بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ثم اما بعد فاننا في هذا اللقاء القصير بمشيئة الله عز وجل سنتكلم عن موضوع مهم جدا في طلب العلم وهو التدرج فيه. وحينما نتكلم عن التدرج في الفقه او في العلم عموما فاننا نتحدث عن جزئيتين. الجزئية الاولى ان المرء يبدأ بالادنى قبل الاعلى اذ من يرقى الدرج فانه يبدأ بادناه ثم يرقى الى اعلاه. فهو البداءة بالصغير قبل الكبير بالاسهل قبل الاصعب وهكذا من المعاني. والامر الثاني الذي نقصده بالتدرج ان المرأة لابد ان يستمر في رقيه. اذ الدرج في العلم ليس له حد محدود. ومن ظن انه قد رقى لاعلى الدرجات ووصل لاسماها فهو في الحقيقة قد وصل لادناها. اذ لا نهاية للعلم. ولا يظن المرء انه قد احاط بالعلم الا جاهل. وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى ان العلم اربعة ارباع. من تعلم الربع الاول منه وهو اقل هذه الاربع ظن انه اعلم الناس. فان تعلم الربع الثاني علم انه قد فاته شيء من العلم وانه يحتاج الى الزيادة. قال فان تعلم الربع الثالث اي زاد علمه وتعلم الربع الثالث علم ان ما فات من العلم اكثر بكثير مما ادرك. وهذا هو طريقة اهل العلم حينما اذا زاد علمهم في المسألة كثر توقفهم وزاد اجابتهم بلا ادري كما قال الميموني لما سئل لما الامام احمد رحمه الله تعالى يكثر من لا ادري قال لعلمه بالخلاف. قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى واما الربع الرابع فانه لا يصل له هو احد ولا يحيط بالعلم فيه بشر. وذلك ان العلم كثير وليس بالسهل. وما من صاحب علم من الا وهناك من هو اعلم منه كما ذكر الشيخ تقي الدين في مقدمة الرد على المنطقين انه ما من تصور الا ويوجد تصور اعلى منه وادق ناهيك عن المعرفة بالاخبار وعن الاستنباط وما يتعلق بها من امور. اذ العلم اما ان يكون تصورا واما ان يكون حفظا استظهارا واما ان يكون آآ انتاجا لحكم. وفي كل من هذه الامور الثلاثة درجات. اذا فحينما عن التدرج في العلم فاننا نتكلم عن امرين. الامر الاول البداءة بالصغير قبل الكبير وبالاسهل قبل الاعسر والامر الثاني ان يعلم المرء ان العلم يحتاج الى امد طويل وانه لا نهاية له. ولذلك فان الزهرية رحمه الله تعالى شيخ الامام مالك يقول العلم ان اعطيته كلك اعطاك بعضه فلا منتهى له وكان العلماء يقولون المحبرة الى المقبرة. فالانسان يكتب العلم ويدرسه وينظر فيه ويسائل ويذاكر ويعلم الى ان يقبر ويدرس في قبره. وهذا يدلنا على ان العلم لابد فيه من التدرج والزيادة. ولنبدأ الجزئية الثانية قبل الاولى لقصرها فاننا نقول لابد ان المرء يعنى بهذا الامر وهو ماذا؟ ان العلم له درجات ولابد فيه من الاستمرار ولذلك يقول اهل العلم لابد للمرء من المراجعة لما مضى والاستزادة مما لم يعلم وقد سبق معنا في لقائنا بالامس ان اهل العلم يقولون لابد ان يكون للمرء حرز او يكون له حزب من القرآن لابد ان يكون له حزب من القرآن في كل يوم. وقد ذكروا لذلك حدا كما نقل ابن ابي يعلى اتفاق اهل العلم على انه يكره للمرء ان يمر عليه اربعون يوما بلا قراءة للقرآن. وقد جاء كثير ان كثيرا من اهل العلم بل من كبار اهل العلم في الحديث كان يكثر من مراجعة الحديث الذي حفظه. فقد ذكر الذهب في رسالته في مناقب سفيان الثوري رحمه الله تعالى ان سفيان لما توفي واراد من حضره ان يغسله حلوا نطاقه الذي يربط به ازاره فوجدوا فيه ورقة فلما فتحوها فاذا فيها اطراف حديث. فانظر كيف ان سفيان مع انه من حفاظ الحديث علمائه الكبار الى ان مات رحمه الله. ومع انه مات شريدا طريدا عليه رحمة الله. ومع ذلك فانه يراجع ما حفظ فيجمع اطراف الحديث ويحفظها ويستذكرها. وذلك انهم في الزمن الاول يحفظون يجمعون الاحاديث التي رووها من طريق واحد فيتذكر هذه الاحاديث لانه روى اسنادها من طريق واحد فهي طريقتهم في الحفظ. فيحفظون باعتبار الاسانيد لا باعتبار الابواب كما هي طريقة متأخرة اذا انا قصدي من هذا ان المرء لابد له من الاستمرار فمن اعظم معاني التدرج الاستمرار في العلم. وكذلك في الفقه فان الفقه لابد من المرور عليه دائما. وقد ذكر بعض الفقهاء وهو الشيخ عبدالرحيم الاسنوي قال اني سمعت او قال سمعنا مشايخنا يقولون ان المرء لا يكون فقيها حتى يمر في كل سنة على الفقه كله من اوله الى اخره. لابد ان اقرأ في السنة الفقه كله من الطهارة الى الاقرار او من الطهارة الى العتق. او من الطهارة الى القضاء او غيره من التوبيبات. لا بد ان يقرأ الكتاب كاملا ولو مرة واحدة. قال واقل الناس في ذلك من يقرأ فيه مختصرا. وهذه من الاغراض المختصرات. فان من اغراض المختصرات التي جعلت لها استذكار العلم ومراجعته. فكثير من الناس قد يكون عنده من الشغل ما يمنعه من قراءة مطولة فلكي تكون فقيها على الحقيقة لابد ان تقرأ في كل سنة مرة الفقه من اوله الى اخره. والعجيب ان ففي زماننا هذا اصبح كثير ولا اقول بعض كثير من الناس يتصدر للحديث عن عظائم المسائل وكبارها هو لم يقرأ قط ابوابا كاملة من ابواب الفقه. لا يعرف الجعالة لا الكفالة ولا يعرف كثيرا من الحدود كحد الحرار وغيرها من الابواب التي بوبت وتجده يتصدر المجالس ويتقدم الحديث واول من يكتب في المواقع في الحلال والحرام وكأنه اعلم الناس بها وهو على قاعدة الفقهاء ليس فقيها كما نقل الاسلامي لا يسمى فقيها الا ان يمر في كل سنة على الفقه على الفقه كله قال واقل ما يمر به ان يقرأ مختصرا. ولذلك فمن اعظم معاني التدرج الاستمرار فيه احنا قبل قليل الاستمرار على القرآن وكذلك في الحديث ومثله يقال ايضا في الفقه وكل سائر العلوم مثل ذلك هذا ما يتعلق بالجزء الاول في التدرج وان التدرج اي الرقي. وانه لا حد للرقي في العلم عموما. بل لا منتهى له كما قال اما وان المرء كلما زاد في العلم كلما زاد له تثبيتا في الذهن وكلما زاد له توظيحا. اذ كثير من الاشياء حينما تقرأها في المرة العاشرة او اكثر حينئذ تتضح لك اكثر ويستقر معناها في نفسك ابين. الامر الثاني فيما يتعلق في العلم التدرج في العلم فيما يتعلق بالتعلم وهو البداءة بالاصغر قبل الاكبر اولى قبل ما هو دونه بالاولوية. والتدرج في طلب العلم ينظر له من جهات. الجهة الاولى ينظر له في تقديم العلوم فان بعض العلوم اولى من بعض. فان معرفة بعض العلوم اولى من معرفة بعض ولاهل العلم كلام في ذلك. فمما ذكروه ان اول واولى واحرى ما بدأ فيه بطلب العلم هو الكتاب العظيم كلام الله جل وعلا. ولذلك جاء ان رجلا سأل الامام احمد فقال ان الرجل يكون عنده الايتام. اي الشباب الصغار ايسمعهم الحديث؟ يجعلهم يسمعون الحديث ويحفظون الحديث؟ قال لا. بل يقرؤهم القرآن ثم يسمعهم الحديث اذا طالب العلم الذي يكون بدائته في طلب العلم بقراءة القرآن وحفظه قدر ما استطاع من الحفظ وما تيسر الله ما يسر الله عز وجل له منه. ثم بعد ذلك انتقل لما بعده هذا دليل على التوفيق في العلم. لان الشخص اذا بدأ بالشيء الاولى فانه يكون انفع. ولذلك يقول ابو تمام الطائف البيت المشهور من لي بمثل سيرك المدلل. اتاني يقول اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاويا فتمكنا. اذا كان اول ما وقع في القلب من العلم هو القرآن العظيم فانك حينئذ ستجد ان صاحبه يصبح القرآن والاستدلال به والاستنباط منه سهلا على لسانه. حاضرا في دائما ولذلك كان الائمة يقولون ان اول ما يبدأ به هو القرآن العظيم. وذلك ان المرء اذا انشغل في بذاءة امره عن القرآن صعب عليه ان يرجع اليه في استنباط العلم. في استنباط العلم. ولذلك يقول بعض اهل العلم وهو ابو الزناد تلميذ ابي هريرة رضي الله وجدت ان اقل الناس عناية بالقرآن المتفقهة. لم يقل الفقهاء وانما قال المتفقه اي الذين يبدأون بطلب العلم بالفقه مباشرة ويتركون القرآن. قال هذا دليل على انهم ينشغلون بالمفضول عن الفاضل. اذ الفقه انما هو مستنبط في الاصل من الكتاب والسنة. اذا البداءة بالقرآن سنتكلم بعد قليل في قضية الجمع بين العلوم. ثم بعد القرآن يأتي العناية بالسنة وما يستنبط منه ما كالفقه وغير ذلك. وقد تكلم العلماء في ترتيب العلوم وانا اشير اشارة في الترتيب والتدرج. ولا اذكر منهجا واعرف فرق بين الامرين. اشير اشارة لما تكلم عنه اهل العلم. واما المنهج فاني سأتكلم عنه حينما انتهي من هذه القاعدة بمشيئة الله. يعني لا اقول لك امشي على هذه الطريق هذا هو المنهج وانما اشير لما اشار له اهل العلم من حيث التقديم والتأخير. تكلم اهل العلم في قضية البداءة بالاصول وبالفروع ايهما اولى؟ هل يبدأ بالاصول؟ ام يبدأ بالفروع؟ فذكر القاضي ابو يعلى في العدة وتلميذه ابو ابن عقيل في الكافي في الواضح خلاف اهل العلم هل يبدأ بالاصول ام الفروع فقط؟ فالذي ذهب له القاضي وعامته المحققين انه يبدأ في الفروع قبل معرفة الاصول. فتبدأ بمعرفة الفروع. فتتعلم الفروع ثم بعد ذلك تتعلم قواعد الاصولية واختار ابو الوفا ابن عقيل انه يبدأ بالاصول. ولكن طريقة اهل العلم لا. انه يبدأ بالفروع في تعلم المرأة المسائل الفقهية الفروعية هو الفقه فاذا ظبطها واحكمها انتقل بعد ذلك لمعرفة ماذا؟ الاصول لان الاصول هو في الاستدلال. فهي قواعد وكيفية استنباط الاحكام من الادلة. فاذا كان المرء عارفا للادلة اولا او بعضها او اهمها ثم بعد ذلك لمعرفة الفروع ينتقل بعد ذلك لمعرفة اصول الفقه التي يستطيع بواسطة استنباط الفروع من الادلة الكلية اذا اهل العلم عنوا وبينوا ان المرء يبدأ بالفروع قبل معرفته الاصول. لكي اذا جاءته الاصول استطاع ان يطبقه على ما حفظه من الفروع. ولذلك حينما يبدأ المرء باصول مجردة مع جهل بالفروع تجده لا يكون فاهما لهذه الاصول على الحقيقة وهذا الذي اوقع بعض طلبة الدراسات في الجامعة في الكليات حينما تجده يدرس اصول الفقه وهو في السنة الاولى مع انه لم يدرس في المرحلة ثانوية متنا كاملا الا خريج مثلا المعاهد الدينية والعلمية حينما يتم كاملا الزاد مثلا بالحفظ والقراءة والشرح. فتجد يقرأ اصول ليس عنده خلفية في فروع فقهية الا معلومات عامة فتاوى سمعها. فحينئذ يستصعب هذا العلم ولا يفهمه ولا ينزله التنزيل وهذا معنى قول القاضي ابي يعلى بن الفراء رحمه الله ان الواجب ان يبدأ بالفروع ثم ينقل بعد ذلك الاصول. وقال بعض الناس ان ابي ابي البلوة ابن عقيل في تقديم الاصول على الفروع ليس المقصود تقديم علم الاصول. وانما قصده معرفة اصول احكام وهي الكتاب والسنة ربما هذا كان قصده وان كان يبدو ان سياق كلامه وسياق كلام من نقله عنه كصاحب التحبير انه يقصد بالاصول اي علم ثم بعد ذلك اذا عرف المرء هذه العلوم وظبطها ينتقل بعد ذلك لعلوم الالة وعلوم الالة كثيرة جدا وبعض علوم الالة مقدم على بعض فان من اولى واحرى واهم ما يعرف من علوم الالة علم النحو لانه لا يستقيم ذهن امرئ الا ان يستقيم لسانه. لا بد من عناية باستقامة اللسان وذلك باعراب الكلام. بان يرفع المرفوع يخفض المجرور وينصب المنصوب وهكذا. فلذلك فان من اعظم علوم الالة فائدة وانتفاعا لطالب العلم ان يبدأ بالنحو ثم يبدأ بعلوم اخرى ان احتاج اليها كعروض وكصرف وغير ذلك من العلوم اللغوية العربية. وكلما ازداد المرء فيها علما كلما كان ذلك لا شك ادق في طبعه واجود لذهنه وفائدته عظيمة عليه. اذا من المسائل المهمة عندنا في قضية التدرج اولا تدرج في العلوم نفس هذا فباي العلوم يبدأ؟ وعرفنا ان احمد قال يبدأ بالقرآن قبل الحديث. ومعلوم ان الحديث يبدأ به قبل الفقه وان الفقه يبدأ به قبل الاصول. ثم الاصول بعد ذلك والاصول يشمل القواعد الاصولية ويشمل ايضا القواعد الفقهية كلاهما يسمى اصولا فعندما نقول الاصول فانه يشمل الثنتين القواعد الاصولية ويشمل القواعد الفقهية والفرق بينهما ان القواعد الاصولية هي القواعد التي يستنبط بواسطتها الحكم. بينما القواعد الفقهية هي القواعد التي يستنبط منها الحكم من الامور المفيدة في الاستدلال والمثمرة في انتاج الحكم الفقهي. وانما يكون معرفتهما بعد معرفة الفروع. وهذه طريقة اهل العلم. الامر في التدرج وهو امر مهم التدرج في معرفة الفن الواحد فان في كل فن من الفنون العلوم الشرعية وغيرها لابد ان يبدأ المرء بصغار العلم قبل كباره وبسهله قبل صعبه ومعسوره. ولذلك جاء في الصحيح ان ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكر قال الربانيون هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره الربانيون هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره. والذي يبدأ بكبار العلم قبل صغاره يصبح كالمنبت لا ارضا انقطع ولا ظهرا ابقى لا هو الذي فهم الفهم الصحيح ولا هو الذي بقي في ذهنه صغائر العلم التي يبني عليها. ولذلك اذا رأيت الرجل يبدأ بصغار العلم قبل كباره فانه ينتج علما واما الذي يبدأ بالكليات ويبدأ بالمسائل والمناظرات وينظر في الحجاج قبل معرفته صغائر العلم تجده متخبطا في فهمه غير دقيق فيه ولا تجده يثمر بعد ذلك عالما على الحقيقة اذا لا بد من التدرج بالبداءة بامر قبل امر اخر واظرب امثلة واعبر مرة اخرى انني اظرب امثلة من كلام اهل العلم ولا اخط منهجا ومسلكا يمشي عليه الطالب. لاني ساتكلم المنهج بعد قليل بين اهل العلم في مسألة البداءة بصغائر العلم قبل كباره في عدد من الفنون. فعلى سبيل المثال في كلام الله جل وعلا القرآن العزيز فقد ذكر اهل العلم انه اولى ما يبدأ به ظبط القراءة ولذلك جاء ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يضرب ابناءه على ترك اعراب القرآن ولا يضربهم على ترك حفظه اذا ظبط القرآن والنطق الصحيح اولى بالبداءة واولى بي واجدر بان يبدأ به قبل البدء بحفظ القرآن. لان قد يحفظ القرآن وهو صعب عليه احفظوا حفظا خاطئا ثم بعد ذلك لا يستطيع لسانه ان يقوم ما حفظه. خاطئا او انه ينشغل في الحفظ ولا يكون عنده القدرة على الحفظ فلا يستطيع ان يحفظ الا مع اقبال نفسه على العلم والقرآن فلربما حفظ شيئا يسيرا ولم يستطع ان يقوم لسانه بالباقي. ولذلك يقول اهل العلم ان تبدأ باعراب القرآن اي ظبط واتقان القراءة ثم بعد ذلك تنشغل بالحفظ بعدها. تنشغل بالحفظ بعدها. وما المراد بالاعراب؟ قالوا ان المراد بالاعراب امران. امر واجب وامر مندوب. فاما الامر الواجب فهو الذي يعبر عنه الفقهاء بانه لحن جليل والواجب امران الامر الاول هو اخراج مخارج الحروف كما يخرجها العرب. كما يخرجها العرب فتنطق عين عينا لا همزا الفا. بعض الناس ينطق العين ا وتنطق الغين غينا والجيم جيما. وتنطق الثاء ثاء والزاي زاين. والظاء ظاء والضاد ضادا وهكذا. مع الاستطالة العربية وهكذا في في اللسان وغيره. فتنطق الحروف نطقا صحيحا. هذا الامر الاول واجب الامر الثاني نطق الحركات نطقا صحيحا سواء الحركات كانت حركات صرفية في داخل الكلمة. او كانت الحركات حركات اعرابية فيما اعرب من الكلم توب وينصب والمخفوظ يجر والمرفوع يرفع. وهذا معنى قولنا اعراب القرآن اي نطقه نطقا صحيحا. وليس المراد بقوله ان اعراب القرآن معرفة المبتدأ من الخبر. ولا الفاعل من المفعول فان هذا مصطلحا حادثا بعد المعنى الاول لاعراب. الاعراب الاول ان بلغة عربية هذا معنى الاعراب. انه ينطق بلغة عربية في الحروف وفي الحركات لان الحركات هي في حقائقها حروف. ولكنها اصغر حجما ولذلك كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه يقوم على المنبر ويقول ايها المسلمون اعربوا القرآن اعربوا القرآن اعربوا القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل اعربوا القرآن السبب لان النبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه القرآن وكان يقرؤه على اصحابه وكان اصحابه فصحاء. اصحاب بيان وانما بعد النبي صلى الله عليه وسلم دخل الاعاجم على المدينة فبدأت اللكنة في عهد ابي بكر وعمر رضي الله عنه وهكذا ومعروف قصة عمر لما قال اني كنت يعني امنع لولا ان اباك هو الذي اذن لهم القصة لما قتل رضي الله عنه وارضاه اذا من اول ما يعنى به في آآ في في القرآن معرفة اعرابه الامر الثاني ينقل بعد ذلك لحفظ هذا القرآن العظيم واولى ما يحفظ هو ما هو شرط في الصلاة وهو الفاتحة. وذلك يبدأ دائما بالفاتحة ثم اولى ما يحفظ بعد الفاتحة المفصل قصاره واواسطه وطواله. ولماذا ابتدأنا بالمفصل لان المفصل هو الذي يقرأ في الصلاة هو الذي يقرأ ولذلك يقولون يعني جاء عن في الترمذي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرسل للانصار يأمر امراء الامصار. اذ كان الامراء في ذلك الزمان هم الذين يصلون بالناس يأمرهم ان يقرأوا في الفجر بطوال المفصل وفي الظهر وفي العصر وفي العشاء باواسطه وفي المغرب بقصاره ولذلك اكد اهل العلم على المفصل بالخصوص في حفظه لانه هو الذي يقرأ في الصلاة اذا قدم المفصل لانه هو الذي يقرأ فسواء كان هو الامام فيكون حافظا لما يقرأ او كان مأموما اذ ربما يخطئ الامام فيجوز للمأموم ان يفتح عليه لان الفتح الامام جائز الا في الفاتحة فانه واجب. نص عليه في المنتهى وغيره فالمقصود ان هنا لان للغرض من كثرة قراءتها قدم حفظ المفصل على غيره واما من عني بالفقه فقد ذكر بعض الاصوليين رحمهم الله تعالى ان المرء يلزمه ان يعنى بايات الاحكام فيقولون يجب عليه ان يكون حافظا لايات الاحكام واختلف كم عدوا اي الاحكام؟ فقيل اربع مئة وقيل خمس خمس مئة وقيل ستمئة وقيل غير ذلك وقال الشيخ تقي الدين عليه رحمة الله في المسودة هذا غير صحيح بل ان المرء لا يمكن ان يكون فقيها ولا مجتهدا الا ان يحفظ القرآن كله من اوله الى اخره. والا فليس بفقيه لا يمكن ان يكون فقيها كذلك وسمعنا في عصرنا ان كثيرا من الناس يتصدر فاذا قام في الصلاة ما احسن ما احسن القراءة فكيف يكون فقيها اذا المقصود ان المرء يجب عليه التدرج في العلم والفقهاء يقولون لا يجوز الاجتهاد الا بحفظ ايات الاحكام او القرآن كله كما قال الشيخ تقي الدين يجب ان احفظ القرآن كل هذا اختيار الشيخ تقييدي ونقل فيه نصوص مسودة فالمقصود من هذا ان من عني بالفقه فيلزمه التدرج فيه بمعرفة ايات الاحكام معرفة وحفظا. هذه مسألة نأتي بعد ذلك فيما يتعلق بالتدرج في الحديث. والتدرج في الحديث ايضا له درجاته وقد بين اهل العلم رحمهم الله تعالى ان للتدرج في الحديث كذلك مسائل فمن اولى واحرى واجدر اهم ما يبدأ فيه بالحديث معرفة الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم وحفظها فانها اولى من حفظ الرجال واسمائهم. او حفظ سلاسل المتون وساقول لماذا بعد قليل وذلك ان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اوتي جوامع الكلم ومنها تستنبط الاحكام وفيها قوارع القلوب بالمواعظ. وفيها الاخبار عن المغيبات سابقها ولاحقها وفيها البيان عن الله عز وجل والاخبار عنه باسمائه وصفاته سبحانه وتعالى اذا عندما نقول العناية بالفاظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو المهم. ولنعلم ان عدم حفظ احاديث الاحكام سبب في الخطأ فيها فكثير من الاحكام يختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى بناء على زيادة لفظ او نقصه. فعلى سبيل المثال قد ثبت في الصحيح من من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن اسماء رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال للمستحاضة امكثي قدر حيضتك وفي لفظ في الصحيح امكثي حيضتك قد يقول بعض الناس ان هذين اللفظين بمعنى واحد. نقول لا. ان المعنى بينهما كبير فمن قال ان الراجح وهو الاصح اسنادا رجحه الائمة. فمن قال ان ارجح اللفظين امكثي قدر حيضتك؟ قال ان المرأة اذا كانت معتادة عادة مميزة وتعارض عادتها مع تمييزها قدمت عادتها لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول امكثي قدر حيضتك. والقدر هو العادة ومن رجح الرواية الثانية امكثي عادتك فاذا امكثي حيضتك فانه قال اذا عارضت العادة التمييز قدم التمييز لان الحيض هو الدم ان دم الحيض دم اسود يعرف او يعرف. وهذا هو رأي الشافعية والاول هو قول الحنابلة اذا المقصود من هذا انظر كيف ان لفظة واحدة اختلف فيها حكم عظيم في الصلاة وفي غيرها. حديث اخر في الصحيح حديث عائشة وغيرها. حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما جعل الامام ليؤتم به فاذا كبر فكبروا واذا ركع فاركعوا الى ان قال في اخر الحديث وما فاتكم فاتموا. وفي رواية وما فاتكم فقبوه بني على الخلاف بين هذين اللفظين اصل من الاصول الشرعية وهو قاعدة مهمة. ذكرها العلامة ابو الفرج بن رجب في اخر القواعد في خمسين فائدة ذكرها في اخر القواعد وهي هل ما ادركه المأموم المسبوق مع الامام هو اول صلاته ام هو اخرها فمن صحح روايته وما فاتكم فاقضوا قال انما ادركه المأموم مع امامه اي المأموم المسبوق مع امامه انه انه اخر صلاته انه اخر صلاته وان اول صلاته يقضيه بعد السلام وهذا هو مشهور المذهب ومن رجح الرواية الثانية وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن فاتكم فاتموا قال انما ادركه المسبوق المأموم مع الامام هو اول صلاته وما قضاه بعد ذلك هو اخرها وينبني على ذلك اكثر من اربعين مسألة فقهية متعلقة بالمأموم ذكرها بالرجب فارجع اليها اذا هذه المسألة معرفة الفاظ الحديث خطيرة. خطيرة يعني ليست من حيث الظرر وانما خطيرة من حيث الثمرة. وكيف ان ثمرتها مهمة جدا. بل اعجب من ذلك حركة واحدة تغير حكما فقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال زكاة الجنين زكاة امه جاء بعضهم فقال ذكاة الجنين زكاة امه وانما الصواب في الرواية لمن عرف الرواية زكاة الجنين ذكاة امه. اي انه اذا ذكيت الام كانت زكاتها سببا في حل الجنين في بطن امه وان لم يقطع رأسه فيكون الجنين في بطن الام الذي هو جنين الشاة او جنين الناقة او جنين البقرة حلال اكله. وان كان رأسه متصلا ببدنه. وهذا قول ولاهل العلم وقال الحنفية لا بل لابد ان يستخرج الجنين وفيه حياة مستقرة او شبه مستقرة ثم يقطع رأسه. قالوا لان المعنى تكاة الجنين ذكاة بالنصب اي حاله كحال امه فينصب على الحالية. انظر اذا العناية بالالفاظ وخاصة الفاظ احاديث الاحكام مهم ولذلك يقول اهل العلم وهذي انتبه لها وكان المشايخ يؤكدون عليها ان اولى واهم ما يحفظ من الاحاديث هو احاديث ماذا الاحكام اهم ما يحفظ احاديث الاحكام اما احاديث الاخبار واحاديث المواعظ امرها سهل. فلو اتيت بها بالمعنى لو غيرت فيها وزدت ونقصت قد يقبل التغيير ما لم يكن فيه زيادة محيلة للمعنى. واما احاديث الاحكام فانها اهم ما يحفظ. وبناء على ذلك فان اهل العلم عنوا. عنوا بجمع احاديث الاحكام تعرفون من الكتب التي افردت احد الاحكام الشيء الكثير. من اشهر هذه الكتب هو كتاب جعل الله له قبولا عظيما وشهرة ملأت الافاق شرح شرحا لم يشرحه كتاب قبله وهو كتاب عمدة الاحكام للشيخ الحافظ الامام عبدالغني المقدسي المتوفى على رأس القرن السابع سنة ست مئة من الهجرة رحمه الله تعالى وهو فقيه فقد قرأ على ابن ابي الفتح او او على ابي الفتح ابن المني البغدادي هو وابن عمته الموفق ابي عبد ابي محمد عبد الله ابن احمد ابن قدامة فقد قرأ على ابن المني وهو من اكبر فقهاء زمانه واليه يرجع الفقه في في مذهب الحنابل فالشيخ عبد الغني رحمه الله تعالى الف كتابين العمدة الكبرى والصغرى ولكن العمدة الصغرى وهي المشهورة تسمى عمدة الاحكام لها قبول ورواج عظيم وميزة هذا الكتاب عمدة الاحكام انه عني بذكر الاحكام التي يبنى عليها اغلب اغلب المسائل هذي من جهة ومن جهة اخرى انه خصه بما رواه الشيخان وما رواه الشيخان مغن عن النظر في اسناده. لا شك ان كل احد يهم ويقع منه بعض الخطأ. ولذلك تتبع في زيادة بعض الالفاظ ونقصها وفي قضية التخريج وممن تتبعه وافرد تتبعه البدر الزركشي في كتاب له في تتبع بعض الاوهام التي وقع فيها كل يعني يخطئ كما قال المتنبي من ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى بالمرء نبلا ان تعد معايبه من الكتب العظيمة التي هي في احاديث الاحكام جعل الله عز وجل لها قبولا ورواجا كتاب بلوغ المرام للحافظ ابي الفضل علي بن احمد بن حجر العسقلاني وهذا الكتاب ميزته الامران الامر الاول انه يقتصر على محل الشاهد يقتصر على محل الشاهد ولا يريد لك الحديث كله. اذ ايراد الحديث كله يتعب طالب العلم في محل استنباط الشاهد. واما الحافظ فانه يأتي لك بمحل الشاهد فقط وهذه ميزة. قد لا توجد عند غيره الامر الثاني ان الحافظ اغنى في كثير من المواضع في ظبط التخريج والحكم عليها. وان كان طبعا اهمل اشياء كثيرة والاصل في احاديث الاحكام انه وان حكم في تضعيف بعض الاحاديث الا انه يعمل بها وهذه قاعدة مسلمة عند جميع اهل العلم واقول حكم في ضعفي ولم اقل ايضا بوظعي بعض الاحاديث وليس في كل الظعف وانما في بعظ دون بعظ ولذلك لا ليس كل حديث ضعيف يعمل به وليس كل حديث ضعيف يترك بل اذا عضد هذا الحديث الضعيف متابعات وشواهد من فعل الصحابة رضوان الله عليهم وقولهم ومن القواعد الكلية في الشريعة وغير ذلك من المعاني عمل به وهكذا ونظائرها بالمئات في كلام الفقهاء وغيرهم اذا هذا من الاحاديث المشهورة طبعا المنتقى وغير كتب الاحاديث الاحكام كثيرة جدا. اذا اول ما يحفظ اول ما يعنى به في علم الحديث هو حفظ الاحاديث واول ما يعنى به في الحفظ هو ما يتعلق باحاديث الاحكام ويبدأ المرء بالسهل قبل الصعب وجرت عادته مشايخنا مثلا انهم يبدأوا ما يشرحون الا ثلاث كتب. يبدأ بالعمدة ثم البلوغ فان كان المرء الطالب نشيطا بدأوا به في المنتقى ثم وقفوا او انتقلوا به للمستندات كالصحيحين وغيرها. فيبدأون بهذه الكتب العمدة ثم البلوغ ثم بعد ذلك للمنتقى. وقليل من الطلاب من يجلس للمنتقى لانه طويل. ولانه مبسوط وفيه فقه ولذلك يعني لم يكن يدرسه الا القلة لبعض الطلبة قديما. اذا هذا ما يتعلق في اول ما يتدرج فيه في العلم. الامر الثاني فيما يتعلق بالتدرج انه بعد ذلك ينتقل لما يتعلق بعلم الاسانيد. ولماذا قدمنا الالفاظ لاهميتها وثمرتها ولان الاسانيد حفظها في هذا الزمان اقل فائدة. من الزمن الاول فقد دونت ونحن نعلم ان كل الكتب بلا استثناء واقولها حقيقة وانا مسبوق ما من كتاب من كتب الحديث الان الا ونحن نعتمد على الوجادة ولا نعتمد على على الرواية رواية اجازات ووجادات ما في احد الان يقول ان هذا الكتاب بهذا اللفظ صححته عن شيخي وشيخي صححه عن شيخه الى مؤلفه ومؤلفه طبعا رواه باسناده لا يوجد. بل هذا قديم ليس من الزمان هذا. فقد ذكر ولي الله الدهلوي رحمه الله تعالى وهو من علماء القرن الثاني عشر الهجري. يعني لها الان ثلاث مئة سنة قال ان السماع قد انقطع السماع بمعنى اني اقرئك الكتاب كما سمعته. كما سمعته حقيقة. يقول ان السماع قد انقطع ولم يبق اللهم الا اوائل الكتب. اوائل الكتب هي التي بقيت سماعا اذا كالسماع الحقيقي ان الشخص يقرؤك من نسخته التي صححها كما سمعها وهكذا عن من قبله هذا لا يوجد. انت اقرأ في اخر السنن الكبرى للبيهقي الطبع القديم هو الحديثة ايضا انظر في اخره في اخر كل جزء. وهذا الجزء سمعه فلان وفلان وفلان وفلان كان غائبا. في اليوم الفلاني وفلان كان نائما اذا قديما اهل العلم يعرفون انه في هذه الصفحة لم يسمعها فلا يرويها لك. يقول ارويها وجادة اذا فقضية السماع وما يتعلق به اصبح من باب التبرك ولا شك هو من باب الاقتداء باهل العلم لكنه ليس المراد عند اهل العلم المتقدمين الرواية انقطعت بعد القرن الثامن والسمع انقطع تقريبا كما قال ولي الله الدهوي منذ الاربعة المصريين كذا يقول يقول اربعة المصريين عليهم مدار الاسناد ابن حجر ذكرهم الله للدهلوي او اثنين ذكر ابن حجر والثاني زكريا الانصاري. وذكرتني نسيت منهما في كتابه ثبته المطبوع باسم النبي اذا نرجع لمسألتنا اذا العناية بالحفظ قليل واذكر ان احدا من الاخوة قديما حينما كنا طلابا اخذ التقرير فحفظه وكان يقول لنا سمعوا لي التقريب. تقريب التهذيب وبينما هو يحفظه حفظه كاملا. ساقول لك ماذا يوصل له الان. كان يقول له احد المشايخ يدرسنا في الكلية يقول لن تستفيد من حفظه انما ستزيد السوق نسخة انت حفظت الرجال قبل ان تحفظ الحديث وتعرف ما روى وصدق لما حفظ سبحان الله من يعني ما ما برز في فنه وما يعني يعني عرف بالعلم لانه بدأ بشيء وترك اوله التدرج فيه واذكر ونحن طلاب كان حافظا للتقريب يقول سمعوه لي التقريب كاملا يحفظه حفظا واظنه ربما الان نسيه كله كان عنده حفظ في فترة من الفترات لكنه اضاعه في شيء اعلى دون الادنى. ولو بدأ بالتدرج لكان انفع له اذا انا قصدي من هذا ان التدرج في العلوم وهكذا طبعا انا اضرب امثلة فقط. والا فان علوم الحديث كثيرة جدا فيما يتعلق بهم. الامر الثالث طبعا الحكم على كذلك نحن قلنا قبل قليل يبدأ بالعمدة العمدة ليس فيها حكم على احاديث. لكن لما تأتي للبلوغ فيه نقل لحكم الترمذي ولحكم غيده ولحكمه هو حكما نقله عن غيره رحمه الله تعالى كتصحيح ابن حبان وابن خزيمة وغيرهم فانت تبدأ اولا بحفظ الحديث ثم تحفظه مع الحكم بعد ذلك من العلوم التي ذكر العلماء التدرج فيها علم الفقه وساقف معه قليلا ثم انتقل للجزئية الاخيرة واقف عندها وهي قضية كيف تكون هناك المنهجية في التدرج؟ علم الفقه يقول اهل العلم انه لا بد فيه من التدرج فيه ولاهل العلم مسالك في التدرج. ومن هذه المسالك ما ذكره بعض مشايخنا ودون في بعض الكتب انهم يقولون يجب ان يبدأ في الفقه بالتعليق ثم بالتحقيق ثم بالتدقيق قالوا واياك والتلفيق اذا اردت ان تكون فقيها على الحقيقة فابدأ اولا بمعرفة التعليق. يعني تعرف الاحكام مجردة تأخذ متنا فقهيا وتفهم هذا المتن فقط لا عليك من شروحاته التي تتعلق بالادلة والتفريق وانما تأخذ هذا المتن واي متن تختار تختار المتن السائد والمشهور في بلدك الذي يقرؤه الناس والمشايخ. لانه مشهور ويوجد من المشايخ من يدرسه فتأخذ متنا فتحل الفاظه فقط تفهم الفروع فاذا انهيت هذا المتن كله رجعت عليه بالتحقيق وما هو التحقيق؟ هو معرفة ادلة هذا المتن ادلته وقد تكون الادلة ادلة نقلية وقد تكون الادلة ادلة معنوية مثل الاستدلال من القواعد ومن الالحاق بالقياس وغير ذلك من المعاني المتعلقة بها اذا ترجع لنفس المتن نفسه ترجع له مرة اخرى بالتحقيق وهو معرفته مع ادلته. فاذا ظبطت فقها كاملا شف ما اقول لك باب اقول لك فقها كاملا من اوله الى منتهاه. من الطهارة الى الاقرار فاذا اخذت الفقه كاملا فهما ثم رجعت اليه مرة اخرى هذا التدرج بدأ بدرجة بدرجة وتكرر الشيء مرتين وثلاثا واربعا وعشرا ومئة والفا وهكذا فاذا رجعت اليه مرة اخرى وضبطت هذا المتن وكنت ممن وفقه الله عز وجل للفهم تنتقل بعد ذلك لما يسمى بالتدقيق ومرحلة التدقيق اصعب من المرحلتين التي قبلها ولا شك. طبعا كل مرحلة ان هاتين المرحلتين طويلة جدا كون الشخص يحيط بفروع مذهب واحد كلها صعب جدا. ولذلك نقول يأخذ متنا مختصرا فاذا ظبطه استطاع ان ينتقل لمتن اعلى منه هكذا لكن نبدأ اتكلم عن المراحل انا اتكلم عنها كمرحلة ولا اتكلم عن كتاب بعينه. فاذا ظبط التحقيق والتعليق ينتقل للتدقيق. وما المراد التدقيق التدقيق ان تعرف الخلافة في المسائل الفقهية تعرف الخلاف وادلة الخلاف بعد ذلك وهذا يسمى التدقيق ولذلك يقال فلان من اهل التحقيق والتدقيق في الفقه. التحقيق يعرف مآخذ المسائل والتدقيق يعرف الخلافة في المسائل ومعرفة الخلاف له درجات كذلك فان الفقهاء يقولون اول ما يبدأ به معرفة الخلاف النازل ثم يرقى الى معرفة الخلاف العالي واهم ما في الخلاف النازل ان يبدأ بالقول الثاني مباشرة. دائما نتكلم نضرب مثالا عند الحنابلة مثلا او عند الشافعي في او ان شئت باي مذهب من المذاهب الاربعة ان شئت عند الحنابلة مثلا يقولون دائما الرواية الاولى والرواية الثانية وكذلك عند الشافعي كما في السلسلة اه ابي محمد الجويني وغيره عند روايتين اختصر على ثنتين مع ان المسألة فيها خمس ولكنه يذكر اهم ثنتين القول الاول والقول الثاني فدائما يكون هناك قول مقدم ثم ثان ثم بعده قد يكون ثالث ورابع وخامس في المسألة لكنها تكون دائما اضعف في القولين هذه عني الفقهاء بذكر هذين القولين فقديما كان الروايتان الوجهان لابي يعلى ثم تطوف اختيار الرواية الثانية ما هي وما هي الرواية المقدمة والثانية فالف فيها الموفق الكافي ثم جاء المتأخرون مثل الجراعي فذكر ان الرواية الثانية في المذهب دائما هي الرواية التي يختارها الشيخ تقي الدين. او يختارها ابن مفلح ويستظهرها يوجهها ويقول ويتوجه كذا اذا قال ابن مفلح ويتوجه كذا او قال الشيخ تقييد اختارها او اختارها ابنه ابن تلميذه ابن القيم هؤلاء الثلاثة ومن في معناهم كابن قاضي الجبل ومثل الشمس الزركشي في شرحه على الخرق ومن في معناهم. هؤلاء دائما قولهم والرواية الثانية وذلك معرفة رأيهم من ضبط الفقه بعض الناس ايش يقول؟ يقول ان اختيار معرفة اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية في ليس من معرفة فقه الحنابلة. انت لا تعرف مذهب الحنابلة لا يستطيع شخص ان يعرف هذا المذهب ويضبطه الا ان يعرف خلاف الشيخ تقي الدين والرواية الثانية لاصحابها لكن بعد ان يعرف الرواية الاولى لكي ينضبط الفقه عنده يكون الدرجة الاولى ثم الدرجة الثانية فاذا عرف الخلاف النازل في المذهب الذي تفقه به حنبليا او شافعيا او مالكيا او حنفيا او غير ذلك انتقل بعد ذلك للخلاف العالي وكيف يبدأ بالخلاف العالي يبدأ اولا بالمسائل الاجماع فيعرف مسائل الاجماع لكي يقول هذه المسائل ليس فيها خلاف فيخرجها عن ذهنه. وقد عني الفقهاء بذكر مسائل الاجماع حتى المعلمين منهم. المتأخرين في القرون الماظية افردوا مسائل اجماع ويلحق بها مسائل الاتفاق التي الف فيها بن هبيرة. جزءا من كتاب الافصاح فاذا عرف المرء مسائل اجماع انتقل بعد ذلك لمعرفة الخلاف ليس في كل الفقه. لا يستطيع احد ان يعرف الخلافة في كل فقه وانما يعرف الخلاف العالي في مسائل رؤوس المسائل. في شيء عند الفقهاء يسمونه رؤوس المسائل رؤوس المسائل ما هي؟ هي اهم المسائل التي يقع فيها الخلاف بين الفقهاء اهم المسائل وقد قيل انها اربع مئة مسألة فقط وجمعها بعظهم فاوصلها الى الف وبعظهم زادت اكثر هذه المسائل هي اهم المسائل التي وقع فيها الخلاف بين المذاهب الاربعة وما عدا ذلك هي فروع جزئية لا غالبا اذا عرفت الكليات تستطيع ان تخرج عنها الجزئية غالبا وليس دائما اذا استطاع المرء ان يتدرج بهذه الطريقة بدأ بالتعليق ثم بالتحقيق بالادلة لهذا القول فقط فضبطه ثم انتقل للتدقيق بدرجاته بان عرف الخلاف النازل ومأخذة ثم الخلاف العالي وقبل ان يعرف الخلاف العالي بدأ بمعرفة الاجماع. ومن الخلاف العالي او اهم ما يعرف من الخلاف العالي رؤوس المسائل. الف في رؤوس المسائل عشرات الكتب قد تكون رؤوس المسائل بين مذهبين مثل كتاب الزمخشري ومثل كتاب السمرقندي في رؤوس المسائل بين الحنفية والشافعية وقد تكون رؤوس المسائل بين الاربعة مثل كتاب ابي المواهب العكبري وكتاب المسائل للشريف ابي جعفر الكوفي ثم البغدادي ومثل رؤوس المسائل لابن ابي يعلى ورؤوس المسائل لابن الخطاب وكثير رؤوس المسائل تعد العشرات كتب رؤوس المسائل ما الفوها عبثا مثل عيون المساء عيون عيون المسائل لابن القصار المالكي كتاب من ابدع الكتب لو تم وقد سمعت انه يعني لو وجد كاملا انما وجدت ابواب منه وقد سمعت انه وجد بحمد الله عز وجل في بعض الخزائن في اسبانيا وانه حقق في بعض المغربية اختصر كتاب كتاب هود تلميذه آآ القاضي عبد الوهاب البغدادي التغلبي رحمه الله تعالى في كتاب النكت وفي كتابه الثاني لا عيون المسائل للقاضي عبد الوهاب اصلها لابن القصار. وكلاهما من مالكية بغداد رحمة الله على الجميع. هذي تسمى رؤوس مسائل. من استطاع ضبطها ظبط الخلاف بين المذاهب الاربعة وان استطاع اراد ان يقرأ كل مذهب على شيخ فانه هذا اوسع له في علمه واضبط له في فقهه. اذا الفقهاء ناقصني من هذا ماذا؟ ان الفقهاء بينوا كيف في الفقه كيف؟ وهذي امثلة لما ذكره الفقهاء وانا لا اقول ان هذا هو الطريق الوحيد هنا اختم كلامي بعد ان عرفنا اهمية التدرج في العلم وان نتدرج في العلم امران الاستمرار فيه وعدم الانقطاع عنه هذا واحد لان الدرجة لا منتهى له في العلم. والامر الثاني ان التدرج فيه البداءة بالصغير قبل الكبير وانه امران في العلوم وفي العلم الواحد كيف المرء يسن له طريقا في التدرج في العلم نقول اولا المرء او قبل ان نقول لك كيف يكون هذا الشيء؟ نقول اعلم انه لا يوجد طريق واحد صالح لكل احد ولا اسماء كتب معينة تنفع لكل انسان بعض الناس في هذا الزمان يحبون التنظير كثيرا جدا مر علي خمسة او ستة كلهم يؤلف كتب يقول ابدأ بكتاب واحد ثم بعد كتاب واحد انتقل لكتاب رقم اثنين وبعد كتاب رقم اثنين انتقل لثلاثة خمسة ويجعل لك خطة دقيقة جدا واسأل كثير من الناس يقول ما استطعت اني امشي على هذا الخط فاختيار خط بهذا الطريق قد ينفع معي لكن لا ينفع معك والناس كثر وهذا يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فقد جاء من حديث ابي هريرة وابي الدرداء بنحوه في الصحيح ابي هريرة وابي الدرداء عند ابي داود. ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال قال من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا الى الجنة وقول النبي صلى الله عليه وسلم طريق نكرة في سياق اثبات فتعم عموم اوصاف عموم اوصاف فدل على ان هناك اكثر من طريق كلها تؤدي الى العلم وكلها يسهل الله عز وجل بها طريقا الى الجنة مما يدل على انها طرق صحيحة فالطرق كثيرة جدا فلا يمكن ان اقول لك افعل كذا ولا ينفع غيرها ابدا وبناء على ذلك يقول اهل العلم اذا اردت ان تسلك طريقا فاول ما تفعله اذهب لشيخ وقل لهم ماذا افعل كان احد مشايخنا المشهورين رحمة الله عليه توفي ومعروف وقد زار الكويت قديما كان يقول اذا جاءني الطالب فقال يا شيخ اريد ان اقرأ عليه كتاب كذا وهو رجل دمث الخلق يقول اقول له طيب اقرأ يقول واعلم انه لن يتم الكتاب يقول يقول الذين طلبوا ان يقرأوا علي الروظ مثلا يقول ما لا احصي من العدد ولكنهم يبدأون بالطهارة ولا يكادون يجاوزون ازالة النجاسة وما ختم الكتاب منهم الا ما يملأ اليد الواحدة او اليدين الثنتين واما اذا جاءني الطالب فقال يا شيخ ماذا اقرأ عرفت انه نبي شف هذا اقرأ الطالب هو الذي يقول الشيخ ماذا اقرأ؟ ليس هو الذي يملي على الشيخ يقول ماذا اقرأ يا شيخ فالشيخ يعرف سن الطالب واهليته ويعرف الشيخ قدراته هو. الشيخ هو الذي يعرف قدراته فبعض المشايخ يقول ما اعرف هذا الكتاب. احد المشايخ من العلماء الكبار جدا وقعت لي معه. فذهبت للشيخ اخطأت انا. فقلت له يا شيخ سأقرأ عليك في جامع الامهات. ابن الحاجب فقه المالكي ومالكي الطيف فلما بدأنا نقرأ في جامع الامهات ما يعرفه فاذا اتينا في الكلمة قال قال خليل. ثم رجع لخليل بدأ يشرح لي كلام خليل. لانه اعتاد على هذا الكتاب ويضبط تفريعه ويضبط ما يستنبط منه وقد اقرأه عشرات المرات فالخطأ مني عندما اخترت كتابا الشيخ غير معتاد على اقرأه اذا اختيار الكتاب ينظر للشيخ ينظر للبلد الذي انت فيه ينظر للطالب وهكذا. وفي الغالب ان الشيخ يعرف الكتاب المناسب في الاقراء. اذا الذي يستطيع ان يدلك على الكتاب الذي تبدأ به اولا هو الشيخ الذي يعني تلزمه ولذلك جاء عند يعقوب ابي سفيان باسناد صحيح ان سفيان ان ايوب السختياني رحمه الله تعالى شيخ الامام مالك كان يقول ان من نعم الله عز وجل على الحدث. يعني الشاب وعلى الاعجم اذا اسلم ان يوفق لشيخ من اهل السنة يأخذ بيده ويدله على الطريق وهذا معنى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اه لا تزال هذه الامة بخير ما اخذوا العلم عن الاكابر لان الكبير يختصر لك اشياء كثيرة وانا وانت تعلم ان كثيرين بدأوا العلم بقوة ولكنهم لم يوفقوا لطريق منهجي في طلب العلم. وانا اكرر لا يوجد طريق ولا طريقان ولا ثلاثة هما الصواب وغيرها خطأ غير صحيح بل يتغير الطرق بحسب الزمان والاشخاص والبلدان والمشايخ التي تقرأ عليهم اني قلت لك الشيخ له اثر في قراءة الكتاب وهكذا فلا يوجد طريق ولكن الانسان يعرف التدرج باخذ العلم عن اهله لا تزال هذه الامة بخير ما اخذوا العلم على الاكابر. الكبير يأخذ بيد الصغير فيختصر له اشياء كثيرة اخطاء كثيرة قد يقع فيها لا ينتبه لصوابها الا بعدما يعني يعني يشيب على شيء شب عليه فيختصر الله الامر بهذه الامور واذكر ان احد المشايخ رحمه الله تعالى جاء عند الشيخ محمد ابراهيم فهو يقول لي جاء عام الف وثلاث مئة وستين يقول دخلت عند الشيخ محمد إبراهيم عام الف وثلاث مئة وستين يعني قبل اربعين سبعين خمسة وسبعين سنة يقول لي هو الشيخ جا من الاحساء يقول اتيت للشيخ محمد وقلت له اريد ان اقرأ عليك قال لا اقرأ الكتاب الفلاني يقول قلت قرأته قال سمع قاضي او فيقال له اقرأ القرآن احضر حلقة القرآن ثم تعال. قال قلت انا حافظ القرآن. قال اقرأ لي من كذا امتحنه يقول فامتحنني الشيخ اذا قال اقرأ اذهب في الكتاب الفلاني احضر فيه عند عند الصغار. لهم من يقرؤهم. قال انا حفظته وقرأته قال اقرأ فقرأ يقول فقال لي خمسة متون هي العادة يبتدأ بها في ذلك الزمن يقول لما انهينا الخمسة قال طيب اذهب للكتاب الفلاني فعد لي ثلاثة متون طبقة متوسطين فقلت اني حافظها البلوغ غير قال يا شيخ حسن احظر معنا درس الفجر غدا فكان هذا الشيخ حسن رحمه الله تعالى يجلس يقول ما بيني وبين الشيخ محمد الا المركى المركاها اللي هي مسندة التي تجعل بين الاثنين فدائما اهل العلم تشوف الشيخ قال لا تحضر عندي ابتداء لانه ما يعرف ابدأ بالصغار القرآن والحديث والتوحيد ومختصرات المتون الفقهية وغيرها. قال انا حفظتها وتجاوزته لما امتحنه وعرفه قال اذا احضر الان. وعرف قدر هذا الشيخ بل قدمه واقربه اليه اذا انا قصدي من هذا ان الشيخ هو الذي يعرف فاستفد منه ولا تجتهد. فنظرية الخطأ والصواب هذه اجعلها في غير العلم لان العلم يحتاج الى عمر طويل جدا. فاستفد من تجارب غيرك في هذا الباب. اسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد. وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا بهداه. وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات جل وعلا ان يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين