بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. حياكم الله احبتي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وقد وصل بنا الحديث الى سورة الصافات. فيا ترى ما وجه مناسبة بسورة الصافات بسورة ياسين. يقول ابن الزبير رحمة الله عليه لما تضمنت سورة ياسين من جرير التنبيه وعظيم الارشاد ما يهتدي به الموفق باعتبار بعضه ويشتغل المعتبر به في تحصيل مطلوبه وغرضه ويشهد بان الملك انما هو لواحد رغم انف المعاند والجاحد. اتبعها سبحانه وتعالى بالقسم على وحدانيته في مطلع سورة الصافات. فقال جل ذكره والصافات صفا. فالزاجرات زجرا. فالتاليات ذكرا ان الهكم لواحد اذا احبابي الكرام سورة ياسين تضمنت العديد من الايات الدالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى في ربوبيته. فهو ملك الملوك لهذا الكون وهو المدبر لهذا الكون. وهو المربي للمخلوقات في هذا الكون وتدل ايضا على وحدانيته في الالوهية فهو الوحيد المستحق للعبادة جل شأنه فقال سبحانه وتعالى في اكثر من اية في سورة ياسين واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون واية لهم انا حملنا في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. وذكر ايضا واية لهم الليل نسلق منه النهار فاذا هم مظلمون. والشمس تجري قر لها ذلك تقدير العزيز العليم. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم الى غير ذلك من الايات التي بثها سبحانه وتعالى في سورة ياسين وفي سورة فاطر قبلها وفي سورة سبأ قبلها. فلما جاء هذا التسلسل سورة سبأ كما في المجلس السابق دلت على ملك الله سبحانه وتعالى الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض. وسورة فاطر دلت على خلق الله سبحانه الحمد لله فاطر السماوات والارض. وسورة ياسين دلت على ايات متعددة ومظاهر جلية على وحدانيته سبحانه وتعالى وتفرده بالملك لهذا الكون فبعد ذلك تأتي سورة الصافات بالقسم العالي يقسم الله بملائكته والصافات صفا فزا زجرا فالتاليات ذكرا ان الهكم لواحد. نعم. الاله الذي يستحق العبادة وان يتوجه وان يقصد واحد لا شريك له فلا ينبغي لكم يا كفار قريش. ويا كل معرض عن هذا الاله يا كل من اشرك بهذا الاله. لا ينبغي لكم ان تعدلوا الى غيره او ان تشركوا معه سواه. ان الهكم لواحد من هو رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق؟ ثم بعد ذلك سورة الصافات بدأت تذكر قصص الانبياء مع اقوامهم. هذا المشهد المتكرر في القرآن الكريم. هذا المشهد مشهد الانبياء مع اقوامهم كان يأتي على صحابة ويتنزل عليهم في كل حين يتكرر باسلوب مختلف لكنه يؤكد ان سنة الله سبحانه وتعالى مطردة متكررة. في نصرته لعباده المؤمنين. وان الكلمة ستكون لهم في معركة في معركة الحق مع الباطل. فهذه قصة نوح مع قومه وكانت النهاية له ثم اغرقنا الاخرين. هذه قصة ابراهيم مع قومه حينما فارادوا به كيدا كما قال سبحانه في سورة الصافات فجعلناهم الاسفلين. وهذه قصة موسى وهارون مع قومهما. وفي كل قصة في ختام كل قصة في سورة الصافات يقول سبحانه انا كذلك نجزي المحسنين. انه من عبادنا المؤمنين. هذه ملاحظة ان كل قصة قصة نبي مع قومه في سورة الصافات انتهت بنصر النبي ختمت بهاتين الايتين انا كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين. والمراد بهذه النهاية بيان سنة الله المتكررة كما قلت لكم. ان الله سبحانه وتعالى سيجزي المحسن على احسانه. سيجزي الثابت على ثباته. سيجزي الانبياء واتباع الانبياء وطلبة العلم والدعاء الى الله. مهما من جراح مهما حل بهم من نكبات انا كذلك نجزي المحسنين. والسبب انه من عبادنا المؤمنين. من عبد الله وامن بالله وكان موقنا بنصر الله سبحانه وتعالى. من كان الايمان هو الشيء الابرز في حياته. الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يتركه لسيات الظالمين. اذا هذه قصة سورة الصافات. ثم بعد ذلك تأتي بعدها قصة صاد. لما الله سبحانه وتعالى ذكر في سورة حال الانبياء مع اقوامهم ناسب هذا ان تبتدأ سورة صاد ببيان حال كفار قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم يعني النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة يقرأون سورة الصافات. هكذا يعني تتخيل نفسك. تقرأ سورة الصافات نوح مع قومه ابراهيم مع قومه موسى وهارون مع قومهم اه الياء مع قومه يونس ثم بعد ذلك انتهيت من سورة الصافات يأتيك مطلع سورة صاد ليتحدث لك عن كفار قريش هذا الواقع الذي عاشه الصحابة ونعيشه اليوم لكن باسماء جديدة للكفرة يقول ابن الزبير رحمة الله عليه لما ذكر سبحانه وتعالى حال الامم السالفة مع انبيائهم في العتو والتكذيب وان ذلك اعقبهم آآ الويل الطويل كان هذا مضنة لذكر حال مشركي العرب. وبين لسوء مرتكبهم وانهم قد سبقوا الى هذا الارتكاب. يعني يا كفر قريش يا من قلتم هذا الكلام صاد والقرآن للذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق. كما اهلكنا من قبرهم من قرن لاحظوا البداية في سورة صاد. كم اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا تحيين مناص. الاقوام الذين ذكرهم الله في سورة الصافات قبلها كما اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا تحين مناص. ثم انتم كفار قريش تعودون فترتكبون نفس الحموقة كما قالوا. عدتم لتخطئوا خطأ الامم السابقة في معاندتهم لانبياء يا كفار قريش هذا القرآن بين ايديكم يتلى عليكم يخبركم سنن السابقين كيف فعل الله بمحاربي الانبياء بمكذبي الانبياء ماذا تعيدون الكرة؟ لماذا تريدون ان يحل بكم؟ ما حل بالامم السابقة قبلكم. ثم ذكر سبحانه وتعالى جملة من كلام كفار قريش كيف كانوا بالقرآن آآ ويتهمونه بانه كذب وان حال النبي صلى الله عليه وسلم حال عجاب وان النبي صلى الله عليه وسلم يعيب الهتهم وكيف تجمع او على باطلهم وكيف استهزأوا بعذاب الله سبحانه وطالبوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعجل لهم نصيبهم من العذاب في الحياة الدنيا. كل هذه الاقوال لن تفيدكم يا كفار قريش. فها انا في سورة الصافات قد قصصت لكم حال السابقين وانظروا الى مآلاتهم. ثم يصبر الله عز وجل نبيه تجاه هذه الحموقات التي كان يرتكبها كفار قريش معه ويخبره ان يأتسي بداوود عليه السلام صاحب الصبر ويأتسي ايضا اه بايوب عليه السلام صاحب الصبر. ويأتسي لاجداده السابقين. يأتسي بابراهيم ويعقوب واسمه اه اسمه بابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب انا اخلصناهم بخالصة ذكرى الدار. ثم النهاية المتكررة التي يشير اليها القرآن دائما نهاية قصة الحياة الدنيا وان الناس يوم القيامة سيكونون فريقين. فريق في الجنة فيسأل الله سبحانه وتعالى الجنة. وكيف حال فريق في نهاية سورة الصافات ويصف حال جهنم وكيف سيكون حال فريقها. ثم بعد ذلك يتكلم القرآن او تتكلم سورة صاد عن اه نبأ عظيم حدث في السماوات العلا عندما اراد الله سبحانه وتعالى ان يخلق الخلق في هذه الارض وكيف سبحانه وتعالى آآ ذكر ذلك للملائكة والنقاش الذي حدث بين الملائكة وبين الخالق سبحانه وتعالى. وكيف ان الله عز وجل امر ابليس بالسجود لادم فعتى ابليس ورفض وكيف كانت فهذا طبعا كله اعتبار ان رأس الكفر في هذه الارض في تاريخ البشرية هو ابليس. عصى الله سبحانه وتعالى استكبر حسد جحد كذب فكيف كانت النتيجة له في النهاية الله سبحانه وتعالى انزل به عقابه وطرده من رحمته وهذه كله وهذا كله من الاعتبار لكفار قريش ان رأسكم الاكبر الذي يقود في معركة الباطل هو ابليس. ابليس الذي خاض المعركة ضد ادم عليه السلام وانتم يا كفار قريش اتباع وافراخ ابليس تقودون المعركة النبي صلى الله عليه وسلم. بعد من ذكر الله سبحانه وتعالى وختم سورة صاد بهذه الختام دعونا نقول جاءت سورة الزمر يقول ابن الزبير لما بنيت سورة صاد على ذكر حال المشركين وعلى عنادهم وعلى سوء ارتكابهم واتخاذهم الانداد والشركاء من دون الله. ناسب ذلك ما افتتحت به سورة الزمر من الدعوة الى الاخلاص الذي هو نقيض حال من تقدم. اذا سورة صاد بينت حال المشركين واقوالهم. سورة الزمر تأتي ببيان اهمية الاخلاص والتوحيد لله سبحانه وتعالى. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. انا انزلنا اليك الكتاب دابا بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص. والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ان ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون. وبينت سورة الزمر في مطلعها ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر الله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر لا يرضى لعباده ان يشركوا به وان يجحدوا امره وان آآ يستهينوا به. ان الله غني عنكم ولا لعباده الكفر. ثم بينت حال المؤمنين ايضا القانطين لله امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحضر الاخرة ويرجو رحمة ربه. هل يستوي هذا مع من حاله حال من المشركين للمكذبين المعارضين لله عز وجل. ثم عادت الاية يا محمد قل للبشرية قل اني امرت ان اعبد ان الله مخلصا له الدين وامرت لان اكون اول المسلمين. قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل الله اعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه. هذه معركة الحق والباطل. معركة التوحيد مع الشرك. معركة الاسلام والكفر. هي المعركة المتكررة منذ بداية خلق ادم ثم ابليس معركتهم بعد ذلك معارك نوح مع قومه ومعارك الانبياء والصالحين مع اقوامهم. هي قصة احبابي والله تتكرر. هذه القصة يجب ان يكون اهل الايمان اليوم على استيقاظ منها ومعرفة. لماذا الله سبحانه وتعالى يكرر قصة معركة الايمان والكفر في العديد من مواطن كتابه. وكل مرة يطرح هذه القصة بشكل وبصورة وباسلوب لانها المعركة التي نحياها اليوم. معركتنا في ثبات على مبادئنا الثبات على عقيدتنا في مواجهة في الكفر العالمي اليوم العلمانية الليبرالية آآ الالحاد الشكوكية آآ الشيوعية اشكال الكفر متعددة والكفر متنوع والكل يحارب هذا الدين العظيم. كيف يجب الثبات؟ وما هي سنة الله سبحانه وتعالى متكررة؟ ابتلاء اهل الايمان في اختبار امرهم. من هم اصحاب الجهود ومن هم اصحاب البصمات في هذه المعركة من اهل الايمان؟ واصحاب البصمات سيؤذون سيعذبون سيحل بهم النكبات والسجن والدماء ثم بعد ذلك سيكون الاصطفاء اذا هذه المعركة المتكررة الله سبحانه وتعالى يجليها في كتابه في مواطن مختلفة. فسورة الزمر انا اعود بها من سورة الزمر اذا هي بناء على ما ورد في سورة صاد من ذكر حال المشركين جاءت سورة لتبين اهمية الاخلاص لله سبحانه وتعالى وتخويف المشركين من الشرك وعاقبته. وايضا سورة الزمر في الحقيقة وصفت حال المشركين واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة. وصفت حال المشركين ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. وبينت ان المؤمن عليه بان يتكل على الله سبحانه وتعالى ولا يخضع لترهيب الكافرين. اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه؟ ويقول سبحانه في الزمر انك ميت وانهم ميتون سورة الزمر اذا ركزت على بيان اه احوال الكفرة عموما واشكال الكفر وخصوصا الكفر الذي كان سائدا في اه مجتمع مكة وفي جزيرة العرب هو كفر الاصنام واتخاذ الهة من دون الله. ثم بينت في ختامها كما بينت سورة صاد في ختامها احوال الفريقين. كأن لاحظوا يعني هذه ملاحظة اضعها بين ايديكم. كيف الله سبحانه وتعالى يختم كثيرا بذكر الفريقين. فنهاية فريق اهل الايمان في جنات النعيم. ونهاية فريق الكفار في دركات الجحيم. فلاحظوا سورة صاد وغيرها من الصور السابقة كثيرا ما يكون الختام متعلق بهذه القضية. وكأن هذا يتناسب مع ختام قصة الحياة الدنيا. لاحظوا ختام السور بذكر كيف دخول اهل الجنة للجنة ودخول اهل النار للنار يتناسب مع قصة الحياة الدنيا ان نهايتها هي الدار الاخرة وسيدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار ففي ختام سورة الزمر يقول سبحانه وتعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا. ثم ذكر حال الكفار في هذا السوق ثم ختم سبحانه وتعالى وسيق الذين اتقوا او ربهم الى الجنة زمرا. هذه القصة قصة مدافعة ملاحم بطولات يقودها اهل الايمان في مواجهة الكفر. هذه الطريق فيها اشلاء فيها دماء فيها تضحيات فيها بذل. تحتاج للصبر تضحية تحتاج لتبصر وثبات ثم في النهاية في النهاية ستكون هناك فريق سيقاد الى الجنة وهناك فريق سيقاد الى السعير ولما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في ختام سورة الزمر تأتي سورة غافر والتي تسمى سورة المؤمن. لانها وردت فيها قصة مؤمن الفرعون لما افتتحت سورة الزمر بذكر الاخلاص لله سبحانه وتعالى وذكر سببه والحامل باذن الله عليه وهو الكتاب. وهذه فكرة جميلة يريد ان يبينها ابن الزبير ان سورة الزمر هي امرت بالاخلاص وبينت ان السبب الذي يعين على الاخلاص ويحملك عليه ويقودك اليه هو هذا الكتاب نعم. لان الله عز وجل قال تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. انا انزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين. فكأن هذه فاعبدي الله مخلصا له الدين. فالسببية فعبادة الله مخلصا له الدين هي ثمرة انزال الكتاب بالحق. ليجلي حقائق الوجود من قرأ الكتاب بحق فعرف حقائق الوجود عرف سر وجوده وعرف الهه وتبصر بنفسه وتبصر بالخلق. فهذه القراءة الواعية لابد وان تقودك الى الاخلاص لله سبحانه وتعالى لذلك ابن ابن الزبير الغرناطي يقول سورة الزمر افتتحت بالامر بالاخلاص وذكرت السبب المعين والموصل الى وهو هذا الكتاب العظيم واعقب ذلك بالتعريض بذكر آآ من بنيت على قصصهم سورة صاد وهم المشركون وعرفنا ان سورة الزور تكلمت على من حيث اه صور شركهم وكيف اه انهم كانوا يتخذون هذه الالهة وسطاء بينهم وبين الله سبحانه وتعالى يعبدونهم بحجة انهم يقربون من الله زلفى واخبرك كيف ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل ولا يرضى بهذا الكفر بشكل من الاشكال وكيف الله سبحانه وتعالى ضرب لهم الامثال في سورة الزمر؟ فقال سبحانه ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا ورجلا سلما لرجل هل هذا بهذا كلا لا يستوي وهذه كلها من الامثال التي يقصد بها الاله الدلالة على ان الاله يجب ان يكون واحد وان المعبود والمقصود يجب ان يكون واحد ثم بعد ذلك بذكر حال اندادهم. المهم يعني هو لاحظ عاد ليتكلم عن سورة الزمر يقول فلما انطوت هذه الاي من اثار عزته وقهره على ما اشير الى بعضه اعقب سبحانه وتعالى بمطلع سورة غافر حا ميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم اه فذكر من اسمائه سبحانه هذين الاسمين العظيمين تنبيها على انفراده بموجبهما. وانه العزيز الحق القاهر آآ لعلمه سبحانه وتعالى باوجه الحكمة التي خفيت عن الخلق فاخر الجزاء الحتم الى الدار الاخرة وجعل الدنيا دار ابتلاء واختبار مع قهر للكل في الدارين معا. ثم قال سبحانه بعد ان قال تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. قال غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطول. لا اله الا هو. اليه المصير ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد في سورة غافر احبابي الكرام عاد الموضوع ليتكرر في بيان ماذا؟ في بيان ان الله سبحانه وتعالى كيف يمهل للكافرين ويفتح لهم باب التوبة من ارادوا الرجوع الى الله سبحانه وتعالى قبل ان تنتهي الحكاية فقال عز وجل لاحظوا حتى يسمع سورة غافر اسمها سورة غافر الله سبحانه وتعالى يغفر الذنب ويقبل التوب لكنه في نفس الوقت شديد العقاب الطول ذو القدرة لا اله الا هو اليه المصير ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا. فيا محمد صلى الله عليه وسلم عليك ان تتبصر نحن ننهل الكافرين ولا يغروك تقلبهم في البلاد فالنهاية ستكون كئيبة محزنة لكن الله سبحانه وتعالى يمهلهم لعله ان يتوب منهم من يتوب. الله سبحانه وتعالى يحب الاعذار نحب الاعذار للخلق حتى لا يأتي شخص يوم القيامة يقول يا رب ما اعطيتني فرصة اتوب الله سبحانه وتعالى يمهل ويعطي ما انه يرى بطش الكافرين بالمؤمنين كان ينظر ويبصر ما الذي كان يوقعه كفار قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحبه لكنه سبحانه وتعالى يحب الاعذار يعطيهم الفرص ليعودوا اليه سبحانه وتعالى غافر الذنب وقابل التوب لكنه ينزل بعيده ايضا صحيح غافر الذنب قابل التوب. لكنه ايضا شديد العقاب في الطول ثم يخبر سبحانه وتعالى بدعاوى المشركين مرة اخرى وكيف انهم يجادلون بالباطل؟ كيف انهم يصرون على عبادة الاصنام ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم. وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر الا من ينيب فادعوا الله مخلصين له الدين ثم يخبر عن مشهد عظيم من مشاهد اليوم الاخر لينذر يوم التلاق يوم وهم بارزون هنا لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. ثم يخبر سبحانه وتعالى كفار قريش عن حال فرعون فرعون رمز الجبروت في الارض كيف كان حالك؟ فرعون وهامان وقارون؟ كيف انهم كادوا لموسى وقومه؟ ثم كيف كانت النهاية؟ النار يعرضون عليها غدوا وعشيا هذه النهاية ذكرها في سورة غافر في منتصفها النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وفي طيات ذلك ذكر سبحانه وتعالى قصة الرجل الصالح مؤمن من ال فرعون. ذاك الرجل الذي لم يكن نبيا من الانبياء لكنه رجل بمعنى الكلمة انسان مؤمن صادق جهر بالحق ثبت عليه جهر بالحق وثبت عليه وواجهت فرعون وغطرسته وواجه هامان وجنوده واعلنها لله. يا قومي اني اخاف عليكم يوم التناد يا قومي اتبعوني اهدكم سبيل الرشاد ويا قومي ما لي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار. الداعي الصادق يعني كلماته والله يا احبابي الكرام من يقرأها يجد فيها الشفقة والرحمة وحب انقاذ قوم من النار. هكذا حال الانسان المسلم في مجتمعه يكون عندهم شفقة على المخلوقين يكون عنده شفقة على الناس لا يتعامل معهم بكبر اه الالتزام او ما شابه ذلك. لا اخي الكريم انت هدفك ان تدعو الى الله سبحانه وان تنقذهم من هذه الظلمات فهم مساكين والله. حتى لو كانوا يعني بصور الفواحش يتظاهرون وبالافعال المحرمة يجأرون لكنهم في النهاية والله مساكين. ابتعدوا عن خالقهم وعن ربهم وعن خاطرهم وعن من يحتاجون اليه ووظيفتي ووظيفتك ان نقودهم الى هذا الاله. ونقول لهم ويا قومه ما لي ادعوكم الى النجاة تدعونني الى النار تدعونني لاكفر بالله واشرك به. ثم اذا ابى هؤلاء القوم ان يؤمنوا وارادوا ان ينزلوا بك اه كيدهم فتأتيك سورة غافر فتقول فوقاه الله سيئات ما مكروا كيف ان الله حمى مؤمن ال فرعون فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بال فرعون اشد وحاط بال فرعون اشد العذاب. ثم في نهاية سورة غافر ايضا كتبت بما يشابه مطلعها. يخبر سبحانه وتعالى عن حال الكافرين فلما جاءتهم اسرهم بالبينات اقترحوا بما عندهم من العلم كيف ان الكفار والامم عموما عندما تأتيها رسلها بالبينات تدعوها الى الله سبحانه وتعالى الى اظهار الافتقار لهذا الاله والعبودية له. يتغطرسون بما اوتوا من العلم في الحياة الدنيا. وانظروا الى الغرب الكافر اليوم كيف انهم يجحدون الله سبحانه ويلحدون به ويكفرون بانعمائه بما عندهم من العلم يظنون انهم بقوانين الفيزيا والكيميا وقوانين الفضاء الى غير ذلك من القوانين التي هي بين ايديهم انهم استطاعوا ان يقهروا الدنيا ويستهزئون بكلام الرسل والانبياء ويعتبرونه مجرد الهرطقات وفلسفات ليس لها اي وجود ويعتبرون الدين والتدين خرافة يجب الانتهاء منها. فلما جاءتهم عسرهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم كانوا بيستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا للاسف عندما تأتي لحظة البأس والغضب الالهي ليحل بهم لن ينفعهم الايمان حينئذ. هذه سنة الله المتكررة انه ويمهل. لاحظوا في بداية سورة غافر فلا يغرك تقلبهم في البلاد يا محمد صلى الله عليه وسلم. نحن نمهل لهم وفي نهاية سورة غافر اذا جاء البأس الالهي وارادوا ان يتوبوا يقول سبحانه وتعالى لهم ولم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا تمام بعد ذلك تأتي احبابي الكرام سورة اه فصلت والتي تسمى سورة السجدة لورود سجدة التلاوة فيها امين تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فاعرض اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي للاتقان فهم مقمحون. وجعلنا من بين ايديهم او عفوا انا ربما انتقلت الى سورة اه ياسين حميم تزير من الرحمن الرحيم كتاب فسرت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون. بشيروا ونذيرا فاعرض اكثرهم فهم لا يسمعون. وقالوا قلوبنا في اكنة من ما تدعونا اليه وفي اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون. قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي. انما الهكم اله واحد. اذا لما تضمنت سورة غافر بيان حال المعاندين الكافرين والجاحدي الايات. وذكرت قصة فرعون كرمزية لهذه القصة قصة العناد والجحود للرسل. وان ذلك ثمرة تكذيبهم وان ذلك آآ ثمرة تكذيبهم وجدالهم وكان بناء السورة على هذا الغلط بدليل افتتاحها وختمها بذلك كما بينا في سورة غافر. الا ترى قوله سبحانه وتعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا اه وكيف قال سبحانه ايضا فلا يغرون تقلبهم في البلاد. انا الاحظ قضية وانا بالنسبة لي غير نعطي رحمة الله عليه. يعني عند يتكلم عن مناسبة السورة ووجه ارتباطها اه او وجه ارتباط اياتها بعضها ببعض في السورة التي تليها. يعني لاحظوا كيف هنا وهو يتكلم عن سورة فصلت عاد ليتكلم عن سورة غافر وعن ارتباط ايات بعضها ببعض. وهذا ارجو ان تنتبهوا اليه وانتم تقرأون هذا الكتاب وتتعاملون معه. وان ابن الزبير كثيرا ما يذكر ارتباط ايات السورة بعضها ببعض وارتباط مواضيعها. موضوع تلو موضوع يذكره في السورة التي تليها. ولا يذكره في موطنه. وهذا من الامور التي قد تؤخذ على هذا الكتاب جيد المهم عاد ابن الزبير ليتكلم عن سورة غافر لكنه فصل فيها بشكل كبير ثم يقول الى ان ختم السورة في صفحة مية وتسعة وخمسين ولم يقع من هذا التنبيه الذي دارت عليه اية هذه السورة في سورة الزبر شيء ولا من تكرار التحذير من تكذيب الايات. المهم لما بنيت اه سورة غافر على هذا الغلط اعوقبت بذكر الاية العظيمة التي تحديت بها العرب وقامت بها حجة الله على الخلق وكأنه قد قيل لهم احذروا ما قدم لكم فقد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم باوضح اية واعظم برهان تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشير ونذيرا اذا سورة فصلت يقولون تحدثت هذه السورة عن القرآن كثيرا باعتباره المعجزة العظمى التي نزلت من الله سبحانه وتعالى ليتحدى بها العرب جمعاء ويتحدى بها البشرية بعد ذلك سورة فصلت بينت عظم هذا الكتاب في اكثر من موطن من بدايتها وفي منتصفها او قريبا من نهايتها لما قال سبحانه وتعالى ولو جعلناه قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت ايات اعجمي وعربي قل هو للذين امنوا ونهودا والشفاء. وفي ضمن ذلك وفي طيات ذلك يعني سورة فصلت صحيح اتت لتبين معجزة القرآن لكن هناك مواضيع اخرى تطرقت لها فحذرت كفار قريش من ان يكون مآلهم مآل المكذبين للرسل مرة الأخرى من حال عام تبينت وكيف ان الله ارسل عليهم ريحا وبينت ايضا حال ثمود واما ثمود فهديناه فاستحبوا العمى على الهدى وبينت مشهد اليوم الاخر عندما تشهد الايادي والارجل والجلود وينطقها الله سبحانه وتعالى. وحينئذ الكفرة يناقشون جلودهم. لماذا تفضحوننا لماذا تتكلمون عنا واخبرت ايضا سورة فصلت عن حال اولياء الله المتقين؟ الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم ذكرت من مشاهد قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق السماوات والارض. وانه كيف يحيي الارض سبحانه وتعالى ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. فاذا نزلنا عليها الماء اهتزت وربت. اذا نلاحظ ان هناك اه شيء متكرر خاصة في السور المكية هناك شيء متكرر في مواضيع الصور وهي مشاهد الخلق والعناية للدلالة على وحدانية الله بيان حال الرسل مع اقوامهم لبيان سنة الله المتكررة. بيان حال اهل الايمان في الدنيا وفي الاخرة وبيان حال اهل الشرك. في الدنيا وفي الاخرة اخرة. هذه المواضيع هي مواضيع متكررة اقول لكنها تطرح بسياقات مختلفة وفي كل موطن طرحت فيه هناك فائدة هناك تنبيه هناك دفع للاصلاح هناك دفع اه للتغيير دفع اه للتنبه قبل ان يفوت الاوان. الله سبحانه وتعالى في طيات هذا الكتاب يبين سننه ويكثر من ذكر قصص الانبياء ويكثر من التحذير ويكثر من ذكر الجنة والنار. ويكثر من ذكر احوال الفريقين. لانه هذه هي قصة ايا احبابي الكرام لا تملوا من هذه المواضيع لانها قصة الحياة كلها قائمة عليها. نحن مشغولون في الحياة الدنيا بطعامنا بشرابنا بدينارنا بدرهمنا لكن والله امر عظيم جدا الامر جنة او نار هذه الحياة نحن لم نوجد عليها لنبقى وانما وجدنا لنذهب. هذه الحياة هي معركة الحق والباطل وهذا يجعل الانسان المؤمن عندما يعرف سر وجوده انني وجدت لاخوض معركة الحق مع الباطل معركة الاسلام مع الكفر. يجعل هذه الحمية تنغرس في نفسه لنصرة هذا الدين كل الصحابة الكرام والتابعون الاشاوس ومن بعدهم كيف حملوا هم هذا الدين للافاق احبابي وجاهدوا وبدر الغالي والنفيس. لانهم قرأوا هذه الايات وعرفوا وان الله انما اوجدهم في الدنيا ليستعملهم في الطاعة انه خلقهم في هذه الحياة ليكونوا مشاريع شهادة ومشاريع دعاة ومشاريع علماء ومشاريع طلبة علم هذا هو وقود المعركة من اين حصلوه بالله عليكم ليس من هذا الكتاب العظيم لذلك ابن الزبير لما ذكر لك ان الاخلاص لله والعمل لدين الله وتوحيد الله سبحانه الحامل عليه والباعث عليه وقراءة هذا الكتاب فعلا يتكلم عن امر مهم جدا مفصلي لكل شاب ولكل فتاة يريد ان يقدم يريد ان يخطب يريد ان يكون له بصمة بداية طريقك يجب ان تكون من القرآن ومن معالجة هذه المواضيع القرآنية وفهم لماذا تتكرر باشكال وانواع مختلفة؟ وما الغرض العام من كل هذه المواضيع عليك ان تفهمه وهو ان الله سبحانه يريد ان يعرفك في هذا الكتاب العظيم بقصة الوجود. وسر الحياة التي انت عليها. ثم تأتي سورة الشورى يقول ابن الزبير لما ضمنت سورة غافر ما تقدم من بيان حال المعاندين والجاحدين. واعقبت بسورة السجدة. سورة فصلت آآ بيانا ان حال كفار العرب وفي ذلك كحال من تقدمهم وايضاحا لاية الكتاب العزيز اي لمعجزة القرآن الكريم ولعظيم برهانه. ومع ذلك فلم يجد على من قضى عليه تعالى فلم يجد على من قضى عليه تعالى بالكفر لم يجدي اي يعني كثير من الناس مع انها رأت معجزة القرآن الكريم بين يديها وسمعته ومع ذلك لم يجدي معها هذا الكتاب العظيم. فلم يهتدوا الى طريق الله سبحانه وبقي هؤلاء الكافرون على عنادهم. اتبعت هاتان الصورتان بما اشتملت عليه سورة الشورى من ان ذلك كله انما جرى على ما سبق في علمه تعالى بحكم المشيئة الازلية. يعني يريد ان يقول باختصار آآ ان الله سبحانه وتعالى بعد ان ذكر ما ذكر في سورة الصافات من معجزة القرآن ومن بيان حال الكافرين والمؤمنين وكذلك ما ذكر في سورة غافر وكل هذا التأكيد والتجديد الهي والدعوة الى توحيد الله والتحذير من طريق الكافرين وبيان حال السعداء وحاد الاشقياء. كل ما وردت به الصور السابقة تأتي سورة الشورى لتركز على قضية وهي في ان الامر في النهاية في هذا الكون انما يسير بمشيئة الله سبحانه وتعالى. لذلك سورة الشورى ركزت على ابراز المشيئة الالهية. فقال سبحانه فريق في الجنة وفريق في السعير في اية سبعة. ويقول في في اية ستة وما انت عليهم بوكيل. ويقول في اية ثمانية ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة. وفي اية هو خمسطعش لنا اعمالنا ولكم اعمالكم. وفي اية اربعتاش ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجر مسمى وقضي بينهم وفي اية واحد وثلاثين وما انتم بمعجزين في الارض. وفي اية اه ستة واربعين ومن يضلل الله فما له من سبيل. وفي اية ثمانية واربعين اه ان عليك الا وفي اية اثنين وخمسين اه نادي به من نشاء من عبادنا. قضية المشيئة الالهية. قضية المشيئة الالهية. والمراد بذكر المشيئة الالهية احبابي الكرام. ليس ان يتكئ الكافر على المشيئة الالهية فيقول خلص انا كفرت لان الله شاء لي ذلك. لا انما هو يعني نوع من تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته في دعوته الى الله سبحانه وتعالى لئلا يصيبه آآ شعور بيأس او احباط عندما يرى مواجهة كفار قريش ومعاندتهم له خاصة في مكة احبابي الكرام. كل الذين امنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يتجاوزوا الاربعين الستين السبعين شخص. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحزن كان يتقطع من داره حينما يرى نفور الكفار من دعوته. فكان هناك توجيه النبي صلى الله عليه وسلم وللدعاة من بعده. ان القضية ليست بالعدد الله سبحانه وتعالى يجعل ركب هذه الدعوة يسير بعنايته ورعايته. المراد ليس تكفير العدد. المراد النوع. فيا محمد صلى الله عليه وسلم عليك ان تعلم ان هناك مشيئة الهية نافذة ان عليك الا البلاغ. انت مبلغ وهناك اناس شاء الله سبحانه وتعالى لهم ان يلحقوا بركبك سيلحقون وهناك اناس ان شاء الله سبحانه وتعالى ان يكونوا محاببين لك فهؤلاء ستكون نهايتهم وخيمة فلا تبقى يا محمد حزينا كئيبا مما حدث من هذه المعاندة من هذا الجحود ان عليك الا البلاغ وفي النهاية المشيئة الالهية هي المتنفذة لو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة وذكر في سورة ولا يزالون مختلفين. لابد من وجود اهل الايمان واهل الكفر لابد من الاختبار لابد من الاصطفاء. وهذا فيه حقيقة تسمية لقلوب الدعاة الى الله سبحانه. كثير من الدعاة اليوم اذا كان صاحب منهج حق ويتبع ما يستطيع ان يتبعه من اسلوب صحيح رشيد في الدعوة الى الله. ثم يرى ان الناس لا يعجبها هذا الاسلوب. وانما تبحث عن يعني داعية متفلت او داعية ممنية او انسان يستعمل اساليب لا ترضي الله سبحانه وتعالى في الدعوة. ويوجد يعني المتفلت المميع او ما شابه ذلك عنده جماهير كثيرة الناس ترغب هذا النمط من الدعوة وعندما يأتيها هذا الشاب الصادق مع ربه سبحانه وتعالى ليقول لها بقال الله وقال الرسول وسلم ويسعى ان يكون اسلوبه حكيم ويسعى ان يكون كلامه معتدل. ومع ذلك لا تقبل الناس عليه بعض الناس يدخلها اليأس. يدخلها الملل. يدخلها الاحباط. انه هؤلاء الناس يا شيخ ما فيهم خير. ياما قلت لهم كذا وكذا. انظر حالهم. يعجبهم هذا المميع وهذا المنفلت وهذا الضائع وهذا التائه. ولا يقبلون الحق من معين الكتاب والسنة. اقول لك يا اخي الكريم هذه هذا الكون يسير وفق مشيئة الله سبحانه. سورة غافر عفوا سورة الشورى تركز على هذا المبدأ. ان تلاحق قضية مشيئة الله سبحانه وتعالى. هناك اناس شاء الله ولهم ان يهتدوا الى طريق الصواب كما هداك الله الي. وهناك اناس لم يكتب الله سبحانه وتعالى لهم ذلك. فانت كداعي عليك البلاء. عليك ان تثبت على الطريق. وليس الذي عليك هو ان تميع وان تصبح حالك حال المتفسخين المنقطعين حتى بعد ذلك يصبح لك جمهور والا فانت خرجت عن درب الاخلاص. خرجت عن السكة التي يريدها الله سبحانه وتعالى منك. اذا هذا الكون يزيد وفق مشيئة الله. وانقسام الناس فيه الى اشقياء وسعداء يسيرون بمشيئة الله سبحانه وتعالى. فنحن علينا اوى علينا البلاغ علينا ان نتبع ما يريده القرآن ما ورد في السنة ولا نعدل عن هذا المنهج ولو قل السالكون فالعبرة بالنوع وليس بالعدد. ثم تأتي سورة الزخرف. فيقول ابن الزبير لما امر سبحانه وتعالى بامتحان اه بامتحان خلف بني اسرائيل في شكهم في كتابهم قوله سبحانه وتعالى في سورة الشورى وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب. الله سبحانه وتعالى اخبر في سورة الشورى في اية اربعطعش يعني في الصفحة الثانية منها ان اه هناك خلف من بني اسرائيل يعني اجيال المتأخرة من بني اسرائيل شكوا في كتب الله سبحانه وتعالى التي انزلها على انبيائهم. لذلك قال وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب. اي هم في شك من كتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى على انبيائهم. ووصى نبيه صلى الله عليه وسلم بالتبري من سيء حالهم والتنزه عن سوء محالهم قال تعالى ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب. يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم ويا انصار محمد لا يكون حالكم كحال الى الخلف من بني اسرائيل. المتأخرون من بني اسرائيل كانوا يشككون في الكتب التي انزلها الله على انبيائهم. كانوا في شك منها مريم مش مصدقين انها كتب من الله سبحانه وتعالى. ما كانوا مصدقين انها اوامر الهية انزلت على انبيائهم فكانوا يتلاعبون بها ويحرفونها ويمتهنونها. واما انت يا محمد فالله سبحانه وتعالى قال لا تتبع احوائهم فيكن حالك كحالهم وقل بكل وضوح امنت بما انزل الله من كتاب انا اؤمن بكتب الله سبحانه وانها رسائل الاله عز وجل لهذه البشرية. فلما اوضح سبحانه عظيم حال الكتاب وجليل نعمته اردف ذلك انا ربما قفزت الى موطن اخر. المهم لما اه بين الله سبحانه وتعالى اذا اهمية ان نؤمن بان هذا الكتاب هو الحق المبين من الله ولا يكون حالنا كحال ذاك الصنف من بني اسرائيل الذي لهم في شك مريب من كتبهم جاء مطلع سورة الزخرف ليؤكد على اهمية هذه الفكرة في لقوله حميم والكتاب المبين. ما جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم. اذا هذا كتاب الله هو الذي انزله قرآنا عربيا لنعقل مراده منا من خلاله وانه كتاب علي وانه كتاب علي عند الله سبحانه وتعالى وانه في ام الكتاب الذين لعلي حكيم. اي هذا الكتاب لدينا علي محكم محفوظ عند المولى عز وجل فهو بين ايدينا في الارض نقرأه ونتلوه وهو ايضا في رعاية الله سبحانه وتعالى وفي مقام عظيم عنده. ولما اوضح سبحانه في محاضر الكتاب وجليل نعمته به اردف ذلك بذكر ساعة عفوه وجميل احسانه الى عباده ورحمتهم بهذا الكتاب مع اسرافهم وقبح ارتكبهم فقال افنضرب عنكم الذكر معذرة عن الانقطاع اذا بداية سورة الزخرف هي تعزيز لذلك الكتاب وبيان ان هذا الكتاب جعله الله قرآنا عربيا ليعقل وانه سبحانه وتعالى رفع شأن هذا الكتاب لئلا يكون آآ المؤمنون في ريب وفي شك ولئلا يدخل عليه ما دخل على بني اسرائيل ثم بعد ذلك تأتي سورة الدخان ايضا ليكون مطلعها حا ميم والكتاب المبين. انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يطرح كل امر حكيم فسورة الدخان اهتمت بذكر انزال الكتاب. وقت النزول انا انزلناه في ليلة مباركة ان كنا منذرين فيها يفرح كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين رحمة من ربك انه هو السميع العليم. اذا سورة الدخان ايضا عالجت في مطلعها قضية متى نزل القرآن وفخمت نزوله فقال سبحانه وتعالى انا انزلناه في ليلة مباركة بارك وفي الليالي المباركة لا ينزل الا الشيء العظيم وليلة مباركة فيها يفرح كل امر حكيم امرا من عندنا. ثم بين سبحانه وتعالى ايضا في سورة الدخان حال المعاندين للرسل الذين هدايات الكتاب الذين يرفضون رسالات القرآن ولا يهتمون بها ولا يعبأون بها. وذكر اشارة سريعة الى قصة موسى مع فرعون وذكر ايضا قصة قوم تبع ثم ختمت بذكر الفريقين كالمعتاد فكر الذين في مقام امين في جنات وعيون يلبسون من سندس وبئس برق متقابلين. وذكرت ايضا قصة المعاندين الذين هم سيأكلون والذين الله سبحانه وتعالى يستهزؤ بهم وهم في النار فيقال لهم ذق انك انت العزيز الكريم. هذه القصة قياما تكون مطولة كما ورد في سورة الاعراف وغيرها ذكر المعاندين والمكذبين وذكر المؤمنين الاطهار الثابتين ومآل كل فريق في الجنة وفي النار. احيانا تلك مفصلة في الكتاب كما ورد في سورة الاعراف واحيانا تذكر باختصار كما ورد في سورة الدخان وهذا بحسب الدرس المراد القاؤه والوقت الذي نزلت فيه هذه السور اذا احبابي الكرام يعني انا احاول ان اجمل سريعا اهم الافكار لكن ارجو ان تقرأوه واذا اشكل عليكم شيء او او كلمة او سطر ارجو ان يعني تعودوا وتسألوا لان السؤال هو الذي ينتج الافكار وينتج آآ ثمار المراد من هذه اه الكتب اه لكن كما بينت لكم هناك كما تلاحظون خطوط عريضة تصل بين مواضيع السور. هناك خطوط عريضة تصل بين مواضيع السور يجب ان نكون على بينة وانتباه منها. وهذا هو التناسب بين الصور. عليك ان تنظر في ذاك قط الذي تسير عليه الصور كيف ان سورة تبين على ملك الله وصور تركز على خلق الله وصور تركز على ايات الله ثم تأتي سور اه تنبه حال الامم عن الامم الذين لم يستفيدوا من هذه الدلائل ثم تأتي صور لتركز على احوال المكذبين في الدار الاخرة. وهكذا تتكرر هذه الصور وتتكرر هذه الدائرة لتبقى هذه المعاني حية في الامم ليكون الله سبحانه وتعالى قد اقام الحجة بهذا الكتاب لان لا يأتي الناس يوم القيامة فيقول يا رب ما وصلنا شيء ويقيم الله سبحانه وتعالى كما قلنا بالنهاية الميزان الحق والميزان العدل الذي لا مرية فيه ولا شك وسنشهد نحن امة محمد صلى الله عليه وسلم الذين قرأنا هذا الكتاب وعشنا معه ليالينا ونهارنا سنشهد ان هذا الكتاب يا رب الذي انزلته فعلا كان حجة قاطعة بينت فيه كل ما يحتاجه البشر. بينت فيه كل ما يحتاجه البشر من الامور التي توصلهم الى السعادة وتحذرهم من الشقاء. وهؤلاء الاقوام الذين كفروا بك بعد ان قرأنا عليهم هذا الكتاب واوصلنا اليهم هذه الايات بقوا على جحودهم فاستحقوا النار والعياذ بالله. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يهدينا الى الصراط مستقيم وان يجعلنا ممن فهم رسالات القرآن وتعقل هداية الله سبحانه وتعالى فيه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافع يا ارحم الراحمين صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم