بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ثم اما بعد ايها الاخوة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. ايها الاخوة ان حديثنا اليوم حديث عما يطيل العمر ويمده وينسأ فيه ويزيده. ان هذه القضية قضية اشغلت الناس جميعا منذ بدء الخليقة الى الان. اما حدث من ادم عليه السلام وموسى من انبياء الله عز وجل الا دليل على ذلك. فادم عليه السلام عندما اسكنه الله هو وزوجه الجنة. واستحدثهم فيها. انما اهواه الشيطان. بدعوى ان يدله على الخلد وطول البقاء. قال هل ادلك على الخلد وملك لا يبلى؟ امن فظن الشيطان انه بهذا المدخل يدخل على ادم بعلمه ان المرء محب لطول البقاء. نبي الله فقال كم عمره؟ فقيل له ان عمره كذا وكذا؟ اتقال ادم عليه السلام عمر داوود عليه السلام وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم. فوهب له ادم من عمره اربعين سنة. ووهب ادم له من عمره اربعين سنة. فلما جاء ملك الموت لادم قال له ادم انه قد بقي من عمري اربعين انه قد بقي من عمر اربعون سنة. قال فتلك التي وهبتها بداوود جاء ان ادم نسي ذريته بعد ذلك ان صح الاثر عن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بل ان موسى ابن عمران نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عندما حضره ملك الموت كان رغب بعدم الوفاة. فاوحى الله عز وجل اليه يا موسى ضع يدك على جلد ثور الك بكل لشعرة تقع يدك عليها سنة. قال ثم ماذا بعد ذلك؟ قال ثم بعد ذلك اتوفاك؟ قال الان اذا النفس بطبعها راغبة في البقاء. وطول الامد والمكسي في الدنيا قدر المستطاع. وقد جاء في الحديث الصحيح الثابت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال قال الله عز وجل وما ترددت في شيء فاعله كترددي في قبض نفس عبد المؤمن. يكره الموت واكره اساءة. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يكره الموت رغبة البقاء في هذه الدنيا ومد العمر فيها ليس منقصة في المرء وانما هو جبلة جعلها الله عز وجل للادميين جميعا. وما ادم وموسى وداوود محمد وغيرهم من انبياء الله عز وجل الا كذلك. ولذلك فان المرء كلما طال عمره وافق طول عمره حسن عمل فانها علامة على خيرية ارادها الله عز وجل له. ثبت في السنن باسناد صحيح من حديث عبدالله بن بسن رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال خيركم من طال عمره خيركم من طال عمره وحسن عمله. وفي المسند من حديث عبيد بن خالد الاسلمي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حكي له حال رجلين توفي. فقيل ان احدهما لحق ان الاول قد مات قبل الثاني بسنة. فقال عليه الصلاة والسلام فاين صلاته؟ فاين صلاته وصيامه ودعاؤه في هذه السنة ان بينهما في الجنة لبونا كبيرا. فكلما طال عمر المرء بشرط العمل الصالح كلما كان ذلك علامة على خيرية في ذلك الرجل. وصلاح فيه وكون الله سبحانه وتعالى اراد به الاحسان والسداد وقبل ان ابدأ باجابة التساؤل الذي بدأنا به كيف يطيل المرء عمره ويزيد فيه وينسق فيه انقول هل يمكن ان يطيل المرء عمره. نقول نعم. فان معتقد اهل السنة والجماعة ان المرء بامكانه ان يطيل عمره فيكون عمره خمسين مثلا فيفعل افعالا معينة فيقدر الله عز وجل له عمرا بعد ذلك اطول يصل الى الستين اكثر او اقل. وهذا الامر حكاه عن اهل السنة غير واحد من اهل العلم. بل قد صح ان العمر يطيل عن عمر ابن الخطاب. وعلي ابن ابي طالب وابن مسعود وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم وقال السيوطي ان الاحاديث قد تواثرت بالدلالة على ان العمر يطول وينقص بحسب اعمال معينة يعملون ايها المؤمن ويقول الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى ان عمر الادمي نوعان عمر مطلق عمر مقيد تأمل مطلق فهو الذي يعلمه الله عز وجل. لا يتغير ولا يتبدد في علم الله سبحانه وتعالى واما المقيد فانه يتغير بحسب ما يكون مكتوبا في اللوح الموجود في السماء الدنيا او بحسب ما اخبر به الملائكة ومعنى كونه مقيدا اي ان الله عز وجل يوحي للملائكة الذين يتصرفون في شأن البشر وقبض ارواحهم ويكتب سبحانه وتعالى في اللوح الموجود في السماء في سماء الدنيا وتنقل عنه الملائكة حوادث اليوم والليلة يكتب فيه ان عمره مثلا خمسين سنة فاذا فعل كذا وكذا من الطاعات فان عمره يزيد الى الستين او السبعين او نحو ذلك وهذا معنى قوله العمر المقيد اي مقيد ان فعل كذا طال عمرك وان لم يفعل كذا بقي عمره على ما هو عليه. وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل. فان ربنا جل وعلا يقول يمحو الله ما يشاء ويثبت. وعنده ام الكتاب. يمحو الله ما يشاء ويسبح وعنده ام الكتاب. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عندما تلا هذه الاية قال ان لله عز وجلى كتابه ان لله عز وجل كتابين. فكتابه هو عنده اول كتاب لا لا يتغير ولا وكتاب اخر في السماء الدنيا يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت. يكتب فيه عمرا ثم يزيده او ينقص منه ويكتب فيه سعادة لامرء او شقاء فيعدله جل وعلا ويبدله بما شاء سبحانه وتعالى. وذلك قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت. وعنده ام الكتاب. قالوا وفي قول الله عز وجل في قصة نوح عليه السلام يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى. قالوا دليل على ان المرء يؤخر الله عز وجل اجلة ويمد فيه وينزعه والاحاديث الدالة على ذلك كثيرة ومتعددة. واننا في هذه الليلة ساذكر لكم خمسة عشر عملا. جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم باسانيد الضحاح. او مقاربة للصحاح ان من واحسن العمل فيها فان الله عز وجل يمد في عمره. وينسأ له في اثره. نعم قد روي غير ذلك باحاديث ضعيفة شديدة الضعف او موضوعا. وانما نكتفي بالصحيح وما قاربه. فاول هذه الاعمال التي من فعلها فان الله عز وجل يمد في عمره. وينسأ له في اثره. ويزيد له في امله. قالوا تقوى الله سبحانه وتعالى المرء اذا اتقى الله جل وعلا وجعل امر الله سبحانه وتعالى امام ناظريه. فما يعملون عملا الا وهو مراقب له جل وعلا. خائفا من عذابه راجيا ثوابه فذاك الذي اذاك الذي يمد الله عز وجل في عمره وينسأ له في اثره. وقد صح في السنن ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من اراد ان يطال له في عمره وينسأ له في اثره. ويزاد له في رزقه ان يتق الله وليبر الوالدين. فتقوى الله عز وجل سبب ذلك واضح وبين ايما المؤمن. وقد جاء في قصة نوح عليه السلام عندما دعا قومه للايمان. وارشده الرحمن جل وعلا قال لهم يا قومي اني لكم نذير مبين. ان اعبدوا الله واتقوه. ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم الى اجل مسمى. فبين نوح عليه السلام ان من عبد الله حق عبادته واتقاه كمال التقى فان الله عز وجل يؤخر اجله. ويمد في نفعه ويزيد في عمره ان قدره الامر الثاني مما صح به النقر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم انه يطيل العمر وينسأ في الاثر. قالوا ان يضر المرء والديه وما ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم هو اصح اسنادا في طول العمر من لوالديه حتى لقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من خمسة عشر حديثا مروية عنه صلى الله عليه وسلم تدل على ان بر الوالدين سبب لطول العمر. والمد فيه ونسئ الاثر. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من هذه الاحاديث ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزيد في العمر الا بر الوالدين. وقوله صلى الله عليه واله وسلم لا يزيد في العمر الا بر الوالدين. هذا الحصر ليس على وجهه. وانما للتأكيد على ان بر الوالدين اعظم سبب لطول العمر والزيادة فيه ومده. وقد ثبت من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من احب ان يمد الله عز وجل في عمره. وان يزيد في رزقه ان يبر والديه وليصل رحمه. ان المرء اذا والديه وامضى وقته في الاحسان اليهم وبذل الجود لهم وخدمتهم وطاعتهم وبذل الجهد بل وغايته في الاحسان اليهم فان الله جل وعلا يخلف عليه وقته اضعافا مضاعفة. ان من الناس من يستغل دقائق معدودة يجالس فيها والديه اما ان يمرضهم او ان يقوم بحاجتهم وربما او كل هذه الامور غيره من الناس ظنا منه ان هذا الوقت الذي يبذله مع والديه انما هو ضائع وهو غير محسوب عليه ما علم ذلك الرجل او تلك المرأة ان كل دقيقة يجلسها المرء مع والديه برا بهما واحسانا اليهما مريضا لهما وبذل الخدمة في الاحسان اليهما فان الله عز وجل يبدلها على المرء اضعافا ولذلك جاء في الاثر ان الجزاء من جنس العمل. فمن بذل وقته في بر الوالدين بذل الله عز وجل له عمرا يمد به نسأه ويجعل له في اثره. بل اعظم من ذلك فان النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبتت في السنن. رتب على منبر بوالديه ثلاثة امور. الامر الاول طول العمر. والامر الثاني الزيادة في الرزق. والامر الثالث النسأ الاثر وقد قيل ان سيد الاثر اما انه طول العمر واما انه طيب الذكر حتى ان المرء لا يمر بين الناس فيسمعون له ذكرا حسنا ويرون له او يكنون له اعجابا وتبجيلا وتوقيرا وما ذاك الا بسبب بري بوالديه وهذا معنى وينسأ له في اثره. اي يذكر ذكرا حسنا. وقيل ان في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان منبر فانه ينسأ له في اثره. اي ان منبر والديه فانه يمد له في عمره في ذريته. فيرزق فيرزقه الله عز وجل ذرية صالحين يذكر بهم بعد وفاته. فكم من الناس لا يذكر بعد وفاته الا بذريته. ولا يترحم عليه الا عندما يرى ابناؤه من بعده قد احسن. ولذلك فان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما سأله رجل عما بقي له من البر بوالديه قال ان تصل رحمهما. وتصل صديقهما بان المرء ان وصل رحم والديه واحسن الى صديقهما فانهم عندما يرون هذا البر والاحسان من ابن صديقهم وقريبهم دعوا لابيه وامه فكان سببا في بره به. اذا فمن بر والديه اخلف الله عز وجل عليه الوقت الذي بذله في عمره مد. واخلف الله عز وجل عليه المال الذي بذله في بر والديه زيادة في رزقه. واخلف الله عز وجل عليه الجهد الذي بذله طيبا في ذكره ونسعا في اثره وصلاحا في ابنائه. ولذلك جاء عن بعظ السلف رحمه الله تعالى انه قال لما قال في صلاته واحسن فيها كان ابنه بجانبه. فقال له ابنه لكأنك قد اطلت صلاتك. فقال له ابوه اني لاطيل صلاتي لاجلك لان الاب ان احسن في عمله احسن الله عز وجل له في ذريته وحفظه. الامر الثالث مما يطيل الله عز وجل به العمر وينسأ به الاثر. قالوا هي صلة الرحم. ايصل المرء رحمه ويحسن اليهم ويبذل الجهل جهده والوسائل في الاحسان اليهم وبذل الجود والكرم معهم. وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم من اراد ان ينسأ له في اثره ويطال له في عمره فليتق الله وليبر والديه وليصل رحمه ومن اعجب الاثار في ذلك ما جاء عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فيما رواه الدينوري في المجالسة ان علي رضي الله عنه قال من ضمن لي واحدة من ضمن لي واحدة ضمنت له اربعة. من وصل رحمه طال عمره واحبه اهله ووسع عليه في رزقه ودخل جنة ربه. فبين علي رضي الله عنه ان في صلة الرحم اربع ثواب اربع جزاءات من الله عز وجل يساق عليها المرء. اولها ان الله عز وجل يطيل في عمره. وثانيها انه جل وعلا في رزقه وثالثها ان اهله يحبونه ورابعها ان الله عز وجل يدخله جنته. وقبل ان ننتقل لما بعده من المسائل اود ان انبه لمسألة مهمة وهي ما هي الرحم التي يجب صلتها؟ والاحسان اليها ويأثم المرء بقطيعة فان المرأة ربما كان منتسبا لقبيلة او عشيرة او عائلة فهل كل من ينتسب لهذه القبيلة والعشيرة والعائلة يجب الاحسان اليه والبر به والبر به ام لا؟ نقول انما يجب انما تجب صلة الرحم بالرحم المحرمة ومعنى الرحم المحرمة التي لو فرض ان احد الطرفين فيها ذكر والاخر انثى لحرم التزويج على سبيل التأبيد وذلك فيجب على المرء ان يصل اباه واجداده. وامه وجداته وابناءه واحفاده. واعمامه وعماته واخواله وخالاته وابناء اخيه وابناء اخواته وبناته. فهؤلاء هم الرحم المحرمة التي يجب صلتها والدليل على ان الذين تجب صلتهم انما هم الرحم المحرمة ما ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم عند اهل السنن باسناد صحيح من انه نهى عن الزواج المرأة بعمتها او نكاح المرأة على عمتها وعلى خالتها قال انكم ان فعلتم ذلك قطعتم ارحامكم. فبين النبي صلى الله عليه وسلم ان ما بين المرأة وعمتها وخالتها ان كان من قطيعة فهي من قطيعة الرحم. ولم يحرم الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم زواج المرأة على ابنة عمها. مما يدل على ان ابنة العم وابن العم ليسا من الرحم التي يجب صلتها. نعم هي من الرحم التي يجب يحسن الاحسان اليها ويتأكد تأكدا شديدا ولكن التي يجب صلتها انما هي الرحم المحرمة دون غيرها. وانك لتعجب احيانا عندما ترى لرجل عمة او عمة لابيه او خالة لامه ونحو ذلك ولا يعرف عنها شيئا. ولا يسأل عن خبرها ولا ينظر في حاجتها فان ذلك وايم الله لهو المغفور. ان اقل ما يسمى صلة بالمسلمين بمن الله عز وجل عليه اوجب الله عز وجل عليه صلتهم من الرحم المحرمة اربعة امور يحسن التنبيه اليها. اول هذه الامور الاربعة انه يجب ان لا يكون بينه قطيعة ولا اذية. وقد جاء للنبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال صلوا ولو بالسلام وفي رواية بلوا ارحامكم ولو بالسلام. وقد احتج الامام احمد رحمه الله تعالى بهذا الحديث واستدل به. فيجب على المسلمين ان يصل رحمه ولو بالسنة. فان السلام اقل ما يسمى الى العلم. وادنى درجات صلة وليس بكمالها. والامر الثاني ان انه يجب على المرء ان يصل رحمه بكف اذاه عنه. وقد صح عن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم انه قال الايمان بضع وسبعون ادناها اماطة الاذى عن الطريق. فكف الاذى عن اخيك المسلم عموما وعن الرحم التي تجب صلتها بالخصوص هذا من الواجبة على المسلم التي ان تركها اثم ولا شك. والامر الثالث انه يجب عليه انه يجب لهم عليه ان النفقة ان كانوا محتاجين فان النفقة على القرابات ان كانوا محتاجين واجبة على المرء فان كان للمرء اب او ابن او اخ او اخت او عم او عمة محتاج للنفقة فيجب عليه ان ينفق عليهم وان يحسن اليهم ان كان الله عز وجل قد اوسع عليه وهذه ايضا من الصلة الواجبة التي يأثم بتركها. ولذلك قرر غير واحد من اهل العلم من المحققين وهو قول جمهور الفقهاء الله تعالى ان النفقة واجبة على الاقارب. ويعنون بالاقارب من ذكرته لك ضابط. والامر الرابع في صلة الرحم الواجبة قالوا ان يكون المرء داعيا لقرابته. محسنا اليهم من استغفار اليه. وقد روى الترمذي ان ابا ذر رضي الله عنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله يكون بيني وبين قرابتي ما يكون بين القرابة. فقال صلى الله عليه واله وسلم فاين انت من ان المرء اذا دعا لقرابته واكثر من الاستغفار له والدعاء والابتهال عند الله سبحانه وتعالى ان يتجاوز عنهم وان يزيد في رزقهم وان يبارك لهم في ذريتهم وولدهم فان الله عز وجل يزيل ما في النفوس من الضغينة ويودنها محبة والفة واتفاقا. ولذلك فان اقل ما يسمى صلة بالرحم ان يأتي المرء بهذه الامور الاربعة ان يدعو لهم وان ينفق عليهم ان كانوا محتاجين وان يصلهم ولو بالسلام. وان يمنع عنهم الاذى بكلامه وفعله ونحو ذلك. واما الزيادة على هذه الامور فان الناس فيها يتفاضلون بين مقل ومستكسر. فمن امرئ قد بلغ في الوسط منتهاه. الا تكاد تجد له من ولا تكاد تجد له امرا يعاب به في بره والديه وصلته رحمه. ومن امرئ فتح الله عز وجل ان له في باب دون باب وهكذا. الامر الرابع مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يطيل العمر هو حسن الخلق. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في مسند الامام احمد باسناد صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها انه عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال حسن الخلق يعمر الديار ويزيد في الاعمار. المرء اذا حسن خلقه وطاب وجمله بتجميل الله عز وجل له فيه فان هذا علامة بطول عمره والبسط في اثره. ومما قرره النبي صلى الله عليه واله وسلم ان ان الاخلاق على نوعين اخلاق نجملهم يجبلها الله عز وجل ويسترها المرء. فيكون مفطورا على الاخلاق الحسنة المرضية كما جاء سيد وفد عبد قيس النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله اقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة. فقال اهما امران قطرني الله عز وجل عليهما. ام تطبعت بهما؟ فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم بل فظلك الله عز وجل على هاتين الخصلتين. فقال الحمد لله الذي فطرني. الحمد لله الذي خبرني على ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه ذكر اقواما وائما اصحاب بلدان بعينها انهم اصحاب اخلاق طيبة مرظية. فمن ذلك ما جاء في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال لو جئت اهل اهل عمان ما سبوك ولا شتموك. قال النووي رحمه الله تعالى وهذا الحديث دليل على ان اهل تلك البلاد اهل رقة وعدم اذية للناس وهذه من الاخلاق التي جبلها الله عز وجل على او اهل بعض البلاد على ذلك الامر وعمان في قول النبي صلى الله عليه واله وسلم تشمل البلاد المعروفة الان والامارات والاحساء من جزيرة العرب فان هذه كما قال النووي في شرح مسلم كانت تسمى على لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عمانا. والنوع الثاني من الاخباق التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم اخلاق يتخلقها المرء ويتجمل بها ويتأدب بها ويقطر نفسه عليها وقد روى الطبراني في المعجم باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال انما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم. المرء اذا رغم التحلم وتأدب بهذا الادب وقرأ سيرة المتحللين وجالسهم. وحرص على الاقتداء بهم فانه يرزق هذا الخلق ويكون متحلما كحاد متحلميه. والضد بالضد. فمن جالس الحمقى الذين يغضبون عند ادنى كلمة ويستعجلون في ابداء غضبهم واظهار ويجالسهم ويعجب بحالهم فانه يسوء خلقه ويخون حاله ان من الناس من يظن انه ان احسن خلق ان احسن خلقه وطيبه واجاد فيه انه يقبض من حقه ولا ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من حسن خلقه مد الله عز وجل له في عمره ونسأ له فيه الظن او مخالفة لظن من ظن ان في حسن الخلق والادب مع الناس قظاوة على النفس وانقاص بالحق فيها. الامر الخامس مما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يمد في العمر وينسأ في الاثر. قالوا هو حسن الجوار. وقد صح في الحديث المتقدم الذي رواه الامام احمد باسناد صحيح من حديث عبدالرحمن ابن القاسم عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من اراد او انه قال صلة الرحم وحسن الجوار وحسن الخلق يزيدان في الاعمار. فمن احسن الى جيرانه اجاد معهم الخلق وتكرم معهم باطيب المكارم. فان ذلك الذي يمد الله عز وجل في عمره وينسأ في اثره. وان حسن الجوار للجار وحسن التعامل معه لامر عجيب. ولكننا نكتفي باربع او بثلاث خصال من فعلها فانه هو ولا شك من هذه الخصال ان يحرص المرء على ان يصبر على اذى جاره. فان الصبر على اذى الجار هو ومن حسن الجوار ان من الناس من يكافئ جاره الند بالند والحبة بالحبة ويظن انه في ذلك عاجلة نعم هو عادل ولكن ذلك ليس بحسن الجوار. انما حسن الجوار ان جارك ان اخطأ عليه. او اساء اليك قصدا او من دون قصد ان تصبر عليه ولذلك جاء عن الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قال حسن الجوار ليس بكف الاذى وانما بالصبر على الاذى حسن الجوار لا يكون بكف الاذى عن الجار. وانما يكون بالصبر على اكل. ولذلك جاء ان عروة بني رحمه الله تعالى او اخوه المنذر بن الزبير كما نقل ذلك الزبير بن بكار في جمهرة نسب قريش انه كان له جار يؤذيه فاراد ان يفتك من اذاه آآ اشترى داره بثمن نسعى على ان له الخيار في ذلك. فبدأ بجمع امل تلك الدار حتى اذا صلى مرة سمع قول الله عز وجل في الوصية بالاحسان الى الجار. فقال اسمع وصية الله عز وجل فترك شراء دار جاره وصبر على اذاه. اكان ذلك منقبة له الى قيام الساعة. اذا فمن فمن صور حسن الجوار مع الجار الصبر على الاذى دون كف اذاه فان هذا من باب اولى واجب الحق وهو حق لكل مسلم. مما بحسن الجوار الحرص على الاهداء للجار ولو شيئا قليلا. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في المسند والموطأ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا نساء المؤمنات لا تحقرن جارة ان تهدي لجارتها ولو قراعا بشاء. اي لا تحقر ان تهدي لجارتها ولو شيئا يسيرا. وهو كراع شاة اي كوارع الشاة المحرقة. فتهديها لجارتها. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي وغيره انه قال اذا طبخ احدكم لحما ان يزد في مرقه ثم ليهدي لجاره فان لم يصب لحما اصاب مرق. فليكثر المرء من الهدية لجاره. فان في ذلك سببا لدوام المحبة. وطول المودة بينه توفيق الله عز وجل وان العجب حقيقة حقيقة عندما يترك الناس هذا الهدي النبوي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بترك الاهداء بزعم ان الهدية القليلة غير كافية من جار الغني. وربما كان الجار الغني يتأفف ويترفع عن الهدية الصغير وفي ذلك مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم. فان النبي صلى الله عليه وسلم ما رد هدية قط. بل اذا اهديت له هدية قبلها وكافأ عليها بمثلها او احسن من ذلك. وكان صلى الله عليه وسلم يقبل هدايا جيرانه ويثيب عليها ويقبل اقل الهدايا ولو كانت قضيبا من اراك اي سواك. المقصود ان المسلم يحرص على ان يفدي لاخيه المسلم من جيرانه بالخصوص الشيء الكثير وان قل ثمنه وزهد في قيمته. وليحرص المسلم على قبول هدية جاره والا يترتب عنها ولا يتأفف منها. الامر السادس مما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يطيل العمر وينساؤ في الاثر قالوا هو المتابعة بين الحج والعمرة. وقد روى الدار قطني من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الخبث والذنوب كما ينفي الحديث كما تنفي النار خبث الحديث وانهما يطيلان بالعمر. وهذه الزيادة تفرد بها سفيان بن اليينة ولاهل العلم كلاما فيها. المقصود ان المتابعة بين الحج والعمرة من الامور الفاضلة ولا شك. ومما جاء في الحديث انها تطيل في العمر. وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم فيما روى ابن حبان من حديث ابن مسعود ابن فيما روى ابن حبان من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان ان الله عز وجل قال ان عبدا اصححت له في بدنه ووسعت عليه في رزقه ثم تمر عليه خمس سنين لا يفد الي ان محروم. فبين الله عز وجل في هذا الحديث القدسي العظيم الصحيح سندا. ان المرء اذا مرت عليه خمس سنين لا الى بيت الله عز وجل حاجا او معتمرا. فانه يكون محروما. ووجه حرمانه ان في ذهاب المرء الى بيت الله عز وجل معتمرا او حاجا اجور عظام منها اجور في الدنيا وهو ذهاب الفرق وهو ذهاب الفقر والزيادة في العمر كما جاء في الحديث المتقدم عن عمر عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. الامر الثامن او الامر السابع مما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه يمد في العمر ويزيد فيه. قالوا اسباغ الوضوء. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث انس ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال له يا انس اسبغ الوضوء يا انس اسبغ الوضوء يقل في عمرك. وهذا الحديث روي عن انس رضي الله عنه من نحو تسعة طرق وان كان ابن ابي حاتم نقل عن ابيه ابي حاتم الرازي ان هذه الطرق على تعددها فيها ضعف الا ان الحافظ ابن حجر ابا الفضل علي ابن احمد ابن حجر رحمه الله تعالى له جزء مخطوط موجود في الظاهرية بتتبع طرق هذا الحديث كانه يميل الى تحسينه وتجويد اسناده. فبين النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث انصحه ان اسباغ الوضوء سبب لطول عمره ومده بانس وغيره من الناس. وانس رضي الله عنه مد الله له في عمره حتى قارب مئة سنة. والسبب في ذلك امور متعددة لعل منها انه امتثل امر النبي صلى الله عليه وسلم باسباغ الوضوء. والمراد باسباغ الوضوء ان يحرص المرء على ان يتبع سنة النبي صلى الله عليه واله وسلم اتبعوه. فيتوضأ كما توضأ النبي صلى الله عليه وسلم. وليس المراد باسباغ الوضوء كسرة الماء او الوضوء من غير محرج كما سنتكلم بعد قليل. والدليل على ذلك ما ثبت في الصحيح من حديث حمران عن عثمان رضي الله قوله عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. فبين النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الوضوء الكامل هو ما توضأ به افضل الصلاة واتم التسليم. وقد صح في احاديث متعددة عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يتوضأ بوده وهو ملء اليدين مجموعتين معه ويغتسل عليه الصلاة والسلام بصاع واحد وهو اربعة امجد. ولما جاء بعض الصحابة اقال لمحمد بن علي بن الحنفية او قال لجابر ابن لما جاء بعض المتأخرين من التابعين رضي الله عنهم. فسمع هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لا يكفيني مد في الوضوء ولا صاع في الاغتسال. غضب جابر رضي الله عنه. فقال لقد كان يكفي من هو اوفر منك شعرة يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو كمال الابتثال. المقصود ان اسباغ الوضوء المراد به اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. من غير لزيادة في العدد ولا اسراف في الماء ولا مبالغة فيما لم يؤمر الله عز وجل فيه بالمبالغة. وقد جاء في حديث عبد الله بن عبد ربه ان النبي صلى الله عليه عليه واله وسلم قال من زاد على ذلك اي على ثلاث غزلات فقد اساء. اي فقد اساء في الوضوء مما يدل على ان المقصود المتابع الامر الثاني في قضية اسباغ الوضوء ان الفقهاء رحمهم الله تعالى قد ذكروا وهذا هو ما قرره الشيخ تقي الدين عليه رحمة الله تعالى ان الوضوء لا يشرع تكراره مرة بعد مرة الا ان يفصل بين الوضوئين حدث او عبادة يشرع لها الوضوء ان الوضوء لا يشبع تكراره مرة بعد مرة الا ان يفصل بين الوضوئين حدث وهذا واضح وجليل او عبادة لمثلها الوضوء يعني يجب لها الوضوء. فلا يتوضأ المرء ثم يتوضأ بعد عشر دقائق مرة اخرى. فان هذا على خلاف سنة النبي الله عليه وسلم بل لا يتوضأ بعد وضوءه الاول الا ان يحدث او ان يأتي بعبادة كصلاة واجبة او طواف ونحو ونحو وذلك مما يشترط له مما يشترط له وضوء وجوبا. اذا هذا هو معنى اسباغ الوضوء الذي يمد الله عز وجل فيه رزق الذي يمد الله عز وجل فيه في الامة. ومن عجيب ما مر عليه اني قرأت خبرا عن احصائية كانت في اوائل ثمانينات من القرن المنصرم اي الف وتسعمائة وثمانين للصين. فذكر هذا الذي ذهب للصين. وذكر هذه التراجم ان بعض علماء الاجتماع في تلك البلاد اعني الصين وجدوا ان بعض المقاطعات في الصين بغربيها ان اصحاب تلك البلد قد طال عمرهم طولا ابين من البلدان الاخرى في الصين. فبحثوا عن هذا السبب ونظروا في حالهم ومعاشهم ونظروا في تصرفاتهم فاذا باولئك القوم قوم مسلمون. فنظروا في تصرفات المسلمين الم يجدوا انهم يفعلون شيئا يغالقون غيرهم من المقاطعات من الصين الا انهم يتوضؤون. فخرجت هذه الدراسة بنتيجة ان سبب طول عمري هؤلاء اصحاب هذه المقاطعة وهم من المسلمين انهم يرسلون اقدامهم. وهذه الدراسة ذكرها الشيخ العبودي في رحلته الى الصين مترجمة عن مصدرها المقصود من هذا انه ظنوا ان سبب طول العمر هو غسل قدمين. اقول وقد جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال يا انس الوضوء يطول في عمرك. الامر الثامن مما جاء الاثر انه يطيل في العمر. قالوا اختيار البلدان التي لا وباء فيها. وتكون صحيحة في هوائها. وقد روى الامام مالك عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال لبيت في ركبة لبيت في ركبة احب الي من عشرة ابيات في الشام. لبيت في ركبة احب الي من عشرة ابيات في الشام. قال الامام مالك في الموطأ يريد عمر يريد عمر رضي الله عنه ما يكون من طول الاعمار والبقاء لان ركبة اصح هواء من الشام. وركبته هي قرية على شرقي الطائف. تبعد عنها نحو من مئة كيلو وهي قرية نائية. وقد زرت هذه القرية قبل اكثر من عشر سنين. فصليت في مسجدها. ومن غريب الامر اني وجدت مسجدها ممتلئ بكبار السن. الطاعنين فيه فلما سألتهم عن اعمارهم وقد كنت اعرف خبر عمر الخطاب رضي الله عنه كان اغلبهم يجيب بانه قد جاوز الثمانين والتسعين من عمره. ولعل هذا مصداق ما ذكر عمر رضي الله عنه عن ركبة فانها اصح هواء وان كانت في طرف حجازي بينها وبين نجد وهي مدينة او قرية صغيرة معروفة. من الاسباب جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انها تطيل في العمر. قالوا صنائع المعروف والاحسان بالناس والجود عليهم بالمال والجاه والوقت والعمل وغير ذلك عنه وغير ذلك من الاعمال. وقد جاء عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال الصدقة على وجهك الصدقة على وجهها. وبر الوالدين واصطناع المعروف. واصطناع المعروف. يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء. فمن اصطنع المعروف عند الناس واحسن اليهم وبذل وجهه وجاهه وبذل ما له وبذل وقته وعمله في اغاثة ملهوف ونصرة مكروب فان هذا من اصطناع المعروف عن النبي الذي بين النبي صلى الله عليه وسلم انه يقي مصارع السوء. ففي ذلك سبب بامر الله عز وجل لاطالة العمر والماديين. الامر الحادي عشر او الامر العاشر مما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه يطيل في العمر قالوا الصدقة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة يشد اسناد بعضها بعضا فهو حسن بمجموع طرقه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصدقة تقي مصارع السوء وقد سبق معنا عن علي رضي الله عنه انه قال ان الصدقة على وجهها وبرها الوالدين واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر. الاكثار من الصدقة اعني بالصدقة المندوبة دون الواجبة التي لا منة للمرء فيها وهي الزكاة فانه قد جاء في الحديث انها تميل انها تمد في العمر وتنسأ فيه وتزيد ومما جاء في ذلك من القصص ما روى الطبراني مما نعلمه ان الاخبار التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم او ان الاخبار التي نقلت عن بني اسرائيل بين النبي صلى الله عليه وسلم انها على ثلاثة او بين اهل العلم رحمهم الله تعالى بينوا انها على ثلاثة اوجه فمن الاخبار التي جاءت عن بني اسرائيل ما يجب الجزم بصحته وهو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النقل فيه او جاء من كتاب الله عز وجل ومن اخبارنا بني اسرائيل ما لا يجوز روايته ولا نقله ولا تصديقه وهو ما روي مكذوب او موضوع. والنوع الثالث من اخبار بني اسرائيل ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج لكن لا تصدقوهم ولا تكذبوهم قالوا وهو احد امرين انا ما جاء عن مسلمة اهل الكتاب كوهب ابن منبه وكعب الاحبار وغيرهم وعبدالله بسلام وغيره رضي الله عن الجليل او ما جاء النقل به لكنه باسناد ضعيف ضعفا يسيرا او منجبرا فانه يكون من اخبار بني اسرائيل ومن هذا ما جاء عند الطبراني في قصة في قصة كانت في في عهد عيسى ابن مريم عليه السلام. فانه او انه روي عند الطبراني ابي سليمان ان عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم مر به قوم يذهبون ليحتطبوا. فقال لهم عيسى ابن مريم ان احدكم سيموت الليلة. فذهبوا في طريقهم فذهبوا في طريقهم محتطبين فلما جاء العشي وهو نهاية اليوم رجعوا مع طريقهم نفسه فمروا على عيسى ابن مريم انظر اليهم فاذا هم كما هم لم ينقص منهم احد ولم يمت منهم احد. فلما جاءوا الى عيسى ابن مريم ناداه ابن مريم عليه السلام فاذا معهم حزمة حطب. عملها احدهم على ظهره. فقال له فك هذه الحزمة. فلما فكها فاذا فيها حية سوداء قاتلة. فخرجت من بين الحطب تجري منسلة بلجاه الله عز وجل منها بل ثبت عيسى ابن مريم بذلك الرجل الذي كان حاملا لحزمة الحطب وفيها الحية ولكنها لم تبلغه. ولكنها لم تبلغه فقال ما فعلت؟ قال اني عندما خرجت معك كانت معي فلقة خبز اي قطعة خبز. فمر بي سائل اغمستها في ماء فاعطيته اياها فاعطيته اياها فاكلها. فقال عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام فان الله عز وجل قد مد بعمرك بسبب تلك الفلقة اي قطعة الخبز. وهذا خبر مصداق ما جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الصدقة تقي مصارع السوء او ما جاء عن علي رضي الله عنه ان الصدقة تزيد في العمر. السبب الحادي عشر مما جاء الاثر فيه ان يمد في العمر قالوا طلب العلم. فان المرء اذا طلب العلم وخصوصا طلب علم الحديث. فان الله عز وجل يمد عمره والسبب في ذلك ان هذا العلم ان هذا الدين جعله الله عز وجل من خصائصه ان العلم بهذا من اعني الاسلام جعل الله عز وجل من خصائصه انه ينقله الاصاغر عن الاكارم. ولذلك جاء في مقدمة مسلم عن عبد الله ابن مبارك رحمه الله تعالى انه قال الاسناد من الدين فان قيل عمن بقي. فهذا العلم يمكنه في كل من كل عصر عدوله. ينقلونه عن اشياخهم واشياخهم ينقلونهم عن اشياخهم وهكذا. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم نظر الله امرأ سمع مقالتي فاداها كما سمعها. فرب اوعى من السامع. ولذلك يقول محمد بن عبدالله الاودي المتوفى سنة ثلاثمائة وخمسين من الهجرة. سمعت شيوخنا يقولون دليل طول العمر دليل طول عمر الرجل اشتغاله باحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وانت لا تعجب بعد ذلك عندما ترى كثيرا من علماء الحديث كابي طاهر السلفي وغيره قد جاوز عمره عشرات طوال من العمر فلعل ذلك من بركة العلم الذي حوته صدورهم اذ الله عز وجل يحفظ الصدور التي حوت العلم. وقد جاء عن عكرمة رضي الله عنه قال ان الله عز وجل قد تأذن ان لا يخرف عقل امرئ حوى القرآن في قلبه. فمن حوى القرآن في قلبه حفظا وفهما واستنباطا وعملا قبل ذلك فان الله عز وجل يحفظه من الخرف ويحفظه ويمد في عمره لينقل هذا العلم لما بعد. ومما جاء ايضا من اسباب طول العمر والمد فيه قالوا العدل لمن ولي ولاية. فمن ولي ولاية على غيره ولو كانت صغيرة وكان مسئولا عن اقوام فعدل بينهم واحسن النظر فيهم. فاعطى كل ذي حق حقه. ولم يظلم احدا او يبخسه حقه او ينقصه او منه شيئا فان الله عز وجل يخلفه مدا في عمره. وقد روي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. وروي في ذلك خبر رواه الخطيب البغدادي وابن الجوزي باسناد فيه مقال ان ملك ان ملكين ان ملكين اخوين وكان في عهد بني اسرائيل وكان كل واحد من هذين الملكين في قرية دون القرية الاخرى. فاما اول الملكين فانه كان رجلا عادلا واصلا لرحمه. واما الثاني فانه كان رجلا ظالما. قاطعا لرحمه. وان الله عز وجل اوحى لنبي من انبياء الله عز وجل كان مدركا لهذين الملكين ان الملك الاول العادل الواصل لرحمه ان ما بقي من عمره ثلاث سنين وان الملك الثاني الذي بقي من الذي هو ظالم قاطع لرحمه بقي من عمره ثلاثون سنة فاخبر ذلك النبي اهل هاتين القريتين بذلك. وضجوا الى الله عز وجل بالدعاء. وخرجوا هم واهلوهم الى الحياة يدعون الله عز وجل فلما جاء نهاية النهار اوحى الله عز وجل لذلك النبي ان الله عز وجل قد مد من في عمر اصار ثلاثين وان الله عز وجل قد قصر من عمر الظالم فصار ثلاثة. فهذا من اثر العدل فان صح الحديث في ذلك تتوب لمعنى فان الله عز وجل يمد في عمر عادل. الامر قبل الاخير او الذي قبل قبل الاخير قالوا ان يعنى المرء بتوقير ذي واحترامه فان في توقير الشيبة سبب بامر الله عز وجل بمد العمر. وقد جاء عند الترمذي باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ما وقر ما وقر شاب شيخا ما وقر شاب شيخا الا الله له في سنه من يوقر. الا قيض الله له في سنه من يوقره. قال الشيخ موسى الحجاوي رحمه الله تعالى بشرح منظومة الاداب وفي هذا دليل على ان من وقر ذوي الشيبة في اول امره فان الله عز وجل سيمد في عمره حتى يكون مثله لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا قيض الله له في سنه اي سيكون كبيرا في سنه فيقيض له من يوقر في قال بعض اهل العلم وان من اعظم وان من اعظم من يوقر من ذوي الشيبة الوالدان واهل العلم فمن وقر فمن وقر والديه وعني باحترامهما وبرهما والاحسان اليهما وتوقير شيبتهما فان هذا سببا في مد عمره وكذا اهل العلم فيكون هذا الحديث داخل في السببين السابقين الذي سبق ذكرهم. الامر الاخير قالوا دعاء فان المرء اذا دعا الله عز وجل فان الله عز وجل يجيب دعاءه. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ولا ايرد القدر الا الدعاء والمراد بالقدر اي القدر المكتوب في لوح السماء الدنيا الذي يلقى الله عز وجل فيه ما يشاء ويثقل. فان اذا دعا الله عز وجل بالشفاء من المرض والمد في العمر فان الله سبحانه وتعالى يجيب هذا الدعاء. وقد دعا النبي صلى الله عليه واله بانس ابن مالك بان يطيل الله في عمره. فقال اللهم فان النبي صلى الله عليه وسلم كان مارا مرة. فجاءت ام ام انس فاخذت بثوب النبي صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله اوليس كويدبك تقصد انس ابن مالك بانها امه قالت انيس والدك يا رسول الله فادعو الله له. فمل النبي صلى الله عليه واله وسلم يديه وقال اللهم مد في عمره وزد في ولده قال انس رضي الله عنه ادعى لي النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث دعوات رأيت اثنتين منهما يعني طول العمر وكثرة وكثرة الولد قال حتى انه ليثمر لي ان نخلو مرتين في السنة واني عددت من ولدي نحوا من مئة اي من ولده وولد ولده نحو من مئة واما عمره فانه قد كان من اخر الصحابة رضوان الله عليهم وفاة في الكوفة ومن بعد ذلك. قال بعض اهل العلم قال بعض اهل العلم ومما يدل على ان الدعاء مشروع بطول العمر ما روينا والاسناد فيه الحديث فيه ضعف عند ابي نعيم في الحلية ان النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيه ضعف شديد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال كان يدعو اذا دخل عليه رجب اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمظان وبلغنا رمظان. قالوا في هذا دليل على ان المرء يستحب له ان يمد ان يدعو الله عز وجل بان يبلغه الاوقات الفاضلة كرمضان وذي الحجة ولكن هذا الحديث فيه ضعف شديد فلا يصح الاستدلال به. قد جاء عن سفيان بن للتوريث انه قال اني لاستحي من الله عز وجل فاني ما وقفت في هذا المقام يعني في عرفة الا سألت الله عز وجل ان يمد في عمري حتى ادركه في السنة القادمة. واني استحي الله عز وجل ان اسأله في هذه السنة فقبض رضي الله عنه ورحمه في تلك السنة. ولاهل العلم كلام طويل في هلو يشرع ان يدعو المرء لغيره من الناس بطول العمر فيقول اطال الله بقاءك واطال عمرك ونحو ذلك ما اطال التفصيل فيها العلامة محمد بن مصلح رحمه الله تعالى في الاداب الشرعية. ولعل الاقرب في ذلك دليلا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وحاله انه يشرع الدعاء ولكن الافضل ان يقيد بالطاعة. فيقال المرء اطال الله عمرك على الطاعة او على الاحسان او على البر ونحوه امر اخير قبل ان اختم انه قد جاء في بعض الكتب باسناد صحيح ان الاصمعي رحمه الله تعالى رأى رجلا في البادية اعرابيا قال فسألته كم عمرك؟ فقال عمري مئة فقال عمري مئة وعشرون السبت فقال الاصمعي عبد الملك بن قري ما سبب طول عمرك؟ قال تركت الغل اي الحسد الغل فبقي. ان المرء اذا سلم صدره لاخوانه. وكان طاهرا نحوه فان هذا سبب بتوفيق الله عز وجل كتابته في الدنيا والاخرة. ولعل مما يثاب عليه في الدنيا ان يمد الله في عمره لكن لم يرد في ذلك حديث. وانما هو خبر روي عن الاصمعي عن اعرف ولكن هذا على سبيل الايجاز من دون اخلال. ذكر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم باسناد صحيح او مقارن. مما يطيل في العمر وهي اربعة عشر وهي لاربعة عشر امرا او خمسة عشر امر صح بها النقل عن النبي صلى الله عليه واله وسلم. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يمن علينا جميعا بالهدى والتقى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا بهداه. وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يغفر لنا والدينا وان يجزيه خير ما جزى والدا عن ولده وان يغفر له خطأه في حقه في حقه جل وعلا وان يغفر لنا خطأنا في واسأله جل وعلا ان يغفر لموتانا وموتى المسلمين. واسأله جل وعلا ان يغفر لموتى المسلمين في كل مكان الحاضرين خاصة فقد ذكر الاخوة ان والد الحاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي توفيت عليها رحمة الله عز وجل فاسأل الله عز وجل ان يغفر لها وان يرحمها وان يتجاوز عنا وعنها وان يغفر لها ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات واسألهم جل وعلا ان يرزقنا علما نافع والعمل صالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ورد له سؤال من احدى الاخوات كلما تقدم عندما هذا على ان لا يصلح مع العلم فضيلة الشيخ الذي الملتقى دائما يشهد له بالطرق والدين. نعم. الحديث في هذا الموضوع ثلاث شعب وثلاثة مناحي. المنح الاول ان الشيطان من احب ما يكون اليه ان يكون المرء اعزب غير متزوج وذلك ان الشيطان يبسط عرشه فيأتيه جنوده. فيأتيه احدهم فيقول ما زلت بفلان حتى فعل كذا وكذا؟ فقال ما فعلت شيئا؟ يكاد ان يستغفر فيجب. ثم يأتيه الاخر فيقول مثل ذلك ثم ثم يأتيه الثالث ويقول ما زلت بفلان حتى طارق زوجته فيقول انت انت فيدنيه ويجلسه بجانب. ان الشرع قد امر وحث حسا اكيدا على ان يعلن المرء بالزواج رجلا كان او امرأة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال يا معشر ترى الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحفظ للفرج. وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا جاءكم من دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن في السر تكن فتنة في الارض وفساد عار. فبين النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الزواج مقصد شرعي مرغب اليه مقصود من مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ النفس والنسل الذي جاء الشرع بحفظه ومراعاته والتأكيد عليه. والمرأة اذا جاءها كفها حاله وفي دينه انه فان قبولها به متأكد عليها ولا شك. هذا الامر الاول. الامر الثاني ما يتعلق بقضية الاستخارة ان كثيرا من الناس اذا استخار الله عز وجل ظن ان الفائدة من الاستخارة هي انه سيأتيه من ام في ليله فينبهه الى الصواب من الامرين. او انه يفتح كتابا او مصحفا فينظر فيه فيرى فيه الدليل لما اختاره. او يأتيه سامع فيقول له افعل كذا او لا تفعل كذا. والحقيقة انه لا شيء من ذلك البتة. قال ابن السبكي قال شيخنا ابن الزملكان ان بعض الناس يظن انه اذا استخار الله عز وجل فسوف تأتيه رؤيا تدله او يأتيه صارخ ومنبه فينبهه وليس الامر كذلك. وتأمل يا رعاك الله في حديث النبي صلى الله عليه واله وسلم في الاستخارة. ففي صحيح البخاري من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن قال اذا هم اذا هم احدكم بامر ان يركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تعلم ولا اعلم وتقدر ولا اقدر وانت علام الغيوب. انظر اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجله واجله. اكتبه لي ويسره لي ثم بارك فيه. المرء يدعو الله عز وجل ان كان في الامر خيرة له ان يكتبه الله عز وجل له. وان ييسره له ثم يبارك له فيه. يسأل الله عز وجل ثلاثة اقوال لم يكن المرء في دعائه اللهم ان كان هذا الامر خيرا فارني في منامي رؤيا او اظهر لي صادقا او كلمة تدلني على الاقدام او اليس الامر كذلك البت؟ وانما يقدم على امره. ولذلك جاء في حديث في اخره ثم ليمضي لشأن فيمضي الامر فيمضي المرء في شأنه فان جاء عائق اعاق. ولو كانت ولو كانت النفس مرتاحة بالاقدام عليه فالخيرة في العدل وان كانت النفس منقبضة وقد استخار المرء الله عز وجل مرات لان الاستخارة دعاء والدعاء يشرع تكرارا. وقد استخار المرء الله عز وجل مرات استجيب دعاءه ااقدم وكانت نفسه محجمة فتحقق هذا الامر الخيرة فيه لانك سألت الله عز وجل ماذا؟ ليس راحة نفسك تسأل الله عز وجل الرؤيا وانما سألته ان يكتبه لك. اي فيما يمحوه الله عز وجل ويثبته وهو الذي تأخذ منه الملائكة اتكتبه للادمي؟ اذا فما كتبه الله عز وجل ان يجيب دعاؤك هو الذي سيبقى. فانظر شأنك ولا تلتفت بخاطر ولا لغيرك هذا الامر السهل. الامر الثالث ان بعض الناس يتعلق بالرؤى. ويتعلق بالاحلام ويظن انها حقائق وليس الامر كذلك فان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال اصدقكم رؤيا اصدقكم حديثا. اذا المرء اذا كان لسانه صادقا كانت رؤياه صادقة وان كان لسانه كاذبا كانت رؤياه كلها كاذبة لا حجة لها ولا تفسير لها. اذا الصادق هو الذي تكون يا هو صادق انظر ثم نأتي لهذا الصادق قال النبي صلى الله عليه وسلم ان انه يكاد الا يكون في اخر الزمان لن من النبوة الا المبشرات. وهي جزء من بضع واربعين جزءا من النبوة. جزء من جزء واربع من بضع واربعين جزءا من النبوة. اذا في واحد من تفسيرات معنى هذا الحديث انه في كل اربعين رؤيا واحدة منها صحيحة وهذا الذي جاء عن محمد ابن سيرين فان محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى كما نقل عنه ابن قتيبة باسناد صحيح في كتابه تعبير الرؤى انه كان يسأل عن اربعين رؤية الا يجيبه لا تفسير لها ويجيب عن واحد. وبعض الناس يظن ان كل رؤيا لها تفسير وكل رؤيا لها خبر وكذلك مما جاء عن النبي او ما صح النقر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه بين ان الرؤى على ثلاثة انواع رؤى تكون من الشيطان وتلاعبه. وذلك كحال الرجل الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت ان رأسي يمشي امامي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تخبر بها احدا لا تخبر بتلاعب الشيطان بك. فالشيطان يأتي للمرء ايتلاعب به. وخاصة ان اكل كثيرا تلك الليلة او كان قد بذل جهدا ونحو ذلك فربما رأى من هذا التلاعب الذي يكون من الشيطان. والنوع الثاني هي حديث المرء نفسه. فان المرء اذا في امر واطال من التفكير فيه فانه يرى فيه رؤيا. ومما يستطرف في ذلك ما نقله ابن الجوزي في كتاب الاذكياء ان رجلا كان يخلع اسنان الناس ويقول لهم اني اذا خلعت سنك لا تحس بالم لا تحس بالم البتة ان كان يقول له بشرط عدم احساسك بالالم الا تفكر في القرد ولا تحلل فيه. فاذا قال له لا تفكر في هذا القرد بدأ يفكر فيه يومه كله احلم فيه في منام. المرء ان كان يفكر في شيء في يومه كله فسيرى فيه مناما. ومن اكثر القرارات اثرا في رجلا كان او امرأة قرار الزواج. لانها من القرارات المصيرية التي ربما لا تكون الا مرة في العمر لغالب الناس. اتجد الرجل او المرأة متى يفكر في هذا الموضوع يومه كله؟ مع كثرة تفكيره فيه ربما رأى المتقدمة لو رأت المرأة المتقدمة لها في منامها يقول ذلك من حديث النفس وليس من رؤى الرحمة. والنوع الثالث من الرؤى ما كان من الرحمن جل وعلا وهي المبشرات. والنبي صلى الله عليه وسلم سماها مبشر ولا تكون مشرك يعني فيها شؤم ولا يكون فيها اخبار عن امر ماض البتة وانما تكون مبشرة وهي التي تكون من جل وعلا. واما التي تكون من امر السابق فهي التي من حديث النفس قد يستنبط منها ذو الفراسة والفطنة شيئا من اخبار الرجل وما يفكر فيه المقصود ان ما كان من الله عز وجل انما هي المبشرة التي فيها التبشير. فانا اقول لهذه الاخت الكريمة ان ما فعلت فيه خطأ نشرك اولا هو خطأ من حيث الاستخارة لم تعلمي ما المقصود منها. وخطأ لانك سلمتي هواك للرقى. وليس الامر كذلك الى علم الله عز وجل وظواهر الامة. والامر الثالث انك اخطأت في مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم برد الكفء الذي تقدم لك اسأل الله عز وجل لهذه المرأة ولبناتنا ولاخواتنا من المسلمين والمسلمات الستر في الدنيا والاخرة الله فيه اولا واما في هذه الامسية للشيخ رحمه الله قال الله فيه بذكر امور آآ كثيرة اوصلها الى هذه ايضا اود المعلن عن محاضرة اه الغد ومع فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور بعنوان وفيما يتعلق ببرنامج حفظه الله برنامج وكذلك محاضرة في بالجبهة الاخرى ستبدأ المحاضرات انطلاقا في يوم الغلق باذن الله مسجد عمر بن الخطاب وتحاور لفضيلة الشيخ عبد السلام اعمالكم يسيرة واجور كبيرة ومع العلم ان المحاضرات جميعا يتم تحميلها عبر موقع دروس مطالب مجلس المحاضرات فضيلة الشيخ مبارك شكرا لكم كذلك اخواني واخواتي الحضور والله اعلم وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه اجمعين