخلوقين. فهذا هو الاصل الثالث الذي يتمسك به المسترشدون الاستغناء بالله عز وجل عن جميع خلقه ثم بعد ذلك الحادث المحاسب بعد ان بين لك كيف بنى اهل المعرفة علاقتهم مع الله؟ ثم بين لك ما هي طول التي تمسكوا بها في طريقهم الى الله آآ نصحك الحارث المحاسبي يقول اذا عرفت ذلك فعليك ايها المسترشد ان تطلب مناهج هؤلاء القوم ان تطلب المنهج الذي سلكه اهل المعرفة بالله سبحانه وتعالى وان تبحث عن المسالك التي سلكوها حتى وصلوا الى هذا المقام الرفيع. فقال فاطلب اثار من زاده العلم خشية. يقول الحارث المحاسبي ان فاطلب اثار من العلم خشية والعمل بصيرة والعقل معرفة. من هم هؤلاء؟ الذي زاده العلم خشية والعمل بصيرة والعقل معرفة هم اهل معرفة الله وفصلها فقط احيانا يعيد الافكار فقط بصياغة اخرى. هؤلاء هم اهل معرفة الله سبحانه وتعالى. يقول لك اطلب اطلب منهجهم اطلب مسلكهم وابحث عنه. قال فان حجبك عن منهجهم فقد الادب. انظر ماذا يقول. قال فان حجبك عن مناهجهم فقد الادب فارجع بالذم على نفسك. فارجع بالذم على نفسك ولن يخفى على اهل العلم صفة المخلصين يقول لك اذا بحثت عن مناهج اهل السلوك ولكنك حجبت عن الوصول بسبب فقد الادب. ما معنى فقد الادب ايها الاحبة قال هو سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى. انتقد تبحث عن مناهج اهل الرشاد ولكن آآ يحرمك الله عز وجل عن الوصول الى وعن الوقوف عليها. لماذا؟ لسوء ادبك مع الله سبحانه وتعالى. سوء الادب ايها الاحبة عاقبته ان تحجب عن العرفان سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى ما العقاب الذي ستعاقب به؟ هو ان تحجب عن عن مقام العرفان بالله عز بعض الناس يظن ان المعصية يعني اذا سخط الله عز وجل على صاحبها يجب ان يحن به قارعة من السماء. او ان يفقد ابنا او ان تأتي سيارة فتصعد علي هكذا العقاب الذي يأتي. في الحقيقة اعظم عقاب يمكن ان يعاقب به من اساء الادب مع الله ان يحجب عن الله سبحانه وتعالى. ان محجبة عن الله وان لا يتعرف على الله. هذا من اعظم العقاب. يقول السكندري رحمه الله تعالى في حكمه قال من جهل المريد ان يسيء الادب من جهل المريد الذي يريد السلوك الى الله من جهله ان يسيء الادب. فتؤخر العقوبة عنه. فيقول هذا لو كان هذا سوى ادبه لقطع الامداد واوجب الابعاد. يعني لو كان الذي فعلته سوء ادب لابعدني الله عز وجل عنه وما زلت على الله عز وجل يجعلني اصلي واصوم وازكي وما زلت في طلب العلم. اذا هذا ليس سوء ادب. يظن ماذا ان اه سوء الادب مع الله عز وجل يوجب دائما الابعاد والمقت المباشر من الله. فيقول الحارث المحاسبي وقد يقطع المدد عنه وهو لا يشعر وقد يقول السكندري رحمه الله نعم وقد يقطع المدد عنه وهو لا يشعر ولو لم يكن الا منع المزيد. ولو لم يكن الا ان هو ما يريد. يعني يكفي في العقوبة من الله عز وجل ان يمنعك المزيد من التعرف عليه. هذا يكفي عقوبة لهذا الذي اساء الادب ان يمنعه المزيد المزيد من معرفة الله عز وجل. وان يكشف الله عز وجل عن تلك المعارف الالهية يحجبها وهذا يكفي يقف فقط عند العلم بوجود الله. ولا يرزقه الله عز وجل حلاوة المناجاة. ولا انسى التعلق به ولا يجد حلاوة في الذكر ولا في هو يظن نفسه انه على الطريق الصحيح وهو بعيد عنها محجوب الله عز وجل خذله من حيث لا يشعر. اذا فمن اساء الادب عاقبه الله عز بالحجب ايها الاحبة اساء الادب مثل ماذا؟ من اطلق عينه للحرام فقد اساء الادب ومن اطلق اذنه لسماع الحرام فقد اساء الادب ومن لسانه في الكلام الحرام فقد اساء الادب ومن اطعم بطنه الحرام فقد اساء الادب. ومن مشى بقدميه الى الحرام فقد اساء الادب. هذه كلها صور اساءة الادب مع الله سبحانه وتعالى التي تسبب الحجبة عن المعارف الالهية. يحجبك الله عز وجل بها. لذلك يقول لك حالة المحاسبين فان حجبك عن مناهجهم فاقض الادب فعليك ان تلوم نفسك. انت الذي خذلت نفسك وانت الذي عرضتها لهذه المواقف ولهذا الحجب عن الله سبحانه وتعالى. اذا ايها الاحبة طريق الطريق الى الله عز وجل. طريق اهل المعرفة هو طريق علم. طريق عمل اه طريق تزكية طريق مجاهدة طريق مراقبة الامر فيه جهد الامر ليس بالتحلي ولا بالتمني الامر ليس بامانيكم ولا اماني اهل كتاب الامر يحتاج الى جهد والى بذل والى مراقبة. معركة يخوضها الانسان حتى يصل الى هذه المراتب العالية. نسأل الله ان يلحقنا بهم وان يجعلنا من اهل المعرفة الحقة والا فتلك مراتب سماء اصحابها لذلك يقول ولن يخفى على اهل العلم صفة المخلصين. ماذا يريد ان يقول يقول من يعرف اهل المعرفة الحق هم اهل المعرفة الحق فقط. يعني انت او نحن الذين لم نصل الى معرفة الله عز وجل قد نحسن ظن في انسان نراه نقول فلان ما شاء الله من اهل السلوك الصحيح ومن اهل العلم والمعرفة بالله عز وجل. ولكن لاننا محجوبون عن المعرفة الحق لا نستطيع حقيقة ان نميز هل فعلا فلان من اهل المعرفة الحق او هو من اهل التصنع والتظاهر؟ من يستطيع ان يميز اهل المعرفة الصحيحة بالله هم اهل المعرفة الصحيحة. هم انفسهم يعرفون هل هذا الشخص الجديد الذي انضم الى هذه القافلة او يريد ان ينضم؟ هل هو فعلا وصل الى المعرفة الحقيقة الله عز وجل او ما زال يتوهم ويتصنع بالتحلي والتمني. لذلك قال ولن يخفى على اهل العلم يعني اهل العلم بالله. اهل المعرفة بالله لن يخفى عليهم من هو المخلص ومن هو الذي يتصنع ويتظاهر ويتزين؟ ثم قال الحارث المحاسبي رحمه الله قال ان في كل فكرة ادب وفي كل اشارة علما وانما يميز ذلك من فهم عن الله عز وجل مراده. وجنى فوائد اليقين من خطابه. هنا ايها الاحبة يبين الحارث المحاسبي علاقة اهل المعرفة بالله بكتاب الله عز وجل. كيف يتعاملون مع كتاب الا وكيف يستنبطون منه المعاني الدقيقة؟ ذكرنا في الدرس الماضي ان فهم مراد الله عز وجل وهذا دائما اكرره انه مهم. فهم مراد الله عز وجل اساسه ماذا؟ لا ذكاء ما كيف يفهم العبد مراد الله عز وجل؟ ما هي القاعدة العامة التي وضعها الحادث المحاسبي؟ احسنت يعني هو الصدق في الطلب والصدق في الطلب يكون في طلب الله وفي طلب العلم وفي طلب تقويم العقل. هذا بهذا يصل العبد الى فهم مراد الله عز وجل اذا صدق في طلب هذه الامور في طلب الله عز وجل وفي طلب العلم وفي طلب اصلاح العقل. هنا تصل الى فهم مراد لله عز وجل. الان هؤلاء الذين وصلوا الى فهم مراد الله سبحانه وتعالى قال هم الذين يستطيعون ان استنبطوا وان يستخلصوا الاداب والعلوم التي ضمنها الله عز وجل في كتابه. الله عز وجل ايها الاحبة ضم كتابه ادابا وعلوما كثيرة غزيرة. في ضمن اشارات وافكار سريعة. هذه العلوم الغزيرة وهذه الكثيرة ضمنها الله في كتابه في اشارات سريعة. لذلك قال وفي كل اشارة علما. انظر ماذا قال المحاسبي وفي كل اشارة علما وفي كل فكرة ادب يريد ان يقول القرآن الكريم يتضمن اشارات سريعة. ويتضمن افكار. هذه الاشارات السريعة والافكار فيها ماذا؟ فيها علوم واداب غزيرة جدا. ولكن من الذي يستطيع ان يستنبط هذه العلوم والاداب؟ من الذي يصل اليها؟ هو الذي استطاع ان يصل الى مرتبة الفهم عن الله عز وجل. هؤلاء الراسخون في العلم الذين يفهمون مراد الله هم الذين يستطيعون ان يصلوا الى هذه المعاني الدقيقة الغزيرة. واما المحجوبون عن الله عز وجل لن يصلوا الى هذه المعاني. الان لو نظرت الى من اهل المعرفة بالله ممن سبق من السلف. اذا نظر في الاية الواحدة يستخلص منها مائة حكم. وننظر في حالنا ننظر في الاية نتدبر فيها لا نكاد نستخلص حكما او حكمين. هل الاية اختلفت؟ الاية هي الاية. ذاك استخلص منها مائة حكم وانت لا تكاد تفهم المعنى الظاهر نلملم المعنى الظاهر حتى نفهمه. اذا ما الفرق ايها الاحبة؟ نعم هذا هو الفرق الجوهري. لذلك المحجوبون عن الله سبحانه وتعالى يجدون فتورا في علاقتهم مع القرآن. لماذا؟ لانه عندما يقرأ القرآن في الحقيقة وهذا قد نجده من انفسنا ايها الاحبة نسأل الله السلامة. عندما نقرأ القرآن تنظر لا تكاد تجد المعاني العميقة التي تجد العلماء الكبار يتكلمون عنها. تنظر في الاية تحاول ان تتدبر تجد لماذا كررت قصة موسى في اكثر من موضع؟ تظن ان هذا الامر تكرار فقط. نحن محجوبون عن الفهم العميق لكتاب الله سبحانه وتعالى لماذا كررت هذه الامثال؟ لماذا وضعت هذه هنا؟ وهذه هنا لا نكاد نفهم الا المعاني الظاهرة. وهذا يسبب فتورا في علاقة العبد مع القرآن الكريم. لذلك الناس اذا قرأ القرآن هي صفحات في الصباح نتبرك بها نبدأ بها اليوم وانتهى الامر. من يختم ايها الاحبة في كل اسبوع من يختم في كل شهر كما كان؟ يعني الحد الادنى كما يقول العلماء هو الشهر. من يختم في كل شهر؟ هناك ايها الاحبة من لا يختم من رمضان الى من لا يختم ابدا المصحف في حياته. هذا محجوب عن كتاب الله سبحانه وتعالى. والسبب والان هو حجمه عن كتاب الله جعل هناك علاقة فاترة وبين القرآن الكريم. لا يفهم معنى هذا الكلام. يظنه شيء عادي لا يعلم قيمة النص وهذا الخطاب الرباني الالهي لهذه البشرية بينما اهل المعرفة عندما نقرأ في سيرة السلف الذي كان يختم القرآن في كل ثلاثة ايام والذي كان لا يتجاوز الاسبوع الا وقد ختم والذي كان يقرأ القرآن في ليلة نجد العجب العجاب في علاقتهم مع القرآن الكريم. ما هذا الدافع العجيب في علاقتهم مع القرآن؟ ما الذي كان يدفعهم الى هذه العلاقة الذي كان يدفعهم ايها الاحبة ان اهل الرشاد واهل وان اهل المعرفة الصحيحة لله علاقتهم مع القرآن هي علاقة الانسان بالغذاء علاقة الانسان بالغذاء تماما. كما انك اذا لم تتناول في هذا اليوم الطعام تشعر بالضعف كذلك اهل المعرفة الا اذا لم يتناولوا وجبتهم اليومية من القرآن الكريم حتى يغذوا بها قلوبهم وارواحهم يشعرون بالوحشة يشعرون ان هذا اليوم فيه نقص فيه خلل فيه هناك ضعف ايماني مباشرة تشعر به هذه القلوب. لم تأخذ الوجبة الكافية من القرآن الكريم. هذه هي العلاقة. اصبح علاقة غذاء تغذي الارواح والقلوب. الطعام يغذي الاجساد ولكن القرآن يغذي الارواح والقلوب. من استطاع ان يكون هذه العلاقة الصادقة وبين كتاب الله عز وجل هذا الذي افلح. انه يشعر انه اذا لم يقرأ كتاب الله عز وجل في اليوم ان هناك خلل في الحياة في حياته في علاقته يشعر بالوحشة والبعد عن الله عز وجل نعم هذا امارة خير وهذا علامة الخير. اما العبد الذي يأتي عليه الشهور ولا يقرأ كتاب الله عز وجل او لا يختم ختمة هذا عليه ان يعيد علاقته مع كتاب الله سبحانه وتعالى. لذلك يعني لو تأملنا حالنا ايها الاحبة انظروا حالة اذا ببلية اذا ابتليت ببلية من بلاء هذا الحياء وشعرت ان المخلوقين آآ كلهم لا يستطيعون ان يرفعوا عنك هذا البلاء. انت الان في بلاء لا يكشفه الا الله عز وجل. اهل الحجب عن الله سبحانه وتعالى المحجوبون في هذه اللحظات تجد الله عز وجل يكرم بعضهم ببعض طيب يعني هذا نطبقه على حالنا نجد انفسنا قد مررنا به في بعض اللحظات. تكون في بلية في مصيبة لم تجد احدا يساعدك نشعر حينئذ بالافتقار والحاجة المطلقة لله عز وجل. ابتداء لاننا محجوبون نفزع الى من؟ الى المخلوقين. لم نستغني بالله سبحانه وتعالى. لكن بعد ان فزعنا الى المخلوقين لم نجد عندهم حلا. بعد ان فزعنا الى المخلوقين لم نجد عندهم حلا ولا رفعا لهذا البلاء في هذه الحالة كثير او بعض الناس قد يمن الله عز وجل عليهم عودة صادقة الى الضمير. يعرف هذا العبد انه لن يكشف عنه هذا البلاء ولن يرفع هذه اللأواء الا الله سبحانه وتعالى. فيذهب الانسان هذا الى زاوية في المسجد او يذهب الى بيته يمسك المصحف وهو في في ضيق وفي هم وفي غم. يبدأ يقلب هذه الصفحات. ينظر يمر على الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. يقرأ هذه الايات كانها اول مرة تمر عليه. ومر عليها كثيرا في الحياة. ولكنه لانه محجوب لم يصل الى مرتبة اهل المعرفة الحقة لم يجد لها طعما. لم يكن يتدبر. ولكن في هذه الومضات السريعة من البلاء الله عز وجل يكشف لهذا العبد جزءا من حلاوة تدبر كتاب الله سبحانه وتعالى. هو بلاء ومحنة ولكن فيها منح. انك جلست مع القرآن في زاوية المسجد او في البيت بدأت تنظر وبدأت تشعر بحلاوة هذا الكتاب. هذه الجلسات السريعة والومضات والهدايا التي يعطيها الله عز وجل اه لبعض المحجوبين قد تكون مدافعا لهم بعد انتهاء البلاء لان يستمروا في بناء هذه العلاقة الصحيحة مع الله وان ينتظموا في اهل المعرفة وفي سلوك طريق المسترشدين. فتصبح قراءة انتم دائما للقرآن قراءة واعية ومتدبرة. اما اهل المعرفة بالله ابتداء فهم لا ينتظرون وقوع البلاء حتى يتدبروا كلام الله. هم في المستمر في تدبر كلام الله عز وجل والنظر فيه واستخلاص معانيه وافكاره. لذلك يعني يقول رحمه الله وعلامة ذلك في الصادق. وعلامة ذلك في الصادق. اي كيف تعرف ان هذا الرجل الذي يقف امامك ومن اهل فهم مراد الله سبحانه وتعالى. ويريد ان يعطيك العلامات التي تعرف بها اهل الفهم. عن الله سبحانه وتعالى. ليس فقط من اجل ان تعرف من هم بل حتى تحاول ان تكون من اصحاب هذه العلامات ومن اصحاب هذه الخصائص. ومن هنا سيبدأ الحالة المحاسبة بتعداد طويل في الحقيقة تعداد طويل وكثير لصفات المسترشدين. لصفات من؟ المسترشدين الذين يفهمون مراد الله سبحانه وتعالى. فنحن تمر عليها سريعا كاشارات. قال وعلامة ذلك في الصادق. انظروا هذه العلامات التي يذكرها لاهل فهم مراد الله. قال اذا نظر اعتبر اذا نظر اعتبر اذا نظر في احوال الناس وفي تقلباتهم وفي مآكلهم وبلائهم وما يفعل الله عز وجل باوليائه وما يعاق به اعداءه اذا نظر في كونية وفي الايات القرآنية هو دائما في اعتبار. اي في تأمل مستمر والاعتبار والعبرة ايها الاحبة مأخوذة في اللغة من العبور مأخوذة من ماذا؟ من العبور كانك تعبر من حال الى حال. فاذا نظرت في احوال الناس واذا نظرت في القصص التي تشاهدها في حياتك وفي الامثال التي الله عز وجل لك تعبر بها الى واقعك وتعبر بها الى نفسك تطبقها على نفسك. اكثر الناس اذا مر برجل مبتلى يظن ان هذا الشيء لن يقع به واذا نظر في حال رجل من الناس آآ انزل الله عز وجل به قارعة يظن انه وهو مصر على معاصي الله لن يحل به هذا الامر. بعيد عن الاعتبار وعن النظر في ايات الله عز وجل الكونية والقرآنية. لأ اذا المسترشد ايها الاحبة من اول الصفات التي ذكرها المحاسب له اذا نظر طب الصفة الثانية قال اذا صمت تفكر. اذا صمت تفكر. اذا هو انسان لا يوجد عنده اوقات فراغ. حتى في لحظات الصمت يتفكر في تأمل وفي تدبر في خلق الله عز وجل وفي حكمة الله عز وجل وفي افعال الله. اذا يستغل الاوقات حتى في حالة الصمت. وهذه مرتبة رفيعة ثم قال واذا تكلم ذكر واذا تكلم ذكر اذا نطق لا ينطق الا بذكر الله عز وجل وما يحوم حوله من طلب بعلم وتعلم وتعليم ومذاكرة وصلاة وذكر لله عز وجل. اذكار الصباح والمساء. اذكار النوم. هو في حياته فيه تذكار مستمر الله سبحانه وتعالى وما يحقق هذا الامر. الان نعم الانسان قد يتكلم فيما يحقق احتياجاته اليومية. وهذا يعود وينصب في النهاية الى الاعادة على ذكر الله سبحانه وتعالى لانك اذا لم تقضي الحوائج لن تستطيع ان تذكر الله سبحانه وتعالى. فاذا ذكر الله عز وجل الذي يتكلم عن هو ذكر الله عز وجل وما يعين عليه. اذا اذا تكلم ذكر قال واذا منع صبر. واذا اعطي شكر. احيانا القراءة السريعة قد تعدل معنى اكثر من القراءة المتقطعة. عندما تنظر في هذه الصفات تعدادها السريع يعطيك معاني سريعة ولفتات في النظر الى نفسك. قال اذا منع صبر واذا اعطي شكر. واذا ابتلي استرجع. قال انا لله وانا اليه راجعون. واذا جهل عليه حلم وهذا خلق الحلم الذي تكلمنا عنه في الدرس الماضي او الذي قبله. قال واذا علم تواضع يعني لم يزده علمه تكبرا بل زاده تواضعا لله سبحانه وتعالى. واذا علم رفقه بالمتعلمين. واذا سئل بذل. شفاء للقاصدين شفاء للقاصدين. ما معنى شفاء للقاصدين؟ يعني اذا جاءه انسان يشكو اليه ضعف ايمانه. يشكو اليه ضعف قلبه وعلاقته مع الله عز وجل فانه بكلماته يدخل في قلبه الشفاء بعد معونة الله سبحانه وتعالى اولا. صحيح؟ فهذا شفاء للقاصدين. هذا الانسان اه العارف الفاهم عن الله عز وجل من خصائصه انه يقصده الناس. للكلام عن احوال قلوبهم يجدون ضعف في الايمان يجدون آآ ضعفا وخللا في القلوب يأتونه ويشكون اليه ينزلون به هذه الامراض وهو يعطيهم الكلام النافع الذي يساعدهم فيه على حل هذه القضايا. فقال هو شفاء للقاصدين. وعون للمسترشدين. وعون للمسترشدين. اذا سأله عبد عن طريق الرشاد قال له دلني على معالم هذا الطريق يجد منه الاعانة. اذا هذا من صفات فاهم عن الله سبحانه وتعالى. قال وحليف صدق للصديقين. يعني دائما مع الصديقين يلازم دربهم وغرزهم. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة عشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم فهو حليف لهم لا ينتقل عنهم الى غيرهم. قال وكهف امن للخائفين. وكهف للخائفين. اي انسان خائف فزع بني ببلاء اصابه خوف من شيء من الدنيا من مخلوق من آآ مرض يجد عند هذا الانسان الامان فهو كهف لهم. كهف للخائفين يلجأون اليه يجدون الطمأنينة والامان عندما يجالسونه عندما يرون فهمه عندما يرون علاقته مع الله عز وجل يشعرون بالامان فوق الكهف لهم. ثم قال بر اي خير قريب الرضا في حق بنفسه بعيد الهمة في حق الله سبحانه وتعالى. ما معنى هذا الكلام؟ اذا اعتدي عليه في حقه الشخصي قريب الرضا. سهل الرضا لا يعمل مشاكل كثيرة ويرفع الامر الى المحاكم وتجلس السنوات قريب الرضا في حق نفسه سبه شخص شتمه شخص اخذ رجل منه شيئا من لغاعات الحياة الدنيا فانه لا يلتفت الى ذلك كثيرا. قريب الرضا في حق نفسه. ولكن في حق الله عز وجل بعيد الهمة معناه اذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى لا هنا لا مجال للمسامحة. يغضب لحق الله عز وجل. وهذا باب محمد صلى الله عليه وسلم فكم من اعرابي جذبه؟ وكم من انسان اساء اليه وشتمه وفعلوا به الافاعيل كفار قريش وغير كفار قريش ولكن مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لهم لعل الله يخرج من اصلابهم من يوحده ويعبده. ولكن اذا انتهكت محارم الله سبحانه وتعالى قالوا كن انا نعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم يشتد غضبه ويحمر وجهه واوداجه. غضبا لله سبحانه وتعالى ولا يغضب لنفسه عليه الصلاة والسلام وهذا قدوة وهذا هو الاسلوب الذي ينبغي ان يقتدي به اهل الرشاد. ثم قال نيته افضل من عمله. ما زال يسوق صفاتهم نيته افضل من عمله. وهذا نص حديث ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني والبيهقي. قال صلى الله عليه وسلم نية المؤمن من افضل من عمله. وهذا الحديث متكلم في اسناده في الحقيقة ضعفه جل من اهل العلم. ولكن معناه صحيح ان نية المؤمن افضل من عمله كيف ذلك ايها الاحبة؟ طيب هذا سؤال نية المؤمن افضل من عمله نريد التفكير. بده يعمل اشي. اه لان لماذا عند المؤمن افضل من العمل هذا الذي اريده. احسنت. ان الانسان المؤمن دائما او المستنشد بشكل عام الصالحة دائما عندهم سواء استطاع ان يفعل او لم يستطع ان يفعل فالنية الصالحة موجودة وذكرنا قديما وصية الامام احمد لابنه قال يا بني انوي الخير. يعني دائما خلي نية الخير موجودة. لماذا؟ انت في اجر مستمر. لذلك الاجر الذي يأخذه على اكثر من الاجر الذي يأخذه عن العمل. لان نيته مستمرة موجودة سواء عمل او عمل عملا فيه تقصير او لم يعمل ابتداء النية نية الخير موجودة هذا حال المؤمن. لذلك جاء في الحديث اما المنافق فعملوه خير من نيته. لماذا؟ لان المنافق يهتم تجميد الاعمال الظاهرة ولا يهتم بنية القلب كيفما جاءت النية يطلب وجه فلان يطلب لعاءة من دعاة الدنيا لا يهمه المهم عنده ان يجمل الظاهر. فالمنافق عمله خير من نيته والمؤمن نيته خير من عمله. ثم قال وعمله ابلغ من قوله. وعمله ابلغ من قوله يلا هذا من باب المشاركة ما معنى عمله؟ ابلغ من قوله ابو يسير. ما معنى عمل المسترشد ابلغ من قوله ما الذي يريده يعني نعطي فرصة. دايما بحكي خلص بفهم. احسنت. يعني يريد ان يقول ان القدوة العملية عنده اثرها اكثر من الكلام والتنظير كما نسميه انه ليس دائما منشغلا بالكلام والوعظ والتدريس ثم بعد ذلك اذا رأينا في حاله وفي اعاقته مع الله عز وجل نجده ضعيفا فاترا هذا لا يصلح لان يحمل اعباء الناس. فالمسترشد السالك الى الله عز وجل قدوته العملية اكثر من قدوته الكلامية. نعم مهمة مطلوبة نريد ان نوصل الخير للناس ولكن هذا الكلام ينبغي ان يترجم عملا في واقع مسترشد. والا فلن يكون صادقا حق الصدق في طريقه الى الله سبحانه وتعالى قال موطنه الحق. هذا سؤال جديد. موطنه الحق. نحاول ان نفهم لا اريد فقط انا الذي اشرح الكلام اريد ان الانسان يحاول ان يفهم ما الذي يريده الحارث المحاسبي؟ الذي يدور مع الحق حيث دار. احسنت هذه الفكرة. موطنه الحق انه يدور مع الحق حيثما دار فكان الحق اصبح له وطنه. الحق اصبح له وطنا يسكن معه. اينما ذهب الحق يذهب معه. مع الدليل. ليس مع الشيخ ولا مع الطائفة ولا مع الفرقة ولا مع فلان ولا مع فلان. مع الدليل الشرعي. حيثما جاء الحق وثبت عليه الادلة الشرعية ومعه مع من كان ومع اي طائفة كان ومعقله الحياء اي هو مرابط على ظهور الحياء. الحياء من الله سبحانه وتعالى والحياء من الخلق. والله عز وجل احق من يستحي منه سبحانه. قال ومعلومه الورع. ومعلومه الورع. ما معنى ومعلومه الورع ايدي الناس هذا نعم هذا من اهم معاني وراء الاستغناء عن ما في ايدي الناس. يعرف به الخشية من الله. هذا من المعاني العامة للوطن ان ما معنى هذه العبارة؟ نريد يعني معلومة والوراء ربما التركيب غريب. ما معنى معلومه الورع؟ هو يريد ان يقول لك ان هذا الانسان بنى علمه على هذا الذي يريد ان يقوله بنى علمه على ماذا؟ على الورع. فعلمه دائما يورث ورعه ولا يورث تساهله. يعني احيانا قد تجد بعض المفتين اذا علم يذهب الى التساهل ياخذ اسهل الاقوال دائما ويطبقها بغض النظر. هل دليلها قوي وليس مجرد ان عرف ان هناك قولا في المسألة ذهب اليه. فهذا لم يبني علمه على الورع. وانما بنى علمه على السهولة والترخص. المؤمن المسترشد لا يبني علمه على الورع. اذا وجد المسألة فيها اشتباه فانه يبتعد ويرفع يديه ويأخذ ما هو الاحوط لدينه ودنياه. فهذا ومعلومه الورع ويذكر الشيخ قصة عن الابن المبارك هي قصة عامة في الورع ولكن اعجبتني القصة فاحببت ان ارويها لكم يقول ان ابن المبارك رحمه الله تعالى اخذ قلما من رجل في الشام. اخذ قلما استعار منه ماذا؟ قلما. فعندما ذهب نسي ان يرد اليه هذا القلم عندما وصل الى مارو منطقة في خراسان ولا هذه المناطق في اذربيجان وهذه الجهات البعيدة تذكر القلم معه. لو كان واحد منا ماذا يفعل؟ لو اخذ مئة دينار يعني ما نتكلم عن قلم واخذ باله اكثر من ذلك قد لا يعيدها. ذهب الى اخر الدنيا وليس بسيارة ولا طائرة وذهب على حصان او جمل قال فعاد من مرو الى الشام حتى يعيد هذا القلم فقط. انظروا الى الورع هو يخشى ان يلقى الله عز وجل بقلم ايها احبة ربما الانسان قد يقصر في اعادة الشيء الى جاره الذي فوقه. الى جاره الذي فوقه يجلس المأساة عندك ايام. ولا لا تسأل قد يموت الجار ويموت العيال ويرتحل الجار وانت تتساهل في هذا الامر وهذا يعود الامام ابن المبارك يعود من مر الى الشام حتى يرد قال من هكذا كانوا يبنون علمهم؟ هذه هي قصص السلف. انسان قد يقول هل هذا معقول؟ هل هذه مبالغة؟ لا يا ليست مبالغة. دائما نحن نلجأ الى تفسير هذه القصص مبالغات لا لا تأخذ هذا المنهج دائما. هم نعم كانوا على علم وعلى ورع وعلى خشية من الله عز وجل تجعلهم يفعلون الاعاجيب. ونحن لضعف همتنا وظعف علاقتنا قد نستغرب ونسارع في رد هذه القصص بسبب فقط اننا لا نستطيع ان نفعلها في واقعنا. ولكن هم لعلمهم بالله علاقتهم الصحيحة معه بنوا علاقة صحيحة اورثتهم ورعا وخشية من الله. ثم قال وشاهده التقوى. شاهده يعني الذي يدل عليه انه من اهل الفهم ومن اهل الرشاد تقواه لله سبحانه وتعالى. اذا نظر الناس رأوه من اهل التقوى يفعل الطاعات ويجتنبوا معاصي الله عز وجل جعل بينهم قوة بين عذاب الله وقاية. وسبق الكلام عن التقوى قال له بصائر من نور يبصر بها وحقائق من العلم ينطق بها. له طائر صاحب بصيرة ينظر بهذه البصيرة الذي نور الله عز وجل في الامور فيصل الى الحقائق. وله علم رزقه الله عز وجل حقائق من العلم ينطق بها درر من العلم يعلم بها الناس ويفيدهم وله كذلك ادلة من اليقين. يعني عنده في قلبه شواهد يقينية على وجود عز وجل وعلى نصر الله عز وجل لاوليائه. وعلى ان هناك يوم اخر سنلقى الله عز وجل به. كل هذه القضايا بالنسبة له له يقينية له ادلة يقينية هذه الادلة قد لا يعبر عنها بلسانه. ولكن يعبر عنها حاله وعبادته وعلاقته مع الله. لذلك عندما اتكلم عن حقائق العلم قال ينطق بها. وعندما تكلم عن دلائل اليقين قال يعبر عنها لان التعبير كما يكون باللسان فانه يكون بالهيئة والتصرف والافعال. انت تعرف ان فلان متيقن بوجود الله سبحانه وتعالى ومتيقن من نصر الله عز وجل لاوليائه تيقن ان هناك يوما سينتقل فيه الى الله من خلال ماذا؟ من خلال اعماله حتى ولو لم ينطق ويشهد بهذا الامر او يدلل عليه. اعمال ورعوا وعلاقته الصحيحة مع الله هي اكبر شاهد على ان هذا الرجل قد وصل الى مرتبة اليقين. وهنا ابن القيم رحمه الله يذكره يعني احوال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا المقام يقول عندما سجن ابن تيمية قال يقول لابن تيمية مرة ما يصنع اعدائي بي انظروا الى اليقين كيف كان يعبر عنه ابن تيمية في حاله وفي سلوكه وكيف كان ينقله الى تلاميذه. يقول ابن القيم قال لي ابن تيمية مرة وهو في السجن قال ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري. يعني انسي وعلاقتي وحياتي هي في الصدر. هي العلاقة الصحيحة مع الله. اين رحت فهي معي هذه الجنة وهذه البستان بستان العرفان لله عز وجل في صدره. قال اين رحت؟ فهي معي لا تفارقني. ان حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة. دائما ينظر للامور من جانب الايجابي. ايش يفعل فيه؟ ان قتلوني فهي شهادة لله عز وجل. والى فهي خلوة مع الله عز وجل. وان اخرجوني من وطني وبلدي فهي سياحة اتفرج فيها على خلق الله عز وجل. واعتبر منه. قال وقال لي المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى. والمأسور من اسره هواه. يعني هذا هو الحبس الحقيقي. هذا هو الحبس والاصل حقيقي ليس حبس الاجساد وانما حبس القلوب وان الله اعلم ان الله يحول بين المرء وقلبه. المحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من اسره هواه. ويقول كذلك يا ابن القيم في سرد حال شيخه وعلم الله هذا كلام ابن القيم وعلم الله ما رأيت احدا اطيب عيشا منه قط. مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم. كان فقيرا معدما كان فقيرا ولم يتزوج ابن تيمية رحمه الله تعالى كان فقيرا جدا قال ومع ذلك كنا نجد فيه من طيب القلب ومن الراحة والسكون ما لا نجده في قال وعلم الله ما رأيت احدا اطيب عيشا منه قط مهما كان فيه من ضيق العيش. ومهما كان فيه من الحبس والتهديد والارجاف. وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا ومن اشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نظرة النعيم على وجهه. قال ابن القيم وكنا اذا اشتد من الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الارض اتيناه. فما هو الا ان نراه وان نسمع كلامه. انظروا الى صفة المسترشد. انظروا الى صفة العارف بالله. قال فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه. قال فيذهب عنا ذلك كله. بمجرد ان يسمعوا كلام هذا الامام لانه كان قدوة ايها الاحبة لم يكن فقط يتكلم وينظر ثم عندما يأتي وقت التطبيق هو من اول الناس فرارا من الميادين هو دائما على رأس الامور يقودها هذه الامة يوجهها يصوبها لا تأخذه في الله لومة لائم. فكان اذا حقا معرفا بالله سبحانه وتعالى بمجرد ان ينظر الى وجهه قال وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة. وكان يقول ابن تيمية ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة ما هي هذه المعهد الجنة؟ هي جنة العلم والعرفان بالله سبحانه وتعالى. من لم يدخل هذه الجنة في هذه الحياة الدنيا الانس واليقين والطمأنينة بالله لا يدخل جنة الاخرة. طبعا هي كقاعدة عامة ولا تأخذها انت بمعناها الدقيق. ويريد ان يقول الجنة اذا اردت ان تدخلها في الاخرة واردت المقامات الرفيعة عليك ان تدخل جنة الدنيا بمعرفة الله عز وجل. فمن حرم هذه حرم هذه. ثم يكمل الحارث المحاسبي فيقول قال وان يواصل بذلك يعني بعد ان ذكر هذه الصفات وسيعيد ذكر صفات اخرى لكن يقول سريعا وانما يواصل بذلك يعني انما يصل الى هذه الصفات والى هذه المراتب من جاهد لله نفسه. من جاهد لله نفسه. ماذا قال تعالى؟ من يأتي باية تدلل على هذا المعنى والذين جاهدوا. احسنت. والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. ليس المراد فقط هنا جهاد القتال وان كان من من اعظم المعاني ولكن كذلك جهاد النفس الفضيل بن عياض يقول من جاهر في طلب العلم وسائر الدستري يقول من جاهد في اتباع السنة فمن جاهد نفسه لله عز وجل انار الله عز وجل له السبل. انار الله عز وجل له السبل واوصله اليه. قال وانما يواصل بذلك من جاهد لله نفسه واستقامت طاعته وفي بعض النسخ واستقامت لطاعته. واستقامت لطاعته اي استقامت نفسه لطاعة الله سبحانه وتعالى حسنت نيته وخشي الله في سره وعلانيته وقصر الامل. هي الان صفات اخرى هو يذكر الان صفات جديدة ولكن بقالب اخر وباسلوب اخر وقد وقصر الامل وشمر مئزر الحذر. يعني هو في حذر مستمر من الله سبحانه وتعالى. قال واقلع بريح اللجأ في بحر ما معنى واقلع بريح اللجأ؟ اللجأ ايها الاحبة هو اللجوء الى الشيء. والالتياد اليه اللجأ يقصد به الالتجاء الى الشيء والالتياد به. فان تجعله معقلا لك ملجأ لك. هذا يسمى اللجأ. فهو يقول هذا استرشد ابحر برياح اللجأ. يعني ابحر في الفرار الى الله عز وجل واللجوء اليه في خضم بحر من الابتهال. اي الخضوع والخشوع والتضرع لله سبحانه وتعالى. اذا فهو مبحر ملتجئ يلتاد بربه سبحانه وتعالى في خضم بحار وفي خضم انفاس من الابتهال والخشوع والتضرع. وكذلك قال اوقاته غنيمة واحواله سليمة. انظروا هذه العبارات اللطيفة فقال اوقاته غنيمة واحواله سليمة. يغتنم الاوقات. لا يوجد عنده هكذا اوقات في الهامش. من اعجب ما يروى من استغلال العلماء لاوقاتهم المجد لابن تيمية جد شيخ الاسلام يقولون كان يطلب العلم حتى في دورة المياه يأتي لابنه فيقول له امسك يا بني هذا الكتاب وعندما ادخل الى دورة المياه ابدأ بالقراءة. يدرس الابن على باب دورة المياه ويبدأ يقرأ يريد ان يستغل الاوقات التي يقضيها في الخلاء رحمه الله تعالى. هكذا كان السلف اوقاتهم غنيمة. لا يوجد هناك ساعات طويلة هذا امام التلفاز والساعات الاخرى امام وسائل التواصل. وساعات اخرى في الفرجة ثم بعد ذلك يعني من الاوقات نصلي بها لله سبحانه وتعالى وانتهى الامر. اذا هذا ليس او هذا لم يعرف ابتداء طريق المسترشدين. قال فاوقاته غنيمة واحواله سليمة احواله سليمة هذه ثمرة المعلومة السابقة. لما انشغل وقته بالطاعات لم يجد مجالا للخصومات مع الناس. لم يجد مجالا خصوماتي مع الناس واحواله سليمة. اي هو مسالم للناس. الناس منهم في خير وهو منهم في خير. لا يؤذي هذا ولا هم يؤذون. لماذا؟ لان وقته انشغل عنده علم وعنده عبادة وعنده ذكر وعنده آآ ارتباطات حوائج الحياة وعنده صلة ارحام وعنده معاونة لفلان وتحقيق. اذا اوقات مشغولة تماما لا يجد اوقات للخصومات ولا للتفكير لماذا قال فلان ولماذا فعل فلان وهذا اراد الاساءة وهذا لم يرد الاساءة وسلم قلبه من هذه الامور. ثم قال لم يغتر بزخرف دار الغرور ولم يلهه بريق سراب نسيمها. شف ولم يلهه بريق وسراب نسيمها وعندما تقرأ هذه الرسالة يعني فضلا عن المعاني الايمانية العميقة كذلك تجد اللغة الرفيعة التي يتكلم بها الحارث المحاسبي. هذا الانسان اذا لم تغره هذه الدنيا بزخرفها. وكذلك لم يخدعه ذاك السراب. السراب ما هو السراب ايها الاحبة؟ انتظر هناك ماء تذهب اليه لا تجده ماء هذا سراب. هذه الدنيا كلها سراب. عند متى نستيقظ؟ على عتبات الدار الاخرة؟ سنكتشف ان كلنا في سراب كنا نعيش في حلم سريع ثم استيقظنا منه ولكن هناك من يستيقظ بانتظار الجائزة وهناك من يستيقظ وينتظر الخسران نسأل الله السلامة والعافية قال ففاز بمقام اليقظة بعد نوم الغفلة. كان غافلا فاستيقظ ايقظه الله عز وجل بالتعرف عليه. ثم يكمل بعد ذلك بذكر قال واعلم ان العاقل لما صح علمه وثبت يقينه. ولاحظ انت دائما الامور التي يكثر من تكرارها. هذه الرسالة ربما الطالب يضيع فيها قليل بسبب كثرة تكرار الافكار. يكررها بصيغ مختلفة ولكن كلها تدور حول شيء واحد. يعني لاحظوا فكرة العقل والعلم واليقين. هي طلب الله يقين وطلب العلم وطلب العقل. لكن احيانا يكررها هكذا واحيانا يأتي بها بصيغة اخرى. فالتكرار هو الذي قد يضيع الانسان قليلا في هذه الرسالة. يقول ان العاقل انظروا للعاقل لما صح علمه اشارة الى العلم وثبت يقينه اشارة الى اليقين. علم انه لا ينجيه من ربه الا الصدق يعني النجاة في الدار الاخرة هي بصدق العلاقة مع الله سبحانه وتعالى. قال فسعى في طلبه اي في طلب الصدق. الضمير في طلبه يعود على الصدق وبحث عن اخلاق اهله رغبة في ان يحيا قبل مماته. ما معنى ايها الاحبة رغبة في ان يحيا قبل مماته ما رأيكم؟ الحياة مفيدة يعني طيب يعني ما الذي اراده بالتعبير ان يحيا قبل مماته؟ كيف يحيى اليس حيا قبل مماته؟ بحياة الصالحين. يعني بعد ما ماتوا لا قبل مماته هو يقول لك ان يحيى قبل مماته وليس بعد مماته. حياة القلب. نعم يعني هي حياة القلب ان لماذا طرحت هذا الاستشكال؟ انظروا الى تفسير الشيخ عبد الفتاح ابو غدة في الحاشية. الشيخ عبدالفتاح ابو غدة ماذا قال في تفسير قول المصنف رغبة في ان يحيى قبل مماته. ماذا قال؟ من يقرأ؟ ايوه. الذي ذكر في حياته بالخير في عداد اهله الصالحين. قال بان يذكر في حياته بالخير يعني ان يذكره الناس بالخير. ولكن في الحقيقة هذا الفهم لا يظهر. لماذا؟ لان المسترشد هل ابتداء همه في طريقه ان يذكره الناس بالخير. نعم يعني الانسان لا يحب ان يدرك بالشر. جميل هذا شيء فطري في الانسان. لكن نحن نتكلم الان عن انسان يريد السلوك الى الله. لا يجد اوقات ينظر الى مدح الناس او ان يثنوا عليه خيرا او شرا. هو يريد ان يسلك. فالحياة التي يريد وليست الحياة في السنة الناس. الحياة التي تطلبها هي حياة القلب مع الله سبحانه وتعالى. الانسان قد يكون حيا بجسده بين الناس ولكنه ميت القلب. لا معنى لا قيمة لهذه الحياة. الانسان الحي في هذه الحياة الدنيا هو الحي في قلبه. او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. هذه هي الحياة الحقيقة. لذلك فهم يعني اظن هناك ما هو اقرب منه. هو يقول الشيخ انه يحيى على السنة الناس بالذكر وان يعدوا من اهل الصالحين. ولكن المسترشد ليس هذا نظرته. هو نظرته لحياة قلبه وعلاقته مع الله وما يأتي من ذكر الناس فهو تبع. في الحديث اللي بيقول انه مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل حي ميت. نعم. جزاك الله خير. ثم قال فسعى في طلبه وبحث عن اخلاق اهله رغبة في ان يحيا قبل مماته ليستعد الخلود بعد وفاته. اذا هو يريد ان يتعرف على اخلاق الصادقين. اخلاق اهل الرشاد. هو في النهاية هو يعدد فقط ايها الاحبة. لكن احيانا ان يعدد بصيغة احيانا يأتي بصيغة اخرى في التعداد هو الان كله في مقام تعداد صفات الصادقين صفات المسترشدين صفات العارفين وقد طلبنا من نهايتها فيقول رحمه الله تعالى قال لما اراد ان يلحق باهل الصدق واراد ان يتعرف على صفات الصادقين المسترشدين قال ليحيى قبل مماته ليستعد لدار الخلود بعد وفاته قال ماذا فعلت؟ قال فباع نفسه وماله من ربه حيث سمعه هذا باع نفسه باع حياته باع ماله كل شيء في هذه الحياة الدنيا وهبه لله. لما سمع الشراء من الله عز وجل في ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة. هنا علماء التزكية يفهمون الشراء بالمعنى العام ليس فقط الشراء في ميادين القتال وهو من اعظم الشراء في الحقيقة ولكن الشراء كذلك في وهب الحياة لله سبحانه وتعالى علما وتعلما دعوة واصلاحا وفكرا وارشادا للناس هذا كذلك وهب حياته لله سبحانه وتعالى لانه لابد وان يبتلى فيها. الان ما ملامح اه الربح في هذه البيع لا في صفقة. بين هذا العبد الذي يريد السلوك الى الله وبين ربه. هو باع نفسه لمولاه. جيد ما علامة صدق هذه الصفقة؟ كيف نعرف فعلا هذا الانسان باع نفسه لمولاه؟ الان اراد ان يذكر ما هي مظاهر النجاح في هذه الصفقة؟ قال ما بعد الجهل بعد ان انشأ هذه الصفقة باع نفسه لمولاه واشترى الله عز وجل منه معالم هذا النجاح ان يعلم بعد الجهل. قال فعلم بعد الجهل. اذا وقبل هذا البيع كان جاهلا كان ميتا ميتا بجهله بالله سبحانه وتعالى فعلم. علم الله عز وجل وعلم كيف يسلك اليه قال واستغنى بعد الفقر واستغنى بعد الفقر. اذا العلامة الاولى لربح هذه الصفقة انه علم بعد الجهل. العلامة الثانية انه استغنى بعد الفقر. ما معنى استغنى بعد الفقر؟ ايوا. يعني هل هو الفقر يقصد به الفقر المادي؟ يعني كان فقيرا معدما غصبا عنده مال؟ كان فقر النفس ما هو فقر النفس؟ صار غنيا هذا من المعاني الفقر ايها الاحبة ما ذكرناه قبل قليل. كان فقيرا في معرفته لله هذا معنى وكان فقيرا عندما كان يلجأ الى المخلوقين. كان فقيرا عندما كان يعلق قلبه بالمخلوق هذا ابرز ملامح الفقر. فاستغنى متى؟ عندما علق قلبه بالله سبحانه وتعالى عندما بربه عن المخلوقين ذهب عنه فقره. فالفقر قد تكون ايها الاحبة من اصحاب المليارات. ولكنك فقير عندما تعلق قلبك بهذه الدنيا وباموالها وتصبح غنيا ولو كنت معدما في المادة عندما تعلق قلبك بالله سبحانه وتعالى. هكذا كانوا يفهمون الفقر والغنى. بهذه المفاهيم الصحيحة الشرعية. قال واستغنى بعد الفقر. قال وانس بعد الوحشة. كان قلبه يشعر بالوحشة والضنك والبعد والضياع. وعندما باع نفسه لله وجد الانس والراحة والطمأنينة في مناجاته لربه. وقرب بعد البعد. كان بعيدا عن ربه في متاهات هذه الحياة في معاصي والشهوات والملذات فقربه ربه بعد هذا البيع. قال واستراح بعد التعب. واستراح بعد التعب ما هو التعب. ماذا كان يعاني هذا الانسان مظاهر التعب يعني ما هي الراحة يعني وين معاني كثيرة في الحقيقة التي يمكن ان يعبر بها الانسان ايها الاحبة عندما يكون قلبه متعلق في هذه الحياة الدنيا بمتعلقات شتى. يتعلق بفلان وبالمادة وبالشهوة وبفلانة وبفلانة وما شابه ذلك القلب متعب لان متعلقاته كثيرة. ولكن عندما اصبح متعلقه واحدة استراح. لذلك ذكرناه قبل اسابيع عن ابن القيم ماذا قال؟ قال لقد كان يسبي القلب في كل ليلة فمانون بل تسعون نفسا وارجح في كل ليلة افكر في وتسعين نفس يهيم بهذا ثم يألف غيره ويسلوهم من فورهم حين يصبحوا. يفكر في هذا ثم ينساه وينتقل في التجارة الفلانية والاستثمار فلان وعلاقته مع فلان وعلاقته مع فلان يهيم بهذا ثم يألف غيره ويسلوهم من فوره حين يصبح لقد كان قلبي ضائعا قبل حبكم فكان بحب الخلق يلهو ويمرح. فلما اتى قلبي هواك اجابه فلست اراه عن خبائك يبرح حرمت الاماني منك ان كنت كاذبا وان كنت في الدنيا بغيرك افرحوا. اذا هذه هي الحقيقة هذه هي الراحة. القلب الذي يتشتت في دروب هذه الحياة ومتعلقاتها يشعر انه هو الذي يجب ان يدبر هذا وهذا عندما يسند الامر ويفوته الى الله سبحانه وتعالى ويجعل متعلقه هو الاله الواحد هذه راحة وما راحة لذلك ماذا قال؟ قالوا واستراح بعد التعب انظروا ماذا قال؟ قال فائتلف امره عندما استراح اجتمع امره وقلبه واجتمع همه وصارت التقوى شعاره والمراقبة والمراقبة حاله الا ترى لقوله صلى الله عليه وسلم الا هذا تدليل على المراقبة تكلمنا عنها كثيرا فيما سبق اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. ثم قال يحسبه الجاهل صميطا عييا وحكمته اسمطته. ويحسبه الاحمق مهذارا والنصيحة لله انطقته. هذا الانسان من صفات المسترشدين انه كثير الصمت ومن ومن طول صمت يظنه الجاهل ماذا؟ عييا. يعني لا يستطيع ان يعبر جاهلا لا يوجد عنده علم ليس بفقيه ليس بحكيم. ولكن الحكمة هي التي ليس الذكاء وليس التميز ايها الاحبة في ميدان الدعوة ان تكثر الكلام. ليس هذا ليس المتميز الذي دائما تجدونه يعلق في وسائل التواصل ويتكلم ويظهر ليس الذي يستعجل في ابداء وجهات النظر هو المتميز. بل المتميز هو الذي يكثر الصمت. المتميز هو الذي يكثر وصمته فاذا نطق نطق بالحكمة. لذلك كان يقولون عن عطاء بن ابي رباح قال كان يطيل الصمت. احد التابعين الكبار. كان يطيل الصمت. فاذا تكلم انه يؤيد يعني كأن هناك وحي ينزل عليه. من شدة نطقه بالحكمة. الا النطق بالحكمة لا يأتي الا بعد طول صمت الانسان الذي يتكلم كثيرا كلامه في اغلبه قد لا تستفيد منه الا بعض الامور. الامور السريعة لكن الانسان الذي يكثر صمته اذا تكلم فان الكلمة تقع في موقعها. الكلمة تقع في موقعها فتجد فيها الحكمة مباشرة. لذلك قال هذا المسترشد الجاهل يحسبه سميط العي لا يحسن الكلام. ولكن حكمته اصمطته. آآ ينقل ابن جليل الطبري رحمه الله تعالى عن لقمان الحكيم ما الذي جعله حكيما؟ ولقد اتينا لقمان الحكمة. ما الذي جعل لقمان الحكيم؟ حكيما. يقول عمرو ابن قيس كان لقمان عبدا اسود غليظ الشفتين مصفح القدمين. اذا كان عبدا اسود يعني ليس انسانا صاحب ابهة وصاحب جمال وما شابه ذلك. عبد اسود الشفتين قال فاتاه رجل وهو في مجلس اناس يحدثهم اي يعلمهم ويرشدهم. الان اصبح يسود الناس يعلم الناس. فجاءه رجل في هذا المجلس فقال له الست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ يعني جاء هو ويدرس الناس شيخ يدرس الناس لقمان الحكيم فجاءه هذا قال له يا فلان الذي تدرس الست كنا نرعى انا واياك الغنم في تلك الترعة وفي ذاك المكان قبل سنوات؟ فماذا قال له؟ قال نعم. قال فما بلغ بك ما قال كيف وصلت الى هذه المرتبة؟ فقال صدق الحديث والصمت عما لا يعنيني. صدق الحديث كان صادقا اذا تكلم وكان فيما يعني صامتا لا يحتاج الى كثرة الكلام. فصمته اورثه علما وحكمة لذلك قال اذا المسترشد يكثر الصمت. فاذا يحسبه الجاهل عيا. جيد. اذا تكلم اذا تكلم وابان للناس الخير واكد وشدد عليه من كثرة تشديده على خير وتبيينه وتأكيده له يظنه الجاهل والاحمق ماذا؟ مهدارا. اصبح النقيض الان. الانسان صاحب الهم وصاحب الفكرة وصاحب المبدأ يكثر التكرار والتأكيد على المبادئ العالية. ويكثروا الكلام عنها ويدندن حولها. فالجاهل بمقام هذه الامور التي يتكلم عنها يقول لماذا اكثر فلان الحديث حول هذه الامور اتعبنا. يعني هذا هدر كلام واطالة في الكلام. فهو لا يعرف ان ماذا؟ ان النصيحة لله هي التي انطقته وهي التي جعلته يكثر ويؤكد ويعيد. فالمسترشد اذا بين حالين بين كثرة في الصمت وكثرة في النطق. كثرة الصمت فيما لا يعنيه وكثرة النطق فيما فيه نصيحة لخلق الله سبحانه قال ويحسبه غنيا والتعفف اغناه. يعني المسترشد لا يظهر فاقته حاجته حتى وان كان فقيرا. لا يظهر للناس الفقر. لذلك الجاهل عندما ينظر في حاله يقول هذا ما شاء الله غني عنده اموال كثيرة الم نره يسأل الناس ولا يلتفت الى ما في عند الناس ولكن الذي افقر الذي اغناه ما هو؟ تعففه وانه لا يسأل الناس ابدا ثم ثم قال ويحسبه فقيرا والتواضع ادناه. وقد يكون المسترشد ايها الاحبة عنده مال. ولكنه يكثر الجلوس مع الفقراء والمساكين ويجلس الدندنة معهم والذهاب اليهم فيظنه الجاهل ماذا من الفقراء لذلك يجلس معهم. ولكنه ليس فقيرا وانما هو متواضع لله سبحانه وتعالى فلا يحشر نفسه في الجلوس مع الاكابر واصحاب الثروات بل يجلس مع الفقراء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابغوني في فانما ترزقون وتنصرون بضعفائكم. ثم اخذتم بذكر الصفات هذه تباعا لا يتعرض لما لا يعنيه. وهذا هو الصمت عما لا يعنيه وتكلمنا كثيرا عن صمت المسترشد وعن عدم خوضه في فضول الكلام. قال ولا يتكلف فوق ما يكفيه. يعني اذا شيء كفاه من هذه الحياة الدنيا اقتصر عليه. لا يوجد عنده هم ووقت لكثرة تجميع الاموال وبناء وتشييد البيوت. خلص ما كفاه في هذه على هاد الدنيا مضى به ولا يتكلف ما يزيد عنه. قال ولا يأخذ وتبع ذا قال ولا يأخذ ما ليس محتاجا له. ما احتاج اليه اخذه وما زاد عن حاجته بذله. قال ولا يدع ما وكل بحفظه. نعم هو يترك ما لا يحتاج اليه ولكن اذا حفظ شيئا وكل اليه حفظه فانه حافظوا عليه ولا يتركه كذلك. فدائما الصفات المتقابلة هي التي يحاول الحارث المحاسبي ان يأتي بها. قال الناس منه في راحة وهو من نفسه في انظر لهذه العبارة الجميلة. الناس الناس منهم في راحة وهو في نفسه من تعب. ما معنى هذا الكلام؟ ما معنى الناس منه في راحة وهو من نفسه في تعب. يعني هو تعب بالعبادة. طيب كيف الناس انه في راحة الاخرين التي حولها لان يستريحون من اذاه وهو متعب نفسه ومشغل نفسه بالطاعات وبالمجاهدة وبالعمل فنفسه اتعبها ولكنه اراح الناس منها واراح الناس من نفسه من مشاغبته من اذاه من التعرض لهم واشغل نفسه واتعبها فيما يعود عليه بالنفع والصلاح. قال امات بالورع حرصه بورعه امات الحرص على هذه الحياة الدنيا. مباشرة اذا وجد شيئا لا يعنيه او وجد شيئا فيه عود نفسه على الورع عنه. الانسان الذي يفقد الورع ايها الاحبة تجدونه حريصا على الاموال حريصا على المتاع. حريصا على اخذ كل شيء فيه او لم يكن فيه شبهة هذا هو الحرص على الدنيا. متى يخلص العبد من هذا الامر او من هذه المذمة وهي الحرص على الحياة الدنيا؟ اذا علم نفسه الورع. ثم قال وحسم بالتقى طمعه. كذلك طمعه في هذه الحياة الدنيا واهوائها وشهواتها حسمه بان جعل بينه وبين من الله عز وجل وبين سخطه وعذابه وقاية وهي التقوى. قال واطفأ بنور العلم شهواته. واطفأ بنور العلم فالانسان بعلمه ايها الاحبة يستطيع ان يوجه نفسه ويقودها دائما الى الخير. وبجهله يوقع نفسه في الشهوات وفي الموبقات وهو لا يعلم قال فهكذا فكن ها انظر الى ختام الكلام. قال فهكذا فكن ولمثل هؤلاء فاصحب. هؤلاء بكل الصفات التي ذكرناها من بداية قولنا اذا اعتبر نظر الى هذا المقام يقول لك المحاسب هكذا كن. كل هذه الصفات. طبعا انت تقول هؤلاء في عالم الدنيا وفي عالم الاخرة. هؤلاء تكلموا عنهم. هل يوجد انسان في هذه الامور هذه الصفات هذه الخصال العظيمة؟ لو كان الناس فيهم هذه الامور لكان الناس في خير. ولكن لا يخلو في كل في عصر من ابدان يجدد الله عز وجل بهم دينه. قال فهكذا فكن ولمثل هؤلاء فاصحب. الغزالي كما يذكر الشيخ عبد الفتاح يسمي هؤلاء الذين فيهم صفات علماء الاخرة عندنا الان علماء الدنيا من يفتون ويتكلمون لكن ليس كل عالم افتى وبرز ومن علماء الاخرة علماء الاخرة ام صفات مميزة هي التي ذكرها الحارث المحاسبي رحمه الله قال فهكذا فكن ولمثل هؤلاء فاصحب ولاثارهم فاتبع وباخلاق فتأدب فهؤلاء الكنز المأمون. فهؤلاء الكنز المأمون وكذلك هنا فائدة سريعة يشري الشيخ عبد الفتاح. قال فهؤلاء الكنز المأمون ان هناك كنز غير مأمون. ما هو الكنز غير المأمون؟ يقول هو الكنز المدفون في الارض. هناك كنز مدفون وهناك كنز مأمون. الكنز الذي في الارض هذا كنز ليس مأمونا. لماذا؟ لان اذا قلبك تعلق بالكنز المدفون ستجد نفسك تخاصم الناس عليه وتؤذي الناس على اخراجه. واذا اخرجته كل الناس ينظر اليك يريدون ان يأخذوا منه يشغلك عن الله عز وجل هذا الكنز. اما الكنز المأمون الذي ينبغي عليك ان تصل اليه كنز في الحقيقة هم هؤلاء الذين تحلوا بهذه الصفات او تحلوا ببعضها. نحن لا نريد الكمال دائما ولكن من سار على الدرب فلعله يصل. قال بائعه الدنيا مغبون من يترك هؤلاء القوم ويصاحب اهل الدنيا واصحاب الترف واصحاب الاموال هذا انسان مغبون. يعني خدع نفسه واضاع نفسه. نعم تنال بصحبتك لغيرهم شيئا من الدنيا ولكنك خسرت كثيرا كثيرا في ميدان الاخرة هم العدة في البلاء. هم العدة في البلاء تبتدى ايها الحبيب لن تجد اصحابك الذين يجلسون معك ويضعون اوقاتك. لن تجد الاناس الذين كنت تستغيب معهم وتذكر الناس بالشر. ولن تجد اه كثير من الناس كنت تظن انهم الاصدقاء. انت لن تجد ايها الحبيب في البلاء الا اصحاب السلوك الى الله سبحانه وتعالى. اصحاب العرفان هؤلاء بالله ولسلوكهم على منهاج الله يقفون مع الخلق الله سبحانه وتعالى يخففون عنهم احزانهم ويتقربون الى الله عز وجل بهذه الخصال قال هم العدة في البلاء. وهم آآ التقاة من الاخلاء. ان افتقرت اغنوت. ان افتقرت في العلم. ان افتقرت يعني افتى في علاقتك مع الله اغنوك. كان عندهم رصيد كثير يعطوك منه علما وعلاقة وقربا من الله. وان دعوا انظروا هذا اليوم. وان لم ينسوك من يعني هل انت تدعو لاخوانك في الله عز وجل؟ كثير منا ينسى اخوانه كثير منا نحن مقصرون نعم قد صاحب اناس المندس معهم ونذهب ونعود ولكننا ننساهم لا ندعوا لهم في ظهر الغيب. اما هؤلاء القوم قالوا وان غبت او وان دعوا لم اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. نسأل الله ان يجعلنا منهم. وان يلحقنا بركبهم وان نموت في طريقهم. على اقل الاحوال ان نموت في في طريقهم ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله وكان الله غفورا رحيما. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم