الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد ايها الاخوة فان حديثنا اليوم حديث عن امر عظيم الا وهو حديث عن كتاب الله عز وجل ولا شك ان الحديث يعظم بعظم المتحدث عنه وهو كلام الله عز وجل وقد جاء في بعض زيادات الحديث ان الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وان فضل كلام الله عز وجل على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه ولذلك قد روى الترمذي من حديث الحارث الاعور عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب الله فيه خبر من قبلكم ونبأ من بعدكم وحكم ما بينكم. وهو الجد ليس بالهزل ما تركه من جبار الا قسمه الله. لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد هذا القرآن العظيم امره عجيب وشأنه جليل. ولذلك فان من حمله ونال قسطا منه. فان الله عز وجل ينيله اجرا عظيما وينزله منزلة رفيعة فمما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في ذلك وقد جاء عنه كثير ما ثبت في صحيح مسلم من حديث عثمان ابن عفان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم دليل قاطع وجزم تام لازم بان خير الناس على الاطلاق وافضلهم بلا اقتراب من احد اليه في الدرجة هو من كان حاملا لهذا القرآن العظيم وكان عارفا بحقوقه وكان قد ادى الواجبات التي امر الله عز وجل فيه وانكف عن المنهيات فيه ان من يحمل القرآن يوصف بنعت اعظم من ذلك فمن اعظم فاعظم من كونه من خير الناس يوصف نعتا اعظم وهو ان صاحب القرآن وحامله هو من اهل لله وخاصته ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث انس عند ابن ماجة واسناده لا بأس به انه عليه الصلاة والسلام قال اهل القرآن هم اهل الله وخاصته وهذه الاظافة اظافة تشريف يتبعها ما يتبعها من الاجر العظيم عنده جل وعلا. والمنزلة الرفيعة السامية عند سبحانه وتعالى ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقال لقارئ القرآن اقرأ ورتل وفي رواية في خارج الصحيح اقرأ وارتقي في الدرجات كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك في الجنة عند اخر اية تقرأها فكلما كان المرء من اهل القرآن اكثر كلما كان ذلك دليلا على قربه من الله جل وعلا وعلو درجته في الجنة ورفعة منزلته فيها اهل القرآن قد حملوا حملا عظيما. واوتوا فضلا عميما. ولذلك ثبت عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال من جمع القرآن فقد حمل امرا عظيما لقد ادرجت النبوة بين كتفيه غير انه لا يوحى اليه هذا ايها الاخوة غيظ من فيظ وبلالة من خير عميم جعله الله عز وجل لاهل القرآن ولكن لنعلم قبل ان نتكلم عن صفات اهل القرآن انه ليس كل من حمل القرآن ولا كل من تلا ايات منه وتعلم سورا فانه ينال هذا فانه ينال هذا الفضل العظيم اذ قد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس في القرآن ثلاثة اطراف فطرفان ووسط غال وجاف وحامل للقرآن غير غال ولا جاث فقد ثبت عند ابي داوود من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من اجلال الله جل وعلا اكرام ذي الشيبة واكرام حاملي القرآن غير الغالي فيه. ولا الجافي عنه. واكرام السلطان المقصد. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي يستحق الاكرام في الدنيا من المؤمنين وان الذي يكرمه الله عز وجل في الدنيا والاخرة انما هو القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه. وهذا يدلنا على ان اناسا كثيرين يحملون ايات من كتاب ابالله عز وجل ويحفظونها وهم منعوتون اما بكونهم غالين فيه واما منعوتين بانهم جافون عنه ولا يعرف الوسط من ذلك ولا الحق الذين هم اهل الله وخاصته الذين هم خير الناس الا بمعرفة صفات اهل القرآن التي اذا امتثلوا هذه الصفات في افعال قلوبهم وافعال جوارحهم وفي لسانهم فانهم حين اذ يكونوا اهل القرآن. اذا عرفنا قبل قليل المسألة الاولى وهي انه ليس كل من تعلم حرفا من هذا الكتاب اوحوى بين كتفيه وجنبيه ايات منه حفظا وظبطا فانه يكون من اهله على الحقيقة. مسألة اخرى لا بد ان ننتبه لها انه معلوم ان ان الجنة درجات. كما ان النار دركات فكذلك هذه الاوصاف كالايمان والتقوى وغير والبر وغير ذلك من الاوصاف ومنها كون المرء من اهل القرآن له درجات فليس فليس فليس الدرجات فيه درجتين فقط اثبات ونفي. وانما هي درجات متعددة ترث الناس فيها بحسب زيادتهم وضبطهم والاتيان بصفات اهل القرآن التي من اتصف بها وامتثل فانه يكون من اهل الله وخاصته الذين هم خير الناس. هذه الصفات ايها الاخوة بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم انها توجد في بعض الناس كاملة وتوجد في بعض الناس طرفا بسبب نقص في ذلك الرجل. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المسلم الذي اقرأوا القرآن كالاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. والمنافق الذي يقرأ القرآن مثله كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر. والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثله كمثل التمرة. لا ريح لها وطعمها الطيب فدلنا ذلك على ان هذا القرآن العظيم اثره نافع حتى في المنافقين وانما ينفع بحسب ولا ينفع في الباطن كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم. اما صفات اهل القرآن التي من اتصف بها وتحققت في فانه يكون على الحقيقة قد نال ذاك الفضل العظيم كله. فانها صفات متعددة. ولا يمكن حصرها في مجلس ولا في مجلسين ولا في اكثر من ذلك. وقد عني العلماء رحمهم الله تعالى بتتبع هذه الصفات. وسردها من جمع هذه الصفات او بعضها جمعها ابو بكر الاجري رحمه الله تعالى في كتاب له مطبوع ومشهور بعنوان اخلاق بحملة القرآن ولكني ساتكلم عن بعض صفات اهل القرآن. ولذا فان عنوان هذه الليلة او عنوان محاضرة هذه الليلة من صفات اهل القرآن ومن هذه تبعيضية اي بعض صفات اهل القرآن سنذكرها اليوم. وهذه الصفات ايها الاخوة سنقسمها الى ثلاثة اقسام اول هذه الصفات صفات متعلقة بتعامل حامل القرآن بالقرآن. والامر الثاني يتعلق بقلب بقلب بحاملي القرآن والنوع الثالث صفات تتعلق باعماله وجوارحه وما يصدر من لسانه وسائر اركانه فنبدأ باول هذه الصفات وهي الصفات المتعلقة حامل القرآن مع القرآن. فان صاحب القرآن له انس بهذا القرآن العظيم وله غبطة فيه عظيمة جدا. ولذلك فان له معه شأنا عظيما ترى واضحا بينا. فمن هذه الامور ان صاحب القرآن اذا استمع القرآن ارخى له سمعه واصغى له بقلبه ولم يلهو عنه ولم يجعل القرآن يتلى بجانبه من غير تأمل في معانيه. ولا استطراق سمع له وانما يرخي سمعه بالكلية لهذا القرآن العظيم ولذلك ذكر الله عز وجل في خبر الجن المؤمنين الذين استمعوا القرآن ثم امنوا بعد ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له الله جل وعلا قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن. فعبر الله جل وعلا بقوله استمع بزيادة التاء مما يدل على ان المؤمن اذا اراد ان يستمع القرآن فانه يستمعه باصغاء قلب. وبقصد لا كما يفعله كثير من الناس حينما يجعل القرآن يقرأ بجانبه ولا يعنى به وانما يجعله يردد بجانبه فانه في هذه الحال ليس متصفا بصفات اهل القرآن مع القرآن الذين يستمعون القرآن هذه صفة من صفاتهم. الصفة الثانية من صفات اهل القرآن مع القرآن انهم يقرأون القرآن دائما على كل احوالهم. ولذلك ذكر الله عز وجل نعتاهم فقال يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض فالمؤمن بطبعه قارئ للقرآن على كل احواله. ذاكر لله جل وعلا. بل ان من كثرة قراءته للقرآن ربما ما شغله قراءة القرآن عن دعاء الطلب والمسائلة. وقد روى النسائي من حديث عطية العوفي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله جل وعلا من شغله ذكري عن مسائلتي اعطيته افضل فمما اعطي السائلين. ولذلك فان صاحب القرآن حينما ينشغل بالقرآن عن دعاء وعبادة وهو دعاء الطلب فينشغل بالقرآن عن دعاء الطلب فان الله عز وجل يخلفه خيرا مما يطلب لو طلب ولو سأل. وكذلك هو ينشغل بقراءة ابالله عز وجل عن غيره من مشاغل الدنيا. ويأنس بهذا الكتاب انسا عظيما شديدا. وقد جاء عند الترمذي او نقول وقد روينا عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الحال المرتحل. قيل في معنى الحال المرتحل الذي يحبه الله الله جل وعلا اي الذي ما ان ينتهي من ختم كتاب الله عز وجل حتى يرجع اليه مرة اخرى فيقرأه كاملة فما ان ينتهي من قراءة سورة الناس الا ويبدأ بعد ذلك بقراءة الفاتحة ليختم مرة اخرى بعد ذلك ولكن ليعلم المسلم ان صاحب القرآن ليس بالغالي ولا بالجافي. فهو لا يختم القرآن الا في ثلاث اتباعا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما حينما نهاه النبي صلى الله عليه سلم عن ختم القرآن في اقل من ثلاث. فان ختم القرآن في اقل من ثلاث لاحوال معينة او اغراض محددة قال اهل العلم جاز مع الكراهة ذكر ذلك ابو عبيدة القاسم ابن سلام في كتاب فضائل القرآن قال وعلى ذلك يحمل ما نقل عن عثمان وتميم الدار الله عنهما انهما كانا يختمان القرآن في ليلة لا على سبيل الديمومة. وانما في احيان مخصوصة اما لفضل زمان واما لفضل مكان او في حال اقبال على الله جل وعلا او غير ذلك. فالمقصود ان المسلم انما يختم القرآن في اقل احواله في كل ثلاث وفي المقابل لا تمر عليه اربعون ليلة الا وختم القرآن على اكثر حال لذلك قال القاضي ابو الحسين ابن القاضي ابي يعلى بن الفرا رحمهما الله تعالى انه يكره بلا خلاف ان يمر على اربعون ليلة لا يختم فيها كلام لا يختم فيها القرآن العزيز كاملا. ان كان قادرا على القراءة. ولذلك فان المسلم ليس بالجافي ولا بالغالي وليس بالتارك ولا بالمتعدي في هذا الكتاب العظيم. من صفات اهل القرآن مع وهي الصفة الثالثة لهم انهم يقرأون القرآن كما انزله الله عز وجل. يقرأونه طريا كما رآه النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه. وما وكما اقرأه اصحابه من بعدهم الى زماننا. ولذلك قال ابو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه ابن الصحابي الجليل وابن الصحابة رضوان الله عليهم قال حدثني الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك على ان هذا القرآن انما يؤخذ بالتلقي. وانما يؤخذ بالمشافهة ليظبط ليظبط هذه القراءة ويحسنها تمام الاحسان ولذلك فان هذا القرآن اخذه بالتلقي والمشافهة من الدين. قال عبدالله بن المبارك كما في مقدمة صحيح مسلم الاسناد من الدين فان قيل عمن بقي. ولذلك فان المسلم يعنى بضبط هذا الكتاب العزيز كاملا. ومن ضبط كلام الله عز وجل العزيز امور. الامر الاول ان يحرص على ان يخرج الحروف بمخارج العرب لها. فينطق العين عينا وينطق القاف قافا وينطق الجيم جيما وينطق الزاي زايا وينطق الغين غينا وغير ذلك من الحروف التي يكون لبعض الناس في ضبط مخرجها اختلاف وعدم دقة. فضبط القرآن العظيم واجادة قراءته تكون اولا بضبط الحروف فيه بالامر الاول. الامر الثاني يكون ذلك بظبط شكله. فيرفع المرفوع وينصب المنصوب ويخفض المجرور وغير ذلك من الامور وهذان الامران هما الاصل والاساس في ضبط القراءة واتمامها. ولذلك جاء ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قام في المسلمين خطيبا وقال ايها المسلمون اعربوا القرآن. ومعنى اعراب القرآن هو ان يرفع المرفوع ويخفض المجرور وينصب المنصوب وان تنطق الحروف نطقا صحيحا وليس المراد باعراب القرآن في كلام الصحابة رضوان الله عليهم معرفة المبتدأ من الخبر ولا الفعل من الفاعل وانما المراد به ما ذكرت لكم قبل قليل. اذا هذان الامران واجبان حتمان لازمان. فان حاول المرء ان يحرص على ضبط ذلك ولكن لسانه ما استقام له وما استطاع ان يعدل اعوجاجه فانه يثاب مع ذلك فضلا من الله جل وعلا. ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو شاق عليه فله اجران. اجر القراءة واجر المشقة. والمراد باجر المشقة انه حاول ان يقوم لسانه وان يصحح المعوج من نطقه. ومع ذلك عجز عنه فحين اذ يؤجر على فيؤجر اجرين ولكن لا شك ان من ان ان من قوم لسانه فانه يكون اعظم اجرا عند الله عز وجل. هذان امران واجبان واما المندوب في ذلك فانهم ذكروا ان المندوب منه ان ان يتعلم المرء علم التجويد. فان علم التجويد مندوب تعلمه. وعلى التحقيق من قولي اهل علم ان علم التجويد انما نقل لنا بالتواتر. ذكر ذلك ابن الجزري اذ من اهل العلم كما نقل ابن النجار في شرح الكوكب المنير ان من اهل العلم من يقول ان ما يتعلق بالاداء من المدود وغيرها من التجويد انما هي امور اجتهادية ولكن نقل عن ابن الجزري وغيره من محققي اهل العلم ان نقل علم التجويد انما هو توقيفي فما دام توقيفيا فان تعلمه والقراءة اتى به مندوب اليه ولا شك. فدل ذلك على ان المرء ان اراد ان ان تكمل قراءته لكتاب الله عز وجل فليقرأه بالتجويد هذا من؟ هذا هو غير الغالي ولا الجافي. واما الغالي في ظبط القراءة الذي يحرص او يتعمد ان بمخارج الحروف بتقعر فيها. او ان يخرجها من مخارج متكلفة. لا تعرف في لسان العرب فانه مذموم ولا شك ولذلك فان كثيرا من اهل العلم ومنهم السامري في المستوعب في المستوعب وابن ابي موسى الهاشمي في الارشاد وغيرهم كثير ان كثيرا ممن يتصدر للاقراء قد يتقعر في مخرج بعض الحروف تقعرا شديدا ونهوا عن ذلك وبينوه في مواضيع من الكتب ومما ذكر اهل العلم وذموه ان يقرأ القرآن بالمقامات. وقد نقل ابن الناظم وهو ابن ابن الجزري رحمه الله تعالى في شرح كتاب والده عن ابيه انه قال ان القراءة بالمقامات مكروه وعند غيره من اهل العلم نصوا على على حرمته ان المرء اذا قرأ القرآن بهذه المقامات فان هذه المقامات انما هي مقامات غناء وليست مقاما يعرفه العرب ويقرأون به فيتعمد هذه المقامات فيصبح فيصبح ذلك المرء منشغلا بالمقام عن ظبط القراءة وعن التأمل في معانيها والنظر في دلالاتها. بل اصبح الناس ووجد ذلك كثيرا في زماننا. واصبح يظهر ظاهرا في بعض قنوات من يأتي للقارئ فيقول اقرأ بمقام فلان او اقرأ بمقام السيكا او البياتي او غيرها من المقامات. ولا شك ان ذلك مذموم وقد ذمه اهل العلم ونبهوا له ومن ومن اوائل من ذم ذلك وذكر كما نقلت لكم امام هذا الفن وهو ابن الجزري كما نقله عنه ابنه في شرح التحفة اذا قضية ان القراءة هناك فيه غال في القراءة. وهناك مفرط فيها غير محسن لها. والمؤمن حامل القرآن وسط بين هذين الامرين. الامر الرابع مما يتعلق بعلاقة وصفة حاملي القرآن مع القرآن ان صاحب القرآن لا يهزه هذ وانما يتأمل في معانيه وينظر فيه نظرا كثيرا. ولذلك صح عن ابن مسعود رضي الله عنه ان قال لا تنثروا القرآن كنثر الدقن وهو التمر حينما يرمى على الارض. لا تنثر القرآن كنثر الدقن ولا تهذوا كهز الشعر وانما وانما اقرؤوه بتمهل. فقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون هم احدكم اخر السورة. وهذا واقع من كثير من الناس. فانما يكون همه عند قراءة القرآن ان يختم السورة او القرآن قرآن وليس الامر كذلك. بل ان قارئ القرآن الذي يثاب عليه كمال الثواب. ويعطى بقراءته تمام الاجر هو الذي يقف عند عجائبه ويتأمل في معانيه وينظر في دلالاته في التأمل والمعاني العظيمة كما سيمر معنا بعد قليل الامر الاخير فيما يتعلق بهذا الامر وهو صفات صاحب القرآن مع القرآن انه معني بحفظ بكلام الله جل وعلا فان المرء صاحب القرآن حريص على ان يحفظ من كتاب الله عز وجل ما يسر الله له. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في انه قال لئن يذهب احدكم في حفظ سورتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين سمينتين. وبين النبي صلى الله عليه عليه وسلم ان القرآن ان الجوف اذا كان فيه شيء من القرآن فانه يكون له من الحفظ ويكون فيه من الخير ويكون فيه من الفضل العظيم الشيء الكثير. فالمؤمن حريص على حفظ كلام الله عز وجل. على ان يحفظ منه ما يسر الله عز وجل له وما قدر عليه بعد ذلك. ايضا من الامور المتعلقة بعلاقة صاحب القرآن بالقرآن. ان صاحب القرآن لا يتكسب بالقرآن. لا يتكسب بالقرآن. ولذلك قال اهل العلم اجمع اهل العلم من غير خلاف انه لا يجوز واخذ الاجرة على قراءة القرآن حتى في الرقية. وانما يجوز اخذ الجعل عليها. نقله الشيخ تقي الدين وغيره. ففي حديث في سعيد الخدري رضي الله عنه حينما لدغ سيد القوم وكبيرهم قال ابو سعيد اجعلوا لنا جعلا ولم يقل اجعلوا لنا اجرة هذا يدلنا على الاصل المتفق عليه بين اهل العلم انه لا يجوز للمسلم ان يأخذ اجرة على القرآن وانما يجوز له ان يأخذ جعلا على الشفاء او ان يأخذ رزقا من بيت مال المسلمين للامامة بالمسلمين او تعليمهم وغير ذلك. الا في استثناءات محددة ذكرها اهل العلم باستثناء يذكر بعد ذكر الكليات. فالمقصود من ذلك ان صاحب القرآن يحرصك مال الحرص. على الا يتكسب بالقرآن شيئا وقد كان للائمة الاقراء في ذلك امر عجيب وشأن غريب. فهذا امام المقرئين في زمانه ولا شك وابو عبدالرحمن السودمي رحمه الله تعالى. نقل عنه ابن ابي خيثمة في تاريخه ان رجلا اهداه قوسا. والقوس قيمته قليلة وليست بغالية فلما اعطاه اياه قال هلا اهديتني اياه قبل ان تقرأ عندي القرآن فلا اقبل منك هذه الهدية وجاء رجل للامام حمزة الزيات احد المقرئين السبعة الكبار. وقال له اريدك ان تشفع لي عند فلان ليحط من دين له عندي. فقال اما وان ذاك الرجل قد قرأ علي القرآن. ومن قرأ علي القرآن فلا منه شيئا. ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينبغي لحامل القرآن ان لا تكون له حاجة الا لربه جل وعلا فالمقصود من هذا ان حامل القرآن على الحقيقة لا يتكسب به ولا يحرص على ان يكسب به مالا ولا جاه. وكذلك كل صاحب علم وقد جاء ان الامام احمد رحمه الله تعالى كان اذا دخل السوق يشتري منه ويتبظع اذا عرف في ذلك السوق وعرف اسمه ترك وانتقل الى سوق غيره قال لا اشتري بديني شيئا. ومن صفات اهل القرآن ايها الاخوة بعدما يتعلق بصفاتهم مع لفظه وما يتعلق بالاكتساب به. صفاتهم او علاقتهم معاني بهذا القرآن العظيم. فان لاهل القرآن مع معاني القرآن العظيم شيئا عظيما. فانهم يعملون ويتعلمون محكما واذا جاءهم شيء من متشابهه وقفوا عنده وامنوا به. واذا جاءهم شيء من عجائبه وقصصه تأملوا فيها ونظروا واعتبروا عندها. ولذلك قال ابو عبدالرحمن السلمي رحمه الله تعالى حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم كانوا لا يجاوزون عشر ايات من كتاب الله عز وجل حتى يعلموا ما فيها من الحلال والحرام حتى يعلموا ما فيها من الحلال والحرام. اذا المسلم ايها الاخوة حريص على ان يتعلم ما في هذا القرآن العظيم. بيد ان هناك امورا لابد من التنبيه عليها وهي من صفات اهل القرآن مع علم القرآن. اول هذه الامور ان اهل القرآن على الحقيقة هم الذين يتفقهون في المحكم هم الذين يتفقهون في المحكم من القرآن. كما قال الله جل وعلا منه ايات محكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهات. فاما فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا امنا به كل من عند ربنا قالوا والوقف اما هو على الوصل او على الوقف وهما قراءتان كلاهما ثابتة توقيفا كما تقرر معنا قبل ان الوقف والوصل محمود على التوقيف لا على الاجتهاد. فالمقصود من هذا ان اول صفات اهل القرآن مع العلم بالقرآن انهم يحرصون على التفقه في المحكم ومن قل تفقهه في محكم فانما يكون مثله كمثل الحمار يحمل اوزارا. كمثل كمثل الحمار يحمل اسفارا. ولذلك جاء عن بعض السلف الله تعالى انهم ذموا طالب العلم ان لم يعتني بكتاب الله جل وعلا. كما جاء ذلك عن ابي الزناد وغيره. هذه الصفة الاولى لهم الصفة الثانية لهم انهم يؤمنون بالمتشابه انهم يؤمنون بالمتشابه ولا يتكلفون تأويلها ولا يتكلمون البحث يتكلفون البحث في معانيها. ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه القرآن على اربعة معان منه ما يعلمه كل احد. وذلك بلسانهم الذي يعرفونه. ومنه ما لا يعرفه الا اهل العلم كالاحكام وغيرها. ومن ما لا يعرف الا بلسان العرب. ومنه ما اختص الله جل وعلا بمعرفته واختص الله سبحانه وتعالى بمعانيه فلم يطلع او فلم يطلع عليه احد من الناس على سبيل التفصيل وان كان من حيث المعنى الكلي والاجمالي فان القرآن انما خاطبنا الله عز وجل بمعان معروفة. اذا فالمقصود من هذا ان المرء اذا جاءه شيء من المتشابه وقف عنده ووكل امره الى الله جل وعلا. وينبني على ذلك مسألة مهمة. وهو ان المرء يحرص قدر استطاعته على الا يفسر القرآن برأيه والا يجتهد فيه بظنه. ولذلك جاء في الاثر ان من قال في القرآن بظنه فقد اخطأ ولو اصاب فقد اخطأ ولو اصاب وقد ضرب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اروع الامثلة في الوقوف عند ما جهلوه فقد سئل ابو بكر الصديق رضي الله عنه وخليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن اية من كتاب الله جل وعلا وهي قوله سبحانه وتعالى وفاكهة وابى ما الاب هنا؟ فقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه لما سئل عنها اي سماء تظلني؟ اي اي سماء تظلني واي ارض تقلني ان قلت في كتاب الله ما لا اعلم. ولما سئل عنها عمر بعد وفاة ابي بكر قال عمر ويح عمر وابي عمر وابي عمر وامه ان قال في كتاب الله ما لا يعلم وفي زماننا هذا كل اصبح يتكلم في كلام الله عز وجل. ويقول فيه بظنه ويتخرص فيه بحدسه وخاصة فيما يتعلق في العلوم الانسانية بل وتعدوه للعلوم الطبيعية. وكل ذلك خطره عظيم. وقد جاء ان من قال في كلام الله عز وجل بظنه فقد اخطأ ولو اصاب. ومن فسر كلام الله عز وجل فانما يقول ان مراد الله عز وجل ذلك واذا واذا علمنا ان من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم فليتبوأ مقعده من النار فما ظنك بمن كذب على الله عز وجل في تفسير اية او في تأويلها. ولذلك المسلم يحرص قدر استطاعته على ان يحتاط في هذا الباب. وان يلتزم الورع والخشية فيه. والا يتأول فيه الا بما يغلب على ظنه. او ينقله على عن غيره من باب الاتباع وهنا مسألة مهمة وهي مسألة هل يمكن ان يفسر القرآن ام لا؟ نقول نعم ان تفسير القرآن يمكن. اذ القرآن حمال لاوجه كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وكم من معاني القرآن لم يظهرها الله عز وجل الا بعد قرون متأخرة. كما ذكر ذلك الطوفي في كتاب الاكسير. فقد ذكر ان كثيرا من المعاني البلاغية البيانية تظهر في الزمان دون الزمان وهذا من اعظم اعجاز كلام الله جل وعلا. ولكن ليعلم المسلم ان التفسير كلام الله عز وجل لابد له من قيدين اجماليين. القيد الاجمالي الاول انه لا يجوز ان يفسر كلام الله جل وعلا بغير اللسان العربي وما يحتمله لسان العرب بلسان عربي مبين. وكم نسمع في هذا الزمان من يفسر القرآن بمعان لا يقبلها لسان العرب. ولا يستقيم على لغتهم وما ذلك الا مضاربة للمعاني العظيمة في هذا الكتاب العظيم. والشرط الثاني انه لا يجوز تفسير بمعنى يصادم معنى في اية اخرى. او يصادم معنى كليا في كتاب الله جل وعلا. ولذلك ثبت من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هلاك امتي في الكتاب يعني في القرآن. هلاك امتي في الكتاب يعني القرآن قال يتأولونه على غير وجهه. ومن تأول القرآن على غير وجهه فقد ضل واضل غيره. اذا المقصود في هذا الباب