بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم هذا هو المجلس الخامس من تعليقنا على كتاب فضائل القرآن للامام ابن كثير الدمشقي رحمة الله تعالى عليه وما زال حديثنا قائما في مسألة الاحرف السبعة وقد عقد لها الامام ابن كثير فصل طويلا بدأه بذكر آآ حديث ابي بن كعب رضي الله تعالى عنه في الاحرف السبعة وذكر هذا الحديث بطرقه المتعددة وقد عرفنا ان حديث الاحرف السبعة حديث متواتر تواترا معنويا. وقد ورد عن طريق مجموعة من الصحابة ولم ينفرد به ابي بن فقط واليوم باذن الله سنمر على بعض الاحاديث الاخر التي وردت في الاحرف السبعة ثم بعد ذلك نذكر آآ اقوال اهل العلم في معنى الاحرف السبعة والخلاف القائم بينهم باختصار قدر الامكان بإذن الله وصلنا الى حديث ابي بكرة رضي الله تعالى عنه الذي رواه الامام احمد في مسنده وفيه بسنده عن عبدالرحمن بن ابي بكرة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل اقرأ القرآن على حرف واحد فقال ميكائيل اي للنبي صلى الله عليه وسلم استزده اي اطلب من جبريل ان يزيدك اوجه اخرى في القراءة فقال المهم يعني هو ظاهر هناك اختصار في الحديث. فقال جبريل في النهاية للنبي صلى الله عليه وسلم اقرأ القرآن على سبعة احرف كلها شاف كاف ما لم تختم اية رحمة باية عذاب او اية عذاب برحمة وهذا الحديث يدل على ان الاوجه السبعة او الاحرف السبعة لا تؤدي الى تضاد في المعاني او تناقض فيها او تناقض في الاحكام. حاشاه هذا كلام ربنا سبحانه وتعالى وهو لا يتناقض. فما جاد الاحرف السبعة ليس له علاقة بتناقض الاحكام او تدابر المعاني هذا اصل اتفق عليه الجميع وهناك حديث اخر حديث سمرة ايضا رواه الامام احمد في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انزل القرآن على سبعة احرف. ثم ذكر حديث ابي هريرة ورواه الامام احمد في مسنده ايضا. آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل القرآن على سبعة احرف ثم قال عليه الصلاة والسلام مراء في القرآن كفر فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه الى عالمه. فينبغي على الانسان الا يكثر الجدال في مثل هذه القضايا بحيث تحدث خصومة بين الناس في مسائل اه قد تكون يعني خفية الجانب عند اكثر المسلمين. فينبغي على مثل هذه المسائل خاصة انه لا يندرج تحتها عمل اه ان يترك امرها معالمها من اهل العلم من الراسخين في العلم ولا يصبح مجال للمراء والجدال في القرآن او التشكيك فيه او الطعن فيه ايضا هناك حديث ام ايوب اه الانصارية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انزل القرآن على سبعة احرف ايها قرأت اجزاءك حديث ابي جهيم ايضا ان رجلين اختلفا في اية من القرآن كلاهما يزعم انه تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم فمشيا جميعا حتى اتى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ابو جهين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا القرآن نزل على سبعة احرف فلا تماروا فان مراءا فيه كفر. اي خلص هذا الموضوع لا يكثر فيه الجدال والنقاش هذا امر من الله سبحانه وتعالى اعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم ابتداء من باب التسهيل على العرب ان يقرأ القرآن على سبعة احرف. ثم كما عرفنا عثمان بن عفان انهى موضوع الستة احرف وابقى حرفا واحدا. واتفق الصحابة على ذلك. ينبغي ان لا يكثر النقاش حول ذلك لانه لا ينبني عليه عمل. هذه هي الفكرة الاساسية في هذا الموضوع وهناك ايضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه لكن الحديث انتبهوا هنا. الحديث الذي نقله عن ابن مسعود حديث رواه ابن جرير الطبري رحمة الله عليه بسنده الى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كان الكتاب الاول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد المراد بالكتاب الاول اي الكتب السماوية السابقة ونزل القرآن من سبعة ابواب على سبعة احرف زاجر وامر وحلال وحرام والذي يظهر لي انها زاجر وليس زاجرا بما انها كلها مرفوعة فالاصل ان تقول زاجر وامر حلال وحرام ومحكم ومتشابه وامثال فاحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما امرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بامثاله واعملوا بمحكمه وامنوا بمتشابهه وقولوا امنا به كل من عند ربنا. وهذا الحديث الذي يظهر انه موقوف على ابن مسعود اي الصحيح ان هذا الحديث الاشبه فيه انه من كلام ابن مسعود ولا يثبت رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم جميل بعد ان انتهى ابن كثير من سرد احاديث او اشهر الاحاديث التي تتكلم عن الاحرف السبعة عقد فصلا ذكر فيه وجهة نظر اه الامام ابي عبيدة القاسم ابن سلام في موضوع الاحرف السبعة وفي الحقيقة انا لا اريد ان اقتصر هنا على وجهة نظر الامام ابي عبيد اه لان ابن كثير سيعيد ذكرها مرة اخرى وهو يعدد الاقوال المتنوعة لاهل العلم في موضوع الاحرف السبعة. لكنه يعني ابتداء ركز على قول ابي ثم سيأتي في موطن اخر يركز على الخلاف الدائري في اه هذه الاحرف السبعة. لذلك دعونا ننتقل آآ سريعا يعني كل ما سيذكره هنا ورأي ابي عبيد في هذه الاحرف وسآتي اليه وانا اذكر الاقوال المتنوعة. دعوني اذهب سريعا الى الحديث الثاني الحديث الثاني الذي ذكره البخاري رحمة الله تعالى عليه في باب الاحرف السبعة اه لاحظوا ان ابن كثير استطرد كثيرا يعني البخاري رحمة الله تعالى عليه ذكر حديث ابو اي بن كعب ثم ذكر البخاري هذا الحديث الذي معنا وهو حديث عمر بن الخطاب ابن كثير رحمة الله عليه استطرد بذكر احاديث كثيرة اه ثبتت عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم في الاحرف السبعة. وردت حتى في مسلم او في النسائي او في مسند الامام احمد ينهي حتى في غير الصحيحين. فحاول ابن كثير الى ان يجمع جل الاحاديث التي تكلمت عن الاحرف السبعة حتى يثبت ان قضية الاحرف السبعة متواترة تواترا معنويا. واما الامام البخاري رحمة الله عليه فاقتصر على ذكر حديث ابي بن كعب الذي ذكرناه في اول الباب وهذا الحديث الثاني الذي بين ايدينا وهو قال البخاري رحمة الله تعالى عليه حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ليث ابن سعد حدثنا عقيل وهو عقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري قال اخبرني عروة ابن الزبير ان المسود ابن محرمة وعبدالرحمن ابن عبد القاري حدثاه انهما سمعا عمر ابن الخطاب يقول سمعت هشام ابن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فاذا هو يقرأ على حروف كثيرة اي على الحروف المراد بها اوجه على حروف كثيرة اي على اوجه كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت اساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فنببته برداءه. يعني سيدنا عمر بن الخطاب سمع هشام بن حكيم وهو يقرأ في صلاته اه سورة الفرقان فعمر ابن الخطاب سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان بطريقة تختلف عن الطريقة التي تعلمها هو من النبي صلى الله عليه وسلم فعمر بن الخطاب كان يتفلت يريد ان يقبض على هشام بن حكيم يسأله من اين اتى بهذه القراءة قال فتصبرت يعني شد اعصابه رضي الله عنه حتى سلم هشام بن حكيم قال فدببته برداء مسكه سيدنا عمر من ردائه. فقلت من اقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ من علمك هذه القراءة التي تقرأها فقال هشام بن حكيم اقرأني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له عمر كذبت فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به اقوده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اي قال عمر يا رسول الله اني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها. فقال صلى الله عليه وسلم ارسله يعني اتركه كان سيدنا عمر مسك هشام بن حكيم لا يريد ان يفلته فالنبي صلى الله عليه وسلم قادر يا عمر يعني يريد ان يهدئه ارسله يعني خله حتى نتفاهم معه. ارسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ. يعني هشام بن حكيم قرأ هذه السورة سورة الفرقان. بنفس الطريقة التي قرأها اول مرة وسمعها عمر منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعدما فرغ يعني هشام كذلك انزلت ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي اقرأني فعمر قرأ سورة الفرقان بالطريقة التي تعلمها هو من النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ثم علق النبي صلى الله عليه وسلم فقال ان القرآن انزل على سبعة احرف تقرأوا ما تيسر منه يعني لا يشدد بعضكم على بعض وقد روى هذا الحديث الامام احمد والامام البخاري ايضا ومسلم وابو داوود والنسائي والترمذي من طرق عن ابن شهاب الزهري. يعني هذا الحديث ثبت عن ابن شهاب الزهري من طرق متعددة. ورواه الامام احمد ايضا عن ابن عبدالرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري ايضا عن عروة عن عبدالرحمن بن عبد القاري عن عمر. وقد قال الامام احمد ايضا اه حدثنا عبد الصمد حدثنا حرب بن ثابت حدثنا اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن ابيه عن جده قرأ رجل عند عمر فذكر الحديث وهذا اسناد حسن المهم بعد ان انتهى ابن كثير من سردي اسانيد حديث عمر ابن الخطاب قال ابن كثير الان سيعلق ويختم موضوع الاحرف السبعة. فقال وقد اختلف العلماء بمعنى هذه السبعة احرف وما اريد منها على اقوال قال ابو عبدالله القرطبي المالكي صاحب الكتاب المشهور اه في احكام القرآن بمقدمات تفسيره الان ابن كثير ينقل عن القرطبي رحمة الله تعالى عليه ما ذكره في مقدمات تفسيره وهو التفسير المشهور في احكام القرآن قال ابن القرطبي وقد اختلف العلماء في المراد بالاحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها ابو حاتم محمد ابن حبان البستي الامام ابن حبان ونحن نذكر منها خمسة اقوال. يعني ابن حبان البستي جعل الاقوال. تصوروا الاقوال في المقصود بالاحرف السبعة وصلت الى خمسة وثلاثين قولا ولا سطوها يعني يمكن ان نجمعها نجمعها ونحصرها في خمسة اقوال ثم سرد القرطبي رحمة الله تعالى عليه هذه الاقوال الخمسة التي رسى عليها الامر وابن كثير سيعطينا خلاصة ما ذكره القرطبي رحمة الله عليه. لذلك قال ثم سردها القرطبي وحاصلها ما انا مورده ملخصا. هم انتبهوا يا احبابي الكرام سنعرف ما هي اشهر الاقوال في معنى الاحرف السبعة. القول الاول وهو قول اكثر اهل العلم وذهب اليه سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب والامام امام المفسرين محمد بن جليل الطبري والامام الطحاوي صاحب العقيدة المشهور ان المراد بالاحرف السبعة ان المراد بها سبعة اوجه من المعاني المتقاربة بالفاظ مختلفة نحو اقبل وتعالى وهلم. المقصود باختصار احبابي انه بعض الكلمات القرآنية يجوز وثبت وصح قراءتها آآ بالفاظ مترادفة. يكون المعنى واحد ويؤدى بالفاظ مترادفة كلها تحوم حول هذه المعنى وظاهرة الترادف ظاهرة معروفة عموما في اللغة العربية مع وجود خلاف فيها لكن اكثر لغوي يثبتها عموما قضية الترادف في اللغة يكون عندنا معنى واحد وتعبر عنه قبيلة قريش بلفة وتعبر عنه قبيلة اخرى بلفظ اخر وتعبر عنه قبيلة طيء بلفظ وقبيلة اسد بلفظ اخر وهكذا. فالمعنى واحد عبر عنه بالفاظ متعددة فهذا معنى الاحرف السبعة. وهذا سيكون في كثير من الفاظ القرآن لكنه لن يعم جميع الفاظ القرآن. فليس المراد ان كل كلمة في القرآن يجوز ان تقرأ بسبعة لغات مترادفة او سبعة الفاظ مترادفة لا كلا. وانما المراد ان بعض الالفاظ التي وردت في القرآن ان بعض الالفاظ التي وردت في القرآن سمع قراءتها او ثبت قراءتها او ابيح قراءتها على سبعة الفاظ مختلفة لكنها متفقة وفي المعنى. ثم ذكر لك مثالا نحو اقبل وتعالى وهلم. فهذه مثلا عندما تقول لشخص تعال ربما قبيلة اخرى تستعمل كلمة اقبل بدل تعالى وقبيلة اخرى من قبائل العرب تستعمل كلمتها لمة والكل في النهاية يحوم حول نفس المعنى فاقبل وتعالى وهلم كلها معنى واحد. فمن قرأ بلفظة هلم من العرب صح ومن قرأ بلفظ التعالى صح؟ ومن قرأ بلفظ اقبل صح وقال الطحاوي وابين ما ذكر في ذلك حديث ابي بكرة رضي الله تعالى عنه جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ على حرف فقال ميكائيل استزده وهذا مر معنا. فقال اقرأ على حرفين الى اخره ثم قال جبريل آآ حتى بلغ سبعة احرف فقال اقرأ فكل فكل اي كل حرف كاف شاف الا ان تخلط اية رحمة باية عذاب او اية عذاب اية رحمة على نحوها لما وتعالى واقبل واذهب واسرع وعجل. فان هذه الالفاظ يعني هذا الحديث حديث ابي بكرة يدل على القول الاول. يدل على القول الاول من خلال الزيادة التي وردت في اخره ان جبريل مثل له مثل للنبي صلى الله عليه وسلم على الاحرف السبعة فيها لمة وتعالى واقبل واذهب واسرع وعجل طيب ومما يسند هذا القول ان ابن عباس عن ابي بن كعب ان ابي بن كعب كان في قوله تعالى يوم يقود المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم كان آآ ابوي بن كعب يقرأ للذين امنوا امهلونا بدل انظرونا امهلونا وانظرونا وامهلونا بمعناها واحد اه وايضا كان يقرأها للذين امنوا اخرونا. وللذين امنوا ارقبونا فلاحظوا امهلونا. واخرونا وارقبونا وانظرونا اربعة لغات واربعة الفاظ لمعنى واحد متقارب طبعا احبابي الكرام هذا القول لا يقول ان كل معنى يقرأ على سبعة مترادفات. لأ المراد ان تكون مثلا بعض الكلمات آآ لها اربع مرادفات. عفوا بعض المعاني. عفوا التي تقول. بعض المعاني يكون لها اربع مرادفات في اللغة معنى اخر يكون له خمس مرادفات واكثر واكثر ما ورد في القرآن من المعاني سبع مرادفات لها يعني اكثر لفظة وردت في القرآن تقرأ على اوجه متعددة لفظة تقرأ على سبعة اوجه او معنى يقرأ على سبعة اوجه فهذا اكثر ما ورد وليس المراد ان كل لفظة وقع فيها خلاف في قراءتها بين العرب تقرأ على سبعة اوجه لأ الكلمات تكون مرادفاتها ثلاثة. بعضها مرادفاتها اربعة. واقصى شيء ورد ان يكون المرادف سبعة فهذا هو القول الاول وله شواهد كما تلاحظون ثم الطحاوي رحمة الله عليه يبين هل هذا الامر بقي سائرا في هذه الامة؟ كلا. يقول الطحاوي وانما كان ذلك رخصة. ان يقرأ الناس القرآن على سبع لغات لان العرب كانت متباينة ليس العرب كلهم على لغة قريش وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش وعلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط واتقان الحفظ طيب اه وقد ادعى الطحاوي ان يعلق ابن كثير يقول وقد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ بن عبدالبر الامام المشهور ان ذلك كان رخصة في اول الامر ثم نسخ فذلك بزواد العذر وتيسر الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة. يعني الطحاوي والقاضي الباقلاني وابن عبدالبر يرون ان القراءة على سبعة احرف بالمعنى الذي ذكرناه قبل قليل. هذا كان في بداية امر النبي صلى الله عليه وسلم. ثم نسخ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في اخرها اه لكن ابن كثير ذكر رأيا اخر فقال وقال بعضهم انما انما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة هو امير المؤمنين عثمان بن عفان احد الراشدين وانما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المفضية الى تفرق الامة والى تكفير بعضهم بعضا فرتب لهم المصاحف الائمة على في العارضة الاخيرة التي عرض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في اخر رمضان. وآآ وعزم عليهم ان لا يقرأوا بغيرها والا يتعاطوا الرخص التي كانت لهم فيها سعة ولكنها ادت الى الفرقة والاختلاف كما يعني ذكر امثلة وشبهات اخرى. يعني باختصار ابن كثير يرى ان القراءة على سبعة او جهد لم تنسخ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بل بقيت قائمة حتى زمن عثمان. في زمن عثمان كما ذكرنا عثمان هو الذي منع القراءة بستة احرف وابقى على حرف واحد وهو الحرف الاخير الذي عارض عليه النبي صلى الله عليه وسلم آآ القرآن مع جبريل وامر الناس ان يقرأوا عليه. طب كيف لعثمان رضي الله تعالى عنه ان يمنع القراءة بستة احرف ويتفق الصحابة مع عثمان اه لان فعل عثمان قام على مصلحة عظمى وهي حماية القرآن وحفظ القرآن من يقع فيه الخلاف خاصة بعد دخول المدنية على القبائل العربية واختلاط العرب بالعجم. فكان فيما فعله عثمان مصلحة عظمى والنبي صلى الله عليه وسلم بين ان الخلفاء الراشدين لهم سنة متبعة بالكم اذا كان ليس فقط يعني هو رأي من عثمان وانما هو اجماع الصحابة الذي لا نقاش فيه. وهذا هو الاظهر احبابي الكرام وهو ان من منع القراءة بالاحرف السبعة وابق الامة على حرف واحد هو سيدنا عثمان رضي الله عنه وليس ما ذكر الطحاوي ان هذا نسخ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتبقى مسألة اجتهادية. اذا هذا هو القول الاول في فهم ما معنى الاحرف السبعة؟ عرفنا ما هو؟ ان المراد بعض المعاني في القرآن الكريم يجوز ان تؤدى بالفاظ مترادفة ممكن تؤدى بلفظين ممكن تؤدى بثلاث واقصى ما ورد فى القرآن فى اداء المعنى الواحد ان يؤدى بسبعة الفاظ مترادفة. هذا اقصى ما ورد وهذا كان من باب التسهيل على العرب لانهم كانوا يعبرون عن المعنى بالفاظ متباينة بحسب تباين مواقع العرب في الجزيرة العربية طيب نذهب الى القول الثاني. القول الثاني احبابي الكرام ان القرآن نزل على سبعة احرف وليس المراد ان جميعه يقرأ على سبعة احرف ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف اخر. قال الخطابي وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات وهذا في الحقيقة هو رأي ابو عبيد القاسم ابن سلام الذي سارده ابن كثير سابقا مفصلا. انا هنا اختصرته لكم وكنت اتمنى ان ابن كثير اختصره هنا حتى لا يشتت القارئ فابو عبيدة القاسم بن سلام والخطابي ومجموعة من اهل العلم رأوا ان المراد بالاحرف السبعة هو ان في القرآن الكريم هناك سبع لغات للعرب موزعة على القرآن الكريم نجد مثلا لغة قريش موجودة في بعض الايات في ايات اخرى نجد لغة تميم في ايات اخرى نجد لغة طيء في ايات اخرى نجد لغة شنوءة. اه اسجنوءة. فباختصار هؤلاء لا يرون ان المراد الاحرف السبعة هو ان المعنى الواحد يقرأ بالفاظ مترادفة. لا لا. يقولون ان القرآن الكريم صحيح ان اكثره كان بلغة قريش لكن عند التتبع لايات القرآن الكريم نجد ان هناك سبع لغات سبع لهجات عربية مبثوثة في القرآن الكريم. نعم اللغة المشهورة والاكثر في القرآن هي لغة قريش. لكن هل هناك لهجات ولغات اخرى موجودة في القرآن؟ نعم. فالقرآن الكريم باختصار فيه لغة قريش فيه لغة قبائل اخر وان كان الاكثر والسواد الاعظم لغة قريش. فاذا المراد بالاحرف السبعة ان القرآن الكريم فيه سبع لغات عربية موزعة من بدايته الى نهايته. وان كانت اللغة الشائعة فيه هي لغة قريش. هذا رأيي ثاره جماعة وعلى رأسهم ابي عبيد او على رأسهم ابو عبيد القاسم ابن سلام القول الثالث يقول اه لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة اه القول الثالث هو لا يختلف كثيرا عن القول السابق القول الثالث هو مثل القول الثاني تقريبا يرى ان موضوع الاحرف السبعة اي ان داخل القرآن هناك سبع لهجات داخل القرآن لم ينزل القرآن فقط على لهجة قريش بل نزل على سبع لهجات. فبعض السور تكون على لهجة قريش او بعض الايات تكون على لهجة قريش. وايات اخرى تكون على لهجات اخرى. لكن من القول الثالث حصر اللهجات في لهجات مضر. ومضر هو الفخذ الكبير. آآ العرب الشماليون ينقسمون الى مضر والى رب ومضر فيها افخاذ من افخاذها قريش اه القول الثالث يقول صحيح ان القرآن الكريم فيه سبع لهجات عربية موزعة فيه لكن هذه اللهجات كلها تعود الى قبيلة مضر بافخاذها ولا يوجد فيه لهجات خارج قبيلة مضر تعود الى قبيلة ربيعة. لا هذا لا يوجد. اما اصحاب القول الثاني لم اكتو الأمر في قبيلة مضار بل قالوا القرآن فيه سبع لغات او لهجات عربية بدون ان نحصرها انها في قبيلة مضر فقط او ليست في قبيلة مضر فقط موزعة. الصحيح انها عند القول الثاني اعم من قبيلة مضر. القول الثالث حصل السبع لهجات في في قبيلة مضر فقط بافخاذها ومن افخاذها قريش طبعا القول الرابع وهذا قول في الحقيقة يعني قل من ذهب اليه حكاه الباقلاني عن بعض العلماء وهو ان المراد بالاحرف السبعة وجوه القراءات ويقولون ان الاختلاف بين القراء الخلاف بين القراء الذين نعرفهم حاليا قراءة عاصم وقراءة اه ابن كثير وقراءة اه نافع. ان الخلاف بين القراء يعود الى الخلاف في سبعة اشياء هذه السبعة اشياء هي الاحرف السبعة وبناء على القول الرابع تكون الاحرف السبعة ما زالت موجودة الى عصرنا الحالي لان هذا القول الرابع يرى ان المراد بالاحرف السبعة هي اوجه الخلاف بين القراء المشهورين يؤده الخلاف بين القراء المشهورين. فيقولون ان اوجه الخلاف بين القراء المشهورين نعود الى سبعة اوجه الوجه الاول ان يكون الخلاف اه تغير الحركة. من دون ان تتغير صورة الكذبة ولا معناها ثم مثل على ذلك ويضيق صدري فانها قرأت بقراءة اخرى تغيرت فيها الحركات من دون ان تتغير الصورة وان يتغير المعنى ومنها ما لا تتغير صورته ولكن يختلف المعنى هذا الشكل الثاني من اشكال الخلاف بين القراءات ومثل على ذلك بقوله فقالوا ربنا باعد وفي قراءة اخرى باعد فهنا تغيرت الحركة لم تتغير الصورة لكن تغير المعنى هناك فرق بين فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وبين ان تقرأها فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا. باعد فعل امر وباعد فعل ماض فاختلف المعنى. وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل اي من خلال ليس تغيير حرف تغيير حركة بل اه تغيير حرف يتغير حرف فيختلف الصورة والمعنى مثل ننجزها جاءت في قراءة اخرى ننشرها. فلاحظوا الزاي اصبحت راء تلفت الصورة للكلمة واختلف المعنى. او الاختلاف تكون اختلاف كلمة بالكلية مع بقاء المعنى على ما هو عليه. كالعهن المنفوش جاءت في قراءة كالصوف المنفوش. او قد يكون اختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل وطلح منضود جاء في قراءة وطلع منضود. او بالتقدم والتأخر. فمثل وجاءت سكرة الموت بالحق في قراءة وجاءت سكرة الحق بالموت. او يكون الخلاف بين القراء بالزيادة. مثل تسع وتسعون نعجة ورد في قراءة انثى واما الغلام فكان كافرا وكان ابواه مؤمنين. فان الله اه بعد اكراههن لهن غفور رحيم هنا وقعت زيادات اه في هذه الايات. فباختصار اذا اه هذه سبعة اوجه كما لاحظتم تغير حركة ولا تتغير الصورة ولا المعنى. اه تغير حركة وتغير معنى ولا تتغير الصورة. الاختلاف في الصورة والمعنى يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف او بالكلمات مع بقاء المعنى او باختلاف الكلمة واختلاف المعنى او بالتقدم والتأخر او بالزيادة فهذه سبعة اه اختلافات بين القراءات وهي تمثل الاحرف السبع لكن هذا القول يعني باعتراضات كثيرة وهو هل فعلا الاختلافات بين القراء محصورة فقط في هذه الامور سبعة هناك من ذكر امور اخرى يقع فيها الاختلاف بين القراء. بالتالي هذا الامر لا ينضبط. في الحقيقة وبالتالي هذا القول يعني فيه نظر وقد يطول يعني نقده في هذا المجلس حتى لا اطيل عليكم اكثر من ذلك لكني اطول نقده ومن اشهر ما نقد به ان اوجه الاختلاف بين قراء اكثر من هذه السبعة. اكثر من هذه السبعة وبعض ما ذكروه لا ينضبط له مثال صحيح فدعونا ننتقل للقول الخامس. القول الخامس ان المراد بالاحرف السبعة آآ ان القرآن نزل على معان سبعة. المراد بالاحرف السبعة اي ان القرآن نزل على معان سبعة. وهي الامر والنهي والوعد والوعيد والقصص والمجادلة والامثال البعض اذا فسر الاحرف بالسبعة بان القرآن مواضيعه ومعانيه سبعة. المراد بالاحرف هي المعاني. وقال ابن عطية المفسر المشهور وهذا القول ضعيف انه هذه المعاني لا تسمى حروفا. يعني صحيح القرآن فيه هذه المواضيع لكن هذا المواضيع لا تسمى حروفا وايضا فالاجماع وقع ان التوسعة لم تقع في تحديد حراما ولا في تغيير شيء من المعاني. وقد اورد القاضي الباقلاني في هذا حديثه ثم قالوا ليست هذه هي التي جاز لهم القراءة بها. يعني نستطيع ان نقول هناك شبه اتفاق عام بين اهل العلم الكبار والمحققين ان هذا القول مرفوض. يعني لا تلائم بين ان نجعل الاحرف السبعة المراد بها مواضيع سبعة جيد ثم قاد القرطبي ونختم بهذا الفصل قاد القرطبي قال كثير من علمائنا هذه القراءات السبع الموجودة الان المتداولة عندنا قراءات الائمة عاصم وغير عاصم ليست هي الاحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها وانما هي راجعة الى حرف واحد فقط من الحروف السبعة. وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. هذه قضية ذكرتها سابقا لذلك دعونا نتفق يعني اقرب الاقوال الى الصواب في موضوع احرف السبعة القول الاول ها مقبول والقول الثاني مقبول الاوجه يعني اوجه الاقوال في مسألة المقصود بالاحرف السبعة اما القول الاول واما القول الثاني اما القول الثالث او القول الرابع وحتى الخامس فهذه اقوال فيها نظر هذي اول فكرة الان القراءات الموجودة بين ايدينا الان الصحيح انها ليست هي الاحرف السبعة بل هي كلها تعود الى حرف واحد من الاحرف السبعة وهو الحرف الذي جمع عليه عثمان المصحف ثم ختم القرطبي فقال وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الاخر واجازها وانما يعني القراءات السبعة المتواترة الموجودة الان بين ايدينا ما في اعتراف قارئ على قارئ اخر وانما كل واحد من هؤلاء القراء اشتهر بقراءة معينة تلقاها عمن فوقه بالسند المتصل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد اجمع المسلمون في الامصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الائمة اي القراء السبع. وفيما رووه ورأوه من القراءات وكتبوا في ذلك والنفاة واستمر الاجماع على الصواب وحصل ما وعد الله سبحانه وتعالى به من حفظ الكتاب. اذا يعني هكذا نكون ان شاء الله جلينا اهم الاقوال في موضوع الاحرف السبعة ورفعنا الاشكال واصبح عندكم خلفية جيدة في فهم مقصود بها وما هي مسالك اهل العلم في فهمها؟ طبعا هناك اقوال اخرى لاهل العلم ترى في معنى الاحرف السبعة بل هناك من رأى ان الاحرف السبعة لا نستطيع ان نفهم المراد بها وانها من المتشابه الذي نكل علمه الى الله سبحانه وتعالى والله واعلم ما هو المقصود بها. يعني البعض اختار التوقف اصلا فلم يجزم بشيء في معنى من المعاني. وهذه مسالك اهل العلم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم