الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستن بسنته تدى بهداه الى يوم الدين ثم اما بعد ايها الاخوة الاكارم فاننا في هذه الليلة نجتمع لمذاكرة مقدمات في علم فقه والفقه كله مقدمات. فلو رمت النظر لاي جانب من جوانبه والتأمل في اي فرع من فروعه او فن من فنونه لوجدت ان ذلك الفن يحتاج الى مقدمات وارهاصات تكون اولا. ثم يأتي بعد ذلك العلم الاصيل الذي يكون لاحقا بعدها وهو المؤصل وقبل ان نتكلم عن هذا الجانب ائذنوا لي بمقدمتين يسيرتين قبل ان اتكلم عن الامور التي تكون مقدمة في العلوم لابد لعلوم الفقه فلا بد من معرفتها لتحصيل هذا العلم. اذنوا لي بمقدمتين يسيرتين الاولى في بيان فضل هذا العلم العظيم. الذي بين نبينا صلى الله عليه واله وسلم ان من اتصف به وكان حريصا على اكتسابه فانه يكون من خير الناس على الاطلاق ولذلك صح في صحيح البخاري ومسلم من حديث حميد عن معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين في بين النبي صلى الله عليه واله وسلم ان علامة الخيرية في المرء ان يكون ذلك المرء متفقها في الدين حريصا على تعلم احكامه حريصا على فهمها حريصا على ان ينال منها نصيبا بل اعظم من ذلك فان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما سئل عن خير الناس قال خير الناس يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله. قالوا ما عن هذا سألناك قال فعن معادن العرب قالوا نعم. قال خياركم في الجاهلية. خياركم في الاسلام اذا فقهوا. اذا كان المرء متصفا بوصفين خيرا في خلقه كريما في تعامله مستنا بالنبي صلى الله عليه وسلم في سلوكه. وانضاف الى ذلك فقهه في دين الله عز وجل ومعرفته باحكام الحلال والحرام ومعرفته بربه جل وعلا الذي هو الفقه الاكبر او الكبير فذلك ولا شك ولا ريب ولا نزاع ان من اتصف بهذين هو من خير خلق الله. لذا يقول الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى انك اذا رأيت الحدث او الشاب يتتبع حلق العلم ويسلك مسالك العلماء في تحصيله فاعلم ان الله اراد به خيرا بل هو من خير اهل زمانه اي جيله. ولذلك جاء في رواية اخرى عند ابي يعلى الموصل في مسنده وان كان فيها ضعف الا ان الحافظ ابن حجر في الفتح نص على ان معناها صحيح ان نبينا صلى الله عليه واله وسلم قال ومن لم يفقه ومن لم يفقه فلا خير فيه. اذا فالناس يفضلون او يقربون من الخير ويدنون منه بحسب امرين بحسب بخلقهم وكماله وبحسب علمهم بدين الله عز وجل وفقههم بشرعه سبحانه وتعالى. ومن الاحاديث العظيمة في الباب ما جاء عند الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه وابن عبدالبر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من يرد الله ان يهديه ماذا من يرد الله ان يهديه يفقهه في الدين. فكأن النبي صلى الله عليه واله وسلم شابه في هذا الحديث ما جاء في قول الله عز وجل من يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام فقال من يرد الله ان يهديه يفقهه في الدين اذ المرء اذا فقه في دين الله عز وجل فليعلم اولا ان هذا بهداية الله عز وجل له هداية التوفيق والارشاد سبحانه وتعالى الفقه لما قيل انه من اعظم العلوم قالوا ان الفقه من اعظم العلوم لان المرء يحتاجه في سفره واقامته وفي نومه ويقظته حتى في نومه. قبل ان ينام يعرف احكام النوم واذا استيقظ عرف ما يفعل اذا استيقظ فان فاتته صلاة عرف انه يجوز له تقديم السنن على اداء الفرائض كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. صاحب الفقه يسأل اكثر مما يسأل غيره من من اصحاب العلوم الاخرى الشرعية. مما يدل على ان حاجة الناس لهذا العلم عظيمة ولو عددت المنتسبين لهذا العلم في سائر الازمان والاوقات لوجدت انهم كثر ولكنهم ليسوا سواء ما سيمر معنا من فضل هذا العلم ان المرء يؤجر على تعلمه فان الحيتان والنمل لتسبح لطالب العلم رضا بما والمرء يؤجر على تعليمه الناس اياه. ففي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه ومن فظله ان المرء يؤجر على التفكير فيه والاجتهاد في مسائله ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الحاكم وفي حكمه الفقيه اذا اجتهد فاخطأ فله اجر واذا اجتهد فاصاب فله اجران ولا يتحقق الاجتهاد في في مسائل الفقه الا من نال من هذا العلم نصيبا عاليا وتحصل له منه امرا كثيرا ويؤجر رابعا المرء على عمله بهذا الفقه العظيم اذ اكثر ما يحتاجه المرء في الاعمال العملية انما هو الفقه. واذا تأملت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث عمار في مسند احمد حينما قال صلى الله عليه واله وسلم ان المرء لا يصلي وليس له من صلاته الا نصفها الا ثلثها الا ربع الا خمسها الا سدسها حتى عد عشرها صلى الله عليه وسلم قال اهل العلم ان الناس يتفاوتون في الاجر بحسب تطبيقهم سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل بن عياض احسن العمل اخلصه واصوبه ولا يعلم الصواب الا من كان عالما بشرع الله عز وجل فقيها في احكامه اذا الامر الاول فضل هذا العلم ولا شك فيه فانه مما لا يختلف فيه اثنان ولا تنتطح فيه عنزان في ان هذا العلم فاضل ولا شك يشهد على ذلك صغائر الناس قبل كبارهم. المسألة الثانية ما هو الفقه الحقيقي قد صح عن نبينا صلى الله عليه واله وسلم انه قال وذلك فيما روى الحاكم من حديث حذيفة وروي عند غيره من غير طريقه رضي الله عنه وحسن هذا الاسناد المنذري وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما العلم الخشية. قالوا وان هذه اذا دخلت عليها ماء الكافة فانها تكف عملها ولكنها تفيد الحصر فالعلم الحقيقي الصحيح المقبول الذي يرفع صاحبه في الدنيا والاخرة انما هو الذي يورث الخشية علم بلا خشية انما هو وبال على صاحبه وعذاب عليه في الدنيا قبل الاخرة من طلب العلم ليماري به السفهاء ويجادل به العلماء فانه حسبه يوم القيامة في النار ولذلك كلما ازداد المرء علما كلما ازداد خشية جاء عن سفيان ابن عيينة رحمه الله تعالى انه قال طلبنا العلم لغير الله عز وجل فابى الله سبحانه وتعالى ان يكون الاله المرء كلما ازداد علما كلما ازداد خشية. لكن الاحمق الجاهل بالله وباحكامه هو الذي يترك العلم خشية الا يكون مخلصا في نيته ذاك جاهل العالم يزداد علما ثم يرى اثر علمه في سلوكه ويرى اثر اثر علمه في قلبه واخلاصه لله عز وجل فان كان علمك يزيدك خشية وتقوى واخلاصا لله عز وجل فانت على هدى وبصيرة وان كان غير ذلك فراجع نفسك لذا فان اول امر يعرف به المرء ان العلم الذي هو سالكه وسائر عليه علم صحيح قد زاده خشية. المرء الذي يراجع نيته اذا يحرص طالب العلم دائما ان يراجع نيته وان يبحث في قلبه وان يحاسب نفسه هل اخلص لله عز وجل ام لا؟ ولذلك يقول الامام احمد رحمه الله تعالى لا يحل لمفت ان يفتي ولا معلم ان يعلم الا ان تكون له نية خالصة لله عز وجل قال ابن عقيل رحمه الله تعالى لما نقل كلام احمد اعني ابا الوفاء قال والنية في العلم هو قصد ارشاد الناس واظهار الاحكام لا ان يتقدم ولا ان يراه الناس او يسمعوا باسمه اذا النية هو ان يحرص المرء على تعليم الناس وبذلها وكلما رأى المرء من نفسه عجبا ورأى في نفسه تقدما حاول ان يغض منها جاء ان عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى على جلالة قدره وسعة علمه وفضله ومكانته وان صح بشرى النبي صلى الله عليه وسلم به كان اذا تكلم فاعجبه كلامه ورأى تأثر الناس به سكت ثم اخذ منديلا وقال اني مسكون وخرج انظر كيف ان المرء يجب عليه ان يراجع نفسه وان يحاسبها بخصوص اعماله والبحث في هذه النية امر طويل وانما نكتفي من ذلك بالبلالة فيها. الامر الثاني لكي يكون المرء خاشيا في علمه ان يحرص على التواضع فيه فان العلم النافع هو الذي يكسب صاحبه تواضعا. من لم يتواضع في العلم في تحصيله فلن يناله والله ولذلك في صحيح البخاري من حديث مجاهد انه قال مقطوع على مجاهد ابن جبر تلميذ ابن عباس قال لا ينال هذا العلم مستح ولا مستكبر. من تكبر في طلب العلم وغمط نفسه وابى ان يثني ركبتيه عند علماء وان يتنزل بنفسه عند اهل العلم وان يبذل وقته وجهده لاجل تحصيله فاقسم بالله غير حانث انه لن يتحصل على شيء من العلم النافع الا الشيء القليل. كان ابن عباس رضي الله عنه وهو من هو شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل وبالفقه والعلم بكتاب الله عز وجل بل هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان يأتي لكبار الصحابة من الفقهاء فيمكث عند بابهم. ومن حيائه في العلم وتواضعه فيه واجلاله لاهله عند الباب ولا يطرقه خشية ازعاج ذلك العالم. معاذ ابن جبل او غيره. ثم بعد ذلك يخرج معاذ رضي الله عنه. فيقول يا يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تفعل ذلك وانت ابن عمه؟ قال انا كذلك نفعل بعلمائنا. ثم يأتي لاخر فيأخذ بزمام ناقته ويأبى ان يركب معه او ان يجاوره في مشيه. لان المرء اذا تعب في تحصيل العلم بقي في قلبه واثر في نفسه ونفعه الله عز وجل به نفعا عظيما. واما من اتاه العلم وهو متكئ على وسادته يتكلم في كلام الله عز وجل فذاك غير موفق ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا الفين احدكم وهو متكئ على وسادته يقول ما جاء في كتاب الله قبلناه وما ليس في كتاب الله لا ذاك رجل جاهل بشرع الله جاهل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهد نفسه ولم يعنها في فقه وانما اخذ ايسر الامور. قال ما في كتاب الله قبلناه وما ليس في كتابه رددناه. فنبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فيه. العلم لا ينتفع الا لمن تواضع في بذله بان يبذله للصغير قبل الكبير وللحقير قبل الشريف وللجاهل قبل العالم وللقليل قبل الكثير كان نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم تأتيه المرأة فتأخذ بيده فيمكث معها يستمع سؤالها ويجيبها وكان اهل العلم رحمهم الله تعالى يضربون في ذلك اروع الامثال واجل الاخبار وليس المقام مقام قصص وانما يكفي ان اماما قرن اسمه بالامامة ورفع الله عز وجل ذكره في العالمين اعني ابا حنيفة النعمان ابن ثابت فانه كان في اول امره معلما للصبيان انما كان معلما للصبيان يعلمهم ويدرسهم حتى زاده الله علما ورفعة فاصبح من الائمة الاربعة الذين يذكرون على كل نساء ولما قال الامام الذهبي او نقل عن بعضهم من باب الوضيعة في حق ابي حنيفة رحمه الله تعالى هذه الكلمة قال كفى له شرفا ان يكون معلما للخير فان خير الناس من علم الناس الامر الثالث الذي يكسب به المرء العلم الحقيقي ان يكون طالب العلم والفقه بالخصوص مكثرا من سؤال الله عز وجل الهداية ومن الالتجاء اليه سبحانه وتعالى بسؤال الفقه وان يلتجأ اليه سبحانه جل وعلا ان يرزقه السداد فيه ولذلك جاء في قول الله عز وجل في ذكر عباد الله الصالحين انهم كانوا يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة واجعلنا للمتقين اماما ان اعظم الامامة في الدين الامامة في العلم فان اعظم الامامة ان يسأل المرء في دين الله فيخبر عن الله عز وجل وشرعه وان يتكلم فينسب كلامه تفسيرا لكلام الله عز وجل ذاك الامامة في الدين وكان نبينا صلى الله عليه واله وسلم اذا قام في الليل فصف قدميه داعيا ومناجيا بربه سبحانه وتعالى في قيام الليل كان يستفتح دعاء الليل فيقول اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل الى ان قال اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك وكان احمد والائمة قبله والمقتدون به من بعده كشيخ الاسلام اذا اشكلت عليهم المسألة مدوا ايديهم الى الله عز وجل سؤالا له بالهداية. وكان من دعائهم اللهم يا معلم ادم علمني ويا مفهم سليمان فهمني وذكر في ترجمة الشيخ تقي الدين انه مثله احمد او هو مقتد باحمد في ذلك انه كانت اذا اشكلت عليه المسألة ذهب الى المساجد التي هجرت فهي مساجد وبيوت لله عز وجل اجرت فلا يراه احد يدعو ويناجي ويرجو ربه سبحانه وتعالى فلا يطلع على فعله ودعائه الا هو سبحانه فيكثر من الالحاح ساجدا ممرغا وجهه في التراب ان يوفقه الله عز وجل للعلم ولذلك اذا اغتنى المرء بنفسه وظن ان فهمه هو الصحيح وانه لا توفيق له الا بما رزق فهو الغاوي. وارجع للحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله ان يهديه يفقهه في الدين فيجعله مصيبا للحق موفقا له مسددا فيه الامر الرابع ان الفقه في الحقيقة هو الذي يزيد صاحبه زيادة في العبادة وكثرة في تطبيق السنة ان المرء اذا تعلم سنة ولنقل كيف يصف قدميه في سجوده فعمل بها في صلاته زاد اجره فزاد عمله وان المرء اذا كان يتعلم السنن ويحفظ الاثار ثم لا ترى اثر هذا في عمله فانه محروم ولذلك كان إبراهيم النخعي وقد ادرك إبراهيم اصحاب ابن مسعود كالاسود ويزيد كالاسود ويزيد كان يقول كانوا يعني اصحاب ابن مسعود او كانوا ممن قبله من الناس كانوا اذا ارادوا الاخذ عن عالم نظروا في صلاته وفي سمته وهديه فان كان موافقا للسنة اخذوا عنه والا تركوه انظر المرء كلما ازداد علما كلما كان ذلك سببا في خشيته لله عز وجل وتواضعه بين يديه سبحانه وتعالى وكثرة العمل الصالح له سبحانه وتعالى. فالواجب على على طالب العلم اذا تعلم فرعا فقهيا او سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ان يعمل بها ليحفظها ويتقنها ويوفقه الله عز وجل بها. وليس غريبا عنكم ولا بعيد. قول ابي عبد الرحمن السلمي رحمه الله وقد ادرك اصحاب علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كانوا لا يحفظون لا يتجاوزون عشر ايات الا حفظوها وعلموا ما فيها من الحلال والحرام وعملوا بها فالعالم الحقيقي والفقيه الصحيح الذي رزقه الله الخشية الذي يعمل بما تعلم الامر الخامس ان الفقه الحقيقة والخشية فيه تكون لها اثر في الترجيح وهو الخشية في الترجيح. ان المرء كلما زاد علمه وكثر فقهه فانه يخاف الله سبحانه وتعالى في العلم الذي يقوله. فترى العالم يتورع في الترجيح ويتهيب من الفتوى لا يتصدر لها ولا ولا يري الناس مكانه. وانما يخشى ان يكون اماما في ذلك اماما في الخطأ وانما يرجو ان يكون معلما للصواب فحسب. ولذلك قيل ان الامام احمد كان يكثر اذا سئل عن مسألة قال لا اعلم لا اعلم فسأل ابو بكر الاثرم لما كان ابو عبد الله احمد اذا سئل عن المسألة قال لا اعلم قال انما ذلك لعلمه بالخلاف انظر العلم يورث لا اعلم. ليس الجهل الذي يقول لا اعلم بل الجهل يقول اعلم فاتخذ الناس رؤوسا جهالا فظلوا واضلوا بغير علم. اذا كما قال محمد بن عدنان او غيره اذا من شيوخ مالك قال اذا اضل العالم لا اعلم فقد اصيبت مقاتله وجاء في الاثر عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما انهما قالا ان من يجيب عن كل ما سئل فانه مجنون فخبر بعض الشعب اظن بها الاعشى. فقال الاعشى ليتك خبرتنا بهذا قبل. فكم اجبنا عن اسئلة كثيرة انظر كيف لما علم الاثر توقف وخاف وهاب هذه الفتوى. ولذلك يقول اهل العلم ان الخلاف اذا علمه العالم اثر في ترجيحه وتوقف في المسألة. وهذا الخلاف اذا علمه الجاهل انظر ماذا فعل الجاهل استطال على الحلال والحرام ولكم نرى في زماننا هذا من الناس اقواما حالهم عجيبة. اذا علموا في المسألة خلافا ذهبوا لما تشهت انفسهم له من الاسهل او الانسب لواقعهم. وليس ذلك وايم الله من الفقه في شيء. وانما الفقه والحقيقي الذي اذا عرف الخلاف خافه وهابه. اذا هذا هو الامر الخامس. الامر السادس ان الفقيه على الحقيقة هو الذي يخشى الله عز وجل ويخشى ان يقع في المشتبه ناهيك ان يقع في الحرام ولذلك قيل لمزاحم رحمه الله تعالى من اعلم اهل البلدة التي انت فيها قال اعلمهم اتقاهم اعلمهم اتقاهم بالله عز وجل ولذلك ترى العالم في نفسه ورعا وربما كان في فتواه متسامحا يكون في نفسه ورع ولكن في فتواه ربما كان متسامحا او متوقفا وليس العالم الذي يتورع للناس يفتي الناس بالاشد كما قال سفيان بن عيينة فيما روى ابو طاهر القيصراني ليس الفقه بالاحوط وليس الفقه بالاخذ بالاشد فان الاحتياط كل يحسنه. ولكن الفقه عندنا الفتيا من الثقة او الرخصة من الثقة. هذا في الفتيا واما في نفسه فتجده ورعا. اذا رأى مسألة مشتبهة اخذ في خاصة نفسه بالاشد. ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ان المرء اذا كان فقيها نظر لنفسه بالاشد وللناس بالاسهل. واما الجاهل فانه يفتي الناس بالاشد ولنفسه بالرخصة. ولذلك ترى بعض الناس الذين ربما انتسبوا للفقه اذا تكلم وكتب خشية من الناس لكي لا يقال فلان وفلان افتى الناس بالاشد وبالأورى وبما فيه الاحتياط ثم اذا رأيته في خاصة نفسه وفي داخل بيته رأيته من التساهل في الحلال والحرام ورأيته يفعل من الامور ما بها الشيء العظيم. ومن النكت التي تذكر عن هؤلاء الذين تعلموا طرفا من العلم والفقه ان بعض الناس كان قد سقطت منه لقطة في الشارع فاراد ان يدعو الله عز وجل بردها والمرء اذا سقطت لقطته سأل الله ردها ولكن ذلك المرء لمعرفته ببعض الفقهاء ماذا سأل؟ قال اللهم لا تجعل هذه النقطة تقع بيد فقيه يعني الفقيه الذي هو بالاسم لا بالحقيقة لانه سيجد له مخرجا وسيبحث عن حيلة ليستحلها بعد ذلك. ترى في هذا الزمان اقواما يحكمون ثم يستدلون وفي كل الازمان ليس هذا الزمان فقط ولكن منذ فوات العصور الثلاثة الفاضلة وترى هذا الشيء. يحكمون بالجواز او الاباحة او الكره الكراهة او التحريم ثم يبحثون على الاستدلال فاذا عرفت الدليل الاول انتقلوا للثاني حتى يجدوا الذي يريدونه وليس ذلك والله من الفقه بشيء بل هو علامة نقيضه وضده الامر الاخير او الذي قبله ان يحرص المرء على تعليم الناس. وعلى ان يبذل هذا العلم الذي اوتيه والا يكون ظنينا به ولذلك لما قيل للامام احمد ما النية الصالحة في العلم قال ان ينفي الجهل عن نفسه في تعلم ويصيب السنة في عمله وان يعلم الناس العالم الحقيق وطالب العلم الموفق هو الذي يعنى بان يعلم الناس الخير وان يبذل كل ما يستطيعه في تعليمه واعني بالتعليم لا ان يجتهد وان يفصل المسائل لا وانما يعلم ما اتفق على عليه وما اعتمد عليه من فتوى في بلد نتكلم عن مسائل فقهية او من المسائل التي لا اجتهاد فيها وهي مسائل العقائد فانها لا تقبل خلافا كما سيأتي بعد قليل فالمرء الموفق لا يكون ظنينا بعلم ولا بخيلا به والامر الاخير ان المرء يفرح بتعلم الناس العلم وان لم ينسب اليهم ولذلك فان الامام الشافعي رحمه الله تعالى كان يقول لقد وددت ان هذا العلم اي الذي كتبته يبث بين الناس ويتعلمه الناس ولا ينسب لي منه حرف واحد. فطالب العلم ان وفقه الله عز وجل لجمع معين او تقسيم محدد او فتح الله عز وجل له فتحا في مسألة لم يقف عليها غيره. فانه يفرح بذلك ويعلمه الناس لا يكون ظنينا به ويغظب اذا نقله الناس ولم ينسبوه اليه. وانما العلم لله عز وجل. وانما نحن نتشرف تبركوا ونتعبد الله عز وجل بتعلمه وتعليمه الناس. فالمرء لا يكون ظنينا به وليس محتكرا له دون غيره. وما زال قال اهل العلم قديما ينقل بعضهم عن بعض ولا ينكر الناقل ولا المنقول الا شيئا قليلا لحظ في النفس كان بين بعضهم. هذه المسألتان الاوليان مهمتان جدا في مقدماتنا بالنظر في الفقه. ان يعرف المرء الخشية فيه وان يعرف فضل هذا العلم. ونبدأ الان في مسألتنا وهو قضية العلم بالفقه كيف يتحقق؟ العلم بالفقه ايها الاخوة لا يورث ميراثا ولا يولد المرء فقيها وانما يتحصل للمرء البذل والكسب وقد جاء عند الطبراني في المعجم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال انما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه المرء لا يورث عالما ولو كان ابوه وجده واجداده جميعا من ذلك البيت وانما المرء يكون عالما ان تعلم وتفقه ولذلك يقول الزهري رحمه الله تعالى العلم ان اعطيته كلك اي كل وقتك اعطاك بعضا وان اعطيته بعضك ذهب منك كلك او ان اخذته جملة ذهب منك كله فالعلم لابد ان تبذل وقتا طويلا في تحصيله. ولابد ان تسترخص وقتك في نيله قراءة وحفظا وتردادا ومراجعة وفهما ومصاحبة ومجالسة لاهله وقد كان الامام الشافعي رحمه الله تعالى يحب احد طلابه وهو الربيع بن سليمان المرادي محبة جليلة ويعظمه لنفعه اياه وقد قيل ان الربيع لم يك كباقي اصحاب الشافعي ذكاء وفهما كالمزني والبويطي وحرملة وغيره من اصحاب ماء الشافعي وانما كان دونهم يحسن الكتابة وخطه جميل ويحسن النقل وقد قيل ان الشافعي قال لقد وددت يا ابا سليمان يعني الربيع بن سليمان المرادي ان اصب العلم فيك صبا. اتمنى ان كل علمي ينقل اليك لكن ربما لقدراته لم يستطع نقل ذلك. اذا لابد من البذل وتوفيق الله عز وجل قبل ذلك اذا عرفنا ذلك فلنعلم ان الناس في الفقه ليسوا سواء فانهم درجات وطبقات ومنازل مختلفة فمنهم من نال درجة قليلة ومنهم من توسط ومنهم من ارتفع فوق ذلك كثيرا وما زال اهل العلم يعرفون ذلك فيعدون للفقهاء طبقات طبقة المجتهد المطلق ثم تليها طبقة مجتهد مقيد ثم طبقة مجتهد في المذهب ثم اصحاب الوجوه واصحاب التخاريج ومن يحق له الفتوى ومن لا يحق له الفتوى وانما نقلها. ومن لا يحق له الا الفتوى ولا نقل الفتوى ويسمى فقيها ولذلك فان الشافعي رحمه الله تعالى وهو من اجل الفقهاء حكمة وعقلا وخوء ووفرة في التأليف قال ان هذا الفقه كالتفاح الشام يذكرون ان الشام فيها تفاح لم اره قوى دان من الناس يعني شجره قريب فالتفاح الشامي قريب يقول هو كالتفاح الشامي سهل تناوله كل يستطيع ان يقطف هذه التفاحة ويأكلها فيكون فقيها لكن ليس الفقهاء سواء فمهما بذلت من جهد في فترة قصيرة لن تصل لمرتبة الشافعي لا لا اقول الشافعي واحمد ومالك وابي حنيفة بل ولا اقول طبقة القاضي ابي يعلى وتلامذتي بل دون دون وهكذا اذا فالناس ليسوا درجة واحدة وان تعجب فتعجب من اقوام يقول نحن رجال وهم رجال اولئك الفقهاء. ثم يجعل الرأس ندا للرأس ويجعل قوله معارضا لقولهم فيحكم تصحيحا وتظعيفا وردا وافحاما لمن؟ للشافعي وابي حنيفة ومالك واحمد ومن في منزلتهم او دونهم في الطبقات ويقول نحن رجال وهم رجال فيقال له ان قيل كما قال بعض الشعار نعم هم رجال. ولكن نشك في كونكم رجال الفقه ليس سواء الفقهاء درجات ولذلك كلما تعلم المرء لابد ان يزداد كان بعض طلبة العلم صغارهم يقول من حفظ الزاد افتى العباد نعم هو نال درجة الدنيا في الفقه لكنه لم ينل درجة عالية فيه. ولذلك ادبه شيخه فيما نقل لما قال هذه الكلمة قال ان مجرد حفظ يموتون لا يبيح للشخص ان يكون مفتيا الفقه ايها الاخوة نوعان كما قسمه اهل المنطق ومن في حكمهم قالوا انه فقه بالفعل وقد يكون الفقه بالقوة المراد بالفقه بالفعل ان يكون المرء في نفسه فقيها وليس علما ما حوى القمطر وانما العلم ما وعاه الصدر واما الفعل الفقه بالقوة فان يكون ببحثه وفي نظره في الكتب وما في حكم الكتب مما سنتكلم عنه نبدأ اولا باول هذين النوعين وما هي الاشياء المهمة المتعلقة بالفقه بالفعل الفقه بالفعل قلنا هو ماذا ان يكون المرء في نفسه مكتسبا للفقه فاذا سئل عن مسألة اجاب من غير مراجعة لكتاب ولذلك جاء عن بعض السلف رحمه الله تعالى قال انما الفقه الذي يدخل معك في الحمام الفقه والعلم الذي يدخل معك في الحمام ليس معك كتاب وليس معك كمبيوتر وليس معك هاتف تتصل باحد ولا غير ذلك وانما يدخل معك في الحمام هذا هو الفقه بالفعل او العلم بالفعل اي بنفسك يقول اهل العلم ولا يمكن ان يكون المرء فقيها الا ان يكون فقيها بالفعل ولو في جزء من الفقه. طبعا لا يمكن ان يكون الشخص حافظ لكل العلوم. لا يمكن جاء ان الشافعي في كتاب الرسالة في كتاب الرسالة المطبوع قال ان علم اللغة علم اللغة والمفردات والمترادفات لا يمكن ان يحيط بعلمها الا نبي يوحى اليه هذا كلام الشافعي واقول انا وانا دون الشافعي بمراحل الفروع الفقهية لا يمكن ان يحيط بجميعها بجميع الفروع وبالخلاف فيها الحكم فيها ان يصدر حكما احد مطلقا. بعد النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن. بدليل ان كبار الائمة كلهم يقول لا ادري لا ادري لا ادري هذا من النوع الثالث معرفة الخلاف لا يمكن من تصدر لمعرفة الخلاف والكتابة فيه ولو مذهبي يستدرك عليه الرافعي ابو القاسم في كتاب العزيز كتب كتابه ليجمع الخلافة الشافعية فيه فجاء بعده النووي فاستدرك عليه في الروضة مسائل كثيرة. ثم الاسنوي في المهمات فاستدرك مسائل اكثر بل اعجب من ذلك ما نقل الاسناوي ان الرافعي لم يطلع على نهاية المطلب وهو من اجل كتب الشافعي اذا الانسان مهما قاصر في معرفة الخلاف والاطلاع عليه. ناهيك عن تصور المسائل والحوادث فان الحوادث تستجد في كل يوم بل في كل نازلة بل في كل لحظة كما هو معروف طيب اذا قلنا ان الفعل او الفقه بالفعل شرط للاجتهاد والفقر شرط لمعرفة الفقه والاجتهاد والاصوليون رحمهم الله تعالى ذكروا شروطا كثيرة في الحقيقة من الصعب تحصلها ان يعرف الناسخ والمنسوخ سهل ان يعرف ايات الاحكام ممكن ان يعرف احاديث الاحكام ايضا ان يعرف دلائل اللغة ان يعرف الخلافة في المسألة ان يعرف مسائل الاجماع ان مسائل كثيرة جدا. حتى لقد قال القفال المروزي الذي يسمى تلامذته وتلامذة تلامذته بالمراوزة المراوز لا ينسب للبلدة مرو وانما ينسبون لشيخهم القفال المروزي ابو بكر الشافعي قال ان توفر هذه الشروط التي يذكرها الاصوليون نادر بل هو اندر من الكبريت الاحمر قال المناوي لما نقل ذلك قال ذلك في زمانه. وقد كان هو وطلابه طريقة من طرق الشافعية فكيف في زماننا؟ ناهيك عن زمن ولكني ساذكر لكم الان مقدمات تتعلق بالقوة بالفعل لابد من وجودها ولابد من تحصرها ليكون المرء فقيها في نفسه مطلعا عليه ولو بالنسبة بحسب تفاضل الناس فيها قلة وكثرة اول هذه الامور ان يحرص المرء على حفظ الاصول الشرعية. واعني بالاصول الشرعية كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم لا يمكن مطلقا ان يكون المرء منتسبا لفقه وهو لا يعرف ان يقرأ القرآن او هو حافظ له. لا يمكن. الاصوليون يقولون ان المجتهد لابد ان يكون حافظا لايات الاحكام ثم اختلفوا في عد ايات الاحكام فمنهم من يقول انها ثلاث مئة ومنهم من يقول انها اربع مئة يقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية عليه رحمة الله وهذا غير صحيح فانه لا يحل لامرئ ان يجتهد في حكم من الاحكام الا ان يكون حافظا لكتاب الله كاملا. حافظ لم؟ لان بعض الاحكام تستخرج من من ايات هي من باب الاخبار وليست من باب الانشاء الامر الم تسمع قول الله عز وجل وحمله وفصاله ثلاثون شهرا الاخبار ومع ذلك استفدنا منها حكما وهو ان اقل مدة الحمل ستة اشهر استقاه ابن عباس رضي الله عنهما وبني على ذلك من المسائل الا يعد ولا يحصى فالمقصود من هذا انه لابد للمرء ان يكون معنيا بكتاب الله عز وجل. وقد جاء عن ابي الزناد رحمه الله تعالى تلميذ ابي هريرة او تلميذ لان ابي الزناد يروي عن الاعرج عن ابي هريرة تلميذ تلامذتي ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ان من ازهد الناس في القرآن المتفقهة الذين يعنون بالمسائل ارأيت ارأيت فيشغلون بالمسائل والفروع وينسون العناية بكتاب الله عز وجل. وهذا علامة عدم توفيق ولا سداد لذلك المرء. فالمرء يجب عليه ان يعنى بكتاب الله عز وجل قراءة قبل كل شيء ان مما يعني تستحي منه ان ترى امرأ منتسبا للعلم يخطئ في قراءة اية. ولابد له ان يحفظه. وربما نسي بعضه او اخطأ في بعضه بعد ذلك فان الناس يتفاوتون في قوة الحفظ وكثرة الاسترجاع. والكل ممن حفظ كتاب الله يعلم انه ان لم يدمر مراجعة في اول حداثة عمره وشرخ شبابه فانه ربما تفلت عليه فان هذا القرآن شديد التفلت ولكن لابد ان يكون في ذهنه قد حفظه وعلم ما فيه الامر الثالث لا بد ان يتعلم تفسير هذا الكتاب وان يتعلم الاستدلال منه. ان من العجب حقيقة ان يسأل المرء عن مسألة فيفتي بقاعدة او او يفتي بقول فقيه او قول ناظم وينسى الاستدلال بكتاب الله عز وجل. وهذا نراه عند بعض المتفقهة في بعض الاماكن. فانه تسأل عن المسألة يقول والحكم فيها جائز والدليل على ذلك قال الناظم الى اخر الكلام فيستدل بكلام الناظم ويترك الاستدلال بكلام الله عز وجل والواجب على طالب العلم ان يكون استدلاله بكلام الله سبحانه وتعالى. والامر الثاني ان يعنى بالسنة ونقصد بالسنة احاديث الاحكام بالخصوص فهي التي تحفظ لان الاختلاف بين حرف واخر وكلمة واخرى وضبط كلمة يخلف الحكم فيه بالكلية. وقد ذكر القاضي عياض في اخر الالماء كثيرا من الاحاديث التي يختلف والحكم باختلاف ظبطها وشكلها ولذلك يجب على طالب العلم ان يعنى بحفظ احاديث الاحكام ولذلك لما جاء رجل للامام احمد قال ان الرجل يكون عنده الايتام اي الاطفال الصغار ايسمعهم الحديث؟ قال لا. يقرؤهم القرآن ثم يسمعهم الحديث فطالب العلم لابد ان يكون معنيا بالقرآن حفظا. وبالسنة بمعرفة احاديث الاحكام لها حفظا وفهما الامر الثاني انه لا بد من حفظ المتون واستظهارها او استظهارها لابد من حفظ المتون او استظهارها لانه لا يمكن ان يكون الفقيه فقيها ان لم يحفظ هذه المتون وقد قال بن نصر الله التستري الحنبلي وبعد فالفقه عظيم المنزلة قد اصطفى الله خيار الخلق له لكنه بل كل علم يوضع بدون حفظ لفظه لا ينفع المرء اذا لم يك حافظا لالفاظ المختصرات والمتون او مستظهرا لها على اقل الاحوال فانه في هذه الحالة لا يمكن ان يكون فقيها. والسبب في ذلك ما سيأتي معنا ان استظهار هذه المتون مفيد في معرفة الفاظ الفقهاء. ومفيد في معرفة تبويبهم ومفيد في معرفة احكامهم. فكثير من الناس بل غالب الناس لا يمكن ان يجتهد في كل مسألة. ولا ان يعرف الحكم في كل نازلة فاذا كد ذهنه في يوم او انغلق ذهنه في مرة اخرى فسأل عن مسألة بما يفتي لابد ان يفتي بما حفظ وبما علم مما استظهره من كلام اهل العلم. ولذلك كان احد المشايخ عليه رحمة الله يقول اني لما تجاوزت السبعين كل ما عرفته من البحث ومن المسائل قد ذهب من ذهني ولم يبق فيه الا ما حفظته صغيرا من المتون فلذلك كان يشدد على ان المرء يعنى على حفظ المتون الفقهية يقول هي تبقى في ذهنك اذا كبرت وما عدا ذلك تنساه لانه من البحث والمناظرة ذهب. الامر الثالث هي قضية الفقه بالفعل انه لابد من كمال الالة وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه واله وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه يقول الفقهاء رحمهم الله تعالى شراح الحديث ان هذه الكلمة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم رويت بلفظين اللفظ الاول يفقهه بالكسر بمعنى انه يصبح فهم فاهما للمسائل مستظهرا لها وجاء بلفظ اخر يفقهه بالظم قالوا ومعنى ذلك ان يكون فقيه النفس فاهما لاحكام الفقه اذا سئل المسألة جزم بها وهي التي عناها الحنفية عندما قالوا ان الاستحسان شيء ينقدح في ذهن المجتهد ولا يستطيع التعبير عنه ومعناهم الصحيح في ذلك دون المعنى الخطأ ان الفقيه احيانا يؤتى بالمسألة فيقول لا يمكن ان تكون هذه المسألة على هذه الطريقة. لا يمكن وبعض الفقهاء يستطيع ان يتكلم بالمسألة يقول قال احمد كذا وان لم يعلم لي احمدا قولا في المسألة وبعضهم يقول مذهب الفلاني كذا وان لم اعلم نصا من شدة مراجعته وكمال الته واطلاعه ومما يستطرف في ذلك ما ذكر عن سحنون الفقيه المالكي الذي ادرك ابن القاسم وابن القاسم ادرك مالكا وهؤلاء الثلاثة هم ائمة مذهب المالكية بهذا الترتيب هم ائمتهم ومن بعدهم ومن بعدهم انما هم عالة عليهم. قيل ان سحنون كان لو فصد من شدة فقهه واطلاعه على الفقه لو فصد لكان الذي يخرج مع الدم فقه فاصبح ضربه للمثل بمسائل فقهية واستدلاله كذلك بل اذا حاج والغز بذلك انا اقصد الفقيه عموما بل اذا كتب شعرا رأيت اثر صنعة الفقه في شعره وكتب كثيرا شعر الفقهاء حتى انه يعني يذكر كثيرا من المعاني هي مستقاة من كتب الفقهاء. وكمال الالة هي بتوفيق الله عز وجل اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده فالانسان يسأل الله عز وجل التوفيق هذه من الله لو ان اهل الارض جميعا انسهم وجنهم ارادوا ان يجعلوا زيدا من الناس فقيها ولم يكن ولم يكن الله عز وجل قد قدر ذلك له لم يكن ولو اجتمع الناس جميعا على ان يصرفوه عن العلم ما اسطاعوا ان يصرفوه كما في حديث ابن عباس رفعت الاقلام وجفت الصحف ومما يغير القدر اعني القدر الذي في اللوح الذي يتطلع عليه الملائكة لا العلم القديم الذي عند الله عز وجل وهو ام الكتاب دعاء الله عز وجل ولا يرد القدر الا الدعاء فكم من امرئ يغلق عليه في المسائل فاذا مد يديه لله عز وجل داعيا ومناديا ومناجيا يرزق ذلك وقد جمع بعض اهل العلم جزءا كالذين شربوا ماء زمزم لا لشيء الا لاجل العلم اولهم رجل جاء لسفيان ابن عيينة فقال يا سفيان انك حدثتنا قبل قليل في حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له؟ قال نعم. قال فاني ذهبت لان سفيان مكي فاني ذهبت قبل قليل زمزم فشربت حفنة او شربة منه لتحدثني عشرة احاديث فطأطأ برأسه ثم حدث. والخطيب البغدادي شرب ماء زمزم. هذا من دعاء الله عز وجل شرب ماء زمزم ليحدث الجامع المنصور في بغداد وابن حجر شرب ماء زمزم ليرزق تأليفا كتأليف الذهبي. فرزق تأليفا ربما فاقه في بعض جزئياته وغيرهم كثير حتى جمع فيهم جزء للسخاوي او انه للحافظ بن حجر نسيت الان اظن السخاوي ذكره السخاوي في الجواهر والدرر. في ترجمة الحافظ بن حجر ذكر من شرب ماء زمزم المقصود ان المرء يجب عليه ان يسأل الله عز وجل ان يرزق العلم. لانها مواهب يهديه من يرد الله به خيرا يهديه يوفقه هي مواهب من جبار جل وعلا وفتوحات منه سبحانه وتعالى كمال الالة منه سبحانه وتعالى فاسأل الله ذلك. الامر الرابع ان يعنى المرء لكي يكون فقيها بالفعل على اخذ الفقه من اهله قيل ان رجلا جاء للامام ما لك رحمه الله تعالى فقال يا ابا عبد الله اوصني فقال اوصيك بتقوى الله واخذ العلم من اهله ان من خصائص هذا الدين اعني دين الاسلام انه لا يؤخذ من الكتب ولا من الصحف وانما يؤخذ من اهل العلم مشافهة يقول عبد الله بن مبارك كما في مقدمة مسلم الاسناد من الدين فان قيل عن من بقي. وما زال اهل العلم يتوارثونه فالمرء يأخذه عن شيخه وشيخه عن شيخه الى ان يتصلوا بمحمد صلى الله عليه واله وسلم وقبل ذلك باصحابه فالعلم يؤخذ فقها واسنادا للحديث وليس الاسناد فقط في الحديث وانما الفقه ولذلك سلاسل الفقه متصلة وكل وكل معروف بسلسلته والمرء في الغالب لا يتفقه بمعنى يتفقه ليس يحضر. فرق بين يحظر ويتفقه يتفقه ويجلس في الفقه الا عند شيخ او شيخين او عدد لا يجاوز الاصابع اليد الواحدة. لا يمكن لان معنى التفقه ان تلزم الشيخ حتى تعرف طريقته في الاجتهاد وكيف نظر فيها وما هو حكمه في هذه النوازل؟ والمسائل والفروق اذا لابد من اللزوم. مجرد اني احظر يومين عند الشيخ فلان وفلان من اهل العلم الافاضل. ثم بعد ذلك اقول انا تفقهت به الا وكلا بل التفقه التخرج به وملازمته ولذلك كان الذهبي في المعجم المختص يقول اني اتجوز هو ينص اني اتجوز في تسمية بعض من ادركته شيخا باعتبار اما الاجازة او الملاقاة ولذلك كان بعض المشايخ يقول انا استحي مع انه حضر عند الشيخ محمد ابن ابراهيم عليه رحمة الله متوفى في ليلة السابع والعشرين من رمظان عام تسعة ثمان مئة وثلاث مئة والف قل اني استحي اني اقول حضرت عند الشيخ ليش يا شيخ؟ قال لان الذين حضروا فلان وفلان وفلان انا مجرد مستمع نعم قرأت في متن صغير وكذا. يقول استحي اقول ان الشيخ شوف ان يعرف ما معنى التتلمذ ونحن الان اصبحت اقول شيخي وانا جالس قال شيخنا فلان قال شيخنا العلامة لماذا لارفع بها خسيستي لارفع بها خسيستي مثل ما قالت المرأة مع النبي صلى الله عليه وسلم انما زوجني بابن اخيه ليرفع به خسيسته فبعض الناس يقصد به هذا الشيء. نعم اذا هذا الامر اخذه من اهله والمقصود ان البحث عن اهل العلم اخذ عنهم له شروط فيؤخذ الاول عن من عرف بالعلم ليس كل من جلس يجلس اليه كما قال يعني بعض اهل العلم فيما نقل ابن رجب في شرح العلل سليمان بن مهران او غيره قال كل من جلس جلس الناس اليه ولكن من عرف بالسنة والحرص عليها وعلى العلم الصحيح فهو الذي يؤخذ عنه الامر الثاني لابد ان يكون كبيرا في سنه شوف لابد ان يكون كبيرا في سنه لان النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه والصحيح انه موقوف على ابن عباس وبنحوه عن ابن مسعود قال لا تزال هذه الامة بخير ما اخذوا العلم عن الاكابر. اكابر السن والمعروفون بالعلم ولذلك كان الخطيب البغدادي يقول في نصيحة اهل الحديث ولا تجعل شيخك شابا فان الشاب وان كان مسند عصره وحافظ دهره فانه لا يؤمن عليه الفتنة ولا الهوى. الشاب سريع التقلب سريع التغير اما المرء اذا جاوز الاربعين وطعن فيها وهي اول سن الكمال اذ يبعث للانبياء فيها يكون ثابت الجنان مستقرة الحال. وقد كان الائمة يبوبون بابا باب من لا يحدث قبل الاربعين واحمد اعني الامام عليه رحمة الله لم يحدث الا سنة اربعين فقد نقل ابن الجوزي انه دخل بغداد انه دخل عبد الله بن الحجاج بغداد سنة مئتين وثلاثة فسأل عن احمد فقيل هو في بيته لا يحدث قال فذهبت الى خرسانة ثم رجعت الى بغداد سنة اربع ومئتين فسألت عن احمد فقالوا هو في جامع المنصور وللجامع الكبير في بغداد يحدث فاذا حلقته اكبر حلقات. قال ابو الفرج ابن الجوزي وفي هذه السنة تم احمد اربعين عام ولذلك يرزق المرء يعنى المرء ان يحرص على شيخ كبير موفق في العلم. ولذلك يقول ايوب السختياني فيما روى يعقوب بن سفيان قال ان من علامة توفيق الله عز وجل للحدث والاعجمي اذا اسلم ان يوفق لشيخ شف شيخ كبير السن شيخ من اهل السنة شيخ من اهل السنة صاحب سنة وعلم صحيح. ليس كل من جلس جلس اليه. نعم. في ضيق الوقت نأخذ التي بعدها الأمر الخامس ان يحرص المرء على معرفة الفروع. فإنه لا اثقها الا بمعرفة فروع كثيرة. وبعض الناس يقول اريد ان اعرف القواعد واترك الفروع. نقول لا غير صحيح لذلك يقولون ابن بشير هذا المالكي لا يقبل اجتهاده لانه خرج الفروع على الاصول على القواعد مباشرة ولم يعرف الفروع. هذا نقلها من دقيق العيد وكان الجصاص يقول ابو بكر الجصاص في بعض الكتب ذكرها في الفصول قال ان من لا يعرف الفروع الفقهية لا يعتد بخلافه لو اجتهد لابد من معرفة الفروع حتى قال ابن البنا وابن عقيم انه يبدأ بمعرفة الفروع الفقهية قبل معرفة الاصول ولذلك اول ما يبدأ طالب العلم بالمتون الفقهية يعرفها ويحفظها ويستظهرها ويقرأها. ان قراءة سرد او قراءة حفظ. طيب التي بعدها قالوا انه لابد من ان يكون المرء عارفا للخلاف مطلعا به وهذه مسألة متقدمة بعد معرفته الفروع ومن الخطأ ان يبدأ المرء تفقهه بمعرفة الفقه بمعرفة الخلاف فان معرفة الخلاف في اول الامر تجعل المرء كالمنبت لا ظهرا ابقى ولا ارظا انقطع وانما يكون معرفة الخلاف بعد ذلك طيب قلنا ان الامر السادس والحقيقة هذه الامور هي المهمة لكن ربما يعني اخطأت تقدير الوقت فاطلت في المقدمات دون الخواتيم وهي في نظري الامر السادس قالوا لابد من معرفة المرء لعلم الخلاف واعني بعلم الخلاف امران اعني به امرين. الامر الاول معرفة الخلاف النازل. والثاني معرفة الخلاف العالي لنبدأ اولا بمعرفة الخلاف النازل. قالوا معرفة الخلاف النازل هو ان يعرف الخلافة في مذهبه. القول الاول والقول الثاني واما معرفة الخلاف العالي فانه طبعا درجات ادناه معرفة الخلاف في المذاهب الاربعة ثم المذاهب المتبوعة ثم اقوال الصحابة وغير ذلك واطلاع المرء على كل الخلاف من المحالات ولا شك ولكن مهمنا هنا لطالب العلم اذا اراد ان يعرف الخلاف كيف يعرف الخلاف بالنسبة للمعتمد عندنا هنا عند مشايخنا فان المعتمد فيه قولان ان يعرف المذهب فيأخذ كتابا معتمدا في المذهب لنقل الزاد او منتهى الارادات ان كان المرء متخصصا في الفقه فيعرف بذلك المذهب المعتمد عند المتأخرين او اقناع هذا هو المذهب هذه الرواية الاولى ويعرف الرواية الثانية التي هي اختيار الشيخ تقي الدين او تلميذه او اختيار ائمة الدعوة. اختيار الشيخ تقيدي وتلميذه وائمة الدعوة ائمة الدعوة خالفوا الشيخ التقييدي في مسائل يقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ونحن نخالف الشيخ في بضع عشرة مسألة شوف ادبه مع الشيخ لا نعرف وجه الدليل الشيخ ما قال قوله خطأ من الادب مع اهل العلم لا نعرف مأخذه فيها. فاذا معرفة الخلاف تعرف هذه ثم تنتقل انفتح الله عز وجل عليك واستطعت ان تعرف الخلاف بهذا تدريج تنتقد الخلاف العالي في المذاهب الاربعة ثم بعد ذلك لخلاف السلف رضوان الله عليهم وهو خلاف واسع ولم قلت بالاربعة قبل لان خلاف السلف غير محرر فانك ترى الاثر مثلا عند ابن ابي شيبة في المصنف او عند عبد الرزاق ترى من الباحثين المعاصرين اثنان يفهم كل واحد منهما من هذا القول وينسب لهذا الامام لنقل عطاء مثلا ابن ابي رباح المكي يفهم منه ما لم يفهمه والاخر بخلاف الائمة المتبوعين اربعة فان اقوالهم محررة ومذاهبهم مدققة ومفصلة من المنتسبين اليهم معرفة الخلاف ما فائدته؟ مسائل المسألة الاولى ان معرفة الخلاف مفيدة في معرفة المأخذ اصل المسألة ولذلك لا يمكن ان يعرف المرء سبب الخلاف والمأخذ فيه الا ان يعرف الخلاف مترتبة عليه قطعا واما ان تبدأ بمعرفة سبب الخلاف قبل معرفتك الخلاف فانما هذا هو حفظ وسرد بلا حقيقة هذا واحد الامر الثاني ان معرفة الخلاف توسع المدارك توسع مدارك الشخص وتوسع باب الاجتهاد امامه ان كان من اهل النظر والاجتهاد في الفقه والامر الثالث وهو وحقه التقديم ان معرفة الخلاف تجعل المرء يفهم المسألة فكثير من من من المسائل الفقهية وهذا مسلم عند الجميع مذاهب ربما عندما تقرأه في مذهب معين لا يكون متضحا لك اتأخذ بعض تفاصيله من المذاهب الاخرى الموفق عليه رحمة الله بن قدامى كان في كثير من مسائل تقرير المذهب في المغني يعتمد في تقريرها على ما قرره ابو اسحاق الشرازي وغيرهم من شراح مهذب وهو شافعي شوف يقرر المذهب بناء على ذلك ونقلوا عن آآ ابي المعالي ابن المنجى من الحنابلة في كتابه النهاية التي شرح فيها الهداية انه كان طريقته انه يأخذ المسائل عند المذاهب الاخرى ثم ينزلها في المذهب ادل ذلك على ان سعة يسمى تخريجا. وهذا نوع من انواع التخريج الخمسة او الاربعة. فدل ذلك على ان معرفة الخلاف توسع الادراك وتفهم في المسألة نفسها الامر السابع ليكون المرء فقيها بفعله في نفسه ان يكثر من النظر في كلام الفقهاء. وقد قال الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه شفاء الغليل ان المرء لا يمكن ان يكون فقيها الا بكثرة النظر وادامته في كلام الفقهاء. وانك لتعجب في الحقيقة وانا سمعتها من بعض الناس. يقول لي ستة اشهر ما فتحت كتاب فقه. لا يمكن لا بد انك تقرأ وتجدد وان كنت وصلت لمرحلة سواء من الشهادات او وصلت لمرحلة من التصدر لابد لك ان تراجع ولذلك كان اهل العلم لا يمكن ان يتقدم متكلما الا محظرا الشيخ محمد ابراهيم الى ان مات ولا ينازعه في الصدارة احد لا يمكن ان يحضر درسه الا وقد حضر لا يمكن الا وقد حظ لابد من ادامة النظر. معرفة كلام الفقهاء الذهن ينسى ويكل هذا من جانب الامر الاخر عندما تقرأ المسألة تستذكر ما نسيته من جانب ومن جانب اخر يأتيك شيء جديد لم تك عارفا له من قبل تأخذ مأخذا جديدا ومسألة ولذلك قراءة الفقه لذيذة والمرء اذا اذا التذ بالفقه بقراءته فهو الفقيه كان بعض الناس يقول اني لاطرب لقراءة بعض المسائل طرب كما يطرب بعض الناس لقراءة اشعار المعاني. هناك اشعار فيها معاني حكم مثل شعر المتنبي يقول انا اطرب اذا قرأت كتاب كتب الفقه مع ان غالب الناس اذا قرأها يحس انها ثقيلة وهو كذلك لكن لحبه لهذا الفن يأنس. وكم من امرئ يقول انني اذا وجدت مسألة فكأب بقيت يعني مسألة جديدة مما اريده جلست يومي ذلك كله منشرح الصدر فرحا مسرورا هذا هو الفقيه يفرح اذا وجد المسألة يفرح اذا وجد النص يأنس اذا اجتهد اجتهادا ثم وجد ان هذا الاجتهاد وافق اصوله اجتهد ثم وجد ان المذهب نص على ما نص عليه مثلا او نص اختيار الشيخ دقي الدين او هكذا يقول اذا انا وفقت في توفيق الاصول وهكذا. اذا المقصود ان كثرة النظر واستدامته في كلام الفقهاء واجب على الفقيه ولا شيء النوع الثاني من القوة او الفقه قالوا الفعل الفقه بالقوة. وهذا المعنى بالقوة اي بالبذل بمعنى ان الشخص تسأل عن المسألة فلا يستطيع ان يرد لك حكمها ولا تفصيلها. وانما يبذل جهدا ويفعل شيئا معينا قوة حتى يتحصل على هذا العلم. ولذلك يقسمون القوة الى نوعين قوة قريبة الى قوة قريبة وقوة بعيدة. قريبة يتحصن وعليها بسرعة والبعيدة يجلس في المسألة يومين ثلاثة اسبوعين حتى يتحصل على حكمها من كتاب. القوة القريبة يكون ادق من القوة البعيدة. القوة البعيدة اذا بحث غايته ان يجدها من كتب من كتب الفتاوى المعاصرين مثلا او قريب العهد القوة القريبة لا يبحث فيجد كلام الائمة. وكلما رقى للائمة وكلما وجد من نصوصهم كلما كانت قوته اعلى في البحث من طيب هذه القوة هي السمة في عصرنا حقيقة كانت في الزمان الاول نعم ولكنها في عصرنا سمة واكثر. ولذلك التركيز عليها وهو التي كنت اود ان يكون المحاضرة فيها لكني اطلت المقدمات هي الاهم ولذلك فان كثيرا من الناس الان يعتمد على الحاسب الكمبيوتر موسوعة الشاملة وغيرها وغيرها من المسميات هذه ماذا؟ هي فقه بالقوة باستظهار المسائل الاخر الذي بالفعل تقول المسألة يقول لك نعم هذي نص عليها فلان وفلان وفلان في المكان الفلاني. هذا قليل الان في الزمان هذا. اغلب الناس من النوع الثاني. تسأله قلت له الفلاني ما دليلها؟ لحظة شوي يرجع للكتاب ويقرأ فيه نعم هذا هو دليلها. هذا هو دليلها. هذا بالقوة. بالفعل تسأله عن المسألة يقول دليلها كذا وكذا وكذا نفس الشي في التفسير ما تفسير الاية انتظر قليلا وهذاك يقول لك تفسيرها كذا ويذكر لك الخلاف ويذكر لك الاصول والنقول في المسألة. اذا هذا الفرق بين القوة والفعل القوة ليست عيبا بل هي موجودة في كل زمان. وانما نسعى لتقويتها فتكون القوة قريبة ويسعى طالب العلم ان يكون مختصرا عليه المجال. طيب. اول مسألة لابد من معرفتها تنمية الفقه بالقوة. اول مسألة انه لابد للمرء من ان يعرف مصطلحات الفقهاء. فعلى سبيل المثال عندما تقرأ في كتاب ما ان فلانا ردت شهادته للحرص. ما معنى الحرص؟ الحرص على الاداء او الحرص على الشرف ما معنى الحرص الحرص هذا مصطلح عند المالكية له معناه الخاص بهم في موانع الشهادة عندما يقولون الاستجرار ما معنى الاستجرار احد الناس يقول الاستجابة فهمه فهما سيئا بل هو عقد من العقود عقد عند الحنفية اسمه عقد الاستجارة هذا مصطلح بيع الوفاء او نوع من العقود التي تسمى عند الحنفية. وهي بيع من بيوع الحيلة عند غيرهم. يسمونها بيع الدين او بيع الامانة. بيع الامانة عند غيرهم. شوف المصطلح هذا وفاء وهؤلاء يسمونه بيع دين او بيع الامانة. انظر من المصطلحات مهمة جدا. ولذلك ينقلون عن بعضهم انه نقلها حطاب في في مختصره ان انه قرأ في كان بعض المنتسبين للفقه يقرئ الناس. فلما جاء لقول خليفة المختصر وهو بالاكل بالخيار. يعني ان شاء بالخيار هنا بالخيار يأكل او لا يأكل؟ قال معنى ذلك انه يجب عليه ان يأكل بمقدار الخيارة. ما يعرف مقصوده هنا قصدوا بالخيار المصدر وهو ذهب للاسم وهكذا. فالمقصود ان معرفة المصطلحات مهم جدا. ما هي المصطلحات قالوا المصطلحات ثلاثة انواع اساسية وتندرج نحن تحتها فروع كثيرة اول هذه المصطلحات مصطلحات الاحكام الاحكام الشرعية. وهذه هي التي بني عليها ثلث علم اصول الفقه. معرفة معنى الواجب السنة المندوب المحرم القضاء الاعادة وهكذا مصطلحات الاحكام التكليفية والوضعية الصحة والفساد المالئ الشافعي الحنفية يفرقون بين الفساد والبطلان الفقهاء من غيرهم الحنابلة اعني لا يفرقون بين الفساد والبطلان الا في عقد واحد. وهو عقد النكاح تعرفون هذا الشي ما عاده من العقود لا فرق بين الفاسد والباطل الا في عقد النكاح. فان عقد النكاح عندهم اذا كان مجمعا على على بطلانه فهو باطل وان كان مختلفا في بطلانه فهو فاسد الحنفية مطلقا عندهم فرق بين هذين المصطلحين في كل الابواب. انظر مصطلحات الاحكام. النوع الثاني من المصطلحات مصطلحات الابواب فان بعض الفقهاء يجعل لبعض الابواب اسما يخالف غيره. ولذلك مثلا باب الضمان عند الحنابلة يسميه ظمان عند الشافعية يسمونه كفالة هذا اختلاف الاسم مصطلح باب الجهاد الحنفية يسمونه باب السير شف باب السير تريد الجهاد ما تجد جهاد؟ تجد باب السير آآ الاداب المالكية تسمونه كتاب الجامع الجامع غيرهم يسميه الاداب او الاطعمة مثل الشافي اسمه الاطعمة الحنابلة يسمونها الاداب وهكذا اذا معرفة الابواب وما هي المصطلحات عليها؟ هذه مقصودة وهذه من اسهلها النوع الثالث معرفة مصطلحات الالفاظ في الكلام. مصطلحات الالفاظ وهذه الالفاظ على انواع فاحيانا تكون معرفة المصطلحات في معرفة حكاية الخلاف حكاية الخلاف كيف يحكى الخلاف فعلى سبيل المثال اذا عبروا بالصحيح او بالاصح ما الفرق بينهما واذا عبروا بالاظهر ما الفرق بينهما؟ ما دلالة هذا المصطلح واذا عبروا بالقول والفرق بين القول والوجه والاحتمال والرواية والمذهب وغير ذلك. طبعا الرواية عند الحنابلة اذا اطلقت تشمل ستا وعند الرواية عند الحنابلة شيء. وعند الحنفية شيء. عند الحنفية ما روي عن ابي حنيفة نصا. وعند الحنابلة الرواية ستة امور ما روي عن احمد او فهم من كلامه او نص عليه اصحابه ونص اصحابه اما تخريجا على قوله قاعدة او تخريج على نصه فرعا فقهيا تصبح اربعة اشياء كلها تسمى عند الحنابلة رواية. ما الفرق بين القول والوجه عند الشافعية وعند الحنابل؟ طبعا الشافعي مصطلحهم ان القول ما كان منسوبا لي الشافعي او طريقا من احد الطريقتين طريقة الخرسانيين والعراقيين. واما الوجه فهو اجتهاد من احدهم. ولذلك يقولون هناك طريقتان قيل هما وجهان وقيل هما قولان كثير من الناس يقول شو الفرق ما الفرق لما ترى المرداوي في الانصاف يقول لك وفيها ثلاث روايات والرواية الثانية حكى صاحب الحاويين انها وجها انها وجه وحكى فلان صاحب الرعاية انها نص. شمبر على ذلك لما يقول لك هو نص اذا خلاص اقوى لا تجادلني هي كلام احمد ولما تقول هي وجه انا اظعف شوي. لما تكون تعارظك بين وجه وتخريج فالوجه اقوى من التخريج وهكذا اذا تعرف كيف تراجع وهذه مهمة جدا ولذلك من المسائل المشهورة ينسب للشافعية وتبناها بعض المعاصرين كثير. يقولون ان الشافعية يقولون زين؟ يقولون ان الدين لا زكاة فيه. هذا القول لما جاء ابو المعالي الجويلي في نهاية المطلب يحكيه قال هذا القول غير صحيح ولا يجوز نسبته. وانما هو وجه في طريقه ولا ينسب مذهبا كيف تنسبون الشافعية هو يقول غير صحيح ثم تأتي انت الجويني الذي يسمى الامام عند الشافعية ثم تأتي انت فتثبته. طيب الامر الثالث انا اذكر امثلة لضيق الوقت معرفة مصطلحات القائلين ما هي المصطلح في القائلين فالقائلون لكل مذهب لهم مصطلحه فعلى سبيل المثال لو ظربنا في الالقاب مثلا وفي الاسماء مثلا اخر لظيق الوقت فانهم اذا اطلقوا على سبيل المثال مصطلح الامام فان الشافعية اذا اطلقوا الامام لا يعنون ان الامام المتبع محمد ابن ادريس الشافعي عليه رحمة الله. وانما يعنون بالامام كذا الامام. قال الامام انما يعنون به الجويني امام الحرمين الجويني. ولذلك بعظ الناس يقول قال الامام يا اخي هذا الشافعي لا ليس الشافعي هذا الجويني المالكية اذا اطلقوا الامام فانما يعنون به المازري شارح التلقين الامام. الحنفية اذا اطلقوا الامام ففي غالب الاحيان يعنون به محمد ابن الحسن. لا يعنون ابا حنيفة عليه رحمة الله عليهم جميعا ورحمة الله انظر كيف المصطلح مهم الشيخ اذا اطلق الشيخ الشيخ عبد الحنابلة من؟ في الاصل انه الموفق ابن قدامة ثم اطلق بعد على الشيخ تقي الدين ابن تيمية عند المتأخرين جدا من الحنابلة الشيخ اذا اطلق عند الشافعية فانما يعنون به ابا اسحاق الشرازي صاحب المهذب وصاحب النكت وغيرها الشيخ اذا اطلق عند المالكية فانما يعنون به من الشيخ ابا محمد ابن ابي زيد القيرواني الاستاذ مثل ذلك يمر عليك الاستاذ من الاستاذ ما فائدة معرفة الاسماء؟ تعرف قوة القول. ولذلك يقولون ان بن شاس رحمه الله من المالكية في الجواهر العقود الثمينة اخطأ في خمسة مواضع فنسب للباجي ما حقه ينسب ابن رشد الجد لانه اصطلح هو ثم تبعه المالكية. اظنه مسبوق لا اعلم. على تسمية الباجي بالقاضي وتسمية ابن رشد بالشيخ. فاخطأ في خمسة مواضع فنسب هذا لهذا. اخطأ عبار انه مصطلح. وهذا هو اقوى دليل على ان خليل اختصر كتابه من جواهر العقود بابن شاس مع ان الاخير ينكر يقول ابدا ما اختصرت منه ما هو دليلهم عليه؟ قالوا انك يا خليل تابعته في هذا الخطأ. فدل على انك ناقل منه وهنا نأتي الفرق ولذلك يقولون اليس المالكي يقول اتقي اتفاقات ابن رشد الحفيد طبعا ليست جد واحتمالات الباجي فاذا جاءك احتمال عن الشيخ ابو الوليد واحتمال عن عن القاضي ابي الوليد فما الذي يتقى منهما الباقي ايهم الباجي تونا قايلينه القاضي طبعا بعضهم يقول الواجب ان يكون العكس لان ابن رشد كلاهما قاضي لكنه اشهر في القوام الباجي لكن اصطلح على ذلك عندهم طيب وهكذا امثلة كثيرة جدا ابو محمد ابو اسحاق احيانا المذهب الواحد ابو اسحاق على اثنين. الشافعي اذا قالوا الشيخ ابو اسحاق وهو الشرازي واذا قالوا الاستاذ ابو اسحاق ما هو الاسرائيلي وهكذا. طيب المالكية الشيخ ابو محمد هو ابن ابي زيد القيرواني القاضي ابو محمد هو القاضي الامام عبدالوهاب ابن نصر ولا لا يا شيخ عبد الوهاب بن ناصر البغدادي التغلو طيب الامر الثاني حنا قلنا الان معرفة المصطلحات هذي مهمة الامر الثاني معرفة ترتيب الابواب. فالانسان يعرف ترتيب الابواب لكي يجد المسألة في مظنتها فيعرف ترتيب الابواب ما الذي يقدم على بعضها وهذا الفت فيه الان من معاصرين فائدة يعني كتب وفائدة معرفتها انك تعرف مظنة الباب بسرعة نعم الان سهل معرفة معرفة الابواب. كيف سهل وجدت الكعوب على الكتب قبل فترة من خمسطعشر سنة ثم جاء الان الحاسب يخرجها لك في ثواني يخبرك الباب تريد باب الجهاد هل هو بعد الحج ولا في اخر كتاب الان بسهولة تستطيع الوصول اليه. ولكن قبله كان في بعظ الصعوبة او عندما تكون في مكتبة عامة لا يتحصل عليك. فمعرفة الترتيب مهم جدا. الامر الثالث انه لابد بد من معرفة الكتب وهذه مهمة للفقه بالقوة لابد من معرفة الكتب وهذا العلم نقل بالوجادة في كثير من جزئياته واعني بالوجادة في الكتب نقل بالوجادة حتى نقلوا الاجماع على ان الوجادة معمول بها وهو الكتب القراءة من الكتب واهم ما يعرف بكتب ثلاثة امور ان تعرف اولا ما الفرق بينها من حيث التجريد والتدليل؟ فان بعض الكتب جردت من الادلة وبعضها ذكر فيها الادلة مفصلة الامر الثاني يجب عليك ان تعرف ما هو نوع الدليل الذي يذكر فان بعض الكتب يعنى بالتعليم والقواعد والمناطات وهذه الكتب تفيدك بماذا؟ تعرف المخارج. او او تعرف عفوا الاصول. وتعرف القواعد التي تناط عليها الاحكام. وهذه مفيدة بعد معرفة فروع ما تبتدأ بها. هناك نوع من الادلة النوع الثاني الذي يعني بالادلة النصية. يعنى بالادلة النصية هذه مفيدة للمرء في اول علمه. معرفة الفروع لكي يربط النصوص بالاحكام بالفروع. ولذلك تعجب يعني بعض الناس يقول لك يا اخي هذا الكتاب الفقهي لا يوجد فيه ولا حديث او هذا الكتاب ترك الاستدلال بالحديث وذهب للمعنى وهو القياس نقول نعم عمله صحيح لان من اراد النصوص لها كتبها المخصوصة. الفقهاء جعلوا كتابين نوعين من الادلة. ثم قالوا ان تلك تبتدأ بها لكي تربط النصوص التي حفظتها بالفروع التي عرفتها ثم اذا عرفت ذلك وربطته رجعت للمناطات التي هي العلل ولذلك القواعد الفقهية ما هي؟ هي تعليلات الفقهاء للفروع الفقهية. اقلبها الونشريسي في الايضاح لضاحي السالك يقول كل القواعد اشهر كتاب في القواعد الفقهية عند المالكية يقول كل القواعد الفقهية استخرجتها من كتاب واحد وهو شرح التلقين المازني اللي ذكرت لكم قبل قليل هذا يسمى الامام انظر كيف كيف استخرجها؟ نظر في التعليلات والمناطات قلبها فجعلها قواعد. طيب الامر الاخير في معرفة الكتب الثالث معرفة نوع الخلاف الذي يذكر فان من الكتب ما تذكر الخلاف النازل المذهبي وبعضها ادنى لا تذكر الا روايتين كصاحب الكافي الموفق لا يذكر الا ما يتجاوز فتعرف الروايتين وهناك ما هو يعني باكثر كالانصاف كالعزيز هذا يعني باكثر من روايتين. اذا تعرف نوع الخلاف الذي يذكرونه هناك بعض الكتب تذكر الخلاف العالي خلاف بين مذهبين الشافعي والحنبلي مثل كتاب يوسف بن عبد الهادي ومثل كتاب آآ الشمس بن القيم انما هو في الفرق بين الحنابلة والشافعية الشافعية والحنفية كتاب رؤوس المسائل للزمخشري. وكتاب السمرقندي نحو المعنى هذا اذا تعرف ما هو الخلاف الذي يذكره ما فائدة هذا؟ احد الباحثين المتميزين قال لي مرة ان المرداوي اذا قال لا خلاف في هذه المسألة يعني انه اجماع نقولها غير صحيح لماذا؟ لان الخلاف الذي يقصد المرداوي ليس الخلاف العالي الاجماع. يقصد الخلاف المذهبي اذا لا خلاف في المذهب. ولذلك يقول شيخ الاسلام ان المسألة اذا لم يكن فيها الا رواية واحدة في المذهب لا خلاف فيها ففي الغالب ان الدليل النصي معها فلا تترك هذا الرأي لا تتركه في الغالب انه معه. طيب الامر قبل الاخير وتنتهي محاضرتنا اليوم ان يعنى المرء بمعرفة المعتمد من النقول والكتب اليس كل ما كتب ولا كل ما نقل بمعتمد فان من من الكتب ما ليس بمعتمد وقد تكلم الشيخ خالد بن حنفية مثلا الشيخ عبد الحي اللكنوي في مقدمته للهداية وفي كتابه الفوائد البهية. عدد كثيرا من كتب الحنفية غير معتمدة عندهم. غير معتمدة حتى انهم لمزوا بعض الكتب على جلالة قدرها وشهرتها في عدم الاعتماد عليها مثلا المحيط البرهاني بابن مازا كتاب ظخم جدا قالوا انه غير معتمد لماذا؟ لانه ينقل من كتب مجهولة بل بعضهم لمز المبسوط للسرخسي او السرخسي وجهان صحيح انص عليها ابن حجر. قالوا لانه الفه في سجن كان بعيدا عن الكتب يعني اذا المقصود ما هي الكتب المعتمدة وغير المعتمدة نضرب مثالا بمذهب الحنابلة الحنابلة طريقة ابي بكر الخلال وتلميذه ابو بكر عبد العزيز ان منفرد به حنبل ابن اسحاق عن عمه الامام احمد يكون رواية شاذة. كيف؟ اذا عرفنا النقول ما المعتمد مع غير المعتمد ومثله عند المالكية والشافعية كثير جدا ما هي الكتب؟ كل مذهب يبين لك الكتاب المعتمد وغير المعتمد ولذلك معرفة من الذي ينسب للمذهب مهم واضرب لك مثالا عندما تجد لكلام الشيخ منصور عن البهوت توفى سنة خمسين والف من الهجرة كلاما قد تفرد به لم يسبقه اليه احد من ائمة المذهب المعتمدين فلا يصح لك ان تنسبه مذهبا للحنابلة. وان كان الشيخ منصور شيخ المذهب وكل من جاء بعد التلميذ عليه ولا شك وفي ذهن مسائل لكن لكي اذكر المسألة الاخيرة طيب المسألة الاخيرة معرفة الزمان الذي كتب به وهذه مسألة اخيرة فانه ليس كل فرع فقهي في كتاب ينزل على زماننا فان كثيرا من الاحكام نزلت على اعراف معينة ولذلك يقول ابن ابن ابن عابدين ان المرء ليدخل بلدا ويكون ذلك المرء حافظا لكتب ظهر الرواية الستة الجامع الكبير والصغير والسير الصغير والكبير والنكت والزيادات كلها محمد بن حسن. ولا يحل له ان يفتي بعدم عرفه لعدم علمه بعرفهم. كذلك الكتب لا كل فتوى من الكتب ولذلك هناك مبحث طويل باهل العلم قضية الفتوى من الكتب انه لا يجوز الا بشروط لان كثير من الاحكام مناطة بازمان معينة دون ازمان ومنها ما يتعلق بباب الغرر فكثير من الاحكام المتعلقة بالغرر متعلقة بالازمان الزمان اختلف الان وسائل التقييس والوزن اختلفت عن الزمان الاول اسأل الله عز وجل الجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين