بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. حياكم الله احبائي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في تناسب سور القرآن لابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه قد وصل بنا الحديث الى سورة النور. فيا ترى ما وجه مناسبة سورة النور للسورة التي سبقتها الا وهي سورة المؤمنون بمطلع سورة المؤمنون الله سبحانه وتعالى يبين اه صفات ورثة الفردوس. فذكروا مجموعة من الصفات ومن تلك الصفات السبع قوله تعالى والذين هم لفروجهم حافظون. من ابرز صفات ورثة الفردوس انهم يحافظون على فروجهم فلا يرتكبون المحرمات والفواحش. وانما يفرغون هذه الشهوات في المجال الذي اذن الله سبحانه وتعالى فيه. والذين هم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. هذا المجال الله سبحانه وتعالى اذن فيه وما تجاوز ذلك فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. من تجاوز مواطن الابن فقد اصبح معتديا على حكم الله سبحانه. ومن اعتدى على حكم الله لابد وان به العقوبة فجاءت سورة النور لتبين في مطلعها العقوبة التي امر الله سبحانه وتعالى ان تنزل بمن اقترف جريمة الزنا في الدنيا قبل الاخرة فبين سبحانه وتعالى الذين يعتدون على الفروج فيرتكبون الفواحش. ما عقوبتهم التي يجب ان يعاقبوا بها في الدنيا؟ قال سبحانه في مطلع سورة النور سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها ايات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني. فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة. فذكر الله سبحانه وتعالى اه الحد الذي يقع بالزاني البكر والزانية البكر الذين لم يحصنا. واما من احصن فهذا حكمه الرجم وقد بينته اه السنة المطهرة ثم بعد ذلك استطردت سورة النور بذكر الاحكام والاداب والاخلاقيات التي في المحافظة عليها يكون صيانة للافراد وللاسر وللمجتمعات من الوقوع في هذه الفواحش. فان الزنا انما يوصل اليه الاخطاء المتراكمة والذرائع السابقة من اطلاق البصر من تكشف النساء من عدم استئذان الناس بعضهم على بعض في الدخول الى المنازل والخروج منها. فجاءت سورة النور من بدايتها الى نهايتها تدندن حول هذه الافكار. فبينت سورة النور اداب آآ دخول المنازل واهمية الاستئذان بينت سورة النور اهمية غض البصر للرجال وللنساء قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم وقل للمؤمنات يغضن من ابصارهن. بينت سورة النور ايضا اه من هم محارم المرأة الذين يجوز لها ان تتكشف امامهم وما عدا ذلك فيجب عليها ان تستتر وان تضرب الحجاب على نفسها فقال سبحانه وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن. فامر الله سبحانه وتعالى المرأة ان تنزل خمارها والخمار غطاء الرأس. ان تنزله ليس فقط على رأسها بل حتى ينزل على جيبها والمراد بالجيب الصدر. وبينت منهم المحارم الذين يجوز لها ان تبدي الزينة امامهم. وهذا شيء معلوم باذن الله. ثم ايضا تابعت في السورة اه في بيان اداب استئذان اهل البيت الواحد على بعضهم البعض قال سبحانه يا ايها الذين امنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة الى في اخر الايات. ثم بينت الايات ايضا الختامية في سورة النور اه اباحة ان يأكل الانسان اه من بيت ابيه وامه واعمامه وعماته واخواله وقاداته. وذكرت ايضا آآ اهمية وفضيلة ان يأكل الناس جميعا ولكنها خيرت. اذا احببتم ان تأكلوا جميعا اذا احببتم ان تأكلوا فتاتا فلا حرج. المهم ان يكون الطعام طيبا مباركا فيه اذا سورة النور تدندن حول الاخلاقيات والاداب والاحكام التي بها يحافظ على العفة وصيانة المجتمع. وتحذر من الذين يحبون ان تشيع في الذين امنوا فقال سبحانه في سورة النور ايضا ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون واشارت الى اهمية الحذر من خطوات الشيطان واهمية تزكية النفس وسؤال الله سبحانه وتعالى ان يوفق لذلك. فقال يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته. ما زكى منكم من احد ابدا. كذلك حذرت سورة آآ النور من رمي المحصنات العفيفات بالزنا. وايضا حرصت على اه اختيار اه البنات الطيبات للرجال الطيبين. وبينت ان الاطهار لهم الطاهرات وان الخبيثين لهم الخبيثات. فالانسان يحرص على ان يربي ابناءه. وان يربي البنات. لتكون ليكونوا اجيالا صالحين لهذه الامة. لتنشأ انهم نواة المجتمع الذي يغير باذن الله واقع المسلمين اليوم. اذا هذه قصة سورة النور باختصار وبعدها تأتي سورة الفرقان ما علاقة سورة الفرقان بسورة النور؟ يقول ابن الزبير لما تضمنت سورة النور بيان الكثير من الاحكام كبيان حكم الزنا وحكم رمي النساء العفيفات وحكم الاستئذان وحكم الحجاب. بينت مجموعة من الاحكام ايضا المتعلقة بالمنافقين كيف انهم اذا ادعوا الى حكم الله سبحانه وتعالى تجدهم مرتابين معرضين. واذا دعوا الى اهوائهم وملذاتهم تجدهم مسرعين. ثم اخبر سبحانه وتعالى كيف ان الغلبة ستكون لاهل الايمان على اهل النفاق والكفر وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض. هذا كله هذه الايات هذه الاحكام فيها بيان للفرقان الذي سيفرق الله سبحانه وتعالى فيه بين الحق والباطل. خاصة المقطع من سورة النور الذي يتحدث عن المنافقين الذين يدعون الى شرع الله سبحانه وتعالى فيرتابون ويعرضون وكيف ان الله سبحانه وتعالى اخبر عباده المؤمنين في نهاية المطاف ان الغلبة والتمكين سيكون له فقال وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم يقول ابن الزبير فكان مجموع هذه الاحكام وهذه الوعود الالهية آآ فرقان يعتضد به الايمان ولا ينكره مقر بالرحمن يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحة رسالته. ويوضح مضمون قوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم. اذا المهم فجاء مطلع سورة الفرقان تبارك الذي نزل الفرقان على عبده. الفرقان هو القرآن. الفارق بين الحق والباطل. الفارق بين اه اهل الايمان وبين اهل النفاق. الفارق بين اهل الايمان وبين اهل الكفر فقال سبحانه وتعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا فهذا فيه طبعا نوع من التحذير للمنافقين ومن الكفار ولكل من يحارب هذه الدعوة ان هذا الكتاب العزيز انزله الله سبحانه وتعالى ليكون فرقانا بين الحق والباطل. وان الذين يعتضدون في هذا الفرقان ويتمسكون به ستكون النهاية لهم. فالله سبحانه وتعالى وعدهم في سورة النور وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفن كما استخلف الذين من قبلهم. اذا سورة الفرقان كانها جاءت لتبين ما سبق بيانه في سورة النور. من المفارقة بين اهل الحق واهل الباطل وان الغلبة ستكون لاهل الحق. فقال سبحانه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. ثم بعد ذلك تتابعت السورة في تقرير الكافرين وتخويفهم وزجرهم وبيان ما سيتعرضون له في نار جهنم وما هي الاهوال التي تنتظرهم؟ فهذا التخويف وهذا التقريع وفي نفس الوقت الاجابة اه وتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم لكثرة التساؤلات والشكوكات التي طرحها الكفار حوله عندما لماذا لا ينزل اليه ملك؟ وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق وقالوا لماذا لم ينزل عليه القرآن جملة واحدة؟ وقالوا وما الرحمان؟ كل هذه التساؤلات والشبهات والافتراءات التي طرحها كفار قريش والتي كان يحزن النبي صلى الله عليه وسلم من سماعها. جاءت سورة الفرقان لتثبت قلب النبي صلى صلى الله عليه وسلم تجاهها ولتقدم له الاجابات الشافية التي تسليه وتزيده ثباتا في طريقه الى الله سبحانه ثم تأتي سورة الشعراء بعد ذلك يقول ابن الزبير لما عرفت سورة الفرقان بشنيع مرتكب الكفرة المعاندين وختمت بما ذكر من الوعيد لانه اخر اية في سورة الفرقان يقول سبحانه وتعالى للكافرين فقد كذبتم فسوف يكون لزاما. اي كذبتم برسولي واياتي فسوف يكون سوف تكون العقوبة لزاما لكم. لا تفارقكم. اذا وختمت بما ذكر من الوعيد كان ذلك كمظنة لاشفاقه صلى الله عليه وسلم وتأسفه على فوت ايمانهم. لما جبل عليه اه من الرحمة والاشفاق. الان ختام سورة الفرقان كان وعيد شديد لكفار مكة ان العقوبة لزمتكم خلص بعد هذا العناد بعد هذا السدود بعد الاذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللصحابة بعد كل هذه الاعراض فقد كذبتم فسوف يكون لزاما الان النبي صلى الله عليه وسلم جبله الله عز وجل على الشفقة والرحمة بقومه. لما الله سبحانه وتعالى اسمع نبيه هذا الوعيد الشديد الذي سيحل بقومه النبي صلى الله عليه وسلم شيء طبيعي بناء على انه جبل على الشفقة والرحمة سيحزن عليهم ويتقطع قلبه ويتفطر على هؤلاء القوم. حسرة ان انزل بهم العذاب. لذلك يقول كان ذلك مظنة لاشفاقه صلى الله عليه وسلم وتأسفه على فوت ايمانهم. لما جبر عليه من الرحمة والاشفاق. فافتتحت سورة الشعراء بتسلية النبي صلى الله عليه وسلم قاسي ميم تلك ايات الكتاب المبين. لعلك باخع نفسك نفسك الا يكونوا مؤمنين اي لعدم ايمانهم. هل انت ستهلك نفسك يا محمد صلى الله عليه وسلم وتتقطع على على عدم ايمانهم؟ لا نفسك فهذه الايات جاءتهم وهذه القوارع والزواجر قد اتتهم. لكنهم مصرون على الكفر. وانه سبحانه وتعالى لو شاء لانزل عليهم اية تبهرهم وتذل جبابرتهم اذن ننزل عليهم من السماء اية فظلت اعناقهم لها خاضعين اذا هذه تسلية من النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعني يستريح قلبه ويطمئن فؤاده وتنزل عليه السكينة انك يا محمد صلى الله عليه وسلم قد بلغت ولم نقصر. وفعلت ما يمكن ان تفعله تجاههم. وثم بعد ذلك ما سيكون من عقوبة الله سبحانه وتعالى لهم. هذه اقدار الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر الله عز وجل قصة موسى مع فرعون وهذه من القصص التي يكثر الله سبحانه وتعالى من ذكرها في موطن تأنيسه للنبي صلى الله عليه وسلم. حتى لا يهلك نفسه اسفا على فوت ايمان قومه ثم بعد قصة موسى ذكر الله سبحانه وتعالى قصص الانبياء ونلاحظ احبابي الكرام ان هذه القصص التي يذكرها الله عن الانبياء السابقين هي تفاصيل لسنن الله سبحانه وتعالى في هذا في هذه البشرية يعني قد يقول قائل لماذا التكرار لقصص الانبياء في مواطن تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيت الدعاء؟ نقول لان هذه القصص هي تفاصيل يتبين من خلالها سنن الله سبحانه وتعالى المتكررة. فانت عندما تنظر في سورة الشعراء في قصة موسى مع فرعون كيف انتصر موسى في النهاية؟ وفي قصة ابراهيم وكيف انتصر ابراهيم في النهاية؟ وفي قصة نوح وكيف انتصر نوح وقصة عاد وكيف انتصر عاد واهلك الظالمون قصة صالح وقصة لوط وقصة شعيب. هذه التفاصيل المتكررة على مختلف الازمنة هي تدل على سنن الله المتكررة. انه سبحانه يمتحن اهل الايمان باهل الكفر ثم بعد ذلك بعد ان تقوم الحجة القاطعة على اهل الكفر. ويعذرهم الله سبحانه وتعالى ويطيل لهم في بهم ومع ذلك يصرون على ذلك حينئذ يختم الله سبحانه وتعالى عليهم بالعذاب ويظهر عباده المؤمنين. هذه سنة متكررة عندما مع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الايات تنزل عليه من الله سبحانه وتعالى يدرك ان هذه القصص وهذه الايات المراد منها التثبيت واخبار ان السنة ستتكرر يا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما وقع فعلا فقد ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش. النبي صلى الله عليه وسلم الذي خرج مهاجرا من مكة بعد فناداه قومه عاد منتصرا وكانت الغلبة له ولصحبه. وافتتحت الافاق والشام والعراق وانتشر الاسلام في اسقاع الارض فهذا تصديق من الله سبحانه وتعالى لنبيه ان القصص ستتكرر لكن لابد من الصبر ابتداء ثم ختمت سورة الشعراء ببيان ايضا قيمة هذا القرآن وانه نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. واخبر سبحانه وتعالى عن تنزيه هذا القرآن ان تكون تنزلت به الشياطين وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون انهم عن السمح لمعزلون. فهذا كله تعظيم لهذا الكلام المتلو انه كلام نزل به الروح الامين جبريل من الله سبحانه وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون موعظة وليكون هاديا ودالا على الله سبحانه وتعالى ولينذر به النبي صلى الله عليه وسلم عشيرته الاقربين ثم ينذر به البشرية جمعاء ثم يخبر سبحانه وتعالى ان الشياطين لا يمكن ان تنزل لمثل هذا الكلام. وانما الشياطين حالها ان تنزل على من؟ على كل اساك الاثيم هل انبئكم على من تنزلوا الشياطين؟ تنزلوا على كل افاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبون ثم تختم السورة وسيعلم الذين ظلموا ان بمنقلب ينقلبون. بعد ذلك تأتي سورة النمل لما وضح سبحانه في سورة الشعراء عظيم رحمته بانزال هذا الكتاب. وبيان ما تضمنه من فضح اه ما وبيان ما تضمنته مما فضح به الاعداء ورحم به الاولياء وبراءته هذا القرآن من ان تتسور الشياطين عليه. وباهر اياته الداعية. من اهتدى بها اليه فتميز بعظيم اياته كونه فرقانا قاطعا ونورا ساطعا. اتبع سبحانه وتعالى ذلك مدحا وثناء وذكر ما شملته ورحمته بهذا الكتاب. فقال سبحانه وتعالى الف قال سبحانه طاء سين تلك ايات القوة. تلك ايات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين قضية مدح الكتاب والثناء على القرآن وبيان انه كتاب هداية وبشرى وتثبيت هذا كله مما يعزز في قلوبنا احبتي الكرام الاقبال على هذا الكتاب ان نقرأه اية اية سطرا سطرا وان نتفكر في الايات وان نبذل كل ما نستطيع من جهد لنفهم الايات ولنفهم الارتباط ولندرك الرسائل الالهية فهذا الكتاب الله سبحانه وتعالى كثيرا بل لا تكاد تخلو صورة خاصة من هذه السور الطويلة الا فيها اشارة الى عظيم اثر هذا في نفوس المؤمنين غاسين تلك ايات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين. ثم اه بعد ان بين سبحانه وتعالى ان هذا الكتاب هو كتاب هداية وبشرى. يعني هو في سورة الشعراء في ختامها بين عظيم هذا الكتاب انه نزل به الروح الامين كن على قلبك وان هذا الكتاب لا تتنزل به الشياطين وان الشياطين انما تتنزل على كل افاك اثيم. جاء مطلع سورة النمل تعزيز لهذه الفكرة وبيان لعظيمها هذا الكتاب ايضا وانه كتاب انزله الله سبحانه وتعالى ليكون هدى وبشرى للمؤمنين فوصف آآ هؤلاء المؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون زكاتهم بالاخرة هم يوقنون بخلاف الذين اه ختم بهم سورة الشعراء سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون فان الله سبحانه وتعالى تبين ان هؤلاء الذين يتوعدهم الله في نهاية سورة الشعراء انما هم زينت لهم اعمالهم وهم متخبطون في هذه الحياة الدنيا. ان الذين في مطلع سورة النمل. يقول سبحانه ان الذين لا يؤمنون بالاخرة. زينا لهم اعمالهم وهم يعمون متخبطون لا يبصرون النور يتخبطون بين النور والظلام يتخبطون بين اليقين والشك في حيرة وهذا وصف لهؤلاء الذين توعدهم الله سبحانه وتعالى في ختام سورة الشعراء ثم بعد ذلك يأتي قصص جديد في سورة النمل يقص الله قصة ادم عفوا قصة موسى عليه السلام مع فرعون بنمط جديد وتركز طبعا سورة النمل على مشهد خروج موسى ليكلم الله سبحانه وتعالى في الطور وكيف ان الله سبحانه وتعالى منعه منحه الايات وذكر فرعون في هذه السورة مقتضبا في قوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. ثم اطالت السورة بذكر سليمان مع الهدهد ومع سبأ في ثلاث صفحات متتالية كانت قصة سليمان والهدهد وبلقيس ملكة سبأ هذه قصة فيها عبر وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم جاءت قصة ثمود ايضا مرة اخرى وقصة لوط مرة اخرى. ثم ختم الله سبحانه وتعالى لشيء من اهوال الدار الاخرة ختم الله سبحانه وتعالى بذكر شيء من اهوال الدار الاخرة فكما انه في مطلع سورة النمل قال الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم بالاخرة وهم يوقنون ووصف الكفار ان الذين لا يؤمنون بالاخرة زينا لهم اعمالهم فهم يعمهون. ختمت السورة بذكر اهوال يوم القيامة الذي يؤمن به اهل الايمان ويكذب به اهل الكفر والنفاق والعياذ بالله. ثم بعد ذلك تأتي سورة القصص يقول ابن الزبير لما تضمن قوله تعالى في ختام سورة النمل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة. هذه البلدة هي مكة انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة التي حرمها وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين وان اتلو القرآن فمن اهتدى فانما يهتدي بنفسه ومن ضل فقل انما انا من المنذرين. لما تضمن هذا المقطع الاخير من سورة النمل الى اخر السورة من التخويف والترهيب والانذار والتهديد مع ما فيه من الاشعار بانه صلى الله عليه وسلم سيملك مكة لان الله عز وجل ايش قال في اخر سورة النمل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها. فالله سبحانه وتعالى حرم هذه البلدة. ومن تحريمه انه لا يجعل فيها يدا غالبة للكافرين. وهذا فيه اشارة وتنبيه الى ان النبي صلى الله عليه وسلم سيغلب فيها لان السورة بماذا ختمت؟ سنريهم اياتنا في الافاق وقل الحمد لله ختمت السورة وقل الحمد لله سيريكم فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون. ايات الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين لعباده المؤمنين وقلع جذور الكافرين من تلك الارض الطيبة الطاهرة. اذا اه لما كانت اذا هذه السورة سورة النمل ختمت بالاشارة الى انه صلى الله عليه وسلم سيملك مكة وان الله سيفتحها عليه ويذل عتاه اتى قريش ومتمرديهم ويعز اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ومن استضافته قريش من المؤمنين اتبع الله سبحانه وتعالى هذه هذا الختام بذكر قصة موسى عليه السلام من بدايتها منذ ان كان طفلا رضيعا عند امه الى نهايتها. وهذه القصة قصة موسى مع فرعون ومع بني اسرائيل وكيف تقلبت به الحياة. كل هذه القصص هي فيها تعليم للصحابة الكرام. انظروا كيف كان حال بني اسرائيل في اضطهاد في تعذيب في تنكيل ينزله فرعون بهم. ثم كيف الله سبحانه وتعالى اظهر لهم الغلبة. كيف خرج موسى من البلدة من مصر وكيف عاد منتصرا. هذه كل هذا كله في اشارة للنبي صلى الله عليه وسلم الذي خرج من من مكة تجاه المدينة بعد ان اجبره الكفار على هذا الخروج وكيف انه سيعود منتصرا. ثم فيه اشارة ايضا للصحابة آآ الكرام ان ما حدث لبني اسرائيل من الاستضعاف ثم بعد ذلك اهلك الله عدوهم وانتصروا وغلبوا واصبحت الراية لهم هذه هذه من سنن الله المتكررة. فلا يقلقكم ولا يزعجكم ما يفعله كفار قريش بكم. الله سبحانه وتعالى يقول في بداية سورة القصص ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض. هذا المقطع في مطلع سورة القصص هو وان ورد في قصة موسى مع فرعون وبني اسرائيل لكنه اشارة للصحابة الكرام انكم وين استضعفتم الان في ارض مكة فان العاقبة ستكون لكم فانظروا كيف استضعف بنو اسرائيل تحت سياط فرعون ثم انظروا كيف كانت العاقبة لهم وفي ختام سورة اه القصص يقول ابن الزبير قوله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد. ابن الزبير يقول المراد المعادي في هذه الاية المعاد اي العودة الى مكة المكرمة فاتحا. وهذا يتناسق مع ختام سورة النمل. سورة النمل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها فيه اشارة الى فتح مكة ثم تأتي سورة القصص ايضا في ختامها تؤكد هذه القضية في قوله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن اي انزل عليك القرآن لرادك الى معاد. سترد الى مكة فاتحا منتصرا فلا يصدنك هؤلاء المشركون عن دعوتك عليك بالثبات موسى ابتلي منذ طفولته لما القته امه وابتليت امه معه. ثم ابتلي بعد ذلك على مراحل الحياة ثم انتصر. وعاد منتصرا ومحق الله سبحانه وتعالى فرعون فعليكم ان ترفعوا المعنويات والهمم وان تزدادوا يقينا بالله. وفي خلال هذه القصص عبرة للمعتبرين. ثم جاءت سورة العنكبوت لما كانت سورة القصص تتكلم عن اصناف البلاء المختلفة اه التي يتعرض لها اهل الايمان فتكلمت عن ابتلاء ام موسى بابنها كيف ان الله سبحانه وتعالى امرها ان تلقي ابنها في اليم وهذا شكل من اشكال البلاء حيث تتفطر الام على ابنها. ثم ذكر الله عز وجل كيف ابتلي بنو اسرائيل عموما تحت السياط فرعون ثم ذكر سبحانه وتعالى بلاء موسى لما قتل الرجل وكيف انه هرب خوفا من القتل وبعد ذلك اصبح آآ اه في مدين وكيف انه تزوج من بنتي ذاك الرجل الصالح وكيف بعد ذلك او تكلمه الله سبحانه وتعالى. فالمهم لما تضمنت سورة عنكبوت. اه عفوا سورة القصص العديد من سور البلاء بل حتى في ختامها. بل حتى في ختامها سورة القصص تكلمت عن قصة قارون. وقارون ممن ابتلي ايضا لكنه ابتلي بماذا؟ بزينة الحياة الدنيا فهذا شكل اخر من اشكال البلاء. فالبلاء ليس دائما يكون بالعذاب والقتل بل قد يكون البلاء ايضا رخاء وهذه لفتة جميلة انتبه لها ابن الزبير الهرناطي. لما ذكرت كل هذه الاشكال من اشكال البلاء جاء مطلع سورة العنكبوت. يقول سبحانه وتعالى فيه ليفهم الناس وليعقلوا الطريق الف لام ميم. احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم سنن طه المتكرر احبابي وهنا احبابي انبهكم الى قضية القصص القرآني حتى سورة العنكبوت بعد ان ذكرت هذه السنة في مطلعها سنة البلاء لاهل الايمان الله الخبيث من الطيب وكيف ان هناك اناس يعبدون الله على حرف ومن الناس من يقول امنا بالله في مطلع سورة العنكبوت في الصفحة الاولى يقول سبحانه ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله اصابته شرارة او شيء من العذاب او مس بشيء فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. اي انه مستعد ان ينقلب على عقبيه وان يبدل دينه وان يدخل نار جهنم والعياذ بالله ولا يصاب باذى في طريقه في الحياة الدنيا. وهذا ليس حال اهل الايمان. فيا اهل الايمان عليكم ان تبصروا الطريق. طريق الايمان طريق محفوف بالشوك طريق فيه الام يحتاج الى القبض على الجمار. وهذه سنة الله ثم ذكرت مرة اخرى قصة نوح الذي لبث في قومه آآ الف سنة الا خمسين عاما. وقصة ابراهيم مع قومه لما قالوا اقتلوه واحرقوه قصة لوط لما قال اني مهاجر الى ربي والبعض يقول الذي قاله ابراهيم عليه السلام لكن المهم لوط هاجر الى ربه. وقصة شعيب وقصة لوط ثم سبحانه وتعالى انواع العذاب المتعددة التي انزلها بالكافرين. فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض. فهذه القصص التي اذكروا الله تباعا وتتكرر في كل سورة. طبعا في كل سورة تتكرر اصل القصة لكن التفاصيل التي تذكر والالفاظ التي ينبأ لها والاسلوب يختلف وكل موطن له حكمة لكن المهم ان هذه القصص كلما قرأها المؤمن واعادها مرة يقرأها في القصص مرة يقرأها في الشعراء مرة واقراءات النمل مرة يقرأها في العنكبوت مرة يقرأها في البقرة مرة وهكذا. كلما قرأت هذه القصص عليك عبد الله ان تتفكر في السنن المراد الاشارة اليها. هناك سنن الهية يريد الله سبحانه وتعالى ان تنتبه اليها وانت تقرأ في هذه القصص وان تنظر في واقع الامة اليوم فتنظر في تسلط الاعداء على المؤمنين وكيف ان عدونا امتلك هذه الترسانة وهذه القوة العسكرية لكن الله سبحانه وتعالى الا اذا جاء امره سينتصر عباده المؤمنون. سينتصر عباده المؤمنون وستكون الدولة لهم وسينزل الله عز وجل من العذاب ما لا تصور وما لا يخطر على بال بهؤلاء الكافرين. لكن ما الذي يجب علينا ان نفعله؟ هو الثبات وان يقدم كل شخص منا ما يستطيع ان قدمه في ثغره ان يعرف الانسان طاقته وما الذي يحسنه ليخدم هذا الدين ابذل لهذا الدين وانتظر النتائج المبهرة من الله سبحانه وتعالى اذن هذه اذا صورة العنكبوت تأتي ضمن السياق العام في بيان اه تقلبات اهل الايمان في مراحل البلاء والنصر وكيف انه لا يكون هناك تمكين الا وقد سبق ببلاء. ثم تأتي سورة الروم وهي السورة الاخيرة التي نختم بها مجلس اليوم يقول يقول لابن الزبير الغرناطي لما عنف سبحانه وتعالى اهل مكة في نهاية سورة العنكبوت. عنف الله سبحانه وتعالى اهل مكة. فقال سبحانه اولم يروا اجعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. الا ينظر اهل مكة الكفار الذين جاوروا بيت الله الحرام. الا ينظرون كيف ان الله جعل منطقة مكة منطقة امنة تاريخيا والامم والدول ممن حولهم يتقاتلون وينهب بعضهم بعضا وتسفك الدماء ولا تمد ايدي الى بيت الله الحرام. هذا ابرهة الاشرم لما حاول ان يهدم الكعبة. كيف الله سبحانه وتعالى انزل بهم الطير الابابيل. وهؤلاء الروم والفرس ممن حولكم مع انهم اكثر او عتادا منكم يا كفار قريش واكثر انفس واكثر تقدم حضاري واممي لكنهم يتقاتلون ويسفكون دماء بعضهم ويبيد بعضهم بعضا انتم الله سبحانه وتعالى جعلكم في حرم امن. اليست هذه النعمة كانت تستوجب منكم ان تعظموا امر الله وان تنقادوا لشرع الله وان توحدوا الله وان الا تعادوا رسل الله سبحانه وتعالى. اذا جاءت سورة الروم كأنها نوع من التوبيخ والزجر المناسب مع ختام سورة العنكبوت الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض. وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين. لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ افراح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء. وهذه ينصر من يشاء فيها نوع من التخويف. لكفار قريش انكم اذا بقيتم على هذه الحال معاندين لله مع انكم في حرم الله فان الله سبحانه وتعالى سيعطي نصره من يشاء وسيعطي نصره لعباده المؤمنين بالتحديد. ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم. وعد الله لا يخلف الله وعده اذا لما عنف سبحانه اهل مكة ونعى عليهم قبح صنيعهم في التغافل عن الاعتبار بحالهم وكونهم مع قلة عددهم. قد منع الله بلدهم عن قاصد نهبه وكفائيه للعتات والمتمردين عنهم مع تعاون ايدي المنتهبين على من حولهم وتكرر لذلك واضطراده صونا منه تعالى لحرمه ولبيته فقال في اخر سورة العنكبوت او لم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم. اي اولم يكفهم هذا في الاعتبار ليتبينوا ان ذلك ليس عن قوة منهم ايما عن قوة من كفار قريش ولا انهم احسنوا الدفاع وانما هو بصون الله لاياهم بمجاورة بيته الحرام وملازمته امنه مع انهم اقل العرب افلا يرون قدر هذه النعمة ويقابلونها بالشكر والاستجابة قبل ان يحل بهم النقم ويسلبهم سبحانه وتعالى النعم. فلما قدمت تذكارهم بهذا اعقب بذكر طائفة هم اكثر منهم واشد قوة واوسع بلادا. وقد اه وقد ايد عليهم غيرهم ولم يغني عنهم انتشارا او لم يغن عنهم انتشارهم وكثرتهم. فقال غلبت الروم. يعني انظروا الف لام ميم غلبت الروم. يعني يا كفار قريش غلبت الروم. هزمت الروم مع كثرة العدد والعدة وانتشارهم في البلاد غلبت الروم وسينتصرون بعد ذلك وسيغلبون الفرس مع كثرة عدد الفرس والعتاد عندهم ايضا وكثرة انتشارهم. فما المانع من ان يحل بكم شيء من هذا العقاب الالهي. وانتم اضعف حالا من الروم والفرس. واقل عددا ولا تملكون من الطاقات ما يمتلكون. فهذا فيه دفع لهم الى ان يوحدوا الله الى ان يطيعوا الله عز وجل ورسل الله ويعلموا انهم انما هم مؤيدون من الله اذا استمسكوا بحبل الله سبحانه وتعالى اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم. واما اذا لم يتبعوه هانوا على الله كما هان الفرس والروم. وسينصر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين وعد الله لا يخلف الله وعده ثم تختم سورة الروم للنبي صلى الله عليه وسلم اذا لم يستجب هؤلاء المشركون لك مع هذا الانذار ومع هذا التنبيه فاصبر اخر اية في سورة الروم. فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. لا تنظر الى المشككين. لا تسمع لهؤلاء الذين يثبتونك ويقولون لك لن تنتصر يا محمد صلى الله عليه وسلم. فقط عليك ان تصبر فاصبر ان وعد الله حق وستنتصر وسيظهر امرك ولا تسمع ولا تصغي للذين لا يوقنون بوعود الله الصادقة. اذا بداية سورة الروم وعد الله وختام سورة الروم فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم