بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين حياكم الله احبتي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان بتناسب سور القرآن للامام ابن الزبير الغرناطي رحمة الله تعالى عليه وقد انتهى بنا الحديث الى سورة الحشر فيا ترى ما وجه مناسبة سورة الحشر لسورة المجادلة احبائي الكرام يقول ابن الزبير لا خفاء باتصال ايها ايات سورة الحشر بما تأخر من اي سورة المجادلة. اي بالقسم الاخير من سورة المجادلة القسم الاخير في سورة المجادلة يقول الله سبحانه وتعالى فيه محذرا من درب المنافقين الذين تولوا اليهود يقول سبحانه لم ترى الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم هذه الاية يقول الله سبحانه وتعالى في هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولكل من يقرأها انظروا الى هؤلاء المنافقين الذين يسارعون في موالاة اليهود مع انهم ليسوا من جنسهم مع ان اليهود ليسوا من جنس هؤلاء المنافقين ما هم منكم ولا منهم ومع ذلك للاسف هذه الطبيعة طبيعة النفاق كل زمان وفي كل حين تسارع في موالاة اعداء الله سبحانه وتعالى والتذلل لهم والخضوع لرغباتهم وشهواتهم طبعا او رغبة في حصول اه لعاعة من لعاعات الحياة الدنيا المتر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ثم في نهاية سورة المجادلة يقول الله سبحانه وتعالى مبينا حال اهل الايمان في تبرؤهم من الكفار وعدم موالاتهم ابدا. وان حالهم ليس كحال اهل النفاق. يقول سبحانه لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر خير يوادون من حاد الله ورسوله. ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم هؤلاء الذين يوالون في الله ويعلنون الولاء والبراءة لله سبحانه وتعالى وحده اولئك كتب في قلوبهم الايمان. وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من من تحتها الانهار الى اخر السورة هكذا ختمت سورة المجادلة ببيان حال اهل النفاق في موالاة اليهود. وببيان حال المؤمنين انهم لا يوادون من حاد الله ورسوله. فجاءت سورة الحشر في مطلعها قال سبحانه وتعالى سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم بداية سورة الحشر بدأت بالتنزيه بالتسبيح وابن الزبير يضع لنا قاعدة هنا ويقول كل سورة بدأت بتسبيح الله سبحانه وتعالى بسبح لله يكون هناك آآ في السورة التي قبلها ذكر لجريمة من جرائم العباد او ذكر صنف من اصناف الكفار الذين اعتدوا على مقام العبودية لله سبحانه وتعالى. يقول وبالاستقراء كل سورة بدأت بسبح لله ما في السماوات وما في الارض تكون السورة التي قبلها ختمت او ذكر فيها حال قوم ممن اغضبوا الله سبحانه وتعالى واعتدوا على حقوق الله عز وجل وهذا فعلا ما وقع في سورة المجادلة انها ختمت بذكر اليهود وذكر المنافقين الذين يوالون اليهود ثم قال سبحانه وتعالى ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين. سورة المجادلة ختمت بذكر منافقين وذكر اليهود والموالاة والصداقة التي تنشأ بينهم. ثم بدأت سورة الحشر بتنزيه الله سبحانه وتعالى. عما يفعله المنافقون وعما يفعله اليهود. فقال سبحانه سبح لله اي نزه الله سبحانه وتعالى عن كل آآ هؤلاء القوم سبا لله سبحانه سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم. ثم بدأت سورة الحشر تذكر حال هؤلاء يهود الذين يواليهم المنافقون. كيف ان الله سبحانه وتعالى انزل بهم العقوبات الدنيوية قبل الاخروية. فذكر قصة يهود بني النضير. وكيف ان الله سبحانه وتعالى شردهم على يد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه وكيف ال امرهم؟ وكيف قسمت اراضيهم فيئا بين المسلمين وبينت مصارف الفيء ثم ذكرت في سورة الحشر في الصفحة الثانية منها حال المنافقين الذين واطؤوا اليهود. لاحظوا الانسجام واضح بين سورة المجادلة في ختامها وبين سورة الحشر التي ركزت على ذكر اليهود وذكرت ايضا سورة الحشر طبيعة العلاقة بين المنافقين وبين اليهود. وهذه العلاقة احبابي لماذا يبينها الله سبحانه وتعالى في القرآن كثيرا؟ لان هذه العلاقة للاسف ستبقى في هذه الامة علاقة المنافقين منافقي هذه الامة باليهود ليست فقط في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل هي متجسدة في كل زمان وفي كل مكان وحتى في وقتنا المعاصر انظروا الى علاقة منافخي هذه الامة باليهود كيف يوالونهم ويقدمون لهم ما ما يرغبون به آآ هو ما يسعدهم على دماء واشلاء المسلمين المستضعفين على حساب اراضي بلاد الاسلام. كيف ان هؤلاء يحافظون على دنياهم هؤلاء المنافقون من هذه الامة يحافظون على دنياهم اه وعلى لعاعة الحياة الدنيا التي اكتسبوها من ترسانة بني صهيون يحافظون عليها من خلال هذه الموالاة من خلال هذه الصداقة ومن خلال هذا الاذلال الذي يعيشونه تحت يد بني صهيون. الم تر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب. لان اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا. اي لا يمكن ان نتخلى عنكم ولا نطيع احد يأمرنا بترككم. لاحظوا خطاب النفاق مع بني صهيون ولا نطيع فيكم احدا ابدا. وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون. لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولان قوتلوا لا ينصرونهم. المنافقون هذه الامة جبناء في كل زمان وفي كل مكان. هم يحافظون على علاقتهم مع اليهود يخشون ان تدور الدائرة فقط. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم. يقول نخشى ان تصيبنا دائرة. فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا بانفسهم نادمين. ثم ختمت سورة الحشر هذه الصفحة ببيان ان اليهود دائما قلوبهم متشتتة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى واخبرت انهم لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصنة او من وراء جدر ثم ختمت السورة بتنزيه الله سبحانه وتعالى. فقال سبحانه وتعالى هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى. يسبح له ما في السماوات والارض بدأت بتنزيه الله عما يقوله اليهود وعما يفعله اليهود. عما يفعله المنافقون من موالاة اليهود وعما يقوله المنافقون لليهود. وختمت بتنزيه لله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك تأتي سورة الممتحنة لتدعو المؤمنين الى قطع الموالاة مع جميع اصناف الكفر وملله سورة آآ المجادلة في ختامها بينت موالاة المنافقين لليهود وركزت الاية الاخيرة ان اهل الايمان لا يمكن ان يوادوا من حادى الله ورسوله ثم جاءت سورة الحشر تبين قصة اليهود وكيف انزل الله عز وجل بهم سخطه وغضبه في الدنيا قبل الاخرة. وذكرت مرة اخرى طبيعة علاقة المنافقين مع اليهود ثم تأتي سورة الممتحنة لاحظوا هذا التناسق العجيب. لتدعو المؤمنين في اول اية منها لقطع الموالاة مع اعداء الدين امم يهود وغير يهود اعطاء حكم عام. يا ايها الذين امنوا لاحظوا الاية الاولى في سورة ممتحنة. يا ايها الذين امنوا لا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء اليهم بالمودة نزلت سورة الممتحنة في قصة سيدنا حاطب بن ابي بلتعة الذي اخطأ خطأ فادحا عندما اه راسل كفار قريش واخبرهم بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فاتحا لها وانما كان خائفا على عياله يعني هي لحظة ضعف مر بها سيدنا حاتم بن ابي بلتعة. والله سبحانه وتعالى غفر له. لكن الله انبه تأنيبا شديدا. والتأنيب ليس فقط لسيدنا حاتم. سيدنا حاتم بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم غفر له. لكن هي رسالة للام من بعده. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة. وقد كفروا ما جاءكم من الحق فكانت اية حاسمة فيها تأنيب شديد لكل من تسول له نفسه من اهل الايمان ان يكون على مودة مع اهل الكفر. وهذه عقائد احبابي نربيها لاجيالنا. الموالاة تكون لله سبحانه وتعالى. احذروا من موالاة اعداء الدين. يهود نصارى مثنيين بوذيان الكفر ملة واحدة في هذا الجانب. اهل الايمان يتوالون على الايمان ويبرؤون من اهل الكفر والشرك والطغيان. ثم بعد ان بينت سورة الممتحنة اهمية عقيدة الولاء والبراء وبينت لنا ان سيدنا ابراهيم كان اسوة في هذه العقيدة باستثناء قول واحد صدر منه ثم تراجع عنه بعد ان علمه الله سبحانه وتعالى قد كانت لكم اسوة حسنة. في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم النار رأوا منكم مما تعبدون من دون الله. كفرنا بكم وبدأ بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. عقيدة عقيدة الولاء والبراء حتى تؤمنوا بالله وحده. الا قول ابراهيم لابيه هذا لا تاتسوا به ما هو؟ لاستغفرن لك. لان الله سبحانه وتعالى علم سيدنا ابراهيم انه لا يجوز الاستغفار لمشرك. فهذا الاستثناء استثنى الله عز وجل كلمة واحدة صدرت من ابراهيم فقالت هذه لا تأتسوا بابراهيم عليه السلام فيها وهي قوله لابيه لاستغفرن لك لانه لا يجوز الاستغفار للمشركين. وترك ابراهيم الاستغفار بعد ان علمه الله سبحانه وتعالى لكن لاحظوا انصاف القرآن سبحانه. كلام الله عز وجل بعد ان بينت الاية طبيعة او السورة عفوا طبيعة العلاقة بين اهل الايمان الكفر علاقة البراء منهم لا يمنع ذلك من ان يحافظ المسلمون على العهود والمواثيق التي بينهم وبين هؤلاء الكفرة. احيانا قد تضطر الدولة المسلمة او المجتمعات على انشاء عهود ومواثيق مع مجتمعات كافرة لمصالح ضمن اطر معينة فبينت السورة ان اهل الايمان يحافظون على هذه العهود وعلى هذه المواثيق بينت السورة ايضا انه مع اعلاننا البراء الكامل من الشرك ومن الكفر فالله سبحانه وتعالى لا ينهانا ان نظهر آآ علاقة محترمة فيها نوع من سميها من الهدوء والتواصل العام مع مجتمعات من مجتمعات الكافرة التي لم تحاربنا ولم تعتدي علينا ولم تصد عن سبيلنا. فالله سبحانه وتعالى في الصفحة الثانية من سورة امتحن بين ان الناس على صنفين ان الاعداء ان الكفار على صنفين يقول سبحانه وتعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم. ان الله يحب المقسطين انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظهروا على اخراجكم ان تولهم ومن يتولاهم فاولئك هم الظالمون اذا الله عز وجل يقسم الكفار الى نوعين الان البراءة تكون من كلا النوعين لكن هناك نوع علاقتنا معه علاقة عدل نعدل معه واذا كان بينك وبينهم مثلا رحم او قرابة او معشر فبامكانك ان تكون بينك وبينهم علاقة اه يعني نسميها العلاقة هادئة ممكن ان يزورك او تزوره لامن عام خاصة ذوي الرحم. اه لو كان بيننا وبينهم شيء من التجارات شيء من المعاملات الحياتية من دون ان ذلك على ديننا مقبول واما الطائفة الاخرى فهي التي صدت عن سبيل الله وهاجرت المؤمنين وحاربت دين الله واعلنت الحرب علينا. فهؤلاء لا يجوز مودتهم ولا مصاحبتهم ولا اظهار الود لهم وانما مع علاقتنا معهم علاقة الحرب الى ان ينصر الله سبحانه وتعالى اهل الايمان ثم ختمت السورة قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليه اعادة تركيز على قضية اليهود لان الصراع بين هذه الامة واليهود صراع مصيري صراع سيستمر الى ان ان شاء الله سبحانه وتعالى ان نهزم بني صهيون على اعتاب بيت المقدس. الصراع الطويل لذلك الله سبحانه وتعالى يدرك ان من هذه الامة سيكون هناك منافقون عبر الازمنة والعصور تكون علاقتهم مع بني صهيون هي علاقة المودة والالفة ويخدمونهم محافظة على لعاعة دنياهم. فالله سبحانه وتعالى منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو يحذر ويتوعد. يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. يعني سورة الممتحنة في مطلعها التحذير من موالاة المشركين والكفار عموما. واخرها التحذير من موالاة اليهود خصوصا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. قد يأسوا من الاخرة كما يأس الكفار من اصحاب القبور. ثم بعد ذلك تأتي سورة الصف سورة الصف في مطلعها ايضا تسبيح سبح لله ما في السماوات وما في الارض. لماذا بدأت السورة بالتسبيح؟ لابد وان هناك قوم من اصحاب العناد والكفر قد ختمت بهم سورة ممتحنة نعم هم اليهود. فالله سبحانه وتعالى كتب سورة الممتحنة فقال يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. ماذا كانوا يفعلون؟ قد يئسوا من كما يأس الكفار من اصحاب القبور الله سبحانه وتعالى اخبر عن عظيم جرمهم ثم نزه نفسه عن اقوالهم فقال سبح لله ما في السماوات تنزه الله سبحانه وكل ما في السماوات وما في الارض ينزهه سبحانه وتعالى عما نسبه اليهود الى الله عما نسبه هؤلاء الافاكون المجرمون الى رب الجلال سبحانه وتعالى سبح لله ما في السماوات وما في الارض وهو العزيز الحكيم ثم اخبر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك فقال في سورة الصف يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون هذه الصفة ان يقود الانسان شيء ويفعل خلافه او يترك الفعل هذه صفة من صفات المنافقين وهي صفة ايضا من صفات اليهود الله سبحانه وتعالى حذر اهل الايمان من ان يأخذوا هذه الصفة ابذل الله سبحانه وتعالى اهل الايمان ان يكون حالهم كحال المنافقين. الذين يظهرون الاسلام والكلام الجميل للنبي صلى الله عليه وسلم للمجتمع. لكن في باطنهم وفي واقعهم العملي يفعلون خلاف ذلك الله سبحانه وتعالى يريد ان ينبه الصف المسلم الصادق. احذروا من ان تأخذوا هذه الخصلة. هذه الخصلة هي التي قصمت ظهر اليهود. هذه الخصلة هي التي قصمت ظهر المنافقين ان يقولوا شيئا ويفعلوا بخلافه ان يظهروا امرا ويكونوا في الباطل خلاف ذلك. يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتا من الامور التي يمقتها الله بشدة ان تقولوا ما لا تعملون اذا الله سبحانه وتعالى يحذر عباده المؤمنين او ان تقولوا ماذا تفعلون؟ من ان يأخذوا هذه الخصلة ويبين ان اهل الايمان الحق هم اهل قول وعمل. اهل قول وتطبيق عقيدة حقيقية تنبع من القلب وتترجم عمليا في الحياة. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى قصة موسى مع بني اسرائيل. واذ قال موسى لقومه يا قومه دون ان تعلمون اني رسول الله اليكم. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. هذا حال كان بني اسرائيل ثم ذكر الله عز وجل بشارة سيدنا عيسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وبينت ان المؤمن الذي يحافظ على عهده مع الله سبحانه وتعالى بالجهاد في سبيل الله والثبات على هذا الدين ونصرة هذا الدين والتضحية من اجله هؤلاء الله سبحانه وتعالى سيعطيهم الثواب. يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة كم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم واخرى تحبونها. نصر من الله وفتح قريب. وبشر المؤمنين. اذا هذا المقطع من سورة الصف يحث المؤمنين على الثبات على هذا الدين وعلى الجهاد وعلى التضحية وعلى بذل الانفس والمهج والاموال من اجل نصرة هذا الدين هذا حال المؤمن. المؤمن لا يوالي اعداء الدين. لا يداهنهم لا يجاملهم على حساب عقيدته ومبادئه. بل علاقته معهم علاقة الجهاد في سبيل الله علاقة دحرهم ومن باطلهم واظهار الحق وحجة الله سبحانه وتعالى على العباد. المؤمنون الذين يسيرون على هذا الدرب ولا يكونون كالمنافقين الذين قالون اليهود ويداهنونهم بل شعار المؤمن هو الايمان والجهاد في سبيل الله. هؤلاء يغفر الله الذنوب لهم. ثم يدخلهم جنات من تحتها الانهار وفي الحياة الدنيا يعطيهم الله النصر والظفر على اعدائهم. ثم يخبر الله سبحانه وتعالى او يدعو الله او يدعو الله سبحانه وتعالى المؤمنين ان كونوا انصارا للدعوة المحمدية وحالهم كحال الحواريين الذين كانوا انصارا لعيسى ابن مريم. يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله دعوة واضحة من الله سبحانه كل مؤمن بان يكون ناصرا للدعوة المحمدية ولهذا الدين عبر الاجيال والقرون. يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله ثم بعد ذلك جاءت سورة الجمعة سورة الجمعة احبابي الكرام بدأت ايضا بالتسبيح يسبح لله ما في السماوات وما في الارض سبحوا لله ما في السماوات وما في الارض وهذا التسبيح لابد وان يكون كما قلنا مسبوقا بذكر شيء من افعال المجرمين الكفرة وقد ورد في سورة الصف ذكر حال موسى مع قومه. فقال سبحانه وتعالى واذ قال موسى لقومه يا قوم لما تريدونني وقد تعلمون اني رسول الله اليكم. فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. وايضا ختمت سورة الصف. بقوله فامنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة. فايدنا الذين امنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين ثم قال سبحانه سب يسبح يسبح بصيغة المضارع يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم. فكل ما في السماوات والارض ينزه الله عز وجل عما يقوله يهود وعما يقوله الكفرة عموما ثم صلاة الجمعة تأتي في نفس السياق لاحظوا السياق عموما اه الحديث عن صفات المنافقين في موالاتهم لليهود من بداية من ختام سورة المجادلة والى هذه اللحظة. الحديث عن المنافقين وعن اليهود وعن العلاقة التي تنشأ بينهم ماسورة الحشر تكلمت عن معاقبة اليهود دنيويا. وزيادة بيان عن طبيعة العلاقة المنافقين مع اليهود. ثم سورة الممتحنة دعت الى المفاصلة التامة بين اهل الايمان واهل الكفر عموما وختمت بدعوة اهل الايمان بان لا يتولوا اليهود بالتحديد. ثم جاءت سورة الصف تخبر المؤمنين بانهم يجب ان يقاتلوا اعداء الدين عموما كان بنيان كانه ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ودعت المؤمنين للجهاد ضد اعداء الدين. فقال سبحانه هل ادلكم على تجارة تجيكم عن الذهاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله. بعد ذلك اتت سورة الجمعة. لتبين المنة الكريمة ان يمتن الله عز وجل بها على العرب بان بعث فيهم رسولا من انفسهم بعثات الاميين الاميين هم العرب بعث الله عز وجل فيهم رسولا يتلو عليهم اياته لا هو يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين هنا ذكر هذه المنة على العرب هي فيها دعوة من الله سبحانه وتعالى لاهل مكة الواد العربي عموما ان ينصر النبي صلى الله عليه وسلم. واحد اثنين ان يأخذوا من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب منهج حياة وان يعملوا به واقعا عمليا وان يثمر هذا الكتاب في حياتهم. لذلك هو قال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم ما وظيفة هذا الرسول يتلو عليهم ايات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. والحكمة هي السنة. فوظيفة النبي صلى الله عليه وسلم التي بعث بها الى العرب ابتداء ثم هو اساسا مرسورا الى الى ثقلين ليس فقط الى العرب لكن ابتداء ومبعثه كان للعرب الوظائف التي امر بها اولا ان يتلو القرآن وان يعلم القرآن والسنة فالله سبحانه وتعالى لما امتن على العرب بهذه المنة هو في هذا اشارة ان وظيفتك ان وظيفتكم ايها العرب ان تأخذوا هذا التعليم وتجعلوه منهج وواقع عملي فلا تقتصروا على مجرد حمل القرآن او تلاوة القرآن او الانتساب للقرآن من دون ان يكون هناك عمل يكون حالكم كحال اليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها. كمثل الحمار يحمل اسفارا هذه الامة اذا لم تتلقى هذا الكتاب كمنهج حياة وتعمل به سيكون حال حال اليهود ولاحظ ذكر اليهود ما زال متكررا سيكون حالها حال اليهود الذين اعطاهم الله التوراة فكان حالهم مع التوراة كحال الحمار الذي يحمل اسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله. ثم حذر الله المؤمنين ان يكون حالهم كحال بني اسرائيل. الذين هم حريصون على الحياة الدنيا ولا يتمنون الموت ويخشون من لقاء الله سبحانه وتعالى اهل الايمان ليسوا حريصين على الدنيا واهل الكفر واهل النفاق واليهود والنصارى ومن الكفر عموما هم احرص الناس على هذه الحياة الدنيا انهم يعلمون ان ما هم قادمون عليه شديد عند الله سبحانه وتعالى اما بعد سورة الجمعة التي فيها هذه الفضائل تأتي ذكر سورة المنافقين سورة المنافقين لاحظوا انها ايضا صورة كاملة لصورة المنافقين بعد ذكر اليهود وكانها والله يا احبابي اشارة واضحة الى طبيعة العلاقة التي تنشأ بين المنافقين وبين اليهود. لو انسان تأمل ما هذا السر العجيب في ذكر النفاق اليهود بمجادلة في الحشر في الممتحنة اشارة في الصف ولو لم تكن صريحة لكن في اماء لما تقولون ما لا تفعلون وعلى صفة اليهود وصفة المنافقين ثم تأتي سورة الحشر عفوا سورة الجمعة حذر العرب واهل الايمان الذين تلقوا ان يكون حالهم كحال اليهود. ثم تأتي سورة المنافقين بعد ذكر اليهود هذا يدل احبابي كما قلت مرارا وتكرارا على طبيعة العلاقة والانسجام بين منافقي هذه الامة وبين اليهود هذه العلاقة يجب ان ننتبه لها لانها في واقعنا المعاصر مؤلمة والله. وتتجسد كما لا يخفى عليكم بصور واشكال مختلفة من التطبيع معهم من معاونتهم على اهل من اعطائهم المعلومات عن اهل الايمان والدين من ملاحقة الذين يقاتلون اليهود واعطاء المعلومات عن الى غير ذلك من التصرفات والعياذ بالله التي لا تصدر الا من اهل النفاق. الله سبحانه وتعالى ذكر النفاق بقرب اليهود اذا ليبين هذه العلاقة وايضا هناك علة اخرى وهي ان اليهود فيهم عفوا هي ان المنافقين فيهم شبه من اليهود. في ان اليهود في سورة الجمعة الله اخبر انهم حملوا الكتاب وحملوا التوراة لكنهم لم يحملوها حق الحمل. وحالهم معها كحال حمار يحمل كتبا على ظهره لكنه لا ينتفع بها. وهذا ايضا هو حال اهل النفاق ان الله عز وجل بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم الكتاب والحكمة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. لكن كيف تلقوا ايات الكتاب وكيف تلقوا العلم بالكتاب والحكمة واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم انهم خشب مسندة ما في فائدة منهم يحسبون كل صيحة عليهم قم العدو فاحذرهم قاتلهم اما يؤفكون ثم سردت الاية عدة مظاهر من مظاهر اهل النفاق في المجتمع المدني. كيف انهم كانوا يمنعون النفقة عمن يحضر مجالس النبي صلى الله عليه وسلم كيف كانوا يقولون لان اتينا لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل كل هذه مظاهر من مظاهر النفاق. اراد الله سبحانه وتعالى ان يتلى عليها الصحابة في المدينة. ورسالة للامم من بعدهم ليكونوا على حذر ووجل آآ من خصال النفاق بعد كل هذه الرحلة في بيان حال اليهود وحال النفاق وحال العلاقة التي تنشأ بين اليهود وبين المنافقين. تأتي سورة التغابن. سورة التغابن ايضا بدأت بالتسبيح يسبح لله ما في السماوات وما في الارض وهذا شيء منطقي على القاعدة التي اصلناها وهي ان التسبيح انما يبدأ به بعد ذكر افعال شنيعة وهذا مناسب لما ذكر في سورة المنافقين من الافعال الشنيعة والاقوال الفظيعة التي صدرت من المنافقين في المدينة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم لما قال رأس عبد الله بن ابي لان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. فنزه الله سبحانه وتعالى نفسه عن امثال هذه الاقوال ونزه ونزه الله سبحانه وتعالى كل ما في السماوات وما في الارض يسبح لله الذي ينزه الله كل ما في السماوات وما في الارض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فتنزه الله. وتعالى وجل عما يقول المنافقون علوا كبيرا. ثم ذكر الله سبحانه وتعالى قاعدة في سورة في مطلعها هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن يعني بعد هذا السرد لطبيعة النفاق ولطبيعة اليهود وان المؤمنين يجب ان يكونوا على براء من الكافرين بعد هذه الصد لكل هذه الاحكام المهمة في الولاء والبراء يخبر الله سبحانه وتعالى عن قاعدة اسست عليها الحياة الدنيا ليكون المؤمنون على بينة منها. وهي ان الله قسم الخلق الى نوعين في الحقيقة نوع كافر سواء كافر كفر ظاهر وباطن او كافر في الباطن وان اظهر الاسلام في المنافقين هؤلاء كلهم مع الكفار واهل ايمان فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله وما تعملون بصيرا ثم ذكرت السورة بعد ذلك تباعا مجموعة من القواعد المهمة التي تدل على سعة علم الله سبحانه وتعالى وسعة اطلاعه ومعرفته بما بالسر والعلن وبما يقوله الكفار واقاويلهم الباطلة زعم الذين كفروا ان يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن. ثم اخبر سبحانه وتعالى عن مشهد يوم القيامة. هذا المشهد الذي بما فيه الجميع يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن. نغبن فيه عهد الكفر اهل الايمان على ما منعهم الله سبحانه وتعالى من الثواب الجزيل ثم يخبر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين ويوجه لهم الرسائل تلو الرسائل بان يحذروا من ممن يكون حولهم من اقاربهم الذين قد لا يودون لهم الخير او لا يكون لهم آآ في صحبتهم كبير مصلحة. فقال سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم هناك احد كيف الاية تخاطب المسلمين وتحذرهم من احيانا من الاسر انه في بعض الاسر تكون فيها الزوجة امرأة طالحة وليست صالحة وكذلك يكون الابناء ابناء فاسدون يصدون الانسان عن عبادة الله سبحانه وتعالى وعن توحيده. وسيأتي يعني سبحان الله التناسق العجيب عجيب فعلا هذا القرآن وهذا الترتيب للسور. كيف ان الله سبحانه وتعالى في سورة التغابن يقول ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم ثم في اخر سورة تحريم سيذكر امثلة على الازواج التي تكون عدوة لزوجها. ذكر قصة امرأة نوح وامرأة لوط كما سيأتي معنا في سورة التحريم بعد قليل. فكان فكأن هذا توطئة لما سيأتي في سورة التحريم. فاذا الله سبحانه وتعالى في ختام سورة التغابن يقول يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذرهم ان يتنبه الانسان ان يكون من اقاربه ممن حوله من الدائرة المقربة له ان هو عدو لله يصده عن سبيل الله سبحانه وتعالى طيب اذا ابتلي الانسان بزوجة فيها هذه الخصلة زوجة تبعده وعد الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى قال ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم كأن السؤال المتبادر الى الذهن كيف نحذرهم يا الله اذا ابتليت بزوجة تصدني عن ذكر الله وعن الصلاة وتشغلني عن مسيري الى الله عز وجل. عدوة لي في طريق الايمان ما هو الطريقة لاحذرهم؟ لاحذرها يأتي الجواب في سورة الطلاق في بيان احكام الفراق والطلاق. فقال سبحانه يا ايها النبي اذا طلقتم مني جاء فطلقوهن لعدتهن. فاتى الله سبحانه وتعالى بسورة الطلاق ليعلم احكام الطلاق والفراق للزوجات. وان هذه الزوجة وان كانت عدوة لك ولا تدلك على الله بل تأخذك بعيدا عنه. فالطريقة الحذر منها ان تطلقها فذكرت احكام الطلاق وبين ان الطلاق ينبني على آآ الامساك بالمعروف او التشريع باحسان فانت عندما تطلق حتى لو كانت امرأة سيئة الطلاق ينبغي ان يكون دائما باحسان. تسرحها تذهب الى اهلها من دون مضارة. من دون ظلم من دون اعوجاج وتطبق الاحكام. وآآ آآ الانسان الذي يتقي الله سبحانه وتعالى في هذه الاحكام ويراعي امر الله عز وجل الله سبحانه وتعالى سيجعل له من كل ضيق مخرجا ومن يتق الله يجعل له ان يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه. سيرزقك الله سبحانه وتعالى بزوجة اخرى صالحة لا يمكن ان تخطر او قد لم تخطر على بالك خلينا نقول نقول لا يمكن بل اقول اه لم يخطر على بالك ان يوفقك الله سبحانه وتعالى لمثلها. اذا تركت زوجتك بامر من الامور الشرعية فالله سبحانه وتعالى يغنيك من فضله بشرط ان تكون عندما طلقتها طلقتها وفق احكام الشريعة. من دون مضارة من دون اذية اذا فعلت هذه الامور وصرت على منهاج الله الله سبحانه وتعالى يقول ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره ويقول ايضا ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا آآ فسورة الطلاق ركزت كثيرا على هذه النمط من الايات وهي تعليق المؤمن انه اذا اتقى الله سبحانه وتعالى سييسر الله اموره وسيجد الله سبحانه وتعالى قريبا منه. سيجد الله عز وجل يرشده وينبهه آآ ويفتح له ابواب الرزق وابواب السعادة التيسير في اموره فالمراد منك التقوى لله سبحانه وان تسير على نهج الله وعلى احكام الله عز وجل ولا تعتدي عليها. بعد سورة الطلاق تأتي سورة التحريم سورة التحريم ايضا هي حقيقة مناسبة لسورة الطلاق لانها تكلمت عن قضية وقعت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين ازواجه وكاد النبي صلى الله عليه وسلم ان يطلق ازواجه على اثرها. قضية انه حرم على نفسه العسل او حرم على نفسه آآ مارية على خلاف سبب التحريم. وكيف انه كان هناك نوع من يعني الموافقة بين وعائشة رضي الله عنها ما حدا يعني مكيدة نسائية آآ بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان هناك الخطاب الشديد من الله سبحانه وتعالى لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وان تظاهرا عليه. فان الله هو مولاه. وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير يعني شدة هذا الوعيد الذي كان مخاطما به زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تجعل الانسان البعيد عن دائرة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم يكون اشد فزعا. اعيد المعلومة مرة اخرى يعني اذا كانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهم المقربات الجليلات المعظمات امهات المؤمنين تلقوا هذا الخطاب الشديد من الله سبحانه وتعالى وهذا وهم زوجات للنبي صلى الله عليه وسلم واقرب الناس اليه. وامهات المؤمنين. فما بالكم بهؤلاء الذين آآ يستهينون بمقام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعظمونه حق التعظيم ويقدمون بين يديه ويعترضون على احاديثه ويردونها بعقولهم ويستهينون بامره. ما بالكم بمن يشتمون المقام الشريف له بابيه وامه صلوات ربي وسلامه عليه. ما هو الوعيد الذي ينتظره من الله سبحانه وتعالى تمام. اذا اه سورة التحريم اذا كما قلنا هناك مناسبة بينها وبين سياق سورة الطلاق وسورة التغابن. ختام سورة التغابن ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم. ثم سورة بينت كيف يكون الحذر من خلال الطلاق. ثم سورة التحريم جاء مطلعها ليعالج موقف حدث بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين زوجاته وكاد ان يكون على اثره طلاق الله سبحانه وتعالى حذر زوجات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من ان يعيدوا هذا التصرف كرة اخرى. ثم بعد ذلك تأتي سورة الملك. نبدأ الجزء التاسع والعشرين. سورة الملك تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير هنا يلفتنا ابن الزبير رحمة الله تعالى عليه الى معنى شريف وهي ان جملة تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. المباركة خلينا نقول المباركة في القرآن الكريم انما تأتي بعد امر عجيب وقصص غريب اعيد القاعدة يقول ابن الزبير المباركة القرآن الكريم صيغة تبارك ومشتقاتها انما تأتي بعد ورود امر عجيب وقصص غريب فمثلا في سورة اه المؤمنون يقول سبحانه وتعالى فتبارك الله احسن الخالقين. متى جاءت هذه الصيغة؟ بعد ان بين الله سبحانه وتعالى اطوار خلق الانسان وما فيها من العجب العجاب وكيف ينقله الله من نطفة الى علقة الى مضغة ثم بعد ذلك تكسو العظام لحما هذا الامر العجيب والحدث الغريب جاء بعده المباركة فتبارك الله احسن الخالقين. ثم سنأتي هنا الى سورة تبارك. طب سورة تبارك ما هو الحدث العجيب الذي سبقها فاستحقت ان تبتدأ هذه السورة بصيغة تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ما هو الامر العجيب الذي سبق ذكره قبلها يقول ابن الزبير الامر العجيب هو ما قصه الله سبحانه وتعالى في قصة امرأتين كافرتين فاجرتين كانتا تحت عبدين صالحين من انبياء الله امرأة نوح وامرأة لوط في ختام سورة التحريم ذكر الله قصص عجيبة ولاحظوا اللفتة الجميلة التي انتبه لها ابن الزبير ان الله سبحانه وتعالى في ختام سورة التحريم ذكر قصص عجيبة. القصة الاولى قصة امرأتين فاجرتين كانتا قريبتين جدا جدا من عبدين صالحين. من انبياء الله. نوح ولوط هذين العبيان الصالحان قد بعثهما الله رحمة لعباده اجتهدا في دعوة الخلق الى الله ومع كل هذا الخير الذي منعه الله سبحانه وتعالى لنوح وللوط لكن حرم الاستنارة بهذا النور الذي بين ايديهم اقرب الناس منهم. فعلا شيء عجيب حرم من الاستنارة بالنور الذي بعثهم الله سبحانه وتعالى به اقرب الناس اليهم وهم زوجاتهم. يعني نوح نبي يدعو الى الله الف سنة الا خمسين عاما واقرب الناس اليه زوجته لم تستطع بهذا النور. والله فعلا الانسان يكون على وجل شيء مخيف مرعب انك تجد انسان او امرأة زوجة نبي ومع ذلك لا تستضيء بنوره. وامرأة لوط نفس الشيء لم تستطع بنور لوط. فكانت مع الهالكين ليست هذه اية من ايات الله سبحانه وتعالى كيف ان الناس المتقاربة قد تكون متناثرة والناس المتباعدة قد تكون مؤتلفة القلوب. اليس هذا بالله عليكم عجب عجاب اذا فحرم الاستنارة بنورهما والعياد بهداهما من لم يكن احد من جنسه ما اقرب اليهما منه هي الفكرة التي قلتها لانه حرم الاستنارة بنور نوح وبنور لوط اقرب الناس اليهم وهم زوجاتهم. ولا اكثر مشاهدة لما مد به من وعظيم المعجزات ومع ذلك فلم يغنيا عنهما من الله شيئا هل انتفعت امرأة نوح وامرأة لوط بانها كانت زوجة نبي لم تنتفع لا في الدنيا ولا في الاخرة في المقابل قصة اخرى عجيبة هذه قصة عجيبة بالمقابل تأتي قصة عجيبة بالنقيض امرأة صالحة تكون زوجة لافجر اهل الارض امرأة فرعون اسية وضرب الله مثلا للذين امنوا مثلا عجيبا وقصة رائعة تأخذ الالباب امرأة في قمة الصلاح والعبودية تكون تحت رجل من اكثر الناس فجورا وكفرا وعطوا على الله سبحانه وتعالى. اليس هذا من الامر العجيب؟ كيف انسان قريب لانسان هذا في درجات الجنة العليا وذاك في دركات الجحيم السفلى اليس هذا من العجب؟ ثم ذكر سبحانه قصة عجيبة ختم بها وهي قصة مريم ابنة عمران ايضا المرأة الصالحة. كيف ان الله سبحانه وتعالى تولاها بولاية واخرج منها نبيا صالحا من دون سببية اصلا. من دون سببية النكاح وهذه عرفنا انها من القصص العجيب قرود عيسى ابن مريم من رحم آآ مريم من دون سببية النكاح وهذا كله من تولي الله لعباده الصالحين. فلما ختمت سورة التحريم بهذه العبر وبهذه القصص التي تلفت النظر جاءت سورة تبارك في مطلعها تبارك الذي بيده الملك. فعلا جاءت بعد قصص عجيبة واحوال غريبة نقول له ان الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في خلقه هو الذي يهدي من يشاء ويظل من يشاء. فليست العبرة ان تكون المرأة زوجة نبي او زوجة رجل صالح بل قد تكون المرأة زوجها فاجر عاصي لله بعيد عن درب الاستقامة وهي من الفضليات. في المقابل تكون زوجة وهذا شيء نشاهده. امرأة لرجل فاضل خلوق طالب علم نشيط مثابر وهي زوجة غير نافعة زوجة اه تكيد لزوجها وتدس من تحته وعلى علاقات محرمة. فالقضية اذا ان تسأل الله التوفيق والهداية وان يرضى الانسان يبقى الانسان يقول بعض الناس يا اخواني في الحياة دائما ما شأنه وهذا ابوه انه لو كان هكذا تقول بعض النساء لو كان زوجي صالح لكان وضعي افضل من هيك وما كنتش بهذا الضعف فالايمان لا لا تلقي ضعفك في الايمان على شيء من امور الدنيا لا تلقي اسباب ضعف الايمان لديك على شيء من امور الدنيا. هذا القرآن بين يديك ها يكفي انك تملك القرآن. من كان القرآن بين يديه يستطيع ان يصل الى اعلى درجات الايمان واياك ان تظن النكهة او انك الرجل والمرأة. اذا كنت على علاقة بزوجة او بزوج صالح انه هادا خلص هو الذي سيضمن لك التدين والمحافظة على الطريق. فكم من امرأة كانت عند رجل صالح وكم من اه رجل كانت عنده زوجة صالحة لكنه لم ينتفع ولم يستطع. وهذه اكثر القصص عجبا. امرأة مع نبي ليست مع رجل صالح فقط مع النبي ولم تستطع بنوره. في المقابل امرأة صالحة مع رجل فاجر كافر ولم تتأثر به وبقيت محافظة على صلاحها هذا من الامور التي تستحق ان نقول تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ثم تتابعت بعد ذلك سورة تبارك على ذكر دلائل وبراهين ان الربوبية لله سبحانه وتعالى ووحدانيته بالعديد من الايات الذي خلق سبع سماوات انطباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فاوجئ البصر والترى من فطور اما امنتم من في السماء يغسلك الارض فاذا هي تمور اما منت من في السماء يرسل اليكم حاصد وستعلمون كيف ندير؟ يعني سورة تبارك خاصة الصفحة الاولى منها ركزت على موضوع دلائل ابراهيم وحدانية الله سبحانه عنه وتعالى. ثم جاء في ختامها الوعيد والتهديد بالعقوبة بوقوع العقوبة الالهية على المعاندين الذين لا يستدلون ولا ينتبهون لهذه البراهين بل يعرضون عنها وقوع العذاب الشديد من الله سبحانه وتعالى في الدنيا قبل الاخرة. امنتم بمن في السماء ان يسبق واضاف الي تمورا امنت من في السماء يرسل اليكم حاصبا ثم الله سبحانه وتعالى يبين كل هذا الوعيد ماذا يقابله المشركون؟ ويقولون مات هذا الوعد وانتم صادقين فيقود الله عز وجل للنبي يقول انما العلم عند الله وانما انا نذير مبين فلما رأوه زلفة سيئة وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كتب به تدعون. قل لرأيتم من هلكني الله ومن معي او رحمنا. ومن يجير الكافرين من عذاب اليم. ثم بعد كذلك تأتي سورة القلم يقول ابن الزبير فيها لما تضمنت سورة الملك من عظيم البراهين الدالة على الوهية الله ووعدانيته وربوبيته. ما تعجز العقول عن استيفاء الاعتبار ببعضه فقط الاعتبار بغلق السماوات بقوله الذي خلق سبع سماوات فباقى آآ وجيئة وقولي ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر ثم ذكر يعني بعض الفوائد الجميلة في هذه الايات البلاغية لكن يصعب علي بسطها الان وقال ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح. الا يعلم من خلق مع كل هذه الدلائل مع كل هذه البراهين آآ اتبعت سورة اه بعد كل هذه البراهين بعد كل هذه الدلائل اتبعت آآ سورة تبارك في سورة القلم ليخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ان هذا الكتاب الذي اعطيتك اياه وفيه هذه الدلائل وفي هذه البراهين وفي هذه الهدايات هذا كتاب نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ولست بهذه النعمة يا محمد بمجنون كما يزعم الكافرون او بك سحر او مس او ما شابه ذلك مما يتقولونه عليك نون والقلم وما يسطرون. ما انت بنعمة ربك بهذا الكتاب الذي انزل عليك بمجنون وانى يصح من مجنون ان يتصور تلك البراهين وقد انقطعت دونها انظار العقلاء. هل يعقل يعني هذا خطاب لكفار قريش ان يكون محمد مجنون كما زعمتم صلى الله عليه وسلم وحاشاه ومما يقول الظالمون. هل يعقل ان يكون مجنون يسوق كل هذه البراهين التي هي في غاية الاحكام والدقة والتي يعني ينقطع عندها انظار العقلاء يمكن هذا الكلام ان يكون بكلام مجنون فكيف ببسطها وايضاحها بهذا النسق الموجز وهذا النظم المعجز وهذا التلاؤم الذي حيره العقول. وهذه العبارة التي تفوق كل قول هذا القرآن لا يستطيع احد ان يأتي بمثله اما انت يا محمد بنعمة ربك بمجنون؟ وهذا مطلع في سورة القلم ما انت بنعمة ربك بمجنون. بعد كما قلنا ذكر الدلالة والبراهين بصورة عجيبة ملفتة رائقة في سورة تبارك. هذا المطلع ما اتى بنعمة ربك مجنون. هو في الحقيقة جواب جواب لما في اخر سورة القلم لما قال الله سبحانه وتعالى وان يكاد الذين كفروا ليزلقون في ابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه مجنون دعوكم من محمد صلى الله عليه وسلم فهو مجنون في الحقيقة هنا قدم الجواب على على هذه الجملة. يعني انت تقول الاصل اذا ان تكون ما انت بنعمة ربك بمجنون. في ختام سورة القلم بعد قول المشركين ويقولون ان هنا مجنون الجواب من الله ما انت بنعمة ربك مجنون. لكن هنا الذي حدث لا المعاكس. هو ان الله سبحانه قدم الجواب في مطلع سورة القلم واخر ما ادعاه المشركون وما فاهت به افواههم الى ختام سورة القلم ما الحكمة في ذلك؟ يقول وتقدم الجواب بنفي قولهم تنزيه عنه على حكاية قولهم لماذا؟ ليكون ابلغ في اجلال النبي صلى الله عليه وسلم واخف وقعا عليه وانشط بحاله في تلقي ذلك منهم اي تحمل ما يقولونه. ولهذا قدم له صلى الله عليه وسلم مدحه بما خصه به من الخلق العظيم. اذا هذا من باب التعظيم والاجلال من الله سبحانه وتعالى لنبيه ومن مراعاته سبحانه وتعالى لمشاعره واحاسيسه. فقدم له الجواب نون والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون. بهذا القرآن هذه النعمة العظيمة اياك ان تظن انك مجنون كما يزعمون. وان لك لاجرا غير ممنون وانك لعلى خلق عظيم ثم انزل الوعيد. فستبصر ويبصرون بايكم المفتون. ستعرف يا محمد وسيعرفون من هو المجنون؟ سيعرفون من هو المفتون الذي اضله الله سبحانه وتعالى ثم ذكر سبحانه وتعالى لماذا اتى بهذا المطلع فقال ما انت بنعمة ربك مجنون اتى به جوابا عما قاله المشركون في اخر سورة القلم ويقولون انه لمجنون. فاتاهم الجواب في بداية السورة. وعرفنا ما هي الحكمة من ذلك واقرؤوها انتم ما انت بنعمة ربك المجنون تعظيما واجلالا للنبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه نهاية تعليقي على هذا المقطع من كتاب البرهان وان شاء الله في المجلس القادم نعلق على مقطع اخر وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم