الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد ايها الاخوة الاكارم فاننا في هذه الليلة المباركة ليلة الخميس من هذا الشهر المبارك الاغر شهر رجب احد الاشهر الحرم التي اختصها الله عز وجل بمزيد فضل وانعام وتعظيم للحسنات والسيئات فيها في هذه الليلة المباركة نجتمع دقائق تقل عن الساعة بكثير بمشيئة الله عز وجل نتدارس امرا مهما وحديثا شيقا لطالما اشرأبت النفوس اليه ولطالما سهرت العديد من المهج الليالي الطوال في النظر فيه والتأمل ان حديثنا الليل حديث عن العلم وفي العلم هذا العلم هو ميراث الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقد قال نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بنصيب وافر فالناس يتفاضلون بمعايير كثيرة اجلها عند الله عز وجل ما حوته نفوسهم من هذا العلم الذي هو ميراث الانبياء ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في حديث حميد بن عبدالرحمن عن معاوية رضي الله عنه في الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال خيركم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولما سئل صلوات الله وسلامه عليه عن خير الناس قال عن معادن العرب تسألونني خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا فلذلك بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم فان اخير الناس واكرمهم واعلاهم منزلة وارفعهم درجة انما هم الذين كانوا منتسبين للعلم واعلاهم انبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم ثم بعدهم الناس الامثل فالامثل ولذلك جاء في رواية عند ابي يعلى في المسند وفي اسنادها رجل فيه ظعف وهو ابو الوليد الموقر ولكن معناها صحيح كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ومن لم يفقه فلا خير فيهم من لم يكن في قلبه شيء من الفقه ولم يعلم شيئا من العلم فانه لا خير فيه البتة وهذا معنى قول قول المأمون الخليفة العباسي المشهور ان الناس رجلان رجل طالب لعلم واخر قانع بجهل واخر قانع بجهل فالمرء كلما ازداد علما وحرص على هذا الامر وابتغاه وسعى فيه تحصيله فان هذا علامة خيريته ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب عليه رحمة الله انك اذا رأيت الشاب الحدث يتتبع حلق العلم ويقرأ في كتبهم وينظر في دروسهم وما قالوه فاعلم ان الله اراد به خيرا بل هو في بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم من خير الناس من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن العجب ان هذا العلم منح من الله عز وجل اليس الناس بمحصلين له بالتمني ولا بالترجي وانما بمواهب منه سبحانه وتعالى وارزاق والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ومن اعظم ما يرزق المرء به العلم ومع ذلك فكما ان العلم رزق وهبة من الكريم جل وعلا فان هذا العلم اعني العلم الشرعي يحتاج الى تعلم واكتساب ولذا جاء في الحديث عند الطبراني باسناد حسنه بعض اهل العلم ان نبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم قال انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم فالمرء لا يولد عالما ولا يخرج من بطن امه فاهما فقيها بل لابد له من التعب في هذا العلم والرحلة في تحصيله وبذل الغالي والنفيس لاجله ثم بعد ذلك لا ينال المرء منه شيئا الا بتوفيق من الله جل وعلا واعانة منه سبحانه وتعالى اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده نعم ايها الاخوة ان الحديث عن العلم وفضله ومكانة اهله حديث تشرئب له النفوس وتسعد به الارواح الصادقة لانه حديث عن الصالحين بل عن خير الصالحين فان خير الصالحين هم العلماء بانهم ورثة الانبياء. ولذلك كان كانت العبادة القليلة ممن يعلم احكام العبادة افضل واعظم اجرا عنده جل وعلا ممن يفعلها تقليدا ومحاكاة ففي المسند من حديث عمار رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه واله وسلم واخبر عنه انه قال ان المرء ليصلي وليس له من صلاته الا نصفها الا ثلثها الا ربعها الا خمسها الا سدسها الا سبعها الا ثمنها الا تسعها الا عشرها يقول اهل العلم فالمرء يصلي وبجانبه صاحبه واحدهم يعظم اجره اكثر من اجر صاحبه. بل ربما وصل الى عشرة اضعافه تم له الاجر والاخر انما نال عشرها والسبب في ذلك امران ما وقر في قلبه من الاخلاص لله عز وجل وما فعله بجوارحه متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم. ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال الفضيل ابن عياض احسن العمل اخلصه واصوبه ان العمل اذا كان غير خالص لم يقبل واذا لم يكن غير واذا كان غير صواب لم يقبل فالمرء اذا رفع يديه وصف قدميه وحنى ظهره في ركوعه ثم جعل وجهه واعضاءه واعظمه السبعة على الارض ارض كما امر النبي صلى الله عليه وسلم قابضا ليديه حيث تقبض ناشرا ليديه حيث تنشر في الصلاة فانما فعل ذلك سنة واقتداء فعظم اجره ولذلك ايها الاخوة ذكر بعض العلم اهل العلم رحمهم الله تعالى ان عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمات هذه الاثر نقل عن سفيان رحمه الله تعالى والسبب في ذلك انه اذا ذكر العلماء والعلم والصالحون وصلاحهم اشرأبت النفوس وطمعت ان تكون مثل هؤلاء فقال فقلدتهم وحاكتهم قيمهم فيه فاضلون لغيرهم من الصلاح والعلم والتقى والزهد. فحين ذاك تأتي البركة والخير الذي يعم السامعين ايها الاخوة اقول قبل قليل او ذكرت قبل قليل ان الحديث في ذلك طويل. وان وهو شيق في الوقت نفسه ولكن لا نريد الحديث عن هذا الموضوع وانما سانتقل مباشرة لموضوعنا الذي اجتمعنا للحديث عنه لكي لا اضيع الوقت عليكم وقد وعدت الا يجاوز الوقت شيئا محددا من الدقائق دون الساعة بامر الله عز وجل قلت قبل قليل ان هذا العلم واهب من الله عز وجل وانما يرزق المرء هذا العلم بسببين بتوفيق منه جل وعلا واعانة وبسبب يكتسبه المرء بنفسه واذا نظر المرء في عوائق هذا العلم وصوارفه ونواقصه فانه حينئذ سيستطيع ان ينفي عن نفسه الامر الثاني وهو مسببات العلم التي يكتسبها بنفسه وسنذكر اليوم بامر الله عز وجل وسنذكر اليوم بمشيئة الله عز وجل بعضا من العوائق التي تصرف المرأة عن تحصيل هذا العلم بشتى فنونه وسائر انواعه وفروعه وهذه العوائق التي سنذكرها يمكن ان نقسمها الى قسمين القسم الاول ما يتعلق بشخص طالب العلم الحريص عليه والامر الثاني ما يتعلق بمسلكه وطريقته في تحصيل هذا العلم وما هو الوسيلة او ما هي الوسيلة التي استنها ليتحصن على هذا العلم نبدأ باول هذين النوعين وهو ما يتعلق بشخصه فاول عائق يمنع المرء من تحصيل العلم ان يكون المرء متكبرا فيه وقد ثبت في البخاري عن مجاهد ابن جبر تلميذ تلميذ ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا ينال العلم مستح ولا مستكبر من تكبر وتعظم في نفسه على الا يطلب العلم ولا يجلس في مجالس اهله ولا يصاف من طلبوه وقصدوه فان الله عز وجل لا يرزقه العلم ابدا وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان المرء اذا تواضع واشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة هكذا ينزل يده رفعه الله عز وجل واشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا وان المرء اذا تواضع اذا اذا تعظم وتكبر خفضه الله سبحانه وتعالى كل من تواضع في شيء رفعه الله فيه وكل من تكبر في شيء خفظه الله عز وجل فيه من تكبر في طلب العلم وتحصيله فانه لا يرزق منه شيئا والسبب في ذلك ان كثيرا ممن يطلب العلم انما هم من ابناء الفقراء كما ذكر ذلك ابو عبد الله العباسي او ابو حيان التوحيد نسيت الان فمن يكون من اهل الشرف واهل الخير والمال فانه يرى من المنقصة في حقه والغضاضة في شأنه ان يجالس مثل هؤلاء فيجلس معهم ولذلك كان اهل الشرف عند الاوائل عندما يريدون ان يطلبوا العلم او يرووا الحديث يطلب المحدث ان يأتي اليهم فكان كثير من الحديثين يرفض ويقول انما يكون العلم في المسجد فمن اراده فليأتي وهذه القصص فيها كثيرة ولكن يكفينا قول عمر بن عبد العزيز وهو في البخاري ايضا معلقا انه قال لا تزال هذه الامة بالخير في خير ما كان العلم في المساجد فهو ليس حكرا على احد دون احد ليس مخصوصا به علية القوم دون من هم من اواسطهم وليس مظنونا به عن احد دون احد بل هو للكل وانظر ايها الموفق لابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعني عبدالله بن عباس الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم حبر هذه الامة وترجمان قرآنها فان عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما كان له في طلب العلم شأنا عظيما فيأتي مرة فيجلس على بيت معاذ بن جبل فيجلس عند باب بيته فيطيل معاذ الخروج فتغلب ابن عباس عينه فينام عنده عند عتبة بيته فلما يخرج معاذ يجد ابن عباس عند الباب وقد توسد عتبته فيقول له يا ابن عم رسول الله لو طرقت الباب لخرجت قال انا كذلك نفعل بعلمائنا ثم يمشي معاذ فيأتي ابن عباس معه فيمسك فيمسك بزمام ناقته فيقول يا ابن عم رسول الله لا تفعل ذلك. قال انا كذلك نفعل بعلمائنا ووالله اقولها غير حانث عن علم ومعرفة وخبر بالاوائل والاواخر ان من اذل نفسه في طلب العلم وانقص قدرها عند اهل العلم وبذلها البذل التام ولم يتكبر لكلمة قيلت له او يمتنع من حضور لشيء منع منه فانه الذي يوفق وانه الذي يرزق وكان احد مشايخنا قد مات قريبا وهو معروف يمتحن بعض طلابه بالكلام ليعرف الصادق من الكاذب ايعرف من يصبر ومن لا يصبر فيقول هذا تواضع للعلم وهذا لم يتواضع له فلا يقبل عليه فالمقصود ان الحديث في هذا الامر طويل ولكن نكتفي من القلادة ما احاط بالعنق وكما قال مجاهد لا ينال العلم مستح ولا مستكبر وهنا في كلمة مستح لنعرف ان الحياء كله خير فان الحياء لا يأتي بشر ابدا وانما قصد مجاهد رضي الله عنه لما قال لا ينال العلم مستح ولا مستكبر اي الكبر الذي البس لبس الحياء فان الشيطان يدخل على بعض الناس ويمنعه من بعض الافاعيل بحجة الحياء وانما هو حقيقة منع بحجة الكبر فكيف يكون ذاك الرجل الذي بلغ من العمر فوق الاربعين يجلس في حلقة انما يجلس فيها من دون العشرين. هذا كبر ليس حياء كيف يجلس المعلم مع طلابه في حلقة قرآن او نحوها؟ هذا كبر ليس حياء كيف يجلس المدير مع موظفيه ومن هم دونه هذا كبر وليس حياء المقصود من هذا ان الكبر من اعظم حوائقه ويتعلق بالكبر ايضا الكبر كما تكلمنا عنه قبل قليل عن الكبر في تحصيل العلم فان الكبر في بذله من عوائق تمامه فان من اعظم ما يزيد الله عز وجل به علم المرء وينميه له ان يبذله وان يعلم غيره اياه ولذلك فان الامام احمد لما سئل لما قال اولا لا ينبغي لاحد ان يطلب العلم الا بنية خالصة. قالوا ما النية قال اي ينفي الجهل عن نفسه وان يعلم غيره العلم النية الصادقة فيه ان تعلم غيرك ولذلك كل شيء زيادته في زكاته وزكاة العلم تعليم الناس فيه ومن تكبر في تعليم الناس لم يبارك له في علمه وانما كان الى نقص لا الى نمى ويتكبر المرء في تعليم الناس حينما يأنف ان يعلم اناسا من صغائر الناس ومن عوامهم ويقول انما انا لا اعلم الا الاكابر فحسب هذا رجل لم يتواضع في العلم الاخر من لم يجلس من لا يجلس الا ان يجلس له فاذا جلس له العدد القليل امتنع واذا جلس عنده العدد الكبير جلس ذاك ايضا متكبر في بذله المقصود ان المرء يحرص على الا يتكبر في العلم حال طلبه او حال بذله الامر الثاني من عوائق العلم ان يستعجل المرء في تحصيله ومن عجائب هذا العلم ان العلم الشرعي لابد ان يستمر مع المرء الى وفاته فلذلك فان الامام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة سمع حديثا يروى عنده فاخذ دواة وقلما وورقة ثم كتب هذا الحديث الذي سمعه وهو على فراش موته وهذا يدلنا على ان العلم يستمر مع المرء ومن ظن انه قد اكتفى وانه وصل قمة الجبل فهو في الحقيقة انما هو الى نقص فما بعد القمة الا الانحدار انا اقول ان من استعجل العلم بسرعة لم يتحصل عليه ولذلك يقول محمد ابن شهاب الزهري الامام الجليل التابعي الذي عليه هو مع ثلاثة من علماء الحديث عليهم دار جل الاحاديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال علي ابن المديني يقول محمد ابن شهاب هذا العلم ان اخذته جملة ذهب منك جملة وان اعطيته كلك اعطاك بعض العلم ان اخذته جملة في يوم واحد ذهب منك لا يمكن لا يمكن ان يسكب العلم سكبا في في امرئ ابدا لا يمكن لا يمكن ان يتناوله كما يتناول الطعام في جلسة ثم يسكن ابدا بل لابد له من سهر ليال وبذل اوقات وذهاب عمر وبذل شيء كثير لاجل هذا العلم فلذلك من ظن انه سيرزق العلم في شهر او شهرين او ثلاثة او في سنة او اكثر فانما ذاك رجل لم يوفق وانما جاءه عائق من عوائق العلم فاستعجل ومن القواعد المقررة عند الفقهاء وهي قاعدة فقهية ان من استعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه فمن استعجل في تحصيل العلم فانه يعاقب بعدم تحصيله وقد قال ابو تمام من لي بمثل سيرك المدلل تمشي رويدا وتجي في الاول فمن مشى على طريقة اهل العلم واستن بسننهم ومشى بمسلكهم متبعا الطريقة المثلى في ذلك فانه واصل بامر الله عز وجل وساذكر اثرا والاثار كثيرة من او صورة منصور الاستعجال في العلم من صور الاستعجال في العلم ان يكون المرء حريصا على ان يتصدر وعلى ان يفتي وان يتكلم وهذا علامة استعجاله فان المرء ليعلم ان من علامة توفيق الله عز وجل للعبد ان يبتعد عن التصدر وعن الافتاء يقول ابن ابي الدنيا رحمه الله تعالى ادركت سبعين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كلهم اذا سئل المسألة احالها لصاحبه حتى تعود للاول سبعون من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم كلهم اذا سئل المسألة احالها لغيره لمعرفته بضعف نفسه وعجزه عنها ولذلك يقول اهل العلم كلما زاد علم المرء قل انكاره وعرف قدر نفسه وكثر ورعه. وقد جاء ان الامام احمد كان يسأل كثيرا عن المسألة تلو المسألة فيقول لا اعلم لا اعلم لا اعلم فقيل لتلميذه ابي بكر الاثرم لما احمد كان يكثر من لا اعلم قال لعلمه بالخلاف المرء اذا وفق لخشية الله عز وجل وعدم الحرص على ذلك فانه علامة توفيقه. واذكر هنا اثرا لكي لا نطيل فان الرام هرمزي في كتابه المحدث الفاصل عقد بابا قال باب ما جاء ان اهل الحديث كانوا لا يحدثون الا ان يبلغ المرء منهم اربعين سنة وذكر ابن الجوزي في مناقب الامام احمد ان رجلا من المحدثين يدعى عبدالله بن الحجاج قال دخلت بغداد سنة ثلاث ومئتين من هجرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم فسألت عن احمد بن حنبل فقالوا هو في بيته معتزل لا يحدث الناس قال فذهبت الى اصبهان ثم جئت في السنة التي تليها فدخلت بغداد فسألت عن احمد فقالوا هو متصدر في جامع المنصور الجامع الكبير في البلد واذا حلقته اكبر الحلقات. قال ابو الفرج في المناقب وفي هذه السنة تم احمد اربعين عاما وقد كانت سنة المحدثين الا يحدثوا قبل اربعين. انا قصدي من هذا ان المرء لا يستعجل تحصيل العلم في نفسه ولا يستعجل ان يتصدر فيه وانما يعلم من دونه من تحت يده من اهل بيته وقراباته وتلاميذه وهكذا الى ان الله عز وجل الامر الثالث من اعظم عوائق طلب العلم ان يرغب المرء في علمه بالدنيا وان يرغب عن الاخرة ان من اعظم العوائق اي يقصد المرء بعلمه الدنيا ولذلك من طلب العلم ليماري به العلماء ويجادل به السفهاء لم ينل منه حظا وانما هذا العلم يجب ان يطلب لله عز وجل وقبل ان نتكلم عن بعض صور طلبه للدنيا وما يتعلق بها يجب ان نتكلم عن مسألة كيف تكون النية في العلم لقد ذكرت لكم قبل قليل ان ابا بكر المرودي او الميمون احدهما لما سأل الامام احمد حينما قال لا ينبغي لاحد ان يطلب العلم الا بنية. قال ما النية في العلم قال ان تنفي الجهل عن نفسك وان تعلم غيرك اذا نوى المرء بطلبه العلم ان ينفي الجهل عن نفسه ليصلي ويزكي ويصوم ويحج ويبيع ويشتري على هدى وسنة وتوفيق فهذه هي النية السليمة وان نوى ان يتعلم النافلة من هذا العلم مما لا يحتاجه هو. ولكن ليعلم غيره ان سائل او تلميذ او قريب او اهل فهذه هي النية الصالحة ولذلك البركاوي في اول كتابه لما الف كتابا عن احكام الحيض للنساء قال وهذا الكتاب يجب ان يتعلمه الرجال ليعلموا اهله مع ان الرجل لا يحتاج احكام الحيض والنفاس. ولكن ليعلموا اهله وهم فقهاء الحنفية في القرن العاشر الهجري. اذا المقصود ان امر النية سهل جدا وليس صعبا البتة وانما صعب المتأخرون امرها وشددوا فيها بالنمل سهلة والنبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه كما في حديث محمود ابن لبيد لما سألوه عن المرء قد يقع في نفسه من الرياء ونحوه فقال قل قولوا كما عند البيهقي اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ووالله ما سأل احد الله عز وجل الاخلاص الا رزقه لانك تسأله في حال اخلاص بحال قرب من الله عز وجل فهذا دليل عليه ولكن انتبه هنا مسألة هناك فرق بين الرياء والتشريك في النية الرياء هو الذي ينفى عنك ان سألت الله عز وجل واما تشريك النية فهو ينقص الاجر والحديث في تشريك النية طويل ولكن ان امكن بعد انتهاء الوقت يعني ذكرته على سبيل الاختصار من رغبة الدنيا بالعلم ان يتعلم المرء المسألة ليغالب فلانا او ينتصر لكلمة قالها قبل ان يتعلم هذه المسألة بعض الناس يتكلم في مجلس بكلمة ويذهب لرأي فقهي مثلا فيأتي له امرؤ ليعترض عليه فيذهب ليبحث هذه المسألة ليس قصده الوصول للحق ولا تعليم الناس الهدى والسنة وانما قصده ان ينتصر على غيره هذا انما تعلم لغير الله ليماري غيره ويجادل غيره وهنا مسألة مهمة جدا ان بعض الناس يقول انا نيتي ليست لله عز وجل اذا ساترك العلم نقول هذا الرجل زاد مع جهله حمقى فان من ترك العمل لاجله يقول من فعل الفعل لاجل الناس لي ومن تركه لاجلهم فقد وقع في الشرك وهذه قاعدة مشهورة على تقييدات فيها لذلك انت اول من قال انك لا تريد الله عز وجل بالعلم بل ان هذه النية عندما قلت هذا الشيء يدل على ان في النفس شيء مجرد سؤال لله عز وجل في سجود وفي خلوة ينفي عن كره لكن نعم قد يكون هناك نوع تشريك تشريك في النية تشريك في النية ينقص الاجر مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحديث ابي سعيد وابتغي مؤذنا لا لا يأخذ على اذانه اجرا. وفي حديث عبد الله بن عمر في مسلم ما من غازية يغزون فيغنمون الا تعجلوا ثلثي اجرهم فاعمال القربات اذا اخذ عليها اجر او اخذ عليها جعل نقص الاجر ولم يعدمه بالكلية هذا معنى التشريك في النية ينقص الاجر ولا ينفيه بالكلية فبعض الناس لجهله ظن ان هذا عدم النية فتركه وما من امرئ في الغالب يبتدأ بطلب العلم الا وفي نفسه طلبا من الدنيا فكثير من الناس انما يطلب العلم في اول امره لانه رأى زيدا او عمرا من المشايخ الكبار الذي اذا جلس عظم واذا تكلم سمع له فاعجب به فنظر اليه فتمنى ان يكون مثله هذا فيه في النفس شوي لكن ليس نافية للرياء للاخلاص بالكلية ولكن ان طلبت العلم لله عز وجل فثق انه ستصفى النية بعد ذلك يقول سفيان ابن عيينة ابو محمد المكي عليها رحمة الله طلبنا العلم لغير الله فابى الله ان يكون الاله عندما تستمر في طلب العلم وتصدق فيه ويوفقك الله عز وجل في ذلك فانك حينئذ ستخلص نيتك ولا شك. ويبقى مثل التشريف والاجور لها حديث اخر غير هذا الامر العائق الرابع استعجل فيها ان يظن المرء في نفسه انها هي التي تكتسب ولا ينظر لعون الله عز وجل وكل من نظر لنفسه واعجب اليها وكل اليها ومن استعان بالله عز وجل وسأله الهداية والرشاد كان الله عز وجل معه وانظر لنبينا الاكرم صلوات الله وسلامه عليه وهو الذي يأتيه الوحي صبحا وعشيا كان يسأل الله عز وجل في دعائه في الليل كما في صحيح مسلم اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل حيث تعرفونه اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ان المرء يجب عليه ان يسأل الله عز وجل كل يوم ان يرزقه العلم النافع اولا وان يرزقه الله سبحانه وتعالى الهداية في هذا العلم والهداية فيه وقد قيل في سؤال المؤمنين جميعا الله عز وجل في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم ان الصراط المستقيم هو القرآن وانه الاسلام وانه الهدى والسنة والصواب المرء وهذه المعاني لها اوجه لمعنى واحد لا لا تعارض بينها وان معناها واحد فانت عندما تقول اهدني الصراط المستقيم اهدني لكل حق فانت تسأل الله عز وجل دائما العلم والهداية فيه وقد كان كثير من اهل العلم نقلت عن احمد والشيخ تقي الدين ابن تيمية وغيره وغيرهم ايضا من الاوائل قبلهم كانوا يسألون الله عز وجل فيقولون اللهم يا معلم ادم علمني ويا مفهم سليمان فهمني بل جاء ان الشيخ تقي الدين كانت اذا اشكلت عليه المسألة ذهب الى المساجد المهجورة لانها بيت من بيوت الله ومهجورة ليس فيها احد فيكون المرء اقرب لله عز وجل. دائما الواحد يكون اقربا لله عز وجل اذا كان بعيدا عن الاعين ولذلك دائما العبادات التي يجد فيها المرء لذة ما كانت من عبادات السر قيام الليل الزكاة التي ينفقها المرء في سره النظر غض البصر في النظر كلها جاءت باحاديث بان فيها كسبا للذة العبادة فكان يأتي هذه المساجد المهجورة ويكثر من السجود والتضرع ويقول اللهم يا معلم ادم علمني ويا مفهم سليمان فهمني ويقول الشيخ تقي الدين ايضا في كتابه له رسالة في تفسيره بتفسير ايات الربا قال وهذا الكلام الذي كتبته كتبته بعد طول تضرع لله عز وجل طول تضرع له سبحانه وتعالى ان يهديني الله عز وجل فيه والامام البخاري ما وضع حديثا في كتابه الا وصلى ركعتين لله عز وجل واستخار فيهما. والمرء اذا استخار ماذا يقول؟ ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي فاكتبه لي. هل اكتب هذا حديث ام اتركه كان يستخير الله عز وجل فيه فانظر لعجيب شأن اولئك فانهم كان لهم مع الدعاء امرا عجيبا حتى الف السخاوي تلميذ ابن حجر كتابا كاملا فيمن شرب ماء زمزم لاجل العلم فانه قد ثبت من حيث جابر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ماء زمزم لما شرب له فبعضهم شرب ماء زمزم ليحدث في مسجد فلان. وبعضهم شرب ماء زمزم ليحدث من فلان وبعضهم شرب ماء زمزم ليحسن التصنيف وغير ذلك فمن الاخبار الطويلة في هذا الباب. فالمقصود ان المرء يجب عليه ان يسأل الله عز وجل العلم اسأله العلم فهو سبحانه الواهب له جل وعلا وحده الامر الخامس وهو مسألة ان من اعظم عوائق العلم وعدم تحصيله الا يعمل المرء به فاذا لم يعمل المرء بالعلم الذي تعلمه فانه يكون سببا لعدم البركة فيه يقول ابو عبد الرحمن السلمي حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم انهم كانوا لا يتجاوزون عشر ايات حتى يحفظوها ويعلم ما فيها من الحلال والحرام ويعمل بها يعمل بها المرء اذا عمل بعلمه فهو الموفق ولذلك جاء من من حديث مطرف بن عبدالله وروية مرفوعة من حديث ابن مسعود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما العلم الخشية وخشية الخشية لله عز وجل فمن عرف ان هذه الصورة صورة من الربا او ان هذا التعامل تعامل من الرشا الرشوة فتركه بعد علمه فهذا الذي يبارك له في علمه هذا الذي يبارك له في علمه لانه علم فترك علم فعمل يقول ابن مسعود رضي الله عنه ينبغي لصاحب القرآن ان يعرف بليله اذا الناس نائمون ويعرف بصومه اذا الناس مفطرون ويعرف بسكوته اذا الناس خائبون صاحب العلم يجب ان يعرف يجب ان يظهر على اثاره اذا لم يظهر على اثاره فيجب عليه ان يراجع نفسه معناه ان العلم الذي تعلمت فيه مشكلة قيل لمزاحم اني دخلت بلدا فمن اعلم اهل البلد قال اتقاهم كلما كان المرء تقيا لله عز وجل واعني بالتقييم ان يعمل بعمله فهو العالم هو العالم حقيقة واما قول بعضهم خذ علمي ولا يضرك تقصيري هذا من باب التواضع منه ولكن يجب على العادة ان يتقي الله عز وطالب العلم عموما ان يتقي الله عز وجل وليعلم ان الشأن عليه اعظم من الشأن من غيره الناس ينظرون لصلاتك اذا كنت اماما وينظرون لمحافظتك على السنة ان كنت منسوبا للعلم وطلبه فالمقصود انه يجب على المرء ان يعنى بالعمل بالعلم لكي يثبت والا ينقص وتذهب بركته الامر السادس وبه اختم الامر الاول ان لا ينشغل المرء عن العلم العلم ان اعطيته كلك اعطاك بعضا العلم هذا امره عجيب فانه ينسى ينسى هذا العلم ولذلك يعني من من الالفاظ التي يذكرونها الفقهاء يقولون ان الفرائض علم ساعة علم ساعة واحدة اذا ما راجعته نسيته بعد ساعة كثير من العلوم الشرعية تنسى ما لم تراجع يقولون سفيان بن الثوري رحمه الله تعالى ومن ائمة الحديث لما توفي فكوا نطاقه حزامه الذي يربط به ازاره يريدون ان يغسلوه ليس عنده بيت ليس عندهم اي شيء فلما فكوا نطاقه وجدوا فيها اطراف للحديث اطراف يراجع فيها الحديث ولذلك الحقيقة ان تعجب من بعض طلبة العلم يقول انا حافظ القرآن متى حفظته؟ لما كنت في ثالث متوسط لما تخرجت من تحفيظ القرآن ومن بعدها الى يومك ما راجع القرآن هذا ليس بحافظ يكذب. اقول لست بحافظ الحافظ الان الذي يراجع وكان الحافظ ابن حجر كما نقل عنه او هو نقله عن نفسه في ذيل الدرر قال جلست في مجلس فجاءنا رجل يزعم انه يحفظ الصحيحين وقال الحافظ لا يوجد من يحفظ الصحيحين ابدا فجلس يقول انا احفظ الصحيحين فقال له الحافظ والحافظ ابن حجر هو الذي قرن باسمه الحفظ دون من عاداه من اهل العلم قال فان قال له فقلت له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله والحديث معروف وان في الصحيحين زيادة على هؤلاء السبعة. اربعة او خمسة نسيت انا قال فتلكلك ولم يستطع ان يأتي بحديث. فقلت لست بحافظ فقمت من المجلس فقالوا لي اذكره قلت ان المقام مقام اختبار لا مقام مذاكرة ثم الف فيه مصنف فجمع فيه الذين يعني يظلهم الله عز وجل زيادة على هؤلاء السبعة فالمقصود ان بعض الناس يظن انه وصل لمرحلة خلاص حفظت اذا ليس بعدي احد ولم يصل الى ما وصلته احد واعلم ان هذا العلم ان لم تستمر عليه نساء ينسى ينسب بسرعة ولذلك لابد من مراجعته لابد من مذاكرته لابد من مجالسة اهل العلم فيه واستذكاره وقد جاء في حديث رواه مالك بلاغا بلاغات مالك رحمه الله تعالى كلها وصلت الى اربعة كما قال الحافظ ابن ابو عمر ابن عبد البر منها هذا الحديث لكن وصله ابن ابن ابن الصلاح او وجد اسناده عند محمد ابن طاهر القيصراني في الافراد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني لانسى لاسن اني لانسى يعني اني لانسى عفوا اني لانسى يعني ينسي الشيء لاسن لغيري فما انسيه النبي صلى الله عليه وسلم انما هو من باب السنية انا اقول هذا بين يدي ماذا؟ حديث سأذكره لكم فان ابي ابن كعب رضي الله عنه او غيره من الصحابة قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم اية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد ذكرتني اية النبي صلى الله عليه وسلم وهو النبي الاكرم نسي هذا لكي يسن لقومه يعرفوا انه لابد فيها من المراجعة ولابد فيه من المذاكرة للعلم والا يعتد على امر قد تحصله ولا يزيد عليه وهنا مسألة فائدة تتعلق بهذه المسألة وعدم الانشغال ان كثيرا من اهل العلم يقولون ان المرء اذا طلب العلم في حداثة سنه واول عمره فانه يوفق. اكثر بكثير ممن طلبه على كبر وليس طبعا على سبيل الكل وانما على سبيل الاغلب لان المرأة في صغر سنه يكون صافي الذهن وامامه عمر طويل وقرين المشاغل قليل المشاغل. قد يكون اكبر اصفى ذهنا لكنه كثير المشاغل عنده دوام عنده زوجة عنده ابناء عنده وظيفة عنده وعنده وعنده اما الصغير فانه دون ذلك يقول السيوطي في مقدمة الاشباه والنظائر لما ناظر بعضهم قال وليس يقصد نفسه وليس من طلب العلم صغيرا كمن طلبه كبيرا طبعا ليس كليا فان ابن حزم ما طلب العلم الا على كبر وابا بكر القفال ما طلب العلم الا على كبر بعد الاربعين فكان تلامذته يسمون بالمراودة نسبة له ان اوجد طريقة عند فقهاء الشافعية من الطرق الكبار احد الطريقتين خرسانيون وعراقيون والخرسانيون منهم المراودة. فينسبون لابي بكر قفال مع انه ما طلب العلم الا بعد الاربعين وقد كان قفالا يصنع الاقفال للناس وقد جاء ان الشافعي رحمه الله تعالى قال لوددت يقول الشافعي لوددت ان يبث هذا العلم بين الناس ولا ينسب لي منه حرف ان من اعظم البخل البخل بالعلم بعض الناس قد يتحصل على فائدة في كتاب او معلومة وقف عليها وليس ببدع العلم موروث. موروث يعني موجود عند من قبلك لا يمكن ان تأتي بفهم لم يفهمه الاوائل او بشيء لم يأتي به الاوائل لكن ربما غاب عن كثير من الناس. فان بخل به وظن وشح فانه مسكين لا يعرف لا ينقل عنه العلم فيعرف بركته ويصبح في قلبه حبيسا فتذهب بركته عنه من اعظم البخل البخل بالعلم على طلابه. على طلابه الذين يطلبونه بعض الناس لا يعطي العلم اي احد وانما يعطيه من رغب. من علية القوم او طلبة الدراسات العليا. ويقول من كان دون فانه لا يستحق. لا ليس هذا من البخل بالعلم وهو من اعظم الافات في عدم البركة في العلم وتحصيله هذه رب تقريبا ست او سبع مسائل من العوائق التي تتعلق شخص طالب العلم وساذكر القسم الاخر من العوائق وهي العوائق التي تتعلق بمسلك العلم. وكيفية طلبه فان كثيرا من الناس يكون مخلصا النية صادقا فيها وجدت فيه الصفات السبع او الثمان التي ذكرتها قبل قليل كاملة. لكنه لا يوفق لا يوفق لطريق صحيح لسلك هذا العلم فيذهب في بنيات الطريق وعند ذلك لا يتحصل له ما يريد فاول هذه المسائل التي تكون من عوائق طلب العلم عدم التدرج فيه فلا بد للعلم الشرعي من التدرج فيه. كما انك اذا اردت ان ترقى الدرج ترقى الدرجة الاولى فالثانية فالثالثة فكذلك العلم من اراد ان يصل الى الخامسة طاح على رأسه فاندقت عنقه فلم يتحصن على شيء فيكون مثله كمثل المنبت لا ظهرا ابقى ولا ارظا قطع كثير من الناس يبدأ ويقرأ في امات الكتب ابتداء ويترك اوائل العلوم فعند ذلك لا يوفق ويدل على هذا المسألة ما جاء من تفسير ابن عباس رضي الله عنهما وهو ايضا في البخاري في تفسير الربانيين قال ابن عباس الربانيون الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره صغار العلم قبل كباره العلم درجة درجة يبدأ باوائله ثم يأخذ ما بعده وقد جاء ان ابا بكر من الرودي ايضا جاء للامام احمد فقال الرجل يكون عنده الايتام. ايتام يعني اطفال صغار قد يكونون ابناء له. قد يكونون ابناء بغيره قد يكون معلما او غيرهم قال ماذا يبدأ به قال يسمعهم القرآن قال يسمعهم السنة؟ قال لا. لا يبدأ بالحديث. يبدأ بالقرآن. شوف كيف التدرج في العلم. يبدأ الانسان بهذا المسألة فانه من المسائل الاساسية ان يبدأ بالتدرج ومن اعظم الاشياء بل من اوائل الاشياء التي يبدأ بها اي يبدأ المرء بتعلم نصوص الوحيين الكتاب والسنة ووالله احلف غير حانس انه لا نور ولا بركة لعلم ليس فيه نور الكتاب ولا السنة ما هي الاصل هما هذان الكتابات الاصل هذان هم الاصلان الكتاب والسنة من بدأ بهما وقضى وقته في تحصيلهما ثم اجاد فيهما ما اجاد ثم انتقل لسائر العلوم الشرعية والفهوم بعد ذلك فانه الموفق فلذلك يبدأ بهما قبل كل شيء الامر الثاني بعد ذلك ان يحرص المرء على صغار العلم قبل كباره واضرب لك مثالا في الفقه خل نضرب مثالا في الفقه والا الامثلة كثيرة جدا فان الفقهاء يقولون ان الفقه ينال باربعة اشياء ينال اولا بالتعليق ثم بالتحقيق ثم بالتدقيق قالوا واياك والتلفيق كلها وزنها واحد قالوا يبدأ اولا بالتعليق ما هو التعليق؟ ان تأخذ الفقه فروعا مجردة فروعا مجردة مجرد انك تعرف ما هو تأخذ متنا فقهيا في مذهب ما فتتعلم هذه الفروع فتكون معلقا لها فلذلك تسمى التعليقة التعليق. ثم تعرف هذه الفروع مع دليلها وهذا يسمى التحقيق. ولذلك يصنف ابن الجوزي كتابه التحقيق باحاديث التعليق للقاضي ابي يعلم اذا التحقيق ان تعرف كل مسألة مع دليلها ثم تنتقل بعد ذلك للتدقيق. ان تعرف المسألة مع دليلها مع الخلاف العالي او النازع فاذا عرفت ذلك بهذه الدرجات الثلاث اصبحت بعد ذلك فقيها. بمعنى كلمة انك فقيه بحسب ما يبقى في ذهنك من الناس بعض الناس ينسى بسرعة وبعض الناس يوفقه لله عز وجل فيبقى في ذهنه اكثر اما ان تنتقل مباشرة وانت في اول العلم للمرحلة الثالثة فتأخذ مسائل خلافية مباشرة في زكاة الحلي والخلاف فيه وفي تعجيل الزكاة قبل وقتها وفي وضع اليدين على الصدر ثم تأخذ الخلاف والادلة وانت لا تعرف باقي احكام الصلاة والزكاة والصوم فانك في الحقيقة تكون مثقفا ثقافة دينية وعالما ببعض المسائل ولست فقيها. الفقيه يعرف الفقه كله ولذلك الفقهاء لما تكلموا عن تجزء الاجتهاد قالوا نعم يصح تجزء الاجتهاد بشرطي ان يكون حافظا للاصول حديث ايات الاحاديث وايات الاحكام وان يكون عالما بالفقه كله. لازم لازم لا يمكن ولا يصح ان يفتي امرؤ في الصلاة وهو لا يعرف الاقرار وهو لا يعرف الجعالة كيف انت لست فقيها؟ انت عارف حكم وتنقله لك لست فقيها. الفقيه يجب ان يعرف الفقهاء كله. لان الفقه مناطه واحد. سبحان الله العظيم وهناك عشرات الامثلة بل مئات بل الوف الامثلة قاعدة واحدة في ابواب متفرقة في ابواب متفرقة مثل حمل المطلق على المقيد اذا اتفق الحكم واختلف السبب مثل هذي قاعدة اصولية وهناك قواعد فقهية مثل الفم تجويف الفم هل هو من الوجه ام من الجوف ومسائل كثيرة هذي تتعلق بالحج وبالصوم. ومسائل كثيرة في هذا الباب. اذا المقصود في هذه المسألة التدرج في طلب العلم التدرج في طلبه العائق الثاني وله تعلق بالاول الا يأخذ المرء العلم عن اهله. انتبه هذا العلم العلم الشرعي في هذا الدين الاسلام من خصائصه انه يؤخذ عن الاشياخ يقول عبد الله بن مبارك كما في مقدمة صحيح مسلم الاسناد من الدين. فان قيل عمن بقي. منين جبت هذي المسألة؟ ها؟ هذا معنى بقي. يعني حار ولم يجد جوابا الاسناد من الدين ما كان فقيه قط. ولا محدث قط الا وقد ورث الفقه عن اشياخه والحديث تفسيره ونحو ذلك والعلوم مردها الاثنين الفقه والحديث النصوص الكتاب والسنة والفقه اللي هو الفهم وما عدا ذلك كل العلوم الشرعية تعود لهذه الاثنين. التفسير مردها لهذا. الاصول مرده لهذا. وهكذا اذا لابد فيه من العلم من اخذ عن الاشياخ وقد ذكر اهل العلم نكتة في هذه تدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ان العلم لا ينتزع انتزاعا من قلوب العلماء وانما ينتزع العلم بموت العلماء فاذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فاضلوا واضلوا. شف كيف قال اذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا اي اخذوه من غير علم والنبي صلى الله عليه وسلم بين ان في اخر الزمان يكشو القلم كل يكتب ويكثر القراء ويقل الفقهاء فكل الناس متعلمون والقرآن باقي الى قيام الساعة لن يرفع القرآن من قلوب الناس. وبين ايديهم. باقي الكتب ستكثر في اخر الزمان. كل هذه اخوة بها النبي صلى الله عليه وسلم. لكن قال سيذهب العلم لان العلم لا بد ان يؤخذ من اشياخه لابد من اشياخه وقد رأيت احد المشايخ في احد البلدان يقول في المملكة طبعا يقول اني لاسمع الرجل يتكلم الكلمة عشر دقائق فاعلم هل هذا الرجل اخذ علمه من مشايخ او من كتب سبحان الله حتى يعني يعرف من لهجته. هذا الشيخ يقول يقول اعرفه من لهجتي اعرفه من لهجته ان كان اخذ علما من مشايخ والا اخذه من كتب ومن من توفيق الله عز وجل للمرء ان يرزق شيخا موفقا يقول ايوب السختياني وهو من شيوخ مالك صاحب الموطأ الامام مالك امام دار الهجرة عليه رحمة الله يقول ان من نعمة الله عز وجل على الشاب الشاب الصغير الحدث يعني عفوا على الحدث اللي هو الشاب الصغير والاعجمي اذا اسلم ان يوفق لشيخ من اهل السنة شيخ من اهل السنة يدله على العلم والطريقة الصحيحة في تحصيل العلم ويدل ذلك ايضا ما جاء من حديث ابن مسعود وابن عباس بنحوه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لا تزال هذه الامة بخير ما اخذوا العلم عن الاكابر ما اخذوا العلم عن الاكابر يعني اخذوا علمهم عن اكابرهم علما واكابرهم سنا واكابرهم فظلا وقدرا واذا عظم المرء اشياخه دل على توفيقه. يقول الامام مالك ما افتيت حتى شهد لي سبعون معمما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اني اهل لهذا الفتوى هم الذين يعرفون. يقول ابن ناصر الدين ولم يك يتعمم في ذلك الزمان الا فقيه لا يعرف قدر الشخص ويقومه الا اشياخه ان اثنى عليه اشياخه فكذلك واما منعوه وكانوا صادقين. لان المشايخ الذي يجلس معهم ويلازمهم يعرف يقول يا يا ولدي انت حدك معروف لا تجاوز حدك. من متى ما شاء بديت يعني تصبح شيخا فيعرف المشايخ طلابهم الذين يقاربون يعرف الذي يحق له الفتوى والذي لا يحق وهكذا. انا قصدي من هذا ان الاخذ على الاشياء من اصول الدين ولابد منه في هذه الشريعة بان الاسناد من الدين في هذه الامة ولسنا نأخذه من صحف ولا من صحائف وكتب وانما يؤخذ من اهله من من من اثار التوفيق للشيخ ان الشيخ هو الذي يدلك على الطريق ولذلك بعض اهل العلم الشيخ محمد بن عثيمين يذكر في كتابه العلم يقول اذا اردت ان تقرأ على شيخ لا تقول له انا اقرأ رح قل له ماذا اقرأ عليك هو الذي يعرف الكتاب الذي هو يستطيع ان يشرحه ويعرف ما هو الكتاب الانسب في البلد لكل بلد كتب تناسبه وطريقة تفقه اعتادوا عليها والانسب للشخص ما الذي ينقصه. طيب الامر الثالث فقلنا واجد يا شيخ زين. الامر الثالث انه لا بد من معرفة اصول هذا العلم. اصول هذا العلم فان لكل علم اصولا وفروعا ولابد من التفريق بين الاصول والفروع والمراد بالاصول اي ما تبنى عليه اصول هذا الفن فعلم الحديث مثلا تبنى اصوله على علم العلل وعلوم الحديث المتنوعة المعروفة التي جمعها ابن الصلاح ابو عمرو ابن الصلاح في كتابه المقدمة. هذه اصوله اصول الفقه قد تكون اصولا بالمعنى التي يستنبط بواسطتها الحكم وهي الاصول الفقه او يستنبط منها الحكم وهي القواعد الفقهية اصول ولذلك الأصول قد تكون بمعنى المعنى العام هو القياس القاعدة ومنها او قد تكون بمعنى القاعدة الاصولية التي يستنبط بها الحكم. وقد تكون المناط وهو الظابط او القائد. فهذا كلها تسمى اصول اصول الفن وعلمه وهنا مسألة مهمة تطرق لها العلماء قبل هل المرء يبدأ بتعلم الفروع ثم يتعلم الاصول بعده ام انه يتعلم الاصول ثم يتعلم الفروع بعده ذكر ابن مفلح في كتابه اصول الفقه ان فيها روايتان عند الاصحاب. وان القاضي ابا يعلى يرى ان الاولى تقديم معرفة الفروض واما بن عقيد ابو الوفا تلميذه فيرى ان الاولى تقديم معرفة الاصول والصحيح ان الاولى ان يبتدأ المرء بمعرفة الاصول التي هي الكتاب والسنة. لانها تبنى عليها الاحكام ثم يعلم الفروع الكثيرة ثم يستطيع بعد ذلك ان يستنبط منها او يفهم عليها ويطبق عليها الاصول التي يتعلمها بعد ذلك. فان الفروع مهمة بعد معرفة اصول الكتاب والسنة. وهنا مسألة فقط كي نقف عند قضية الاصول ثم اتجاوزها لغيرها وهي مسألة حفظ المتون فان مسألة حفظ المتون مهم جدا ومن زعم ان من حفظ متنا فانما زاد في السوق نسخة فهو جاهل لا يعرف العلم. كل العلوم تحتاج الى متون كما يقول يعني تستري وبعد فان الفقه عظيم المنزلة قد اصطفى الله خير الناس له. لكنه بل كل علم يوظع بدون حفظ لفظه لا ينفع. لابد من حفظ المتون لان حفظ المدون المتون تفيد في معرفة الفروع الكثيرة وفي استظهار مواظيعها من الكتب فان كثيرا من الناس تأتيه لحظات كثيرة ينسى ينسى ولا يستطيع الاجتهاد. فلا يبقى في ذهنه الا ما حفظ كان احد المشايخ عليه رحمة الله توفي يقول يعني سمعت منه فوق الثمانين يقول يا عبد السلام كل ما تعلمته في الثلاثين سنة التي مضت يعني قبل ان اصل بعد ان تجاوزت الخمسين كله نسيته ما بقي في ذهن الان واضحا صافيا الا ما حفظته صغيرا في العشرين او قبلها او بعدها ما حفظته. لذلك لا لا لا تستسهل الحفظ. لا تستسهل يعني خطر الحفظ. فانه مهم جدا وبعض الناس يسهل الله عز وجل عليه حفظ المنثور وبعضهم يسهل الله عز وجل حفظ المنظوم ولكن الايغال فيه يجعل الشخص لا يعتمد على الفهم وانما يوغل فيه لذلك ترى بعض الناس اذا تكلم قلت له المسألة قال قال الناظم ما الدليل عليها؟ قال الناظم كل هذا غير صحيح مسائل كثيرة جدا قال الناظم لا اريد ان امثل لكي يعني لا نخرج عن موضوعنا. طيب المسألة قبل الاخيرة وهو مسألة من ان من عوائق العلم عدم معرفة لغته. عدم معرفة لغته واللغة نوعان لغة عامة ولغة خاصة بكل علم اما اللغة العامة فانها اللغة العربية ولذلك اجمع فقهاء المسلمين وعلماء الاصول على انه لا يجوز لمجتهد ان يجتهد الا ان يكون عالم بالعربية لا بد ان يكون عالم باللغة العربية وقد نص على ذلك الامام الشافعي عليه رحمة الله تعالى فانه ذكر في كتاب الرسالة كلاما طويلا في فضل هذه اللغة وان معرفتها من الدين وانه لا يمكن ان يكون المرء فقيها الا ان يكون عالما بها. لا يمكن ان يستنبط من الكتاب والسنة شيئا الا ان يكون عالما بها نعم قد يكون امرأ اعجميا لا يفهم لا يفقه من العربية شيئا فان افتى افتى عن تقليد ونقل ولا يمكن ان يفتي عن علم ابدا لا بد من المعرفة بها ولذلك معرفة اللغة شرط وكلما زاد المرء في معرفتها كلما كان ذلك دليلا بامر الله عز وجل على توسع علمه الشرعي واما النهاية فيها فلا يمكن حتى لقد قال الشافعي في كتاب الرسالة واما العربية فلا يحيط بها الا نبي معرفة الغريب وكمان اللغة العربية ما يحيط بها الا نبي لا من جني لا حماد الراوية لا الاصمعي لا فلان لا فلان من علماء اللغة كلهم لا يمكن ان يحيطوا بجزء من العربية ولكن يفتح الله عز وجل على اناس ما لا يفتح على اخرين ولذلك لا بد من اللغة العربية والعناية بها لا بد منها ولذلك عد معرفة علوم الالة كالاصول من المسألة قبل قليل. اصول الفقه من علوم الالة معرفة الاصول وعلوم الالة من النحو والبلاغة والتصريف من الثاني من الثاني اضرب لك مثالا واحدا والامثلة بالعشرات بل بالمئات جاء حديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ذكاة الجنين ذكاة امه لم اعرب تلك الكلمة لم ارفعها ولم انصبها عن قصد اعرب يعني اشكل زكاة الجنين زكاة امه هذا الحديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايتين او رواه نطقه بعض الناس نطقين فبعضهم يقول ذكاة الجنين ذكاة امه وبعضهم يقول ذكاة الجنين ذكاة امه هل يختلف الحكم؟ يختلف كيف يا شيخ تعرف المثل يقول حرك تبلش واذا هزيت راسك اجب لا مي بدن ما هي بدر ابدا اعرفها طيب ذكاة الجنين ذكاة امه والثانية طيب وذكاة الجنين ذكاة امه منصوبة على ايش لا ليست من فوق البيئة. طيب من قال ذكاة الجنين ذكاة امه هذا هو الصحيح بمعنى انك اذا ذبحت شاة في بطنها حمل فذكيت امه فقد ذكيت الجنين لانه اذا ذكيت الام فقد ذكي الجنين ابقر بطنها وخذ الجن وكله ايش هو؟ يجوز اكله زكاة الجنين ذكاة امه ومن قال ذكاة نصبها على الحالية اي يذكى الجنين كما تذكى امه فيجب ان تخرج الجنين وفيه حياة مستقرة ثم تقطع منه الودجين. او اثنين من اربعة او ما انهار الدم وهو قول الشيخ التقييدي وهو اوسع الاقوال بشرط ان يكون في اللبأة فالمقصود ان شوف كيف حركة واحدة تغير فيها الحكم حللت وحرمت ما في بطني هذه الشاة. فالمقصود من هذا ان اللغة العربية مهمة جدا. ولابد من معرفتها ومن ظن انه لا انه يمكن ان يستغني عن اللغة العربية بنحوها وصرفها وسائر فروعها فانه في الحقيقة قد نقص من العلم شيئا نقص من العلم شيئا ولذلك يعني بعضهم يتندر فيقول اذا رأيت فقيها يلحن يلحن في كلامه فاعلم ان من فقهه نقص بمقدار لحنه ان من فقهه نقص بمقدار لحمه. طيب طبعا اللحم ما احد يسلم منه بعد القرن الثاني الهجري الا النادر من الناس الا النادر من الناس. طيب. اذا انتهينا من اللغة بالمعنى العام. هناك من العوائق المهمة جدا اللغة الخاصة بكل فن فان لكل فن من الفنون لغته لغته ولذلك نحن نحفظ الالفاظ لماذا؟ لكي نعرف اللغة فان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لها لغتها الخاصة بها ولذلك فاننا نعرف كتب الغريب الا تعرفون كتب الغريب؟ كتب الغريب. غريب حديث النبي صلى الله عليه وسلم. هذي لغة حديث النبي صلى الله عليه وسلم الفقه له لغته لغته الان الفقهاء عندما يقولون الظمان ما الذي يقصدون به من الفقهاء وهو الغالب عندهم من يقصد بالظمان ظمان المتلفات المالية وهو التعويض المالي. فاذا اتلفت شيئا اظمنه ومن الفقهاء وهو طريقة الحنابلة من يسمي الكفالة ضمانا طيب الكفالة عندهم ما هي عند الحنابلة؟ الكفالة هي الكفالة بالنفس فقط. اذا يجب ان تعرف المصطلحات ما الذي قصدوه ما الذي قصده؟ وقد ذكر الشيخ عبد القادر بن بدران الدومي عليه رحمة الله من علماء دوما بجانب دمشق المتوفى سنة تسع واربعين وثلاثمائة المؤلف من الهجرة انه قال كنت احضر عند شيخ ان احضر عند شيخي فسئل هذا الشيخ من المدبر؟ جاءوا باب المدبر في باب العتق. فقيل له من المدبر قال فقال الشيخ ها وحك رأسه ثم قال المدبر كذا وكذا اتى بمعنى بعيد المدبر هو الذي نعرفه هو الذي يعتقه سيده عن دبر. يقول عبدي فلان حر اذا انا مت فهو وصية ولكن هذا الشيخ لانه لا يعرف كلام اهل العلم فانه ذهب لشيء بعيد جدا ولذلك لابد من معرفة مصطلحاتهم من حيث الالفاظ لابد من معرفة مصطلحاتهم من حيث الاسماء ايضا حتى الاسم فان للفقهاء يسمون بعض العلماء باسماء مرموزة له ويقولون ان ابا عمرو بن الحاجب الفقيه الاصول المشهور المالكي اخطأ في كتابه جامع الامهات في اربعة مواضع فنسب لابي الوليد الباجي ما ينسب لابي الوليد ابن رشد الجد لان عند المالكية اذا قالوا القاظي ابو الوليد فالمقصود به الباجي واذا قالوا الشيخ ابو الوليد فالمقصود به ابن رشد الجد ويقصد به ابن رشد الجد. اخطأ في اربعة مواضع فنسب لهذا ما لهذا وهذا الخطأ ضره لانهم يقولون ان ابن ابن ابن الحاجب قيل له انك اخذت كتابك هذا من كتاب الجواهر لابن شاس المالكي وهو مطبوع ايضا كلها مطبوعة فرد عليهم قال لا مو بصحيح انا كتابي ليس من كتاب الجواهر جواهر العقود ابن شاس فجاء الذين بعد شرحوا الكتاب فقالوا ان ابن شاسم اخطأ في اربعة مواضع فاخطأت في نفس الخطأ. فدل على انك نقلت منه فانظر كيف على جلالة قدر ابي ابي عمرو ابن الحاجب اخطأ في معرفة هذه فلذلك يجب ان نعرف اسماء المصطلحات عندما يقولون ابو اسحاق مثلا الشافعية اذا قالوا الاستاذ ابو اسحاق فهو الاسبراييني واذا قالوا الشيخ ابو اسحاق فهو الشيرازي صاحب المهذب الفقهاء الحنابلة اذا قالوا الشيخ فانما يعنون به ابن قدامة ثم المتأخرون يعنون به الشيخ فقي الدين ابن تيمية عليه رحمة الله وهكذا الامام مر علي احد الطلاب يقول وقال الشافعي وقال الشافعي وقال الشافعي منين جبت هذا الكلام؟ قال لاني وجدت في كتب الشافعية يقولون قال الامام اذا المقصود الامام من الامام الشافعي لانهم شافعيين هذا غير صحيح الشافعية اذا قالوا قال الامام ايعنون به امام الحرمين الجويلي صاحب نهاية المطلب. اذا يجب ان نعرف حتى المصطلحات اذا معرفة اللفظ معرفة المصطلح كل هذا من اللغة معرفة احيانا قضية ترتيب الابواب مهم جدا بعض الناس يعرف المسألة يعني ينظر في المسألة ولا يعرف اين يجدها وهذه المسألة تنقلني مسألة مهمة جدا لعلي اختم بها حديثي او استبقاء لجزئية بعدها وهو مسألة ان العلم نوعان يقولون علم بالقوة وعلم بالفعل العلم بالفعل هو الذي في صدرك. وليس علم الناح والقمط وانما العلم ما وعاه الصدر. يقول ابراهيم النخعي العلم ما دخل معك في الحمام ليس الذي تقرأه في كتاب هذا العلم الذي في الصدر لا يحصل الا بحفظ وبمراجعة وكدا للذهن وهناك نوع اخر من العلم كل الناس محتاجون اليه وهو العلم بالفعل بالقوة عفوا العلم بالقوة يعني تسأل يقول لك ما اعرف لكن انظرني قليلا يذهب ويخرج الكتاب ويعطيك المسألة يذهب ويبحث الجهاز الان عن طريق الموسوعات الالكترونية ونحوها. ويستخرج لك اياها مهم جدا ان يعنى طالب العلم وخاصة في زماننا هذا بالعلم بماذا؟ بالقوة وعندهم ان القوة نوعان عند المناطق القوة نوعان قوة قريبة وقوة بعيدة. القوة القريبة تعطيه المسألة خمس دقائق تطلع لك المسألة او عشر دقائق. القوة البعيدة اسبوعين حتى يجد المسألة وهذه القوة تنمى تنمى قوة البحث وهذا البحث مقصود مقصود واغلب الناس ما يستطيع ان يحيط بالعلم. العلم نقطة يقول علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول العلم نقطة كثره الجاهلون بخوضهم العلم كثر جدا لا يمكن من قال لك اني احط بالعلم كله لا يمكن. لا يمكن ابدا لا يمكن الان حديث النبي صلى الله عليه وسلم مسألة واحدة مثلا حديث الاشارة بالاصبع ورد فيها حديثان فقط. حديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن الزبير فقط. اليس كذلك؟ طبع احد الاخوان في الطائف اربع رسائل مؤلفة في هذا الكتاب. اربع رسائل في مجلد اللطيف. هذا التي جمعها وغيره طبع غيرها او او كتب غيرها في مسألة واحدة قراءة الفاتحة للامام قل الحمد في حديث جابر وحديث عبادة هي الاصل فيها والباقي شواهد لها ومتابعات الف فيها اكثر من خمس وعشرين كتاب. من خمسة وعشرين كتابا هل يقرأ المأموم الامام؟ اذا زاد العلم. فلذلك اصبح البحث العلمي القوة مهم جدا. تعرف اين مظان المسائل؟ ما المعتمد من الكتب وغير المعتمد؟ ما المتأخر؟ وما المتقدم ما الصحيح وما الغير الصحيح؟ وهكذا من مسائل الكتب والحديث عن كيفية البحث والعلم بالقوة طويل جدا يحتاج الى محاضرتين او ثلاث المسألة الاخيرة واختم بها وانا احب دائما ان انقل كلام الامام الشافعي رحمه الله تعالى لان هذا الرجل يعني رجل اه فقيه بمعنى الكلمة وقد قال الامام احمد رحمه الله تعالى ان لهذا الفتى يقصد الشافعي منة في عنق كل اصحاب الحديث. لانه فقيه مع تعظيمه لنصوص الكتاب والسنة عليه رحمة الله. يقول الشافعي والله تعالى ينبغي لمن طلب العلم ان يدقق فيه لكي لا يظيع من تعلم علما فليعنى ان يدقق فيه وان يبحث فيه وان يوغن النظر لكي لا يظيع هذا العلم ويفقد ولذلك فان هذا الزمان يقولون هو زمان ان تعرف من كل شيء شيء وتعرف من شيء ما اقول كل شيء لانه لا يمكن وانما تعرف من شيء اكثر اشياءه فانك تستطيع. فلذلك لابد ان في هذا الزمان مع كثرة العلوم وكثرة المشغلات للذهن ان تتخصص في فن واحد تدقق فيه وتحيط به مع احاطتك للعلوم الاخرى الشرعية وتتوجه له بكليتك لتدقق فيه وتكون دقيقا في ايضا انقل كلمة اخرى للشافعي واعذروني في محبة هذا الرجل فان الائمة احبوه قبل فان الشافعي يقول الفقه كالتفاح الشامي سهل التناول يقولون انا لم ارى شجرة التفاح في حياتي لكن فهمت من هذا الاثر ان الشجر الشام او التفاح الشامي شجره قصير وان كل امرئ يستطيع ان ينال ثمرته ليست طويل الشجرة فكذلك العلم الشرعي ومنه الفقه كلنا يستطيع ان يتناوله لا يغرنك كثرة الكلام الذي قلته قبل قليل وكثرة المحفوظات التي يطلب حفظها من طالب العلم من الكتاب والسنة وغيرها. فان الشيخ تقليد يقول لما رد على كلام الاصوليين قالوا انه يلزم حفظ ايات الاحكام قال لا ليس صحيح لا يجوز لمجتهد ان يجتهد الا ان يحفظ القرآن كاملا وغير ذلك. فانك ان لم تستطع العلم كله تنل من العلم بعضه ولا تكن كما قال المأمون رحمه الله تعالى الناس بين اثنين. اما طالب علم واما قانع بجهل. لا تكن قانعا بجهل فاطلب من العلم ولو اقله واعلم انك كلما زدت فيه كلما زاد فضلك وخيرك ودنوك من الله عز وجل ولا يبعد عليك الطريق وجادته فان من سلك اول الطريق كاد ان يصل لمبتغاه والنبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا الى الجنة. وهذا الحديث نكرة في سياق الاثبات والنكرة في سياق الاثبات تفيد العموم في الاوصاف لا في الاشخاص فدل على ان للعلم طرائق مختلفة فقد ينجح مع شخص طريق ولا ينجح مع الاخر ذاك الطريق ولكن لهذا الطريق معالم واحدة هي التي ذكرتها قبل قليل ولذلك يجب ان المرء يعلم ان الناس ليسوا في درجة واحدة في العلم. ولذلك عني العلماء بذكر طبقات الفقهاء وطبقات المحدثين المشهور عند الفقهاء ان ان الفقهاء على ثمان طبقات او تسع واظن ابن كمال باشا وصلهم الى ثلاثين طبقة فمن الفقهاء من هو مجتهد مطلق كالائمة الاربعة المتبوعين عليهم رحمة الله. ومنه ومن هو يكون مجتهدا دون ذلك ومنهم من يجوز له ان ينقل الفتوى ومنهم من يكون فقيها لكن لا يجوز له ان يفتي ولا ان ينقل فتوى غيره فإذا ليس كل طلاب العلم في التحصيل واحد ولا في البذل سواء. انا اتيت بذلك لكي نعلم ان التوفيق اولا واخيرا من الله عز فنسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات اسأله جل وعلا ان يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا وان يجزي والدينا خير ما جزى والدا عن ولده وان يغفر لهما تقصيرهما في حقه جل على وان يغفر لنا تقصيرنا في حقهما. واسأله جل وعلا ان يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء. وان يجعلنا من اهل اهل العلم الذين هم اهل الله وخاصته. واسأله جل وعلا ان يديم على بلادنا الخير والامن والايمان. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تمينا ساعة تلات خمسة الحمد لله انا ابغى ساعة الا طلعت ساعة هواء. طيب اه عند احد الاخوان تعليق او شيء قلت فيها يعني اول شيء يقول الطوفي ابو سليمان نجم الدين الطوفي في كتابه الاكسير يقول ان الناس والمفسرين عندما نظروا في كتاب الله عز وجل نحو مناحي شتى واغفل اهم مقصد للقرآن بعد المقصود الدلالة على الله عز وجل وتوحيده وهو الاعجاز في بلاغته فيجب على المرأة ان يعنى بهذا الكتاب كتاب الله عز وجل والنظر في لغته اول وسيلة ان المرء يعنى بمعرفة الغريب اول شيء طبعا ليس بالترتيب ومعرفة الغريب تكون بالقراءة في كتب الاوائل من اللغة والشعر فتقرأ في كتب الاوائل التي فيها الغريب لكي تعرف المترادفات فتعرف دلالة اللفظة فان اللفظة تعرفها ولكن اذا جاء سياقها في اكثر من جملة عرفت ما معناها اما الرجوع للمعجمات نعم هو طريق لكنه صعب انك تحفظ المعجم او تعرفه صعب جدا لكن القراءة هي التي تكسبك المعرفة اذا هذا الامر ما يتعلق بالغريب ان تعرف الغريب والفاظ اللغة وكما قلت لك الشافعي يقول لا يمكن ان يحيط احد حتى بغريب اللغة هو يتكلم عن الغريب الامر الثاني ان تعرب الكلام. ونعني بالاعراب عدم اللحم وقد كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يقوم في المسلمين خطيبا لما ولي الخلافة فيقول ايها المسلمون اعربوا القرآن لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم لماذا لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب عربا اقحاحا وانما دخل الاعاجم في اخر عهد ابي بكر. الم يقل آآ عمر لما طعن من ابي لؤلؤة المجوسي لابن عباس ذاك الذي كنتم تجادلوا انت وابوك عنهم وهو ادخال عاجل الى المدينة فكان عمر يرى ان لا يدخل اعاجم المدينة ولكنه رضخ لقول الصحابة فدخل اعجم فدخل الاعادي فكان ابو بكر يقول اعربوا القرآن وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يضرب ابنه اذا ترك اعراب القرآن ولا يظربه على ترك الحفظ العناية باعراب الكلام. الاعراب. من وسائل معرفة الاعراب معرفة النحو ولكن من الناس من يعرب ولا يعرف من النحو الا بعضه واعرف رجلا صينيا او صيني الاصل ويعيش في مكة يقول يا عبدالسلام لا اعرف من النحو شيئا الا لماما ولو كلمتني بالعربية وكلمته لا يلحن وهم طلاب الجامعة يقول انا اكثر من قراءة كتاب الله هذا كلامه. واقرأ على المشايخ يقرأ بصوت عالي فاذا قوم الانسان كأنها ملكة وانت تعرف القصة التي قيل ان يقولون ان الاصمعي لما جاء لجزيرة العرب يتعلم اللسان العربي نقصت نفقته فاراد ان يتكسب بتعليم الناس القرآن الصبيان فلما اراد ان يعلمهم القرآن جاء لصبي يعلمه يعلمه فعلمه سورة المسد فقال له اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا قال الولد تبت يدان يا ولد تبت يدا تبت يدان تبت يدا وظن ان الولد يلعب قال تبت يدان قال قل تبت يدا ابي لهب قال تبت يدا ابي لهب صبي عمره خمس ست سنوات على اقصى تقدير. كيف لسانه لم يستطع اللحن مع انه لا يعرف انه انما هو مع كثرة الكلام ولذلك العرب لم يكن عندهم نحو قيل ان اول من وضع النحو هو علي رضي الله عنه وقيل انه ابو الاسود الدؤلي بامر علي رضي الله عنه والمعنى واحد فان لعلي رضي الله عنه دور في ذلك فالمقصود ان كثرة الكلام باللسان العربي وكثرة سماعه وقراءة به تجعل الشخص لا يلحن. اذا تكلمنا اولا عن الغريب وتكلمنا ثانيا عن اللحن الاعراب ومن وسائله معرفة النحو وليس هو الوسيلة الوحيدة ولكن لا بد ان ينمى بالكلام وبالقراءة على المشايخ وبقراءة القرآن. الامر الثالث معرفة دلائل الالفاظ والاصوليون ذكروا من التقعيد في معرفة دلائل الفاظ الشيء الكثير الذي هو علم البلاغة او هو جزء من معرفة البلاغة وذلك الاصوليين تكلموا عن فحوى الخطاب ولحن الخطاب ودليل الخطاب. وتكلموا عن المنطوق والمفهوم مفهوم الموافقة ومفهوم المخالفة. ومفهوم المخالفة عشرة انواع او اكثر مفهوم العدد مفهوم مخالفة العدد مفهوم اللقب مفهوم الوصف مفهوم العلم وهكذا مفهوم الشرط مفهوم الحصر وهو اقواها وهكذا. اذا هذه دلائل لفظية. منين اتوها؟ من معرفة البلاغة. دلال الالفاظ. هذه تعرف من الفهومات والشروحات التي تقرأ في القراءة في اللسان العربي مهم جدا والشافعي رحمه الله تعالى في اول شأنه ماذا كان؟ ذهب لهذيل قبيلة هذيل المعروفة وما زالت بجانب مكة ذهب عندهم وتعلم اللسان العربي عندهم. فكان من اعلم الناس اللسان العرب والف البيهقي ابو بكر البيهقي كتابا طبع سماه الاحتجاج بالشافعي. في اللغة فان كلام الشافعي حجة مع انه جاء بعد الاحتجاج باللغة فن النحويين يقولون ان كلام العرب حجة ان كانوا من اهل الامصار فالى سنة مائة من الهجرة وان كانوا من اهل البوادي فالى سنة مائة وخمسين. والشافعي توفي سنة بعد ذلك مئتين واربعة اظن او بعد ذلك المقصود من هذا الكلام ان كثرة السماع وكثرة الكلام هي التي تجعل اللغة. انا اقول هذا لماذا ركزت عليه؟ لاننا نسمع للاسف من بعض الناس عدم عناية باللغة العربية واحجام عنها وعدم حفظ لابيات الشعر فان ابيات الشعر مفيدة كثيرة جدا ابن عمر ابن عباس رضي الله عنهما قال لم اك اعرف ما معنى الحمد لله فاطر السماوات والارض حتى اختصم عندي اعرابيان فقال احدهما الاخر انا فطرتها قبل ولك اي شقيقتها فعرفت ان فاطر السماوات اي شاقه اي شاقهما اي كانتا متصلتين فشقهما الله سبحانه وتعالى المقصود من هذا ان معرفة اللغة مهمة والناس يختلفون بين شخص واخر ولذلك انا غير واحد اني لارى الرجل فيعجبني هيئته فاذا تكلم فلحن سقط من عينه كثير من الاخوان الذي يعني بالعربية يقول اجلس اسمع الكلمة في المسجد فاذا لحن الذي يلقي الكلمة كأني مضروب بالسياط فاخرج ما استطيع الجلوس فانظر كيف ان اللحن يعني مضر في المرء ومن منا لا يلحن وياك باقي شي ولا اسأل انا اسأل؟ اه مسألة العادة انا اسأل واجد طيب اسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد