اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد فان لقاءنا في هذه في هذا اليوم عن الحديث عن عبادات المشروعة في هذا الشهر الفاضل شهر ذي الحجة ولذا فاننا نحمد الله عز وجل ان انعم علينا بادراك هذا الشهر الفاضل الكريم اذ هذا الشهر شهر ذي الحجة شهر فاضل لعمومه ولخصوصه فاما عمومه فانه من الاشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم وهذه الاشهر الاربعة الحرم ثلاثة متوالية. وواحد فرد فالفرد هو رجب والمتوالية هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم فهذا الشهر اعني شهر ذي الحجة وسط بين الاشهر الثلاثة المتوالية من الاشهر الحرم وقد ذكر الله عز وجل النهي عن ظلم النفس فيها فلا تظلموا فيهن انفسكم ولان نهي المرء عن ظلم نفسه في السنة كلها. فانه في هذه الاشهر الحرم اكد والزم ولذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال فلا تظلموا انفسكم في السنة كلها وفي هذه الاشهر الحرم بالخصوص وظلم النفس انواع ودرجات. فاعظم الظلم الشرك بالله عز وجل ومن الظلم فعل المحرمات واشدها الموبقات والكبائر. ثم ما كان دونها. ومن الظلم ترك الطاعة ان ترك الطاعة والاعراض عنها والغفلة عن فعلها هو من ظلم النفس. وكم من امرئ يتمنى يوم القيامة ان لو عاد لهذه الدنيا فعاش لحظات ليذكر الله عز وجل ويستغفره سبحانه ويسبحه لما يعلم من الاجر العظيم عند الله عز وجل للذاكرين الله والذاكرات وكما ان هذا الشهر شهر فاضل لعمومه فانه فاضل لخصوصه كذلك. فان فيه اياما عظيمة مذكورة في كتاب الله عز وجل. ففيه العشر الاوائل من ذي الحجة وهي ايام فاضلة وفيه ايام التشريق وهي ايام فاضلة. وقد ذكرهم الله في كتابه. فقال سبحانه واذكروا الله في ايام معدودات وقال سبحانه ويذكر اسم الله في ايام معلومات. فالمعدودات هي ايام التشريق. والمعلومات هي ايام العشر من ذي الحجة. كما ان هذا هذا الشهر فيه يوم فاضل بل هو من افضل ايام السنة على الاطلاق وهو يوم الاضحى وهو العيد الاكبر ويوم الحج الاكبر. وقد جاء في الحديث عند احمد وغيره ان هذا اليوم هو افضل ايام السنة. ولذا فان هذه الايام ايام جليلة وايام فاضلة. وقد اقسم الله عز وجل ببعض ايامها. فقال سبحانه الفجر وليال عشر. جاء عن جمع من المفسرين ان الليالي العشر هي عشر ذي الحجة فهي ايام فاضلة. يحبها الله عز وجل. وقد جاء عن جمع من السلف انهم قالوا ان الله عز وجل فاضل بين ايام السنة فاختار هذه العشر من ايام السنة كلها واقسام الله عز وجل بالليالي حينما قال وليال عشر يدلنا على ان الفضل ليس خاصا بايام بالنهار من هذه الايام فقط. بل انه يشمل النهار والليل معا. وقد قرر علماء اللغة واوردها الفقهاء في كتبهم ان لفظ اليوم والليلة اذا اطلق فانهما يشملان النهار والليل معا. واذا اجتمعا فانهم قد يقصدون. فانه يقصد بكل واحد منهما المراد به دون ما عدا. المقصود من هذا ان هذا الشهر الكريم فاضل في ليله ونهاره في اوله واواسطه. بل الى منتهاه لانه من الايام الفاضلة والاشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه وجعل لها من الفضل العظيم ما ليس لغيرها وهذه الايام فيها عبادات خاصة ولذلك فقد تقرر عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان افضل ما يفعل في المواسم الفاضلة ما يشرع فيها من الاعمال. وهذه قاعدة مطردة عند اهل العلم فانهم يرون ان افضل الاعمال في المواسم ما ورد به النقل والنص. وهذه الايام والشهر الكريم عموما وردت فيه عبادات كثيرة قولية وبدنية. فاما البدنية فمن اعظم ما ورد فيه الحج والنحر. وسنقتصر في حديثنا اليوم بمشيئة الله عز وجل عن العبادات القولية التي ترد في هذا الشهر الفاضل والايام الفاضلة. وهذه الايام فيها عبادات قولية كثيرة وليست قاصرة على عبادة او عبادتين. وسبب ذكرنا بهذه العبادات القولية الاتباع اولا فان افضل العبادة ما كان فيها المرء متبعا ايكم احسن عملا؟ قال الفضيل بن عياض احسن العمل اخلصه واصوبه. ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل قال والصواب هو ما كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن فوائد معرفة العبادات القولية والتذكير بها معرفة الفاضل من الاعمال والانشغال به عما سواه فان الانشغال بالافضل عن الفاضل انفع للعبد ولا يعرف ذلك الا من وفق لمعرفة سنة النبي الله عليه وسلم. ولذا كانت العبادة من العالم افضل واحب الى الله عز وجل من عبادة غيره لانه يعلم الافضل فيقدمه على الفاضل ويقدمه على المرجوح. ومن فائدة حديثنا اليوم عن العبادات القولية ان من الناس من تشر نفسه لبعض العبادات الفعلية في هذه الايام كقصد بيت الله الحرام حاجا ومعتمرا وتاليا ومجاورا ولكنه قد يمنع لسبب او لاخر. اما لمرض او نحوه او عجز او غير ذلك من الاسباب التي ترد للناس فلربما انشغل بهذه العبادات القولية مع حسن قصده ونيته ورغبته بالخير فيكتب له ما نواه من العبادات الفعلية. وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا مرض او سافر كتب له اجر ما يعمله صحيحا مقيما. وقال ان اخوانا لكم بالمدينة ما قطعتم واديا ولا رقيتم جبلا الا كتب له من الاجر مثل ما لكم حبسهم العذر. هذه الايام قيام الاصل فيها الطاعة وخاصة العشر الاوائل من هذا الشهر. وقد جاء في حديث ابن عباس رضي الله ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله عز وجل من هذه الايام العشر. وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل فان العمل مفرد معرف التي تفيد الجنس. وهذا يدل على العموم فان كل الاعمال الصالحة التي شرع جنسها فانه يستحب فعلها في هذه الايام وهذا يشمل جميع الاعمال القولية والاعمال البدنية كذلك. بيد ان بعض الاعمال لها افضلية مؤكدة. لورودها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي كتاب الله عز وجل كذلك. فمن هذه الاعمال مطلق ذكر الله عز وجل. فان ان مطلق ذكر الله عز وجل مشروع في هذه الايام لعموم الحديث المتقدم. ولان الله عز وجل امر بالذكر في كتابه فقال الله سبحانه وتعالى واذكروا الله في ايام معدودات. وقال سبحانه ويذكر اسم الله في ايام معلومات. فالايام المعدودات المذكورة في سورة البقرة واذكروا الله في ايام معدودات هي ايام التشريق الثلاثة التي تكون بعد يوم النحر والايام المعلومات المذكورة في سورة الحج ويذكر الله في ايام معلومات فانها ايام العشر اول من شهر ذي الحجة وهاتان الايتان فيهما امر وحث على ذكر الله عز وجل في هذه الايام الفاضلة ايام العشر وايام التشريق. فهي اما قد جاءت بصيغة الامر الصريح افعل. في قوله واذكروا الله او جاءت بصيغة الاخبار الذي يراد به الانشاء ويذكر اسم الله. وكلا الصيغتين من صيغ الامر والامر حقيقة في الوجوب والندب معا وحمل في هذا الحديث على الندب لفعل النبي الله عليه وسلم والادلة الاخرى الدالة على ذلك. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان ايام التشريق ايام ذكر لله عز وجل. ايام اكل وشرب وذكر لله. وهذا يدلنا على ان من افضل العبادات والقربات التي يتقرب الى الله عز وجل بها له سبحانه هو وذكره جل وعلا. والعبادة القولية ووجه ذلك ان الله عز وجل امر بالذكر في موضعين في كتابه في هذه الايام الفاضلة والامر الثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم وصف ايام التشريق بكونها ايام ذكر. ولا يوصف الشيء الا بالوصف الذي يكون ملازما له او ظاهرا في به وكلا الامرين موجود. فان الذكر مشروع في هذه الايام وظاهر فيه. وقد جاء عن السلف رحمهم الله تعالى انهم انكروا وعابوا على من لم يذكر الله عز وجل في هذه الايام الفاضلة وبمشيئة الله عز وجل سنذكر هذا اليوم بعضا من الاعمال القولية الصالحة الواردة عن نبينا صلى الله عليه وسلم فان الاعمال الصالحة القولية متعددة فمن هذه العبادات القولية مطلق ذكر الله عز وجل ومن اعظم الذكر قراءة القرآن وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى النسائي من حديث ابي سعيد قال الله عز وجل من شغله ذكري عن مسائلتي اعطيته افضل مما اعطي السائل. واعظم والذكر كلامه سبحانه وتعالى. ولذا فانه يلزم المؤمن ان ينشغل بافضل الذكر وهو هو كلام الله عز وجل. ومن العبادات القولية الفاضلة في هذه الايام الباقية الصالحات التي ذكرها الله في كتابه فقال والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير املا. وقال سبحانه والباقيات الصالحات خير ثوابا وخير مردا. الباقيات الصالحات خير للمرء الثواب والاجر. وخير في الامل. اي اذا رجا شيئا وتأمله فانها انه يعطى خيرا مما تأمل. وخير مردا اذا رجع الى ربه سبحانه وتعالى وجد من ما لا يتصور بسبب اتيانه بالباقيات الصالحات. والباقيات الصالحات هي ثلاث كلمات وجاء انها اربع. سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وهذه الكلمات كلها مشروعة في ايام العشر. فقد جاء في المسند من حديث ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما من ايام اعظم عند الله ولا اليه العمل فيه من هذه الايام العشر فاكثروا فيهن من التهليل. والتكبير والتحميد ولذلك فان الاتيان بهذه العبادات القولية وهي الباقيات الصالحات الكلمات الثلاث او الاربع كلها فاضلة في هذه الايام. ومن العبادات المؤكدة في هذه الايام الفاضلة عبادته سبحانه وتعالى بالتكبير وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى ان التكبير المشروع في هذه الايام انواع متعددة تعدد هذه الانواع والصفات والاحوال يدلنا على تأكد هذه العبادة في هذه الايام فمن انواع التكبير المشروعة في هذه الايام التكبير المطلق. وسمي التكبير تكبيرا مطلقا لانه لا يتقيد بوقت ولا بهيئة. وانما هو مشروع في كل وقت. صبحا مش هين ليلا ونهارا حظرا وسفرا عند الصلاة وعند غيرها وعند القيام وعند والركود وغيره. وهذا التكبير المطلق بتتبع ما جاء فيه من الاثار نجد ان له موضعين مشروعان نجد ان له موضعين مشروعين الموضع الاول وهو التكبير في عشر ذي الحجة كلها. بدءا من طلوع فجر اول يوم منه الى فراغ الخطبة من يوم العيد والدليل على هذا ما جاء في البخاري ان الصحابة كابن عمر وابي هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان الى السوق في ايام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. والتكبير في هذه الايام العشر. دل عليه فعل الصحابة رضوان الله عليهم. ولذلك فان كثير من المحققين على استحبابه. اذ فعله ابن عمر وابي هريرة وعدم وجود المخالف لهم في ذلك يدل على انه مشروع. وعندما يقال ان الفكر المطلق مشروع الى حين فراغ الخطبة اي خطبة الخطيب من صلاة العيد من صلاة عيد الاضحى فان هذا يدلنا على انه يستحب التكبير في هذه الايام كلها وفي ليلة عيد الاضحى بل انه يتأكد في ليلة عيد الاضحى اكثر من غيرها. اذ في ليلة عيد الاضحى اه يجتمع تكبيران. مطلق ومقيد كما سيأتينا والامر الثاني انه يستحب حتى بعد طلوع الفجر فيكبر بعد طلوع فجر يوم العيد. وعند الذهاب لصلاة العيد بل ان العلماء قد على انه يستحب اظهار التكبير عند الخروج لصلاة عيد الاضحى. ثم يستحب ايضا التكبير في الصلاة. فان الصلاة فيها تكبيرات زوائد. وهي وان لم تكن تكبيرا مطلقا لكنه داخل في عموم التكبير. وكذلك في الخطبة فقد جاء عن عبيد ابن عبد الله ابن عتبة ابن مسعود انهم كانوا يعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفتتحون خطبتي العيد بالتكبير وجاء عن الزهري رحمه الله تعالى ان الخطيب كان يكبر في طيات خطبته. وكان الناس يكبرون بتكبيره وهذا معنى قول العلماء رحمه الله تعالى انه يستحب التكبير المطلق الى فراغ الخطبة اي انه يستحب مطلقا لحين الصلاة فاذا حضرت صلاة العيد فانه يكبر التكبيرات دي فيها واذا جاءت الخطبة استحب للخطيب ان يفتتحها بتكبيرات النسق تسعا او سبعا حب للخطيب كذلك ان يكبر في وسط خطبته. ويستحب لمن سمع تكبير الخطيب ان يكبر معه كما فعل الصحابة ونقله عنهم الزهري رحمه الله تعالى. الموضع الثاني من التكبير المطلق وهو التكبير ليلتي العيد. او ليلتي العيدين. عيد الفطر وعيد الاضحى وهذا التكبير مستحب وهو ظاهر ظاهر كلام الله عز وجل. ولتكبروا الله على ما هداكم فيستحب التكبير في ليلتي العيدين. وبناء على ذلك فان ليلة عيد الاضحى التكبير المطلق متأكد لاجتماع سببين السبب الاول انه تكبير مطلق للعشر والسبب الثاني انه تكبير ليلتي العيدين ويجتمع مع هذين السببين سبب ثالث وهو التكبير المقيد دبر الصلوات ولذا ذكر جمع من اهل العلم كالشيخ تقي الدين ان التكبير المقيد ان التكبير ليلة عيد الاضحى اكد منه من التكبير ليلة عيد الفطر لاجتماع هذه الاسباب كلها. هذا ما يتعلق بمسألة التكبير المطلق. وعرفنا ان التكبير المطلق الحجة فيه انما هي اثار الصحابة رضوان الله وخاصة في العشر. النوع الثاني من التكبير وهو التكبير المقيد وسمي مقيدا بانه ليس مشروعا في كل موضع وانما هو مشروع في بعض المواضع دون بعضها. هذا من جهة. ومن جهة اخرى فانه انما يكون مشروعا لمن صلى الفريضة دون من صلى النافلة. ولمن صلاها جماعة ولذلك يقول العلماء رحمهم الله تعالى ان التكبير المقيد مشروع عقب كل فريضة في جماعة والدليل على ذلك انه انما يشرع بعد الصلوات ما جاء في حديث جابر دا الدار قطني ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى الصبح من غداة يوم عرفة اقبل على اصحابه ثم يقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. وهذا الحديث وان كان في اسناده مقال الا ان له شواهد من فعل الصحابة رضوان الله عليهم كعلي وابن عباس وابن مسعود وابن عمر رضي الله عن الجميع. وهذا التكبير انما يشرع عقب الصلوات المفروضة فقط دون ما عداها والدليل على ذلك ان ابن مسعود رضي الله عنه قال انما التكبير على من صلى في جماعة وبناء عليه فان من صلى الفريضة منفردا كالمرأة مثلا او صلى نافلة فانه لا يشرع له التكبير المقيد. وقد نص على ذلك الائمة كسفيان الثوري واحمد واسحاق. قال سفيان المرأة لما سئل عن المرأة هل ايام التشريق قال لا الا ان تكون في جماعة. فاذا صلت المرأة في جماعة فانها تكبر والا فلا هذا ما يتعلق بصفة بوقت التكبير المقيد ولما سمي مقيدة. والعلماء رحمهم الله تعالى يقولون ان وقت التكبير المقيد لمن لم يك محرما بالحج يبدأ من صلاة الفجر يوم عرفة. الى اخر ايام التشريق. وايام التشريق ثلاثة. الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة. وبناء على ذلك فيكون التكبير مقيد له خمسة ايام اليوم التاسع كاملا بصلواته الخمس واليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر واليوم الخامس هو اليوم الثالث عشر فيكبر الى صلاة العصر فقط ففي الايام اربعة الاوائل يكبر في خمس صلوات واليوم الخامس يكبر في ثلاث فقط فيكون المجموع ثلاثة وعشرين صلاة. وقد تقدم معنا ان وفي هذا التقدير حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا صلى الصبح من غداة يوم من غداة يوم عرفة اقبل على اصحابه فيقول على مكانكم ثم يكبر فيقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر. الله اكبر ولله الحمد. فما يزال كبر من غداة عرفة الى صلاة العصر من اخر ايام التشريق. وهذا الحديث ان كان في اسناده مقال الا ان عمل الصحابة عليه ولذلك احمد حكى الاجماع على مشروعيته بل وحكاه الائمة الاكابر ممن حكى الاتفاق على ذلك اه الامام مالك وممن حكى عليه السرخسي وغيرهم على مشروعيته وعلى هذا التوقيت الذي ورد في حديث جابر و من شدة التأكيد هذا التكبير المقيد ان الامام ما لك رحمه الله تعالى قد ذكر ان هذا التكبير في هذه الايام ايام التشريق واجب على الرجال والنساء اذا لمن كان في جماعة ورأيه او كان وحده. وقول مالك انه واجب مراده كما قال حافظ المغرب ابو عمر ابن عبد البر مراده به وجوب السنة لا وجوب الحتم. وهذا يدلنا على تأكيد مشروعية التكبير المقيد. وكما تقدم معنا ان الصواب الذي عليه جمع من المحققين من فقهاء الحديث انه انما يشرع التكبير المقيد لمن صلى في جماعة لمن صلى الفريضة في جماعة المقصود من هذا كله ان التكبير المقيد مشروع. ومتأكد وان هذا التكبير المقيد يجتمع معه التكبير المطلق. فيجتمعان في بعض الايام ومن فجر يوم عرفة الى حين فجر يوم عيد الاضحى. فيجتمع المطلق والمقيد ثم بعد ذلك يبقى المطلق وحده دون المقيد كما بين ذلك ابن مفلح وقال ظاهر كلامهم ان ايام التشريق ليس فيها الا المطلق ولا يكون فيها مقيد وهذا التكبير المقيد يستحب فيه ان يجهر. بالتكبير وكذلك المطلق يستحب فيهما معا الجهر والتكبيل. وقد حكي الاتفاق على استحباب الجهر بالتكبير عند الائمة الاربعة في الجملة ولكن عندنا مسألة مهمة متعلقة متى يكون التكبير المقيد فقد عرفنا ان التكبير المقيد يكون دبر الصلوات. فهل يقدم على الاستغفار ام اي ام يكون بعده؟ وذلك انه قد ثبت من حديث ثوبان عبد الرحمن بن عوف وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فتل من صلاته يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله. اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام. فهل يقدم من فهل يقدم التكبير عليه ام يكون المصلي يستغفر الله اولا ثم يكبر. لاهل العلم في ذلك مسلكان والاقرب من هذين المسلكين انه يفتتح انه يبدأ بالاستغفار اولا ثم عقب الاستغفار يبدأ بالتكبير. وهذا عليه عدد من اهل للعلم رحمهم الله تعالى وان كان ظاهر ما قاله الفقهاء فيما نقله المرداوي عكس ذلك انه يكبر بعد السلام وقبل الاستغفار. ويؤيد انه يبدأ استغفاري قبل السلام ان الذي جزم به المحققون ان الامام يستغفروا متجها الى القبلة. ثم ينفتل الى الناس ويكبر مستقبلا له هذا الذي جزم به صاحب الفروع وغيره وهو الاظهر من السنة. ان يكون تكبيره مستقبلا الناس ويكون ذلك بعد الدعاء الذي يكون اه فيه الاستغفار ومثل اللهم انت السلام ومنك السلام. كما ان في ذلك نكتة اوردها بعض اهل العلم. ان قول صلي اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام الصق باخر الصلاة فان اخر الصلاة السلام عليكم تناسب ان يكون بعدها الاستغفار ثم اللهم انت السلام ثم بعد ذلك اذا تيقن المصلي انه قد اتقن صلاته واستغفر من الخلل الذي فيها فانه يأتي بعد ذلك بالتكبير وتقدم معنا كذلك ان هذا التكبير انما يكون بعد الصلوات المكتوبة اذا صليت في جماعة وليس معنى ذلك انه لا يكبر او لا يكبر المأموم الا اذا كبر الامام بل ان المأموم يكبر ولو نسي الامام التكبير لانها ليست من باب المتابعة للامام وانما هي من باب المشروعية عند انقضاء الصلاة. ومن فاتته ركعة او اكثر فانه اذا سلم من صلاته كبر ولو كان الامام قد كبر قبله بفترة طويلة. ومن فاتته صلاة فقظاها جماعة في المسجد او في غير المسجد فظاهر كلام اهل العلم انه يكبر كذلك. لان العبرة بالصلاة جماعة. ولا يلزم ان تكون الصلاة مع الامام راتب بل حتى لو كانت الصلاة مقضية بعد وقتها بشرط ان تكون قد صليت في جماعة لحديث ابن مسعود انما التكبير على من صلى في جماعة وقد عرفنا قبل ان التكبير نوعان تكبير مطلق وتكبير مقيد وعندنا هنا مسألة تتعلق بنوعي التكبير. وهي صفته. فكيف يكون التكبير. الذي ورد في حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. وهذه الصيغة فيها امران. الامر الاول ان فيها جمعا بين التكبير والتهليل والتحميد الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. ولذلك الافضل ان انه يجمع بين التكبير والتهليل والتكبير والتحميد لورودها في النص. هذا من جهة. طبعا خلافا لما نقل عن بعض اصحاب الامام مالك الامر الثاني ان هذه الصيغة التي جاءت في حديث جابر هي الصيغة التي وردت عن اكثر اهل العلم بتثنية التكبير فتكون شفعا. فيقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر اكبر الله اكبر ولله الحمد. وجاء في بعض الصيغ انها مثلثة. فيقول الله اكبر الله اكبر الله الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. والقاعدة عند اهل العلم رحمهم الله تعالى ان الذكر اذا جاء باكثر من صيغة فانه يكون من باب اختلاف التنوع. فكله جائز. والمحقق من فقهاء اهل الحديث يقولون ان الصيغ اذا تعددت فافضلها اصحها اسنادا وقد ذكر اهل العلم ان الاصح والاشهر عند اهل العلم التثنية وهو التكبير شفعا الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله. لحديث جابر وقد جاءت به ايضا اخبار اخر. منها ما جاء عن يزيد ابن ابي زياد انه قال رأيت سعيد ابن جبير وعبد الرحمن ابن بليلة ومجاهد ومن رأينا من فقهاء الناس في العشر يقولون الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. فاتى بصيغة التثبية وهو الشفع ادل ذلك على ان الاتيان بهذه الصيغة افضل من التثليث ومن ثلث فانه جائز ومن المسائل المهمة التي تتعلق بالتكبير المقيد على سبيل الخصوص اننا قد ذكرنا قبل قليل ان التكبير المقيد يكون دبر الصلوات المفروضة اذا صليت جماعة. وان الافضل ان تكون بعد الاستغفار وقول ما ورد في حديث ثوبان او عبد الرحمن بن عوف وعائشة رضي الله عن الجميع. ولكن هنا مسألة مهمة تتعلق بنهاية وقته وذلك ان التكبير المقيد سنة والعلماء رحمهم الله تعالى يقولون ان السنة اذا فات محلها فانها لا تقضى على الاصل. فنقول ان التكبير المقيد يستمر وقته بعد الصلوات المفروضة الى ان يوجد واحد من امرين اما ان يحدث واما ان يخرج من المسجد. اذا كان صلى في مسجد. واما اذا لم يكن قد صلى في مسجد وانما صلى جماعة في غير المسجد فهو ان يقوم من مصلاه وبناء على ذلك فان العلماء يقولون ان من نسي التكبير المقيد او نسي كل الاذكار الاخرى كالتسبيح والتهليل والتكبير فانه يأتي به في الجملة في المكان الذي صلى فيه ما لم يحدث او يخرج من المسجد فان فعل واحدا منهما فانها تكون سنة قد فات محلها ايدي السنن اذا فات محلها فانها لا تقضى. ومن العبادات المشروعة في هذا الشهر الفاضل الكريم واعني بالعبادات العبادات القولية. التعبد لله عز وجل بالذكر عند ذبح النسك. سواء كان اضحية او كان هدي تمتع او قران او كان هديا مهديا الى بيت الله الحرام وهذا الذبح مشروع في يوم العيد وفي ايام التشريق بعده على نزاع بين اهل العلم هل الاضحية تذبح في يومين من ايام التشريق؟ ام ثلاثة ايام؟ واختار احمد ان الاضحية عندما تذبح في يومين فقط لما نقل عن الصحابة رضوان الله عليهم. وهذا هو اكثر ما نقل عن الصحابة ان الذبح يختص بيومين من ايام التشريق مع يوم النحر. والمستحب للمرء اذا ذبح ذبيحة ان يوجهها الى القبلة وان يقول بسم الله والله اكبر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا ذبح قال ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يزيد على ذلك. فقد روى ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم ذبح يوم العيد كبشين ثم قال حينما وجههما الى القبلة وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين. ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك وانا من المسلمين بسم الله والله اكبر اللهم منك ولك عن محمد وامته. هذا الذي جاء في الحديث حديث الذي رواه ابو داوود من حديث ابن عمر فيه امور الامر الاول التسمية وهي واجبة والتكبير وهو مستحب. وقول اللهم منك ولك وهذا كذلك مستحب والامر الرابع قوله وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا من المسلمين. وهذا ايضا امر رابع وهو مستحب الخامس فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم عن محمد وامته. وهذا القول جائز فان قول اللهم عن فلان وامته جائز خلافا لمن؟ قال من اهل العلم انه يكره ذكر اسم غير الله. على الذبيحة. والنبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه ذلك بالقلم ثبت عنه انه قال اللهم تقبل من محمد وال محمد وامة محمد. وهذا لفظ مسلم في الصحيح وهذا النص الذي ورد في مسلم كما قال الموثق لص لا يعرج على خلافه لانه اذا ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا ينظر لاي اجتهاد بعده ولذلك يقول الامام احمد انه يسمي اي وجوبا ويكبر حين يحرك يده بالذبح اي ندبا ويقول اللهم هذا منك ولك ولا بأس بان يقول اللهم تقبل مني او من فلان اذا كان الذابح غيره وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اتى بهذه الادعية كلها ومن العبادات القولية في هذه الايام في شهر ذي الحجة ذكر الله عز وجل على المأكل والمشرب. فقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ايام التشريب ايام اكل وشرب وذكر لله. وهذه الدلالة دلالتها دلالة اقتران حيث قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الاكل والشرب وذكر الله عز وجل. فان المستحب للمسلم اذا اكل او شرب ان يسمي الله عز وجل في اول اكله وشربه. ويحمد الله عز وجل في اخره وفي وسطه كذلك. وهذا من اعظم شكر لله عز وجل وان الله عز وجل يرضى عن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها. ويشرب الشربة فيحمده عليها. واذا استشعر المسلم هذا الامر عرف ان هذا الذكر وان كان مشروعا السنة كلها الا انه في هذه الايام اكد. لدراية الاقتران المذكورة في الحديث الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن العبادات القولية المستحبة في هذه الأيام وان كانت مستحبة في السنة كلها دعاء الله عز وجل فان الدعاء عبادة. وقد جاء في الحديث الدعاء هو العبادة والدعاء متأكد في ايام التشريق. وقد جاء عن جماعة من السلف رحمهم الله تعالى انهم كانوا يقولون ان الايام المعدودات التي امر الله بذكره فيها وهي ايام التشريق لا يرد فيها الدعاء جاء ذلك عن ابي موسى الاشعري وغيره من اهل العلم. ومن افضل ما يدعى به في ايام التشريق الدعاء الذي امر الله عز وجل بقوله في هذه الايام وهو ان يقول المسلم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. قال الله عز وجل فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم. او اشد ذكرا من الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق. ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. هذا الدعاء مستحب في السنة كلها وفي الطواف. ويستحب في ايام التشريق في شهر ذي الحجة جاء ذلك عن جماعة من السلف كما قال عكرمة. مولى ابن عباس كان يستحب ان يقال في ايام التشريق ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وجاء عن بعظ السلف انه قال ينبغي لكل من نفر من الحج ان يقول متوجها الى اهله هذا الدعاء. وهذا الدعاء من اكثر الادعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء بها. وهو من اكثر الادعية جمعا للمعاني وللخير وللدلالة عليه. فان المرء يسأل الله عز وجل حسنة الدنيا وحسنة الاخرة. فحسنة الدنيا اعظمها الطاعة والاعانة عليها وتعلم العلم وحسنة الاخرة الجنة وكمالها بالنظر الى وجه جبار جل وعلا. ومن العبادات القولية التي تشرع في هذه الايام العبادات التي تشرع وفي يوم عرفة هذا اليوم العظيم الذي ذكره الله في كتابه حينما قال وشاهد ومشهود. وقد جاء انه يوم عرفة. فقد جاء عند الترمذي من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وقد جاء عن جماعة من المفسرين في تفسير قوله تعالى وشاهد ومشهود انه يوم عرفة وهذا يدلنا على تعدد اسماء هذا اليوم مما يدل على عظمته وشرفه فيوم عرفة عظمت فيه الطاعات وزكت فيه العبادات وشرعت فيه كثير من الاسباب يحبها الله عز وجل لتكون سببا لمغفرة ذنب العبد. وكونه مشهودا اي ان الله عز وجل يشهد فيه طاعات العباد التي يفعلونها. وهذا اليوم فيه عبادات بدنية وقولية فاما العبادات القولية فانها امران الامر الاول مطلق الدعاء. وقد جاء في حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عند الامام احمد والترمذي وغيرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة. وقوله الدعاء اي دعاء الطلب فدلنا ذلك على ان يوم عرفة يستحب فيه طلب الله عز وجل وسؤاله والتضرع بين يديه. ولذلك كان يقول لا بأس اذا لم يضعف عن الدعاء. اي لا بأس بالصيام اذا لم يضعف عن الدعاء فدلنا ذلك على ان الدعاء اكد عند بعض السلف من الصيام. فكيف اذا اجتمع الصيام مع الدعاء وللصائم دعوة لا ترد ومن العبادات القولية التي تشرع في يوم عرفة ذكر الله عز وجل بالتهليل. وقد جاء عند الترمذي من حديث عمرو بن شعيب. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد حمد وهو على كل شيء قدير. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه اللفظة من التهليل هي خير ما ما قاله هو والنبيون قبله. وكل خير فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يفضل شيء ما قاله عليه الصلاة والسلام لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وجاء في لفظ عند احمد زيادة بيده الخير. لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير. فيكون ذلك من باب اختلاف التنوع سواء اتى بهذه الزيادة او تركها كلاهما مشروع فيكونان ذكرين متنوعين. وهذا الذكر مع قول النبي صلى الله عليه وسلم خير ما قلت انا والنبيون من قبلي ذلك فقد حكى الصحابة انه كان اكثر شيء يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. ففي المسند من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده انه قال كان اكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة لا اله الا الله وحده لا الكلام. له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير. وهذا يدل على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك جاء ان رجلا سأل سفيان ابن عيينة عن ما جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر دعائه في يوم عرفة وكان دعاء الانبياء قبله بهذا التهليل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لما كان فاضلا؟ مع ان هذا ذكر وثناء على الله وليس دعاء طلب. فاجابه سفيان ابن عيينة ان هذا داخل في ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في اخباره عن الله عز وجل حينما قال اذا شغل عبدي ثنائي عن مسألتي اعطيته افضل مما اعطي السائلين. ومن الادعية التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ما جاء من حديث علي رضي الله عنه عند الترمذي انه قال ما اكثر ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف. اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول. اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي واليك مآبي ولك ربي تراثي. اللهم اني اعوذ بك من عذاب قبر ووسوسة الصدر وشتات الامر. اللهم اني اعوذ بك من شر ما يجيء به الريح لذلك من الادعية الكثيرة التي جمعها جمع من اهل العلم وقد يكون في بعضها يعني كلام لبعضهم ممن جمعها ابن عساكر في جزء له في فضائل يوم عرفة والادعية الواردة فيه وغيره من اهل العلم تكلموا عن هذا اليوم الفاضل المقصود من هذا كله ايها الاخوة الافاضل ان هذه الايام ايام فاضلة وان من افضل القربات فيها بعد اداء الواجبات الانشغال بالمشروع فيه. وقد شرع في هذه الايام ذكر الله عز وجل على سبيل التأكيد. بل قد تم الله عز وجل ذلك في كتابه وامر به وحث عليه. فقال الله عز وجل واذكروا الله في ايام معلومات وذكر سبحانه وتعالى ذلك ايضا في المعدودات قال ويذكر الله في ايام معدودات. وبين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الايام ايام ذكر لله عز وجل فحريب المسلم ان ينشغل بذكر الله عز وجل وبالعبادات القولية الكثيرة. وان يتعلم احكامها. وقد في هذه في هذا اللقاء اليوم بعضا مما ورد في ذلك. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علينا بالهدى والتقى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات واسأله جل وعلا ان يصلح لنا نياتنا وذرياتنا وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يرحم ضعفنا ويجور كسرنا وان يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة. واسأله سبحانه ان يكشف الضر والبأس واللأواء والوباء عن بلادنا وسائر بلاد المسلمين عامة. واسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امورنا وان يدلهم على الخير. وان ان يوفقهم لما يحبه ربنا ويرضاه. واسأله سبحانه وتعالى ان ينعم علينا وان يتمم بمصاحبة نبيه صلى الله الله عليه وسلم في الجنة وان يمتعنا بالنظر الى وجهه سبحانه وتعالى الكريم. في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وامامنا وقدوتنا محمد ابن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين وازواجه امهات المؤمنين والله اعلم