بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد في هذه الليلة ليلة الجمعة نجتمع لمذاكرة هذا الموضوع المعنون له بمقصد حفظ الامن في الشريعة وهذا الموضوع مكون من شقين مكون من المقصد والمقاصد ومكون كذلك من الامن وحينما نتكلم عن المقاصد فان المقاصد التي يتكلم عنها العلماء في الشريعة نوعان احدهما مقاصد المكلفين والثاني هي مقاصد الشرع في مشروعية الاحكام وحديثنا في هذه الليلة بمشيئة الله عز وجل سيكون متعلقا بالثاني دون الاول الذي هو مقاصد المكلفين وان كان الموضوع بعمومه لا يخلو من تعلق به وذلك ان بعضا من الاحكام قد تناط بمقاصد المكلفين بحفظ الامن وهذا الذي يعبر عنه العلماء بالقصد في الجناية فمن قصد بجنايته العدوان فانه يكون بذلك قد قصد الاخلال بالامن فكانت عقوبته اشد فكانت عمدا وكان وحكم بان جنايته بان جنايته عمد وان اختل من هذا القصد فانها تكون جناية خطأ فيختل ويختلف حينئذ الحكم والعقوبة ومع اهمية الحديث عن مقاصد المكلفين في حفظ الامن واختلاله الا انه ليس هو موضوع حديثنا الليلة وانما حديثنا الليلة عن مقصد الشريعة في حفظ الامن وكلنا يعلم ان الشريعة جاءت بمقاصد ومعان عظيمة وهذا الذي جعل العلماء يحكمون بان الشريعة مبنية على العلل والمعاني العظيمة الجسام وهذه المعاني التي جاءت بها الشريعة من مقاصد ذكر اهل العلم ان المقاصد والمعاني فيها نوعان اما ان تكون مقاصد جزئية اتكون متعلقة بباب او بمسألة واما ان تكون المقاصد مقاصد كلية يندرج تحتها كل ابواب الفقه وكل احكام وكل الاحكام التي يحتاج اليها الناس وحفظ الامن متعلق بنوعي المقاصد المقاصد الجزئية والمقاصد الكلية تأمل مقاصد الجزئية فان كثيرا من الفقهاء ما يعللون بعضا من الابواب بمقاصد تكون مناطا للحكم وتكون حكمة منضبطة يعلق بها كثير من المسائل فحفظ الامن حينئذ يكون مقصدا في بعض الابواب بخصوصها فعلى سبيل المثال ذكر العلماء ان كل الابواب الولائية من المقاصد الجزئية فيها حفظ الامن ومن هذه الابواب الولائية الابواب المتعلقة بالعقوبات سواء كان موجبها حدا او سواء كانت العقوبة موجبة لحد او لتعزير او كانت موجبة لقصاص ودية وكفارة فان كل هذه الافعال الموجبة للعقوبات فان مشروعية العقوبة فيها انما هو لحفظ الامن وهذا الذي يعبر عنه الفقهاء من مذاهب الاربعة جميعا بلا استثناء حينما يقولون ان المقصد من العقوبة والكفارة الجبر والزجر فالجبر للفاعل ليكفر ذنبه والزجر له لكي لا يعيد جريمته ولغيره من الناس الذين يقتدون به فلا يفعلون مثل فعله وهذه العلة وهذا المعنى والمقصد وهو الجبر والزجر مما اتفق العلماء على كونه حكمة ومقصدا في جميع العقوبات الشرعية وهذا مستقر عندهم منذ العصور الاولى فقد جاء عن قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله تعالى انه قال جعل الله هذا القصاص حياة ونكالا وعظة لاهل السفه لو لاهل السفه والجهل من الناس فكم من رجل قد هم بداهية ولولا مخافة ولولا مخافة القصاص لوقع فيها ولكن الله عز وجل حجز بالقصاص بعضهم عن بعض وما امر الله بامر قط الا وهو صلاح الدين والدنيا والله اعلم بالذي يصلح خلقه هذا الكلام من قتادة كلام عظيم يدلنا على هذه الحكمة العظيمة والمقصد الجليل في هذا الباب. وهو باب العقوبات وما تفرع عنه من مسائل وابواب ان من اجل مقاصد الشرع في مشروعية هذه العقوبات الزجر للشخص لكي لا يقع فيه مرة اخرى ولغيره لكي لا يفعل مثل فعله وبناء على ذلك فان اهل العلم رحمهم الله تعالى عللوا بهذا المقصد كثيرا في ترجيح قول على قوم سواء كان ترجيحهم ترجيحا مبنيا على اصول مدرسة ما او كان ترجيحهم مبنيا على ترجيح ولائي ان يختاره بعض اهل الولاية دون بعض واضرب لذلك امثلة متعلقة بهذا الامر فان كثيرا من اهل العلم ومنهم ابو شامة قد صرح بالتعليم في مخالفة مذهبه في الحد الاعلى للتعزير الى ان الحد يجب ان يجاوز عشر جلدات علله بعلة حفظ الامن قال لان حفظ الامن والزجر لا يتحقق بسهولة العقوبة لبعض العقوبات التعزيرية ولذا فانه قد يزاد في العقوبة لاجل ذلك كما ان بعض اهل العلم تكلم عن قضية الجمع بين التعزير وبعض الحدود ورجح خلاف المشهور عند اهل عند فقهائنا وعلل ذلك بهذا المقصد الذي تكلمنا عنه واشرنا اليه كما ان بعض اهل العلم علل بهذا المقصد كذلك لمسألة اثبات الحدود فان بعضا من اهل العلم تساهل في اثبات حد الشرب بالاستنكار وبعضهم كالمشهور اثبت حد الشرب واثبت السكر بالقيء وبعضهم اثبت حد الحمل حد الزنا بالحمل وكان من طرق اثباتهم وترجيحهم لهذا القول اعمالهم لهذا المقصد وهو الحفظ الامن اي الزجر ولذا فانه قد توسعوا في اثبات بعض الحدود من هذا المأخذ ومثله يقال ايضا فيما يتعلق بصفة الحد فانه لما تكلم بعض اهل العلم هل الحرابة يكون الصلب فيها بعد القتل ام قبله قال بعضهم انه لا صلب بعد القتل لعدم الزجر فيه ورد عليه بان الزجر للفاعل منتف ولكن يبقى الزجر لغيره من الناس حينما يرون المحارب قد صلب ولذا فان هذه المسألة اردت على سبيل الايجاز ان ابين ان مقصد حفظ الامن معدل في كثير من الابواب واشرت قبل قليل لبعض الابواب التي عللت فيها وكيف انه قد بنيت عليها احكام كلية النوع الثاني من المقاصد وهو الذي اريد ان اتوسع فيه بعض الشيء في حديثي الليلة وهو ان من مقاصد الشرع مقاصد كلية فكل الشريعة انما جاءت لحفظه وجاءت الشريعة لتحقيقه وقد قيل ان الشريعة كلها انما جاءت لجلب المصلحة ودفع المضرة وقيل بل ان دفع المضرة والمفسدة مندرج في جلب المصلحة فالشريعة كلها من اولها الى اخرها انما شرعت لجلب المصلحة وضده ودفع ضده وهو دفع المفسدة يشهد لذلك ما تقدم من كلام قتادة ابن دعامة السدوس المتقدم حينما قال وما امر الله بامر قط الا وهو صلاح الدين والدنيا والله اعلم بالذي يصلح امر خلقه وهذه المقصد الكلي وهو جلب المصلحة ودفع المضرة بين النبي صلى الله عليه وسلم ان تحققه في الدنيا يكون بثلاثة امور هي الاساس فقال ان او فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان من تحققت له ثلاثة امور فقد جمعت له جميع مصالح الدنيا ودرئت عنه جميع مفاسدها وما زاد من مصالح بعد هذه الامور الثلاث فانما هي مصالح تحسينية وتجميلية وتكون زائدة عن المصالح الضرورية والحاجية جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه المصالح في حديث عظيم جاء عند الترمذي وحسنه من حديث عبيد الله الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا هذا الحديث حديث عظيم بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان حيازة الدنيا واجتماع مصالحها الضروري منها والحاجي يكون بثلاثة امور الامن في السرب وصحة البدن وقوت اليوم فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم باولها وهو الامن في السرب وقد ذكر بعض علماء البيان ويشير اليه بعض علماء الفقه عند الدلائل اللفظية للاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان من الدلائل الاشارية ان التقديم يدل على التعظيم فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالامن لان ما بعده قد لا يتحقق الا به فقال عليه الصلاة والسلام من اصبح امنا في سربه جاء هذا الحديث مظبوطا عند اهل الرواية بضبطين بكسر السين وفتحها في سربه وفي سربه فان قيل فان قيل في سربه فالمراد ان يكون امنا في نفسه واهله وقومه وان قيل في سربه فالمراد ان يكون امنا في طريقه الذي يسلكه سواء كان طريقه في داخل بلده او في خارجها اذا بين النبي صلى الله عليه وسلم الامن المصلحة الاولى العظيمة وهي الامن في الصرب او في السرب والثانية صحة البدن ولا شك ان هذه نعمة عظيمة من الله عز وجل يعرفها كل من فقدها او فقد بعض اجزائها والثالثة حيازة قوت اليوم واما ما زاد عن ذلك فهو فظل ولذلك قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما لما جاءه رجل يسأله مالا قال هل عندك قوت يومك؟ قال نعم قال هل عندك زوجة؟ قال نعم قال هل عندك مسكن؟ قال نعم قال فانت غني ثم قال له هل عندك خادم؟ قال نعم قال فانت ملك ولذا فان الزيادة عن القوت هو من باب الامور التحسينية وليست من الامور الظرورية بنظرا لمعاني الشرع الكلية هذه الامور الثلاث نظر اليها العلماء منذ القدم فعرفوا ان اليها مرجع مصالح الدنيا جميعا وخاصة اذا كملت بمصلحة الدين اذ مصلحة الدين هي الاصل ثم اذا كملت بهذه الثلاث جاء عند اهل السير ان صالحا الدمشقي قال لابنه يا بني اذا مر بك يوم وليلة قد سلم فيها دينك وجسمك ومالك وعيالك فاكثر من شكر الله عز وجل فكم من مسلوب دينه ومنزوع ملكه ومهتوك سترة ومقسوم ظهره في ذلك اليوم وانت في عافية منه وهذا الفهم من الاوائل رحمهم الله تعالى يدل على انه مستقر في نفوس اهل العلم من الصالحين والعلماء رحمة الله عليهم ان حفظ هذه الامور الثلاث ولتحقق الامن بان سلم للمرء دينه وجسمه وعياله وماله ان هذه من الامور الظرورية ثم اخذ كلام الاوائل بعض المتأخرين كامام الحرمين والفخر الرازي والغزالي فشققوا من هذه الاربع التي اوردها صالح الشامي الدمشقي وغيره خمسة امور عدوها بالظروريات الخمس ثم جاء بعدهم كالطوفي وغيره من جعلها ستا ثم قال غيرهم كالشيخ تقي الدين ان هذه المصالح لا عد لها فيمكن ان تشقق مما ذكر صالح خمسا وستا وعشرا ومئة ولا مشاحة في الاصطلاح مقصودي من هذا كله ان هذه الظروريات كلها وهي ضرورة الدين والمال والعقل والنفس والنسب اول نسل عندما زاد السادسة فان هذه كلها المحافظة عليها هو حفظ الامن ولذلك فان الوسيلة لحفظ الظروريات هو الامن فيها من اصبح امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا ولذا فان الاحكام المشروعة لاجل حفظ هذا المعنى وهو الامن الذي يتحقق به حفظ ضروريات الخمس او ما زاد عنها تقسيما هو من الامور المستقرة عند اهل العلم جميعا وقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى وسائل كثيرة ومتعددة لحفظ هذه المقاصد الكلية التي يتحقق بها حفظ الدين كله وهو حفظ الامن وبينوا ان الامن يحفظ بوسائل متعددة لعلي اذكر من الوسائل التي اوردها اهل العلم وسائل ثلاث في ظني انها اهم ما يتحدث عنه الوعاظ وينبه اليه من اوتي حظا من علم الشريعة وان ما زاد عن هذه الثلاث قد تكون امورا حسية او غيرها من الامور التي يشترك فيها اهل الدين والعلم وغيرهم اول هذه الامور والوسائل التي يتحقق بها الامن ويحفظ سواء كان امن امنا شخصيا او امنا مجتمعيا كليا للناس اعتقاد المسلم ان هذا الامن نعمة من الله عز وجل ولذلك امتن الله عز وجل على الناس بنعمة الامن وذكرهم سبحانه وتعالى ان الامن منه هو سبحانه وتعالى لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فالذي يؤمن من الخوف هو الله وحده والذي يطعم من الجوع هو الله وحده فهو سبحانه ذو النعمة وهو سبحانه وتعالى ذو المنة وهو جل وعلا المتفضل على العباد بذلك ان شاء انعم عليهم بها وان شاء نزعها منهم ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اذا اول هذه الوسائل ما يستقر في نفس المؤمن ويثبت باعتقاده ان الامن نعمة من الله عز وجل وانه ما اعطاه الله عز وجل فلا مانع له وان ما منعه الله عز وجل فلا باذل له اذا كان ذلك كذلك وعرف المسلم هذا المعنى واستقر في ذهنه فانه يستجلب هذه النعمة بوسائل اول وسيلة يستجلب بها نعمة الامن ان يدعى الله عز وجل وان يطلب منه الامن فانه سبحانه وتعالى هو المؤمن للناس وهو سبحانه وتعالى الذي يؤمنهم من خوفهم ويطعمهم اذا جاعوا فدعاء الله عز وجل بالامن من اعظم ما يستجلب به ذلك واعظم بلد فيه امن مكة دعا ابراهيم عليه السلام ان يؤمن الله عز وجل اهله فاجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم ولذلك لما عرف الصحابة ذلك عرفوا انه في حال شدة الخوف فانه لا يجلب الامن الا الدعاء ثبت عند الامام احمد من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انهم لما كانوا في يوم الخندق وقد اشتد خوفهم واجتمع الاحزاب حولهم وقل قوتهم وعلموا ان لا ناصر لهم الا الله ارادوا ان يقولوا قولا وان يدعوا دعوة ولكن الصحابة لفقههم يعلمون افضل ان افضل الدعاء ما كان من جوامع الكلم واخبر به النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابو سعيد لما كان يوم خندق اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله هل من شيء نقوله اي في حال هذا الخوف الشديد الظن البعيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اللهم استر عوراتنا اي نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا فقالها الصحابة رضوان الله عليهم قال ابو سعيد فضرب الله اعداءه بالريح فهزمهم الله بها وهذه الفاء يسمونها فاء التعقيب اي بعدما قال المسلمون ما قالوا من دعاء علمهم النبي صلى الله عليه وسلم اياه كان نصر الله عز وجل قريبا وكان تأمينهم بعد ذلك امرا ليس بالبعيد وهذا يدل عليه قوله فضرب الله اعداءه بالريح اذا فالدعاء من اعظم ما يستجلب به الامن وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو به كذلك فقد روى ابن حبان من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رأى الهلال قال اللهم اهله علينا بالامن والايمان والاسلام والسلامة والتوفيق لما يحب ربنا فدل ذلك على ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى الاية وهي ظهور الهلال ومعنى كونها اية اي انها ليست مستمرة فان المرء اذا رأى شيئا من الحوادث الكونية التي هي بقدر الله عز وجل وجريانه اذا كان لم يعتد على رؤيانها فانها تكون اية ولذا في حديث عائشة رضي الله عنها بكسوف الشمس حينما كسفت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اشارت الى السماء انها اية اي الكسوف فالكسوف اية والشمس والقمر ايتان وابتداء خروج القمر هلالا اية وعند وجود هذه الايات التي ينظر اليها المؤمن ويعظم ربه جل وعلا ان اوجدها يعظم ايمان المرء بربه ويرجى له حينه اجابة الدعاء ولذا فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالدعاء عند وعند رؤية الايات المقصود من هذا كله ان النبي بل انبياء الله عز وجل جميعا كلهم اذا فقدوا الامن دعوا الله عز وجل واذا احبوا احدا دعوا دعوا له بالامن اذ استجلاب الامن من الله عز وجل يكون بالدعاء وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا يرد القدر الا الدعاء والمراد بالقدر هنا اي ما كتب في السماء في كتاب السماء الدنيا كما قال الله عز وجل يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب قال علي رضي الله عنه يمحو الله ما يشاء ويثبت من الكتاب الذي في السماء الدنيا الذي تنقل منه الملائكة وعنده سبحانه ام الكتاب لا يتغير ولا يتبدل الدعاء يقلب الخوف امنا ويقلب الشدة سعة ويقلب الظنك رخاء ولكن كما قال عمر رضي الله عنه اني لا احمل هم الاستجابة وانما احمل هم الدعاء والعجب ان بعضا ممن يحسب على الخير والدين يغفل هذا الامر ولا ينشغل به بل يجب على المرء ان يكثر من دعاء الله عز وجل بالدعاء الامني بدعاء الخير مطلقا ومن الخير الامن ولذا قد يعاب خطيب حينما يتساهل في دعائه الله عز وجل ان يؤمن بلاد المسلمين وان ييسر لهم امورهم وان يجعل الرخاء عاما عليهم فان المرء لا يستقل مثل هذا الدعاء فلربما كان سببا في خير لاناس كثير الامر الثاني الذي تستجلب منه او تستجلب به نعمة الله عز وجل بالامن وهو امر مهم وهو الشكر لله عز وجل والشكر لله عز وجل واجب على كل النعم ومن شكره جل وعلا المأمور العباد به شكره سبحانه وتعالى على الامن خاصة فان موسى عليه السلام ذكر لقومه ما انعم الله عز وجل عليهم من الامن بعدما كانوا خائفين ثم امرهم بعده بالشكر فقال الله عز وجل قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون ابناءكم ويستحيون نسائكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم هذا هو تذكير النعمة ثم قال الله جل وعلا واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ذكر اهل التفسير ان من دلائل طرق كشف بعض معاني الاية والاية في كتاب الله عز وجل حمال اوجه فان لكل اية من المعاني ما قد يخفى على كثير من الناس يظهره الله عز وجل لاحد دون احد من دلائل كشف بعض معاني الاي النظر في نسق القرآن وترتيب الاية بعضه على بعض فقوله جل وعلا واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد جاءت بعد الاية التي امر الله التي ذكر الله فيها ان موسى امر قومه ان يذكروا نعمة الله عليهم بالامن ولذلك فان شكر الله عز وجل على نعمة الامن من اهم الامور ومن اعظم الوسائل التي يتحقق بها مقصد حفظ الامن وعجبوا من بعض الناس حينما تذكره نعم الله عز وجل والاءه عليه ومن اعظم نعم الله عليه وعليك ان انعم الله عز وجل علينا جميعا بامن يبدأ يستهزئ بهذا الاصل العظيم من اصول الشريعة حينما تتحدث عن امن ويقول انك تتحدث عن امر يرى انه من الامور التي هي من فعل الادميين او انها من بعض تصرفاتهم وليس ذلك كذلك بل يجب ان تذكر نعمة الله واذكروا نعمة الله عليكم اذ انجاكم من ال فرعون ولذلك فان شكر هذه النعمة يكون بامور اولها بتذكرها والتحدث بها فان الله عز وجل يحب ان يرى اثر نعمة عبده عليه وقد امر الله عز وجل بذكر وتذكر النعم التي انعمها الله عز وجل على العباد ومن طرق شكر نعم الله عز وجل ان تنسب له سبحانه وهذا امر مهم فان من شكر النعمة ان تنسب لمبديها وان لا تنسب لغيره ولذلك لما نسبت القوة لغير الله عز وجل عوقبوا بالحرمان ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم الم تغن تلك الكفرة الصحابة رضوان الله عليهم من الله شيئا ولذلك فالواجب على المسلم ان ينسب كل فضل له سبحانه وتعالى وهذا امر مستقر فيتحدث بنعمة الله بالامن وينسب هذه النعمة له سبحانه وتعالى ابتداء واستدامة ويسأله جل وعلا حفظها بعد ذلك من وسائل حفظ الامن كذلك او او من وسائل استجلاب نعمة الله عز وجل بالشكر ان تعمل العمل الصالح فان العمل الصالح هو الذي يتحقق به الشكر حقيقة الم يقل الله عز وجل لال داوود اعملوا ال داوود شكرا الشكر ليس بمجرد اللسان بل ان مع اللسان لابد من موافقة الاركان ايعمل المرء شكرا لله عز وجل فيؤدي الحقوق التي عليه ويعبد الله عز وجل كما امره سبحانه ويقتصد في معيشة ويترك ما نهى الله عز وجل عنه ويعطي من احتاج من المسلمين ما احتاجه وغير ذلك من الاحكام الشرعية المفصلة وكون شكر الله عز وجل باداء العبادة والطاعة وامتثال الامر حافظا لنعمة الامن بالخصوص له اصل في الشريعة فان الله عز وجل لما ذكر الامتنان على قريش قال فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف يقول اهل العلم ان قرن الحكم بوصف بحرف الفاء يدل على ان هذا الوصف هو علة هذا الحكم فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف فعبادتك الله عز وجل هي علة امنك بامر الله عز وجل ولذلك هذا التعقيب بالفاء يدلنا على هذا المعنى المهم وهو ان عبادة الله عز وجل يتحقق بها شكره سبحانه وتعالى على الامن وبشكره جل وعلا يتحقق هذا الامن وهو المقصد العظيم للناس هذا المقصد الاول الذي ذكرته اول عفوا هذه الوسيلة الاولى من وسائل حفظ الامن فقد ذكرت لكم ان الوسيلة الاولى الاعتقاد الجازم والاقرار في النفس بان هذا الامن نعمة من الله عز وجل وذكرت لكم انه يستجلب بوسائل من اهمها دعاء الله عز وجل وشكره وعمل الشكر وهو اداء العبادات كما فرض الله عز وجل من وسائل تحقيق الامن بعد الاعتقاد انها نعمة الله عز وجل واستجلابها منه وهو وجود المجتمع الممتثل لامر الله عز وجل وامر رسوله صلى الله عليه وسلم في حب الخير لكل واحد منهم لغيره فان المسلم كلما كان متكافلا وكلما كان مترابطا كلما كان الامن فيه اظهر واقوى مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى لها له سائر الجسد بالسهر والحمى ولذا فان المسلم اذا رأى منقصة في الامن على اخيه فانه يسعى ان يتمم امنه وان يحفظ له امنه بفعله وقد قرر العلماء في ذلك قواعد منها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر حينما تكلم العلماء عن دفع الصائل قالوا ان دفع الصائل على النفس وعلى العرض واجب ودفعه على المال جائز وليس بواجب قالوا والدفع الصائل سواء كان على نفسه او على غيره سواء معنى ذلك ان العلماء يقولون ان صائلا اذا صال فانه يجب دفعه اذا كان يريد الاعتداء على نفس او عرظ سواء كانت النفس نفسك او نفس غيرك وهذا يدل على ان المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد طبعا بشرطه الذي ذكره العلماء في محله المقصود فالمقصود اذا ان دفع الصائل لا فرق بين ان يكون صائلا على نفسك ونفس غيرك او عرظك او عرظ غيرك ويجوز لك ان تدفع الصائل عن مالك وما لغيرك سواء هذا من الامور المتعلقة بتكافل المسلمين وكيف ان اجتماعهم يؤدي الى مصالح ومقاصد عظيمة جدا من هذه المقاصد والمصالح حفظ الامن بعمومه هذا المجتمع يتحقق فيه حفظ الامن كذلك بوصف اخر وهو ان يعلم كل امرئ غيره فان كثيرا من القوادح في الامن انما دخلت بسبب الجهل فكثير من الذين اخلوا بهذا المقصد اخلوا به بسبب جهلهم باحكام شرع الله عز وجل ولربما البسه بعضهم لباس الدين وظنوا انه من الدين فقتل امرؤ غيره وانتهك عرضه واخذ ماله بدعوى الدين اما وجوبا او اباحة او ندبا ولو ان العالم علم وفقه وبين فانه حينئذ يكف يد كثير من الجهال ولذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان القوم اذا كانوا في ان ان اهل ان المجتمع مثلهم كمثل راكب السفينة اقتسموا فيها فبعضهم قال اكون في اعلاها وبعضهم قال انه يكون في اسفلها فاحتاج الذين في اسفلها الى ماء فقالوا لو خرقنا في جزئنا خرقا ففعلوا ذلك فلو تركهم من في اعلى السفينة لهلك الاسفلون وهلكوا معهم وهلكوا جميعا ولو اخذوا بيدهم وعلموهم لنجوا ونجوا جميعا الامر مثله اذا رأيت رجلا يظن ان امرا يفعله مباحا وربما عياذا بالله يرى انه مندوب وهذا الامر الذي يفعله سواء كان قولا او فعلا هذا الامر الذي يفعله يخل بالامن فانه يلزم المسلم ان يبين وان ينصح وان يأخذ على يده وهذا يدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه الوسيلة الثالثة وهي الوسيلة الاخيرة التي يتحقق بها حفظ الامن وهو من الوسائل الشرعية لانني قلت لكم لن اتكلم عن الوسائل الا ما كان منها وسيلة شرعية فذكرنا ما يتعلق بالايمان والاعتقاد بالله ثم بعده ما يتعلق بتعامل المسلم مع اخيه في المجتمع الواحد وهذه هي الوسيلة الثالثة التي قررها اهل العلم وبينوها واجمعوا عليها الا وهو ما يتعلق بالولاية فان اهل السنة والجماعة نسب اسمه لامرين للسنة حيث عملوا بها وللجماعة لانهم اعمالها وما خالف احد اهل السنة الا ولا بد ان يكون قد خالفهم في باب الجماعة حتى قال بعض اهل العلم واظنه الامام احمد او غيره نسيت يقول اختلف اهل الاهواء واجتمعوا على السيف ولذلك كان اهل السنة لهم نصفان متلازمان السنة والجماعة ولا جماعة الا لمن علم السنة فقد جاء ان من من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن كلام اصحابك عمر وغيره في الخطبة الجمعة انهم يقولون وعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شد شدة النار اذا فوجود الجماعة ولا جماعة الا بولاية من المقاصد الشرعية لتحقق مصالح كثيرة ومنها مصلحة حفظ الامن ولذلك بين الله عز وجل في كتابه ان الامن انما يحفظ بولي الامر وهو الولاية العظمى اسمع قول الله عز وجل واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا المقصود من هذا ان هذه الاية صريحة في ان من وسائل حفظ الامن وجود الولاية اذ امر الله عز وجل بالرد الى اولي الامر والمعدوم لا يرد اليه ومن القواعد العقلية والشرعية ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب فحيث امر الله بالرد الى ولي الامر فيجب وجوده حينذاك وهذا الامر وهو قضية وجود الولاية لابد فيها او من امور ومن وسائل يكون بها تمام تحقق ذلك الشيء اول هذه الامور وهو مسألة ما قرره اهل العلم واجمعوا عليه وهو وجوب وجود ولي الامر وهو وجوب التنصيب وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وتقرر معنا الاستنباط من الاية ان ما لا يتم الوجوب الا به فهو واجب اذا فلا بد حينئذ من التنصير الامر الثاني الذي يتحقق به حفظ الامن بالولاية ان هذه الولاية لا يتحقق بها حفظ الامن الا اذا وجد السمع والطاعة يقول ربنا جل وعلا يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ادلنا ذلك على ان طاعة ولي الامر هو من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والمقاصد المرجوة من وجود ولي الامر وتنصيبه لا تتحقق الا بسمع وطاعة كما قال بعض السلف لا جماعة الا بامام ولا امام الا بطاعة فهذه الامور الثلاثة متلازمة الجماعة والولاية والطاعة وقد ذكر كثير من اهل العلم ان الاحاديث متواترة تواترا معنويا في وجوب السمع والطاعة لمن ولاه الله عز وجل امره وقد ذكر الشيخ بن جاسر صاحب المنسك في رسالة له نحوا من اظن ثلاثين او اربعين صيغة جاء الحديث فيها بالامر بالطاعة بوسيلة او باخرى وقال انها تدل على التواتر المعنوي على وجوب السمع والطاعة اذن السمع والطاعة هي من الوسائل التي يستجلب بها الوسيلة الكلية لحفظ الامن الامر الاخير وبه اختم هذا الامر اننا حيث قلنا يجب التنصيب ويجب السمع والطاعة فان لنا حديثا لكل من ولي امرا من امور المسلمين سواء كان امرا كبيرا او كان امرا صغيرا وهو ان يتقي الله عز وجل وان يسعى في تحقيق امن الناس وعدلي شأنهم واستقامة امرهم وقد جاء في حديث ابي هريرة حديث عظيم فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من امير على ثلاثة فاكثر الا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يداه الى عنقه اطلقه الحق او اوثقه فان المرأة اذا ولي على اناس ولو كان عددهم قليلا فيجب عليه ان يتقي الله عز وجل وان يراقب في عمله والا يغش وان يسعى لتحقيق ما وكل اليه وخاصة اذا كان ما وكل اليه الامن حفظ نهج الناس وحفظ عقولهم كالمخدرات وحفظ اموالهم كمنع السرقات وغيرها من الامور فيجب عليه ان يتقي الله عز وجل ويعلم ان توليه هذه الولاية ولو على ثلاثة انها ستكون وثاقا له يوم القيامة انما يفكه من هذا الوثاق الحق انعدل وان قصد وادى الحق على وجهه والا زيد في غلاله وزيد في عذابه يوم القيامة هذه الامور ايها الاخوة بعض من حديث عن اصل من اصول الشريعة وهو مسألة حفظ الامن وقد تقدم معنا اولا ان الامن هو الحفظ لكل مقاصد الشريعة ومقاصد الشريعة كلها جاءت لحفظ لجلب المصلحة فكل مصلحة في الشرع لابد بطريق او باخر ان ترجع الى الامن لان فيه المنع والزجر من التعدي عليها من الغير فتكون من الوسائل الوقائية ولذلك فان الامن بمعناه الشامل يدخل في كل شيء حتى في الامن على الدين فان صاحب الانحراف في ذهنه وفكره واعتقاده هذا الحديث فيه ومنعه وزجره من حفظ امن الدين وامن العقل يتعلق ايضا بما يقدح في العقل ومثله يقال في باقي المقاصد الاخرى فهذه الامور يجب على المسلم ان يستحضرها وان يستذكرها فانها تكون نافعة له باذن الله عز وجل من غير اغفار لوسائل المحسوسة التي يبذلها الشخص من طريق الى اخر. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علينا جميعا بالهدى والتقى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات واسأله وعلا ان يؤمننا في اوطاننا وان يصلح ولاة امورنا وان يوفقهم لكل خير واسأله جل وعلا ان يحفظ بلاد هذه من كل سوء وسائر بلاد المسلمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين طيب اه هذا اخونا يقول كيف يتحقق الامن في ظل الشريعة الاسلامية اجيبه بان اقول هذا ما نحن فيه من بعد صلاة المغرب يعني اعيد لك المحاضرة كاملة. المحاضرة هي حفظ الامن في الشريعة. مقصد حفظ الامن في الشريعة اخونا ايظا يسأل فيقول ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه اشارة لامر مهم الامر الاول ان من شكر الله عز وجل شكر الناس لان المرء اذا اراد ان يشكر الله عز وجل الا بد له اولا ان يستحضر النعمة التي انعم عليه بها فاذا انعم على امرئ بنعمة وكانت هذه النعمة قد اجراها الله عز وجل على يد شخص بعينه فانك عندما تعرف هذه النعمة فانك تنسبها لله عز وجل وتشكر من كان سببا في ايصالها اليك. وهذا من باب تذكر النعمة الامر الثاني ان من شكر الله عز وجل بعد التذكر ان يكون فيها اقرار وتضرع له سبحانه وتعالى فان المؤمن اذا شكر الله عز وجل وهو وهو مقر باهمية هذه النعمة مستشعر لمكانتها وحاجته اليها فانه حينئذ يكون شكره نابعا من قلبه وهو حينئذ يكون اتم شكرا من غيره كالدعاء اليس الدعاء يستجاب لمن كان مضطرا اليه فكذلك الشاكر يكون مستجابا لمن اضطر اليه كقول الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه اقول فكذلك الشاكر فان الشاكر للنعمة التي كان فاقدا لها ومضطرا اليها ثم وجدها ليس لك الشاكر الذي وجد النعمة ولم يفقدها ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم انما اخشى عليكم من لا يعرف الجاهلية او نحوا مما ذكر عليه الصلاة والسلام لانه لم يعرف فقد نعمة الايمان والتوحيد اذا هذي الامور تجعل او هذا الامر الثاني يجعل ان الشخص اذا عرف هذه النعمة فانه سيشكر كل من كان وسيلة اليه. اذا فقوله من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل هذه من باب ما يتعلق بافعال القلوب فقط لا انه من باب الحقائق لان بعض الناس قد لا يشكر زيدا بعينه لكنه يشكر الله عز وجل بلفظه بعد ذلك هذا ما يتعلق بمعنى هذا الحديث هذا اخونا يقول هل من نصيحة لمن اغتر بالتنظيمات الارهابية في قضية الاخلال بالامن وغيره. لا شك ان التنظيمات الارهابية مهما تعدد اسمها بل اقول لك ان اسماءها غير محصورة فان الاسماء تتولد وتتغير بل اخبرك انها ستبقى الى قيام الساعة جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قسم الغنائم بين بين بعض العرب وترك قريشا والانصار ارضى الانصار بكلمة واعطى قريشا بعد ذلك قال فجاء رجل حاسرا عن رأسه قد ظهرت وجنتاه اجل الجبهة فقال يا رسول الله اعدل فانك لم تعدل فذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك انه يخرج من ظئظئ هذا الرجل اقوام تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من رمية الى ان قال في بعض الفاظ الحديث في خارج الصحيح يقاتل اخرهم مع الدجال فقوله يقاتل اخر مع الدجال يدلنا على ان هذه الاهواء وهذه الفرق باقية الى اخر امد الدنيا لان الدجال انما بعده عيسى ابن مريم وهذا يدلنا على ان الاهواء تتغير مهما تعددت اسماؤها ولذلك فان الانتماء لغير السنة والجماعة انتماء شر وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله حذيفة بما يعتصم به في اخر الزمان قال عليك بجماعة المسلمين وامامهم وهذه كلمة عظيمة يكون فيها اصل كل خير عند الفتن هذا اخونا يقول هل الدعاء لولاة الامور من المأمورات نقول نعم هو كذلك قال النووي رحمه الله تعالى انعقد اجماع المسلمين على ان الدعاء لولي الامر مندوب اليه وفي الخطبة كذلك اي يندب في خطبة الجمعة ان يندب ان يدعى لولي امر المسلمين بل قد ذكر بعض المتأخرين وهو الالوس في تفسيره معنى لطيفا قال ان الدعاء لولي الامر بالخطبة وبعد الدروس ونحوها يكون افضل من الدعاء له في السر قال لان الدعاء لولي الامر علانية يحبب الناس فيه قال ومن مقاصد الشرع تحبيب الناس لولاة امورهم خيار ولاتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم تصلون عليهم تدعون لهم يصلون عليكم يدعون لكم فالمقصود ان الدعاء لولي الامر من المأمورات به شرعا ولا شك ولذا قال جمع من اهل العلم الفضيل بن عياض وغيره لان كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان واهل العلم رحمهم الله تعالى يريدون في كتب العقائد كصاحب شرح السنة البربهاري وغيره يذكرون في العقائد بعضا من الفروع الفقهية المندوبة ومنها الدعاء لولي الامر اذا فالدعاء لولي الامر لا شك انه من الامور المندوب اليها بل يتأكد اذا كان علانية يقول كيف نجمع بين قول الله عز وجل ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم وحديث النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يد الله مع الجماعة لا تعارض لكي نقول انه يمكن الجمع بينهما فانه لا تعارض فهذه لا تعارض تلك ووجه ذلك ان النصر من الله عز وجل والمآل والنتيجة انما هي للجماعة والامر لا يكون مستتما للمرء في كل احواله على صورة واحدة واكمل القوم من كانوا مع نبي فاكمل الناس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك اراد الله عز وجل ان يعلمهم وان ينبههم الى هذا الامر المتعلق بالفاظهم رضوان الله عليهم هذه مسائل اخرى خارجة عن موضوعنا اظن هنا نقف وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين