بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الامين. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه سلم تسليما كثيرا. اما بعد فاهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة المباركون. في برنامجكم برنامج الاسرة وتعزيز في مواجهة الانحرافات الفكرية والافكار الضالة. والذي ينظمه مركز الدعوة وارشاد بمنطقة الحدود الشمالية ورعاية جمعية التنمية الاسرية الفة باسم المركز ايها الاخوة وباسم الجمعية وباسمكم انتم ايضا نرحب بضيفي هذا اللقاء مسك الختام وختام المسك ومحاضرة بعنوان اخطاء زوجية تدمر الاسرة ومع فضيلة الشيخ الدكتور عبد السلام ابن محمد شويعر عضو هيئة التدريس بكلية الملك فهد العسكرية. باسمكم جميعا ايها الاخوة نجدد الترحيب به تأذن فضيلته بالبدء في هذه المحاضرة. بسم الله الرحمن الرحيم لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد. ايها الاخوة الاكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ايها الاخوة ان لنا الليلة حديثا عن امور تتعلق بالعلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته في بيته. وما يتعلق وما يكتنف ذلك من مشاكل ربما تعرض عليه في اثنائه. وهذا الموضوع مهما تكلم فيه المتكلم واطنب قال فيه واسهب فانه ولابد وان يكون قاصرا وناقصا عن اتم الكلم كلم ربنا جل وعلى ايها الاخوة ان في القرآن اية عظيمة لو جعلها المسلم نبراس حياته وجعل علها امام ناظريه لما وجدت مشكلة الا وفيها حل الا وفيها حل. ولا وجدت خصومة بين زوجين الا وكان فيها دفع لها قبل وقوعها. وذلك انه قد روينا عند الترمذي من حديث الحارث الاعمر عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب الله فيه خبر من قبلكم وحكم ما بينكم وهو الجد ليس بالهزل ما تركه من جبار قصمه الله ومهما ابتغيتم الهدى في غيره اضلكم الله ولذا قرر اهل العلم ومنهم الشافعي في الرسالة انه ما من حكم الا وفي كتاب الله عز وجل تبيانه بيان الصواب فيه. ولكن قد يعلم بعض الناس ذلك الحكم وقد على اخرين. ولذا فان الله عز وجل يقول في اية عظيمة جليلة يقول الله سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. وان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا اتأخذونه بهتانا واثما مبينا ولا ولا تأخذوا مما تأخذونه بهتانا واثما مبينا. وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. هذه الايات ايها الاخوة ايات من تأمل فيها ونظر في معانيها فانه سيرى جدع. فان الله عز وجل قد ختم هذه الايات بان وصف ما بين الرجل وبين زوجه انه ميثاق والله عز وجل وصف هذا الميثاق بكونه غليظ. ولم يصف الميثاق الذي اخذ على الانبياء بذلك ولذا قال مجاهد بن جبر لما قرأ هذه الاية قال جعل الله عز وجل الميثاق بين الرجل وزوجه اعظم من الذي اخذه الله عز وجل على الانبياء. فهذا الميثاق الذي بين الرجل وزوجه ميثاق غليظ. سببه لان به ابيح هذا الامر الذي كان محرما قبل ذلك. ولانه به اي بالميثاق احل الله عز وجل له ما كان ممنوعا ويؤجر على امور اخرى. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فرق ما بين النكاح والسفاح الاعلان اي اعلان النكاح. فهذا الميثاق فرق الله عز وجل به بين السفاح وبين النكاح وسمي ميثاق من باب التوثيق. اي ان الله عز وجل وثقه فيشترط فيه ما لا يشترط في غيره. ولذا ذكر العلماء من علماء الفقه ان عقد النكاح يختص بخصائص ليست لغيره من العقود فعقد النكاح من العقود التي على سبيل الانفراد لا تنعقد الا باللسان العربي. وغيرها قد ينعقد بالعربية وغيرها وعقد النكاح لا ينعقد الا بالتلفظ ولا ينعقد كتابة. كما ان عقد النكاح لا خيار فيه اعني خيار مجلس ولا خيار شرط وانما هو عقد لازم بات من حين التلفظ به. وعقد النكاح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند احمد او غيره انه جعله مؤثرا وان لم يقصد الحكم فيه. قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح والطلاق والرجعة. اذا فهذه الاحكام وغيرها تدلنا على ان عقد النكاح ميثاق غليظ في ابتداء عقده. فان له خصائص لا توجد لغيره من العقود مطلقة. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فانكم قد اخذتموهن بامانة لا هي. اي بناء على الذي اوثقكم الله عز وجل اياه. وقد بين الله عز وجل تمام دفع مشاكل وبيان ما تدرأ به الخصومات بين الزوجين في هذه الاية. فقال الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف. فقوله جل وعلا وعاشروهن بالمعروف. هذه الكلمة جمعت جوامع الكلم. وكان فيها من الاحكام وما يصلح الله عز وجل به احوال الناس الشيء العظيم. ولنقف بعضا من ولنقف على بعض من المعاني التي احتوتها هذه الايات العظيمة. اذ القرآن لا تنقضي عجائبه ولا اخلقوا على كثرة الرد ففي قول الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف قوله سبحانه وعاشروهن المعاشرة هي من افعال المشاركة. وهذا يدلنا على ان الرجل يعاشر المرأة بالمعروف ولا يمكن ان يتحقق ذلك منه لها الا بمعاشرتها اياه. ولذا فان المعاشرة تكون منهما معا فلا يمكن ان تكون المعاشرة من احدهما دون الاخر. وهذا معنى افعال المشاركة. فما كان على هذا الوزن فانه يكون فيه اثنان فاكثر. وقد قال الله عز وجل لما ذكر الرجال وعاشروهن بالمعروف بين ان للنساء عليهن ان على ان للنساء مثل ما عليهن. فدل على انه يلزم النساء ان يعاشرن كذلك بالمعروف وهذه الاية من جوامع الكلم. لان قوله جل وعلا وعاشروهن بالمعروف. قال اهل العلم ان المراد بالمعروف معان منها ان يكون المراد بالمعروف ما يقابل ما ما يكون مأخوذا من العرف. وبناء على ذلك فان الزوج مأمور ان يعاشر امرأته بما جرى به العرف ولا يقتصر على الحد الادنى من الواجب شرعا. وانما يزيد بما يقتضيه العرف باعراف الناس واحوالهم. وقيل ان المراد بالمعروف اي الاحسان. ولذا فان المرء مأمور بالاحسان الى والا يكافئ الحسنة بمثلها. وانما يكافئ الحسنة باضعافها. كما انه مأمور بمقابلة السيئة اتي بالحسنة وكل هذا دال عليه قول الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف. اذا فكلمة المعروف تحتمل معنيين اما ما كان مأخوذا من العرف وهذا يدلنا على ان العرف محكم في تعامل الرجل مع زوجه والا يقتصر على الحد الادنى وكذلك يحتمل ان يكون معنى المعروف ما كان مأخوذا من الاحسان وهو الزيادة على الواجب. فكل ما كان زائدا على الواجب انه معروف من باب الاحسان. وقول الله جل وعلا وعاشروهن بالمعروف. هذه المعاشرة التي امر الله عز وجل الزوج ان يعاشر زوجه به ان يعاشر زوجته بها هذه ذكرها الله عز وجل منهما معا في اية اخرى. فقد ذكر الله عز وجل ما يجب المرأة من الخلق تجاه زوجها. وامر الرجل حينئذ بما يقابله. فاما ما يجب على المرأة لزوجها فقد ذكر الله عز وجل ثلاث صفات. فقال سبحانه فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. وانت ايها اذا تأملت هذه الصفات الثلاث وتأملت المسلمة هذه الصفات الثلاث وسعت المرأة ان تكتسب هذه الصفات الثلاث حينما تكون فاقدة لبعضها اذ الاخلاق انما تكتسب بالاكتساب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما بالتعلم والحلم بالتحلم. ويكون الرجل والمرأة ساعيان ساعيين لتعليم ابنائهما وبناتهما هذه الاخلاق هذه الاخلاق الثلاث التي تتحقق بها معاشرة المرأة لزوجها بالمعروف قال الله عز وجل فالصالحات قانتات حافظات للغير فاول هذه الصفات الثلاث ان تكون المرأة صالحة. اذ صلاح المرأة في نفسها صلاح لزوجها وولدها. كما قال الله جل وعلا وكان ابوهما صالحا. فاذا صلحت المرأة في نفسها وادت حق الله عز وجل عليها فانه حري بها ان تؤدي حق زوجها عليها. والله عز وجل يحفظ المرأة التي تحفظه سبحانه وتعالى في نفسها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس يا ابن عباس احفظ الله يحفظك. فالمرأة اذا حفظت الله عز وجل بصلاح نفسها فان الله عز وجل يحفظها في زوجها بعد ذلك مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه واله وسلم. فالصالحات قانتات قول الله عز وجل انهن قانتات اي مطيعات. ولذا فان المرأة اوجب ما يجب عليها في المعاشرة بالمعروف الطاعة قال سفيان بن سعيد الثوري لما قرأ هذه الاية فالصالحات قانتات قال القانتات هي الطائعات. ولذا بين النبي صلى الله عليه واله وسلم ان تمام الكمال في المرأة ان تكون مطيعة لزوجها. فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. وبين النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد ذلك صفة هذه المرأة الصالحة. فقال انها اذا نظر اليها سرته واذا امرها اطاعته. اذا فاولى ما تفعله المرأة بافعال جوارحها لتكون عشرتها لزوجها بالمعروف بكتاب الله عز وجل ان تكون طائعة لزوجها فيما يأمرها به. وما ينهاه ومنكفة عما ينهاها عنه. وهذا عن قول الله عز وجل فالصالحات قانتات اي مطيعات لازواجهن كما ذكر ذلك المفسرون كسفيان بن سعيد وغيره. قال جل وعلا في الصفة الثالثة الصالحات قانتات حافظات للغيب. وقول الله عز وجل حافظات للغيب اي انهن يحفظن الله عز وجل في الغيب اي عند عدم اطلاع احد عليهن. فهن حافظات لحق الله عز وجل في الغيب. فلا عبادة ولا تدع طاعة واجبة عليها في الغيب الا ادتها من صلاة ونحوها من العبادات التي تكون من العبادات التي لا يطلع عليها احد الا الله الا الله سبحانه وتعالى. كما انها تكون حافظة للغيب في زوجها. فهي حافظة لحق الله في طاعته وحافظة لحق زوجها. وهذان بينهما تلازم. ولذا جاء في في بعض القراءات ان هذه الاية قرأت على هذه الهيئة فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله بما حفظ الله اي انه تكن حافظات للغيب بحفظهن الله عز وجل. وقال بعض المفسرين ان معنى هذه القراءة بما حفظ الله اي ان الله عز وجل يقيض للرجل الصالح الذي يحفظ الله في الغيب المرأة الصالحة التي تحفظ الله عز وجل في الغيب في نفسها وفي زوجها وهذا معنى قول الله عز وجل يا غلام قول النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام احفظ الله يحفظك. وقد كان من دعاء عباد الله الصالحين عباد الرحمن انهم يدعون فيقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما. فكل من حفظ الله عز وجل واكثر من الدعاء والابتهال اليه جل وعلا فان الله عز وجل سيرزقه بعد ذلك باذنه سبحانه ومنة منه وكرم واجلال منه وكرم جل وعلا ان يرزقه هذه المرأة كما في هذا الكتاب. كما في كتابه جل وعلا. يقول الله عز وجل في صفات هؤلاء الصالحات فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. بما حفظ الله. جاء في ان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه كان اذا قرأ هذه الاية قال فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فاحفظوهن وفي قراءة او في لفظ انه قال فرعوهن. فمن كانت له زوجة اتصفت اتصفت بهذه الصفات الثلاث فهي التي يستحق الحفظ وهي التي تستحق الرعاية لانها نعمة من الله عظيمة قد حرمها كثير ان لم يقل اكثر الناس فانه قليل في النساء من تجتمع فيها هذه الصفات الثلاث التي ذكرها الله عز وجل في كتابه. ومن كانت عنده امرأة قد حوت هذه الصفات فانه قد حيز له طرف من اعظم متاع الدنيا. وقد صح عند ابن حبانة في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من السعادة وفي لفظ انه عليه الصلاة والسلام قال ثلاث من السعادة وذكر من هؤلاء الثلاث او من هذه الثلاث او الاربع قال والمرأة الصالحة التي تسره اذا نظر اليها وتحفظه اذا غاب عنها. اذا المرء اذا رزق المرأة عاشرته بالمعروف بذكر هذه الاوصاف الثلاث فانه حينئذ قد اوتي نصيبا من اكمل النصيب في الدنيا وذلك ولا شك واضح وبين وقد روينا عند ابن جرير ان عبد الله ابن عمر ان عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما كان اذا جاءه الرجل قال الك امرأة؟ قال نعم. قال الك مسكن؟ قال نعم. قال فانك من الاغنياء. فمن كانت له زوجة ومسكن فهو غني فان كانت تلك المرأة صالحة فان غناه على اكمله واتمه واما ان كانت ذات خلق سيء فوتت الصفات الثلاث انها من الشقاء كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. اذا نرجع للاية الاولى وهي قول الله سبحانه وتعالى وعاشروهن بالمعروف. اذا المعاشرة كما ذكرت لكم من افعال المشاركة. فهي من المرأة ومن الرجل. والمعاشرة من طرف المرأة تكون بالطاعة كما بينها الله عز عز وجل في الاية الاخرى بالصفات الثلاث التي يكون بها كمال المعاشرة من طرف المرأة. واما معاشرة الرجل فانها تكون بالاحسان وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انه يجب على الرجل ان يحسن المرأة. فقد قال اوصيكم بالنساء خيرا اوصيكم بالنساء خيرا. وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لامته بان يستوصوا بالنساء خيرا. بالاحسان اكرام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اكرم المؤمنين احسنهم خلقا والطفهم باهله. فكلما كان المرء احسن عشرة لزوجه والطف به فانه يكون اكمل ايمانا كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. بل قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم اشد التحذير وابلغه فيمن تعدى على امرأته من غير وجه حق. فقال احذركم الضعيفين اليتيم والمرأة. والنبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة يوصي ويبالغ في الوصية في حق الزوجة يحسن اليها. وعندما اعبر بالاحسان لان المقصود ليس العدل بل ما جاوز العدل الى الاحسان. اذ المرء مع زوجه انما هو امور بالاحسان لا مطلق العدل فان هذا هو التمام. وهذا معنى قول الله عز وجل وعاشروهن بالمعروف. وعاشروهن المعروف اي بالاحسان الذي يجاوز الكمال بعد ذلك. يقول ربنا جل وعلا وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. ان مسألة الحب والكره هي من المسائل النسبية فان المرء قد يكون محبا لشيء. ثم يصبح في غده كارها له ماقتا. وقد جاء ان عبدالله بن ابي بكر بن الصديق رضي الله عنه تزوج امرأة. فجاء فجاءت زوجته الاولى الى ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت لها ان اخاك قد تزوج امرأة وانه من حبه لها قد انقطع لها وتركنا. فجاءت عائشة رضي الله عنها له لتنصحه ان يكون بعظ الامر الذي يحدث منه اهون مما كان. قال الراوي وهو قد روى هذا الخبر الزبير بن بكار في بعظ كتبه. قال فما بعد ذلك بضع سنين حتى انقلب حبه لهذه الزوجة بغضاء حتى انقلب حبه لها بغضا فجاءت الزوجة الثانية بعد ذلك لعائشة تشتكي لها وترجو منها ان تكلم اخاها بان يحسن العشرة اليها او ان يفارقها المقصود من هذا ان الحب والبغض انما هي من الامور النسبية التي يقلبها الله عز وجل بين ليلة وضحاها. كما ان مسألة والبغض من الامور النسبية باعتبار الابعاض. فقد يكره المرء خلقا. ويحب اخر وقد يكون ذلك المرء كارها لهيئة ولكنه يرى الخلق في حب الخلق. ولذلك فان المرأة تحبب بنفسها بخلقها وكريم فعلها وحسن تربيتها لابنائها ولغير ذلك من الاسباب. ولذا فان بعض الناس عندما يتعلل بان هذا الزواج لا حب فيه نقول ان هذا الكلام يحتاج الى تفصيل. وذلك ان الحب لا يلزم ان يكون شرطا لكل بيت. كما قال عمر رضي الله عنه. لما جاءت لما جاء رجل فسأل امرأته اتحبه فسكتت. فناشدها الله عز وجل ان تجيب. فلما ناشدها الله قالت اما وقد ناشدتني بالله عز وجل فلا فجاء ذلك الرجل الى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه واخبره بالقصة فامر عمر رضي الله عنه ان تأتي هذه المرأة ثم علاها بالدرة لما اخبرته بالخبر وقال لها ما معناه؟ وهل بنيت كل البيوت على الحب انما يتعاشر الناس بالمعروف. فالمقصود من هذا ايها الاكارم ان الله عز وجل بين لان الرجل ربما كره شيئا من ابعاظ المرأة من افعال او هيئة او وصف ونحو ذلك لكنه ان نظر الى الجوانب الاخرى لوجد احسانا ولذلك فان هناك حديثا عظيما يفسر معنى هذه الاية وهذا الحديث لو جعله المرء نبراسا امام عينيه قل كثير من الاشكالات. ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم انه قال لا يفرك مؤمن مؤمنة. ان كره منها خلقا رضي اخر لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر. يقول اهل العلم الناس في تطبيق هذا الحديث ثلاثة اطراف فطرفان تطرفا فاخطا وطرف توسط فاحسن. فاما الطرفان الذين اخطأا فرجل ينظر الى المساوئ فقط فمن نظر الى المساوئ وتناسى المحاسن فان ذلك الرجل لا يهنأ بزواج ولا تستقر له حياة بل ان حياته كلها انما هي في نكد. بل ان استمرت على ذلك ولم يكن فصول. قال والطرف الاخر الذي اخطأ وفي هذا الحديث طرف وازن بين بين الصفات الحسنة والسيئة. وهذا مخطئ ولكنه في الحقيقة ليس مخطئ مخطئا كمال الخطأ. فان بعده عن الصواب اقل. فهذا الرجل اذا وازن بين صفاتها الحسنة بين صفات المرأة الحسنة وصفاتها السيئة فانه يعاملها حينئذ بالعدل وهذا ليس بالحسن واما صفة الكمال فهو الذي ينظر الى صفات الحسن في في زوجه وينظر الى اخلاق الكمال عندها ويثني عليه ويتغافل عن الباقي فهذا هو اكمل الثلاثة ولذلك يقول اهل العلم ان اكرم الاخلاق في البيت الكرم والتغافل اكرم الاخلاق بين الرجل وزوجه خلقان. الاول الكرم بان يكون كريما والثاني ان يكون متغافلا. فاذا رأى خطأ غض الطرف عنه فان سيد قومه المتغافل ليس بالغافل وانما المتغافل. وفي حديث ام زرع ان النبي صلى الله عليه وسلم او ان عائشة رضي الله عنها لما ذكرت قصة النسوة الاحدى عشر ذكرت ان امرأة اثنت على زوجها فقالت ان زوجي اذا دخل فهد واذا خرج اسد ولا يسأل عما عهد. فذكرت هذه المرأة ان زوجها اذا دخل البيت صار كالفهد فهد وهذا من باب الفعل لا من باب الاسم. اي يصبح كالفهد والفهد بطبعه التغافل. فهذا يرى الشيء ويري الناس انه لم يره فاكرم الرجال بالوصف الذي اقر النبي صلى الله عليه وسلم عليه انه صفة مدح ان المرء اذا دخل داره فانه يتغافل عن ما يرى من خطأ وعما يرى من زلة واما اذا خرج فانه يكون كالاسد اسد اي اصبح كالاسد فهو قوي خارج فبيته متغافل في داخل بيته. قالت ولا يسأل عما عهد. اي اذا عهد شيئا في بيته ثم افتقده من مال او طعام او متاع فانه لا يسأل عنه لكرمه وتغافله معا. ولذلك فان الكريم حقيقة هو الذي يتغافل وهو الذي لا ايفرك مؤمنة بخلق يكرهه فيها. وانما يتذكر الحسن فيها فحين اذ يكون اكمل الثلاثة في في هذه الاية يقول ربنا جل وعلا فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. لربما كان الرجل في صبره على امرأته وفي تحمل اذاها فيه خير كثير له في نفسه. وخير كثير لولده لعدم تفريق تفريقه بينه وبين ولده وفيه خير كثير لمجتمعه وخاصة اذا كانت تلك المرأة قريبة له نسب وبينهم رحم فانه ربما فاذا كانت هناك الفرقة ادى الى الفرقة والشتات بعد ذلك. قال الله عز وجل اه وان اردتم استبدال زوج مكان زوج. واتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا. اتاخذونه بهتانا واثما مبينا. وكيف تأخذون وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا هذه الاية فيها من مصالح الزوجية امور من ذلك ان الله عز وجل نهى الرجل ان يأخذ من زوجه عند شدة التي تفضي الى الطلاق ان يأخذ منها من المال شيئا اعطاها اياه. ولو كان مالا كثيرا بذله اليها كقنطار والسبب في ذلك ان هذا المال الذي بذل للزوجة الاصل فيه انه ليس من باب المعاوضة المالية وانما ما هو من المعاوضات غير المحضة كما قرره الفقهاء كالزركشي بغيره لان هذا المال يكون ملكا لها. ولو تأمل المسلم في هذه الاية لعلم ان اكثر المشاكل التي تقع بين الرجل زوجه انما سببه بسبب المال. فكثير من الرجال انما تقع خصومته مع امرأته لاجل انها كان لها مال وطالبها به واراد ان يأخذه منها او نازعها على مال حازته بسبب وظيفة او ارث حين ذلك يبدأ التنازع وهذه الاية يقول الله عز وجل فيها للرجل لا تأخذ من المرأة مالا كنت قد بذلته اليها. فمن باب اولى ليس لك ان تأخذ ما لها شيئا لم تبذله لها ولذلك اذا استشعر المسلم هذه الاية ووقف عندها انسد باب عظيم من المشاكل التي تكون في كثير من البيوت اذ الشيطان يفرح بهذه الوسائل التي تفضي الى الطلاق. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان ينصب عرش ثم يأتيه جنوده فيأتيه كل واحد من جنوده فيقول ما زلت بفلان حتى فعل كذا وكذا من المعاصي. فيقول لم افعل شيئا غدا يتوب حتى اذا جاءه الثالث او الرابع من جنده قال له ما زلت بفلان حتى طلق زوجته فيقول انت انت ويدنيه اليه وذلك ان احب شيء الى الشيطان وابغضه الى الرحمن هو الطلاق. فالشيطان يحب الطلاق بين الرجل وزوجته بما يفضي اليه الطلاق من هم على النفس وما يفضي اليه من مساوئ عظيمة وهو ابغض الى الرحمن لما جاء عند ابي داوود من حديث محارب ابن ثار عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الحلال الى الله الطلاق فالمقصود من هذا الكلام كله اننا نقول ان المرء اذا تأمل في هذه المعاني التي جاءت في هذه الاية فانه حينئذ سيعلم ان هذه الامور اذا حسم بابها واغلقها وهذه الامور الثلاثة وهي حسن العشرة بالمعروف وان اذا كره خلقا رظي خلقا اخر وتحمله ثم الامر الثالث ما يتعلق بالمال فانه باذن الله عز وجل تنحل كثير من المشاكل التي توجد في كثير من البيوت. ثم ختم الله عز وجل هذه الاية بقوله سبحانه وتعالى وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا وقول الله عز وجل وقد افضى بعضكم الى بعض يقول اهل العلم ان قد هنا للتحقيق اي وقد تحقق افظاء بعظكم الى بعظ. وهذه الاية او هذه الجملة في كتاب الله عز وجل تدل على معان كثيرة جدا في قضية ما يتعلق حقوق العشرة. اذ العلماء رحمهم الله تعالى في كتاب النكاح يريدون بابا يسمونه باب عشرة الزوجية يتكلمون عن بعض مقتضيات عقد النكاح من باب القسم والمبيت والوطء وغير ذلك وهذه يمكن استنباطها من هذه الجملة. سواء من باب الاماء والتنبيه او من باب المفهوم او دلالة العمومي وغير ذلك ولذا فان فاني اريد ان اختم كلامي بجملة يسيرة وهو ان كتاب الله عز وجل فيه اعظم الخبر وفيه اعظم الحكم واصدقه فمن تأمل هذا الكتاب وتخلق به فهو الناجي. ولذا فان عائشة رضي الله عنها لما سئلت كيف كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت للسائل الا تقرأ القرآن كان خلقه القرآن فاذا اردت ان تنظر لترجمة اوامر الله عز وجل في الكتاب افعالا فانظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فان فعله وقوله مبينان بكتاب الله عز وجل وانما ذلك بوحي منه سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ومن نظر في كتاب الله عز وجل وكمل نظره لحسن فهمه بالنظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم انه سيرى من ذلك عجبا. وقد كان من سيرته عليه الصلاة والسلام وخبره من حسن فعاله مع ازواجه صلوات الله وسلامه عليه. ورضي الله عنهن الشيء العجيب. فقد كان بعضهن يرفع صوته عليه فلا يغضب. وتكسر احداهن الاناء بين يديه فيقوم صلى الله عليه واله وسلم فيجمع الطعام ويأتي بكلمات لطيفات فيقول غارت امكم. وكان بعض نسائه تفعل بعض الامور معه تابعته في طرقاته فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يغضب. ولا شك ان اكمل الخلق خلق محمد صلى الله عليه واله وسلم فانه متمثل اوامر الله عز وجل وليقس المسلم افعاله لافعال النبي صلى الله عليه وسلم. وليهتدي بهديه. فانه اذا وقر في نفسه تعظيم خبر النبي صلى الله عليه وسلم حسن حاله. ولذلك فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما تلاحى هو وزوجه ورفعت صوتها عليه غضب رضي الله عنه فلما قالت له ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه وقف وكان وقافا وكذلك المسلم فانه اذا وقع له في بيته مع زوجه وولده شيء من هذه العوارض وطرأ عليه شيء من هذه المشاكل ثم نظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وامر ربنا جل وعلا فيجب عند من ان يقف عند حدود الله عز وجل فان هذا هو كمال الايمان. وقد قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله رسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فالمقصود من هذا كله ان المسلم اذا تعلم كلام الله وتفقه فيه ودرس فمعانيه فانه حينئذ تفقه نفسه وفقه نفسه ليس في معرفته الاحكام فقط بل بتزكيتها كما قال قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه انما العلم الخشية. فتجد المرء خاش الله عز وجل في الحلال والحرام في الكسب وخاشيا لله عز وجل في تعامله مع زوجه. وقد مر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا والطفهم باهله. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علينا بالهدى والتقى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يرحم ضعفنا وان يجبر كسرنا وان يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة واسأله جل وعلا ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه واسأله جل وعلا ان يحفظ بلادنا من كل سوء وان يوفق ولاة امورنا لكل خير. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين المبارك آآ هناك عدد من الاسئلة التي تدور حول موضوع المحاضرة وآآ نستأذنكم بعرض شيء منها يقول سائل ما موقف الاسرة المسلمة من مستجدات العصر فيما يتعلق بالوسائل الاعلامية والتعلق بها بسم الله الرحمن الرحيم. اه بالنسبة لمسائل الوسائل الحديثة الاعلامية فان هذا مما لا يمكن حفظه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان في اخر الزمان فتنا لا تترك بيت وبر ولا مدر الا دخلته. ولعل مما يدخل في معنى هذا الحديث هذه الوسائل للاعلام والاتصال التي دخلت كل بيت سواء كان بيت مدر او كان بيت وبر فانت تجد المرأة ولو كان في صحراء نائية بعيدا عن الناس يعلم ما لا يعلمه من كان قريبا من الخبر ولذلك فان هذا الامر لو كان يمكن رفعه فلا شك ان الرفع اولى من الدفع. اذ الرفع اسهل وهذه من القواعد المتقررة اما واما ولم يمكن رفع ذلك بان يكون قد وقع مثل هذه الاشياء بين الايادي ولا يمكن حينئذ فحينئذ يخفف الامر بامور. الامر الاول ان هذه الامور يجب توجيه الابناء صحيح منها من الفاسد وان يغرس فيهم المراقبة الذاتية بان يراقب المرء ربه جل وعلا وان يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل اذ الخوف في هذه الامور ليس فيما يرى. بل حتى فيما يقرأ. اذ بعض الشباب والشابات ربما قرأوا اشياء آآ تخالف الدين وتناقض المعلومة من الدين بالظرورة. بل فيها قوادح في التوحيد. سواء فيما يتعلق بالشبهات او قبل ذلك ما يتعلق بذات الاله جل وعلا اذا فاول هذه الامور ان يغرس في شباب المراقبة الذاتية بان يراقب الشاب والفتاة نفسه. وان يراقب الله عز وجل الامر الثاني ان يحرص على المراقبة ولو جزئيا. فان المرء اذا احس ان خلفه رقيبا. وان عنده من اليه فانه حينئذ لربما كان ذلك سببا لامتناعه من بعض الامور والامر الثالث ان يكون المرء حريا بالدعاء. فان اعظم ما يفعله المرء لابنائه واهله ان يكثر لهم من الدعاء وقد جاء في دعاء عباد الرحمن انهم كانوا يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما وقد جاء عن ابن المنكدر رحمه الله تعالى انه كان يصلي ويطيل صلاته. فالتفت بعد صلاة طويلة لابنه ثم قال يا بني انما اطلت صلاتي لاجلك. وهذا معنى قول الله عز وجل وكان ابوهما صالحا. اذا فدعاء الاب لابنه هو من الدعاء الذي يرجى اجابته فلو حرم المسلم نفسه هذا الخير وسد على نفسه هذا الباب بان لم يدعو لابنائه الدعاء المطلوب فانه حينئذ يكون قد فوت خيرا عظيما. اذا من الاسباب المهمة ان يدعو المرء لابنائه بالصلاح والتقى. ولربما كان ذلك من اعظم الاسباب واحبها الى الله عز وجل لو انفعيها من الاسباب كذلك ان المرء يحرص على اختيار الزوجة الصالحة. فان المرأة الصالحة سبب لصلاح الابناء ولذا لما ذكر الله عز وجل زكريا عليه السلام امتن الله عز وجل عليه بصلاح زوجه فقال واصلحنا له زوجه ثم ذكر بعد ذلك ان الله عز وجل رزقهم ابنا صالحا وهو يحيى عليه السلام فصلاح الزوجة سبب في صلاح الابناء ولذا فمن اراد ان يصلح الله له في في ولده فليبحث عن المرأة الصالحة وصفات المرأة هي التي تقدمت في كتاب الله عز وجل نعم احسن الله اليكم. سائل يسأل بارك الله فيكم يقول هل من رسالة للوالد الذي يبقى اغلب وقته خارج المنزل اتركوا مسألة التربية اخر اولوياته. في المقابل ما هو دور المرأة المسلمة في اصلاح الابناء في ظل غياب ذلك الاب. نعم الحمد لله لا شك ان تربية الابناء ليست خاصة بالمرأة وانما الاب مشارك فيه. ولذا قال النبي الله عليه وسلم كما في حديث ابي سعيد كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ومن الرعاة الاب فانه راع في بيته ومسؤول عن رعيته. وقد جاء في الحديث انه اذا جاء يوم القيامة فان الابن يتعلق في رقبة ابيه ويكون ماريا له يرجو ان يتحمل ابوه عنه اثم ما فعل. مدعيا ان اباه ضيعه وانه قد ترك ما اوجب الله عليه. اذا فهذا الابن الذي هو منسوب اليك ثق انك ان قصرت في حق الله عز وجلت المراقبة والتربية والاحسان فانه سيكون هو اول متعلق بك يوم القيامة. ولذا فان المسلم ام ان الابناء هؤلاء انهم انما هم امانة من الله عز وجل في ذمته ويجب عليه ان يؤدي الامانة بحسن تربيتهم وبالاحسان اليهم والانفاق والتربية. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر ان ابن ادم اذا مات انقطع عمله الا من ثلاث قال وولد صالح يدعو له. فالولد الصالح هو الذي يكون اثرا للاصلاح. ولذا فان الاب يجب عليه ان يجلس مع ابناءه وكثير من سبب صلاح الابناء انما هو وجود الاب وان لم يتكلم فوجود الاب وبقاؤه في البيت له مهابته وله اثره في الابناء وانضباطهم واحسان بوجوده فهذا فهذا من الامور المهمة التي يجب عليه ان يحرص عليها. واما الام فان الام اذا غاب زوجها فانه يجب عليها ان تجتهد قدر الاستطاعة اذ لما غاب زوجها اما لعمل او لكسب رزق او نحو ذلك فانها حينئذ تقوم بمقامه وهذا من التكليف الذي كلفها الله عز وجل به. فاسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد احسن الله اليكم سائل يسأل يقول تقع بعض النساء في في سلوكيات منحرفة فيما يتعلق باللباس الشرعي والاحتشام والوقوع في التقليد الاعمى. هل من توجيه في هذا الباب احسن الله اليكم؟ نعم. اه بالنسبة للحجاب هذه من الامور المهمة وقد ذكر الله عز وجل ان المرأة الصالحة حافظة للغيب ومن حفظ الغيب ان المرأة اذا خرجت من بيتها التزمت حجابها وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قام في النساء خطيبا ثم قال لما ذكر عيوبهن وما يقع فيهن من سبب لدخولهن النار لما ذكر ذلك في خطبة خطبة العيد كما عند الطبراني قال فاذا خرجت احداكن تبرجت في لباسها او نحو مما قال عليه الصلاة والسلام فالمقصود من هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من اسباب التي تكون موجبة لدخول النار خروج المرأة متبرجة وان وان فعلها هذا ممنوع. ولذا فيجب على المرأة ان تكون اتم حشمة واكمل في سترها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روينا عند الحاكم انه قال لفاطمة يا فاطمة خير للمرأة الا يراها الرجال ولذا فان المرء كلما كملت حشمتها كلما تم دينها وجمال المرأة في حيائها وحيائها بعدم ينزع الحياء منه. ولذا فان المرأة كلما كانت اتم حشمة واكمل سترا فان ذلك من تبان كمال صلاحها وتقواها. اسأل الله عز وجل الجميع التوفيق احسن الله اليكم صاحب الفضيلة. سائل يسأل يقول ما هو ضابط العدل بين الابناء والذي يطالب به الاباء ونفيدكم ايها الأخوة قبل اجابة الشيخ انها ستوزع الأوراق ان كان هناك ثمة اسئلة نعرضها على فضيلتك. نعم. ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر ومن حديث النعمان ابن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءه النعمان ابن جاءه بشير بن النعمان وذلك ان بشير ابن النعمان نحل ابنه النعمان ابن بشير نحلة فقالت ام النعمان لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فذهب بشير بن النعمان للنبي صلى الله عليه وسلم فقال اني قد نحلت ابني هذا يعني النعمان ابن بشير نحلة وابت امه الا ان اشهدك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اكل ولدك اعطيته مثل ذلك؟ قال لا قال فاشهد عليه غيري وفي لفظ انه قال اني لا اشهد على زور وفي لفظ انه قال اتريد ان يكونوا في البر سواء؟ فاعدل اذا وجاءت غير هذه الالفاظ عن النبي الله عليه وسلم وهذا يدلنا على انه يجب العدل بين الابناء في العطية اذا الذي يجب العدل فيه بين الابناء الامر الاول عطية المال. فيجب ان يعدل بين الابناء في العطية. ومشهور نذهب انه يجب ايضا بين الورثة عموما وليس خاصا بالابناء ودليله ما تقدم من حديث النعمان البشير عن ابيه وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى التفضيل بين الابناء زورا فقال اني لا اشهد على الزور وتكون صفة التفضيل بين الابناء بان يعطى الذكر سهمان وتعطى الانثى سهما يعطى الذكر سهمين وتعطى الانثى سهما. كما قال قتادة رضي الله عنه هي قسمة رضيها الله لنا بعد وفاتنا فنقتسمها في في حياتنا فيجب ان يعطى الابناء ويعدل بينهم في العطية استثنى من ذلك اهل العلم صورا لا يلزم فيها العدل في العطية الصورة الاولى قالوا ما كان من باب النفقات. وذلك ان الابناء تختلف نفقاتهم. فمنهم من يحتاج من النفقة ما لا يحتاجه الثاني بمرض او لكبر سن فان الصغير انما ينفق عليه سنوات قليلة. واما الكبير فقد انفق عليه. وبعض الناس يقول اجمعوا المقدار الذي انفقته على الاول فاعطيه الثاني. نقول لا. لان هذه النفقات وجبت بموجب اخر وليست من العطايا. اذا ما كان من باب النفقة فلا يلزم فيها العدل الامر الثاني الذي لا يلزم فيه العدل قالوا ما كان لاجل معاوظة. فلو ان رجلا عاوظ احد ابنائه على جعل او اجره على عمل ثم استحق هذا الجعل او تلك الاجرة فان هذا جائز ولا يلزم ان يعطي الباقين ذلك لانه من باب معاقبة الامر الثالث انه ما كان شيئا يسيرا فانه معفو عنه. وقد نص على ذلك الموفق فقال انما كان قليلا يسيرا فان هذا لا يلزم العدل فيه. لان الشريعة جاءت العفو عن اليسير والعفو عن النادر فهذه الامور هي والامر الرابع ذكروه قالوا اذا كان باذن الباقين. فمن اعطى بعظ ابنائه واذن الباقون فانه حينئذ لا يلزم التفضيل يعني يجوز حينئذ التفضيل. هذه الحالات التي يجوز فيها تفضيل بعض الورثة او بعض الابناء على بعض في المال. وما عدا ذلك فانه حرام وهل يكون باطلا ام لا وجهان للفقهاء؟ المشهور انه لا يكون باطلا ولا انما يلزم التعديل قبل الوفاة واختار الشيخ تقيد انه يكون باطلا لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم بانه زور ومن لم يعدل بين ابنائه في العطية فالعلما يقول يجب عليه ان ان يعدل بعد ذلك اما بالرجوع فيها او بالتسوية بان يعطي من لم يعطى مثل ما اعطي الاول. وهذا لا شك انه سبب لبر الابناء به كما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتود ان يكونوا في البر سواء؟ قال نعم. قال فاعدل اذا. اذا هذا الامر الاول وهو العدل بين الابناء في العطية. الامر الثاني ما يتعلق في العدل بين الابناء في المحبة فهذا لا شك انه قد يختلف بعض الناس وبعض الناس قد يحب بعض ابنائه اكثر من محبة الباقين. وهذا امر في القلوب لا يستطيع المرء آآ ان يكون اه عادلا فيه لانه من من الله عز وجل. لكن لا يظلم بعض ابناءه ضربا واعتداء او اخذا من ما له لاجل باقين. ولذا يقول العلماء يجوز للاب ان يتملك من مال ابنه بشروط ستة. وعدوا من هذه الشروط الستة الا يأخذ من ما له شيئا ليعطيه الاخر. لان هذا من باب الظلم المتعدي. نعم احسن الله اليكم صاحب الفضيلة سائل يسأل يقول ما هو واجب الوالدين في محافظة الاسرة على صلاة الجماعة حيث اننا هناك تساهل في هذا الباب. نعم. اه صلاة الجماعة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو من عشرة احاديث يدل على وجوب بها تدل عشرة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بان صلاة الجماعة واجبة. على الرجال. ومنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم اخالف الى اقوام لا يشهدون الجماعة فاحرق عليهم بيوتهم ما هم بمسلمين كما جاء في بعض الالفاظ هذه الزيادة ولذا فان صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين بشروطها التي ذكروها بالا يكون هناك بان يكون بينهم مسافة ما يسمونها بمسافة سماع النداء وقد قدرت بالفرسخ ونحو ذلك من الشروط المذكورة في بابه والاب يجب عليه ان يأمر ابناءه بصلاة الجماعة. فقد ثبت عند اهل السنن من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مروا ابنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها بعشر وهذا الامر وهذا الامر هو للندب بمن كان صغيرا. لان الاصوليين قد قرروا قاعدة وهي ان الامر بالامر للندب فيندب للاب ان يأمر ابناءه الصغار. واما اذا كان ابناؤه كبارا فانه يجب عليه امرهم بها. لان هذا من انكار المنكر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وفي لفظ وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل. فدل على انه يجب انكار المنكر والتغيير باليد قالوا هو للاب في بيته. فيجب على الاب ان يوقظ ابناءه للصلاة وان يحثهم عليها. وان لم يطيعوه فلا اثم ما عليه حين ذاك وانما الاثم عليهم لكن الاثم عليه انما يرتفع بامرهم بها وحثهم عليها وتذكيرهم بوجوبها والزامهم قدر طاعته بحضورها ولا شك انه ينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان علمه ابوه فمن اراد ان يكون ابناؤه في كبرهم محافظين على الصلاة فليأمرهم بها في صغرهم وليعودهم عليها. نعم احسن الله اليكم صاحب الفضيلة سائل يسأل يقول ما وجه ذكر المحافظة على الصلاة في سورة البقرة بعد ان ذكر اية الطلاق لقوله تعالى المصطفى. نعم. هذا فن من الفنون المشهورة وهي مسألة تناسب الاي والسور. وقد الف فيه البقاعي كتابه المشهور في التناسب لاهل العلم مسالك كثيرة في المناسبات بين الاي في كل اية مع ما قبله مع ما قبلها من الاية وبين السور فيما بينها ولربما كان السبب في ذلك ان الصلاة سبب في صلاح قلب المرء وسبب في ازالة وغينته على غيره. ولذا فان المسلم اذا صلى ترك همومه وفرج الله عز وجل عنه غمومه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اهمه امر وحزبه فزع الى الصلاة ونادى يا بلال ارحنا بالصلاة فكذلك المسلم اذا جاءته مشكلة مع زوجه او اهل بيته فانه اذا فزع الى الصلاة ودعا الله عز وجل وناداه وناجاه به وبث اليه شكواه فان هذا حري بان الله عز وجل يكشف ما في قلبه من الهم والغم هذا من جهة. ومن جهة اخرى فانه اذا قرر واراد ان آآ يتخذ قرارا سواء كان ذلك القرار بانفصال في زوجية او بانشاء عقد زواج ابتداء او غير ذلك فانه مما استحب اهل العلم له ان يستخير الله عز وجل. والمستحب في الاستخارة ان تكون بعد صلاة. وقد ثبت في البخاري من حديث جابر انه قال كان النبي صلى الله عليه لم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم بامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقول ثم ذكر دعاء الاستخارة اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك الى اخره. فلعل والعلم عند الله عز وجل ان من اسباب ذكر ايات الطلاق المحافظة على الصلاة بعد ذكر ايات الطلاق ان في المحافظة على الصلاة صلاح القلب وذهاب الهم وفيه آآ آآ سؤال الله عز وجل الخيرة في الامر عند اتخاذ القرار ومنه الطلاق. نعم. احسن الله اليكم صاحب الفضيلة سائل يقول كيف بين صلة الرحم وبر الوالدين وبين المحافظة على اثاث وايمان الابناء اذا كان بعض ابناء الاقارب او الاخوة مفسدون نعم علاقة الرجل باقاربه صلة الرحم. يقول اهل العلم ان الرحم نوعان رحم يجب صلتها يندب صلتها. فاما الرحم التي يجب صلتها فلاهل العلم فيها وجهان. قيل ان الواجب فيها ما كان متصلا الى الى الدرجة الرابعة وهذا قول بعض اهل العلم وقيل وهو قول ابي الخطاب ان الرحم التي يجب صلتها هي الرحم التي لو فرض ان احدهما ذكرا والاخر انثى لحرم النكاح. ودليله على ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك نهى عن نكاح المرأة على عمتها وخالتها قال انكم ان فعلتم ذلك قطعتم ارحامكم. ولم ينهى ان يجمع بين المرأة وبنت عمها لان هذه ليست من الرحم التي يجب صلتها وانما ما هي من المستحبة؟ اذا هذا الامر الاول. الامر الثاني ان صلة الارحام منه ما هو واجب ومنه ما هو مندوب. فاما الواجب فقد ترى اهل العلم انه اربعة اشياء اولها عدم القطيعة بالكلام والابتداء بالسلام. وقد وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال وقد احتج به الامام احمد انه قال صلوا ارحامكم ولو بالسلام. قالوا ولو هنا للتقرير فدل على انه ما تصل به الارحام. الامر الثاني كف الاذى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مما ذكر شعب الايمان وآآ وادناها اماطة الاذى عن الطريق. فكف الاذى بان يحفظ المرء لسانه. والا تقع منه آآ تعد على احد من من ارحامه هذا من اقل ما يكون صلة رحم. الامر الثالث قالوا النفقة حيث وجبت. فان كان قريبه محتاجا لنفقة فان المتقرر عند اهل العلم وهو مفردات المذهب وجوب نفقة الاقارب وقيل مستحبة عند الجمهور انه يجب عليه ان ينفق عليهم هذه الصلة الواجبة. الامر الرابع ان يدعو لهم بظهر الغيب فان الدعاء قد يكون احيانا لازما. في بعض الاحوال. هذه الامور الاربعة هي الواجبة وبناء على ذلك فان الرجل اذا كان له اقارب وهؤلاء الاقارب يرى ان في اختلاط ابنائه معهم ظرر عليهم في دينهم وكان رأيهم مترجحا لا متوهما لان بعض الناس قد يتوهم الشيء وقد يحسبه على وجهه وليس كذلك فانه حينئذ قد يكتفي الحد الادنى من صلة الارحام مع بيان التوجيه وغيره. نعم. احسن الله اليكم شيخنا المبارك كثير من الاسئلة تفتح في حبكم في الله. جزاك الله خير شيخ مبارك يقول كيف اتعامل مع الزوجة اذا رأيت منها تساهم في بعض المنكرات؟ نعم اولا اذا كان الذي رأيته من الزوجة في المنكر هو الزنا فيحرم على الرجل ان يبقى ومع زوجته ان كانت تقع في الزنا. يقول الله عز وجل الزانية اه اه الزانية لا ينكحها الا زان او مشرك فبين ذلك على انه لا يجوز قيل هذه الاية خبر على وجه الامر. ولذلك فانه اذا وقعت المرأة في منكر الزنا فلا يجوز للرجل ان يمسك زوجته بل يجب عليه ان يفارقها وجوبا وهذا هو الذي قرره جمع من اهل العلم واطال عليه الشيخ تقييدي وجوبا اذا فيجب عليه المفارقة لان هذا المنكر تكون حينئذ قد فقدت شرطا من شروط النكاح وهو المكافأة فان آآ الذي يقع في الحرام ليس كفئا للثاني وكذلك العكس فان المرأة اذا رأت زوجها يقع في الزنا مستمرا عليه كذلك من غير توبة فانه ليس كفؤا لها. هذا الامر الاول فيجب ان نخرجه من كلامنا ما عدا ذلك من الامور فان الرجل اذا رأى امرأته مقصرة في بعظ الواجبات الشرعية فانه ينصحها ويبين لها الحق وان يدلها عليه. وانا اقول ربما كان تقصيرها في بعض هذه الامور باب خير فتحه الله عز وجل للرجل. فان بعض الرجال اذا لا يفتح له باب الخير في الدعوة الى الله عز وجل لانشغاله بعمله ومهنته. فاذا بدأ يدعو ابناءه وزوجته للطاعة فانه يكون باب خير فتح لهداية يأتي هذا الشخص وهذا وهذه المرأة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسلم لان يهدي الله بك رجلا واحدا او في حديث علي رضي الله عنه لان يهدي الله بك رجل لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال في مسلم من دل على خير كان له مثل اجر اع به فدل ذلك على ان هذا باب خير ربما فتح للرجل. ومن اعظم الدعوة الى الله عز وجل دعوة الاقربين. وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانذر عشيرتك الاقربين ولذا فان انبياء الله عز وجل او بعض انبياء الله عز وجل ابتلوا بان كان في ازواجهم بعض القصور كما كان في لوط عليه السلام وما كان في نوح وبعض انبياء الله عز وجل انبياء الله عز وجل وصلوات الله وسلامه عليهم. فالمقصود من هذا ان هذا باب خير ربما فتح للرجل بالدعوة والنصح والتوجيه من غير غلظة. ولكل حالة حكمها على سبيل الانفراد ان كان قادرا او غير قادر وما نوع ما تقع فيه من تقصير ونقص و احسن الله اليكم صاحب الفضيلة. سائل يقول ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث صنفان من اهل النار لم ارهما ومعهم سياط كاذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مائلات مميلات رؤوسهن كاسنمة البخت المائلة الحديث يقول صاحب السؤال ما صحة هذا الحديث ولو ذكرتم لنا شرحا مبسطا حوله؟ نعم. اه هذا الحديث يتكون من جملتين الجملة الاولى في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اقواما معهم سياط اذناب البقر يضربون الناس. المراد بهذه الجملة اي انه يأتي في بعض الازمنة ولاة. يأتي ولاة معهم سياط تضربون الناس بها في الطرقات لاجل امور يكون فيها ظلم. وقد جاء في بعض الاخبار انه رؤيا نفس هذه الهيئة في عصور متقدمة بمثل هذه السياط يأتون وتضرب يضرب الناس في الطرقات من الباعة والمارين وغيرهم واما الجملة الثانية وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات. هذه الجملة وهو قوله عليه الصلاة والسلام كاسيات عاريات هذه من الجمل التي ليست على سبيل الوصف المنفصل وانما هي على سبيل الجمع فهي كاسية عارية معا. اي ليس ان الواو هنا يقتضي العطف وانما يطلق يقصد بها الجمع. فهي كاسية وعارية معا ومعنى كونها كاسية عارية قيل اي ان هذا اللباس ظاهرا ولكنه في الحقيقة يكون بمعنى العاري وذلك ان العلماء رحمهم الله تعالى يقولون ان اللباس لا يكون كاسيا الا بثلاثة شروط. سواء كان اه في ستر الرجل او في ستر عورة المرأة سواء في الصلاة او امام الاجانب وانا ذكرت هذه الاوصاف الثلاثة لم؟ لان لكل حالة من هذه الحالات الثلاث حد يختلف عن الثاني. فعورة الرجل عند الرجل ما بين السرة الى الركبة وعورة المرأة في الصلاة كلها ما عدا وجهها وكفأ ما عدا وجهها وكفيها وقدميها على احد الاقوال وقيل ان كفيها يجب سترهما وقيل ايضا ان القدمين يجب سترهما لكن الوجه وجها واحدا يجوز كشفه في اثناء الصلاة. واما خارجها امام الاجانب فالاصل فيه ما ثبت عند الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة كلها عورة. الا ما استثناه الله عز وجل في كتابه ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. والذي ظهر منها اربعة اشياء ذكرها العلماء في محله. فالمقصود من هذا ان العورة او او الثياب التي تكون ساترة يشترط لها شروط. الشرط الاول انه يجب ان تكون ساترة للمحل والشرط الثاني ان تكون غير مفصلة له بان تكون واسعة والشرط ثالث الا تكون شافة. هذه الشروط الثلاثة اوردها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث واحد وهو ما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن مرأة تصلي في آآ الدرع وليس عليها ازار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان الدرع سابغا. يستر ظهور القدمين. فقوله عليه الصلاة والسلام كان سابغا ذكر اهل اللغة ان معنى كون الثوب سابغا اي واسعا غير ضيق وبناء على ذلك فان الضيق ليس بساتر وذلك ان الضيق ينقسم الى قسمين اما ان يكون مجسما واما ان يكون مفصلا فالمفصل هو الذي يبين حدود العضو تماما. وقد حكي الاجماع على ان المفصل ليس بساتر ومن امثلة المفصل هذه الملابس التي تكون ضيقة على الجسد بحيث انه تبين تفصيله فهذا ليس بساتر مطلقا. فوجوده كعدمه كما الاتفاق عليه واظنه ابن جرير. واما المجسم فالمجسم هو الذي يبين حجم الجسد من سمن ونحوه. فهذا معفو عنه وقد ثبت في الصحيح ان سودة رضي الله عنها خرجت بعد نزول الحجاب فرآها ابن عمها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال قد عرفناك يا سودة وذلك ان سود زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت سمينة فعرفها عمر رضي الله عنه من وراء جاب فرجعت للنبي صلى الله عليه وسلم واخبرته بذلك وكانت رضي الله عنها معروفة بالتقى والصلاح رضي الله عنها بل يعني هي من اتم واشهر الصحابيات في التقى والصلاح رضي الله عنهن جميعا. فرجعت مباشرة للنبي صلى الله عليه وسلم وذكرت له ذلك فانزل الله عز وجل ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها. فذكر العلماء ان ما ظهر احد الامور الاربعة وهو التجسيم فان تجسيم معفو عنه مثل ان يعرف السمن مثل الرأس فان المرأة مهما وضعت حجابا على رأسها فسيجسم رأسها فهذا يسمى التجسيم معفون عنه واما التفصيل فانه ليس بمعفو عنه. اذا فالمرأة ومثله الرجل اذا لبست الثياب الضيقة استرتشات وغيرها التي تمطط فمثل هذا لا يكون ساترا باجماع. فهي كاسية عارية. هذا النوع الاول هو ان يكون سابغا. الشرط الثاني انه ولابد ان يكون ساترا بظهور القدمين. وقوله ساترا اي امران. الامر الاول ان يكون ساترا للمحل فيجب الا يكشف بعض الاعضاء وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم المرأة كلها عورة اي اذا خرجت وهذا على سبيل الاغنب الا فيما جاز اخراجه وقد ذكرت لكم انها اربعة اشياء. الامر الثاني آآ او الامر الثالث والاخير ان يكون ساترا بحيث الا يكون شفافا. لان الشافاف ليس ساتر ولذلك لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة قماش تشف ما تحتها اعطاها لعمر وقال ان هذا لا يلبسه من لا خلاق له ثم قال له لتجعلها تحت غلالها. فدل ذلك على ان الشفاف او القماش الذي يكون مفصلا للجسم فانه لا يجوز لبسه وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم انهن كاسيات عائر عاريات ومعنى قوله رؤوسهن كأسنمة البخت المائل قيل فيها وجهان قيل انه باعتبار جسمها فانها تتمايل في مشيتها فيميل رأسها. وهذا من باب التمايل في المشية امام الرجال وهذا لا يجوز امام الرجال فقد نهى الله عز وجل ان تظرب المرأة بقدمها الارظ ليسمع صوت ما فيه ما على من من حلي وزينة وقد يكون التمايل احيانا سببا في ذلك. وقيل ان التمايل هنا بما يوضع على الرأس بحيث انه يكون من باب الزينة فيكون ظاهرا ولذا فانه في بعض الازمنة كانوا يرون ان ما يوضع للرأس مثل حمائم كما نقله يوسف بن عبدالهادي داخل في هذا الحديث وهذا يختلف من حال الى حال. واما جمع الشعر فوق الرأس فقد ذكر ان هذا داخل في هذا الحديث وليس كذلك. وانما يكون ممنوعا اذا كان شعارا لاهل الفسق كالبغايا في زمن معين او كان من باب الشهرة. بحيث انه يظهر المرأة ويظهر يعني جسدها من وراء الحجاب فيكون ممنوع وعن حين ذاك نعم احسن الله اليكم نختم على الصيام ايها الاخوة في مسائل يقول كثيرا ما يسيء العلاقات بين الاسر نعم يقول النبي صلى الله عليه وسلم دب اليكم داء الامم قبلكم وذكر من ذلك الحسد فان الحسد داء وهذا يأكل الحسنات كما يأكل او كما تأكل النار الحطب ولا شك ان المرء اذا ترك الحسد عن قلبه فانه يهنأ في حياته فاسعد الناس بترك الحسد صاحبه. وقد ذكر ان عبد الملك بن الاصمعي قال اتيت البادية فوجدت رجلا قد عمر. فسألته ماذا فعلت؟ وكأن الاصمعي يسأل ذلك الرجل طعامه ورياضته. فقال ذلك الرجل لا اعلم شيئا الا اني تركت الحسد. فالذي يترك الحسد هو اسعد الناس بتركه قبل الناس فهو هو الذي يكون سعيدا يهنأ قلبه وينام ولذلك ليس كل احد يستطيع ذلك. وقد روينا في الحديث ان عبد الله ابن عمرو حكى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل عليكم من هذا الباب رجل من اهل الجنة. فدخل رجل قد جعل نعله تحت ابطه. فصلى ركعتين ثم جلس بطرف الحلقة وهذا على انه ليس من فقهاء الصحابة. ثم لما كان اليوم الثاني فعل مثل ذلك قال يدخل عليكم من هذا الباب رجل من اهل الجنة فدخل الاول على هيئته الاولى فصلى ركعتين ثم جلس ثم في اليوم الثالث مثل ذلك. فاتى عبدالله بن عمرو بن العاص ذلك الرجل وقال يا عم ان بيني وبين ابي خصومة واني اريد ان ابيت عندك فبات عنده فلما اصبح قال انه ليس بيني وبين ابي شيء ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات ذلك القول واردت ما الذي واردت ان انظر ما الذي تعمله تستحق دخول الجنة فقال انه ما رأيت فليس من كثير صلاة ولا صيام وانما لا ابيت وفي قلبي غل على احد فقال عبد الله بن عمرو ذاك ما لا نستطيعه. ولذلك فان ترك الغل والحسد وتنقية القلب من البغضاء والحقد على المسلمين هذه من الامور التي يختلف فيها الناس. وقوله هذا ما لا نستطيعه اي على سبيل الكمال. اذ الناس يتفاوتون وانتم تعلمون ان افعال القلوب تتفاوت. فما كان على سبيل الكمال هذا الذي يكون صعبا. واما النسبي فلا شك انه ممكن. وذلك بالتغافل دعائي لمن ظلمك وبالاستغفار له آآ التجاء يعني وبالاحسان اليه بالمال وبذكر محاسن وان تذكره بالذكر الحسن وبعدم البغي والعدوان فان هذا مما يكمل او مما يخفف الحسد الذي يكون في القلوب