بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين هذا هو المجلس الثامن في تعليقنا على كتاب فضائل القرآن للامام ابن كثير الدمشقي رحمة الله تعالى عليه وقد عقد ابن كثير رحمة الله عليه فصلا تتمة للباب السابق باب من لم يتغنى بالقرآن ذكر فيه مجموعة من الاحاديث والاثار التي تدل على اهمية تحسين الصوت بالقرآن وكيف ان الله سبحانه وتعالى يقبل على ذلك العبد الذي يقرأ القرآن بصوت حسن لكن بعيدا عن التكلف والقراءة بالالحان على ما سيأتي بيانه باذن الله ذكر الحديث الاول من كتاب فضائل القرآن لابي عبيد القاسم ابن سلام قال ابو عبيد حدثنا عبدالله بن صالح عن قذاف ابن رزين عن علي ابن رباح اللخمي عن عقبة ابن عامر خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن في المسجد نتدارس القرآن. وهنا انظروا احبابي كيف ان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يحرصون على ان يتدارسوا كتاب الله سبحانه وتعالى فيما بينهم في المساجد فقال صلى الله عليه وسلم عندما رأى هذا الجمع المهيب من الصحابة يتدارسون القرآن وينشغلون به. قال تعلموا كتاب الله واقتنوه قال وحسبت انه قال وتغنوا به اي على هذه الرواية بخلاف هل قال النبي صلى الله عليه وسلم تعلموا كتاب الله واقتنوه؟ ام قال تعلموا كتاب الله وتغنوا به. هناك خلاف لكن سيأتي معنا. هناك حديث اخر الحديث الذي يليه مباشرة جمع عن النبي صلى الله عليه وسلم بين اللفظتين بين لفظة اقتنوه وتغنوا به اذا تعلموا كتاب الله واقتنوه. ما معنى الاقتناء؟ اي ان تجعل كتاب الله سبحانه وتعالى كالمال الذي تقتنيه وتهتم به وتكون حريصا على حاله. وهذه من المعاني الشريفة التي ينتبه اليها في هذا الحديث ان المسلم عليه ان يكون حريصا على كتاب الله سبحانه وتعالى. الشعور بذلك الحرص هذا من سمات اهل الايمان. لان كثيرا من الناس حتى ممن يقرؤون القرآن من اهل الدين لا تجد عنده ذلك الشغف ذلك الاقبال. اه تلك النهمة على كتاب الله سبحانه وتعالى. وليس هذا بحاجة امن كامل اهل الكمال في الايمان الذين يقتنون كتاب الله سبحانه. ما معنى ان اقتني كتاب الله؟ ان اعامله معاملة الاموال التي اقتنيه من حيث الاهتمام به وتفقده والانتباه لحاله في قلبي وفي علاقة معه ولا اكون هاجرا له واما على الرواية الاخرى وتغنوا به فهذا هو المقصد من هذا الحديث اهمية التغني بالقرآن اي تحسين الصوت في قراءته. قال صلى الله عليه وسلم فوالذي نفسي بيده له واشد تفلتا من المخاض. المخاض هي الناقة الحامل له واشد تفلتا من المخاض من العقل. العقل هو الرباط الناقة التي تكون معقولة اي مربوطة تكون دائما تجول وتحاول ان تخلص نفسها وان تفلت من هذا العقال من هذا الرباط. فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر انه من لم ينشغل بالقرآن من لم يتخذ القرآن كالقنية يعتني به ويتفقده حتى يفهم من هذا القرآن. القرآن لا ينتظرك اذا كنت مهملا القرآن سيغادر. عليك انت ان تتفقد القرآن في قلبك. فهو الذي نفسي بيده لهو اشد تفلتا من المخاض من العقل كيف الناقة الحامل تحاول ان تتفلت من عقالها كذلك القرآن من لم يكن حريصا عليه القرآن سيذهب منه وهناك سند اخر لهذا الحديث فقال ابو عبيدة حدثنا عبد الله بن صالح الحديث الى عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الحديث السابق الا انه جمع بين اللفظ كما قلت قال صلى الله عليه وسلم واقتنوه وتغنوا به وكلا المعنيين الشريف. لذلك قال ولم يشك اي هذا الحديث الاخر ما فيه شك. هل قال اقتنوه او تغنوا به لا هو هذا الاسناد الاخر بدون شك ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين اللفظتين طيب وفي بعض الفاظه خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن فسلم علينا لماذا ذكر ابن كثير هذه الرواية او هذه اللفظة انه جاء في بعض الفاظ هذا الحديث خرج علينا اي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن فسلم علينا. يقول ابن كثير فيه دلالة على السلام على القارئ وهذه مسألة اختلف فيها الفقهاء. اذا وجدت شخصا يقرأ القرآن ودخلت عليه مسجدا او بيتا هل اسلم عليه؟ ام لا يشرع السلام في تلك الحالة حتى لا اقطعه عن القرآن؟ ذهب جمع من الفقهاء ان الانسان اذا دخل على رجل وهو يقرأ القرآن لا يسلم عليه. حتى لا يشغله عن قراءة القرآن وذهب بعضهم الى انه لا يشرع السلام على قارئ القرآن واستدلوا بهذا الحديث قرض علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن فسلم علينا. فهنا استنبط ابن كثير رحمة الله عليه ان في هذا اللفظ دلالة على جواز السلام على او على مشروعية السلام على قارئ القرآن. ثم قال ابو عبيد القاسم ابن سلام حدثنا ابو اليمان الحديث بسنده عن المعاصر بن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعا المهاصر ابن حبيب ليس صحابيا. بالتالي لما يقول المهاصر ابن حبيب قال صلى الله عليه وسلم معناته هناك انقطاع. هناك حلقة مفقودة من هذا الحديث الحديث مرسل لكن عموما الحديث المرسل تقبله طائفة كبيرة من اهل العلم. قال صلى الله عليه وسلم يا اهل القرآن اسمعوا هذا الحديث يا اهل القرآن لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته اناء الليل والنهار. وتغنوه وتقنوه واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون انظروا الى هذا الحديث. يا اهل القرآن لا توسدوا القرآن. ما معنى لا توسدوا القرآن الا تناموا عن القرآن في الليل اجعلوا آآ للقرآن نصيب من الليل. اما ان يبقى الانسان نائما طوال ليله هاجرا لكلام ربه سبحانه. فليس هذا من كمالات اهل الايمان لا توسدوا القرآن اي لا تناموا عنه واتلوه حق تلاوته اناء الليل والنهار. وتغنوه اي حسنوا صوتكم به. وتقنوه اي اتخذوه اي كالمال الذي تقتنوه. وتعتنوا به. وهنا نلاحظ ايضا انه جمع بين التغني به واقتناؤه واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون قال ابو عبيد تغنوه لا لاحظ ابو عبيد هنا فسر كلمة تغنوه ليس على المعنى المشهور عند المحدثين وهو تحسين الصوت به. بل على المعنى الذي عن سفيان ابن عيينة في مجلس البارحة وهو ان المراد بتغنوه اي اجعلوه غناءكم من الفقر اي استغنوا به عما سواه وهذا من التفاسير ايضا المعروفة عند السلف لكلمة وتغنوه او كلمة التغني بالقرآن. فالتغني بالقرآن او تغنى بالقرآن. هذه الالفاظ التي وردت في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف في تفسيرها كما ذكرنا في المجلس السابق. منهم من حمل التغني بالقرآن وامر النبي صلى الله عليه وسلم التغني به على معنى تحسين الصوت به وهذا هو المشهور وهذا هو الذي نصره ابن كثير في كتابه هنا وهناك بعض الائمة رضوان الله عليهم فسروا التغني بالقرآن اي الاستغناء به. الشعور معه بالغنى انني مكتف به لا احتاج الى غيره ولعل هذا المعنى هو ظاهر فهم البخاري رحمة الله تعالى عليه. ونلاحظ ان ابا عبيد مال الى هذا الفهم ان التغني المراد ان يجعلوه غناءكم من الفقر. وفي الحقيقة كلا المعنيين شريف التغني بالقرآن مأمور به اي تحسين الصوت بالقرآن دلت عليه الاثار والاحاديث والاستغناء بالقرآن عن غيره من كلام البشر وان يكون الانسان منشغلا به عما سواه ايضا من هاني الشريفة فكلا المعنيين الشريف لكن الازهر والاشهر ان المراد بالتغني هو تحسين الصوت به وقوله وتقنوه اي اقتنوه كما تقتنوا الاموال اي اجعلوه من اموالكم وهذا بيناه لكم قال ابو عبيد ذكر الحديث باسناده عن فضالة ابن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظروا هذا الحديث احبابي الذي يدل على فضيلة قراءة القرآن. قال صلى الله عليه وسلم الله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة الى قينته. صاحب القينة اي الرجل الذي عنده جارية تغنيه اه عند العرب وفي يعني خلينا نقول في القرون السابقة اه كان هناك الاماء المغنيات وكان اصحاب رؤوس الاموال ترون الاماء المغنيات لتغني له ويجلس هو يطرب على سماع صوتها. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة لله اشد اذنا اي اشد استماعا وانصاتا للرجل الحسن الصوت بالقرآن من انصات صاحب القينة اي صاحب الجارية المغنية لجاريته وهي اغني له وانظروا الى هذا الشرف احبابي. كيف ان الله جل في علاه وهو مستو على عرشه فوق سماواته يقبل على ذلك العبد الذي يتلو القرآن بصوت حسن. الله يقبل عليك لا تتكلم عن اقبال مسؤول ولا تتكلم عن رجل من اهل الدنيا انت تتكلم عن اقبال خالق الاكوان عليك يا قارئ القرآن اذا حصنت صوتك به واكرم وانعم واجل به من اقبال منه سبحانه وتعالى اه وجاء الحديث ايضا الله اشد اذنا الى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة الى قينته اي ان الله يستمع له ويقبل عليه في ذلك الاستماع وهذا من اهتمام الله سبحانه وتعالى بكتابه. يعني انت اذا انتبهت ان الله سبحانه وتعالى يحب ان يسمع القرآن من عبيده وجاء ايضا في بعض الاثار آآ وقال ابو القاسم البغاوي ذكر الحديث وحدثنا محمد بن حميد هذا الحديث حقيقة ضعيف حديث ابو القاسم البغوي حدثنا محمد بن حميد غنوا بالقرآن ليس منا من لم يغني بالقرآن وابكوا فان لم تقدروا على البكاء فتباكوا. الحديث ضعيف حقيقة بل ذكر انه واهن لذلك انتقل الى الحديث الذي يليه قال صلى الله عليه وسلم حديس سعد بن ابي وقاص قال صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغنى بالقرآن. لاحظوا الكلام شديد عن اهمية التغني وتحسين الصوت. المراد بالتغني اي تحسين الصوت وان يجاهد الانسان ان يخرج القرآن غضا طريا. ما يكون الانسان يقرأ القرآن هذر مذر لانه قراءة الهذر المذر من دون تغن وبدون تكلف تحسين الصوت يعني تبعد اثر القرآن عن قلب الانسان. تحسين الصوت والاعتناء والاحتفاء بكلام الله سبحانه وتعالى. هذا من علامات الحب الصادق بينك وبين كلام ربك. اما الانسان الذي يقرأ القرآن كما يقرأ اي كتاب وهمه فقط ان ينهي ورده. وما عنده هم ان يكون للقرآن اثر في نفسه. وهذا الاثر لا يأتي كما قلنا الا من خلال التغني في القرآن وتحسين الصوت به ومحاولة استشعار الايات من؟ لم يكن حاله حال المتغني بالقرآن النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا ليس منا وهذا حديث فيه شيء من الوعيد ينبغي ان ينتبه الى هذا يرعاكم الله. ليس منا من لم يتغنى بالقرآن اه الحديث الذي يليه ان هذا القرآن نزل بحزن فاذا قرأتموه فابقوا هذه الاحاديث انه القرآن نزل بحزن ايضا احاديث ضعيفة. فنقفز عنها ليس منا من لم يتغنى بالقرآن. طبعا احبابي الكرام نفس الشيء وقع خلاف في حديث ليس منا من لم يتغنى بالقرآن هل المراد بالتغني هو تحسين الصوت وتزيينه او المراد ليس منا من لم يتغنى بالقرآن اي ليس منا من لم يستغني بالقرآن عن غيره. نفس الخلاف في فهم المراد بالتغني. لكن ابن كثير يرجح ان المراد بالتغني هو تحسين الصوت لذلك انظروا هذا التفسير اه ابو لبابة رضي الله تعالى عنهما ذكر حديثا طويلا. المهم ابو لبابة يقول في نهايته سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من لم يتغنى بالقرآن قال فقلت لابن ابي مليكة عبد الجبار ابن الورد احد رجال الاسناد الذي اخذ الحديث عن ابن ابي مليكة يطلب من ابي مريكة ان يشرح له ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغنى بالقرآن؟ فقال له ابن ابي مليكة يا ابا محمد ارأيت اذا لم يكن حسن الصوت فقال يحسنه ما استطاع. يعني واضح ان اه عبدالجبار بن الورد عفوا كان يدرك ان المراد بالتغني القرآن تحسين الصوت به. كما يدرك هذا المعنى. لكنه يقول لابن ابي مليكة يا ابا محمد طب اذا كان الانسان صوته رديء ماذا يفعل؟ كيف يتغنى بالقرآن؟ فقال يا ابن ابي مليكة يحسنه ما استطاع. انت ابذل جهدك دعي الله سبحانه وتعالى يرى منك اهتماما ان تقرأ القرآن بقراءة مؤثرة. والله عز وجل يعطيك اه على هذه النية اه فنداء لك ابن كثير علق على هذا الحديث يقول فقد فهم من هذا اي من تعليق ابن ابي مليكة على كلام عبدالجبار. ماذا نفهم من هذه القصة؟ نفهم من هذا ان نهم ان السلف رضوان الله تعالى عليهم انما فهموا من التغني بالقرآن انما هو تحسين الصوت به وتحزينه كما قاله الائمة يعني كما قلت لكم كثير يريد ان يرجح ويبين ان اكثر السلف انما فهموا قضية التغني بالقرآن انها تحسين الصوت به. وليس المقصود بهذه الالفاظ بالقرآن عن غيره وان كان هذا المعنى شريف. يعني الاستغناء بالقرآن عن كلام المخلوقين شريف. لكن هل هذا المعنى هو المراد بالحديث؟ هذا هو موطن النزاع والحديث الذي يليه ايضا زين القرآن باصواتكم. وهذا اسناد جيد كما ذكر ابن كثير رحمة الله عليه كله يدل على اهمية تحسين الصوت بالقرآن اه والمراد من تحسين الصوت. الان انظروا ماذا يقول ابن كثير والمراد من تحسين الصوت بالقرآن تطريبه وتحزينه والتخشع به ثم ذكر حديثا قال للنبي حديث ابو موسى الاشعري لما النبي صلى الله عليه وسلم سمع ابا موسى الاشعري وهو يقرأ القرآن فقال صلى الله عليه وسلم يا ابا موسى لو رأيتني انا استمع قراءتك البارحة فقال ابو موسى اما والله لو علمت انك تسمع قراءتي لحضرتها لك تحبيرا. وروى مسلم ايضا آآ هذا الحديث عن طريق طلحة به وزاد لقد اوتيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي موسى الاشعري لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود يقول ابن كثير والغرض ان ابا موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لو اعلم انك تسمعه لحضرته لك تحبيرا دل كلام ابي موسى الاشعري واقرار النبي صلى الله عليه وسلم له على ذلك دل على ماذا؟ على جوازه تعاطي ذلك وتكلفه اي يدل على جواز ان يتكلف الانسان تحسين الصوت بالقرآن جواز ان يتكلف الانسان تحسين الصوت بالقرآن وان يصل به الى اعلى درجات الاداء. وقد كان ابو موسى كما قال عليه الصلاة والسلام اعطي صوتا حسنا كما نذكره ان شاء الله مع خشية تامة ورقة اهل اليمن. ابو موسى الاشعري يمني فكان عنده خشية تامة لله سبحانه وتعالى وهو يقرأ الايات والرقة المعروفة عند اهل اليمن مع الصوت الحسن. لما جمع كل هذه الامور فكان صوته يعني كما يقولون تحفة فمن التحف حتى النبي صلى الله عليه وسلم شدته قراءته رضي الله تعالى عنه ويروى ان عمر ابن الخطاب كان اذا رأى ابا موسى قال ذكرنا ربنا يا ابا موسى فيجلس ابو موسى الاشعري فيقرأ القرآن عند عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه وذكر ابو عثمان النهدي قال كان ابو موسى يصلي بنا فلو قلت اني لم اسمع صوت سنج قط ولا بربط قط ولا شيء قط احسن من صوته اي لقلت ذلك كان بعد ان توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان ابو موسى الاشعري يؤم الناس ويصلي بهم في التراويح وفي غيرها. فابو عثمان النهدي عبد الرحمن ابن مل يقول يعني من شدة جمال صوت ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه. يقول اه ابو عثمان النهدي اني لو قلت اني لم اسمع صوت سنج قط. السنج احبابي الكرام اه هي عبارة عن اه آآ نقول الة نحاسية كانوا يضربون بعضها ببعض تكون اه مثل الطبق في اليد اليمين والطبق باليد الشمال يضربان ببعضهما البعض فيصدران صوتا وهذا كانوا يستعملونه في الافراح. وكذلك البربط مثل العود. البربط الة مثل العود تصدره صوتا اه مثل اصوات الموسيقى فهو يقول ابو عثمان النهدي صوت بو موسى الاشعري صوت ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه افضل واجمل من صوت السنج اذا ضرب ومن صوت الة العود المشهورة وهذا يدل على ان الله سبحانه وتعالى فعلا اتاه مزمارا من مزامير ال داوود اه ايضا سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها تأخرت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي بعد العشاء. فقاتلها النبي صلى الله عليه وسلم اين كنت؟ فقالت كنت قراءة رجل من اصحابك لم اسمع مثل قراءته وصوته من احد فقام النبي صلى الله عليه وسلم ينظر من هذا الصحابي الذي يعني شدت قراءته عائشة رضي الله عنها فقام فقمت معه حتى استمع له ثم التفت الي فقال هذا سالم مولى ابي حذيفة الحمد لله الذي جعل في امتي مثل هذا وهذا اسناده جيد الحديث كما قال ابن كثير لاحظوا احتفاء الصحابة واعتناؤهم بموضوع التغني بالقرآن والاهتمام به وكيف الصحابة ابو موسى الاشعري جالس في المسجد بعد العشاء يصلي ويقرأ القرآن مولى ابي حذيفة جالس في المسجد بعد العشاء يصلي ويقرأ القرآن آآ قبل قليل مر معنا عن مجموعة من الصحابة انهم كانوا جالسين في مسجد يتدارسون القرآن. انظروا هذه الحاجة القرآنية التي كانت سائدة في عصر الصحابة. وانظروا اثرها على تربيتهم على نشأتهم. كيف ان هذا ان صبغ قلوبهم واعادها اه الى الاقبال على الله سبحانه وتعالى واخرجها من تلك الجاهلية. ثم اصبحوا قادة الامم وفتحوا الفتوحات وانتشروا في افاق الارض هل تظنون ان انتشار الصحابة في الفتوحات الاسلامية السيطرة على افاق الارض. كانت بالقضية السهلة مجرد انسان متحمس نندفع لدينه من دون ان يكون عنده تربية ايمانية قرآنية عالية. والله يا احبابي الكرام ان تلك الفتوحات الاسلامية التي عمت مشارق الاضواء انما هي اثر جلوسهم في المساجد بعد العشاء ليقرأوا القرآن. اثر حلقات تدارس القرآن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. التربية القرآنية هي التي صبغت تلك واعدتها لما لحمل مسؤولية الحضارة المسلمة بحمل مسؤولية اقامة الدولة واعلان راية الجهاد ونشر الدين في الافاق. هذه الامور احبابي لا تأتي من الكسالى لا تأتي ممن ينامون عن القرآن لا تأتي من لا يقومون الليل لا تأتي من انسان هاج لكلام ربه الاسبوع والاسبوعين. حمل هم هذه الامة وآآ اعادة النصر اعادة ما سلب من اراضي المسلمين. انما يحتاج منا ان نعود الى موائد القرآن. وفي الصحيحين من حديث جبير بن مطعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في مغربي بسورة الطور فما سمعت احدا احسن صوتا او قراءة منه النبي صلى الله عليه وسلم هو احسن الناس صوتا. وقراءة واتماما للقراءة بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه. وفي بعض الفاظ الحديث يقول جبير فلما اسمعته اي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ من سورة الطور هذه الاية ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون قلت ان فؤادي قد انصدع لجلالة هذه الاية في اقرارها لربوبية الرب الخالق بهذه المخلوقات هل يعقل ان هذا العالم وهذه المخلوقات خلقت من الصدفة من يعني كما يقولون هكذا مجرد مصادفة من دون وجود اله اراد واختار ان تخلق كما يقول الملحدون والعياذ بالله ام ان هذه المخلوقات هي اوجدت نفسها بنفسها وهذا من المستحيلات العقلية. ان يوجد الشيء نفسه بنفسه اذا كانت لم توجد من العدم مصادفة لم توجد من العدمين مصادفة ولم تخلق نفسها بنفسها اذا لابد من رب هو الذي خلقها واوجدها. لما تأمل جبير ابن مطعم هذا المعنى الذي يقرر ربوبية خالق الاكوان سبحانه وتعالى باجل الصور واوضحها في الاستدلال. هنا قال خلت ان فؤادي قد انصدع وكان الزبير طبعا لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الطور جبير لم يكن حينئذ مسلما. يعني انظروا رجل مشرك كان هو سيدنا الزبير لما سمع هذه الايات كان حينئذ مشركا. كان مشركا مع ذلك لما سمع هذه الايات القرآنية كاد قلبه ينصدع. فما بالنا احبائي نحن من اهل الاسلام لا تنصدع قلوبنا ولا تسيل دموعنا ولا تقشعر جلودنا حينما نسمع كلام الله سبحانه وتعالى نعوذ بالله من قسوة القلب آآ يقول ابن كثير وكان الجبير لما سمع هذا بعد مشرك اي كان ما زال على الاشراك على دين قومه وانما كان قدم في فداء اسار ما بعد بدر. يعني كان جبير في تلك اللحظة آآ ورسول كفار قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يدفع له فداء اسرى بدر وناهيك بمن تؤثر قراءته في المشرك المصر على الكفر يعني ناهيك ان يكفيك كيف ان قراءة النبي صلى الله عليه وسلم استطاعت ان تؤثر في ذاك المشرك المصر على كفره وان تصدع قلبه. فكان هذا طبعا في سبب هداية جبير ابن مطعم بعد ذلك رضي الله عنه. ولهذا احبائي الكرام انظروا ماذا يقول من ولهذا كان احسن القراءات ما كان عن خشوع من القلب احسن قراءة واجمل قراءة هي التي تشعر معها ان القارئ خاشع القلب. بعض الناس احبابي يحسن صوته بالقرآن لكنك تشعر انه يتكلف هذا من اجل الناس فسبحان الله لا تنسجم مع قراءته مع ان صوته قد يكون حسنا ولربما البعض لا يكون اوتي يعني حسن صوت عالي جدا لكنك تشعر ان قراءته خاشعة تخرج من قلبه وتتأثر معه والله مع ان جودته ليست كجودة صوت الاخر. لكن الخشوع طبغ هذا الصوت بمادة تدخل قلوب الصادقين اه كما قال ابو عبيد حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم عن ليث عن طاووس احسن الناس صوتا بالقرآن اخشاهم لله. الذي يقرأ القرآن بقلب يخشى الله سبحانه وتعالى الله تجد على صوته اثر تلك الخشية تجد على صوته اثر تلك الخشية تم يعني هو احتفى بالكثير بهذا الاثر احسنوا الناس صوتا بالقرآن اخشاهم لله. وسؤول النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس احسن صوتا بالقرآن؟ فقال الذي اذا سمعته رأيته يخشى الله عضو هذا الاثر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس احسن صوت بالقرآن؟ فقال الذي اذا سمعته رأيته يخشى الله. يعني اذا انصت لقراءته تشعر ان هذه قراءة خاشع قراءة انسان يخاف ربه يخشى من لقائه. اليس مجرد قراءة انسان يعني يتغنى بالقرآن من دون فهم وتدبر لمعانيه والحياة مع طيب ثم يقول ابن كثير والغرض ان المطلوب شرعا انما هو انما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة. يعني ان المطلوب شرعا من قضية تحسين الصوت بالقرآن انما هو التحسين الذي يبعث على تدبر القرآن وتفهمه. ليس المراد مجرد تحسين الصوت هكذا من اجل التحسين. من دون ان يكون هناك وعي وتدبر وتفهم لما يقرأ من الايات. لأ. نحن نريد تحسين الصوت لان حسن الصوت يجذب الى تدبر القرآن والى تفهمه والى او يولد الخشوع والخضوع عند مستمعه. ثم قال اما الاصوات بالنغمات محدثة هذي انتبهوا يا احبابي لانها قضية ايضا منتشرة في واقعنا المعاصر اما الاصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الاوزان وهو ما يسمى في وقتنا المقامات المقامات مقام الصبا ومقام النهوند وغيرها. والاوضاع الملهية والقانون الموسيقائي هذا السلم الموسيقي الذي يقولونه. فهل الانسان يعتني ويهتم بان يقرأ القرآن على تلك المقامات وعلى تلك الاوضاع الموسيقية يقول فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم ان يسلك فيها ادائه هذا المذهب اذا نلاحظ ان ابن كثير يرى ان القرآن لا ينبغي ان يتكلف فيه القراءة على تلك المقامات وان يتكلف فيه السير على القانون او القواعد السلم الموسيقي الذي يعتني به اصحاب الالحان. لا لا انت تقرأ القرآن وتحاول ان لتحسن صوتك به لكن لا يكون هم الانسان ان يأتي بمقام معين على ايقاعاته. واذا لم ياتي به يعني يأتي بمقام اخر ويحاول ويتكلف ويذهب الى مدارس تعلمه هذه الالحان وهذه الايقاعات. ويكون شغله بالقرآن مقتصرا على هذا. يقول القرآن جل عن هذا الامر. هو لم ياتي من اجل هذه القضية الان لو ان شخص مثلا اه عنده عدم انضباط في الصوت ذهب الى معلم يعلمه كيفية الانضباط في الصوت. اقول والله اعلم مثل هذا القدر المعتدل لا حرج فيه اما ان يكون التقصد وتعمد من الانسان ان يتعلم المقامات ويبدأ بعد ذلك يطبق القرآن على هذه المقامات ويكون هذا الشغل الشاغل. في الحقيقة هذا موضوع نهى عنه السلف رضوان الله تعالى عليهم. لذلك يقول ابن كثير وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب واصواتها واياكم ولحون اهل الفسق واهل الكتابين. وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين اه يعجبهم شأنهم الان هذا الحديث منكر يعني ليس حديث ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك يعني لن اعلق عليه كثيرا لكن ابن كثير تدل به وبغيره على ان موضوع القراءة بالالحان وبالمزامير موضوع نهي عنه. لكن الحديث الاقوى منه هو الحديث الذي سيأتي معناه حديث يزيد عن شريك عن الاقظام عن زيدان ابي عمر عن علي قال كنا على سطح ومعنى اي على سطح بيت او على سطح شيء من ذلك ومعنا رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يزيد لا اعلمه الا قال الغفاري احد الصحابة ربما غير مشهور لكنه احد الصحابة الكرام اه عابس الغفاري رأى الناس يخرجون في الطاعون يعني كان وقع طاعون كما تعلمون طاعون عمواس فعابس الغثاء لاحد الصحابة وهو على سطح منزل مع بعض التابعين. رأى اناس يهربون من الطاعون. فقال ما هؤلاء؟ عابس الغثاء ليسأل من هؤلاء فقيل له اهؤلاء اناس يفرون من الطاعون ويخرجون من البلد تعابس الغفاري اخذ يعني يصرخ ويقول يا طاعون خذني يا طاعون خذني التابعون حوله قالوا يعني انت صحابي اتتمنى الموت قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يتمنين احدكم الموت كيف تتمنى الموت فقال انا يعني الان يريد ان يعلي العابس الغفاري لماذا قال هذا؟ قال اني ابادر خصالا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على امته. قال انا تمنيت الموت ليس لاني اريد الموت وانما اخشى على نفسي فتنة ولذلك قال السادة الحنابلة نعم الاصل انه يكره للانسان ان يتمنى الموت الا اذا خشي على نفسه الفتنة في دينه فتزول الكراهة. كراهة تمني حينئذ وهذا الصحابي خشي على نفسه الفتنة ويقول اني ابادر خصالا اي اريد آآ بتمني الموت ان استعجل حتى لا ادرك هذه الخصال التي تخوفها النبي صلى الله عليه وسلم على امته ما هي؟ قال بيع الحكم تصبح الحكم في بلاد الاسلام بيع. يأتي حاكم يبيع السلطة لحاكم اخر ويتداول بينهم. كما تتداول السلع والاستخفاف بالدم. اي يقتل الانسان بدم بارد من دون اي اهتمام او التفات كيف قتل ولماذا قتل قطيعة الرحم والرابعة وهذه هي موطن الحديث وقوم يتخذون القرآن مزامير يقدمون احدهم ليس بافقههم ولا افضلهم الا ليغنيهم به غناء وهذه خصلة انتبهوا لها احبابي حديث جيد في الحقيقة اي من الامور التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة يدركون ذلك ان يصبح هم الانسان ان يبحث عن مجرد الصوت الحسن من دون الاعتماد او الاهتمام دعونا نقول بقضية تدبر القرآن. ويصبح قضية تحسين الصوت وظيفة تصبح قضية تحسين الصوت والتغني بالقرآن وظيفة من الوظائف وناس وظيفتهم انهم مقرئون باصوات حسنة يوزعون في المآتم وفي الحفلات وفي الاماكن العامة يأتون يقرأون القرآن مقابل دراهم مقابل وظائف في مساجد كبرى في الدول. للاسف كما تشاهدون اليوم والقضية ان هذا الذي تقدم لامامة الناس لا هو بالافقه ولا هو بالافضل وانما انسان صوته جميل والناس يعني انجذبت له نأتي به ونعطيه ما له هذا الانسان يستغل هذه القضية يعني يعرف انه هو صوته جميل وان الناس تقصده للصوت فيستغلها ماديا وتلفزيونيا واذاعيا واينما ذهب يحاول ان يبرز نفسه مثل هذه القضايا هي فعلا من الامور التي لم اه ينزل الله سبحانه وتعالى القرآن من اجلها. نسأل الله العفو والعافية يقول ابن كثير وهذا يدل على انه محظور كبير وهو قراءة القرآن بالالحان التي يسلك بها مذاهب الغناء اللي هو الايقاع وقد نص الائمة على النهي عنه فاما ان خرج به الى التنطيط الفاحش يعني بعض الناس ربما هذا الكثير يكون في مصر او كثير من القراء المصريين هذا وجدته فيهم وبعض العراقيين ان خرج بهم الى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا او ينقص حرفا فهذا اتفق على تحريمه بعض الناس يصبح عنده من شدة تكلفه انه يمطط القراءة حتى من التمطيط تشعر انه ولد حرفا جديدا او انقص حرفا من كتاب الله. وهذا احبابي الكرام يصل الى التحريم هذي قضية ننتبه لها. اذهب الى الفصل الذي يليه او الباب الذي يليه. يعني هناك حديث نختم به ان شاء الله. اغتباط صاحب القرآن. كيف ان صاحب القرآن عليه بان يكون مسرورا سعيدا بما اتاه الله سبحانه وتعالى من اه حفظ كتاب ربه والانشغال بقراءته. حدثنا ابو اليمان. الان الحديث باسناد البخاري حدثنا ابو اليمان وهو الحكم النافع حدثنا عيب هو ابن ابي حمزة عن ابن شهاب الزهري حدثنا سالم ابن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد الا على اثنتين. والحسد هنا بمعنى الغبطة ليس الحسد بالمعنى المذموم لا الحسد معناه بالمعنى الممدوح. والحسد الممدوح هو معناه الغبطة وهو الذي يقصد به ان الانسان يتمنى اما ان يحصل على النعمة التي عند اخيه من دون ان يتمنى زوال النعمة عن اخيه يعني اوجدت نعمة عند اخي؟ فاتمنى ان تحصل لي هذه النعمة من دون ان تزول عن اخي. لا ارجو ان تزول عن اخيك. فهذا حسد تم غبطة ايضا ولا حرج فيه. لكن النبي صلى الله عليه وسلم يبين انه هذه الغبطة يجب ان توجه الى الامور الشريفة فيقول لا حسد الا على اثنتين رجل اتاه الله الكتاب اي القرآن فقام به اناء الليل هذا الذي يغبط في الحقيقة ان يكون الله اعطاك القرآن وجعلك من اهل قيام الليل. ها ليس فقط ان تعطى القرآن لأ لاحظ اعطاه الله القرآن فقام به اناء الليل. اعطي القرآن فعمل به. والله انعم به واكرم من شخص في المقابل الشخص الثاني رجل اعطاه الله مالا فهو يتصدق به اناء الليل والنهار فهدان الشخصان فعلا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من حسد هذين الشخصين والمراد بالحسد الممدوح يعني من غبطهما فهذا فعلا يعني هذا شيء يستحق الغبطة لان الانسان اذا اعطي قرآنا ورزقه الله قياما لليل يقرأ فيه القرآن ماذا يريد افضل من ذلك واذا كان انسان اعطاه الله عز وجل مالا ويستطيع ان يوظف هذا المال في اقامة المشاريع الخيرية والعلمية والصدقة على الفقراء والمساكين. وعلى المجاهدين في سبيل الله. ماذا يريد افضل من ذلك هذا من الامور فعلا الجيدة العظيمة نسأل الله سبحانه وتعالى الا يحرمنا منها. يقول ابن كثير ومضمون هذين الحديثين ان صاحب القرآن في غبطة وهي ما المراد بالغبطة في حسن الحال فينبغي ان يكون صاحب القرآن الذي يعمل به شديد الاغتباط والسرور بهذه النعمة ويستحب تخبيطه بذلك. يعني يستحب ان يتمنى الانسان. يعني اذا انت ما عندك نعمة القرآن يستحب ان تتمنى هذه النعم ان تحصل عندك. كما اتاه الله سبحانه وتعالى لغيرك طيب اه اه يقال ربطه يغبطه بكسر الباء غبطا اذا تمنى مثل ما هو فيه من النعمة وهذا بخلاف الحسد المذموم وهو تمني زوال النعمة اه اه النعمة المحسود عنه. لذلك يقول اذا والحسد الشرعي الممدوح هو تمني حال مثل ذاك الذي هو آآ على حالة سارة. ولهذا قال قال عليه الصلاة والسلام لا حسد الا في اثنتين. يعني هو اراد ان يفرغ ما هو الحسد الممدوح وما هو الحسد المذموم؟ الحسد المذموم هو ان تتمنى النعمة ان تحصل لك وان عن اخيك واما الحسد الممدوح فهو ان تتمنى ان تحصل على النعمة من دون ان تزول عن اخيك. واكيد فرق بين الامرين ثم قال فذكر النعمة القاصرة وهو تلاوة القرآن والنعمة المتعدية وهي انفاق المال. الان آآ احبابي الكرام اه قراءة القرآن ان تكون معك القرآن وانت منشغل بتلاوته اناء الليل والنهار. هذه بالتأكيد نعمة عظيمة. من نعم الله سبحانه وتعالى لكنه قال بنعمة قاصرة اي اثرها قاصر عليك وانتفاعها قاصر عليك واما المال فهو نعمة متعدية المال نعمة متعدية لان خيرها ليس مقتصرا على صاحب المال. لا لا لانه هو بشكل عام الصدقة غيرها ونفعها متعد يصل اه الى فقراء الى المساكين الى المشاريع الخيرية وما شابه ذلك. فيقول ابن كثير هذا الحديث تضمن نعمة قاصرة اي قاصرة في اثرها على صاحبها ونعمة متعدية اي نعمة يصل اثرها الى المجتمع الى الاخرين. وكلاهما من النعم العظيمة سواء نعم القاصرة وهي نعمة قرآن الذي يؤتاه الانسان فيقوم به او النعمة المتعدية وهي نعمة انفاق المال في سبل الخير ثم ذكر بعد ذلك مجموعة من الاثار يعني هي تحوم حول هذه الافكار وهذه المعاني التي ذكرناها. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وارزقنا علما نافعا يا ارحم الراحمين. وصلى الله قال سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم