بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. حياكم الله احبتي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على الى كتاب البرهان في تناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي، رحمة الله تعالى عليه. وقد انتهى بنا الحديث الى سورة القمر فما وجه مناسبة سورة القمر لسورة النجم يقول ابن الزبير عليه رحمة الله لما اعلمهم سبحانه وتعالى في نهاية سورة النجم بانه اليه المنتهى وان عليه النشأة الاخرى. وقال ايضا في ختام سورة النجم ازفتي الازفة ليس لها من دون الله كاشفة وعلمهم انه اذا وقع ذلك وجاء يوم القيامة وخرج الخلق من قبورهم للقاء الله سبحانه وتعالى حينئذ سيقع وسيحاسب الناس على اعمالهم بعد ان كانت هذه هي الاجواء التي تخيم على ختام سورة النجم. جاءت سورة القمر في مطلعها يقول فيها سبحانه وتعالى اقتربت الساعة وانشق القمر فهذا يتناسب مع نهاية سورة النجم. مطلع سورة القمر بتحذير الناس وتنبيه الناس من اقتراب موعد الساعة يتناسب مع الاجواء التي ختمت بها. سورة النجم من قوله سبحانه وتعالى ازفة الازية. فلاحظوا تناسب عجيب بين قوله في ختام سورة النجم ازفت الازفة وبين قوله في مطلع سورة القمر اقتربت الساعة وانشق القمر ثم هناك وجه اخر من التناسب اه عام ليس بين سورة القمر والنجم بالتحديد. بل الان ابن الزبير سيتكلم عن فكرة جميلة اه سيعود بك الى سورة صاد. سيعود بك الى سورة صاد فيقول ان سورة صاد التي مرت معنا سابقا تضمنت من ذكر عناد المشركين وسوء حالهم وتوبيخهم في عبادتهم مما لا يضر ولا ينفع ما لا يكاد يوجد في غيرها مما تقدمها. قال سبحانه وتعالى في سورة صاد صاد والقرآن للذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق كم اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا تحين مناص. وعجبوا ان جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب. جعل الالهة اله الواحدة ان هذا لشيء يراد. ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ان هذا الا اختلاق. او انزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكره. بل لما يذوقوا الى اخر ما ورد في الصفحة الاولى من بيان اقواد المشركين وموقفهم من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا المشهد الذي ورد في سورة اه السور التي جاءت بعد سورة صاد فصلت وبينته اكثر واكثر وزادت في قرع المشركين. يعني ويقول ابن الزبير وانبنت السور بعد اي السور التي بعد سورة صاد انبنت السور بعد على تمهيد وتفصيل ما تضمنته سورة صاد فلم تخلو سورة منها من السور التي جاءت بعد دي سورة صاد حتى سورة القمر لم تخلو سورة منها من تقريع المشركين ومن توبيخهم على مقولاتهم التي كانوا يواجهون بها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على على الكفر على عنادهم على شركهم. فبعد سورة صاد كان عندنا سورة الزمر ومر معنا كيف التوبيخ فيها والتقرير للمشركين وعبادتهم الاصنام من دون الله انهم كانوا يتخذونها شفعاء ووسطاء بينه وبين الله ثم سورة غافر ثم سورة فصلت ثم فصل ثم الشورى والزخرف والدخان والجاثية والاحقاف الى اخره كل هذه الصور التي من سورة صاد الى سورة القمر فيها تقريع وتوبيخ وتشديد على كفار قريش على كل من سيأتي بعدهم وسينزل على منوالهم في طريقة مواجهتهم لهذه الدعوة. لذلك الان ابن الزبير سيستقرئ لكم في الصفحة مية واربعة وسبعين مية وخمسة وسبعين الايات التي وردت في السور التي بين سورة صاد وسورة القمر لتتيقن فعلا ان السور التي جاءت بعد سور صاد بعد الاقتصادية تفصيلية في التقريع والتوبيخ للمشركين نعم احيانا يكون داخل السورة اه استطرادات لبعض الافكار لكن نحن نتكلم عن الجسم الاساسي للسورة. الجسم الاساسي للسور التي جاءت بعد سورة صاد حتى سورة القمر تقريع واجابات وتوبيق الى غير ذلك تجاه المشركين الذين كانوا يواجهون النبي صلى الله عليه وسلم الان في صفحة مية وستة وسبعين يقول فلما انتهى ما قصه تعالى من تقريع مكذبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغت الاي في هذه السور من ذلك اقصى غاية. يعني الله سبحانه وتعالى اه اه اقصى غايات البيان واقصى غايات التقريع واقصى غايات التوبيخ والزجر والتخويف بلغتها هذه الصور وتمحض باطلهم وانقطع دابرهم ولم يجدوا جوابا تجاه هذه الايات القارعة الزاجرة المخوفة لهم بعد كل هذا الذي ورد من سورة صاد الى سورة القمر عرض سبحانه وتعالى عليهم في سورة القمر احوال الامم مع انبيائهم احوال الامم مع انبيائهم ونستطيع ان نقول اه ان هذا هو العرض الاخير لقصص اه الامم السابقة مع اقوام مع انبيائهم نستطيع ان نقول ان هذا هو العرض الاخير الذي سيعرض فيه القرآن احوال الامم السابقة مع انبيائهم على الترتيب بحيث يذكر قصة نوح مع قومه وقصة عاد مع قومه وقصة ثمود مع قومه وقصة لوط مع قومه وقصة موسى وفرعون وقصة نوح. هذا السياق ترتيب قصص الانبياء مع اقوامهم وكيف كانت مآلات الاقوام المكذبين. هذه المرة الاخيرة التي سيعرض فيها القرآن هذا المشهد. ولانها المرة الاخيرة وجاءت بعد آآ ذكر هذه القصص في آآ سور القرآن السالفة الذكر في الاعراف وفي هود اه وفي غيرها من السور التي سبق ان اشرنا اليها لان هذه المرة الاخيرة وبعد ان بين الله سبحانه وتعالى احوال هذه الامم مع انبيائهم في جميع السور او في اغلب السور السابقة. اذا اقول لانها المرة الاخيرة انتهى الخطاب صريحا مباشرة لكفار قريش في ختام سورة القمر يقول سبحانه وتعالى لهم وهذه اول مرة يصرح الله سبحانه وتعالى فيها بمخاطبة كفار قريش بعد قصص الانبياء ويقول لهم اكفاركم يا كفار قريش يعني اكفاركم خير من اولئكم؟ ام لكم براءة في الزبر؟ اخبروني يا كفار قريش هل انتم عندكم اه توثيق من الله سبحانه وتعالى انه لن يصيبكم ما اصاب الامم السابقة ما اصاب قوم نوح وما اصاب قوم وما اصاب قوم صالح وما اصاب قوم لوط وفرعون هل عندكم براءة من الله وكفالة الا يصيبكم ما اصابهم وانتم مستمرون على تكذيبكم اكفاركم يا كفار قريش خير من اولئكم يعني انتم احسن من الامم السابقة ام لكم براءة في الزبر اعطوني هذه البراءة التي اه برئتم فيها فضمنتم الا تعذبوا على معاندتكم لله ولرسوله هذه في الحقيقة اول مرة يكون فيها الخطاب مباشرة لكفار قريش بعد ذكر قصص الانبياء. يعني ابن الزبير هنا لفتنا الى قضية جميلة في سياق القصص القرآني يقول ان القصص آآ القرآني قبل سورة القمر لما كان الله سبحانه وتعالى يذكر قصص الانبياء مع اقوامهم ومعركة الحق والباطل وكيف يا اولي الامر الى نزول العذاب الشديد بالاقوام لم يكن سبحانه وتعالى يهدد كفار قريش مباشرة. وانما يستخدم معهم اسلوب يعني التعطف يستخدم معهم اسلوب التعطف واسلوب اللين ويستعمل اسلوب التخويف غير المباشر. حتى اقرب لكم الصورة الان لما يكون عندك اناس اه اشبياء اناس اه يواجهونك. اناس اه لا يريدون الانصياع لاوامرك فانت ابتداء ابتداء لا تحاول آآ توجيه الخطاب لهم مباشرة بالتهديد والتقريع. وانما تبدأ تقول لهم اه لقد كان هناك اناس عصوني وقد حل بهم كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا. الان من دون ان تقول لهؤلاء الذين هم الان يعصونك انكم سيحل بكم ما حل بمن كان عصاني سابقا فقط تستعمل اسلوب التعريض والتلميح هكذا ابتداء تفعل. تقول هناك اناس عصوني وفلان عصاني في كذا فانزلت به كذا وفلان عصاني في كذا فانزلت به كذا وفلان عصاني في كذا وانت تسمع العصاة حاليا عقوباتك السابقة التي انزلتها. من دون ان تقول لهم سيحل بكم ايها العصاة الان ما حل بالسابقين. لأ. ابتداء استعملت اسلوب اه التلميح اسلوب التلميح والتعريض لكن الله سبحانه وتعالى استعمل هذا الاسلوب باغلب الصور السابقة للقمر مرة بعد مرة ولم يصرح بالمباشرة لكفار قريش. لم يصرح بالمباشرة لكفار قريش كما صرح في سورة القمر في سورة القمر يعني بعد ان بلغ الاعذار منتهاه وذكرت القصص تلو القصص والتهديدات تلو التهديدات بالتلميح والتعريض. ومحاولة اقناعهم ان هذا الامر سيصيبكم كما اصابكم. فمثلا في الاعراف لأن الله سبحانه وتعالى ذكر القصص فيها قصص الانبياء مع اقوامهم ماذا كان يقول في ختام القصص؟ يقول وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. نحن نقص هذه القصص ولعلهم يرجعون. ما واجههم مباشرة وكذلك في سورة الاعراف يقول فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. يا محمد صلى الله عليه وسلم خليهم لعلهم ينتبهوا وكذلك اه في سورة هود مثلا لما ذكر الله عز وجل بعد ان انتهى من ذكر او سرد قصص الانبياء يقول سبحانه وتعالى اه وانا موفوهم نصيبهم غير منقوص. ويقول سبحانه وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة. شف آآ التلميح ما واجه كفار قريش وانما قال بعد ان ذكر قصص المعاندين يقول وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد كلام عام لكن المراد بتلميح لكفار قريش ان الله اذا اخذ القرى يأخذها اخذ عزيز مقتدر اه مثلا في سورة اه المؤمنون فظرهم في غمرتهم حتى حين بعد ان ذكر قصة نوح وقصة عاد وقصة موسى وفرعون فذرهم في غمرتهم حتى حين. خليهم حتى نشوف نهايتهم الى اين ستكون؟ وهكذا ابن الزبير استقرأ السور السابقة التي اسكنها كانت تدور حول حول سرد قصص الانبياء. كيف الله سبحانه وتعالى يختم هذه القصص باشارة وتلميحات لكفار قريش احذروا وانتبهوا. لكن سورة القمر الامر فيها اختلف. يقول ابن الزبير في الصفحة مية وتسعة وسبعين فلما اخذوا بكل خذ فما اغنى ذلك عنهم بقي كفار قريش مصرون على كفرهم قال تعالى في سورة القمر انظروا ماذا قال في سورة القمر في اكثر من اية ولقد جاءهم من الانباء ما فيه مزدجر حكمة بالغة فما تغني النذر. يعني يا كفار قريش لقد قصصنا عليكم في السور التي سبقت ما فيه مزدجر لمن يريد ان يهجر المعاصي ويسلك الطريق الى الله سبحانه وتعالى. ويريد ان ينزجر عن شركه وكفره انصاع للتوحيد. لقد كان فيما سردناه عليكم سابقا يا كفار قريش حكمة بالغة لكن للاسف لم تغني هذه النذر معكم ثم يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم فتولى عنهم خلاص نحن اقمنا عليهم غاية العذر ثم بعد ان كان يذكر كل قصة في سورة القمر الان كما قلت لكم سورة القمر سردت القصص باختصار بعد كل قصة من قصص سورة القمر يقول سبحانه وتعالى في ختام القصة فكيف كان عذابي ونذر؟ فكيف كان عذابي ونذر فكيف كان عذابي وندر؟ ثم يأتي التقريع والتهديد المباشر لاول مرة لكفار قريش كما قلت لكم يقول سبحانه وتعالى لهم اكفاركم خير من اولئكم؟ يعني المراد بالتقرية والزجر يعني اول مرة يصرح القرآن لهم بانكم يا كفار قريش هل تظنون ان لن يصيبكم ما اصاب الامم السابقة قبلكم كتصريح بهذه اللهجة وبهذه القوة وبهذا التخويف وبهذا الرعب فعلا كانت سورة القمر نسميها الختام بعد ان بلغ العذر منتهاه ثم قال سبحانه وكل شيء فعلوه في الزبر سيسجل كل ما فعله كفار قريش وكل ما فعله طاغية وجبار في هذه الارض سيسجل في كتب الله سبحانه وتعالى. وسيعقد لهم مشهد عند الله عز وجل. ان كل شيء خلقناه بقدر وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر ولقد اهلكنا اشياعكم فهل من مدكر بعد ذلك تأتي سورة الرحمن تأتي سورة الرحمن. يقول ابن الزبير في مطلعها من المعلوم ان الكتاب العزيز وان كانت ايه اياته وان كانت ايه كلها معجزة باهرة وسوره في جليل النظم وبديع التأليف قاطعة او آآ وصوره في دليل النظمي وبديع التأليف قاطعة اذا اعتبرن صوره مبتدأ وليست اه عطفا على اسمك انا واذا اعتبرناها عطفا على اسم كان نقول وصوره في دليل نظمي وبديع التأليف قاطعة بالنصب وهذا يعود على حسب بتقديرنا بالجملة. اذا وسوره في جليل ندعو بديع التأليف قاطعة او قاطعة على حسب التقدير بالخصوم قاهرة. فبعضها اوضح من بعض في تبين اعجازها ومظاهر بلاغتها وايجازها؟ الا ترى تسارع الافهام للحصول على بلاغة ايات وسوء على اه الى الحصول على بلاغة ايات وسور من اول وهلة دون كبير تأمل كقوله تعالى وقيل يا ارض ابلع ماءك وقولي فاصدع بما تؤمر وارضع المشركين الى ايات لا يتوقف في باهر اعجازها الا من طبع الله على قلبه واوصد باب واوصد دونه باب الفهم جملة. وسورة القمر من هذا النمط الا ترى اختصار القصص فيها مع حصول اطرافها وتوفية اغراضها. ومن جر مع كل قصة من الزجر والوعظ والتنبيه والاعدام ولولا اني لم اقصد في هذا التعليق اي في هذا الكتاب الا ما بنيته عليه من ترتيب السور لاوضحت لك من عجيب يعني الاشارات التي وردت في سورة القمر. المهم فلما انطوت هذه السورة على ما ذكرنا وبان فيها عظيم الرحمة الالهية من تكرر القصص وشفع العظات. شفع العظات يعني نفس الشيء تكرر العظات. وظهرت حجة الله على الخلق وكان ذلك من اعظم الطافه سبحانه. لمن يسره لتدبر الكتاب ووفقه لفهمه واعتباره. اردف ذلك سبحانه بالتنبيه على هذه النعمة بذكر اسمه الرحمن علم القرآن. يعني الان بعد ان انتهى التقريع والزجل بذكر الانبياء وما كان في هذا القصص من اعجاز وما كان فيه من تنبيه ومكان فيه من اه شفاء ومن تجلية من هداية بعد كل ما ورد قبل سورة الرحمن من الايات والسور الباهرة المعجزة ومنها ما كما ذكر ابن الزبير ما اعجازه واضح مأخذه لطيف يستطيع حتى من لم يكن متمرسا في علوم بلاغة ان يدركه ومنها ما اعجازه وبلاغته يحتاج الى متمرس متمكن لكن المهم بعد كل هذه الايات الباهرة والالطاف والتقريع والزجر والبيان والتوضيح والهدايات. يقول سبحانه وتعالى عن عظيم منته وكرمه ورحمته بالخلق وبالبشرية ان انزل لهم هذا الكتاب. ليقودهم الى الله سبحانه وتعالى لمن تدبر وتلقى هذه الهدايات وتفهمها وصبر على تفهمها. وهنا اركز على موضوع الصبر على تفهم القرآن. لان كثيرا من الناس احبابي الكرام سريعا ما ياتيهم الضجر هو الملل من تدبر القرآن وتفهمه. والبعض يظنه الغاز والبعض يقول لك انا مش فاهم ما معنى ارتباط الايات؟ يعني ما هذه الانتقالات؟ ما المقصود ما الرسائل لا يريد ان يصبر على تعلمها واحبابي؟ هنا اقول لكم قضية القرآن فهمه وتدبره وفتح اقفاله والوصول الى كنوزه لا يؤتى والله الا بالمجاهدة والصبر من كان يظن انه سيأخذ هدايات القرآن وهو نائم وبدقائق معدودات ويريد ان يختصر كتاب عظيم بكلمة لا تتجاوز دقيقة او دقيقتين يقول لا تطولوا علينا يا مشايخ احنا فقط بدنا دقائق مع معدودة ما عنا وقت. اقول لك اخي الكريم ما عندك وقت ايضا هذا الكتاب لن ينتظرك هذا الكتاب رسالة الهية بالله عليك تعطيه فضالة الوقت وفضالة الزمان بماذا انت مشغول بماذا انت مشغول هل عندك دينار ودرهم؟ ام عندك قوت الحياة الدنيا؟ ام عندك وسائل التواصل الاجتماعي؟ لماذا بالله عليك ما الذي يشغلك عن كلام الاله الذي خلق ما الذي يشغلك عن كلام الاله الذي خلقك الله سبحانه وتعالى اذا في هذه السورة يخبر عن رحمته العظيمة بانزال القرآن فقال الرحمن علم القرآن خلق الانسان فصدر باسمه الرحمن لان هذا الكتاب بكل ما فيه من الايات والزواجر والقوارع والارشادات هو رحمة من اله رحمن الرحمن علم القرآن ثم ذكر خلق الانسان علمه البيان وبعد ذلك اهتمت سورة اه الرحمن بذكر حال الصنفين من الانس والجن. يعني اذا كانت سورة القمر اهتمت بالخطاب لبني ادم وذكرت احوال الانسيين فسورة الرحمن تكلمت عن احوال الفريقين وكانت تخاطبهم فباي الاء ربكما تكذبان ايها الجن والانس وختمت بذكر آآ حال المجرمين يوم القيامة فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فباي الاية ربكما تكذبان فيومئد لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. فباي الربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام. وثم ذكرت حال جنات النعيم تشويقا لاهل الايمان تشويقا لاهل الايمان ولترتبط بعد ذلك سورة الرحمن بسورة الواقعة. فنهاية سورة الرحمن الله سبحانه وتعالى وصف جنتان علويتان وجنتان سفليتان. فوصف الجنتان العلويتان باوصاف باهرة ثم وصف جنتان دونهما في الاوصاف وذكر ابن القيم رحمة الله عليه الفرق بين الجناتان الاوليان والجنتان الاخريان لذلك قال ومن دونهما جنتان. لما تكلم عن الجنتين الاخريتين وذكر الاوصاف التي وردت فيها. هذا ناسب مطلع سورة الواقعة لان سورة الواقعة بينت انقسام البشرية يوم القيامة الى اصناف ثلاثة وكنتم ازواجا ثلاثة. فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة. واصحاب المشئنة ما اصحاب المشئمة. والسابقون السابقون اذا زائد سورة الواقعة بعد سورة الرحمن يعني بعد ان اقول سورة القمر نبدأ بسورة القمر سورة القمر بينت مئال او عاقبة الكفار في الحياة الدنيا. وكيف ان الله عز وجل ينزل بهم العذاب الشديد ما فعل بالاقوام الذين قصهم في سورة القمر. وكان هناك ايضا في سورة الرحمن اه خطاب ليس فقط لجنس بني ادم بل خطاب للجن والانس وتخويف بالجحيم وترغيب بجنات النعيم. حينئذ جاءت سورة الواقعة لتبين حال البشرية جمعاء اذا بعث الناس لرب العالمين فقال سبحانه اذا وقعت الواقعة. ليس لوقعتها كاشفة خافضة ستخفض اقواما من الجن والانس وترفع اقواما خافضة رافعة. ثم ذكر كما قلنا انقسام البشرية الى السابقون السابقون وهم المقربون عند الله. ثم اصحاب اليمين وهم ايضا في جنات النعيم ثم الاصحاب المشأمة وهم الذين يدخلون دركات الجحيم. وبينت حال السابقين كيف حالهم وما نعيمهم؟ ثم ذكرت اصحاب اليمين كيف حالهم وما نعيمهم؟ ثم ذكرت اصحاب الشمال وكيف بؤسهم وشقاؤهم؟ ثم بعد ذلك ختمت سورة الواقعة تنبيه والتذكير على مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى تذكير لكل البشرية وبل حتى للجن. من الذي خلقكم واوجدكم من الذي ينزل الماء من السماء؟ من الذي يرزقكم هذه النار التي تشعلونها من الاشجار ثم ختم بعد ذكر هذه الايات العظيمة اية الخلق واية انزال المطر واية اخراج النار من الشجر قال سبحانه وتعالى فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم. في كتاب عاد الاحتفاء والاهتمام بهذا الكتاب ايضا في سورة الواقعة. هذا الاحتفاء المتكرر وهذا التنبيه المستمر من رب سبحانه وتعالى لنا على اهمية على قيمة هذا الكتاب العظيم. اقسم سبحانه بمواقع النجوم في السماء ان كتابه كتاب كريم مصون لا يمسه الا المطهرون. تنزيل من رب العالمين ثم كتمت السورة بتوجيه الخطاب مباشرة للمكذبين بالدار الاخرة وبالمكذبين بالقرآن. افبهذا الحديث انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. فلولا اذا بلغت الحلقوم انتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون بينت السورة الختام الذي سيختم به الناس والامم في هذه حياة الدنيا كيف انهم سيختمون بخروج الروح من الجسد ثم بعد ذلك اما ان يكون في روح وريحان عند رب راض غير غضبان واما ان يكون في دركات الجحيم والعياذ بالله فختمت السورة بما صدرت به. فهي صدرت ببيان اقسام البشرية في اليوم الاخر. وختمت ايضا باقسام البشرية والناس والامم وعلى حتى الجن في اليوم الاخر لان الامر لا يتعلق بالبشرية فقط. لذلك ماذا قال سبحانه وتعالى روحوا وريحان وجنة نعيم واما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين. واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتسلية جحيم. فبين سبحانه وتعالى لا المقربين وبين اصحاب اليمين وبين اصحاب الشؤم اصحاب الشمال الذين سيكونون في تصلية جحيم ثم ختمت السورة بسبح باسم ربك العظيم. تنزيه وتقديس لله سبحانه وتعالى عما وصفه به المشركون ما نسبه اليه المعاندون المعرضون تنزيه لله سبحانه وتعالى ايضا عن الجور تنزيه لله عن الظلم تنزيه لله عن العبث. تنزيه لله ان يكون خلق من دون هدف تنزيه لله عن اي نقص يمكن ان ينسبه ناسب اليه فسبح اي نزه باسم ربك العظيم فجاءت سورة الحديد في مطلعها سبح لله. بعد ان ختمت سورة الواقعة فسبح باسم ربك العظيم. كانه جاء الامتثال في مطلع سورة الحديد بعدها سبح لله اي نزه الله. سبح لله ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم هو الاول والاخر والظاهر والباطن وبكل شيء عليم. له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. والذي خلق السماوات الارض في ستة ايام ثم استوى على العرش. جاء مطلع سورة الحديد تعظيم لامر هذا الاله العظيم. وبين التلة من اسمائه الحسنى ومن صفاته العلى فهو منزه عن النقائص. وهو سبحانه الاول الذي لا شيء قبله والاخر الذي لا شيء بعده. والظاهر الذي آآ ظهر وكل مخلوقاته والباطن الذي هو قريب منا ليس دونه شيء وبين انه سبحانه الذي خلق السماوات والارض وانه استوى على عرشه الى غير ذلك من مظاهر تعظيم الاله سبحانه وتعالى وهو اهل لان يعظم ثم وجه الخطاب بعد ذلك الى اهل الايمان. امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. ونستطيع ان نقول من هذا المقطع من سورة الحديد الى اخر القرآن كان الخطاب في جله موجه للطائفة المؤمنة مع النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم ويرشدهم ويغرس فيهم العقائد والافكار والمفاهيم التي يريد الله سبحانه وتعالى ان تكون مغروسة ثابتة في قلب بذلك الجيل من اذا من قوله تعالى امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. الى اخر المصحف جل السور السواد الاعظم منها خلينا نقول النمط العام هو خطاب لاهل الايمان. لزرع المفاهيم الصحيحة في نفوسهم. وما خرج عن ذلك من مخاطبة المشركين فهو شيء نادر لهدف نزر يسير كان له موجب وهدف واما السواد الاعظم هو الان خلص خطاب تعليمي توجيهي ارشادي سواء في احكام العقائد بل حتى في احكام شرعية كما سيأتي معنا سورة الطلاق في سورة تعليم اه الى غير ذلك من الاحكام التي سيتم تعليمها وتوجيهها للطائفة المؤمنة مع النبي صلى الله عليه وسلم بسورة الحديد الان بدأت تخاطب المؤمنين فبينت لهم اهمية الايمان اهمية الاتعاظ بايات الله البينات بينت سبق واحقية وافضلية من اسلم قبل الفتح ممن اسلم بعد الفتح. ثم حذرت المؤمنين من سلوك درب المنافقين فبينت حال المنافقين الذين يقولون لاهل الايمان يوم القيامة انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم والتمسوا نورا فاضربوا بينهم بسور له باب. وحذرت المؤمنين من قسوة القلب وان يكون حالهم كحال بني اسرائيل. الم يعني الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل. كذلك بينت لهم حقيقة الحياة الدنيا. اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وتفاخر ورغبتهم في المسارعة الى جنات النعيم. سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض. واخبرتهم ان ما يصيبهم في هذه الدنيا من مصائب من هموم ومن غموم ومن تسلط الكفار ومن موت الى غير ذلك. كله بقدر الله سبحانه وتعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبلي ان نبرأها. بعد ذلك نبدأ بسورة المجادلة. بعد سورة الحديد تأتي سورة المجادل وسورة مجادلة هي جزء اذا من اه الخطابات الموجهة لاهل الايمان. نحن عرفنا انه من سورة الحديد بدأ الخطاب يوجه لاهل الايمان بدأ الخطاب يوجه لتعليمهم ولتفقيههم ولتفصيلهم سواء في مسائل الاعتقاد وحتى في مسائل فقهية. فكان من المسائل المهمة التي احتاجت الى بيان لاهل الايمان. مسألة الذي كان منتشرا في المجتمع الجاهلي وكان الصحابة ما زالوا يمارسونه في حياتهم قبل ان ينزل التحريم. فجاءت اه سورة المجادلة في القصة والواقعة الشهيرة بين خولة بنت حكيم مع زوجها اوس بن الصامت. وكيف انه ظاهر منها فقال سبحانه وتعالى. يعني طبعا جاءت خولة تشكو الى النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله بها. آآ وما فعله زوجها بها فقال سبحانه وتعالى قد سمع الله قول التي تدادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير آآ الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن امهاتهم ان امهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا. فبين سبحانه وتعالى في مطلع سورة اه المجادلة حكم الظهار وما الكفارة التي تترتب عليه؟ ثم عادت السورة ايضا لتبين للمؤمنين مجموعة من كم؟ كم تبينت لهم احكام المناجاة وبينت لهم احكام اه التفسح في المجالس واداب مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم. وحذرتهم من النفاق وبين لهم اهمية الموالاة لله ورسوله. وختمت السورة لا تجرؤ قوم يؤمنون بالله واليوم الاخر يؤدون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم وعشيرتهم الى اخر الايات فكان الدرس متكاملا منسجما. درس في الظهار. درس في احكام المناجاة بين اهل الايمان وكيف انه اه الشيطان يدخل بينهم في المناجاة فكيف يجب ان يتأدبوا فيها؟ احكام التفسح في المجالس احكام مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم. اهمية الولاء لله سبحانه وتعالى نصرة لاهل الايمان مجموعة دروس تضمنتها سورة المجادلة والخطاب هي موجه لاهل الايمان بالدرجة الاولى. هذا ختام مجلسنا اليوم وان شاء الله نعلق على ما بقي في مجالس وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم