بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبائي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان بتناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه. وقد انتهى بنا الحديث الى سورة لقمان. فما مناسبة سورة لقمان بسورة الروم التي سبقتها يقول ابن الزبير رحمة الله عليه لما تكرر في سورة الروم الامر بالاعتبار والحض عليه والتنبيه بعجائب المخلوقات كقوله تعالى اولم يتفكروا في انفسهم ما خلق الله السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وقوله ايضا اولم يسيروا في الارض وقال ايضا في سورة الروم الله يبدأ الخلق ثم يعيده وذكر العديد من المظاهر التي تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى يقول ابن الزبير وهي عشر ايات تحملت من جليل الاعتبار والتنبيه ما لا يبقى معه شبهة ولا توقف بعد ذلك جاءت سورة لقمان تنبه ان هذه الايات العظيمة هذه الايات العظيمة الباهرة اه التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الروم من مختلف الايات ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا ومن اياته يريكم البرغ خوفا وطمعا ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامره ثم ايضا ذكر اه في في خاتمتها ولئن اصبنا ريحها فرأهم اصفرا وذكر اه اه انه سبحانه وتعالى يرسل الرياح فسورة الروم مليئة بالايات التي صدرت بقوله سبحانه وتعالى ومن اياته كذا ومن اياته كذا ومن اياته كذا. فسورة الحروب اتت لتقيم هذه البراهين وهذه الدلائل وهذه الايات العظيمة التي تدل على الاله الواحد سبحانه وتعالى. فجاءت سورة لقمان ان في مطلعها تبين ان هذه الدلائل وان ايات الكتاب الحكيم انما يعتبر بها ويلتفت الى معانيها ويستفيد منها ويهتدي بها آآ من التفت واعتبر. من التفت واعتبر وانشغل واقبل. وكان نهمه ان يتدبر هذا الكتاب العظيم. ويقف عند هذه الاية متفكرا متأملا معتبرا. واما من اشترى لهو الحديث وانشغل بالكلام الفارغ ولهو الحديث هذا مفهوم عام يشمل اي شيء يبعد الانسان عن الله من الكلام. سواء كان الغناء والمعازف سواء كان مجالس البطالين سواء كان قراءة الكتب غير النافعة. كله ما يعرض او يجعل القلب معرضا عن الله سبحانه وتعالى. ملتفتا الى دنياه من هذا هو لغو الحديث. فجاءت سورة لقمان في مطلعها يقول سبحانه وتعالى الف لام ميم تلك ايات الكتاب الحكيم هدى ورحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالاخرة وهم يوقنون اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون. ثم قال سبحانه ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليدل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اذن مطلع سورة لقمان مناسب لمضمون سورة الروم. سورة الروم سورة الايات ومن اياته كذا ومن اياته كذا. فمطلع سورة لقمان يبين ان هذه الايات انما يستدل بها على الخالق وعلى وحدانيته من اعتبر وتبصر وتأمل وتفكر وليس من انشغل بالحديث فارغ الذين يجعل القلب ملتفتا الى مولاه ثم بعد ذلك اكملت سورة لقمان بيان الادلة الدالة على وحدانية الله فكأن باقي السورة هو مكمل لسورة الروم. فاخبر الله سبحانه وتعالى كيف انه رفع السماوات بغير عمد؟ وكيف انه يخلق من كل زوج بهيج ثم ذكر قصة لقمان مع ابنه وكيف انه قال يا بني انها ان تكبت قال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله. ثم ذكر انه سبحانه وتعالى يولد الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر. وذكر حال الناس عندما يكونوا في امواج البحر المتلاطمة واذا غشيهم موجون كالظلل الى من يلتجئون الى الله سبحانه وتعالى ثم ختم بذكر اليوم الاخر يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق. ثم اخبر آآ عن اطلاعه على الغيب واخبر عن الامور التي لا يطلع عليها الا هو سبحانه وتعالى ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام ما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت هذه الامور الخمس اختصها الله سبحانه وتعالى بها نفسه بعد ذلك تأتي سورة السجدة سورة الروم احبابي الكرام عرفنا انها تضمنت الايات الباهرة وعجائب الامور الدالة على الواحد الاحد سبحانه وتعالى ثالث سورة وكذلك سورة لقمان لم تبتعد عن هذا كثيرا. فهي مكملة لسورة الروم في هذه المعاني مع وجود يعني بعض ما اسميه انا او المعاني الجديدة التي ضمنتها سورة لقمان فلما كانت سورة الروم وسورة لقمان مليئة بهذه العجائب لما كانت سورة الروم وسورة لقمان مليئة بهذه العجائب جاءت سورة السجدة في مطلعها تقول الف لام ميم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين ام يقولون افتراه وكأن فهذا فيه اشارة الى ان ما تضمنته السور السابقة لسورة السجدة من دلائل وعبر هذه ايات الكتاب الحكيم الذي لا شبهة فيه ام يقولون افتراه؟ هل يعقل ان محمد صلى الله عليه وسلم افترى كل هذه الايات العجيبة ودلل على كل هذه اللفتات الغريبة؟ من عنده تراه حاشاه صلى الله عليه وسلم. فقال ابن الزبير في صفحة مية وستة واربعين. فلما كانت سورة لقمان بما بين من اه مضمونها محتوية على التنبيه والتحريك على ما ذكر ومعلمة بانفراده سبحانه وتعالى بخلق الكل وملكهم اتبعها سبحانه بما يحكم بتسجيل صحة هذا الكتاب. وانه من عند الله سبحانه وان من طوى عليه من الدلائل والبراهين يرفع كل ريب ويزيل كل شك. فقال سبحانه الف لام ميم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. ام يقولون افتراه ثم اتبع ذلك بقوله ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع فهو سبحانه الذي ينبغي ان يكون معتصما وملجأ لكل انسان يفزع ويخاف نقول له افزع الى الله سبحانه وتعالى واعتصم به ثم ذكر سبحانه وتعالى حال المجرمين الذين لم يعتبروا بهذه الدلائل وهذه الايات المذكورة في السور السابقة. فقال سبحانه في الصفحة من سورة السجدة في مطلعها ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وبسامعنا ثم تكمل سورة السجدة رسم حال الكفرة وهم يقفون بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وتبين انقسام الناس في القيامة الى فريق السعداء والى فريق الاشقياء ثم تعيد الكرة ببيان ان فريق الاشقياء سيعذبون في الدنيا قبل الاخرة ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون. فتخبر ان الحكمة من ايقاع العذاب بهم في الدنيا انما المراد به ان يتعظوا لعلهم يرجعون الى الله. قبل ان يقع ان قبل ان يقع بهم العذاب الاكبر الذي لا مفر منه. ثم ختمت سورة السجدة ببيان مظاهر من قدرة الله ايضا. وهذه لفتات عجيبة احبابي الكرام يجب ان يكون الانسان يعني متبصرا بها وهو يقرأ كلام الله سبحانه. قضية ان الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يتحدث عن الايات المتنوعة المختلفة يدلل عليه بحيث لا يبقى هناك ادنى شك لكل ملحد ولكل متشكك اليوم عندما تنتشر او ينتشر الالحاد وينتشر شكوكيون واللا ادريون ويقولون نحن نشك بوجود اله ورب لهذا الكون. واحد يقول انا لا ادري واحد يقول انا الحد بوجود اله. كل هؤلاء تأتي هذه الايات الدامغة في سورة تلو سورة سورة الروم مليئة بالايات. فقط لو قرأها هؤلاء الملحدون وهؤلاء المتشككون. لو قرأوا سورة الروم ونظروا في قوله ومن اياته ومن اياته ولو قرأوا سورة لقمان ونظروا في عجيب صنع الله سبحانه وتعالى. ولو نظروا ايضا في ختام سورة السجدة فالله سبحانه وتعالى احبابي لما يكثر من ذكر هذه الادلة ليثبت وجوده ووحدانيته وقدرته وتفرده بتدبير هذا الكون. اذا هي مسألة وجود الانسان. هي المسألة العويصة هي المسألة الاضخم هي المسألة الاعظم هي المسألة الاكبر. لذلك سبحانه وتعالى ذكر لها من الادلة كثير الكثير وفي كل سورة يدلل عليها بطريقة تختلف عن السورة الاخرى. لتكون هناك مئات والاف الادلة على وجوده سبحانه وتعالى لينقطع العذر بالكلية. سبحانه وتعالى يعذر الناس ويفسح لهم في اعمارهم حتى يعتبروا ويعودوا الى الله سبحانه وتعالى ويقيموا لهم الادلة والشواهد والبراهين سبحانه وتعالى لا يعذب احبابي الا من فعلا اختار لنفسه طريق الشقاء. ذاك الانسان الذي عرضت عليه هذه الادلة قرعت سمعه وجاء النبي ليتلوها عليه ومع ذلك لم يجعل هذه الادلة العظيمة الشافية سبيلا لتوحيد ربه سبحانه وتعالى وبقي قرر على موقف الكفر موقف الشرك موقف الالحاد موقف التشكيك موقف الادرية. كل هؤلاء بعد ان تقرع اسماعهم الحجة الالهية بكل هذه ايات الدامغة التي تدل على وجود الاله الحق. حينئذ لا عذر لهم بين يدي الله ثم بعد ذلك تأتي سورة الاحزاب طبعا ابن الزبير رحمة الله عليه تكلم عن سورة الاحزاب ومناسبتها بسورة لقمان والسجدة بطريقة يعني قد لا اتفق معه كثيرا فيها. آآ اقول ان سورة الاحزاب عموما هي في الحقيقة آآ احتفت بالنبي صلى الله عليه وسلم وبينت مدى احتفاء الله عز وجل بنبيه واهتمامه بمشاعره واحاسيسه. فسورة الاحزاب بدايتها يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين. اختصاص من الله سبحانه وتعالى لنبيه والكلام لمن بعده لكن هناك اختصاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ابتداء ثم آآ سبحانه وتعالى يقول النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم. ثم يقول سبحانه وتعالى واذا اخذنا من النبيين ايثاقهم ومنك وبينت ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من اولي العزم. ثم بينت احتفائها بالنبي صلى الله عليه وسلم. لما الله عز وجل امر نبيه ان يخير ازواجه قل ان كنتن لا تريدنا الحياة الدنيا وزينتها. فتعالين ومتعكنن وسرحكن صراحا جميلا. ثم كيف الله عز وجل امر اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالتعفف والصوم وقرن في البيوت يكون ثم كيف سبحانه وتعالى فصل في قضية زيد بن حارثة مع زينب بن جحش وزوج الله سبحانه وتعالى نبيه بزينب بن جحش ثم كيف ان الله سبحانه وتعالى يمدح نبيه انا ارسلناك شاهدا مبشرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. ثم انا احسننا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن. ثم ترجي من تشاء منهن وتب اليك من تشاء. ثم يخبر سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اله. ولكن اذا دعيتم فادخلوا اداب الدخول على بيت النبي صلى الله عليه وسلم وانه لا ينبغي لاحد ان يؤذيه في بيته ويطيل الجلوس عنده. ثم النهي عن الزواج من امهات المؤمنين بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. اذا سورة الاحزاب من مطلعها الى ختامها هي احتفاء وتكريم بالنبي الاعظم. صلوات ربي وسلامه عليه. ما بعد التوجيهات وجهها الله سبحانه وتعالى اليه فهذا هو موضع اه موضوع السورة كاملا. وهذا يعني كما قلنا انه يأتي ضمن السياق العام يعني ففي الصور السابقة اه سورة الروم سورة لقمان فيها دلائل وبراهين الربوبية والالوهية وكذلك سورة السجدة. يعني تكمل هذا الموضوع مع بيان مشهد اليوم الاخر. وكيف سيقف الكافرون بين يدي الله فتأتي سورة الاحزاب في مطلعها تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي اتق الله. الزم طريق الاستقامة وتقوى الله ولا تطع الكافرين والمنافقين وتأمره بان يتوكل على الله سبحانه وتعالى وان يستمر في منهج في منهج الدعوة. في منهج اقامة الدلائل. في منهج اقامة البراهين. هناك من يعترض عليك يا محمد صلى الله عليه وسلم هناك من سيحاربك هناك من سيقاتلك فلا تركن اليهم لا تضعف امامهم اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما. واتبع من يوحى اليك من ربك. لا تمل. يا محمد صلى الله عليه وسلم من تلاوة هذه الايات الباهرة على اسماعهم ولا اه تركن اليهم او تضعف امامهم او يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك اه او تمل من ذكر هذه امامهم لانهم لا يسمعون يا محمد صلى الله عليه وسلم اثبت اتبع واتبع ما يوحى اليك من ربك ان الله كان ما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا. هذه الايات الثلاث هي توجيه مباشر للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يتصرف حيال هؤلاء المشركين الذين تقرع اسماعهم هذه ايات في سورة الروم ولقمان والسجدة والتي تدل على الله وعلى وحدانية الله وانه الذي يجب ان يفرد بالعبودية ومع ذلك لا ينصاعون ولا يصغون ومستمرون في شركهم. فما وقف النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكفرة تأتي سورة الاحزاب في مطلعها لتبين ذلك. ثم تستمر في بيان الاحتفاء الالهي بالنبي صلى الله عليه وسلم. وهنا تكلم ابن الزبير كلام جميل حقيقة في سورة الاحزاب عن قضية الفرق متى يخاطب الله عز وجل سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بقوله يا ايها الناس نبي ومتى يخاطب بي ايها الرسول فهو يقول الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم او ينهاه عن شيء فيكون الخطاب يا ايها النبي. واذا كان اراد ان يمتدحه اذا اراد ان يمتدحه فانه يقول اه يمتدحه بذكر الرسالة وليس النبوة لان مقام الرسالة اشرف واعلى من مقام النبوة. فمثلا امتدحه في سورة الفتح فقال محمد رسول الله. ما قال محمد نبي الله لكن هنا لما كان في مقام الامر والنهي كان في العادة والاغلب يكون الخطاب بيا ايها النبي. وذكر كلاما في هذا يعني اقرؤوه فهو جميل ومع وجود طبعا استثناءات مع وجود استثناءات لهذه القاعدة ليست قاعدة مطردة ثم بعد ذلك بعد ان انتهت سورة الاحزاب تأتي سورة سبأ يقول ابن الزبير افتتحت اي سورة سبأ بالحمد لله الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير. افتتحت اذا سورة سبأ بالحمد لله سبحانه وتعالى. اه ما اعقب بها ما انطوت عليه سورة الاحزاب من عظيم تلك الالاء وجليل النعماء حسب ما بين انفا فكان مظنة الحمد على ما منح عباده المؤمنين واعطاهم. الان احبابي في سورة الاحزاب الله سبحانه وتعالى اه اهتم او احتفى بذكر قصة الاحزاب ايضا صدق كيف امتن على عباده بالنجاة من احزاب الكافرين؟ اه يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنود لم تروها وذكر كيف ان الله نصر عباده نصرا مؤزرا بعد ان بلغت القلوب الحناجر. فبدأت سورة السبأ كانها حمد من الله حمد لله وتعالى على هذه النعم التي منحها لعباده المؤمنين. كيف انه نصرهم ومكنهم وايدهم وسددهم. في غزوة الاحزاب وكيف انهم انتصروا ومع بعضهم وقلة عتادهم. فهذا الامر مستحق لحمد الله سبحانه وتعالى. الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وهنا الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض انال على الملكية. الحمد لله الذي له اي هو ما لك ما في السماوات والارض. فالكل ملكه. وقد اشار هذا الى ارغام من توقف منقطعا عن فهم تصرفه سبحانه في عباده بما تقدم. وتفريقهم بحسب ما شاء فكان وقد قيل اذا كانوا له ملكا وعبيدا فلا يتوقف في فعله بهم ما فعل من التيسير للحسنى او لغير ذلك مما شاءه بهم على فهم او استطلاع سبب بل يفعل فيهم ما شاء واراد من غير حجر ولا منع. طبعا انتم تلاحظون في هذا الكتاب ان هناك نفس عالي من ابن الزبير الغرناطي في قضية اثبات المشيئة المطلقة هذا النفس اه الذي كثيرا ما يشير اليه ابن الزبير في قضية المشيئة المشيئة وان الهداية بالمشيئة والضلال بالمشيئة وان كل شيء يحدث بالمشيئة. هذه القاعدة صحيحة فكل شيء لا يخرج بمشيئة الله سبحانه وتعالى لكن ابن الزبير الغرناطي يقصر في بيان اه ايضا ان الله سبحانه وتعالى كما ان له المشيئة المطلقة لكنه منح آآ عباده آآ اختيارا تحت مشيئته. فالعباد لهم مشيئة لكن هذه المشيئة تكون تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى ان يا ترى لماذا ابن الزبير آآ لا يركز على بيان آآ قضية مشيئة العبد التي هي مندرجة تحت مشيئة الله وقضية اذا صحت التسمية الارادة التي منحها الله سبحانه وتعالى للعبد حتى يختار بها. لماذا لا يحتفي او ينبه ابن الزبير على هذه الفكرة؟ هنا فقط اذا سريعة ارجو ان تفهم في سياقها وهو ان ابن الزبير فيما يظهر لي يميل الى آآ طريقة آآ او طريقة الجبرية طريقة الجبرية في مسائل القضاء القدر حيث انه اه بشكل عام يعني الجبرية طبعا احبابي الكرام هم فرق. منهم غلاة الجبرية في الجهمية. ومنهم يعني من اقل حالا منهم وهم الاشاعرة ومن على دربهم غلاة الجبرية هؤلاء يرون ان ما يحدث في هذا الكون من افعال العبيد ومن اختياراتهم هي نوع جبر عليهم. هي نوع جبر عليهم. وان كانوا يسمونها انها كسب للعبد لكن في الحقيقة قضية كسب العبد عند الجبرية لا حقيقة لها. قضية كسب العبد قضية شكلية عندهم. فهم دائما يرفعون الامور الى ارادة الله سبحانه وتعالى مع تقصير في بيان ان الله سبحانه وتعالى ايضا منح العبد اختيارا تحت المشيئة فهذه فكرة فقط اريد التنبيه عليها يعني من الامور التي قد تنتقد على ابن الزبير الغناطي رحمة الله عليه انه ينحى هنا منحى فيه شيء من الجبري والذي يظهر لي انه كان يميل الى شيء من طريقة الاشعرية في هذا وهو انه دائما يعلق الامر على مشيئة الاله في كل الامور مع عدم التنبيه على ان العبد الله عز وجل اعطاه الاختيار واقام له الادلة ليختار فانت عندما تطرح الامور للقارئ الكاره على انها مجرد المشيئة الالهية من البداية الى النهاية من دون ان تشير الى ان الله سبحانه وتعالى ايضا منح العبد اختيارا. هذا الاختيار يندرج تحت المشيئة الالهية. ففي هذه الحالة سيكون الكلام فيه قصور. وقد ويفهم على غير صح وهذا طبعا هو ثمرة دخول بعض الافكار المغلوطة على بعض الائمة. دخول بعض الافكار المغلوطة على بعض الائمة تجعلهم يعتقدون بعض الاعتقادات التي ليست هي موافقة للسنة تماما. فينبغي ان نشير الى هذه القضية انه كثيرا ما ابن الزبير اشار اليها وهو انه يعلق الامر آآ في امور الهداية والضلال وآآ افعال العبيد في هذه الحياة الدنيا ان كل شيء بمعض المشيئة بشيء يشعر القارئ والسامع بان هناك نوع من الجبر وكانه لا توجد ارادة للعبد حتى يكون هو الذي اختار طريق الهداية وطريق الضلال. او هو الذي اختار الافعال وتوجه اليها وقصدها. او سمع الايات فاعتبر بها. يعني بطريقة كانه او يلغي وجود الاختيار للعبد وهذا الطرح كما قلت لكم فيه نوع قصور الاصل ان نتكلم عن الجانبين. هناك مشيئة للعبد وهناك اختيار منحه هذا العبد والله عز وجل خلقه وهو يستطيع ان يختار لكن هذا الاختيار للعبد وفي النهاية يندرج تحت مشيئة الاله المطلقة بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يعلم ما الذي سيختاره هذا العبد وقد شاءه قبل ذلك لكن بطريقة كما قلنا نعرف فيها ان هناك ارادة خاصة للعبد وهناك ارادة للرب سبحانه وتعالى. ولا ينبغي ان نلغي هذا ابتلاء هذا ولا هذا تجاه هذا. ولعل الكلام يطول في هذه الجزئية فلا اطيل فلا اطيل عليكم اكثر من ذلك اه اذهب الى سورة فاطر يقول ابن الزبير آآ رحمة الله تعالى عليه ان سورة سبأ ركزت على جانب الملك للسموات والارض وما فيهن وسورة جاءت تركز على خلق السماوات والارض وما فيهن. انتم اذا تلاحظون سورة فاطر سورة فاطر من بدايتها الى يعني قريب من نهايتها قبل ان يتكلم الله في نهايته عن قضية اليوم الاخر وعن اهل الايمان كيف يكون حالهم في الجنة وعن الكفار كيف يكون حالهم في النار هم يمسكون فيها السورة من بدايتها الى هذا المقطع تتكلم عن مظاهر خلق الله سبحانه. الحمد لله فاطر السماوات والارض. الفاطر هو الخالق الحمد لله فاطر السماوات والارض. جاعد الملائكة رسلا. ثم تكلم سبحانه وتعالى عن ارسال الرياح فيخلق به النبات. تكلم سبحانه وتعالى ايضا عن آآ انه خلقنا من تراب ثم من نطفة. تكلم سبحانه وتعالى عن خلقه البحار بمختلف اشكاله. وكيف يرجى الليل في النهار يرجي النهار في الليل. تكلم آآ ايضا عن قضية انه خلق الظل والنور والحر والحرور. تكلم ايضا آآ سبحانه وتعالى كيف انه قلقت ثمرات مختلفة الوانها والجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها. فسورة فاطر ركزت على موضوع خلق الله سبحانه وتعالى وسورة سبأ ركزت على موضوع ملك الله سبحانه وتعالى فهذه الموضوعان يعني يكمل بعضهما بعضا. فالله سبحانه وتعالى هو المالك. والله سبحانه وتعالى هو الخالق. وكل سورة تركز على جانب من هذه الجوانب. لذلك قال ابن الزبير لما اوضح سورة سبأ انه سبحانه ما لك السماوات والارض ومستحق الحمد في الدنيا والاخرة اوضحت هذه السورة سورة فاطر ان ايضا اه خلقه كما هو ملكه في نفس الوقت. وانه الاهل للحمد والمستحق. فكما انه حمد في سورة سبأ في بدايتها على الملك فحمد في سورة فاطر في بدايتها على ماذا؟ على الخلق فهو محمود على ملكه محمود على خلقه. لذلك في سورة سبأ اه كان من المناسب ان تترك قصة داوود وسليمان. لان الاشارة الى قصة داوود وسليمان لانه داوود وسليمان من ملوك الارض الذين منحهم الله سبحانه وتعالى ملكا عظيما ومع ذلك فان ملك داود وسليمان كله قطرة في ملك الله سبحانه وتعالى. هناك تناسب بين ذكر الملك لله عز وجل وذكر قصة بني اسرائيل من الانبياء وهم داوود وسليمان وخاصة سليمان وما منحه الله من الملك العظيم. واما سورة فاطمة فكما عرفتم تكلمت عن اه الخلق والخلق من الله سبحانه وتعالى اه له اشكال مختلفة ومتنوعة فهناك خلق الملائكة وهناك خلق السماوات وهناك خلق البحار هناك خلق الانسان هناك خلق هناك آآ خلق الجبال الى غير ذلك من الامور التي اراد القرآن ان يلفتنا اليها وان ينبهنا لها. ثم جاءت بعد ذلك سورة ياسين اه يقول فيها ابن الزبير ثم اشار بعد ذلك او ثم اشار بعد ثم اشار بعد الى ان بعض من عمي عن عظيم تلك البراهين لاول وهلة قد يهتز وعند تحريكه اه لسابق سعادته. فقال انا نحن نحيي الموتى فكذا نفعل بهؤلاء اذا جئنا هدايتهم او او من كان ميتا فاحييناه. يعني هي الفكرة التي ذكرناها ربما في سورة الانعام. اه الله سبحانه وتعالى في سورة ماذا قال في بداية ياسين؟ والقرآن الحكيم. لاحظوا موضوع القرآن. كيف يتكرر في مطالع السور بشكل كبير؟ واشرت الى هذا في المجلس السابق انه هذه الايات وهذه الدلائل التي اوردها الله في القرآن تدل على ان هذا القرآن كتاب هداية لكل ملحد لكل كافر لكل معاند لكل لميت القلب. لكل انسان عنده شبهات. لكل انسان عنده شهوات. هذا الكتاب احبابي الكرام كنز عظيم. لا لا تفنى خائره ولا تفنى اسراره انت تتكلم عن كتاب نزل من السماء نزل من الله سبحانه وتعالى فما بالك بهذا الكتاب؟ ماذا سيكون حاله الله سبحانه وتعالى كثيرا في مطالع السور ما يحتفي بهذا الكتاب. فيقول يس والقرآن الحكيم ثم احتفى بمن اوحي اليه بهذا القرآن انك لمن المرسلين على صراط مستقيم. هذا الصراط الذي نحن بدأنا به المصحف لما قلنا اهدنا الصراط المستقيم مستقيم انت يا محمد صلى الله عليه وسلم من تحمل مشعل هذه الرسالة لهذه الامة مشعل الصراط المستقيم وستنذر به اقواما لتنذر قوما ما انذر ابائهم فهم غافلون. وهؤلاء الاقوام منهم من سينتبه لهذه الادلة. فيحيا بها انا نحن نحيي الموتى موتى القلوب ومنهم من سيعرض وسيكون حاله حال المعاندين المعارضين آآ فهؤلاء ممن كتب الله عز وجل عليهم الشقاء وثم ذكر بعد ذلك قصة صاحب ياسين وذلك ليثبت قلب النبي صلى الله عليه وسلم انه يا محمد صلى الله عليه وسلم انت وظيفتك الدعوة الى الله وظيفتك البلاغ وظيفتك الانذار. ونحن اي الذات لله سبحانه وتعالى هناك اناس كتبنا لهم السعادة فنحيي قلوبهم الميتة ونجعلها تفيض بالايمان وهناك اناس سنكتب لهم الشقاء ويدخلون في نار جهنم بحيث لا يسمعون هذه الايات ولا يلتفتون الى هذه المواعظ والزواجر. وانظر يا محمد توصل بنا قصة صاحب ياسين كيف انه دعا قومه ووضح لهم العقيدة بجلاءه وكيف واجهه قومه بالاذى وقتلوه وكيف انه كان حريصا على هدايته من اللحظة الاخيرة حتى بعد ان قتل. فقالوا يا ليت قومي يعلمون مما غفر لي ربي. ثم بعد ذلك بعد ذكر قصة ياسين تعود السورة سورة ياسين الى بيان ايات الله سبحانه وتعالى. احبابي موضوع الايات الدالة على الله سبحانه وتعالى موضوع يجب ان يأخذ منكم حيز كبير في التدبر القرآني. الله سبحانه تعالى اخبر في في سورة ياسين بمجموعة من الايات واية لهم والذين نسخوا منهم النار واية لهم ان نعمل ذرية في الفلك المشحون. يعني قضية الايات لا نحن اليوم نتكلم عن عدة سور كلها فيها هذه الايات عموما سواء سورة الروم سورة لقمان سورة السجدة اه سورة سبأ سورة فاطر سورة ياسين الكل يركز على موضوع الايات الموجودة في هذا العالم والتي تدل على الله وباختصار هذه الايات نستطيع ان نجملها في ايتين اية الخلق واية في العناية هناك ايات تدل على الخلق المتنوع من الله سبحانه وتعالى في هذا الكون. وهناك ايات تدل على العناية المتنوعة منه سبحانه وتعالى. ولذلك كما ذكر ابن رشد آآ الادلة القرآنية ركزت كثيرا على موضوع دليل الخلق اشكاله المختلفة ودليل العناية والاهتمام باشكال مختلفة كلاهما يدل على وجود للصانع العظيم الحكيم سبحانه وتعالى. فانتبهوا لهذه القضية يا رعاكم الله. وهذا نهاية تعليقه على المجلس. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم