اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وبشر بان لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع اذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد ايها الاخوة ان هذه الاية التي انزلها الله عز وجل في كتابه اية انزلها الله عز وجل على الانبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم مبشرة به عليه الصلاة والسلام فقد ثبت في البخاري من حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما انه ذكر ان مما انزل في الصحف قبلنا يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين وروى يعقوب ابن سفيان في تاريخه المعرفة ان عبد الله ابن سلام رضي الله عنه قال ان مما نزل في في التوراة ثم قرأ هذه الاية هذه الاية ايها الاخوة حوت ست صفات للنبي صلى الله عليه وسلم ففيها انه صلى الله عليه وسلم رسول وفيها انه مبشر وفيها انه نذير وفي وفي غيرها ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في في سورة الفتح انه الداعي الى الله ومنها انه عليه الصلاة والسلام السراج المنيب وهذه الاوصاف التي جاءت في كتاب الله عز وجل في مواضع متعددة منه ذكر الله عز وجل لهذه الاوصاف فيها فوائد عظيمة من هذه الفوائد ان فيها تأنيسا للنبي صلى الله عليه وسلم ورفعا لمكانته ولقدره عليه افضل الصلاة واتم التسليم حيث ان الله عز وجل نعته بنعوت كمال واثنى عليه بصفات منه جل وعلا ونعت الله عز وجل له هو اتم الشرف واكمله عليه الصلاة والسلام من ما يستفيده المرء من قراءة هذه الايات التي فيها نعت النبي صلى الله عليه وسلم هي فائدة للمؤمنين ليستنوا به صلى الله عليه وسلم في هذه الصفات فان الله عز وجل ذكر ان نبيه صلى الله عليه وسلم سراج منير فمنه يقتبس الناس النور ونوره عليه الصلاة والسلام هو العلم ولذا فان المؤمنين مأمورون بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل شيء ومنها الاقتداء عليه به عليه الصلاة والسلام في هذه الصفات ومن ذلك ان المرء يعلم ان هذه الصفات هي من شرع الله عز وجل فلا يبتدع ولا يحدث في دين الله عز وجل ولا ويتيقن ان النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شاذة ولا فاذة الا وقد بلغها علمها من علمها ونسيها من نسي ولذلك فانه صلى الله عليه وسلم جعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك اذ لو لم يكن عليه الصلاة والسلام كذلك لما كان بشيرا ولا نذيرا ولا سراجا منيرا ولا داعيا الى الله عز وجل باذنه سبحانه وتعالى في هذه الدقائق المعدودة بمشيئة الله عز وجل سوف يورد هذه الاوصاف الست التي نعت الله جل وعلا بها نبيه محمدا صلى الله عليه واله وسلم اول هذه النعوت قول الله جل وعلا يا ايها النبي انا ارسلناك ففي هذه ففي هذه الجملة دلالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم رسول لله سبحانه وتعالى والرسول غير النبي فقد جاء عند ابن حبان من حديث ابي ذر وروي من حديث ابي الدرداء رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء مئة واربعة وعشرون الفا والرسل جم غفير ثلاثمئة واربعة عشر رسولا وهذا يدلنا على ان بين الرسول وبين النبي خصوص وعموم مطلقة فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول فمقام النبوة اعلى مما مطلق مقام النبوة. والا فان كل رسول نبي وعندما يوصف المرء بكونه رسولا لله عز وجل فان معنى ذلك ان الله عز وجل اختاره واختصه من جميع الخلائق الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس الله عز وجل اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم من البشر هو بشر. قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد ولكن الله عز وجل اصطفاه واختاره من ضد البشر ليكون رسولا له فهو من الصفوة اي الرسل. وصفوة الرسل اولو العزم منهم. وصفوت اولي العزم من الرسل هو محمد صلى الله عليه واله وسلم ولذا ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر ومن كان سيدا للناس في ذلك المقام العظيم وفي تلك الدار الجليلة وهي دار الاخرة فهو سيد لهم في الدنيا ولذا ثبت عند الحاكم ان الصحابة سموا النبي صلى الله عليه وسلم بالسيد وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انما السيد الله ونهيه عن تسميته بالسيد فان هذا كما قرر الشيخ تقي الدين وتلميذه محمد ابن مفلح في الاداب ان هذا من تواضعه صلى الله عليه واله وسلم فهو سيدنا عليه الصلاة والسلام. وسيد ابائنا وامهاتنا صلوات الله وسلامه عليه. اذ هو اشرف البشر وسيد ذو البشر جميعا في الاخرة وفي الدنيا لما اصطفاه الله عز وجل اذا فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول والايمان بكونه رسولا واجب وسيأتي في اخر محاضرتنا اليوم بمشيئة الله عز وجل يقول ربنا جل وعلا يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد شاهد على الناس وشاهد على توحيد الله عز وجل وشاهد على تبليغ الرسالة. اذا هو صلى الله عليه وسلم شاهد على ثلاثة امور اول هذه الامور انه انه صلى الله عليه وسلم شاهد على وحدانيته سبحانه وتعالى شهد الله انه لا اله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط واعظم اولي العلم قدرا واجلهم منزلة واكملهم علما بالله وباحكامه هم رسل الله جل وعلا وانبياؤه ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم اذا فالنبي شاهد بوحدانية الله عز وجل. فاعظم الشهادة الشهادة بلا اله الا الله فالشهادة بوحدانيته سبحانه وتعالى واستحقاقه للعبادة هذا هو وصفه صلى الله عليه وسلم وكلما كان المرء متبعا له عليه الصلاة والسلام اعلم بشرعه صلى الله عليه وسلم وبشرع الله سبحانه وتعالى كان اعلم بهذه الكلمة. شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط النوع الثاني من شهادته صلى الله عليه وسلم انه عليه الصلاة والسلام شاهد على الناس بالبلاغ فقد شهد على الناس بانه قد بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح للامة وكذلك هو شاهد لجميع الانبياء انهم قد بلغوا فالنبي صلى الله عليه وسلم ما مات الا وقد بلغنا الدين كاملا ولم يترك شاذة ولا فاذة ولا صغيرة ولا كبيرة الا واخبرنا بها وهو شاهد بذلك وشهادته صدق يقول ابو ذر رضي الله عنه قام النبي صلى الله عليه وسلم بنا محدثا ومخبرا فما ترك شيئا الى قيام الساعة ولا طائر يطير بجناحيه الا اخبرنا بعلمه علمه من علمه وجهله من جهله النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بكل شيء اما بجزئه بالنص عليه او بكليه الدال عليه فان الشرع يأتي بالكليات ويأخذ اهل العلم الذين عرفوا شرع الله عز وجل وعرفوا وفقهوا فيه يأخذوا الجزئيات من هذه الكليات فالنبي صلى الله عليه وسلم شاهد بالبلاغ وبالتمام الامر الثالث ان النبي صلى الله عليه وسلم شاهد على الناس كذلك يوم القيامة كما قال الله جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وهذا مقام شرف له صلى الله عليه وسلم حيث يكون مقامه وشهادته على الناس واضحة. ولوائه مرفوعا واكثر الاتباع يوم القيامة اتباعا له صلى الله عليه وسلم ولما كان ابن مسعود عند النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي القرآن فاني احب ان اقرأ القرآن من غيري. فقرأ عليه ايات من سورة النساء حتى اذا جاء لهذه الاية فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا نظر ابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم فاذا به قد قاضت عيناه بكاء صلى الله عليه وسلم بما عرف عليه الصلاة والسلام من عظم الامانة في ذلك من جهة ومن شرف المنزلة وعلو الكعب يوم القيامة. وهو اهل له صلى الله عليه وسلم اذا ايها الاخوة هذه الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم شهادة شرف في نفس الوقت فان اكمل الناس اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم قد يكون متابعا له في الشهادة فاعلم الناس بالله وشهادة واستحقاقا لمعنى لا اله الا الله هم اعلم الناس بوحي الله عز وجل من كتاب وسنة ولذلك يقول الله عز وجل فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. قال البخاري فبدأ الله عز وجل بالعلم قبل القول والعمل وكلما كان المرء اعلم بالله كلما كان ذلك المرء اعلم بشرع الله واعلم بحكمه وهو اكمل ايمانا فاكمل الناس ايمانا العلماء ان عملوا بعلمهم كما ان هؤلاء الذين يكونون متبعين للنبي صلى الله عليه وسلم يجعلهم الله عز وجل شهداء على الناس يوم القيامة كما قال سبحانه وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس لتكونوا شهداء على الناس فامة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون ان من رسول الا وقد بلغ الرسالة وادى الامانة بخلاف كثير ممن ينتسب الاتباع اولئك الرسل قبلنا فانهم يقولون ان الرسل قد نقصوا وزادوا وان شرعهم فيه نقص فحرفوا وبدلوا واما نحن فاننا لما بلغنا النبي صلى الله عليه وسلم نشهد ان رسولنا عليه الصلاة والسلام ما مات الا وقد بلغ الرسالة وما من نبي من انبياء الله عز وجل الا مشهد كما شهد صلى الله عليه عليه وسلم انه بلغ الرسالة كذلك امة محمد يوم القيامة يكونون شهداء على الناس باعمالهم وكل عمل على غير ما بعث الله عز وجل به محمدا فانه على باطل جاء ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده صحائف من التوراة او الانجيل من الصحف قبله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقال امتهوكل يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا يزيغ عنها الا هالك لو كان عيسى ابن مريم حيا ما وسعه الا ان يتبعه. هذا هو كمال الرسالة فمن شهادته صلى الله عليه وسلم انه شاهد على كمال رسالته وبلاغها كما قال الله عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا الصفة الثالثة يقول ربنا جل وعلا يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ومبشرا النبي صلى الله عليه وسلم مبشر يبشر الناس بالخير في الدنيا ويبشرهم بالخير في الاخرة فبشرى النبي صلى الله عليه وسلم للناس في الدنيا وفي الاخرة اما بشراه عليه الصلاة والسلام لهم في الدنيا فانه يبشرهم اولا بقبول توبتهم فان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من تاب فان الله عز وجل سيتوب عليه ولما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن وابا موسى قال لهما بشروا ولا تنفروا. بشروا بمعنى ان نبشر الناس بقبول التوبة فهذا الدين الذي بعث الله عز وجل به محمدا ومحمد صلى الله عليه وسلم مبلغ له دين تبشير فمن اذنب ثم تاب فان الله عز وجل يقبل توبته بل اعجب من ذلك ان المرء اذا تاب وصدق في توبته وعمل صالحا بعد ذلك فان الله عز وجل يبدل سيئاته حسنات وليس ذلك لغير المؤمن الذي تكمل توبته هذا من اعظم البشرى البشرى بقبول التوبة البشرى بقبول العمل من تبشير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين في الدنيا انه بشرهم ان هذا الدين منتشر في افاق الارض في مشارقها ومغاربها لما اجتمع المشركون وتحزبوا عليه صلى الله عليه وسلم وقد كان المسلمون في شدة وضنك عظيمين حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج وقد ربط على بطنه حجرين من شدة الجوع فقاموا يحفرون الخندق فاذا بصخرة عظيمة عجزوا عن ازالتها فكانوا عليهم رضوان الله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم رضوان الله اذا شد عليهم الامر فزعوا الى رسول الله فقام النبي صلى الله عليه وسلم يضربها بفأس معه وهو في تلك الحال قال الله اكبر فتح الله عليكم فارس الله اكبر فتح الله عليكم مصر الله اكبر فتح الله عليكم اليمين في الشدة بشرهم بانتشار الدين بانتشار الدين وبلوغه الافاق مشرق الارض ومغربها لذلك ما من بيت ندر ولا وبر الا وسيدخله هذا الدين بعزة عزيز وذلة ذليل فالمقصود من هذا ان من اعظم البشرى بهذا الدين ان الله مبلغه من البشرى بهذا الدين في المؤمنين في الدنيا ان الله مظهره فهذا الدين ظاهر وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة وبينة ولا يمكن ان يطفئ الدين. ولا ان تطفأ كلمة الله عز وجل ولو اجتمع اهل الارض كلهم على بكرة ابيهم انسهم وجنهم والله احلف امام بيت الله حالفا غير حالف جازما انهم لن يطفئوا كلمة من كلام الله عز وجل فدين الله باق وهو والمؤمنون مبشرون بالظهور لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم كذلك سنته ظاهرة وبينة مما يذكر في ذلك ما ذكر الخطيب البغدادي ان رجلا كاتبا من يهود كان يكتب الكتب وينسخ الصحائف فجاءه فكرة ذات مرة فقال لما لا اكتب التوراة فازيد فيها وانقص فكتب نسخة من التوراة بخطه ثم باعها في اسواق بغداد قال فاخذها احبار يهود ثم تلوها في بيعهم وما انكر من ذلك حرفا قال ثم اخذت بعد ذلك نسخة من الانجيل فنسخها وزاد ونقص فباعها فجاء رهبان النصارى فاخذوها فقرأوها في كنائسهم فما انكر من ذلك حرفا ثم بعد ذلك جاء فاخذ نسخة من القرآن فنسخها وربما نقص منها وزاد قال ذلك اليهودي قال فما خرجت من السوق الا واهل السوء كلهم يتحدثون لقد بيع في سوق بغداد نسخة محرفة من كتاب الله وقصفت من ذلك اليوم قال الراوي عنه فرأيته بعد ذلك وقد اسلم قال علمت ان هذا الدين وان هذا الكتاب انما يحفظه الله. انا نحن نزلنا الذكر انا له لحافظون. الله حافظ هذا الدين ومهديه. ولو تمالأ عليه الناس جميعا لا يحفظ بنا وانما نحن يستعملنا الله عز وجل في حفظه من يرد الله به خيرا يستعمله. فمن استعمل في نقل العلم وفي روايته وفي تعليم كتاب الله عز وجل وفي ضبطه وتعليمه فهو الذي اراد الله به خيرا. من يرد الله به خيرا الطفل في الدين خيركم من تعلم القرآن وعلمه اذا من بشرى النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين ام بشرهم بظهور بظهور الدين. وعدم خفائه وظهوره لكل الناس وكذلك السنة باقية الى قيام الساعة من بشرى النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين انه بشرهم في الدنيا بانه ستفتح عليهم الدنيا وهذه بشرى لعامة الناس فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان المال سيفيض في اموال الناس. بين ايدي الناس وسيفيض عند الناس وقد حدث ذلك في عهد عمر فانه لما فتحت لما فتح الله عز وجل الفتوح على المسلمين اصبح عمر يكين للناس الذهب كيلا وما زال ذلك موجودا عند المسلمين. وان كان قد يزيد في بلد وينقص في اخر لكنه قد خاض بعدما كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم قلة وفي جوع وفي ضنك شديدين ولذلك فان من اعظم الامور التبشير بها بعد التبشير بالدنيا. بشراه صلى الله عليه وسلم بالاخرة وهي البشرى للمؤمنين بالنور التام في عرصات يوم القيامة وبشرى الله عز وجل للمؤمنين بعدم الحساب وان سبعين الفا منهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وبشرى الله عز وجل للمؤمنين انهم سيدخلون الجنة وان عذب احادهم في النار لكنهم ليسوا بخالدين فيها وبشرى الله عز وجل للمؤمنين انهم يمرون على النار انهم يمرون على الصراط وانهم ينجون فيها وبشرى الله عز وجل بامور كثيرة تكون في عرصات يوم القيامة ثم تكون بعد ذلك بدخول الجنة. واعظم البشرى بالجنة والزيادة للذين احسنوا الحسنى وزيادة فالحسنى هي الجنة والزيادة وهي اعظم البشرى النظر الى وجه الجبار جل وعلا فان من نظر اليه جل وعلا فانه قد نال الخير من طرفه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا فالنبي صلى الله عليه وسلم من اسمائه النبيل فهو مبشر بالخير ونذير بالعذاب لمن ترك الشهادة مبشر لمن امن بما شهد به من الوحدانية ونذير لمن ترك ما شهد به صلى الله عليه وسلم وبلغه فهو بشير من اقوام ونذير لاخرين ولذا كان القرآن نذيرا ومبشرا النبي صلى الله عليه وسلم كما وصف الله عز وجل ان هذا القرآن بشير ونذير ولذا نستفيد من ذلك نكتة وهو ان المؤمنين يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم في بشارته ونذاره فبشارتهم ونذارتهم انما تكون بالعلم فلا يعظ المؤمن الا بالقرآن ولا يذكر الا به وبوحي الله عز وجل من السنة فان الوعظ والتذكير لا يكون الا بهما جاء ان رجلا كان يعظ الناس بقصص ويذكرهم بمواعظ ليست في شرع الله عز وجل وقبر عن ذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه فقال امنعوه من كان واعظا الناس فليعظهم بالكتاب والسنة ومن لم يتعظ بالكتاب والسنة فلا وعظه ولذلك ايها الاخوة لا عظة معتبرة في الشرع الا اذا كان فيها اية ولد يقول الفقهاء ان خطبة الجمعة لكل واحدة من الخطبتين لابد لها من اربعة اركان الركن الاول حمد الله جل وعلا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم كل امر لا يبدأ فيه بحمد الله فهو افضل الثاني الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او الشهادة له بالرسالة والامر الثالث قراءة اية فلا تصح الخطبة ولا تجزئ الا اذا كان فيها قراءة اية تامة المعنى في الاولى وفي الثانية والركن الرابع ان يكون فيها عظة باي عظة كانت ولا تتقيد بلفظ. فلو قال اتقوا الله او قال احذروا سخط الله او غير ذلك من سور العظة والتذكير او التزموا امر الله فانه يكون قد فعل ذلك اذن فانما تكون العظة وانما يكون النذير والتخويف والتبشير انما يكون لكلام الله عز وجل وانما هلك من هلك من وعظ الناس بكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ان رجلا من الاوائل كان يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم قيل له لم تكذب على رسول الله قال انا لا اكذب عليه وانما اكذب له فاذكر احاديث اكذبها في امور حرمها النبي صلى الله عليه وسلم نقول انت منذر بالعذاب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال من حدث عني بحديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وهذا الحديث للفائدة ما روي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة طرق كالرواية في هذا الحديث من كثرة ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قيل انه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من اكثر من طريق اكثر من اربعين صحابيا عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا من حدث ووعظ الناس بحديث كذب كذبة فهو متوعد بالنار وكذلك من حدث بحديث يرى اي يظنوا انه كذب فهو متوعد بالوعيد الذي فيقع على الكاذب من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين اذا الامر الاول الذي نستفيده من ادارة النبي صلى الله عليه وسلم وبشارته انه بشر الناس بالخير وانذرهم شر لمن لم يؤمن ويقبل التوحيد والوحدانية له سبحانه وتعالى والمؤمنون بعده فانهم يعظون ويذكرون بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم يبتعدون عن الموضوع والمكذوب عليه صلى الله عليه واله وسلم الامر الثاني الذي نستفيده من هذا الاسم للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم كونه من كونه بشيرا ونذيرا اننا نقول ان المؤمن طالب العلم اذا وعظ جمع بين الامرين فكان الرجاء والخوف كالجناحين له فهو بين الجناحين بين الرجاء والخوف واذا وعظ كان بين النذارة والبشارة وبين الترغيب وبين الترهيب فيرغب بطاعة الله ويرهب من معصيته ولذا كان هذان الوصفان مجموعين في كتاب الله وصفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفا بي كتابه جل وعلا ووصل للمؤمنين كذلك فانهم مبشرين ومنذرين هذا الوصف الثالث من اوصافه صلى الله عليه واله وسلم او الرابع الوصف الخامس من اوصافه في هذه الاية حينما قال الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه واله وسلم وداعيا الى الله باذنه وداعيا الى الله باذنه الداعي هو الذي يدعو الناس الى الحق كداعي الناس الى دعوة الوليمة كما مر معنا في الدرس قبل صلاة المغرب فالذي يدعو الناس يسمى داعية النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم لما يدعوهم لشرع الله عز وجل وافراده بالعبادة والتزام طاعته واجتناب نواهيه وكذلك القرآن كله فانه كله امر بتوحيد الله عز وجل ونهي عن ضده وحكاية لحال الموحدين او حكاية لحال المعاندين من المشركين والمنافقين ولذلك فان المؤمن داعيا هو داع الى الله عز وجل. لكنه داع بامره سبحانه وتعالى وداعية بامر الله سبحانه وتعالى اي باذنه اذا فقول الله عز وجل وداعيا الى الله باذنه اي داعيا الى الله بامره وذلك ان علماء اللغة يقولون ان اذن الله عز وجل نوعان اذن بمعنى الامر فيكون حينئذ امرا كونيا واذن بمعنى المشيئة فحينئذ يكون اذنا شرعيا الاذن في الكتاب نوعان اذن كوني واذن شرعي فالاذن الكوني اذا اذن الله عز وجل به فانه واقع لا محالة واما الاذن الشرعي الذي اذن به فانه بمعنى الامر اي اذن الله عز وجل واباح لك ان تفعل هذا الشيء وهذا من الاذن الشرعي واذا وقع فانه حينئذ يكون اذنا شرعيا كونيا فيكون معنى هذه الاية وداعيا الى الله باذنه اي بامره حيث امرك الله عز وجل بالدعوة اليه فالله عز وجل امر بالدعوة اليه فالدعوة واجبة هذا واحد الامر الثاني ان ان اذنه سبحانه وتعالى وامره معناها ان المرء انما يدعو اذا اذن الله عز وجل له فيما يدعو به فلا يدعو المرء على جهل ولا يدعو على بغير علم وانما يدعو على هدى وبصيرة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرتي. لابد من البصيرة والعلم. وهذا هو معنى الاية في الاية الاخرى وداعيا الى الله باذنه اذ القرآن بعضه يفسر بعضا. كما قال ابن عباس رضي الله عنه هذه الاية فيها وصف للنبي صلى الله عليه وسلم بانه داع الى الله باذنه وكذلك المؤمنون بعده واعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم العلماء. كما جاء في حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الانبياء لم يوردوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فاكمل الناس اتباعا للنبي صلى الله صلى الله عليه واله وسلم اعلمهم بشرع الله عز وجل كتابا وسنة ولذلك فالدعاة الكمل هم العلماء وكلما زاد علم المرء كمل دعوته الى الله. وكلما نقصت نقص علمه بالله نقص كمال دعوته له سبحانه وتعالى ولذا فان المؤمنين مستنون بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة فهم داعون الى الله يدعون الى الله عز وجل واذا رأوا امرا منكرا انكروه. وهذه هي النذارة واذا رأوا معروفا مغفولا عنه بينوه وارشدوا اليه. وهذه هي البشارة ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه جاء في بعض الايماء وفي بعض الالفاظ وليس وراء ذلك من الايمان حبة فدل ذلك على ان المؤمن لا بد ان يتصف بهذه الوصف بهذا الوصفة والدعوة الى الله عز وجل ولكن الناس فيه درجات كما ان الايمان درجات يزيد وينقص يزيد بالمعرفة والايمان وينقص كذلك بالنقص فيه الامر الثاني ان المؤمنين مشابه للنبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى الله باذنه من جهة اخرى وهم انهم يدعون على بصيرة حيث اذن الله عز وجل له. فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك لابد من العلم ولما جاء طفيل النبي صلى الله عليه وسلم تعلم منه ما يعلمه قومه ثم بعد ذلك ذهب لدوس فعلمهم فكان ممن علمه ابو بكر ابو هريرة رضي الله عنه وجاء ابو هريرة بعد ذلك وتعلم علما كثيرا من النبي صلى الله عليه وسلم فنشره وللداعي اجر المدعو كاملا كما في مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اه من اه فكما قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من دعا من من دعا الى هدى كان له اجر عامله من غير ان ينقص من اجره شيئا اذا هذا هو الوصف الخامس من اوصاف النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية وهو كونه داعيا الى الله باذنه الوصف السادس والاخير ان الله عز وجل وصف النبي صلى الله عليه وسلم بكونه سراجا منيرا فالنبي صلى الله عليه وسلم يشتق له من هذه الاوصاف اسماء فمن اسمائه صلى الله عليه وسلم انه سراج مبين والسراج هو ما يخرج الضوء واعظم السرج الشمس فاشتق للنبي صلى الله عليه وسلم وصف بالشمس وهذه من الكناية والاستعارة اذ النبي صلى الله عليه وسلم ليس شمسا وانما هو مثله في اضاءة الناس ودلهم على الخير وتعليمهم العلم وانما يكمن المرء نور الايمان في قلبه بالعلم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم سراجا منيرا بالعلم الذي علمه من الله عز وجل وبثه الى النفس فهو سراج بما علم ومنير بما تعلم والعلماء اقمار كما جاء في بعض الاخبار ولذا فكلما كان القمر مقابلا الشمس كلما كان اتم نورا وهذه نكتة لطيفة ذكرها شهاب الدين القرافي فقد ذكر شهاب الدين في الذخيرة استدلالا بهذه الاية وان العلماء اقمار قال ان القمر كلما قابل الشمس كمل ضوئه فكذلك العلماء كلما كانوا يعلمون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويكثرون من قراءتها ويحفظونها ويعملون بها كلما كان علمهم اكثر بركة واتم هدى واكمل نفعا للناس لان اتم شيء السراج المنير الذي كان من النبي صلى الله عليه وسلم ومن استن به استن بنوره ونوره عليه الصلاة والسلام هو العلم وهو كتاب الله عز وجل وسنته صلى الله عليه واله وسلم ولذا فانك ترى المرء اذا كان معنيا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم معظما لها مجلا لها تاليا وقارئا ودارسا فستجد اثر هذا النور بعمله حتى في وجهه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالتي فاداها كما سمعها اوروبا مبلغ اوعى من سامع. قال سفيان ابن عيينة المكي رحمه الله تعالى. ولذا ترى في وجوه اهل الحديث نظرة هذا النور من اين جاء؟ بسبب العلم الذي اقتبسوه من النبي صلى الله عليه وسلم وهو نور الوحي قال الله قال رسوله العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه اذا هذه اوصاف النبي صلى الله عليه واله وسلم الست ما الواجب على المسلم تجاه هذه الاوصاف الست يقول ربنا جل وعلا فيك بعد ذكر بعض هذه الاوصاف انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله. هذا في سورة الفتح لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا يقول العلماء هذه الجمل التي فيها امر للناس بعد علمهم فيها التفات فالاوليان وهما الايمان بالله وبرسوله والثانية والثالثة وهو التعجيل والتوقير لرسوله صلى الله عليه وسلم والثالثة وهي التسبيح لله جل وعلا نأخذها كلمة كلمة يقول الله جل وعلا لتؤمنوا بالله ورسوله فان اوجب الواجبات على الناس الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم والايمان بالله يقتضي افراد العبادة له سبحانه فان الايمان بالله هو معرفته والاقرار بوحدانيته ومعرفته باسمائه وصفاته فان اقبل الناس ايمانا من عرف اسماء الله عز وجل فامن بها واقر بها وصدق وعمل بما دلت عليه ودعا الله عز وجل بها في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة. احصاها علمها وامن بها ولم يصرفها عن معناها ثم دعا الله عز وجل بعد ذلك بها فهذا الذي يدخل الجنة الامر الثاني بعد العلم بالله عز وجل وباسمائه ترك العبادة له سبحانه لانه لا يمكن ان يؤمن احد بسم الله عز وجل الا وقد اقر انه لا مستحق للعبادة احد سواه سبحانه وتعالى فهو سبحانه المستحق للعبادة دون ما سوى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين فهو رب العالمين خالقهم وبارئهم وهو المستحق للعبادة جل وعلا لتؤمنوا بالله ورسوله الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم يقتضي اموره اولها الايمان بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وان بعض الناس قد دخل الشيطان عليه مداخل عظيمة فتأول امورا عجيبة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون عليه امره وقد ثبت من حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا الفين رجلا منكم متكئا على الفته ثم يقول ما جاء في القرآن قبلناه وما جاء في السنة وما جاء عن غيره لم نقبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الا واني اوتيت القرآن ومثله معه اذ سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي من الله عز وجل الم يقل الله عز وجل وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فسنة النبي صلى الله عليه وسلم بالجملة وحي منه سبحانه وتعالى وقلت بالجملة لم بان لاهل العلم كلاما فيما خرج منه صلى الله عليه واله وسلم فيما خرج من باب القضاء فانما خرج من باب القضاء منه وباجتهاد منه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما اقضي بنحو مما اسمع فمن قضيت له بحق اخيه فانما اقتطع له قطعة من النار فدل ذلك على ان ما جاء من النبي صلى الله عليه وسلم من الاحكام فانما هي بوحي منه سبحانه وتعالى ثم ان الشيطان استدل بعض الناس فقال لا نقبل من الاحاديث الا ما كان متواترا وهذه حيلة شيطانية ليرد الحديث كله اذ لا ينطبق على شرطه حديث ثم جاء اخر فبدأ يقدح في علماء الحديث ويتكلم في زيد وعمرو من علماء المسلمين لا لشيء الا بتزويت من الشيطان وهذه لحكمة ارادها الله عز وجل ليرفع اولئك القوم بنقيصة اولئك المتأخرين الذين انتقصوا مما جاء في الخبر والحديث في ذلك طويل ان هارون الرشيد اتى ببعض الزنادقة الذين سبوا الدين وقدحوا فيه ثم امر بقتله حتى اذا قدم احد للقتل ضحك وتبسم قال ائتوني به فلما جيء له به قال لما ضحكت قال اين انتم من سبعين الف حديث كذبتها على رسولك فضحك هارون الرشيد ثم قال ان لها الصيارفة عبد الله بن مبارك وفلان ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن سعيد الانصاري وغيره من الكبار. اولئك الصيارفة الذين يعرفون الحديث الصحيح من الضحك ولذلك من علم قواعد الحديث وعلم المصطلح يرى ان الله عز وجل حفظ هذا الدين وحفظ السنة واحلف بالله ان حديثا مكذوبا على النبي صلى الله عليه وسلم لو هم احد في ظلمة ليل في عقر دار وسط نفاذة في الصحراء ان يكتب حديثا مكتوبا على النبي صلى الله عليه وسلم والله ليفضحنه والله ليفضحنه الله لان الله عز وجل حافظ للكتاب والسنة ولكن الشيطان يوقع في بعض في قلوب بعض الناس شبهات لا لشيء الا ليرد الدين بان هذا من خطوات الشيطان فمن اتبع خطوات الشيطان هي خطوة خطوة حتى يرد الدين كله فلا يبقى شيء بعد ذلك اذا من اتباع الرسول برسول الله ان ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وحيا وصح به النقل لابد من اتباعه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كانوا في قباء جاءهم رجل واحد وقال لهم ان القبلة قد تحولت تتحول لم يقولوا ائتي بشهود لم يقولوا ائتنا بتواتر لم يقولوا من انت بل النبي صلى الله عليه وسلم احاده في ذلك كثيرا والذي يرد احاديث النبي صلى الله عليه وسلم هو مكذب باكثر من سبعمائة اية في القرآن فيها امر بطاعة رسول الله بطريق او باخر سبع مئة اية اكثر من القرآن اكثر من اربعة الاف اية منها سبعة الاف اية كلها سبع مئة اية كلها تأمر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم اسلوب الاوبئة هذاك الذي لم يقبل حديث رسول الله او رده باجل الشبهة والتأول ليرد احاده غير ذلك هو في الحقيقة مكذب وراد لهذه الاية الكثير من كتاب الله عز وجل من الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بخبره اذ ما جاء عن الرسول خبر خبر وامر الا لله الخلق والامر فهو خبر وامر وخبر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشياء خبر عن ما مضى فما اخبر به من اخبار السابقين فيجب الايمان به كما جاء عن رسول الله يمره كما جاء النوع الثاني من خبره صلى الله عليه وسلم خبر عن الله فان اعلم الناس بالله رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء عن رسول الله في وصف الله عز وجل كما جاء الثالث خبره صلى الله عليه وسلم عما يكون في اخر الزمان ان من علامات الساعة وعرصات يوم القيامة او ما يكون من الجنة والنار وما يكون فيها فنمرها كما جاءت هذه الاخبار. يقول ربنا جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ها هو الغيب؟ ما اخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه مما مضى او عن ربنا او مما سيأتي هذه الامور يجب الايمان بها ايمان للغيب يسلم كما قال امام دار الهجرة الذي يكاد ان تظرب اكباد الابل فلا يجدون عالما في قدره وعلو شأنه وهو الامام مالك ابن انس رحمة الله عليه قال لما قرأت عليه بعض اي الصفات قال الكيف معلوم اي معلوم بلسان العرب نعرف حقيقته بلسان العرب والكيف مجهول والسؤال عن البدعة. ثم قام وخرج رضي الله عنه ورحمه لتؤمنوا بالله ورسوله من خبر رسول الله امه فاذا جاءك امر النبي صلى الله عليه وسلم وقد صح النقل به وفهمته فحينئذ فقل على العين والرأس. سمعا وطاعة لله جل وعلا ولرسوله لما كان مبلغا بخبر الله جل وعلا ولذا فان المؤمن وقاف عند النصوص متبع لخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم وانظر لحال الائمة فان الامام المطلب محمد ابن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى كان يقول اذا صح الحديث فهو مثلا وبنى على ذلك الكبار من اصحابه كالبغو والنووي وفي موضعين الماوردي في الحاوي رجحوا مسائل نص الشافعي على خلافها لكن صح النقل بخلافها. قالوا حيث لم يبلغ ذلك الحديث للشافعي فقول الشافعي بخلاف ما نص عليه انه قال اذا صح الحديث هو منه وقد اطال ولي الله العراقي في تقرير هذه القاعدة في مثاويه ثم من بعده ابن في كتابه المشهور قول الامام المطلبي اذا صح الحديث فهو منه من الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بالرسل جميعا اذ لا يمكن التفريق بين الرسل فمن امن بمحمد لابد ان يؤمن بعيسى وموسى وبمن سمى الله عز وجل في كتابه وهم اربعة وعشرون نبيا ومن لم يسمي في كتبه لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه تعجيل النبي صلى الله عليه وسلم معناه نصرته عليه الصلاة والسلام فنصرة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة فمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم فانه تجب عليهم الصدق ولذلك قال عطاء رضي الله عنه الجهاد واجب عليهم يعني الصحابة حياة النبي صلى الله عليه وسلم واما انتم فلا اي فلا على الاطلاق. وانما يجب في ثلاثة احوال ذكر او اربعة ذكرناها في باب في دار الجهاد واما الصحابة فقد كان عليهم واجبا على الاعيان مطلقا بان هذا من تعذيره صلى الله عليه وسلم ومن نصرته واما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فان تعذيره ونصرته صلى الله عليه وسلم يكون بامرين اسرته ممن اراد ان يذمه فلا يجوز حكاية ذمه صلى الله عليه وسلم ناهيك عن الجلوس وقد ذكر ابن هشام في السيرة ونقلها ايضا نقلا عن ابن عن ابن اسحاق في سيرته الاصلية ان المشركين ذموا بني هاشم في ابيات كثيرة وذموا النبي صلى الله عليه وسلم في ابيات اي ابيات شعر قال ولكنها طويت وما رويت اما ذنب النبي صلى الله عليه وسلم فلمكانه لحرمة نقل بيت شعر فيه ذمة واما ما دم به بني هاشم فانما شربوا ووقروا بتوقير النبي صلى الله عليه وسلم اذا فالمقصود من هذا ان ما فيه نقيصة للنبي صلى الله عليه وسلم ومذمة لا يجوز ناهيك عن نقله ناهيك عن قوله ولذا قال اهل العلم ان كل من رأى حديثا فيه احاديث ردية كما قال احمد فانه يجب تحريقه ولا يبطل لان هذا من نصرته صلى الله عليه وسلم الامر الثاني الذي تحصل به بصوت النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته نصرته بنصرة سنته فمن نصر سنته واكثر من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وعني بتمييز الصحيح من الضعيف فيها وعندما نقول الضعيف فليس معنى ذلك ان كل ضعيف يرد وهذا خطأ اجز ضعيف كما حكى بعض اهل العلم منه الشيخ فقيه الدين في مواضع وليس في موضع في شرح عمدة انه ليس كل ضعيف لا يعمل به بل انعقد الاجماع على العمل ببعض الاحاديث الضعيفة اذا وجد له ما يشهد له من اثر صحابة او اجماع او قياس صحيح. وهذا معنى قول احمد ان الحديد الضعيف احب امرء من القياس اي اذا اجتمع بالدلالة وكانت جدالتهما واحدة فاني احتج بالحديث الضعيف بدلا من ان احتج بالحديث المقياس الذي يدل على معنى الحديث واحد وهذا اصل طويل قد يبسط في غير هذا الموت اذا المقصود ان معرفة الحديث الضعيف من غيره وما الذي يحتج به من غيره؟ اننا مرده لاهل العلم وذلك هو النصرة للنبي صلى الله عليه واله وسلم اما المنكر والموضوع فلا يجوز روايته ولا نقله ولا الاحتجاج به ولا العمل به. لان هذا كذب على النبي صلى الله عليه واله وسلم من نصرته صلى الله عليه وسلم اظهار السنة. اظهار السنة وتبيينه واظهار السنة قد يكون احيانا في مواضع دون مواضع فاظهر السنة ولو في بيتك اضرب لكم مثالا لضيق الوقت وهو التشويه فان التشوير من سنن المرسلين كما جاء في الخبر والنبي صلى الله عليه وسلم كان يشمر ثوبه فانت اظهر السنة ولو في بيتك قد لا تظهرها بامس سبب او اخر كما قال ايوب سخيان شيخ الامام مالك كانت التشهير في الاسواق يعني في الاسواق يعني نترجم في وقتهم لما كان ظاهرا وفي وقتنا شهرة لكن اظهر ذلك احيانا من ذلك ما قال احمد اي اخضب بما يذهب البياض ولو مرة في العمر اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم لانه ورد انه سلم وورد انه لم يخرج قبل ذلك عنه وفعله احيانا ترقبه والباب في ذلك طويل متى يلازم السنة وماتت تتركه احيانا وقد اشرت بذلك في درس الامس بعض الشيء اذا بنصرته ونصرة صلى الله عليه وسلم وثق انه صلى الله عليه وسلم منصوب هو منصوب ولذلك قال الله عز وجل ورفعنا لك بذنبك منصور عليه الصلاة والسلام مفروع الذكر سالم البدن وانت عندما تدعو بالصلاة والسلام عليه فان الصلاة هي الدعاء له والسلام الدعاء له بالسلامة والنصح فالنبي منصور في حياته ومنصورة سنته بعد وفاة ولذلك فانما نقول اللهم صلي على محمد وسلم اي سلم سلم بدنه وسلم سنته بعد وفاته. وهذا كما ذكره اهل العلم ايضا مسلم ولا يمكن لاحد ان يعتدي على بدن النبي صلى الله عليه وسلم البت تعزروه وتوقروه ان من الواجب على المسلم ان يوقر النبي صلى الله عليه وسلم ومن توقيره عدم استنقاصه ومر معنا وهي النصح ومن توقيره الا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم باسمه مجردا فلا يجعل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومناداته كما ينادي بعضنا بعضا وانما ينادى بنعته فيقال النبي والرسول وباوصافه التي شرفه الله عز وجل به من توقيره صلى الله عليه واله وسلم ان لا يذكر اسمه الا ويصلى عليه البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي ولذلك اذا اردت توقيره فاكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم من توقيره صلى الله عليه وسلم توقير علمه وتوقير سنته فان من وقر سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقر النبي صلى الله عليه وسلم واحبه الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله اذا كل هذا من توكيل النبي صلى الله عليه وسلم وليس كل من اراد الخير يصيبه فرب راغب بشيء يخطئه. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في مواضع ولذا اشار النبي صلى الله عليه وسلم لامر قد يقع في امته فقال قبل وفاته لا تطروني فما ابرج النصارى عيسى ابن مريم انما انا عبد الله ورسوله هذا ليس كلام زيد ولا عمرو وانما قاله صلى الله عليه وسلم موصيا امته وقد مر معنا في درس قبل الماضي ان ما يذكر في مرض الموت يعد وصيته فهذه وصيته لامته عدم اطرائه صلى الله عليه وسلم اعظم النعت واشرف الوصف وخير الاسماء ما سمى الله عز وجل به محمدا او سمى محمد صلى الله عليه وسلم به نفسه ولذا انظر لاهل الحديث والاثر احمد ابن فارس الامام اللغوي وهو مالكي المذهب انه الف كتابا في اسمائه صلى الله عليه وسلم واورد كل اسم من اسمائه ورد به النقل ان المشتق من الصفة او ذكر له على هيئة اسم الله صلى الله عليه وسلم اذا اعظم الاسماء ما سماه الله عز وجل به. واعظم النعوت ما نعته الله عز وجل بها ومنها هذه الاية واعظم الصلاة وافضلها ما علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يصلوا عليه بها وانتم تعلمون في حديث ابن مسعود وكعب وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قيل له قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ افضل صلة هذه فعلمهم الصلاة الابراهيمية ولها صيغ كثيرة وافترى فقهاؤنا ان افضل الصيغ الابراهيمية ان يقول المرء اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فما صليت على ال إبراهيم كما صليت على ال إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد اه كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد افضل صيغة ان يقول المرء اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد. اي في الجملتين جميعا تذكر انك حميد مجيد. هذه افضل الصيغ التي ذكروها ويجوز غيرها مما ورد به النص اذا افظل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما ما نقل واما احداث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة ممنوعة فحرام وغيرها جائز لتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة واصيلا. اختم هذه بهذه الجملة وهي قول الله عز وجل وتسبحوه الضمير هنا عائد لله عز وجل اذ العبادات لا تجوز الا لله عز وجل اذ الظمير الاول يعود للرسول والضمير الثاني يعود لله عز وجل لانه مذكوران في اول الجملة لتؤمنوا بالله ورسوله التسبيح انما يكون لله عز وجل وعندنا هنا جملة اريد ان اختم بها حديثي وهي ايتان في كتاب الله عز وجل اله ما يقول ربنا جل وعلا والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير ام لا ثم قال جل وعلا في سورة مريم والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير مردا هذه الباقيات الصالحات وصفها الله عز وجل بثلاث خيريات انها خير ثوابا اي اعظم الثواب وانها خير املا اي ان المرأة اذا رجا رجاء وتأمل املا فانه اذا اتى بهذه الباقيات الصالحات فانه يحقق له رجاؤه ويعطى ما تأمل الامر الثالث وخير مردا اي فانه اذا في مآل امره ومستقره في الدنيا والاخرة فانه سيعطى الخيرية وان لم يرقى امله اليه هذه الباقيات الصالحات ثبت من حديث ابي سعيد وغيره انها اربع كلمات او خمس وهي سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله وكذا ثبت عن جمع من الصحابة هذه الباقيات قليلات لكنها صالحة من لازمها خير ثواب كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم خير املا يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روينا عند النسائي من حديث عطية العوفي عن ابي سعيد من شق قال الله عز وجل من شغله ذكري عن مسائلتي اعطيته افضل مما اعطى السائلين وافضل ذكر الله عز وجل القرآن ثم هذه الباقيات الصالحات الكلمات الاربعة والخمس وجاء عند البيهقي باسناد لا بأس به من حديث ابن عباس ان اعرابيا اقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قل سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فعقدها الاعرابي بيده ثم ادفع فلما وصل الى باب المسجد رجع فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال تفكر البأس فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه لله فما لي ماذا لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي اذا قلت سبحان الله قال الله صدقت واذا قلت الحمد لله قال الله صدقت واذا قلت لا اله الا الله قال الله صدقت واذا قلت الله اكبر قال الله صدقت فاذا قلت اللهم اغفر لي قال الله هي لك واذا قلت اللهم ارزقني قال اللهم لك فلذلك فمن شغل بالتسبيح والباقيات الصالحات اعطي سؤله ومضى وهي خير مردا هي خير لك مردا يوم القيامة. سبق المفردون. سبق المفردون. سبق المفردون قيل من هم يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ولما اشتكى الفقراء للنبي صلى الله عليه وسلم قال هل هل ادلكم على شيء اذا قلتموه سبقتم من قبلكم ولم يلحق بكم من بعدكم الا من اتى بمثل ما اتيتم به يقولون دبر كل صلاة سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر ثلاثا وثلاثين ولا اله الا الله هذا خير المرد في الدنيا خير خير المرد بالاخرة واما خير المرد في الدنيا فان من لزم ذكر الله ومنها التسبيح فانه يقوى بدنه اشتكت فاطمة للنبي صلى الله عليه وسلم الخدمة في بيت زوجها علي رضي الله عنه فقال لها ولزوجها لما اتاهم في بيتهم الا ادلكم على كلمات هي خير لكم من خادم؟ اي اذا قلتم هذه الكلمات ابيتم انك الخادم وقوي بدنكم ونشطتم قال اذا اويتما الى فراشكما فقولا سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله اكبر اربعا وثلاثين اذا ايها الاخوة فقول الله عز وجل تسبحوه لها ثلاث معاني تسبحوه تقولون سبحان الله او تسبحوه تأتون بالباقيات الصالحات الكلمات الاربعة والخمس او تسبحوه من باب اطلاق البعض على الكل. وهو مطلق ذكر الله عز وجل ولكن ايها الافاضل ان هذه الكلمات انما يكمن اندفاع المرء بها اذا كان الذكر مواطئا للقلب مع اللسان اذ الناس بالذكر نوعان شخص يتكلم بلسانه وقلبه لا وشخص يذكر بلسانه وبقلبه ومعنى ذكر القلب ان يتفكر المرء في معنى ذكر اللسان لما جاء عدي بن حاتم للنبي صلى الله عليه واله وسلم كما في المسند قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عدي اتعلم ما معنى الله اكبر قال ما معناه يا رسول الله؟ قال معناها الله اكبر من كل شيء اذا فمن قال الله اكبر مستشعرا ان الله اكبر من كل شيء كل ظالم في الغالب كن قادر قل غني قل قوي الله اكبر منه واعجز مثل ما جاء في حديث ابي مسعود الانصاري لما كان يضرب خادما له فسمع رجلا رجلا فسمع خلفه رجلا يقول امسك قال فلما قال الثالثة التفت فاذا به النبي صلى الله عليه وسلم فمن شدة رهابه قال فوقع الصوت من يده ماذا قال السنة قال يا ابا مسعود فالله اقدر عليك منك عدل من يقول الله اكبر لا يمكن ان يقول لا يمكن ان يبغي لا يمكن ان يتعدى من يقول الله اكبر اذا واطأ فكر قلبه بفرنسا الله اكبر وكذلك سائر الذكر واختم بكلمة انتهاء الوقت وهو من الكلمات الباقيات الصالحات وهي لا حول ولا قوة الا بالله هذه الكلمة يخطئ بعضنا فيظن انها لفظة استرجاع وليس الامر كذلك انما الحوقلة لفظة استعانة انما الحوقلة لفظة استعانة اي تستعين بها قبل العمل ولذا فاننا اذا سمعنا المنادي يقول حي على الصلاة حي على الفلاح نقول لا حول ولا قوة الا بالله اي نستعين بهذه الكلمة وبالله عز وجل على اداء العبادة لا حول لا يحول من حال الى حال الا الله ولا قوة لنفسي ولا بغيري الا به وهذه من صيغ الحصر وهو الاستثناء للنفي فان النفي اذا جاء بعده استثناء فهي صيغة حصر فلا اله الا الله. اي لا مستحق للعبادة الا هو سبحانه ولد فان المؤمن اذا اتى بهذه الكلمة مستشعرا معها قويا وتحقق له رجاؤه كما جاء ان الصحابة رضوان الله عليهم كان اذا استبهضوا حصنا فعجزوا عنه قالوا لا حول ولا قوة الا بالله وهذا معنى قول الله عز وجل وتسبحوه بكرة واصيلا. اي في اول النهار واخره ولذا ايها المؤمنون من امن بهذه الاية امنة بمضمونها وعمل بما امر الله عز وجل به من الامور الاربع فانه حينئذ يكون كاملا منتفعا ولذا فلا غروا ان تكون هذه الاية في كتاب الله عز وجل في موضعين في سورة الفتح وفي سورة الاحزاب ولا غرو ان صفات النبي صلى الله عليه وسلم موجودة في كل الكتب السابقة. في نعشه عليه الصلاة والسلام ولكن الاوامر انما جاءت في كتابنا لاننا نحن المنتفعون بوصفه صلى الله عليه وسلم. اسأل الله العظيم لبئ رب العرش الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. واسأله جل وعلا ان يحشرنا في زمرة نبيه صلى الله عليه واله وسلم. مع الصديقين والشهداء صالحين وحسن اولئك رفيقا. واسأله جل وعلا ان يمتعنا بالنظر الى وجه ربنا جل وعلا. من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. واسأله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا ولوالدينا والمسلمين والمسلمات وان يشفي مريضهما وان يغفر لميتهما واسأله سبحانه وتعالى ان يتجاوز عن ذنبنا وان يغفر لنا ذنبنا وان يتجاوز عن خطيئتنا وان يستر علينا عيبنا وذنبنا انه غفور رحيم جل وعلا. واسأله جل وعلا ان يرزق يرزقنا الرزق الرزق النافع وان يرزقنا العلم النافع وان يرزقنا القلب الخاشع وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ورسولنا محمد وعلى