ايها الاخوة ان صاحب القرآن يعنى بالقرآن من حيث المعاني من جهات. فهو يعنى بالتفقه فى محكمها. ويؤمن بمتشابهها ويكل امره الى الله جل وعلا ولا يستعجل في تفسير كلام الله جل وعلا. وانما يفسره بما نقل واثر. بحيث لا يأتي بمعنى يضاد معنى كليا في الشريعة ولا بمعنى لا تقبله ولا يقبله لسان العرب ولا لغتها. الامر الاخير فيما يتعلق بمعاني القرآن وهو ان اصاحب القرآن لا يجادل بالقرآن ولا فيه لا يجادل بالقرآن ولا يجادل فيه. ولذلك صح عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال من يقرأ القرآن ثلاث اصناف رجل يقرأه لله ورجل يقرأه للدنيا ورجل يقرأه ليجادل فيه. قال ولكل واحد من هؤلاء ما اراد من نصيبه فالمقصود من هذا كله ان المجادلة في القرآن والمنازعة فيه منهي عنها وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال انا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا. هذه الصفات ايها الاخوة التي ذكرتها قبل قليل هي صفات اهل القرآن مع القرآن مع لفظه وصفاتهم في عدم التكسب به وصفاتهم في معانيه والنظر في دلائله. النوع تعني من صفاتهم صفات قلوب اهل القرآن. ان لقلوب اهل القرآن شأنا عظيما. فان لها امرا مختلفا عن غيرها فان اهل القرآن اذا ذكروا بالقرآن تذكروا. واذا وعظوا بالقرآن انزجروا واذا خوفوا بالقرآن خافوا. حاظروا الدمعة رقيق القلب لينوا الجانب. كل هذه صفات صاحب القرآن على الحقيقة. ولذلك ذكر الله جل وعلا ان اصحاب القرآن تعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله. وقال قتادة رضي الله عنه حينما ذكر هذه الاية قال هذا نعت اولياء الله في كتاب الله انه تقشعر قلوبهم وتدمع اعينهم لله جل وعلا قال قتادة ولم يذكر الله عز وجل من نعتهم انهم كانوا يصرخون ولا انه كان يغشى عليهم قال قتادة وانما هذا نعت اهل البدع من الشيطان. اذا فقلوب المؤمنين تلين للقرآن وتخاف اذا ذكروا به تدمع اعينهم اذا مرت عليهم ايات من هذه الايات العظيمة. وكذلك كل افعال القلوب من هذا الباب متعلقة بهذا القلب اذ القلب هو مضغة التي في القلب في البدن اذا صلحت صلح الجسد كله. من صفات صاحب القرآن واقف عند هذه الصفة اختصارا للوقت ان صاحب القرآن من طبعه التواضع والخشوع لله جل وعلا. فان الخشوع من اعظم اثاره التواضع. ولذلك لما ذكر ابو بكر الاجري رحمه الله تعالى صفات اهل القرآن قال ويتواضعون لاهله ولمن تعلمه. ولما ذكر صفات الذين يتعلمون القرآن للدنيا قال ومن صفاتهم انهم يتكبرون عند انهم يتكبرون بعد قراءته على خلق الله. ولا يتواضعون فيه ويحبون ان يتصدروا وان على غيرهم. اذا هذه من افعال القلوب التي يمتحن المسلم نفسه ولينظر اهو من اهل القرآن على الحقيقة؟ ام انه ليس كذلك ولذلك جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن يختبر نفسه عند القرآن. فان كان من اهل القرآن شكر الله عز جل وحمده وسأله الزيادة. وان كان على غير ذلك النعت فانه حينئذ يراجع نفسه ويحاسبها قبل ان يحاسبه الله عز وجل عليها. الامر الاخير من صفات اهل القرآن صفاتهم في اعمالهم وسلوكهم. وقد كان صلى الله عليه وسلم في دله وخلقه كله. على خلق القرآن. فقد صح عن عائشة رضي الله عنها انها سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت لسائلها الا تقرأ القرآن كان خلقه القرآن اذا اردت ان تعرف خلق حامل القرآن على الحقيقة فانظر في اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. فكل خلق في النبي صلى الله عليه وسلم فهو خلق حامل القرآن. وكل خلق ذمه النبي صلى الله عليه وسلم وتركه. فانه خلق الجافي عن القرآن الذي وان حفظ بعض اياته الا انه ليس من اهله. كان خلقه القرآن فاذا اردت ان تفسر القرآن الا واني اوتيت القرآن ومثله معه. ولذلك لما قال الله جل وعلا في صفات المؤمنين يتلونه حق تلاوته قال مجاهد بن جبر رحمه الله تعالى يتلونه حق تلاوته اي يعملون به حق العمل اذا فالمؤمن حامل القرآن من اعظم صفاته بل هو من اجل الصفات وثمرة الصفات العمل بالقرآن العمل العمل به في خلقه العمل به في دله العمل به في عباداته مع الله جل وعلا ومع خلق الله سبحانه وتعالى. ولذلك جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه باسناد صحيح عند ابن ابي شيبة وغيره. انه قال يجب على حامل القرآن يجب على حامل القرآن ان يعرف بليله اذ الناس نائمون. فيكون قائما لليل ويجب ان يعرف بنهاره اذ الناس مفطرون فيكون صائما. ويجب ان يعرف بصمته اذ الناس يخوضون اذا تكلموا الناس في الفتن وخاضوا في المحن وتكلموا في امور الدنيا عرفت ان صاحب القرآن صامت. ويجب ويعرف بورعه اذ الناس يخلطون. اذا بدأ يدخلون في ما فيه اشتباه بين حلال وحرام. ويأخذون من الاموال ما فيه شبهة ونحو ذلك يجب ان يعرف صاحب القرآن بماذا؟ بورعه اذ الناس يخلطون. قال ابن عباس رضي الله عنه ويجب ان يعرف بتواضعه اذ الناس يختالون وهذه كما ذكرت قبل قليل من اعظم صفات حامل القرآن في قلبه ان يكون متواضعا لخلق الله جل وعلا متواضعا لخلق الله سبحانه وتعالى ولذلك ايها الاخوة فان علاقة صاحب القرآن في الخلق كما ذكرت قبل قليل هي متعلقة بعباداته كلها. وهي متعلقة ايضا بخلقه وتعامله مع الاخرين حتى مع اهله ليس صاحب القرآن الذي يتجمل عند الناس بالخلق الحسن. فاذا دخل على اهله ساء خلقه وكان على خلاف ذلك ولذلك عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق رسول الله قالت كان يخصف نعله ويكون في خدمة اهله كان خلقه القرآن بينت رضي الله عنها ان خلقه بالقرآن في بيته وخارج بيته سواء. وانه كان في مهنة اهله ويساعد اهله بالطف هذه الامور وقبل ان اختم يجب ان نعرف ايها الاخوة الافاضل الاجلة ان هذه الصفات التي ذكرتها وهي بعض من الصفات اذ كل سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته واوامره صفات لاهل القرآن ان كل ان هذه الصفات ميزان ميزان وهو ميزان قسط وعدل يزن بها المرء اعماله فان وجد ان اعماله وان قلبه وان علاقته بهذا القرآن كامثال صفات واخلاق اهل القرآن فليحمد الله عز وجل وان كانت بضد ذلك فليراجع نفسه. وقد ذكر الله في كتابه ان من صفات نفوس المؤمنين ان نفوسهم لوامة تلومه ان تلومهم المرة بعد المرة فهم يراجعون انفسهم ويحاسبونها مرة بعد مرة. يقول الحسن البصري رحمه الله الله تعالى رحم الله عبدا رحم الله عبدا عرظ نفسه وعمله على كتاب الله. فان وافق كتاب الله وسنة رسوله حمد الله وسأله الزيادة. فان وافق عمله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حمد الله وسأله الزيادة. وان خالف كتاب الله اعتب افسح عاتب نفسه ولامها اعتب نفسه ورجع عن قريب. ورجع عن قريب. اذا ايها الاخوة هذا كما ذكرت لكم ان هذه الصفات ميزان عدل وقسط يجب على المرء ان يزن نفسه بين الفينة والاخرى. وليعلم المسلم انه كلما تباعدت الناس عن زمن النبوة وكلما طال الامد عنها كلما كثر كلما كثر الذين يقرأون القرآن لا يكونون من اهله ولا يريدون به وجه الله عز وجل. جاء عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال لقد اتى علينا حين وما نرى يقرأ القرآن الا من يريد به وجه الله عز وجل ثم بعد ذلك حدث ما حدث فاصبح يقرأ القرآن من لا يريد به وجه الله وقال علي رضي الله عنه ان يطل بك الزمن يقول لصاحبه ان يطل بك الزمن فسترى الناس اصنافا ثلاثة في كتاب الله من يقرأ القرآن لله ومن يقرأ القرآن للدنيا ومن يقرأ القرآن ليجادل فيه فبين علي رضي الله عنه انه اذا طال الزمان بالناس فانهم سينقسمون فيه ثلاثة اقسام صنف لله وصنف لدنيا وصنف يقرأ القرآن ليجادل ليماري به العلماء ويجادل به السفهاء وقد جاء اثر عظيم عجيب. وكانه يتحدث بما نحن في زماننا. فقد جاء عند الدارمي باسناد صحيح ان معاذ ابن جبل رظي الله عنه قال يفتح القرآن على الناس حتى يقرأه الرجل والمرأة والصبي. كل يقرأ القرآن. وبهذا الزمان نجد الصبي لم يبلغ سن تمييز وقد حفظ القرآن كاملا. وصدق رضي الله عنه. قال حتى يتعلم القرآن كلهم. فيقول الرجل قد قرأت القرآن ولم اتبع لم يأتني احد ولم يأتني احد لي قبل رأسي او يأتني احد فيتبعني ويسمع كلامي. قد قرأت القرآن فلم اتبع والله لاقومن به فلعلي اتبع فيقوم بالقرآن فلا يتبع فيقول قد قرأت القرآن فلم اتبع وقمت به فلم اتبع قالت فلاتينهم بحديث لا يجدونه في كتاب الله ولم يسمعوه قال معاذ رضي الله عنه فاياكم وما جاء به فانه ضلالة وهذا حق فان كثيرا من الناس ربما يكون حافظا للقرآن ربما يكون مجيدا لتلاوته ولكن ليتبعه الناس ويمشون خلفه جماعات ووحدانا فانه بعد ذلك يحدث في دين الله عز وجل. ويحدث لهم ما لم يسمعوه في شرع الله عز وجل. ويحدث لهم من غرائب الامور من بين مقل ومستكثر قال معاذ رضي الله عنه فاياكم وما جاء به فانه ضلالة. ايها الاخوة اختم حديثي باثر عظيم عن صحابي جليل وهو من قراء هذا القرآن ومن حفظته وهو ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فانه قال ان هذا القرآن كائن لكم ذخر وكائن لكم وزر ان هذا القرآن كائن لكم ذخر وكائن لكم مسلم. فهو على بعض فهو لبعض الناس ذخر. ولاخرين وزر والمعيار في ذلك هو ما وقر في نفسك وما تحقق في جوارحك وعلى لسانك وسائر جوارح بدنك من العمل بهذا القرآن. وفعل صفات حملته اعلم انك ان امتثلت امر الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم فانت موعود على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيري الدنيا والاخرة. خيركم من تعلم القرآن وعلمه. يقال لقارئ القرآن اقرأ ورتل. وفي رواية في الدرجات كما كنت ترتل في الدنيا. فان منزلتك في الجنة عند اخر اية تقرأها واياك ان يكون هذا القرآن وزرا عليك وليس معنى ما اقوله ان يترك المرء القرآن فان هذا من جهله وهذا من قلة عقله ان يترك المرء القرآن بحجة ذلك. وانما المقصود من ذلك كما قال الحسن ان يلوم المرء نفسه. وان يراجع قلبه وان يعرض اعماله على القرآن والسنة. فان وافقتها فليحمد الله عز وجل ويسأل المزيد والا فليراجع وليتب ولينب عن قريب. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علينا جميعا بالهدى والتقى. وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان كان بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يرفع الضر عن المسلمين في كل مكان. واسأله جل وعلا ان وان يحفظ ولاة امورنا وان يوفقهم لكل خير وان يصلح لهم بطانتهم. واسأله جل وعلا ان يولي على المسلمين خيارهم. وان يكفيهم شر وشرارهم وان يؤمننا وسائر المسلمين في اوطاننا. واسأله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يغفر لوالدينا وان يرحمهما وان يجزيهما خير ما جزى والدا عن ولده وان يغفر لنا تقصيرنا في حقهما وان يغفر لهما تقصيرهما في حقه جل وعلا واسأله جل وعلا ان يشفي مريضهما وان يرفع الضر عنهما واسأله سبحانه وتعالى ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وان يقضي الدين عن المدينين وان تزيل الهم والكرب عن المهمومين وان يكفينا شر الاعداء والمفسدين وصلى الله وسلم وبارك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بارك الله فيك جزى الله شيخنا خير الجزاء ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا جميعا من اهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته ويعملون به فضيلة الشيخ ان سمحت لي بهذا السؤال يقول السائل هناك بعض المقرئين ممن يكون عالي الاسناد فيشترط لاعطاء الاجازة مبالغ طائلة فهل تجوز استجازته الحمد لله رب العالمين. تكلم اهل العلم عن اخذ الاجرة على تعلم القرآن وقالوا ان اخذ الاجرة على تعلم القرآن لا يجوز وحكوا الاجماع عليه حكاه جمع كثير من اهل العلم وانما يستثنى وذلك لانه من اعمال القرب واعمال القرب لا يجوز اخذ الاجرة عليها وهذا الذي يأخذ الاجرة على تعلم القرآن وتعليمه. فلا اجر له عند الله سبحانه وتعالى وقد ثبت عند مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من غازية يغزون فيغنمون الا تعجلوا ثلثي اجرهم فدل على ان الغنيمة مع اباحة الله عز وجل لها تنقص الاجر الثلثين. فمن باب اولى من اشترط اجرة ممنوعة وانما استثنى بعض اهل العلم صورة واحدة وهو اخذ الاجرة لاجل تعليم الجاهل وقد الف بعض مشايخ مشايخنا وهو الشيخ محمد ابن عبد العزيز بن مانع رسالة سماها البرهان في جواز اخذ الاجرة على القرآن اي عند الحاجة فلو لم يقل بجواز اخذ الاجرة على القرآن بتعليم الجاهل. لما انتصب مدرس للتعليم ولكن المسلم الاصل انه لا يأخذ الاجرة وان كان هناك رزق من بيت المال فهو الاولى والاحرى ومثل هذا الرجل الذي يشترط مالا ليجيز بالاسناد قد فوت على نفسه اجرا عظيما وفوت على نفسه تحصين الخير العظيم لمن علم القرآن خيركم من تعلم القرآن وعلمه ولا يشتري بهذا المال شيئا او لا يشتري بهذا القرآن شيئا؟ نعم. احسن الله اليك وبارك فيك. شيخ هل يعد طلب الاجازة منه من تضييع المال من اضاعة المال يعني بامكانه ان يأخذ الاجازة وان كانت اه نازلة الاسناد نعم آآ العلو في الاسناد والنزول فيه تكلم علماء الحديث في الزمان الاول انه من السنة كذا قالوا اي انه من من دأب علماء الحديث ولذلك الف فيه محمد بن طاهر القيصراني جزءا مطبوعا سماه مسألة العلو والنزول وذكر اثار علماء الحديث في لذلك وتكلم عنه الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لاصول الراوي والسامع عقد ابا ونقل فيه عن بعض الائمة العبارة قلتها قبل قليل ان طلب العلو من السنة اي من طريقة اهل الحديث وهذا العلو الذي كان يتكلم عنه علماء الحديث انما كان حينما كان علماء حينما كان الحديث يروى بالاسانيد واما بعد القرن الرابع الهجري بعد ما دونت الدواوين وقد قيل ان اخر من دون اما الدارقطني المتوفى سنة ثلاث مئة وخمسة وثمانين او انه ابو عبد الله الحاكم المتوفى في اوائل القرن الخامس الهجري. يعني في نهاية الرابع. بعد ذلك لا يوجد كتاب من كتب الحديث الا وهو يروي عن طريق كتب سابقة فالبيهقي مع كثرة مصنفاته وكثرة ما يرويه من احاديث كل الاحاديث التي يرويها انما هي عن طريق كتب واجازة يعني كتب موجودة قبله. فعلو الاسناد والنزول فيها سواء فاصبح العلو في الاسناد والنزول بعد قرون الرواية اصبح الفضل فيه من باب التشبه فقط. واما في الزمان الاول فان علو الاسناد له اثر في الحكم على الاسناد. فانه معلوم ان الحديث اذا كان من ثلاثة نسبة الصحة فيه وسهولة النظر فيه اسهل من قضية ضبط الاربعة وهكذا. بخلاف الرواية عن الكتب فان الظبط فيه واحد. هذا ما يتعلق في مسألة عندما اه كلام اهل العلم في قضية العلو والنزول في الزمن الاول ولكن لنعلم انه اذا كان طلب العلو في الاسناد يجعل المرء ينشغل بالمفضول عن الفاضل فانه مذموم. ولذلك فان الامام احمد لما ذهب مع اسحاق بن راهوية فادرك الشافعي رحمه الله تعالى ذهب اسحاق ابن راهوية يبحث عن الشيوخ الاعلى اسنادا يروي عنهم واما احمد فانما لزم الشافعي رحمه الله تعالى واخذ عنه الفقه فلما اجتمعا وقد كانا قرينين ولم يكن بين وفاتهما الا سنة واحدة. قال اسحاق لاحمد فودت فلانا وفلانا من اهل علو الاسناد فقال احمد الحديث اذا فاتك من علو ادركته بنزول. واما اذا فاتك علم هذا الرجل فانك لا تدركه. وصدق فان اسحاق بن راهوية رحمه الله تعالى ندم بعدم اخذه عن الشافعي وحتى قيل والعلم عند الله عز وجل انه تزوج امرأة لا لشيء الا لان زوجها الذي مات عنها كان قد كتب كتب فتزوجها لينظر في كتب الشافعي التي ورثتها عن زوجها. فدل ذلك على ان المقصود ان الانشغال احيانا بالعلو هو انشغال المفضول عن الفاضل وانما المقصود في القراءة انما هو الظبط فقط وليس المقصود بالقراءة تتبع الاسانيد وفي زماننا هذا ربما كان الانشغال بالاسانيد وتتبعها من باب حظ النفس لأن المرأة يجلس في المجالس ويقول قرأت على فلان وفلان من اعلى الناس اسنادا ويقول قرأت على فلان ولم تقرأ عليه. وقرأت على عشرة وعشرين وثلاثين. وبعضهم يقول على الف ولو قسمت زمانه لما امكنه على هؤلاء واعرف هؤلاء الناس. ولذلك هذا من باب المفاخرة وقد جاء عند الدارمي كما ذكرت لكم ان من تعلم علما ليماري به العلماء ويجادل به السفهاء فهو حظه. فكثير من هذه الامور قد يكون فيها حظ للنفس. ويجب على طالب العلم دائما بالخصوص. سواء كانت عنايته بالقرآن او بغيره يجب عليه ان ان ينظر في قلبه. يجب ان ينظر في قلبه. داعي الاخلاص. يجب ان ينظر في قلبه. داعي الخشوع. وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه وروي مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما العلم الخشية. انما العلم الخشية فيجب ان يكون العلم هذا يزيدك خشية لا يزيدك تكبرا ولا يزيدك يعني آآ ترفعا عن الناس وانما يزيدك فالخشية وقد كان بعض مشايخنا رحمه الله تعالى يقول اقرأ على الشيخ فاذا اراد ان يجوز يقول لا تعجزني لا تجزني منهم من قرأ على الشيخ احمد مصطفى قال لا تجزني. لان الاجازة فيها حظ وانا اريد فقط ان احسن القراءة. الشيخ احمد مصطفى معروف من الاسانيد العارية توفي عليه رحمة الله. وكان عندنا قبل فترة ومن المشايخ من كان لا يجوز يقول انا فقط يعني المقصود من من القراءة الظبط. واما هذه ففيها حظ النفس. وذلك دائما المؤمن دائما يراجع افعال القلب وهي مهمة. وهذه يغفل عنها كثير من طلبة العلم وهو قضية افعال القلوب والله اعلم. احسن الله اليك فضيلة الشيخ ونفع بكم هنا ايضا سؤال متعلق بالموضوع نفسه يقول اخت تود اخذ اجازة في القرآن ووجد مقرئة متقنة الا انها تعمل في مركز يقوم عليه بعض اهل البدع. ويشترطون دفع مبلغ للمركز. فما حكم دفع المبلغ وما نصيحتكم لهذه الاخت اه هم الفقهاء تكلموا عن عندنا مسألتان يجب التفريق بينهما فرق بين الاخذ وبين البذل والاصل ان ما حرم اخذه حرم بذله هذا هو الاصل بيد انه عند الحاجة فانه يجوز البذل دون الاخذ. وبناء على ذلك فقد ذكروا انه لا يجوز بيع المصحف. قال الامام احمد في رواية عبد الله ابنه عنه لا اعلم رخصة في بيع المصحف. وهذه من صيغ الاجماع عند الامام احمد اي لا يعرف عن الصحابة ولا تابعيهم ولا تابعيهم انه يجوز بيع المصحف. فيحرم بيع المصحف ولكن يجوز شراؤه عند الحاجة. من احتاج مصحفا جاز ان يشتريه كذلك الكلب يحرم بيعه. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ثلاثة احاديث في النهي عن ثمن الكلب. ومن احتاج كلبا مأذونا به وهو كلب الصيد او الحرث والماشية وهم ملحقون به فانه يجوز له شراؤه ان لم يجد من يهبه. فدلل ذلك انه يفرق الفقهاء رحمهم الله تعالى بين البيع والشراء فالاصل عندهم ان ما حرم بذله ما حرم بيعه حرم شراؤه وما حرم كراؤه حرم الاقتراء به او عليه الا عند الحاجة انه يجوز حينذاك ففي هذه المسألة نقول انه لا يجوز هذا الاصل وان كان المبلغ انما هو لجهة خيرية كمركز فقد يكون البذل من هذا الباب هذا من جهة ومن جهة اخرى اذا كان هناك من جهة من شخص يبذل العلم من غير اخذ مال فانه اولى. والفقهاء رحمهم الله تعالى يعني او علماء الحديث ان بعضهم يترك المحدث وقد روى باسناد عال لا لشيء الا لانه يطلب اجرة على اخذ الحديث. مع ان من المحدثين من اجاز اخذ الاجرة لان الاجرة ليست على رواية الحديث. وانما الاجرة على امر اخر ذكروه وهذا فيه تفصيل بينهم وتكلم عنها الرامى هرمزي وغيره من اهل العلم. والانسان اذا كان في غنى عن مواضع الشبهات فليتركها وفي حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وبينهما الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات. ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وبارك فيكم. يقول السائل هناك من يشنع على السلف بسبب تفسير لايات من القرآن يزعمون ان العلم الحديث اثبت المراد حقيقية من تلك الاية كما في قوله تعالى ولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها جاء عن بعض السلف ان نقص الارض بموت اهل العلم فبسبب مثل هذا التفسير يشنعون على السلف اه الحمد لله رب العالمين. اه عندنا هنا مسألة مهمة وهي قضية ما يسمى التفسير العلمي لكلام الله عز وجل تكلم عن هذه المسألة كثير من اهل العلم قبل زماننا وممن تكلم عن هذه المسألة الامام ابو اسحاق الشاطبي المالكي الاندلسي رحمه الله تعالى القرطبي في كتابه العظيم الاعتصام والمح لبعض هذه المسائل في الموافقات فان كلام الله عز وجل القرآن انزله الله عز وجل لبيان الاحكام حكم ما بينكم وبيان القصص والخبر السابقة وانزله الله عز وجل بيانا تبيانا لكل شيء وفيه بيان واعجاز ولم يكن القرآن نازلا لاثبات حقائق علمية القرآن لا يعارض الحقائق العلمية ولكنه ليس مثبتا لها. انظر الفرق بين الثنتين فرق بين اثبات الحقائق ومعارضة الحقائق. القرآن لا يعارض الحقائق كما قال الله جل وعلا الا له الخلق والامر فالخلق كل ما خلقه الله جل وعلا. والامر كلامه سبحانه وتعالى القرآن فلذلك الله عز وجل له الخلق والامر ولا يعارض خلقه ولا يعارض امره خلقه ابدا ولذلك لا يعارض القرآن الحقائق العلمية لكنه ليس مثبتا لها. يجب ان نعرف هذا الامر. وفائدة هذا الشيء امور. الامر الاول ان المرأة اتى بنظرية علمية وليست حقيقة ومع ذلك يقول ان القرآن قد اثبتها ثم يأتي بعد زمان ما يدل على فسادها او الشك فيها. فحين اذ تصبح مكذبا للقرآن وهذا خطير. وقد جدا وقد وجد في زماننا هذا وهذا كثير جدا ولذلك يجب على المسلم ان يقف عند المعاني الاصلية التي تكلم عنها اهل العلم. ولذلك تكلموا عن هذه المسألة قديما من اهل العلم بل جمهور اهل العلم والذين اشاروا لهذا اذكروه اشارة من غير تقرير له ان القرآن ليس مثبتا لحقائق ولكنه لا يعارض الحقائق عندنا هنا مسألة اخرى وهي مسألة التفسير الاشاري التفسير الاشاري نوعان تفسير اشاري مذموم وهذا الابعاد بمعاني القرآن عن شيء بعيد جدا وهناك تفسير اشاري ورد عن السلف رحمهم الله تعالى ومنه الاية التي ذكرها الاخ الكريم حينما استدل بان المراد بالقرآن هم العلماء فهذا يسمى من التفسير الاشهادي المقبول ولاهل العلم قواعد في في قبول التفسير الاشاري فليس على الاطلاق وليس مقبولا على الاطلاق ومن اوائل من كتب وان كان جزء مما كتبه ليس يعني المقبول ولكن في بعض معانيه جيدة آآ كتاب ابي عبد الرحمن السلمي ليس الامام التابعي وانما المتأخر صاحب الطبقات وغيرهم فله بعض النكت وفيه كثير منها شطحات وكثير ممن تكلم عنها الالوسي فيه كثير من المعاني الاشارية الشيخ تقي الدين له معالم اشارية كثيرة ابن القيم له معالم اشارية وتكلم عن قواعد المعنوية تكلم عنها ابن القيم وذكر شروطها فالمقصود ان هذا من المعاني الشهرية ونحن نعلم ان القرآن حمال اوجه لكن بقيود فلا يقول المرء في كتاب الله عز وجل ما لا يعلم لذلك ليس لكل احد ان يتكلم يأتيني واحد في هذا الزمان ويقول مثلا على سبيل المثال والارض بعد ذلك دحاها المراد بدحاها انها تكون كهيئة بيضاء. لانه في لغتنا العامية اننا نسمي البيضة دحية نقول ليس في نساء العرب تسمية البيضة دحية وانما في لهجتك الدارجة فلكي تستدل على ان هيئة الارظ على شكل بيظاوي وليست على شكل كروي تستدل عليه بهذا المعنى البعيد الغريب هذا من باب تنزيل القرآن فيما لم ينزل فيه وهذا خطير والكلام في هذا طويل جدا جدا ومتفرع والله اعلم