بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. حياكم الله احبتي الكرام في مجلس جديد من تعليقنا على كتاب البرهان في بسور القرآن وهذا هو المجلس قبل الاخير باذن الله وقد انتهى بنا الحديث الى سورة الاعلى فما وجه مناسبة سورة الاعلى لسورة الطارق يقول ابن الزبير عليه رحمة الله لما قال سبحانه وتعالى مخبرا عن عمه الكافرين او عن عمه الكفار المراد بالعمى هو الحيرة والضلال عن عمه الكفار في ظلام حيرتهم انهم يكيدون كيدا ختام سورة الطارق الله سبحانه وتعالى بين ان الكفار يكيدون كيدا لهذا الاسلام ويمكرون مكر الليل والنهار. انهم يكيدون كيدا وكان وقوع هذا الكيد من العبيد المحاط باعمالهم والذين احيط بدقائق انفاسهم واحوالهم. هذا الكيد منهم لهذا الدين هو من اقبح مرتكب وابعده عن للمعرفة بشيء من عظيم امر الخالق سبحانه. فلو قدروا الله حق قدره لما فعلوا هذا ولما سولت لهم انفسهم هذا الكي تمام ووقوع الكيد من البشر لدين الله سبحانه وتعالى ولامر الله من الامور المستعظمة القبيحة هذا باختصار نهاية سورة الطارق فبدأت سورة الاعلى بتنزيه الله سبحانه وتعالى من هذه الفعلة الشنيعة. وقد مر معنا القاعدة التي ذكرها ابن الزبير رحمة الله عليه ان السور التي تبدأ بتنزيه الله سبحانه سبح ويسبح يكون هناك شيء قبلها في السورة التي قبلها من المستشنعات التي يفعلها الكفر فار. فينزه الله سبحانه وتعالى نفسه عن ذلك فيقول سبح سبح اسم ربك الاعلى. ثم ذكر عظيم شأنه سبحانه سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى امثل هذا يكاد آآ اه بدينه فمثل هذا يستهزأ به لكن المساكين يمكرون ويمكر الله. انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا بعد ان عظم الله سبحانه وتعالى شأنه وبين في ختام اه سورة الاعلى ان اه الناس ينقسمون الى قسمين. وهذه القسمة دائما يعني تكرر قرروا في الصور ليعرف الناس انقسام الخلق في هذه الحياة الدنيا الى اشقياء والى سعداء. فقال سبحانه وسيجنبها الاتقى الذي وسيجنبها الاشقى عفوا الذي يصلى النار الكبرى. ثم لا يموت فيها ولا يحيا. قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى الحياة الدنيا فبينت نهاية السورة الاعلى ان الناس ينقسمون الى اشقياء لا يزكون انفسهم ويكيدون لهذا الدين الى غير ذلك من الامور التي دلت عليها الايات فهؤلاء سيصلون النار. والى اناس عملوا لدين الله واهتموا بانفسهم اهتموا بالتزكية بصلاح القلوب. فارتقوا بايمانهم. فالله سبحانه وتعالى يجنبهم نار جهنم ويجعلهم من اهل السعادة ثم كتبت بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. لاحظوا والاخرة خير وابقى هذا المقطع الاخير يتناسب مع سورة الغاشية التي بدأت هل اتاك حديث الغاشية فالغاشية هي يوم القيامة هي الاخرة التي ختمت بها سورة اه الاعلى الله سبحانه وتعالى في سورة الاعلى يقول والاخرة خير وابقى. اي اثر هذه الاخرة على الدنيا. اعملوا لاخرتكم ثم الله سبحانه وتعالى اراد ان يزرع الهول من يوم القيامة. ويبين عظم هذا المشهد. انه هذه الاخرة التي قلت لكم اعملوا لها ولا تؤثر عليها الدنيا. هل تعرفون قدرها وعظمها وانقسام الناس فيها وهول مطلعها؟ فجاء السؤال بالاستفهام. هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية ليس لهم طعام الا من ضريبين مشهد الكفرة كيف سيكونون في الدار الاخرة. لا يسمن ولا يغني من جوع. وذكر الطرف الاخر وجوه يومئذ سعيها رابي هي القسمة الثنائية التي ذكرت في الاعلى وذكرت في الغاشية وتذكر في جميع الصور في العادة ان الله سبحانه وتعالى يذكر حال الفريقين في الدار اخرا يختار الانسان في هذه الحياة الدنيا كيف يريد ان يكون مشهده يوم القيامة؟ هي مشاهد مرسومة. انا وانتم في الدار الاخرة سنكون اما وجوه يومئذ خاشعة امنة ناصبة تصلى نارا حامية واما سنكون وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية مسرورة لسعيها لما انتجته وانجزته في هذه الحياة الدنيا. انا وانتم سنكون اما من هذا الفريق واما من هذا الفريق. الله سبحانه وتعالى يعطينا هذه المشاهد التي ستأتي يرسم لك هذا المشهد ليبقى في ذهنك وانت تقرأ القرآن. وانت تسير في الحياة انت من سيختار؟ هل ستكون ضمن هذا المشهد ام من هذا المشهد؟ والانسان الذي يكثر ذكر القرآن تبقى هذه المشاهد في قلبه في المشهد المخيف يبقى ومفزعا له والمشهد الجميل يبقى محبا راغبا فيه. هذه فائدة احياء هذه المشاهد وكثرة قراءة القرآن وختمت سورة الغاشية بذكر شيء من الدلائل وجود هذا الاله وعظيم امره. افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت؟ وانا قلت لكم كثيرا ان القرآن يعرفنا على الله ويدلنا عليه من خلال في طريقين من خلال طريق الخلق ومن خلال طريق العناية والتدبير فالقرآن ركز على هذين الدليلين من بدايته الى نهايته لانهما من اعظم الادلة. هناك ادلة اخرى لكن اقول من اعظم الادلة التي تدلك على وجود الاله وعلى على نيته في ربوبيته والوهيته دليل الخلق الذي ذكره الله عز وجل من خلق الانسان الى خلق السماوات والارض الى خلق النبات الى خلق الابل بالالاف الا ينظرون الى امريكية فخلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فهذا مثال على دليل الخلق وهذا يقودك الى الله سبحانه وتعالى وبعد ذلك ننتقل الى سورة الفجر سورة الفجر ايضا هي تأتي ضمن السياق الذي يوعد الله سبحانه وتعالى فيهم معاندين الذين يكيدون كيدا. كما ذكر في ختام سورة الطارق يعدهم الله سبحانه وتعالى بحال مشابه اتحاد الاقوام السابقين اذا هم استمروا على هذه المنهجية منهجية العناد. منهجية الكفر منهجية الكيد لدين الله سبحانه وتعالى. فيأتيهم الفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسرى هل في ذلك قسم لذي حجر؟ الم تر كيف فعل ربك بعاد؟ رمدات العماد الذي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك صوت عذاب. ان ربك لبالمرصاد والبعض ذكر ان ان ربك لبالمرصاد هي جواب القسم القسم الذي ابتلي به والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا ان ربك لبالمرصاد لان هذا هو دواب القسم الذي ابتدأ به فكل معاند كل كافر كل من يكيد لهذا الدين نقول له ان ربك لا بالمرصاد ثم ختمت السورة ببيان مشهد اليوم الاخر الا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا. وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان. هذا المشهد ايضا من مشاهد اليوم الاخر والقرآن يركز على رسم مشاهد اليوم الاخر حتى تبقى مستحضرة في ذهن القارئ دائما يبقى على وجل وعلى خوف هذا مشهد ثم نشاهده في اليوم الاخر. يوم يقف الانسان المفرط يوم يتذكر الانسان ما سعى. يتذكر الانسان المفرط ما سعى ويتذكر المؤمن في نفس الوقت ما سعى يوم ما يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى اه او عفوا كانني انتقلت الى صورة اخرى. كلا اذا ذكرت اندكى وداء ربك والملك وصف صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ نعم. يومئذ يتذكر الانسان هذه يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى يتذكر ما فعل في الهدايات الدنيا. هنا يقول يا ليتني قدمت لحياتي يتمنى الذي قصر الذي فرط الذي لم يكن مسارعا للصلوات لم يكن مع الصالحين لم تكن مواظبة على حجابها وعلى طهارتها لم يكن مواظبا على تقوى الله سبحانه كان مقضي وقته على الفيسبوك وسائل التواصل الاجتماعي سيندم يا ريتني قدمته لحياتي يومئذ لا يعذب عذاب الله ولا يوثق وثاقه احد ثم يخبر الله سبحانه وتعالى عن الفريق الاخر. يا ايتها النفس من نجحت في هذه الحياة الدنيا؟ من صبرت على لأواء الحياة وقبضت على الجمار. كنت مطمئنة لوعد الله. كنت مصدقة بمشاهد اليوم الاخر. مطمئنة. كان عندك اطمئنان لما فيخبر الله سبحانه وتعالى به. هنا عندما يأتي اليوم الاخر ستنجح وستذوق لذة النجاح. يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي بعبادي وادخل اما تأتي سورة البلد احبابي الكرام لتبين الطبيعة التي خلق الله عز وجل عليها الانسان وانتبهوا هذي كلها سور مكية تعطي دروس للصحابة ولاهل مكة عموما في في مسائل الاعتقاد في اليوم الاخر في دلائل التوحيد في طبيعة خلق الانسان والمقصد من خلقه. فالله عز وجل في سورة البلد يخبر انه يعني يقسم انه خلق الانسان في كبده الانسان مخلوق وجد على هذه الارض وخلقه الله عز وجل بطبيعة انه مكابد انه مجاهد بمشقة في مكابدة الحياة. لا تظن ان الحياة هي حياة الراحة وحياة الدعوة. الحياة فيها مشقة خاصة لمن يريد ان يصل الى نهايتها بنجاح من يريد ان يصل الى درب النجاة بنجاح عليه ان يكابد الحياة. لقد خلقنا الانسان الكبد لكن بعض الناس يظن انه مستغني طبعا اذا كنت انت فهمت هذه القاعدة ان الانسان مخلوق في كبد وفي مشقة ويحتاج الى جهد ونصب هنا يتذكر الانسان بما اني انا في مشقة وجهد اذن عليا ان استند الى من يعينني ويقف معي ويغنيني وليس لك الا ان تتصل بالله سبحانه وتعالى. تتذكر افتقارك. لقد خلقنا الانسان في كبد يعني خلقنا الانسان مفتقرا. خلينا نقول محتاجا دائما. فالانسان دائم محتاج مفتقر الى وجود الاله في حياته لذلك الله سبحانه وتعالى نام الذين يظنون انهم استغنوا عن وجود الاله ايحسبوا ان لا يقدر عليه احد؟ يقول اهلكت مال اللبدا كثيرا. ايحسب ان لم احد. مسكين هذا الذي يظن انه مستغني عن الله. فالانسان مهما كنت كافر ولا مؤمن انت في كبد. الحياة فيها مشقة. الحياة فيها تعب. اذا لم تستند الى الله سبحانه وتعالى الى الركن الشديد ستضيع ستتيه فعليك ان تحفظ هذه القاعدة ايها الانسان وانت تسير في هذه الحياة الدنيا. لقد خلقنا الانسان في كبد وهذا الكبد يحتاج ان تسند ظهرك فيه الى اله عظيم قوموا بحوائجك ويغنيك بعد فقرك. ويرزقك جل في علاه واياك ان تظهر الاستغناء عن ربك سبحانه وتعالى. ثم يخبر سبحانه وتعالى في منتصف سورة البلد انه بين الكرام لما يقسم الله سبحانه وتعالى احد عشر قسما متواليا على قضية فانت تتكلم عن قضية مصيرية محورية نعم قد افلح والله وسعد وحصل السعادة الابدية من زكى هذه النفس وراقبها وتابعها وقد خاب من دساها. فجعلها في ظلمات المعاصي وفي ظلمات الشر وفي ولم يخرج هذه النفس لتشرق ولترى النور ثم بعد ذلك بعد سورة الشمس تأتي سورة الليل يخبر الله سبحانه وتعالى فيها ان الناس تجاه النجدين تجاه طريق الهداية وطريق الضلال اه اه الذين بينهم الله سبحانه وتعالى بينقسمون قسمين وقال سبحانه وتعالى والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى وما خلق الذكر والانثى ان سعيكم لشتى ايها البشر ستنقسمون سعيكم واعمالكم متنوعة في هذه الحياة فمنكم من سيسلك طريق الهداية منكم من سيسلك طريق الضلال لكن الله سبحانه وتعالى ما زال يعطي الدروس ويؤسس العقائد في نفوس الصحابة والجيل الاول ان نسيكم لشتى. طيب ما هي القسمة؟ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ما له اذا في هذه القسمة الثنائية كل مرة تعرض بشكل ثم قال سبحانه ان علينا للهدى وان لنا الاخرة والاولى. ركزوا هذه في هاي الاية. واننا نحن من نملك الاخرة والاولى تعظيم واجلال لهذا الاله. فلما اخبر الله سبحانه وتعالى على انه هو الذي يملك الاخرة والاولى انه الذي يجزي المؤمنين باحسانهم وانه يعاقب الكافرين بكفرهم. جاء سورة الضحى اولا تثبيتا للنبي صلى الله عليه وسلم بعد فترة انقطاع الوحي. وقد مر معنا في شرحه ده فضائل القرآن ان هذه السورة نزلت بعد المرة الثانية من اه انقطاع الوحي فطر الوحي عنه عدة ايام فنزلت سورة الضحى تأنيسا وتثبيتا وتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتخبره ان الله سبحانه وتعالى لم يدعك ولم يترك كيف وهو قد وجدك يتيما فاوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. وانت قبل ان تبعث كنت بهذه الاحوال والله اشتباك واصطفاك. فهل يعقل ان ان يتركك الله سبحانه وتعالى بعد ان اصبحت نبيا من انبيائه تحمل لواء هذا الدين. وورد في سورة الضحى قوله عز وجل وللاخرة خير لك من الاولى. لاحظ هذه الاية مع ما ورد في سورة الليل. وان لنا للاخرة والاولى. اي نحن من نملك الاخرة والاولى ويا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى ولا الاخرة خير لك من الاولى. هذه التناسبات هذه التقاربات اللفظية يدل على انسجام بين السورتين وتأتي الشرح بعد سورة الضحى لتكمل العقد اكد اه تسلية الله لنبيه وتثبيته في هذه الدعوة المباركة. الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك آآ الان خصائص يقول ابن الزبير الغرناطي خصائص والمدائح التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لنبيه في سورة الشرح هي خصائص ومدائح لم يشهدها النبي صلى الله عليه وسلم خلينا نقول محسوسا في الحياة الدنيا. يعني الم نشرح لك صدرك؟ هذا ليس امر حسي مشاهد وانما هو امر باطني ووضعنا عنك وزرك هذا ايضا امر من الله سبحانه وتعالى. هدية ومنحة من الله عز وجل ليس امر مشاهد محسوس الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك. ايضا هذه من الامور المعنوية فاصبر يا محمد فان مع العسر يسرا مش مشكلة اذى كفار قريش اتعبوك انا ندرك يا محمد صلى الله عليه وسلم كل ما يحصل معك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا سورة الضحى كان المديح والثناء والاختصاص والاجتباه يتعلق بالامور المحسوسة. الله سبحانه وتعالى ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ الم يجرك يتيما فاوى وجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فاغنى. فهي كانت تتعلق خلينا نقول بامور شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم بين عينيه بين ناظريه. كيف كان يتيما فاواه الله وفقنا فاغناه الله. وكان اه يبحث عن الحق فهداه الله سبحانه وتعالى اليه. في سورة الشرح ركز الله سبحانه وتعالى على الامور المعنوية. خلينا نقول التي ليست هي محسوسة شرح الصدر وهذا شيء ايماني قلبي داخلي رفعنا عنك الاثاء ورفعنا لك ذكرك تمام؟ طيب بعد ذلك تأتي سورة التين يقول ابن الزبير هذه صورة موضحة ومتمما للمقصود في السورتين قبلها وبيان ذلك ان الصورة الانسانية بظاهر الامر مما هي عليه من الترتيب والاتقان. يعني صورة الانسان ككائن حي متقنة الوجه اليدان الاقدام الجسم متناسق. قد كانت تقتضي بظاهرها ارتباطي كمال بها من حيث انها في احسن تقويم ولا افتراق يبدو في الظاهر فكيف افترق حكمه واختلف السلوك. اي قد خلقنا الانسان في احسن التقويم. هنا ابن الزبير حمل الاية ان الله عز وجل خلق الانسان في صورته الخارجية على احسن منظر وعلى احسن هيئة وكان ينبغي ان يكمل الانسان هذا الجمال الظاهر بجمال الباطن انه هذا الذي يريد ان يقوله انه اذا كان الله خلق الانسان في احسن تقويم فالمطلوب منك يا ايها الانسان ان تكمل جمال الظاهر حسن التقويم بجمال الباطن لكن للاسف كثير من الناس دار الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى. فشوهوا بواطنهم فلم يغنهم جمال الظاهر ذلك قال لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ثم رددناه اسفل سافلين. كلهم الذين عصوا ولم يتبعوا الله سبحانه وتعالى وهربوا ونفروا من دين الله عز وجل يعني لم ينفعهم جمال صورهم واشكالهم ردوا في اسفل سافلين. واما الذين انتفعوا بحسن التقويم هم الذين كملوا جمال الظاهر بجمال الباطن الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون. ثم ختمت السورة فما يكذبك بعد بالدين؟ طبعا هل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يعني يتشكك في الدين فما يكذبك بعد بالدين حاشاه لكن الكلام يعني يوجه له بصيغة الخطاب لكن هو الكلام لك واسمعيه يا جار بهذا المنوال انه الكلام للمشركين الذين يعارضونه. الله سبحانه وتعالى احيانا يوجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لكن ليس هو المراد تنزيله عليه وانما المراد تنزيله على اهل كقوله سبحانه وتعالى مثلا في سورة الزمر لان اشركت ليحبطن عملك ظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم لكن هل النبي صلى الله عليه وسلم فيشرك حاشاه بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه وانما هي رسالة لمشركين انه اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب بهذه الطريقة فما بالكم في انفسكم اذا فما يكذبك البعض بالدين ليس الله ميم كان الكلام الذي يشكك هؤلاء الناس في دين الله سبحانه لماذا يكيدون له كيدا تأتي سورة العلق تأتي سورة العلق يخبر الله سبحانه وتعالى فيها من الامور التي تبعث اه طمأنينة بهذا الدين اي انسان عندو شك بهذا الدين فما يكذبك بعد بالدين التكذيب والتشكيك بهذا الدين اذا اراد يصل للهداية فعليه ان فهذا الكتاب هو الذي بدأ الله عز وجل به في سورة فقرة فقال ذلك الكتاب لا ريب فيه. وهو الذي يذكره هنا يبين انه سبيل العلم بالله سبحانه والوصول الى حقائق الدين حقائق الوجود وفلسفة الحياة ويعرف الانسان لماذا خلقه الله سبحانه وتعالى عليه ان يعود الى هذا الكتاب؟ اقرأ باسم ربك الذي خلق قلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. عليك انسان ان تقرأ وان تتعلم. وان خاصة التمسك بهذا الكتاب العظيم بان القراءة هنا اول ما تطرق اليه القراءة لكتاب الله لانه هو الذي سيهديك ويرفع عنك الشك والتكذيب بيوم الدين. فما يكذبك بعد دين اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق ستتعلم وسيزول عنك اي تكذيب واي شك. بعد كل الدلائل الباهرة العظيم قال لها ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى لكن المشكلة ان بعض الناس يريد ان يبقى على طغيانه ويظن انه مستغن عن القراءة للقرآن وعن التعلم وعن الاستفسار. يريد ان يبقى في شهواته في ملذاته. كلا ان الانسان لا يطغى الله واستغنى امثال هؤلاء يأتيهم التهديد ان الى ربك الرجعى دعهم سيعودون الى الله سبحانه وتعالى وسيكون الحساب الشديد بانتظارهم اذا نقف هنا ان شاء الله في هذا المجلس وفي المجلس الاخير غدا باذن الله ان كانوا في العمر بقية يكون نهاية تعليقنا على هذا الكتاب المبارك المفيد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم